رواية مابين العشق والقدر الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم هند صقر
رواية مابين العشق والقدر الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم هند صقر
الفصل الرابع والخامس عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
-حيااااااة
هتف باسمها بهلع وهو يربت علي وجهها برفق يحاول افاقتها ولكن يد اخرى سحبتها من بين يديه بعنف فرفع رأسه لتتشنج قسيمات وجهه من رؤيته لها وهي بين احضان ذاك الشخص
بينما استقام أمجد واقفا حاملا اياها بين ذراعيها وهو يرمقه بنظرات مشتعلة نارية
-يحي
هدرت بها فاطمة بتشتت بعد تأكدها من وجهه الشخص الماثل امامها
فهدر بها أمجد بقوة غير مباليا باندهاشها فكل ما يجول في عقله الان هو "حياة" حياة فقط :يلا يا ماما لازم نودي حياة المستشفي... هاتي أدم وحصليني
عقد يحي ما بين حاجبيه وهو يردد بخفوت :ماماااا
ووقف مكانه بتشتت لا يدري ما عليه فعله فقط ناظر أمجد بنظرات واهية وكاد أن يلحق به ليطمئن قلبه علي من تمتلك روحه ولكنه توقف في اخر لحظة مدركا انه فقد الحق في ذلك منذ زمن فلم يرد ان يحدث مشاكل اكثر بسببه في يوم كهذا فقرر ان ينسبح بهدوء علي ان يؤجل ما كان سيفعله لاجل قريب قريب جدا.....
بينما أنطلق الاخير للخراج بتجاه سيارته لتلحق بيه حور بعدما شاهدت عبوره من جانبها حاملا حياة بين يديه لتهتف بعدها بفزع عند اقترابها منه :أمجد... حياااااة..... مالها حياة
فاردف أمرا اياها وهو يشير برأسه نحو باب السيارة :الباب.... افتحي الباب
فتسمرت مكانها لبرهة ليصيح بها هذه المرة بقوة :البااااب
فهرولت سريعا نحو السيارة لتقوم بفتح الباب الخلفي لينحني هو بجزعه واضعا حياة فوق الكنبة الخلفية بحذر شديد ليغلق الباب بعدها.... أنطلق نحو عجلة القيادة بعدم قدوم والدته وادم
فكادت حور انا تتحرك للركوب السيارة هي الاخري الا ان صراخ أمجد استوقفها:انتي راحة فين....
اجفلت من صراخه وتوقفت مكانها وهي ممسكة بمقبض باب السيارة بدون حركة فمسح وجه بيدها وهو يزفر بتعب ثم نظر نحوها ليردف قائلا وهو يحاول التحلي بالهدوء :لازم حد يبقي في الاتيليه مش عاوزين شوشرة خلي بالك من الاتيليه والموظفين وانا هطمنك فون متقلقيش
فهزت رأسها بتفهم لتهتف وهو تشهر باصبعها السبابة نحوه :تطمني بالفون
فأومأ برأسه موفقا ليدير مفتاح السيارة وينطلق متحركا بسرعة من أمامها
..............................
في غرفة المشفي
-طمني يا دكتور
هتفت فاطمة وهي تطالع الطبيب بقلق
فابتسم لها ابتسامة لم تصل عينه ليردف بجدية وهو يزيل السماعة الطبية من اذنيه:خير اطمني هو ضغطها وطي شوية ممكن توتر او حاجة المهم هي بخير دلوقتي هكتبلها علي شوية ادوية وهي اصلا تمام
فزفرت براحة لتقترب لتجلس بجوار ابنتها التي تطالعهم بهدوء تام... ربتت علي يديها بحنان ثم رفعت وجهها للطبيب وهو تقول بامتنان:شكرا يا دكتور تعبناك معانا
فأومأ برأسه ليقول بنفي:تعب ايه ده واجبي
قال جملته ليتحرك بعدها نحو الخارج وكأنها انتظرت خروج الطبيب لتضع يديها علي وجهها لتأن بصوت مسموع فالتفت اليها والدتها لتهدر بفزع :حيااااة... مالك بس ايه اللي حصل
فهتفت حياة بصوت متحشرج واهن من وسط بكائها الخافت:هيخدوا مني ياماما... يحي رجع وهياخد ادم مني.... انا مقدرش اعيش من غير ادم
فجذبتها فاطمة نحو احضانها لتملس علي رأسها بحنان :خير يا بنتي اطمني.... ذي ماهو ابوه انتي امه... هو ميقدرش يخده من حضنك دلوقتي متنسيش ان سنه لسه صغير
فرفعت وجهها وقد فتحت عينيها البنية علي وسعهما وهي تنظر اليها محاولة التأكد من صحة كلامها وقد احمر انفها الصغير بعدما اتخذت الدموع مجرها في وجهها لتشكل خطوط سوداء بسبب الكحل
أومأت بعينيها مؤكدة وهي تبتسمت من هيئتها لتردف محاولة تلطيف الوضع:ايوة وامسحي وشك ودموعك دي ادم لو شافك كده هيهرب لوحده
فابتسمت من دعابتها لتمسح عيونها بظهر يدها كالاطفال فجذبت والدتها المناديل من حقيبتها لتعطيها اياه فتناولته من يديها لتقوم بمسح دموعها وبالفعل لم تكد تنهي ما تقوم بيه حتي وجدت الباب يفتح علي وسعه وادم يركض بسرعة ليقفز علي السرير بجورها وهو يهتف بعبوس:ماما انتي كويسة... انا خوفت عليكي اوي لما ميجو شالك ومكنتيش بتردي عليا
فجذبته فورا الي احضانها لتعطيه الامان وقد كانت هي الاخر بحاجة الي ذلك الحضن ربما أكثر منه
ليردف الصغير من بين احضانها :ماما خفي بسرعة عشان بقي واوعي تتعبي تاني... بابا هيزعل لو رجع من السفر ولقاكي تعبانة
فأغمضت عينيها بالم وهي تحاول كبح دموعها التي تنوي الهبوط لينقظها دخول أمجد من الموقف
- الدكتور قال انك تمام افكيش حاجة وما شاء الله انتي ذي القرده اهو... لازم يعني تخدينا عليكي... بسكوتة انتي وملكيش في الشغل صح.... ما أنا عارفك واحنا صغيرين كنتي بتضحكي عليا وعشان كنتي عارفة اني حونين كنتي بتخليني اعمل واجبي وواجبك
قالها وهو يبتسم لها بمشاكسة
فصاحت بهم فاطمة بصدمة :نعم يعني كنتوا انتو الاثين بتضكحوا عليا وكنت انت اللي بتحل واجبها حسابكم معايا....
فلم يتمالك أمجد نفسه لينفجر ضاحكا من قلبه لتضحك حياة هي الاخر ولكن ضحكها كان من نوع اخر ليشاركهم الصغير الضحك وهو غير مدرك علاما يضحك من حوله فهتفت فاطمة بصرامة :اخرسوا انتو ليكم عين تضحكوا كمان
فتنحنح أمجد ليقول بحرج :احم.....ليه بس ما احنا كنا حلوين
ثم أضاف بهجوم :وبعدين احنا في ايه ولا في ايه ها...
فسألت حياة بتذكر:صحيح الاتيلية.... والافتتاح
فاجابها أمجد مطمئنا :اتقلقيش حور هناك ومفيش مشاكل
خبط جبهته بتذكر :اوكشن حور هتنفخني اما اقوم اتصل بيها اطمنها...
...............................
-ها يا حور ايه الاخبار
سألت نجلاء بقلق
فابتسمت حور وهي تقول بهدوء :الحمد لله حياة تمام الضغط وطي بس أمجد هيروحها علي البيت عشان ترتاح أكتر وهيجي يعني مفيش مشكلة الحمد لله
فزفت نجلاء براحة لتقول :طب الحمد لله
وأضافت ايمان بابتسامة :حمد الله علي سلامتها
فاجبتها حور بنبرة هادئة:الله يسلمك
سكتت ايمان قليلا ثم اردفت وهي تطالعها بلؤم:طلاما كله تمام..... يبقي تحكلنا يا قطة ايه اللي حصل معاكي وايه علاقة دكتور سيف باخوكي
فهدرت بها حور بضجر :هو ده وقته يا ايمان
فهزت رأسها لتقول مؤكدة :اينعم..... هو ده ام وقته كمان....
ثم أشهرت باصبعها السبابة نحوها لتأمرها بجدية:يلا انطقي يا قطة مش عايزة استهبال انا
رفعت كتفها باستسلام فهي لن تسلم من ايمان اذا لم تتكلم فاردفت بملل:عايزة تعرفي ايه بالضبط يعني
فسألتها بحماس وهي تطالعها بعيون مترقبة:يقرب لاخوكي ايه... عمل معاكي ايه... يعني اتصرف اذاي.... كلمك انتي كلمتيه وهو فين دلوقتي ....
فقاطعتها قائلة بملل :بس فهمنا خلاص طلع ياستي صاحبه كان معاه فترة في امريكا... واه هو مشي بقاله مدة عشان متوشيش .... بس الاهم بقي تصوري اتعامل معايا باحترام بس طبعا عشان اخويا..... لاء والكبيرة بقي دكتور سيف طلع ميعرفنيش
قلدت صوته وهي تتابع :أكيد مش بنحفظ كل الطلاب
فانفجرت ايمان ضاحكة من طريقتها لتردف بحماس :الله طب وانتي عملتي ايه
فاردفت وهي تطالعها بملل :انا ليه حاسة اني بحكيلك فيلم رومانسي سكي بأك ده ياماما وبلاش اللمعه اللي في عنيكي والحماس الزايد ده.... انا مش بطيقه اصلا
فمالت رأسها لترفع حاجبيها وهي تقول بخبث:والله
نظرت حور في عينيها وهي تجيبها بتحدي :اه والله
.............................
بعد يومين
في قاعة المحاضرات
-مالك يابه ضاربة بوظك شبرين من الصبح وقرفنا معاكي ليه
هتفت حور وهي تطالع ايمان باستغراب من هيئتها والحزن الكاسي وجهها
فاردفت ايمان وهي تنظر امامها بعبوس :أفيش
فعقدت حور ما بين حاجبيها لتهدر وهي تنفخ بضجر:اللهم طولك يا روح.....
التفت الي نجلاء وهي تقول بضيق:نجلاء اتصرفي لاني فاض بيا...شوفي البت الهبلة دي مالها.... يعني مش كفاية ان المحاضرة الجاية بتاع الوحش... انا قاعدة مش طايقة نفسي اصلا..
فهزت نجلاء رأسها وهي تقترب من ايمان لتسألها بهدوء :مالك بس يا ايمان ايه اللي مضايق كده
فمطت حور شفتيها لتقول بتهكم :يا حنينة.... علي اساس كده هتتكلم
فهتفت ايمان باقتضاب :انا هتخطب ارتحتوا بقي
فقطبت نجلاء جبينها لتقول بتعجب:الله... طب وايه اللي يضايق في كده.....
بينما وكزتها حور في كتفها وهي تقول بتعنيف:يا جذبة بقي هتتخطبي وساكتة ... ومن الصبح قلبها دراما ومش راضية تنطقي.... هو ايه العبارة بالظبط..... اه استني... اوعي تقوليلي سليم
فبرقت عينيها وهي تطالعها بصدمة :عرفتي من اين
فانفجرت حور ضاحكة لتردف قائلة بتفاخر :هههععهههه.....عيب عليكي... ده انا حور والاجر علي الله
أضافت نجلاء باستفسار :مش سليم ده ابن عمك الضابط
فزفرت ايمان بضيق لتقول بامتعاض :ايوة هو
فعقدت نجلاء مابين حاجبيها وهي تتابع باستغراب :طب في ايه.....فين المشكلة طيب
فعقدت ايمان ساعديها امام صدرها لتردف بتبرم:المشكلة انه بيحبنيش
ذاد انعقاد ما بين حاجبي نجلاء لتهتف بعدم فهم :اذاي وانتي بتقولي هيخطبك
فتنهدت ايمان بعمق لتجيبها موضحة:بصي هو الموضوع ذي اتفاق بين عمو الله يرحمه وبابا والموضوع ده كان من واحنا لسه صغيرين كمان...
فتدخلت حور قائلة بملل من سير الحوار:طب يا هبلة طلاما الموضوع ده كان وانتو لسه صغيرين ايه اللي جدده فجأة غير ان حضابط عايزك تكوني حلاله بلاله يا اذكي اخواتك... وايوة بقي وهنبل الشربات وانشراح هتزغرط
مدت شفتيها السفلي للامام لتقول نافية: هو لا عاوزني ولا بتاع.... ده لما بيشوفني كانه شايف هوا ولا بيبص عليا من اساسه....وحتي لو مره غلط وبص بتبقي نظراته كلها كانه مش طايقني..... وانتي تقوليلي عايزك وبتاع....أكيد عشان محترم الاتفاق بتاع باباه...
فضربتها حور علي رأسها وهي تقول موبخة اياها:هو في راجل الايام دي بيتغصب علي حاجة هو مش عاوزها ياعبيطة انتي، وبعدين ده ظابط وانتي بتقولي شخصيته قوية حتي بباكي بيشتشيره في كل حاجة... يعني واحد ذي ده هيتجوز واحدة هو مش عايزها ليه.... وبعدين تعالي هنا وقوليلي اشمعنا دلوقتي بالذات الاتفقاق ظهر وهو عايز يتمه... ها ماتردي
فأومأت نجلاء برأسها وهي تقول مؤكدة :حور معاها حق يا ايمان أكيد في حاجة معينة استجدت انتي متعرفهاش متخديش الامور من منظور واحد ....
ثم غمغمت مع نفسها بالم :اهم حاجة تفكري كويس يا ايمان ويارب تقدري تحكمي قلبك مع عقلك ومتخليش واحد فيهم بس هو اللي اللي ياخد قرراتك عشان متقعيش في غلطة غيرك وقع فيها
بينما كانت ايمان في عالم اخر فقد ظهر فجأة الي عقلها موقف الفستان ونظراته نحولها وكلامه معها فهي حتي تملي علي عقلها حتي الان انه حلم لتحاول اسكاته حتي لا تدخل في معركة لا تعلم نتيجتها ولكنها نفضت رأسها سريعا لتعدل من وضعية حجابها وهي تقول بتخبط :مش عارفة بقي
فزفرت حور بضيق عند رؤيتها لدخول جميع الطلاب الي القاعة فصاحت بهن قائلة بامر :طب ياريت نأجل كلامنا لبعدين عشان حضرت الوحش شرف... وانا مش ناقصة تهزيق تاني...
فاعتدل الفتيات في جلستهم لينظروا الي باب القاعة حيث دخول الدكتور....
...........................
الفصل الخامس عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
زفرت براحة عند انتهاء المحاضرة لتغمغم بخفوت :الحمد لله عدت علي خير
كادت ان تخرج من باب القاعة مع صديقتيها ولكن استوقفها ندائه:حور
فتسمرت مكانها وهي تلعن بداخلها فهتفت ايمان بصوت خفيض :اوعى... استلم يا معلم
فرمقتها حور بنظرة مشتعلة لتردف بغضب وهي تجز علي اسنانها:اخرسي خالص... وخليكي في اللي انتي فيه احسنلك
ردد اسمها مرة اخر :حور
فنظرت الي نجلاء لتطالعها الاخيرة بقلة حيلة فاخذت شهيق عميق ثم زفرته ببطء لتستدير لتناظره بنظرات محتقنة وهي تقول بانزعاج :أفندم
فطالعها هو بسكون لفترة محاولا استفزاها وقد نجح في ذلك فعندما طالت المدة شاهد أشتعال عسلي عينيها فكانت وسط بشرتها البيضاء ككرة من النار.... كادت ان تتكلم فسبقها مردفا ببرود وهو يتخطاها :حصليني علي مكتبي
فوقفت مكانها مشدوها وهي تشاهد ابتعده لتزفر بحنق وهي تكرر جملته بنفس اسلوبه :حصليني علي مكتبي
أضافت بتبرم:علي اساس اني خدامة الست الوالدة مثلا...
ضيقت عينيها وهي تتابع بوعيد:ماشي انت اللي جنيت علي نفسك... هتشوف
فهتفت ايمان بخضة:ياخرابي يبقي نقول علي الحليوة ابو عيون دباحة يا رحمن يا رحيم... اهدي يا منار
فصاحت بها بنبرة محتقنة :ايمااااان.... ايه مش من شوية كنتي قالبة الست امينة رزق ايه اللي حصل خليكي في نفسك دلوقتي عشان انا عفريت الدنيا بتتنط قدامي....
فهتفت نجلاء بهدوء محاولة استمالتها:ايمان خايفة عليكي ياحور.... فارجوكي اهدي وبلاش تهور... انتي مش ناقصة مشاكل
فطالعتها حور بنظرات مستنكرة لتجيبها بعدم تصديق :يعني مش شايفة معملته واسلوبه معايا من اول محاضرة وتهزيقه ليا في اخر مرة لاء وبعد معرف انه غلطان بدل ما يعتزر بيذيد فيها....
كادت نجلاء ان تقاطعها فرفعت يديها امام وجهها منهية الكلام لتتحرك بعدها من امامهم بتجاه غرفة مكتبه
فصاحت ايمان وهي تزفر بقلق:انا مش مطمنة حاسة ان هيحصل مشكلة تاني
فغمغمت نجلاء بخفوت :بس ان حاسة العكس
..................................
طرق علي باب مكتبه طرقات رقيقة فاتها صوته من الداخل اذنا لها بالدخول فاخذت نفس عميق لتستعد للمعركة القامة قبل ان تدير مقبض الباب لتتقدم بخطواتها الثابتة الي الداخل وقد تركت الباب خلفها مفتوحا ... وقفت في منتصف الغرفة تطالعه وهو جالسا علي رأس مكتبه يقوم بمطالعة كتاب معين فزفرت بضجر من أسلوبه الا انها مالبثت ان تلبست قناع الهدوء عن رؤيتها انه واخيرا انتبه لوجودها فتمتمت لنفسها وهي تلوي شفتيها بتهكم "لاء كتر خيره بصراحة"
وضع كتابه جنبا ليرفع رأسه اليها ليطالعها وقد ارتفع حاجبه مستعجبا فاشار بيده نحو احد المقاعد الموجودة امام مكتبه ليقول بهدوء :أقعدي
فطالعته بصمت قبل ان تتحرك بتجاه المقعد المعاكس لتجلس عليه بسكون تام فهز رأسه وقد التوي ثغره بابتسامة جانبية فاعتدل واقفا ليتحرك ليجلس في المقعد المقابل لها وهو ذاته المقعد الذي اشار اليها للجلوس عليه فقطبت جبينها باستغراب من فعلته واغفضت وجهها ارضا وهي تملي نفسها بانها علي اتم الاستعداد لاي تصامدت ايا كانت ظلت علي وضعيتها تلك لفترة وانتظرت حديثه ولكن السكون كان سيد الموقف فرفعت وجاهها لتتأكد من وجوده فصدمت بعينيه التي تطالعها بتركيز فاحست بالحرج وحاولت ادخال خصله وهميه من شعرها داخل حجابها ولكن علق اصبعها مكانه عقب سماعها لجملته
-أنا اسف
فرفعت وجهها لتطالعه بعدم تصديق نظرت الي عينيه لتتأكد من صحت حديثه ولكن غبائها وصل بها الي تذكر جملة ايمان القائلة"الحليوه ابو عيون دباحة" لا تعلم لم تملكها الفضول لتتأكد من صدق جملتها فوجدتها فرصة لتتدقق من ملامحه فمن يمتثل امامها الان شاب يمتلك من الوسامة المصرية قدرا لا يستهان به ببشرته الحنطية وشعره الاسود الداكن بتسريحته الرجوليه المميزة وانفه المستقيم واكثر ما يميزه حقا هي عيونه البنية الداكنة ورموشه الكثيفة فهي أول مرة تشاهد شاب او لنقل انسان ذكر او انثي يمتلك رموش بمثل تلك الكثافة حقا يشبه والداته كثيرا ولكن بشكل رجولي بحت احست بابتسامة الواسعة بسبب تحديقها العميق به فتيبس وجهها لتردف بجمود محاول التغطية علي غبائها :أفندم حضرتك قلت ايه
فابتسم بداخله فاللحظة الفائته كانت كالسحر بالنسبة له ولكنه اردف بهدوء مكررا لجملته :انا اسف....
فرفعت حاجبها وهي تلوي شفتيها بتهكم قائلة :ايه يادكتور حضرتك بتتأسف علي ايه هو حضرتك تعرفني اساسا
فمسح وجه بيدها وهو يقول بهدوء :أنا عارف اننا حصل بنا مشاكل كتير
فصحتت هي :قصدك... حضرتك دايقتني كتييييير
فلوح بيده ثم أضاف مستميلا اياها:ياستي ايا كان.... انا بعتذرلك دلوقتي علي اي حاجة صدرت مني ودايقتك...
فابتلعت ريقها بتوتر وقد شرد عقلها بتفكير ثم ما لبثت ان أردفت باقتضاب :وده بقي عشان طلعت صاحب أخويا
فهز رأسه بنفي مضيفا بابتسامة عذبة :أبدا والله أنا من بعد الموقف الاخير وأنا قررت أعتذرلك وأشكر في اللي عملتيه مع أمي
فرمشت بعينيها عدة مرات لتقول :طب هو سؤال كده
فأومأ برأسه مجيبا بهدوء :اه اتفضلي
فسألت مستفسرة بتخبط :هو حضرتك دكتور سيف بجد
فضحكا عاليا ليردف بعدها مشدوها:ليه هو انتي كنتي فاكراني اذاي
فاردف باندفاع:يعني شخصية قوية وملكش في المشاعر وان الاعتذار والشكر وغيره مش موجوين في قموسك ذي اللي بنقرأ عنها في.... أقفلت فمها فورا عندما أدركت ما تفوهت به
بينما زادت ابتسامته ليردف بعدها مشدوها:انتي صريحة أوي....
فعضت شفتيها السفلي وشبكت يديها بتوتر ولم تعلم بماذا تجيب
.............................
وفي الجانب الاخر في موقف موجهة من نوع أخر وقفت أمام المنيكان المعروض تحاول ترتيب وضعية قطعه الملابس بوضع صحيح فوق المنيكان ولكن تيبست يديها الممسكة بقطعة الملابس عند سماعها لصوته فالتفتت من فورها تحاول السيطرة علي انفعالاتها فطالعها هو لفترة محاولا التدقيق في ملامحها التي لم تتغير بالنسبة له قبل أن يردف بعدها بلوم :ليه ليه خبيتي موضوع كبير ذي كدا...
فمطت شفتيها لتقول باستهجان :والله مكنتش فاكرة ان الموضوع يهمك بالشكل ده..... ما انت رمتني من حياتك وهو كان موجود جوايا ومفكرتش تسمعني حتي... يبقي جايا دلوقتي بتسألني علي ايه دلوقتي.... انت ملكش حق عندي
فهز رأسه وهو يجيبها بعدم تصديق :ياااه انتي اتغيرتي اوي ياحياة...
فضحكت ضحكات مرتفعة يتملكها ألم عميق لتجيبه باستنكار :بجد... يعني لما ابديت اتكلم... حضرتك حسيت اني اتغيرت...
فتنهدت بعمق لتضيف بتملق:يارتني كنت اتغيرت من زمان
فأغمض عينيه بعنف ليردف وهو يطالعها بلوم:ليه معرفتنيش أنك حامل
فارتفع حاجبيها وهي تردف بابتسامة متهكمة تحمل وجع السنين وقد تدفق الي ذاكراتها جميع الاحداث الماضية بتتابع مرهق :عشان اليوم اللي حضرتك اتكرمت عليا فيه وخرجتني من حياتك كان اليوم اللي عرفت فيه اني حامل وتصور كان المفروض أني هعملك مفجأة
فأغمض عينه بعنف وهو يلعن بداخله ليردف بعدها بأسف حقيقي :حياة صدقيني انا اسف... أنا عرفت كل حاجة بس بعد فوات الاوان... بعد... بعد ما خسرتك
فضحكت ملئ فمها لتجيبه بسخرية :بجد؟!
فتنفس بصوت مسموع ليردف بعدها برجاء:حياة ارجوكي حاولي نسيب اللي فات علي الاقل دلوقتي... عشان مصلحة ادم
فطالعته بنظرات جامدة ليتابع هو :ااادم... في اليوم اللي شفته فيه في المحل وانا قلبي كان بيقولي انه مش غريب عني وعنك اسمه والشبه الكبير بينك وبينه... من ساعتها وأنا بدور عليكي وعلي حاجة تأكد شكوكي... وشهادة ميلاده كانت اقوي دليل وأسهل وسيلة عرفت أوصل بيها ليكوا خصوصا بعد ما غيرتي عنوانك...
فاستجمعت شجاعتها لتقول باقتضاب :والمطلوب يا يحي
فاردف باندفاع :أنا عايزة أشوف ادم يا حياة...عايزه يعرف اني ابوه موجود ومستعد يعمل اي حاجة عشانه
فأغمضت عينيها بقوة لفترة ثم ما لبست ان فتحتها وهي تومأ برأسها لتقول بهدوء :ماشي.....بس سبني شوية أمهدله الموضوع
فابتلع ريقه وهو يسألها بتوجس:انتي قولتيله عني ايه
فتنهدت بعمق لتردف بعدها بابتسامة متهكمة:متقلقش.... أنا قولتله أنك مسافر.... بس...
فهتف مستفسرا :بس ايه
فاغمضت عينيها وهي تجيبه بألم وهي تنطق حروف جملتها بصعوبة:مش معرفاه اننا منفصلين
.........................
-تصوري اعتذري مني
نطقت بها حور وهي مازالت بحالتها المشدوها
فحملقت بها نجلاء بدهشة بينما اردفت ايمان بهيام:يسلام... شكل الزهر خلاص لعب واتبدلت الاحوال مبروك يا حور
فانتفضت حور اثر جملتها لتردف بعدم فهم :قصدك ايه يا بت انتي
فرفعت أكتافها لتقول بلامبالاة :أقصدش أنا مليش دعوة.... أنتي اللي قلتوا انكم اصتفيتو وبقيتوا سمن علي عسل
فلوحت بيديها وهي تردف بنفي :لاء... لاء... لاء... أوعي دماغك تروح لبعيد.... صحيح أعتذر... بس ده كان مفروض عليه الحكاية اني مكنتش أتوقع ان شخصية زيه تتنازل وتعتذر أو تشكر...وده بردوا ميمنعش اني لسه مش بطيقه
هنا تدخلت نجلاء قائلة بهدوء : علي فكرة بقي هو شخصية غير اللي انتي فكراها دي نهائي أنتي اللي مش فاهماه أو مش مدية نفسك فرصة تفهميه صح انتي ناسية ساعة أول موقف لما انتي اللي ابتديتي معاه وزعقتيله وبعدين عرفتي أنه الشخص الغلط مشي ومعلقش مع أن لو شخص غيره كان علي أقل تقدير اداكي كلمتين في جنابك لكن ده لما لاقاكي في موقف محرج مضغطش عليكي ومشي من غير ما ينطق ولا كلمة يبقي ده تصنيف شخصيته ايه
فصاحت ايمان مؤكدة :ايوة قوللها يا نجلاء... الرجال صحيح جد شوية بس ده في تعامله مع الطلاب وبصراحة أسلوبه نافع معانا جدا... صحيح وربنا أحنا شعب بطبعنا ملناش في الانظباط...
فابتلعت حور ريقها وهي تدير كلماتهم في عقلها ولكنها أحست عقلها يأخذ لمكان تهابه تهربت فورا لتردف وهي تنظر الي نقطة ما :الله مش دي أمنية أنا هروح أسألها عشان تدخل معانا في الجروب
قالت جملتها ثم تحركت فورا بتجاه الشخص المذكور لتردد اسمها عند أقترابها:أمنية
فاستدارت لتنظر اليها ثم ما لبثت أن هتفت بابتسامة مجاملة:أهلا حور ازيك
فاجابتها حور قائلة بهدوء :الحمد لله تمام... انتي ايه أخبارك
فهزت رأسها قائلة:تمام الحمد لله
أضافت حور بترقب:بقولك صحيح لو مكنتيش دخلتي جروب أنتي ممكن تدخلي معانا
فرفعت حاجبها وهي تجيبها باستفسار :انتو مين بالظبط
فرفعت حور اكتافها قائلة بتوضيح:يعني هنكون مين أنا وايمان ونجلاء
فهزت الاخر رأسها لتردف باعتراض:لاء سوري مينفعش أكون معاكم
عقدت ما بين حاجبيها لتردف باستنكار:ليه بقي أن شاء الله
فمطت شفتيها لتجيبها بضيق :بصراحة كده عشان نجلاء
فزاد انعقاد حاجبي حور لتصيح بعدم فهم:نجلاء ليه بقي
فتنحنحت أمنية وهي تردف بتبرم :أنا اصلا مش عارفة انتي وايمان لسه مصحبنها وبتمشوا معاها اذاي انتو مش خايفين علي سمعتكم أنتي ناسية أنها واحدة مطلقة أنا مستغرباكم بصراحة
حاولت حور تجمع الكلمات التي التقطتها اذنيها لتتأكد من صحتها قبل أن تتسع عينيها بصدمة لتهتف مشدوها:أنا اللي مستغرباكي أذاي واحدة المفروض متعلمة ذيك كده وتقول الكلام اللي انتي بتقوليه ده.... انتي أكيد مش طبيعية
فهزت أمنية رأسها لتقول باذدراء:الطبيعي اللي مفروض تعرفيه اننا في مجتمع شرقي وعيشين وسط ناس ملهمش غير بالظاهر أنا بنصحك لانك عزيزة عليا و......
فقاطعتها حور وهي تقول بحدة :بس متكمليش... لان كل اللي لأنتي بتقوليه ده كلام عقيم والناس اللي انتي خايفة من كلامهم كده او كده بيتكلموا ولو المجتمع ده كله من أمثال تفكيرك يبقي ميستحقش واحدة ذي نجلاء تكون عايشة معاكم...... يعني حضرتك بتتدعي أني عزيزة عليكي فممكن تقوليلي أنا لو كنت مكان نجلاء دلوقتي وكنت أنا المطلقة كنتي هتقولي نفس الكلام ده لنجلاء انها لازم تبعد عني... ها متردي ولا القطة كلت لسانك
أخفضت الفتاة رأسها وهي تنظر لما خلف حور بحرج فاستدارت حور بوجهها ليشحب وجهها بصدمة عند رأيتها لنجلاء الواقفة من خلفها وقد التمعت الدموع في عينيها وهي تقف مكانها تطالعهم بوجع فوقفت مكانها لثواني وهي غير مدركة لما يجب عليها فعله ولكن تحرك نجلاء من أمامها استطاع افاقتها اخيرا لتركض خلفها وهي تنادي باسمها بهلع
..................................
.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق