القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مابين العشق والقدر الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم هند صقر



رواية مابين العشق والقدر الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم هند صقر





رواية مابين العشق والقدر الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم هند صقر






الفصل السادس والسابع عشر

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-


-نجلاء... استني... نجلاااااااء 

صاحت وهي تحاول الاقتراب منها وعند تمكنها من الوصول اليها  جذبت ذراعها تديرها نحوها لتغمض عينيها بألم وهي تشاهد دموعها السائلة كالشلال علي خدها.... استجمعت قوتها ثم صرخت بها وهي تهزها بعنف:انتي هبلة يعني تخلي حته بت ذي دي تأثر فيكي بالشكل ده 


حاولت التكلم رغم النار الثأره بداخلها فاردفت بصوت متحشرج من بين دموعها :أناااا...أنا تعبت يا حور تعبت من كل حاجة.....حااااسة... حاسة أن كل حاجة بتتحد ضدي... كل ما بحاول أنسي وأقول أعيش وابدء بصفحة جديدة أنسي فيها انا كنت ايه قبل كده... بلاقي نفسي رجعت...

 رجعت لنقطة الصفر من تاني 


فالتمعت الدموع في عين حور من منظر صديقتها الذي أتعب قلبها حقا وضربها في الصميم ولكنها حاولت التحلي بالجمود حتي تستطيع مساعدتها فنظرت اليها بقوة وهي تقول:نجلاء بطلي عياط وبصي في عنيا.... احنا اتفقنا علي ايه


فارخت نجلاء كتفها وهي تقول بانكسار :بس أنا تعبت... بجد تعبت يا حور... أناااا...أنا كنت بحاول اتعايش بشكل الظاهر مينفعنيش.... 


فقاطعتها حور وهي تقول بحدة :لاء مش نجلاء اللي تقول كده... أنتي واحدة مؤمنة وعارفة ان اي حاجة بتحصل وبتوجعنا أوي كده بتكون أختبار من ربنا.... وربنا لما بيحب عبد أوي بيبتليه... يشوفه هيصبر أو... فبلاش تفقدي إيمانك بان بكرة أحلي وأن اللي أحنا فيه هيبقي مجرد فترة وهتعدي.... ومين عارف مش يمكن يكون ده كله بيحصل عشان في حاجة أجمل هتحصل 


-حور انتي فين أنا قلبت الجامعة عل.....

بتر جملته وهو يشاهد ذلك الملاك الذي خطف عينيه بابتسامته البريئة من قبل يقف امامه اليوم ولكن بشكل مختلف شكل مكسور موجع أدمي قلبه بشدة فهتفت بتوجس:هو في ايه


فجفتت نجلاء دموعها بظهر يدها بينما رددت حور وهي تطالعه باستغراب:أمجد 


فتنحنح وهو ينقل نظره بينها وبين نجلاء يحاول فهم ما يحدث ثم ركز نظره علي نجلاء التي تناظر الارض... ليقول وهو شارد في وجهها يحاول التسلل داخلها ليعرف ماذا يبكي ملاك مثلها لهذه الدرجة:أنا كنت عند سيف من شوية وعرفت أنك خلصتي محاضرات فقولت أخدك معايا وأنا مروح... ده حتي صاحبتك الثلاثة بتدور عليكوا.... هو في حاجة


فجذبته من ذراعه محركة اياه ثم دفعته بعدها من ظهره برفق وهي تقول  :يلا كويس أنك جيت... جهز أنت بس العربية وأستناني جنب الكلية هجيب أصاحبي وهنحصلك 


فهز رأسه ليتحرك الي مكان سيارته ولكنه ألتفت برأسه ليلقي نظرة سريعة لما خلفه قبل أن يتحرك مرة اخري وهو في شرود تام....


........................


وكزتها في ظهرها لتلتف اليهم بشراسة وهي مستعدة للهجوم :كنتوا فين يا....


بتر جملتها وهي تطالع نجلاء بنظرات مشتتة ثم أردفت بقلق:مالك يا نجلاء 


فاجابتها حور بهدوء :مفيش حاجة.... هبقي أحكيلك بعدين يلا هاتي الشنطة عشان هنروح... أمجد جه وهيوصلنا بعربيته..


فقاطعتها نجلاء باعتراض:لاء ياحور أنا قلتلك مش هينفع..أنا


فهدرت بها حور بحدة :نجلاء متعصبنيش... أسمعي الكلام..ويلا انجري قدامي لينا كلام تاني بس بعدين 


فتصلبت ايمان في مكانها لتردف بحزم :لاء أنا مش متحتحه من مكاني غير لما أعرف في ايه بالظبط مالها نوجة.... 


فنفخت حور بضيق لتقول بضجر:ايمان قولت مش وقته هفهمك بعدين... 

جذبت كلتهما من ذراعها وهي تقول بأمر :يلا نمشي 


فتحررت ايمان من اسرها لتقول بتذكر:استني يابنتي اجيب الشنط 


......................


-يلا يا أمجد 

هتفت بها حور بعد أقترابها من السيارة 


فالقي أمجد نظرة خاطفة علي نجلاء قبل أن يهز رأسه موافقا ليتحرك نحو عجلة القيادة فاتجهت حور لتفتح الباب الخلفي لتدخل ايمان ومن خلفها نجلاء وكادت حور أن تركب بجوارهن الا ان أمجد هتفت بها بتذمر :أنتي بتعملي ايه


فاردفت حور بتلقائية :هركب


فصاح بها باندهاش:هو ايه اللي هركب ده.... سواق السيادة حضرتي.... 

أشار بأصبعه نحو الكرسي المجاور مردفا بأمر:تعالي ياماما اترزعي جنبي هنا... 


فعبست حور بوجهها لتغلق الباب الخلفي وتتجه لفتح الباب الامامي لتستقل بجواره وهي تقول بتذمر:يا باي عليك.... غتيت.... متسبني أقعد مع صاحبي... 


فلوي ثغره بتهكم وهو يقول بسخرية:اه معلش وحشوكي بقالك كتير مشفتهمش... 


ثم أضاف بمرح وبعدين ما تخفيش أنا أخوكي يعني مبعضش.... مع أن أنا اللي مفروض أخاف بصراحة أنتي لو جعتي متصور  منك اي حاجة 


فضحكت ايمان لتقول مؤكدة :ههه والله معاك حق في موضوع الاكل ده دايما عامللنا حالة طورائ في الجامعة والمشكلة انه ما بيبنش عليها كل ده


فضحكت حور بتهكم :ايوة حلو حلو اتمألسوا علي انتو الاثين بت يا ايمان خليكي في حالك احسنلك وأنت يا أخ ركز في السواق أنا عايزة أروح سليمة الحاجة النهاردة عمللنا بشامل ومنبار 


فانفجر أمجد وايمان في الضحك ليصمت أمجد فجأة عندما لمحت عينه وجهها الشارد الحزين من المرأة وكأنها ليست موجودة معهم فأحس بوخزة في قلبه لا يعرف مهيتها وتمني أنه يستطيع قرأت الافكار لكي يدخل الي عقلها ويعرف ماذا حدث ليحزن  ملاك مثلها أستمر الحديث المرح بين حور وايمان محاولين ادخال نجلاء في الحوار ولكنها كانت متحفظة في اجابتها فعقلها ليس معهم أفاقه من تأمله لها صياح ايمان:بس نزلني هنا 


فهز رأسه ليوقف السيارة جنبا لتنزل ايمان ومن ثم لوحت بيديها لحور ونجلاء قبل أن ينطلق أمجد بالسيارة من أمامها لتتحرك هي بخطوات متبطئة بتجاه منزلها وكادت أنا تتحرك لصعود الدرج الي انها توقفت مكانها وقد أهتزت أوصالها برعب عند سماعها لندائه :ايمااااان 


فهزت رأسها بتوجس وقد أدركت أن نهايتها قد أقتربت حاولت تشغيل عقلها فهي ليست في وضع يسمح لها بمواجهته كانت تفكر بالهروب وصعود السلم بأقصي سرعة تمتلكها كادت أن تنفذ ما أملاه عليها عقلها فأغمضت عينيها باستعداد وكادت أن تخطو بقدميها الخطواه الاولي.... الا أنها وجدته يقف قبالها مباشرة علي الدرجة الثانية ففغرت فاه بصدمة ثم ما لبثت أن أغلقت فمها وهي تشاهد نظراته المشتعلة المصوبة نحوها فعضت شفتيها السفلي بتوجس  وهي تحاول ايجاد سبب تلك النظرات من شخص يمتاز بالبرود مثله فزاد الرعب بداخلها وهي تفكر في أحتمالية أن سبب نظراته... ماذا ... لا لا من المستحيل أن تكون هي... فهي لا تتحمل فرضية غضبه قطع شكها صوته الاجش وهو يقول بغضب :ايه العربية اللي كنت ركبها دي 


أدارت الكلمة "عربية.. عربية" في عقلها محاولة تذكر ما يرمي  اليه ولكنها لم تستطيع التذكر وكأنها أصيب بالزهايمر أو ربما فقدان الذاكرة  فأحست بالدوار الخفيف وأن قدميها لم تعد قادرة علي حملها ولكنه لم يمهلها الفرصة لتغيب عن الواقع أكثر  حيث أضاف وهو يصرخ بها بحدة:انطقي 


شكرت صراخه فهو أنقذها من تغيبها العقلي وجعل عقلها يعمل سرعيا لتتذكر مقصده فاردفت بتلجلج :أصل حور... أصل أخوها


فنظر اليها بنظرات قوية منتظرا تكملتها لكلامها فاردفت قائلة بسرعة وكانها ترمي الكلام :دي عربية أخو حور صحبتي هو جه خدها ووصلنا في طريقه 


زفرت بقوة عندما أكملت جملتها فنظر اليها بنفس نظرات الملتهبة ليتنفس بعمق قبل أن يسألها محاولا التمسك بهدوءه الذي أنعدم بفضلها :طب وهو قد ايه أخو صحبتك ده


فعقدت مابين حاجبيها وطرقت بإصبعها علي جبينها وهي تحاول أن تتذكر هيئته لتقول بتذبذب:بص هو تقريبا في أواخر العشرينات أو في بداية الثلاثين مش قادرة أحدد الصراحة


فنظر اليها بصدمة ليصرخ بها بنفاذ صبر :أنتي عايزة تجننيني... بجد عايزة تجننيني.... انتي اصلا بتركبي مع واحد غريب العربية ليه 


أجفلت من صراخه وأحست نفسها ضئيلة جدا أمام جسده الصلب الضخم ذاك  واتي الي عقلها مشاهد من فيلم خلي بالك من زوزوا وأغنية" يا واد ياوتقيل" التي أحست أنها تليق به حقا ولكن عندما أعادت جملته الاخيرة في عقلها ادركت من تفاهة تفكيرها فلعنت نفسها لتنظر اليه بضيق من تشكيكه بها فاردفت بتبرم :الله ما أنا مكنتش لوحدي كان معايا حور أختو  وكنت أنا ونجلاء ركبين ورا


فمسح وجهه بيده بغيظ ثم هدر أمرا اياها وهو يشير بيده الي الاعلي :ايمان اطلعي دلوقتي علي فوق مش ناقص جنان.... وبعد كده مفيش حاجة اسمها اخو نيلة صحبتي أفيش ركوب عربيات مع حد تاني.... واه وو شوفتك تاني مرة راكبة العربية دي تاني يبقي مفيش حاجة اسمها صحبتي تاني وهتقطعي علاقتك بيها فورا 


فوضعت يديها في خصرها لتتغنج وهي تصيح باعتراض:ليه بقي أن شاء الله.... وأنت تأمرني أصلا بتاع ايه 


نظر اليها بنظرات مخيفة دبت الرعب في أوصالها فقد أدركت لتوها ما تفوهت به  فأرتخت يديها لتقع بجانبها مرة اخري وأعتدلت في وقفتها لتعدل من وضع حجابها بارتباك وحاولت تصحيح كلامها فأردفت  بتلجلج :أناااا...أنا مقصدش...أنت... أنت أبن عمي وخايف عليا.... معلش معلش أنت الكبير 


لم يتمالك نفسه فانفجر ضاحكا من كلامها فنظرت لها باعين مصدومة وقد فغرت فاه مبهورة من ضحكته التي أقسمت بداخلها أنها لم تشاهده يضحك يوما والاصعب من ذلك أن وجدت أن  ضحكته جذابة جدا خصوصا بعدما ظهرت تلك الحفرة الصغيرة المسماه بالنغزة وسط ذقنه المهذبة بالاضافة الي عيونه السمراء التي التمعت ببريق  عجيب انار وجهها الصلبة ذات البشرة الحنطية  يالهي فكم بدى جذاب   صعب حقا صعب عليها كل ذلك.... عضت شفتيها السفلي بحرج وزاغت نظراتها عندما أمسكها بالجرم المشهود 


-أطلعي يلا علي فوق وجهزي نفسك عشان الخطوبة الاسبوع الجاي 


رفعت رأسها بعد سماعها لجملته فنظرت مشدوها لابتسامته ونظراته الغريبة فرمشت بعينيها لتهتف بعدم فهم :نعم


فاتسعت ابتسامته من هيئتها ليضيف بهدوء :اطلعي يا ايمان دلوقتي وأنا هكلم عمي 


فهزت رأسها وهي تقول ببلاهة:أطلع فين


كتم ضحكاته بصعوبة وهو غير مصدق لطريقة كلامها فأشار بيده الي الاعلي وهو يقول كانه يحادث طفل صغير:فوق شقتك فوق يلا اطلعي 


فهزت رأسها وهي تقول بتذكر :اه صح فوق.... اه انا هطلع 


فتحرك من امامها معطيا لها المجال للصعود فتخطته صاعده الي أعلي بخطوات متخبطة شاردة وهي تحدث نفسها بصوت مرتفع قليلا  بينما وقف هو مكانه يحاول فك طلاسم كلامها حتي سمع أغلاق باب منزلها فتنفس بعمق ليردف بابتسامة  :شكلي لبست في مجنونة 


ثم تحرك خارج العمارة حيث مكان عمل عمه كما قال...


.........................


 علي الجانب الاخر  أوقف أمجد سيارته جنبا عند وصوله الي منزل نجلاء كما أخبرته حور ففتحت نجلاء بابا السيارة لتنزل بهدوء متحركة بتجاه منرلها  فتبعتها حور هي الاخري لتجذبها من ذراعها مستوقفها اياها علي بعد من السيارة فاردفت نجلاء وهي تهز رأسها لتطمئنها:متقلقيش ياحور أنا هبقي كويسة.... الموضوع ده مش أول مرة يحصل


فأمسكت  حور كفي يديها  وهي تنظر الي داخل عينيها محاولة أعطائها الدعم والقوة:أنا مش عايزكي تبقي كويسة..... أنا عايزاكي تبقي نجلاء....نجلاء أنتي أقوي من كده مش عايزة اي حاجة تهز ثقتك بنفسك ولو ملي....الاستسلام للامر الواقع مش حل ده ضعف ومبيعملش حاجة غير أنه بيحطمنا من جوا... لازم نأخد بالاسباب ونسعي دايما للافضل..... فاهمني


فأومأت بتأكيد وهي تزفر بتعب فطالعتها حور برضا  لتقول بترقب وهي مازالت ممسكة بكفيها :توعديني أنك تبقي أحسن من كده 


فهزت رأسها وهي تقول بخفوت :أوعدك يا حور أوعدك 


فابتسمت حور لتردف بثقة:وأنا أوعدك أن بكرة هيبقي أحسن بكتير... ودي أولا واخر ثقة في ربنا، وأن مفيش حاجة وحشة بتستمر... وان الحاجات الوحشة دي مجرد أسباب عشان نحس بطعم الحجات الحلو اللي بتبقي جاية في الطريق...


فابتسمت نجلاء اخيرا وهي تشير برأسها نحو السيارة لتقول بمرح:طب يا حكيمة زمانك يلا سلام دلوقتي أخوكي مستنيكي بقاله كتير 


فضحكت بصوت خفيض لتقول بتذكر:ههه تصدقي نسيته 


دفعتها برفق وهي تقول بتململ:يلا ياماما كفاية رغي البشامل مابيستناش 


فابتسمت وهي تلوح بيديها لتتحرك الي داخل عمارتها انتظرت حور دخولها ثم أنطلقت بتجاه السيارة حيث كان أمجد جالسا يشاهد الموقف بأكمله وهو غير مدرك لما يحدث هو بطبعه ليس فضوليا ولكنه لا يعلم كيف ظهرت له تلك الملاك من العدم لتقلب تفكيره وتصرفاته الي هذه الدرجة "نجلاء" نطق اسمها من بين شفتيه بتلذذ فاسمها حقا يليق بها وبعينيها الجميلة الواسعة التي خطفت لبه من أول لحظة وأصبح كل تفكيره الحالي منسب عليها ....

الفصل السابع عشر

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-


جلس في غرفته شارد الذهن يفكر بها وهي فقط...حقا لا يكاد يصدق نفسه... هو لما يراه سوى مرات قليلة وأستطاعت أن تأخذ عقله بهذا الشكل....لا...لا انه مجرد أعجاب عادي لم يصل لمرحلة أعمق ولكن ايا كان ما يكنه له فهو يريد ان يعرف سبب بكائها فالبتأكيد انه ليس أمرا عابرا والا لم كان الحزن ينبع من عينيها الي هذا الحد حتي عندما رأي ضحكتها في المرة الاولي كان هناك شعاع حزن واضع يطل من عينيها وهذا أكثر ما جذبه نحوها فنظراتها مغلفة باحكام عصيب... أخذه التفكير الي أبعاد مشتتة... فانتصب واقفا ليصيح وهو يضع يده علي رأسه بضجر:بس... وأنا هزهق  نفسي ليه والاجابة موجودة بره


تحرك الي خارج غرفته وهو يبحث بعينه عن هدفه المنشود فوجدها تجلس باريحة  وفي يديها طبق كبير من البوشار وهي مربعة الاقدام علي الاريكة تنظر باندماج الي شاشة التلفاز امامها فتحرك ليجلس بجوارها بهدوء فالتفتت برأسها لتطالعه بلامبالاة قبل أن تعاود ما كانت تفعله من جديد 

فمد يديه نحو الطبق الذي بيدها ليأخذ بعضا من البوشار فضربتها علي يدها وهي تقول بغلظة :أيدك.... الطبق ده بتاعي قوم أعملك 


فنظر الي حجم الطبق ليقول مشدوها:هتكلي الطبق ده كله لوحدك 


فلوت شفتيها وهي تقول بقوة :اه في أعتراض 


فرفع كتفيه قائلا بلامبالاة :لاء يا عم الحج براحتك علي الاخري... 


فهزت رأسها بتململ وهي تتابع المشاهدة مرة اخري فنظر هو الي ماتشاهده ليقول بحماس زائف:الله....حلو انتي بتسمعي  نقار الخشب


فلم تعقب أو تعير اي أهتمام لجملته فمط شفتيه ليقول بعدها بصوت مرتفع قليلا وهي يتطلع الي شاشة التلفاز :لاء بجد حلو الكرتون ده


فوضعت هي الطبق جانبا لتعتدل بجسدها لتكون في مواجهته لتنظر اليه وهي تقول بابتسامة باردة  :ها... 


فقطب جبينه معدعيا عدم الفهم :ها.. ايه


فتنهدت بعمق لتضيف بضجر:هات من الاخر يا أمجد عايز ايه... 


فهز رأسه وهو يمد شفتيه السفلي للامام ليجيبها بنفي :لاء... وأنا هكون عايز ايه... أفيش حاجة


فرفعت حاجبها لتطالعه بنظر ذات معني فرجع بجسده للخلف ليقول ببرود :لاء... عادي كنت هسألك لو في مشكلة أو حاجة 


فعقدت مابين حاجبيها لتردد بعدم فهم:مشكلة ايه 


فاجابها موضحا :أصل لما جتلك النهاردة الكلية كان الجو متوتر وصحبتك باعيط

ثم أضاف باستفسار: هي مالها صحيح 


فهزت رأسها بتفهم ثم حكت جبهتها وهي تقول بخبث :امممم..قوتلي بقي...


فزاغت نظراته ليقول بت:لاء انتي دماغك راحت فين... بجد أنا قصدي لو في مشكلة أنا اقدر احلها معاكم يعني و...


فقاطعته :علي فكرة يا أمجد أنت النهاردة مكنتش طبيعي ومتفتكرنيش عبيطة أنا شوفت نظراتك عليها وأحنا في العربية بس اللي حابة أقولهولك سيب نجلاء في حالها لانها مش حمل اي مشكال من اي نوع دلوقتي 


فلوت شفتيه ليجيبها بثبات:علي فكرة أنتي فهمتيني غلط خالص... وبعدين مشاكل ايه اللي هسببها ده مجرد فضول و...


فتنهدت بعمق بعدما أحست أن مشاعره تقوده الي مكان هي لا تريده له فقاطعته قائلة  بقوة لتقطع اي وسيلة  الحوار تمام :لانها من الاخر مطلقة... 


تحجر الكلام علي شفتيه و أحس كأن دلو من الماء البارد أنسكب فوق رأسه فنظر اليها ببلاهة محاولة التأكد مما تفوهت به للتو وتسبب بتمزق قلبه الي هذا الحد 


.......................


وفي غرفة اخري بالمنزل كانت حياة تجلس في أحضان والداتها محاولة أخذ شعور الامان الذي تفتقده حاليا 


فاردفت فاطمة وهي تملس علي شعرها بحنان :قررتي هتعملي ايه ياحبيبتي 


فتحررت من أحضانها لتردف بتشتت:مش عارفة ياماما...حاسة أني تاية ... كلام يحي بيأكدلي أنه ميعرفش حاجة... ده غير أنه قالي حاجة غريبة أوي،وأنا أنفعالي عماني


فطالعتها والداتها بنظرات مستفهمه فتابعت حياة موضحة:قالي انه عرف الحقيقة...ده غير أنه من أين بيفكر في مصلحة أدم ونفسه يشوفه بطريقة مسلمة كده.... ومن اين أمه قالتلي أنه بيكرهني وبيكره اي حاجة تخصني 


فقطبت فاطمة جبينها بتفكير وهي تقول:يعني قصدك 


فهزت رأسها بنفي بعدما تفهمت ما تفكر فيه والدتها :لاء مش كده بردوا متنسيش أنه فعلا طلع متجوز وبدليل بنته اللي أمجد شافها في محل الالعاب وسنها مقارب لادم... بس رغم كل ده أن حاسة ان في حلقة مفقودة في الموضوع 


 فربتت علي كفيها وهي تقول  بهدوء :خير أن شاء الله....سبيها علي الله وكله هيتحل لوحده...  بس أنتي لازم تأخدي الخطوة الاولي وتعرفي أدم بأبوه 


فتنهدت حياة بتعب لتقول بتخبط:خااايفة... خايفة أسوء  خطوة في حياتي وأرجع أندم عليها بعدين


فاردفت فاطمة بعقلانية :يابنتي قوتلك سبيها علي الله... أولا وأخرنا أدم لازم يعرف أبوه... اذا ماكنش دلوقتي فهيبقي بعدين... 


فأومأت حياة برأسها لتقول بقنوط:ربنا يقدم اللي فيه الخير


.........................


-سليم ايه ده ياسليم هي الناس بتبصلي كده ليه سليم اده ياسليم علي السجن يلا حطهم بقي فيه 

رددت شيماء تلك الاغنية بطريقتها وهي تتمايل أمام ايمان


فلوحت ايمان بيديها وهي تقول بضجر :شيماء أنا مش فيقالك أنتي رخرة


فقهقهت شيماء وهي تقول باستمتاع:رخره... ماشي يا أختي... من حقك يا عم..  هتتخطبي لابيه سليم وجيه العيلة وحبيب الكل تلاقي بنات العيلة كلهم بقروا علي وشغالين دعوات 


فقطبت جبينها وهي تسأل باهتمام:ليه بقي أن شاء الله 


فطالعتها باستغراب لتردف بتوضيح:ليه ان شاء الله انتي مش عارفة ان حضابط هو اللي عليه العين والنني  بنات العيلة بحالها هيموتوا عليه... 


ثم أضافت باستفهام:بس اللي هموت وأعرفه حضابط مستعجل كده ليه 

غمزت بطرف عينيها وهي تتابع بلؤم:انتي عملتيه ايه يابه 


فهزت ايمان رأسها وهي تقول بارتباك:أنا وأنا مالي أنا معملتش حاجة 


فابتسمت شيماء وهي تحدجها بنظرات خبيثة:يابت عليا أنا ده أنا أختك حتي فضفضي فضفضي...سرك في  مخروم خرم صغنتوت قد البسلايه


فوكزتها ايمان في كتفها وهي تقول بضجر:بت يا شيماء متعملهمش عليا مش  أنا اللي أعلمك الصياعة وتيجي تطبقيها عليها... لاء أفرديها ياختي وارتاحي... أنا اصلا لسه موافقتش


فضحكت شيماء ملئ فمها لتردف باستهزاء بعد أن هدءت ضحكاتها:لسه ايه... لسه موفقتيش.... أولا لو رفضتي تبقي غبيه غباء مستغبوش مستغبي قبل كده لاني عارفة اللي فيها..... وثانيا وده الاهم أبوكي فطلاما سليم في الموضوع يبقي ابوكي من غير ما هياخذ رأيك أصلا الموضوع ها يتم... يابنتي أمك قالتلك علي الموضوع لمجرد العلم بالشئ... بس تعرفي أنا فرحان هتتخطبي يابيضة الاسبوع الجاي


فبرقت عيني ايمان بهلع فكلام شقيقتها مظبوط مئة بالمئة فسليم بالنسبة لوالدها شئ مقدس...  يستشيره في كل الامور ويكبر بيه ويأخذ برأيه في أصغر الاشياء وكأنه ولده ومن صلبه أو ربما الموضوع تعد ذلك بكثير.... ولكن هي في حالة لا يرثى لها من التشتت فحالته الان معها غير السابق تمام....فمن كان يصدق أن هذا الثقيل البارد يتكلم معها ويضحك علي كلامها فهي لم تكن تتخيل فرضية نظره أو التفاته لها.... 


.......................


بعد ثلاثة أيام


أمسكت هاتفها بتردد للحظات قبل أن تضغط ذر الاتصال وتضع الهاتف علي أذنيها بايد مضطربة اتتها الاجابة سريعا 


-الو... سلام عليكم 


أستجمعت شجاعتها قبل أن تردف بهدوء :يحي


فابتسم وجه قبل فمه ليرد سريعا:حياة 


فتنحنحت قبل أن تقول بجدية:ايوة... أنا كلمت أدم، وتقدر تيجي تشوفه عندنا في البيت النهاردة... بس ياريت كلامك مع أدم يكون مدروس أرجوك أنا مش عايزة اي حاجة تأثر علي نفسيته 


فتصلب العرق النابض في رقبته ليجيبها بصرامة:حياة متنسيش كمان أني أبوه ذي ما أنتي أمه... فياريت بلاش القلق الزايد ده 


فردت بنفس الجدية:تمام... عارف عنوان البيت ولا أبعتهولك في...


فقاطعها قائلا بهدوء :بيت القديم بتاع  العيلة عرفته هو اللي وصلني لمكانك... 


فاردفت ببرود :تمام... سلام عليكم


-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 


أغلق هاتفه بعقل شارد وهو يحاول أستجماع تفاصيل الامر في عقله ليهمس لنفسه بتصميم:أوعدك يا حياة  كله هيتصلح وهيرجع ذي الاول في أقرب وقت ممكن 


......................


-بنات متنسوش جنازتي... قصدي خطوبتي يوم الخميس

رددتها ايمان باذدراء 


فوكزتها حور في خصرها وهي تقول باستهجان :طب وبتتكلمي من غير نفس كده ليه.... يابنتي حرام عليكي بقي بذمتك ونور عينيك يا شيخة في حد في الدنيا دي يسمي خطوبته بجنازة 


فسألتها قائلة بهدوء :مش أنا قولت كده 


فأومأت حور برأسها لتقول بتقرير:أيوة 


فاردفت ايمان ببرود صقيعي :خلاص يبقي فيه 


فابتسمت حور بسماجة لتقول بتملق:تصدقي  أنك عيلة فصيلة... بطلي نكد بقي وأفرحي شوية 


بينما أردفت نجلاء باستفسار :يابنتي طب أنتي ايه اللي مضايقك في الموضوع... لو أنتي عاجبك العريس وافقي ولو مش عاجبك ماترفضي... انتي صليتي استخارة طيب


فمطت شفتيها لتقول بتخبط:والله أنا ما عارفة أعمل ايه.... الموضوع ان قبولي ورفضي ذي عدمه... بابا موافق وبالثلث وأنا ما أقدرش أتكلم قصاده... أنا أصلا متلخبطة..... بصي من الاخر أنا لو أعرف هو شايفني اذاي أو هيخطبني ليه هرتاح... 


فابتسمت حور باتساع لتقول بمرح :ايوة بقي قولي كده من الاول.... أنتي اساس اساسا هتموتي عليه


فأشارت ايمان نحو نفسها :أنا 

باستنكار قبل لأن تلوح بيديها نافية :بتهزري أكيد 


فحدجتها حور بنظرة ذات معني وهي تقول بلؤم:بت أنتي مش عليا... أمال بتفكري في شعوره من ناحيتك ليه 


فهزت رأسها لتقول بتوضيح:فضول ياستي وأستغراب الله.... 


فابتسمت حور لتقول باستمتاع فقد علمت تمام ما تحاول صديقتها أخفائه :ماشي ياستي ربنا يهديلك الحال مع الراجل الغامض بسلامته بتاعك ده وتشبعي فضولك قريب كده


فاردفت نجلاء بهدوء :طب ما تسأليه يا ايمان 


فظهر الارتباك واضحا علي وجهه وأحمر وجهها بقوة  وهي تقول  :أنا... يالهوي...


فاردفت حور بابتسامة:طب وربنا شكلنا هنبل الشربات وبضمير كمان  


فحدجتها ايمان بنظرة مشتعلة فادرفت حور ببراءة شديدة :الله صاحبه العروسة وكده.... بطلي نكد بقي يا ولية واضحكي كده خلي الدنيا تبقي كروهات 


فمطت ايمان شفتيها لتقول بضجر :اه ماشي اتريكي اتريكي ليكي يومك وأنتي عرفاني ساعتها مش هسيبك 


فابتسمت نجلاء لتقول بمداعبة وهي تضع يديها علي كتف حور:عقبال ما نفرح فيكي أنتي كمان قريب 


فهزت حور رأسها باستنكار :أنا ابسلوتلي.... ده يبقي أمه دعيه عليه 


-حووور 


أبتلعت ريقها بصدمة من معرفتها لمصدر الصوت ونظرت بتحذير الي ايمان التي تلاعب حاجبيها لها بشماتة فاخذت نفس عميق قبل أن تستديد .......

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close