رواية مابين العشق والقدر الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم هند صقر
رواية مابين العشق والقدر الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم هند صقر
الفصل الثامن والتاسع عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
-حووور
أبتلعت ريقها بصدمة من معرفتها لمصدر الصوت ونظرت بتحذير الي ايمان التي تلاعب حاجبيها لها بشماتة فاخذت نفس عميق قبل أن تستدير لتطالعه باستفهام
فابتسم وهو يقول بلطف:أزيك
فقطبت جبينها بعدم تصديق مستغربه لهجته الغير مريحة بالنسبة لها فهذا اللطف غير معهود عليه فأردفت بهدوء مستفسرة :الحمد لله... بس في حاجة يادكتور
فهز رأسه وهو يقول موضحا:لاء... بس بكلم أمجد تلفونه مغلق... هو في مشكلة ولا حاجة
فهزت رأسها بنفي :لاء.. خالص مفيش حاجة
فاردف قائلا :طب ياريت تبقي تخليه يكلمني.. لاني عايزه في حاجة ضروري
فأومأت قائلة بتأكيد:خلاص أن شاء الله لما أروح هبلغه
فاردف قائلة بابتسامته الجذابة:خلاص تمام... ولو عوزتي حاجة أنا موجود
فرمشت بعينيها مشدوها قبل أن تهز رأسها بقوة وهي تقول :ان شاء الله
فتحرك من أمامها بخطوات ثابتة لتقف هي مكانها تشاهد أبتعاده بعيون حائرة شاردة حتي أفاقتها سخرية ايمان من الحوار
-أزيك يا حور... الحمد لله يا دكتور لو عوزتي حاجة أنا موجود... الحب ولع في الدرة خلاص... والدكتور خلاص طب ووقع علي بوزه في المطب
فهدرت بها حور بحدة :انتي بتقولي ايه
فاجابتها ايمان وهي تطالعها بنظرات متحدية:بقول اللي أنا شايفاها... واللي باين في العيون...
فشردت حور في كلامها قبل أن تقول بتبرم :شايفاه ايه... وعيون ايه... بطلي هبل وأنجري قدامي... روحي أتشطري علي حظابط بتاعك....يابنتي هو متصلحش غير من اليوم عرف فيه أن أمجد أخويا...
فقاطعتها نجلاء قائلة :خلاص يا حور كبري، ويلا عشان نمشي ويلا انتي كمان ياحجة ايمان وفكك من حور وركز في يوم الخميس.. انا مستغربة انتي اذاي مصدعتيناش بالفستان والترتيبات
فضربت ايمان جبهتها بتذكر:اه صحيح... الفستاااان... لازم حياة تظبطني المرة دي ..لاء بس مش هينفع.... ولا أقولك أحسن أنا عايزة فستان طلقة واما أشوف اخره هيعمل ايه معايا
فحدجت حور نجلاء وهي تقول بعدم فهم:البت دي مالها... أنتي فاهمة حاجة انوجة
فهزت نجلاء رأسها قائلة بنفي:أبدا وحياتك
..............................
-بجد ياماما يعني بابا جه وقاعد بره دلوقتي
هتف أدم بعدم تصديق
فهزت حياة رأسها لتقول بابتسامة :ايوة ياحبيبي... ولو مش مصدقني تعال يلا وشوفه بنفسك
فقفز ليمسك بكف يديها ليجذبها معه للخرج وهو يقول بسعادة :طب يلا بسرعة ياماما...
سمع الخطوات المقبلة نحوه فاعتدل واقفا وأبتسم باتساع يشاهد تقدم أدم نحوه بينما وقف الاخير مكانه مفجأة فصاح يحي باندهاش :ايه ياحبيبي مش هتيجي تسلم علي بابا
فهز الصغير رأسها وهو يحاول تذكر ملامحه ليهتف بعدها باستغراب:هو مش حضرتك عمو اللي كان موجود في المحل... تبقي ازاي بابا...
نظر الي حياة مضيفا باستفسار:بابا كان مسافر صح ياماما....
فقاطعه يحي مبررا:أيوة ياحبيبي بس أنا ساعتها رجعت وكنت بدور علي عنوانكم لان ماما غيرت العنوان وأنا مكنتش عارف ألقيكم....
نزل الي مستواه ليلوح بيده وهو يقول بحنان:تعال يا حبيبي في حضن بابي...
فنظر الصغير الي حياة التي هزت رأسها له وهي تحثه علي التحرك فتحرك ببطء نحوه فجذبه يحي سريعا الي أحضانه ليستقيم به واقفا وهو يقول بحب:وحشتني أوي يا أدم
كان الصغير يحس بالتردد ولكن بمجرد أن سكن في أحضان يحي حتي أحس بالراحة وبدفئ هذا الحضن الابوي فهدر بزعل طفولي:وأنا بحبك أوي يا بابا بس أنا زعلان منك عشان ما كنتش بتكلمني خالص هو حضرتك مش معاك تلفون
فنظر يحي تجاه حور بنظرات أوجعتها فابتلعت غصة عالقة بحلقها وهي تشاهد نظراته تلك المصوبة نحوها كالسهام المميتة بينما كانت فاطمة وأمجد يتابعون الموقف بسكون تمام قبل أن تهتف فاطمة بهدوء لتطف الموقف:تعال يايحي أقعد أنت وأدم وأنا وحياة هنجبلكم عصير
قالت جملتها وهي تجذب حياة من يدها تاركة المجال ليحي وأدم في الكلام بحرية
.....................
وفي المطبخ
هتفت حور بضيق من تصرف والدتها:ليه يا ماما جبتيني هنا وخلتيني أسبهم لوحدهم
فوكزتها والدتها في ذراعها وهي تقول بحزم:أولا وطي صوتك وأنتي بتتكلمي معايا... ثانيا أخوكي قاعد معاهم بره... ثالثا بقي وده الاهم كده أحسن أنتي مكنتيش شايفة منظرك عامل اذاي
فتنهدت بعمق وهي تقول :بس أنا خايفة... خايفة يحي يقول حاجة لأدم... خايفة ي...
فقاطعتها فاطمة ب:كل اللي بتفكري فيه دلوقتي مجرد وساوس.... يحي رغم كل اللي حصل مش كده
فهدرت حياة بتعب :ياماما أنتي ليه مش قادرة تحسي بيا أنا مطلعتش من الدنيا دي غير بأدم و يحي كده كده عنده حياته وطفلة تانية غير أدم يعني مش فارق معاه
فاردفت فاطمة بهدوء :أمال أنا ليه حاسة غير كده.... من نظرات يحي والموقف اللي حصل بره أحب أأكدلك أن يحي عمره ما هيأذي أدم ذي ما أنتي متخيلة فسيبي كل حاجة تمشي طبيعي مضيعيش كل حاجة من أديكي بخوفك اللي ملوش سبب... وحطيها في بالك يحي أبو أدم وفقتي أو لاء
...........................
-ياخراشي يابه يا ايمان ايه الحلاوة دي كلها
لفت ايمان بفستانها وهي تقول بسعادة:بجد يا حور يعني أعجب
فصاحت حور بانبهار:تعجبي ايه يابه ده أنا لو كنت ولد كنت أديت لسليم بتاعك أستمارة ستة وخطفتك منه
فابتسمت ايمان باتساع وهي تقول :يعني لفت الطرحة دي لايقة علي وشي
فصاحت حور بملل :يابت قوتلك موزة خلاص بقي صدقي.... يلا ربنا يسامحني علي الكدب ده
فوكزتها ايمان في ذراعها وهي تقول بغيظ :باردة
ثم حولت نظرها الي نجلاء قائلة بابتسامة :أيه رأيك يا نوجة
أفاقت نجلاء من شرودها لتقول بابتسامة باهتة:ذي القمر يا ايمو... ربنا يتمملك علي خير ياقلبي
أنفتح باب الغرفة لتطل شيماء من فتحته وهي تقول بمرح:يلا يا عروسة حظابط جه وبابا بيقولك يلا أخرجي
فابتلعت ريقها لتقول بارتبارك:يالهوي... أخرج ايه... لاء مش هعرف
فضحكت حور من مظهرها ثم دفعتها برفق وهي تقول بتسلية:يلا يا وحش فقد حان وقت المعركة العريس ظابط فاسترجلي كده وسمي الله واتكلي علي بره
فتيبست ايمان في مكانها وهي تقول باضطراب :يالهوي ياحور أعصابي سايبة مش قادرة
فنهرتها حور قائلة بضجر:يلا يابه بطلي دلع علي عريسك متكثفيناش...أنت أقوي من المخدرات
فأخذت ايمان نفس عميق محاولة شحن جرعة القوي بداخلها قبل أن تتحرك الي الخارج بخجوات ثابتة ومن خلفها حور ونجلاء التي كان عقلها منشغل بنظرات الناس اليها وكأنها فال سئ أو موبؤه بداء خبيث.......
........................
وقف سليم يطالع ايمان بأعين مسحورة فهو يعشقها منذ نعومة أظافرها يعشق طفوليتها وجنانها ولسانها السليط ايضا فكل تفصيلة بها تجذبه له بدون أن تدري بالرغم من عدم أظهاره لمشاعره نحوها ولكن هي وحدها من ملكت فؤده هي التي وصم اسمها باسمه من الصغر تلك المشاكسة الصغيرة التي لم يعلم متي كبرت ليتجرأ أحد علي طلب يدها في وجوده الا يعلمون انها ملكه هو وحده هو كان يعتقد أنها لازالت الطفلة الصغيرة التي كانت تتشاغب هنا وهناك ولا تدع مكان تكون فيه لا يملئه الصغب والمرح ربما تلك الصفات التي مازلت بها هي التي كانت توهمه أنه مازالت صغيرة ولكن طلبها للزوج من أحد أخر كان هو الكف الذي أفاقه من أوهامه وأستطاع بعدها النظر جيدا ليدرك كم أصبحت صغيرته فاتنة تقدم نحو بابتسامة اذابتها ليقول بعدها بصوته الاجش :مبروك
فأخفضت رأسها بخجل لا تعلم لما تستشعر في وجوده بالرهبة والخجل ومشاعر كثيرة اخري لاتعلم ما الشعور الاصلح بالنسبة لها حاولت تمالك نفسها لتردف بخفوت:الله يبارك فيك
.......................
-الله بص ياماما بابا جابلي ايه
فنظر حياة للالعاب التي يحملها أدم في يده لتقول بابتسامة :كلهم حلوين ياحبيبي مبروكين عليك...
فاردف الصغير بعبوس :بس أنا زعلان.... ليه بابا سابني ومشي ومقعدش معانا
فمسحت حياة علي ظهره وهي تقول بلطف : يا حبيبي أنت زعلان ليه مش هو قالك أنه علي طول هيجي يشوفك ويخرج معاك
فرفع الصغير كتفيه ليقول بعدم أقتناع:بس هو وحشني أوي ياماما.... أنا كنت عايزة يفضل قاعد معانا
فاردفت حياة بهدوء :ياحبيبي مش هو قالك أنه عنده شغل كتير... أحنا عايزين نبقي شطرين كده ونقول حاضر و مش نزعل بابا مننا ونضايقه
فهز الصغير رأسه بقتناع وهو يقول بابتسامة :خلاص ياماما أنا هبقي شطور بس.....
ثم حمل ألعابه وهو يقول بحماس: طب أنا هروح لحور أوريها الالعاب اللي بابا جبهالي
فهزت حياة رأسها موافقة لتشرد في صغيرها وكمية السعادة التي تنير وجهه... هي لم تشاهده سعيد بهذا القدر من قبل بالتأكيد هي سعيدة من أجله ولكنها تخاف من ما هو قادم.....
..............................
أستيقظت في الصباح الباكر علي رنين هاتفها فنفخت بضجر لتنظر الي الاسم الذي يزين شاشة الهاتف بصدمة ثم ما لبثت أن نظرت الي تلك الدبلة التي تزين أصبعها لتتذكرت أنها أصبحت بالامس خطيبة لهذا الثقيل الغامض كما لقبته هي فاليلة البارحة كان كما هو بنفس هدوءه وبروده الذي كلما يخرج عنه ولكن ما يحيرها حقا هي نظراته فأوقات تكون صلبه وجامدة مثل شخصيته وأوقات تشاهد تلك اللمعة التي تجعلها تذوب خجلا عضت علي شفتيها السفلي وهي تتذكر أتصاله فضغطت ذر الرد قائلة بهدوء :السلام عليكم
فأتها صوته الصلب مجيبا :وعليكم السلام..... عندك كلية النهاردة
فأجابت موافقة :ايوة ان شاء الله
فهدر بجدية :هتخلصي أمتي
فردت بعد تفكير :يعني تقريبا علي أربعة كدا
فاردف بهدوء :تمام لما توصلي الجامعة ولما تروحي بردوا تكلمني
فلوت شفتيه لتقول باستهجان :طب ما قدملك تقرير يومي عن كل حاجة بعملها أحسن
فاجابها ببرود:ماهو ده اللي هيحصل أصلا
فاردفت بامتعاض واضح :نعمممم
فابتسم بداخله ليقول بعدها بتملق:هستني تليفونك.....
كاد أنا يغلق الخط الا انه اتاه صوتها وهي تقول بتحدي :بس أنا معييش رصيد
فاجابها بحزم :بعتلك...... ومش هقررها تاني هستني تليفونك.... سلام
فتشت في الرسائل بعدما أغلقت الخط لتصيح بصدمة :ده بعتلي فعلا...... لاء وكارت بمية يلا اللي يجي من الصعايدة فايدة...... طلع بيفهم.....
ضربت رأسها وهي توبخ نفسها :بيفهم مين ده قليل الذوق الا مقليش ازيك حتي ولا النهاردة أجمل يوم في حياتي لانك بقيتي معايا ذي ما بشوف في الافلام لاء اللي شاطر في الاوامر وبس........ بس علي مين ده أنا ايمان والاجر علي الله
...........
الفصل التاسع عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
-مبروووك يا عروسة
فنظرت ايمان الي حور وهي تقول بتململ :عروسة أيه ونيلة ايه بس
فقطبت حور جبينها لتقول باستغراب :مالك يا بت أنتي هتعيشي عليا الدور ده أنتي أمبارح بقأك ما أتقفلش من الابتسامة... وخدودك كانوا عاملين ذي الطماطماية... وعيناكي واه من عينيكي وأنتي بتسبلي لحضرت الظابط
فاردفت ايمان بعبوس:حضرت الظابط ايه ونيلة ايه ده كتلة جليدة متحركة
فقهقهت حور عاليا لتقول باهتمام :ليه بس ايه اللي حصل
فهزت ايمان رأسها لتقول بحنق:أمبارح ياختي بعد ما روحتوا فضل قاعد مع بابا لغاية ما طلع ومعبرنيش ولا بكلمة واحدة والنهاردة يتصل بدل مايقول كلام عدل لاء بيعاملني ذي المجرمين اللي خرجوا من السجن
فجحظت عيني حور لتقول بعدم فهم :اذاي
فاردفت ايمان بتبرم :قال ايه لازم اديله تقرير روحت الكلية امتي وهروح امتي... هيموتني يا حور أنا مش عارفة خطبني ليه من أساسه
فصاحت حور باندهاش :للدرجة دي.... يابنتي ما انتي ممكن اللي تكوني فاهماه غلط
فهزت رأسها لتقول باعتراض :لاء صح... وصح الصح كمان
فصاحت حور باستفسار :طب هتعملي ايه
فابتسمت ايمان لتقول بهدوء :عادي مش هو عايز تقرير يومي من عيوني هيستلم تقرير يومي لما هيشبع
فضيقت حور عينيها لتقول بتوجس :هتعملي ايه يا نصيبة عرفيني
فرفعت ايمان أكتافها لتردف بلامبالاة :ولا اي حاجة.... المهم هي نجلاء مجتش معاكي ولا ايه
فاردفت حور بنفي:لاء هتيجي علي المحاضرة الثانية بس تعالي انتي وفهميني هتهببي ايه
فصاحت ايمان بنظرات مبهمة:كل خير
............................
هبطت من الميكروباص لتتجه الي الجامعة فاخرجا هاتفها من حقيبتها يدها لتتأكد من الساعة ثم وضعته في مكانه مرة اخري وكادت أن ترفع رأسها لتتفاجأ بوجود شخص يقف علي بعد خطوتين منها فنظرت له لبرهة بصدمة وقررت أن تلتفت عائدة الا ان تراجعت في أخر لحظة بعدما لاحظت ذقنه الغير حليقة وملابسه الغير مرتبة هيئته كلها غريبة عليها فغمغمت بخفوت :طارق
فنظر اليها بنظرات مشتاقة فرجع بقدميها للخلف خطواة وكادت أن تستدير للهروب من امامه
الا انها صاح برجاء:نجلاء أرجوكي في موضوع عايز أتكلم معاكي فيه ياريت تسمعيني ومتهربيش
فنظر اليه بدون تعبير لتقول بجفاء:أسفة بس أنت فقدت الحق ده
فهز رأسه ليقول بوهن:عارف.... بس أرجوكي تسمعيني لانه موضوع يهمك قبل ما يهمني
فنظرت اليه بتردد ففهم نظراتها فأضاف برجاء:أرجوكي أنا ضميري بيعذبني ولازم أقولك علي الحقيقة عشان أنتي متستهليش مني كده
فعقدت مابين حاجبيها لتقول بعدم فهم :قصدك ايه
فاردف وهو ينظر الي عينيها بوجع :قصدي عن سبب تغيري ومعملتي ليكي وعن سبب اللي حصل في حياتنا كله
فترقرقت الدموع بعينيها وهي تقول بضيق :لو سمحت كفاية أنا مش عايزة أفتكر حاجة عن الماضي
فأغمض عينيه ليقول محاولا الثبات :الموضوع مش ذي ما أنتي فاهمة.... نجلاء أنا كدبت عليكي
فهزت رأسها وهي تطالعه بعدم فهم فاسترسل هو :العيب في الخلفة كان مني أنا مش منك
فزاغت نظراتها بعدم فهم ليتابع هو بجزع:لما أتأخرتي في الحمل وعملنا التحاليل ان اللي روحت عشان أجيب النتيجة وللاسف كان ده أسوء يوم في حياتي لان النتيجة كانت بتقول أني أنا اللي عندي مشكلة ومستحيل أني أخلف ساعتها الدنيا كلها أسودت في وشي.... صدقيني صعب أوي علي اي راجل أنه يحس أنه عاجز في موضوع ذي ده
فاردفت ودموعها تنهمر من عينيها بقوة لتشير الي نفسها وهي تسأل بصدمة وتشتت :طب وأنا
فمطت شفتيها ليجيبها :كانت تحاليلك كلها سليمة ومعندكيش مشكلة
فارتخت شفتيها السفلي لتنظر اليه بزهول قبل أن تردف بتخبط:يعني كنت كل السنين دي مخدوعة يعني.... يعني اللي يوم اللي جيت وقولتلي أني عاقر كان كدب...
فأخفض رأسه أرضا ولم يعلق فاسترسلت هي بوجع :ياه قد ايه أنا كنت غبية ومخدوعة فيك.... اذاي مقدرش أفهم سبب عياطك وخوفك أني أنا اللي أسيبك أذاي كنت غبية لما أهدرت في كرمتي وفرطت في حق نفسي لما كنت بتطاول عليا بالكلام أو بالايد اذاي كنت غبية لما كنت بخاف علي شعورك انت قبل شعوري وكنت دايما بخلقلك أعذار وهمية لاني دايما كنت بحس بالنقص واني حرامك من حاجة انت تستاهلها أنت كسرتني لما عرفتني أن كل التضحيات والاعذار اللي فاتت دي مكنش ليها أساس ولا لازمة ياأخي حرام عليك....
فقاطعها بقوة مصطنعة :نجلاء كفاية
فهدرت وجسدها ينتفض من الانفعال :كفاية ايه بالضبط.... ها قولي كفاية ايه.... اه ولا يمكن تكون عايز تكمل ضربك يلا أنا وافقة قدامك اهو أضرب تعال مستني ايه يلا أكسرني أكتر... يلا مستني ايه
فنظر اليها نظرة أخير تحمل الكثير قبل أن يندفع من أمامها تاركا اياها غارقة في دموعها ولا تقوي علي الحركة
..........................
-حور نجلاء مجتش ليه لدوقتي معقولة متجيش أخر محاضرة لدكتور سيف
فغمغمت حور باستغراب :والله مش عارفة يا ايمان أنا كمان مستغربة
فاردفت ايمان بقلق:طب ما تتصلي بيها
فهزت حور رأسها لتقول :أتصلت بس ما بتردش
فاردفت ايمان بخفوت:خلاص اسكتي الدكتور دخل لما نخلص هنكلمها سوا أو نروحلها البيت
فهزت حور رأسها لتلتفت الي ذلك الذي عينيه لا تبحث عن سواها فقطبت جبينها باستغراب عندما تلاقت أعينهما بينما ابتسم هو برضا ليبدء بعدها في الشرح لتدون هو ما يمليه عليهم ولكن قلبها يخفق بأضطراب عندما تدرك عينيها علي نظراته التي تقع عليها بين الحين والآخر هي دون سواها
.....بينما ابتسم هو بعد أنتهائه من الشرح ليقول بت:وبكده نكون خلصنا المادة ووضحتلكم المهم فيها فلو في اي استفسار يعرفني
نظر الي الوجوه الساكنة أمامه فاردف بابتسامة :طب تمام كده يبقي مفيش مشاكل....يارب أكون أفدتكم علي قد ما أقدرت
ثم ركز نظراته نحو حور ليقول بغموض:وهتوحشوني لحد الترم الجاي
فنظر الطلاب الي بعضهم البعض باستغراب بينما رمشت حور بعينيها باضطراب فابتسم بتسلية وهو ملم هو أغراضه ليقول بهدوء :تقدروا تتفضلوا
فاندفع الطلاب الي الخارج فورا بينما تحجر حور مكانها وهي تتطالعه بنظرات شاردة فوكزتها ايمان في كتفاها وهي تقول بتململ:أنتي لازقتي ولا عجبتك القاعدة ما تتحركي يا أمي خلينا نمشي
فادركت انها لم يتبقي سواهم في القاعة فانتفضت واقفة لتنظر اليه لبرهة قبل تتحرك ومن خلفها ايمان محاولة الخروج قبل أن...
-حور
وها قد تحقق أحساسها فالتفت لتبتسم بسماجة وهي تقول :ايوة يا دكتور
فكتم ابتسامته ليردف بهدوء :احم....كنت حاسس أنك مش مركزة في المحاضرة النهاردة
فعقدت ما بين حاجبيها لتقول باستغراب :أنا لاء مفيش حاجة... وبعدين يادكتور أنا طالبة ذيي ذي غيري فمفيش داعي لاهتمام حضرتك الزياد
فتقوس زاوية فمه ليقول بابتسامة جانبية :ومين قال أنك مميزة
فاحتقن وجهها لتنظر الي بغيظ ليضيف هو باستمتاع من نظراتها:أمجد وصاني عليكي وأنا بعمل ذي ما قالي بس لو ده مضايق فخلاص ذي ما تحبي
قال كلماته ليتخطاها مبتعدا بدون ان يسمع رد من ناحياتها
...........................
الو ايوة يا عصام أنتي فين.... طب تعال دلوقتي.... مفيش لما تيجي هقول....يوه يا عصام بقي لما تيجي
أغلقت أمال الهاتف بعد مكلمتها مع زوجها لتتحرك بعدها في الصالة ذهابا وأياب لمدة ربع ساعة وتوقفت عند سماعها لصوت إنفتاح الباب فتحركت نحوه بخطوات سريعة وهي تقول بضيق:كل ده يا عصام أتأخرت ليه
فدلف الي الداخل ليقول باندهاش:في ايه يا أمال بالظبط ايه اللي حصل وجبتيني علي ملي وشي ليه
فمصمصت شفتيها لتقول بوجوم :نجلاء
فقطب جبينه وهو يقول بهلع:مالها حصل ايه يا أمال أنطقي
فأضافت بحزن:من ساعة ما جت من الكلية وهي قاعدة في أوضتها ومش مبطله عياط و.....
لم يمهلها الفرصة للتكملة بينما هرول سريعا الي غرفة ابنته ليفتح الباب ويندفع الي الداخل وهو يصيح بقلق :نجلاء
فرفعت له نجلاء عينيها الممتلئه بالدموع فنظر اليه بصدمة ليقترب منها وهو يقول بهلع:مالك يا عيون أبوكي
فهتفت بصوت متحشرج من بين بكائها :بابا أنا تعبانة أوي
فجلس علي السرير بجورها ليقول بوجع:مالك بس ايه اللي حصل
فاردفت قائلة بألم:أحضني يا بابا...
فجذبها لاحضانه فصاحت به قائلة برجاء: أحضني أوووي محتاجة حضنك
فشدد من أحتضانها وهو يقول وهو يقول بحزن من هيئتها فهو لم يرها بهذه الحالة في أضعف حالتها حتي عند أنفصالها عن طارق :بس لو تقوليلي مالك... مشكلتك أنك طول عمرك كتومة...لازم تتكلمي يا بنتي عشان متتعبيش وتتعبينا معاكي
فلم يأتيه جوابا منها سوي انها اذدادت من تمسكلها به فملس رأسها بحنان لفترة فهدءت شهقتها رويدا رويدا حتي أستمع الي صوت تنفسها المنتظم فادرك ذهابها في النوم فحاول تحرير نفسه من يديها المتشبثه بيه بحذر ليهيأ لها وضعية نوم مريحة ليتحرك بعدها الي الخارجة بخطوات حذرة مغلقا الباب خلفه بهدوء
..............................
-لاء بصراحة أدهملك صح
أستفاقت حور من شرودها لتنظر الي ايمان بعدم فهم :قصدك ايه
فرفعت ايمان أكتافها لتردف بلامبالاة :لاء ياختي وأنا مالي
فهدرت بها حور بحدة:ايمااااان
فامطت ايمات شفتيها لتقول بضجر :أتصلي بنجلاء يا حور وفكي مني أنا مش عايزة دماغي تبوظ قبل المعركة
فرفعت حور حاجبيها وهي تقول باستفهام:معركة ايه
فصاحت ايمان بتذكر :الله وتتصلي أنتي ليه تصدقي نسيت أن عندي رصيد يكفيني ميت سنة قدام ده لو فضل في الواحد نفس لميت سنة
فقطبت حور جبينها لتقول بتململ :يابت أنتي مالك النهاردة كلامك مش مفهوم ليه
فاردفت ايمان وهي تجذب هاتفها من شنطتها :مش مهم...مش مهم
-الو ايوة يا نجلاء.... عمي .... أمال فين نجلاء.... طب يعني هي كويسة أكيد.... طب تمام وابقي بلغها اننا كلمناها.... خلاص تمام...... و عليكم السلام
فنظرت اليها حور باستفسار فاردفت ايمان بهدوء :عمي عصام اللي رد قال انها تعبانة شوية وكسلت تيجي
فهتفت حور بعدم أقتناع :طب ليه هو اللي رد عليكي
فاجابت بهدوء :بيقول أنها نايمة
فمصمصت حور شفتيها لتقول بامتعاض :مش عارفة بس قلبي مش مطمن
فهزت ايمان رأسها لتقول :ياستي نبقي نكلمها بكرة ونفهم منها ولو كده نبقي نروحلها
فأومأت حور لتقول بتعب :خلاص يلا نروح.... واحنا ماشيين كده تعرفييني معركة ايه وهبل ايه اللي بتتكلمي عنها
فابتسمت ايمان لتقول بغموض :ماشي يلا
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق