القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وتعانقت الارواح الفصل الأول والثاني بقلم ألست ورد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

رواية وتعانقت الارواح الفصل الأول والثاني بقلم ألست ورد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




رواية وتعانقت الارواح الفصل الأول والثاني بقلم ألست ورد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 








 "مالك في إيه؟"

كان لِسّه جاي من برّه.

ملامحه غريبة… حزينة.

مش ده جوزي اللي أعرفه.

كنت خايفة عليه.


قرب مني وأنا بحط إيدي على خدوده،

بعد إيدي بقوه، وكانت عينيه حمرا.


"إنتِ طالق."


"إيه؟"

اتصدمت، والدموع اتجمعت في عيني،

إيدي بدأت تترعش.


"عاوز لما أجي ما لاقيكيش هنا."


حاسّة روحي هتطلع من مكانها.

كان ماشي ناحية الباب،

جريت عليه وأنا بمسك إيده.


"مالك في إيه؟ إزاي تطلقني؟!

ده أنا ورد… حبيبتك."


"ورد ماتت بالنسبالي."

قالها وهو بيبعد إيدي عن كتفه بقوة،

وخرج وهو بيرزع الباب.


أكيد حلم وهصحى منه.

مستحيل… ده جوزي.

مستحيل.


كنت تايهة… مش عارفة أروح فين ولا أجي منين.

الانهيار وصل لآخره… خلاص مش قادرة.

حاسّة إني هقع وأغمى عليّا.


عارفين شعور إن كل حاجة اتنين؟

والدنيا بتلف بيكم في دوامة؟

أنا كنت أمرّ من كده.

صرخت من كل قلبي.


الناس اللي في دماغي مش راضيين يسكتوا.

المشتّتات… الأصوات… كل حاجة.

دموعي بتنزل بغزارة.


لميت هدومي كلها تقريبًا.

مكنتش حاسّة بأي حاجة.


أنا يتيمة… لا أب ولا أم.

ما عنديش مكان أروحه.

ولأول مرة حسّيت إني لوحدي،

من غير ضهر أستند عليه.


الدنيا مطرت بشكل غريب.

كنت بحب المطر… بس لأول مرة أكرهه.

طلقني من غير ما أعرف السبب.

كل واحد ليه سبب للطلاق… إلا أنا.


رنيت عليه، رد من أول مرة.

كنت ببكي.

هو كان صوته مليان خوف.


"ورد، في إيه؟"

"أنا… مش كويسة."

قولتها وصوت بكائي عالي.


"طب اهدي وقوليلي… إنتِ فين؟"

"أنا في الشارع."

"خلاص، استني… أنا جايلك."


ما كملتش نص ساعة وكان واقف قدامي.

قرب مني وهو بيتفحصني بخوف.


"إيه اللي نزلك في الوقت ده؟

وإيه الشنطة دي؟"


"مالك… طلقني يا مصعب."

"طب اهدي…"


قالها وهو بياخدني في حضنه.

تشبّبت فيه وبعيط بحرقة.

أخدني وركّبني عربيته.

حط الشنط ورا في شنطة العربية.


طول الطريق ساكتة.

كان ماسك إيدي… يطمني ويهديني.


أكيد ده حلم…

وهصحى ألاقي مالك جمبي.

أو يطلع مقلب.


بس لا… مفيش مقالب في الطلاق.


غمضت عيني،

ولما فتحتها لقيت مصعب بيصحيني.

جسمي متكسر، مش قادرة أقوم.

هو شالني وطلعني شقته.


كنا غرقانين من ميّة الشتا.


"ورد، فوقي يا حبيبتي.

خدي شاور دافي… عقبال ما أجيب الشنط.

غيّري هدومك ودفّي نفسك… وأنا هعملك حاجة دافية تشربيها."


مكنتش حاسّة بنفسي.

دخلت أخدت شاور.

لبست من شنطتي.

لقيت مصعب جايبلي شوربة دافية.


"اشربي الشوربة دي… هتدفّيكي."


"مليش نفس يا مصعب."

"علشان خاطري… مش بحب أشوفك تعبانة."

"صدقني… مليش نفس."

"خلاص… هشربك أنا."


مسك المعلقة… وقربها.

"الطيارة رايحة فين… فين؟"


فتحت بُقّي وأنا بضحك.

بيرجعني طفلة تاني.

طفولتي اللي اتحرمت منها…

هو بيحاول يعوّضني عنها.


خلصت الطبق.

"أشطر كتكوت والله."


دخل المطبخ، رجع بالإستيشوار.

… وبدأ ينشف شعري.

كنت مبسوطة وحزينة في نفس الوقت.


"عدي الجَمايل."

"عداهم."

قولتها وأنا ببتسم.


بعد ما خلص كان هيمشي.

"ممكن تحكيلي حدوتة عشان أنام؟"


"ممكن جدًا."

قالها وهو بينام جمبي على السرير.

 كان فرحان… نمت على كتفه وهو بيحكي.


"كان يا ما كان، في قديم الزمان…

كان في بنوته عسل، عندها خمس سنين.

كانت بتلعب في الشارع مع إخواتها.

فجأة شافت فراشة جميلة،

جريت وراها، وبعدت عن إخواتها.

شافها راجل كبير… قالها هودّيكي لماما.

سمعت كلامه ومشيت معاه.

لكن أخوها الكبير كان أكبر منها بثلاث س

شافها، وجرى وراها.

قرب منها وهو بينده عليها.

الراجل ضربه بآلة حادة في بطنه.

مات… علشان صغير.

والبنوته كانت بتستغيث بأخوها… و…"


سكت فجأة.

بصّ لها… لقاها نايمة بعمق على كتفه.

مسح دمعة نزلت من عينه،

حط إيده على بطنه.

بعد عنها بهدوء… وغطاها،

وطفى النور وهو خارج من الأوضة.


صحيت من النوم… جسمي متكسر.

بصيت في الساعة… لقيتها وحدة الظهر.

إزاي نمت كل ده؟

غمضت عيني تاني…

لكن صحيت على صوت عالي بره.


قمت وأنا مش قادرة أفتح عيني.

قلبي دق بسرعة… خايفة على مصعب.


اتجهت ناحية الصوت.

كان عند باب الشقة.

لقيت مالك واقف، صوته عالي.

ومصعب واقف مانعه يدخل.


أول ما شافني،

ضحك بسخرية.


"أهلا بالخاينة."


.. يتبع.. 

ياتري ورد فعلا خاينه؟ 

ومين مصعب ده؟ 



..2..


محستش بنفسي وأنا بيغمي عليا.

آخر حاجة سمعتها صوت مصعب وهو بيجري عليا:

"ورد"

وبعدها مدرتش بأي حاجه.


صحيت وأنا مش عارفه أنا فين.

لقيت في ايدي كالونا.


ومصعب كان قاعد وماسك التليفون.

أول ماشافني ابتسم بحزن.

وقام قبل أعلي رأسي:

"الحمدلله على السلامة."


"مالك عملك حاجه؟"

افتكرت أن مالك كان قدام باب الشقة.

مش هكذب لو قولت أني فرحت لما شوفت،

بس قلبي اتكسر لما قالي خاينه.

محاولش يسأل مين ده ولا بيعمل ايه هنا.


"متخافيش أنا كويس، عاوزك تفوقي كدا علشان تحكيلي كل حاجه."

هزيت راسي وغمضت عيني.

وهو كان بيمسح علي شعري بحب.


تاني يوم كنت كويسه عن المبارح بكتير.

قربت من مصعب كان قاعد علي الكنبه بيشتغل تقريبًا.

"بتعمل ايه؟"


"بشتغل علي شويه إيميلات تبع الشغل كدا."


هزيت راسي وقعدت.

وعدي خمس دقائق وانا ساكته،

لقيته قفل الابتوب وبصالي:

"مش هتقوليلي مالِك طلقك ليه؟"


ضحكت بسخريه:

"وانا وحياتك ما اعرف هو طلقني ليه."


"أنتِ قولتيله علي علاقتنا؟"


"طبعا يا مصعب أكيد مش هخبي حاجه زي دي."


"أمال ماله؟"


مسحت وشي بعنف وأنا هموت من التفكير.

"معرفش يا مصعب معرفش  ما ده اللي مجنني.

واحد يجي من بره يروح يطلق مراته من غير ما تعرف ماله."


"تحبي أتكلم معاه؟"


"أكيد لأ يا مصعب."


أخدني في حضنه وهو بيطبطب علي كتفي.


سرحت لذكري بعيده.

بس لسي تأثيرا علي قلبي كأني لسي سمعاها:

"هتسيبني؟"

"عمري."

"بتحبني؟"

"بموت فيكِ."

"أنا خايفة أنت كمان تسيبني زيهم."

"وانا مش زيهم وعمري ما هسيبك."


طلعت زيهم يا مالِك وأسوأ.

هما سابوني وكان ليهم سبب.

أنت سيبتني من غير سبب.


.


"ورد معايا."


كشر الأخر حاجبيه بإستغراب:

"ورد مين؟"


"مريم."

"أنت لقيتها؟"


كانت علامات الدهشه والفرح مرسومه علي وجهه.


هز الأخر رأسه بأيوه:

"طب وهي فين؟"


"في شقتي."

"عرفت أنت مين؟"

"أيوه بس مش الحقيقه كامله."


"يعني مش هتعرفي؟"

"كانت عرفتني الأول."

"طب عاوز اشوفها."

"مش هينفع دلوقتي  حاليا النفسيه مدمرة بسبب جوزها لأنه طلقها."

"هي كانت متجوزه؟"


هز الأخر رأسه بنعم.

"طب أبعتلك رِتاج علي أنها حبيبتك وكدا وتكون معاها وهتهون عليها."


فكر مصعب لبعض الوقت ووافق علي حديثه.

"بس الشبهه هيكون كبير أنت ناسي أنهم توأم؟"


"وأنت ناسي أنهم توأم مش متتطابق."

هز مصعب رأسه:

"خلاص ابعتها بكره."


سلم الأخر عليه وتركه مصعب ورحل الي المنزل.

ولكنه وقف أمام سوبر ماركت.

وأخذت كل ما يقع يديه عليه، فكانت يديه الإثنين ممتلئتين بالأكياس.


رن جرس الباب فأتسعت إبتسامته عندما سمع صوتها.

فتحت له الباب واتسعت ابتسامتها عندما رأته:

"كل ده تأخير يا أستاذ."


ضحك مصعب عليها:

"نعتذر يا فندم والله."

"ايه كل الحاجات اللي جايبها دي؟"

"الحاجات دي ليكي."


أتسعت إبتسامتي:

"دي ليا."


هز راسه وهو بيضحك:

"لو كنت أعرف أن شويه الإسناك دول هيخلوكي مبسوطه كدا كنت بعتيلك من زمان."


مطيت شفايفي وقربت منه وحضنته:

"أنا بحبك أوي يا مصعب."

"وأنا أكتر يا وردتي."


وصلتني رسالة منه "مالك":

"تيجي الكافيه ده **** الساعه خمسه ضروري."

كنت هرفض بس ليه يطلبني في الوقت ده؟

معرفتش أنام طول اليوم، جالي أرق كبير من التفكير.

أنه عايزين في ايه؟


بس قولت هروح وأسأله وأعرف ليه طلقني.

يا جماعه حاجه تعصب بردو 

 يعني تتطلّقي من حبيب عمرك وأنتي مش عارفه ليه طلقك.


صحيت الصبح.

وعيني ورمه وهالات تحت عيني.

والدنيا صعبه بصراحه.

غسلت وشي وقلت آخد شاور.

أخدت شاور ولبست هدومي.


طلعت ملقتش مصعب في الشقه.

فعرفت أنه أكيد راح شغله.

دخلت المطبخ وعملتيلي فطار خفيف، ودماغي كانت بتفكر: مالك عاوزني في ايه؟


الوقت كان بطيء بشكل يعصب الواحد.

جت الساعه أربعه لبست هدومي وسيبت 

شعري بس عملته ويفي علي الخفيف كدا.


خلصت بدري بس قولت أروح متأخر يستني عادي.

الساعه جت خمسه وربع.

نزلت المكان، مكانش بعيد فمكانش ليه لزوم أخد أوبر.


وصلت بعدها بشويه.

وكنت قدام الكافيه.

دخلت وقفت قدام الباب لغاية ما لقيته قاعد في الطربيزه التانيه وماسك التليفون.

شديت الكرسي اللي قصاده وقعدت.

"خير عاوزني في ايه؟"


بصالي بصه معرفتش افهمها.

ولقيته رمي شويه صور علي الطربيزه.

أخدت الصور واتصدمت 

أو بالأصح صعقت من اللي شوفته.

صور مقرفه أقل ما يقال عنها مقرفه.

صور كانت ليا أنا ومصعب.

الدموع اتجمعت في عيني من بشاعه الصور.


"ايه الحقيقه بشعه للدرجادي مع الاسف الحقيقه دايما بتوجع؟"

"حقيقه ايه؟ أنت عبيط؟"

قولتها وانا بترعش.

وعاوزه اتقيأ من القرف اللي شوفته.


"حقيقه خيانتك ما هي قدامك صورك انتِ والبيه اهي."

"أنت شخص حقير مش عارفه ازاي كنت مش شيفاك علي حقيقتك."

"أنت فاكره الكلمتين دول هتضحكي عليا بيهم؟ ماشي هتضحكي عليا بيهم بس مش هتعرفي تضحكي علي نفسك لما تقفي قدام مرايتك وتشوفي قذارتك."


محستش بنفسي غير وانا بضربه بالقلم:

"أنت إنسان قذر."


"اللي بعتلك الصور دي أنا بشكره علشان وراني علي حقيقتك وقد ايه أنت إنسان مريض  أنت ازاي تفكر بيا كدا أو حتي ازاي عقلك المريض يتوصل أن اعمل حاجات أستحي أن اقولها مع أخويا؟ أنت إنسان مريض وعاوز تتعالج يا مالك."


"أخوكي مين؟ أنتي هتضحكي عليا؟ إنتي جايه من الزباله يا ورد."

قالها باستهزاء وهنا قلبي وجعني.

ازاي كنت مغميه علي حقيقته القذره دي؟

الدموع أتجمعت في عيني.


"بس علي الأقل طلعت نظيفه أما أنت فالقذاره جواك  ياريت تتعالج ومش عاوزه اشوف وشك تاني."


سيبته ومشيت.

والدموع مغرقه وشي.

مكنتش عارفه راحه فين ولا جايه منين.

ازاي يصدق حاجه بالبشاعه دي؟


فجأه سمعت صوت بوق عالي.

وجسمي بيترفع لفوق.

ونزلت علي إزاز السياره واترميت في الشارع.

وبعدها محستش بالدنيا.


..يتبع..

موقف مالك؟ 

وهل كنتم عارفين أن مصعب أخوها؟ 

وياتري مصعب مخبي عنها حقيقه ايه؟ 

تكملة الرواية من هنااااااااا




تعليقات

التنقل السريع
    close