القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية خطأي أنني أحببته الفصل العاشر 10 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

  رواية خطأي أنني أحببته الفصل العاشر 10 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




  رواية خطأي أنني أحببته الفصل العاشر 10 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


#خطأي_انني_احببته

#حكايات_mevo

البارت العاشر


كان ياسين ممسكًا بيدها بحب، يهتف بانفعال:

ــ أنا جوايا حاجات كتير يا مرام... ليكي حسي بيا بقى... أنا تعبت!


شعرت بالرعب من صراحته، فتراجعت قليلًا، وقالت بتوتر:

ــ إنت بتقول إيه؟ أنا واحدة مخطوبة... إزاي تقول كده؟

ليصرخ بعنف يخرج من وجعه:

ــ إنت ما بتحبيه وش كفاية بقى... أنا عارف كويس إنك ما بتحبيه وش. يبقى أسكت ليه؟ لازم تحسي بالنار اللي جوايا! عيونك بتقولي "قول"... يبقى ليه تقطعي فيا؟!


أحست بغرابة في كلماته، كان كل ما فيه صادقا حد الوجع، لكنها لم تصدق... تصاعد غضبها، وارتبكت مشاعرها بين الدهشة والخوف، لتندفع دون وعي تصيح:

ــ حتى لو ما بحبوش! بتقولي كده ليه؟! إنت اتجننت؟! إنت فاكرني إيه؟!


ليبتسم أخيرا براحة، ويهمس بصوت مبحوح من فرط الانفعال، أخيرا يا قلبي... كنت عارف إنك ما بتحبهوش، وحاسس، بس ماعرفش ليه عملت كده.

مرام، إنت معششة جوايا، وأنا عايزك، وهموت عليكي، والله يا مرام، هموت عليكي.


شدها إليه من شدة سعادته، واحتضنها بقوة وهو يقول، أنا خلاص ماعدتش قادر أستحمل، هموت عليكي وعايزك، تعبت بقى.


لتصاب بالذهول مما فعل، وتتذكر كلماته القديمة، ماهي لو ليها في الشمال كنت جربت حظي، فتتجمد ملامحها، وتشهق بعنف، وتدفعه بعيدًا عنها.

قالت بصوت مرتجف يقطعه الغضب والخذلان، إنت إزاي تعمل كده، إنت شايفني رخيصة زي الستات بتوعك اللي بتحضنهم في الشوارع، ليه كده، عيب أوي يا ياسين بيه إنك تقولي كده، عايزني يعني إيه، إنت... إنت... أنا مش مصدقة، حاسة بقلبي هينفلق.


واستدارت لتمشي، وهي منهارة من البكاء.


ليمسكها من يدها بقوة، يشدها نحوه وهو يقول بصوت ملهوف، والله أبدًا، قطع لسان اللي يقول عليكي كده، دانت ست البنات كلهم، غصب عني والله انفعلت من فرحتي، وعايزك مش عيب أقول أنا عايزك بالحلال يا مرام.

مرام، أنا من يوم ما اتخطبتي وأنا مش عايش، هموت عليكي. 


كانت تحاول شد يدها لتفلت منه وتقول بصوت مكسور، بس بقه، عيب كده، مانا كنت قدامك سنين، إيه اللي جد يعني عشان تفكر فيا وأنا لابسة دبلة واحد تاني، إيه اللي جد يا ياسين بيه، سيبني أمشي.


هتف بعنادٍ ووجع، والله ما هتتحركي من قدامي يا مرام، أنا ما صدقت إني قلت اللي في قلبي، كنت غبي، دا اللي جد، كنت حمار ومش حاسس إنك عندي قلبي وحياتي.

مرام... أنا... أنا... أنا بحبك، وبموت عليكي.


لتشهق وتنظر إليه برعب، لا تفهم ما يجري حولها، كيف تغيّر هكذا، كيف انقلب كلامه في لحظة... كانت ستجن، وقالت بصوت متقطع،

انت بتحبني أنا؟ ازاي؟ ياسين بيه الكاشف يحب سكرتيرته؟ مش بعيدة شوية؟ عايزني أصدقك ازاي أصلًا وانت كل يوم مع واحدة؟ هتحبني أنا يا ياسين بيه؟


صرخ في وجهها وقد اشتعلت ملامحه بالصدق والوجع،

ايوه بحبك، وياسين بيه دا ولا حاجة، وسكرتيرته مش سكرتيرته، بحبك والله بحبك، ومن سنين يا مرام، والله ممكن أنزل على ركبتي واطلبك تتجوزيني لو عايزة، مرام أنا مجنون بيكي.


لتبتعد قليلًا، مصدومة من كلماته، تكاد لا تصدق أذنيها، همست بدهشة،

انت عايز تتجوزني؟ انت يا ياسين؟


كان قلبها يدق بعنف، لا تدري أتفرح أم تخاف، 

اقترب منها ومسك يدها بحنان، يقول بصوت مخنوق بالعشق،

ايوه يا قلب ياسين، انتي عمري ودنيتي اللي خايف تضيع مني، أنا حاسس إن قلبي هيقف، ويوم ما اتخطبتي وقعت من طولي، ما قدرتش أستحمل.


لتنظر إليه بذعر، لا تصدق ما تسمعه، كيف يحبها هكذا؟ كان قلبها يرجف، وحبها له يدفعها نحوه رغمًا عنها، أحست بكلماته تنزل عليها كبلسم يطبب وجعها، لكن عقلها انتفض يحاول إنقاذها من دوامة قلبها، لتقول بصوت متردد يحمل خوفًا وغضبًا في آن،


انت يا ياسين ماينفعش تحبني، انت طول عمرك ياسين بيه الكاشف، اللي فوق الكل، والستات بتترمي تحت رجلك، إنما تيجي عندي وتتجوزني؟ لا، كده مابلعهاش، وبعدين أنا مخطوبة، إيه الجرأة دي؟ انت فاكرني إيه؟ هتقولي كده أرمي دبلتي وأفرح بيك وأقولك حاضر ونعم؟


هتف بعنف، وصوته يختلط بالوجع،

مخطوبة وما بتحبهوش، يبقى كأنها مش موجودة، والدبلة دي تتشال وتترمي.

أما بقى قصة ياسين زفت الكاشف والستات اللي بتترمي وشايف نفسه، مش هكدب، كل ده حصل، بس خلاص... أنا اتبدلت من ساعة ما الزفتة اتحطت في إيدك، وقلبي وقف. كنت هتجن، كنت هموت عليكي يا مرام، يبقى مش أي كلام بيتقال ومتعقليهوش.


صمت قليلًا، ثم اقترب منها، يمسك يدها برفقٍ تتخلله رجفة الشوق، وصوته يخرج مبحوحًا من عمق وجعه.


ــ والله يا مرام بحبك، إنتِ إزاي مش حاسّة بيا؟ كل خناقاتي معاكي كانت غيره عليكي يا قلبي، أنا بموت عليكي يا مرام، حسي بيا بالله عليكي.


كان قلبها سينفجر من شدة مشاعره، والشلل أصابها من فرط صدقه. أحست وكأن مشاعرها انسابت فجأة، تذوب أمامه دون مقاومة. رأى وجهها يلين، ودموعها تترقرق، فشدّ على يدها أكثر، وقبّلها بخفة مرتجفة.


ــ مرام، أنا بحبك، وعايزك مراتي، حبيبتي اللي ماقدرش أعيش من غيرها. أنا حاسس بإيدك بترتعش، وحاسس إني موجود جواكي.


كانت نظرته تحاصرها، وصوته ينزف صدقًا وهو يهمس.


ــ نظرة عيونك بتقول، والنبي يا مرام حسسيني حتى بأي حاجة. من زمان وأنا بشوف نظرتك، وبترجمها، وبتمنى يكون إحساسي صح.


سنين جنبي،  بعتبرك، حبيبتي،  إحساسي  حيًا، ، بتشاركيني أنفاسي 


إنت يا مرام اللي خليتيني هموت عليكي من حنانك عليا، كنتِ دايما بتحسسيني إني ابنك وحبيبك وجوزك في وقت واحد، إنت يا مرام اللي قلبي دقلها، والله بحبك يا قلبي، نفسي آخدك بعيد وماحدش يقرب منك.


كانت قد استكانت تماما تحت لهيب كلماته، وقلبها يكاد يخرج من مكانه، غير مصدقة هذا التحول الرهيب، وهذا الخنوع العجيب الذي صار إليه من شدة حبه. كان قلبها معه قلبا وقالبا، ووجهها يلين شيئا فشيئا، وملامحها تذوب فيه عشقا.


شعر ياسين بخفقان قلبه يعلو، فاقترب منها أكثر، ورفع يده ليمسك وجهها بين كفيه برفق مشوب بالوله.


ــ عيونِك قالت خلاص، ووشك... مش قادر أبعد عيني عنه من الجمال اللي شايفه. إنت جواكي ياسين، وأنا حاسس بده، وأنا بعشق مرام... مرام محفورة جوايا من سنين. مرام، حاسة بيا والنبي؟


كانت قد أصبحت في عالم آخر، انسابت مشاعرها في حضرته، وهو يهمس بصوت يقطّع النبض.


ــ مرام، قولي إنك حاسة.


كان يلاطفها بشدة، بصوته ولمساته، حتى غابت عن وعيها من شدة الارتباك والدفء، لتسهم أكثر، وتهمس بخفوتٍك مبحوح كأنها لا تدري ما تقول:


ــ هاه...


اقترب منها أكثر، وقلبه يكاد ينفجر من شدة خفقانه، كان جمالها يربكه، ونبرتها تقتله شوقا، فهمس بصوت مبحوح يخالطه رجاء:

ــ هاه... قولي إنك حاسة بيا، صح؟ قولي يا مرام، صح؟


همست وهي شبه غائبة عن الواقع، نبرتها ترتجف بين الدهشة والخضوع للمشاعر التي غمرتها فجأة:

ــ آه... صح.


ابتسم وهو يشعر أن قلبه يضج بالحياة، وقال بصوت خافتٍ يحمل حنين العالم كله:

ــ وأنا جواكي... صح يا قلبي؟


أطرقت بعينين غارقتين بالعاطفة، ثم همست بخجل دافئ:

ــ ممم...


اقترب أكثر، يهمس وكأنه يخشى أن يوقظ حلما جميلً:

ــ أنا بحبك يا مرام... حاسة بيا؟


أجابت بخفوت حنون كأنها تسلم روحها بين يديه:

ــ حاسة قوي.


نظر إليها مطولًا، بعينين تائهتين في ملامحها، وقال بصوت متقطع 

ــ وإنت... بتحبيني، صح؟ قولي يا قلبي... قولي إن جواكي مشاعر... مش كده؟


همست بنبرة كسرت صمته، كأنها تُعلن اعترافًا طال عمره بداخلها:

ــ آه... جوايا مشاعر.


كانت كلماتها كنسمة دافئة بعد صقيعٍ طويل، كأنها تساق إليه دون وعي، تتبع نداء قلبها لا عقلها. شعر أن الدنيا كلها سكنت في تلك اللحظة، أن ما حوله ذاب واختفى.

ليهمس اخيرا.. طب ماتقولي يا عمري انك عايزاني زي مانا عايزك قولي عايزاك يا ياسين قولي كان يجول بوجهه علي وجهها لتهمس.. انا عايزاك يا يايسن والله.. لينهج بشده وهو يتحمل اكثر كان يمارس ضغطا علي حاله حتي يجعلها تخرج ما في قلبها وهي في حاله اللاوعي

ليهمس اخيرا بحنين.. قولي يا قلبي قولي قلبي هينشق والله.. قولي انا بتاعتك انت وبس يا ياسين.. كان ملهوفا كان متشنجا ليكمل معها وينتزع ما يريده..

 لتهمس ما جعله سيحترق لتقول اخيرا انا بتاعتك انت والله بتاعتك يا ياسين.. ظل ينظر اليها بجنون غير مصدق ما حدث ما ان سمع انها تكن مشاعر له


هتفت مرام، وصوتها يرتجف من شدّة الوجد، كأنها تفرغ ما تراكم بداخلها من سنين:

ــ أنا ملكك يا ياسين... ملكك إنت.


ضمّها إليه بقوة تحمل كل ما كتمه من وجع واشتياق، وهمس بصوتٍ مخنوق بالعاطفة:

ــ قلبي يا ناس... اللي قال كل حاجة أخيرا. يا عمري، أخيرا عرفت إني جواكي ريّحتي قلبي. أنا حاسس إني هتجنن من فرحتي، هموت يا مرام... كنت فين من زمان يا عمري؟ يا قلبك اللي وقف، يا ياسين اللي رجع يعيش.


كان يحتضنها وكأنما يخشى أن تضيع منه، وعيناه تلمعان بفرح طفولي نادر. قال وهو يلهث بين كلماته:

ــ حاسس إني طاير وإنت في حضني، يا وجعي، يا راحتي، يا اللي كنتي دايما هنا ومش شايفاني.


كانت مرام غارقة في دوامة من المشاعر، ملامحها هائمة، تتنفسه كأنها تتنفس الحياة ذاتها. مدّ يده يمسّد على شعرها بحنان غامر، وهمس وهو يبتسم من فرط الوجد:

ــ أنا جواكي... وعايزاني... وبتاعتي، أخيرا يا قلب ياسين.


لكن عقلها، الذي كان غائبا وسط العاصفة، عاد من بعيد كصفعة توقظ الغارق من حلم خطير. انغزها وعيها بشدة، لتتراجع فجأة، أنفاسها تتلاحق، وقلبها يكاد ينفجر من الصراع بين الحب والوجع. نظرت إليه بعينين تشتعلان، وقالت بعنف موجوع:

ــ فجأة كده؟ مش أنا حتة السكرتيرة اللي ما تنفعلكش؟ مش أنا اللي لو ليا في الشمال كنت جربت حظك؟


تجمد مكانه، كأن الكلمات سقطت عليه كالرصاص. انكمش صوته، وغرق وجهه في خزي وصمت طويل. حاول أن يتكلم، أن يجد ما يبرر به سقوطه، لكن الحروف خذلته. رفع نظره إليها أخيرا وقال بصوت مبحوح بالدهشة والندم:

ــ إنت... عرفتي الكلام ده إزاي؟


لتهتف، وصوتها يرتجف غضبا ووجعا:

ــ سمعته، سمعته يا ياسين بيه يا كاشف على مكتبي من جهازك! متخيل إيه مني لما أسمع كده؟ إنك دلوقتي لما تقولي كده هفرح؟

انت إزاي أصلا تفكر فيا كده؟ شايفني قليلة أوي كده؟ حرام عليك... وجعتلي قلبي.


صرخ هو بانفعالٍ وندمٍ صادق:

ــ والله أبدا! دانتي تاج على الراس، إنت الدنيا اللي بتمناها!


قالت وهي تختنق من القهر:

ــ والله دلوقتي بقيت تاج؟ بعد ما كنت "حتة سكرتيرة" ما تنفعش؟سنين وأنا معاك، شايلك على راسي، دي آخرتها توجعني كده؟

وجاي تقولي تتجوزيني؟ هو اللي بيفكر كده بيتغير؟ولما تتجوزني، إيه اللي هيحصل؟

هتاخد اللي عاوزه وبعدين تقول: "إيه اللي وقعت فيه ده؟"آخرتها بقيت جوز السكرتيرة!


صرخ ياسين بحرقةٍ عميقة:

ــ بس بقى، حرام عليكي! ما تقطعيش فيا أكتر من كده.الواحد بيقول كلام ومش فاهمه إلا لما ينقهر...ولا كنوز الدنيا تعوضك.

حبيبتي، إنت روحي ونفسي. بجد نفسي آخدك في حضني، من الأساس ماقدرش أبعد عنك.


صرخت وهي تكاد تبكي:

ــ والله؟ وخطيبي ده أوديه فين؟ أبلعه؟


اقترب منها خطوة بخطوة، صوته يخنقه الحنين والغضب:

ــ خطيبك ده؟ مشيه، واديله دبلته!إنت ما بتحبهوش، ما تطلعيش جناني يا مرام...


اقترب أكثر، أمسك بيديها بقوة مرتعشة، وصوته يخرج من عمق قلبه:

ــ أنا شايف في عينيكي كل حاجة...وإنت قلتي كل حاجة...قلتي اللي جواه، وقلبي سمعه.ليه تعذبيني بعد ما فهمتيني؟


سالت دموعها من وجعها، فاقترب منها ياسين بخطواتٍ مرتجفة، أمسك وجهها بحب، ومسح دموعها بأصابعه هامسًا بحرقة:

ــ والله بحبك... إنتِ إزاي مش حاسة بناري؟


هتفت وهي ترتجف، لم تعد قادرة على صدّه، صوتها خرج محمّلًا بالحب والوجع:

ــ حرام عليك بقى... كفاية... أنا مش قادرة لكل ده.


ابتهج وجهه كمن عاد للحياة، ضم يدها إلى صدره وقال وهو يبتسم بألم:

ــ مش قادرة؟ وأنا اللي قادر؟

حرام عليّا ومش حرام عليكي إنك تقطّعي فيّا كده؟

يا مرام، أنا بعشقك، وأي كلام أهبل اتقال... كنت غبي، غبي أوي.


كانت تنظر إليه، وقلبها يدفعها نحوه دفعًا، بينما عقلها يمزقها. فالحب متغلغل فيها حتى النخاع، لكنها تراجعت بغلب ووجع عميق:

ــ من فضلك كفاية كده، وسيبني في حالي.

أنا ما أنفعلكش... أنا سكرتيرتك وبس.

ده إن كنا أصلًا هنعرف نكمل كده.


انخلع قلبه من مكانه، وصرخ بصوتٍ يائس:

ــ إنتي بتقولي إيه؟ بعد اللي سمعته ده كله؟

تقولي كده؟ لا!

ده إحنا هنكمل كده... وأكتر من كده كمان!

بالله عليكي يا مرام، قلبي مش مستحمل... حاسس إني هتجنن.

بالله عليكي يا عمري، أنا من زمان حاسس بحاجة جواكي، بس كنت غبي... كنت حمار، يا عمري، أنا غلطت... هتحاسبيني على غلطة؟


صرخت وهي تبكي من القهر:

ــ غلطة؟ غلطة موتتني! ووجعتلي قلبي! وأنا اللي بقالي سنين بح...


قطعت جملتها فجأة، وضعت يدها على فمها كمن أفلت منها سر، ثم ابتعدت مسرعة وهي تلهث.

وقف مذهولًا، قلبه يشتعل، عينيه تتسعان:

ــ إيه؟ بجد بتحبني؟ ما قلتهاش... بس هي بتحبني!


جري خلفها كالمجنون، أمسكها من ذراعها واحتضنها بقوةٍ وهو يهمس بجنون:

ــ لا والله ما تمشي وتسيبيني!

قلبي هيقف... كملي، قولي يا عمري... كملي الكلمة دي.


تململت بعنف وهي تحاول الإفلات من بين ذراعيه:

ــ ما تقربش مني! عيب بقى كده يا ياسين!


ليقول بصوتٍ مبحوح، وهو يحدّق في عينيها كأنهما آخر أوكسجين له في الدنيا:

ــ عيوني والله... بس إنت قلتي كده وفكراني هسكت وأسِيبك؟

أحس إن حبيبتي بتحبني وأفلتها من إيدي؟

ده أنا أبقى بموت نفسي بنفسي يا مرام!

أنا راضي أتذل ليكي، يمكن تفهمي إنّي كنت غبي... بس بحبك، بحبك بجد.


كانت كلماته كالنار، تحرقها وتدفئها في الوقت نفسه. كانت موجوعة، مكسورة، لتأتي كلماته تداوي ما تركه هو من جراح.

همست بصوتٍ خافت، متردد بين الرفض والاستسلام:

ــ مش عارفة بقى... سيبني، سيبني ومش حاسة إن الوضع ده صح.


هتف بعفوية ووجع صادق:

ــ طب بالراحة بس ونتكلم بالعقل.

إنتِ ما بتحبيش محمود، وأنا بعشقك.

يبقى تديني فرصة... أنا حاسس إني موجود جواكي، سيبيني أطلع اللي جواكي.

اديني فرصة يا قلبي، والله هموت عليكي... ما تعمليش فيا كده.

ده أنا واقف قدامك زي العيل الصغير... مستني صدقة منك.


نظرت إليه، وقلبها يقاوم دمعة على وشك السقوط، ثم ابتسمت رغمًا عنها.

ابتسامة صغيرة، لكنها كانت كافية لتُعيد له الحياة.

فصاح بحرارةٍ وحنان لا يُقاوم:

ــ ممكن بقى تشيلي البتاعه اللي في إيدك دي وتريّحي قلبي؟

والله حاسس إنها سيخ مغروز في قلبي...

ارحميني بقى يا مرام، ارحميني.


لتهتف بعفوية، وصوتها يحمل خليطًا من الخجل والتردد:

ـ مانا ومحمود اتفقنا على كده، وقدمنا شهر كده ونفكها...


ليحس ياسين أن قلبه سيتوقف، كأنه سمع بشارته بعد طول انتظار. اقترب منها دون وعي، ورفعها بخفة بين ذراعيه يدور بها وهو يصرخ بفرح مجنون:

ـ قلبي يا ناس... اللي هيقف والله! يا قلبك اللي هينشق يا ياسين...


لتصرخ هي وقد اشتعل وجهها خجلاً وضحكًا:

ـ انت اتجننت! أوعى، نزلني يا ياسين، انت ما بتصدق، عيب كده بقه...


فيهتف وهو لا يزال يضحك، وعيناه تلمعان بالعشق:

ـ طب يا ستي، أنا آسف... بس مش قادر أستحمل، حبيبي بقى قدامي أعمل إيه! ده أنا شايف الدنيا كلها جواكي!


لتتنهد بتعب، وتقول وهي تحاول استعادة توازنها:

ـ من فضلك يا ياسين، بطل بقه... سيبني، أنا تعبت بجد وعايزة أمشي.


ليقول بصوت يفيض حبًا وعتابًا:

ـ مش قبل ما تريحي قلبي وتقوليلي إني بقيت بتاعك يا ياسين... وانتِ أصلاً بتاعتي من غير ما تقولي.


ثم يبتسم ابتسامة خفيفة، ويغمزها بعفوية:

ـ مع إن القمر قال كل حاجة وهو ساكت، بس برضو عينيكي قالوا الباقي.


نظرت له مرام بغضب خافت، وقد أحرجها غروره، وقالت بنبرة حادة:

ـ أنا مش بتاعة حد! وأظن كفاية كده... وقلتلك قبل كده: ماينفعش! "ال بتاعتك" قال!


واستدارت تمشي غاضبة، لكن ضحكته صدحت وراءها وهو يهتف بعشق متحدٍّ:

ـ لا، بتاعتي... لو عملتي اللي عملتيه، ومن هنا ورايح هتصرف على الأساس ده يا عمري!


ولم تكد تخطو خطوة حتى لحق بها، يمسك يدها برفقٍ مشوبٍ بالعناد، تحاول أن تفلت منه، فيضغط عليها بحنانٍ خفيفٍ، كأنه يخاف أن يؤلمها أو يتركها تهرب من بين أصابعه.

ـ انسي خلاص، ده مكانها الطبيعي... أنا ماعدتش هسكت ولا هخبّي تاني، كل حاجة بينّا وضحت يا مرام.


هزّت رأسها بارتباك، وعيناها تمتلئان دهشة وارتعاشًا:

ـ دا اتجنن! وهيوقفلي قلبي... طب أعمل إيه وأنا بحبه؟ بس خايفة منه أوي...


ظلّا يسيران صامتين، حتى وصلا إلى باب غرفتهما. توقفت مرام، ونظرت إليه بحذر وقالت:

ـ إيه؟ انت واقف كده ليه؟


ابتسم بحبٍ خافتٍ وهو يهمس:

ـ واقف مستني صدقة... أي حاجة، بس أعرف بيها إني عايش في بالك يا عمري.


همست بخجلٍ واضطراب:

ـ ياسين...


اقترب منها خطوة بخطوة، وصوته ينخفض كأنما يحدّث قلبه لا أذنها:

ـ قلبي يا مرام، من جوا... ماتحني بقه، قلبي ولع خلاص، خلصتي عليّا النهارده... أنا هعضّ في روحي من وجعي لو بعدتِ تاني.


أطرقت خجلاً، فمال نحوها يهمس بابتسامة حنون:

ـ هتوحشيني من هنا لبكره...


لم تنطق. كانت الكلمات تخنقها. رفع وجهها برفق، وهمس بحبٍ عميق:

ـ بس بقه...

فابتسم بخفةٍ وقال.. دانا ماهبسش الا انا قلبي يبقي في حضني.. هتبقي في حضني امتي يا قمر الا انا والع وخلاص هفطس ولسه ماعملتش حاجه.. لتسهم وتقول.. ماعملتش ايه.. ليضحك لا بشكلك ده لو عملت هتموتي والله.. يلا خشي بدل ماعمل وتخبطيني بحاجه بس هتكوتي سورقتي في ايدي.. 

قطبت جبينها بانفعال، وقالت بغضبٍ طفولي:

ـ إيه قلة الأدب دي؟ أوعى كده يا ياسين!


ضحك بخفةٍ وهو يهمس:

ـ تصبحي على خير يا عمري... أنا حاسس إني طاير من حبي ليكي، قلبي هيقف والله.


هتفت بتذمر وهي تفتح الباب:

ـ انت حر... طير براحتك، أنا مالي! أوعى بقه كده... أنا داخلة أنام، بلا طاير بلا بتاع. مفيش كلام من ده خلاص!


دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها، بينما بقي هو بالخارج يضحك بخفةٍ وقال:

ـ مفيش إزاي؟ هو أنا هعتقك خلاص؟ لا والله، ده أنا لسّه هسويكي على الجانبين، وأخليكي تعشقيني زي ما أنا بعشقك، لحد ما قلبك يقف زي ما وقف قلبي.


رفع رأسه للسماء وهمس بابتسامةٍ مفعمةٍ بالحب والجنون:

ـ البِت قالت كل حاجة... وتقولي مفيش كلام من ده؟ لا يا مرام، هيبقى فيه كلام... وهيبقى فيه أفعال. أنا هعمل عمايل بس أوصلك، يا عسليّة يا مجنّني.اهدي كده وارشق وسح لما البت تسخسخ.. وهو بيبقي قمر وهو مسخسخ.. يا رب اوصل لما تسخسخ بين ايديا ايه ده التفكير لوحده هبلني امال لما اطولها هعمل ايه.. .


ضحك على نفسه وهو يهمس في صمت الليل:

ـ يا رب الصبر بقه... هموت عليكي يا هبلة. أمّا الغباء يا ياسين! عيل أهبل وغبي... هي خايفة منك، طمّنها يا ياسين، يمكن تكسب قلبها اللي بتموت عليه.


ثم رفع عينيه للسماء، وصوته خفيض كأنه دعاء:

ـ بحبك يا عمري والله... وهطمن قلبك ده، لحد ما تأمنيلي يا قلبي.

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close