القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية خطأي أنني أحببته الفصل الحادى عشر 11 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية خطأي أنني أحببته الفصل الحادى عشر 11 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 





رواية خطأي أنني أحببته الفصل الحادى عشر 11 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


#خطأي_انني_احببته

#حكايات_mevo

البارت الحادي عشر ...في الصباح، استيقظ ياسين سعيدا، تغمره البهجة لأنه أخيرا أدرك مكنون قلبها، حتى وإن لم تعترف له صراحة. مضى نحو حجرتها بخطوات خفيفة واثقة تملأ كيانه، بينما كانت هي تشعر بتوتر خفي، فاعترافها الضمني بالأمس أربكها وجعلها بين الخوف والرجاء.


طرق الباب طرقا خفيفا، لتفتح له، فوجدته أمامها بابتسامة دافئة تشبه ضوء الصباح، وقال بعفويته المعتادة:

ـ صباحو فل يا قلب ياسين... عندنا النهارده يوم حافل يا روح ياسين من جوا.


تراجعت خطوة، تحاول أن تستعيد اتزانها، ثم قالت بحدة تخفي ارتباكها:

ـ لو سمحت يا مستر ياسين، بلاش كده... أنا مش موافقة على الطريقة دي، فلو سمحت، خلي فيه حدود.


ضحك بصوت عال، ضحكة صافية تشبه تمرّد الأطفال، ثم مد يده وجذبها بخفة قائلاً:

ـ تعالي بس، بلا مستر ياسين بلا بتاع! ونبقى نشوف الحدود دي بعدين. يلا بقى، أنا هموت من الجوع، ونفسي مفتوحة، وحبيبي قدامي كده! يلا ناكل الأول، وبعدين هنقابل الناس.


سارت معه دون حيلة، تتبعه بخطواتٍ مترددة كمن يسير نحو مجهول جميل ومخيف في آنٍ واحد. كانت تشعر أن شيئا كبيرا ينتظرها، لكن قلبها لم يعرف بعد:

هل طريق ياسين هو طريقها الذي كتب لها؟

أم طريق وجعٍ، سيعلّمها أن بعض القلوب تُحب حتى تؤلم؟


.. صلي علي المصطفي.. 

جلسا على الطعام، وكان ياسين في قمة سروره، يشعر كأنه يطير فوق السحاب، بينما هي تحدق فيه بعدم تصديق، تتأمل تلك الحالة المجنونة التي صار عليها فجأة، وكأن شيئًا بداخله تبدّل تماما.


ابتسم وهو يقطع اللقمة وقال بحماس طفولي:

ـ اسمعي يا قمري، النهارده هنقابل شوية عملاء ونرتب لشغل جديد. عايزك تلزقي جنبي كده، وتخلي بالك. انتِ عارفة إنك في المقابلات بتبقي غول كده، بتقطمي ضهر اللي قدامِك.


رفعت حاجبيها ونظرت إليه بنفاد صبر:

ـ أنا غول يا ياسين؟! ليه، بعض في اللي قدامي؟ ولا عشان جد ومابتهاونش؟


ضحك وهو يمسك يدها بخفة وقال بنغمة مفعمة بدلال:

ـ بهزر يا قلبي، غول إيه بس! ده أنا عندي قمري، مفيش زيه... سندريلا قلبي أنا.


تنهّدت بضيق وهي تسحب يدها منه:

ـ يا مستر ياسين، بطل بقى الكلام ده. أنا مش حمل الكلام ده دلوقتي، من فضلك خلينا في الشغل وبس.


ضحك ساخرا وقال وهو يومئ نحوها:

ـ انت هبلة، صح؟ أو فيكي عرق هبل كده مستخبي.


شهقت بغضب:

ـ ما تحترم نفسك بقى! هو فيه إيه؟


قال وهو يرفع حاجبيه بدهشة مصطنعة:

ـ حد يقول لريسه "احترم نفسك"! والله انتِ عسل، أصل شكلك حاسة إني خلاص بقيت ليكي... وفعلا، أنا بقيت بتاعك يا قلبي، وانت بتاعتي. قولي اللي يريحك، والله لو قطعتيني كده مش هفتح بقي.


قالت بتوتر وهي تنهض قليلًا:

ـ استغفر الله العظيم... يعني أقوم أمشي؟ ما تبطل بقى يا ياسين!


قال متصنعا الجد، لكن عيونه تفضح لهفته:

ـ طب بس، إيه اللي مزعلك؟ مش اتصارحنا امبارح؟ كنتي حلوة وقمر، وخلعتيلي قلبي... وقلتيلي إنك بتاعتي.


احمر وجهها خجلً وهتفت بسرعة:

ـ بس بقى! ما قلتش كده خالص!


ضحك بخبث طفولي وقال وهو يميل نحوها:

ـ لا والله قلتي! دانتي كنت مسروقة و قلبك، طلعلي كل اللي جواكي... ، وقلتي إنك بتاعتي وعايزاني... يا لهوي على "عايزاني" دي! كنت هموت، يا بنت الإيـه! وقلتي كمان إنك مابتحبيش محمود، وبتحبيني أنا.


صرخت وهي تكاد تفقد أعصابها من خجَلها وارتباكها:

ـ أنا قلت إني بحبك؟! فين ده؟! انت بتألف يا ياسين!


لتعلو ضحكته أكثر، قال ياسين بصوت خافت لكنه ممتلئ بالصدق والرجاء:

ـ آه، بألف يا مرام، واعتبرتك قولتيها... لما قطمتي الكلمة وحبستيها جواكي، أنا خدت الباقي،  وكملتها، وحطيتها في قلبي كأنها منك.

ثم تنهد، يمرر يده في شعره بتعب واضح:

ـ مرام، أنا خلاص... ماعدتش قادر، وهتصرف على الأساس ده، لحد ما تطمني وتأمنيلي. والله أنا غلبان، واهبل، وكل الكلام اللي سمعتيه قبل كده كنت متخلف يا قلبي... بس مش هافضل شايل همي طول عمري بسبب غبائي.


أطرقت رأسها، وجهها يعلوه الحمره بين الخجل والارتباك، لا تدري ماذا تفعل، ولا كيف تأمن جانبه بعد ذلك الاعتراف الصريح. كلما حاولت أن تضع بينهما جدارًا، هدمه بحنانه وكلماته.

قالت بصوتٍ خافتٍ تحاول فيه أن تستعيد اتزانها:

ـ انت حر في نفسك، إنما أنا... أنا ماليش في الكلام ده يا ياسين.


ضحك بخفةٍ ليكسر ثقل اللحظة وقال مازحا:

ـ طب يلا بس، عشان مانتأخرش عن الناس... ونبقى نشوف أنا حر إزاي وهعمل إيه، بس متبقاش تزقي يا قمري ساعتها... 


نزلا إلى الأسفل، وكان بعض العملاء بانتظارهم. جلسا معا، وبدأت مرام الحديث بلباقة وثقة آسرة، تتنقل بين المواضيع بسلاسة جعلت الجميع ينصت إليها بإعجاب، بينما ياسين ينظر إليها بانبهار خفي، وكأنه يراها للمرة الأولى. كانت جميلة، متألقة، بريقها يخطف العين ويأسر القلب.


انتهى الاجتماع، لكنهما بقيا قليلًا مع الحاضرين يتبادلان الحديث. اقترب أحد الشباب من مرام، يحمل في عينيه نظرة إعجابٍ صريحة، وقال مبتسمًا:

ـ انت حد متمكن أوي يا آنسة مرام، برافو بجد.


ابتسمت له بأدب وشكرته بلطف، لتفاجأ به يقول بترددٍ مشوب بالجرأة:

ـ هو... هو حضرتك مخطوبة؟


وقبل أن تلتقط أنفاسها لترد، جاءه الصوت من خلفها بنبرةٍ حاسمة واثقة من مكانها:

ـ ويشبك يده في يدها، فصدمت من فعلته، فتحمحم الشاب قائلً بخجل:

ـ آسف يا مستر ياسين، ماكنتش أعرف... ألف مبروك.


قام فجاء الجميع يباركون له، وشعر هو بسعادة طاغية، أمّا هي فكانت تتقلّى على الجمر.

رحلا بعد قليل، وظل هو ينظر إليها مبتسمًا على غضبها المتصاعد، بينما قامت وخرجت، تكاد تنفجر، أرادت أن تضربه، لكنها خافت أن تفتعل فضيحة، فظلت تمشي والغيظ يأكلها، وهو خلفها يدندن بحب وشاعرية، وكلّما التفتت له بغيظ ضحك عن آخره، حتى وقفا في مكان بعيد، فصرخت فيه بغضب عارم:


ـ انت اتجننت؟! انت إزاي تعمل كده؟!


فقال بحبٍ هادئ:

ـ عملت إيه يا قمري؟ خدت الحتة بتاعتي، زعلانة ليه طيب؟


فصرخت:

ـ حتة إيه وزفت إيه؟! هيّا مين اللي بتاعتك؟! انت اتجننت؟! أنا كنت مخطوبة! انت عايز تفضحني؟!


فاقترب منها وأمسك يدها، وأخرج الدبلة عنوة:

ـ شفتي؟ ماعتيش مخطوبة... أهوه! سهلة إزاي يا قلب ياسين؟ يلا، زعلانة ليه تاني؟


فصرخت فيه وهي على وشك البكاء:

ـ انت مجنون! انت إزاي تعمل كده؟! دي فضيحة! الناس فاكرة إننا مخطوبين!


فقال بثقةٍ وهدوءٍ مغرور:

ـ آه يا قلبي، وجبت الدبل وجيت ألبسهالك، أمال فاكراني أهبل أسيب الحتة بتاعة دي في إيدك أكتر من كده؟! اعقلي بقى، انتِ بقيتِ بتاعتي، ودماغك الناشفة دي ماهقدرتش عليها... انتِ ماتعرفينيش!


كانت هي تريد أن تضربه من بروده وغروره:

ـ انت مالك مغرور كده؟! وشايف إني هوافق؟! أوافق عليك؟! بتاع إيه؟!


فشدها إليه بقوة وهمس بعنادٍ :

ـ بتاع إن قلبي كان بيدق لحد ما هينفجر... وبتاع إن قلبك كان بيدق بس بيقاوح... وبتاع إني نسيت الكلام الغبي اللي قولتيه وشابطه فيه زي العيال!


فقالت بحدة:

ـ عيال؟! أنا عيلة؟! طب يا سيدي، أهو أنا عيلة، مالكش دعوة بيا، وكمل في حالك يا كبير، وأوعي إيدك دي!


فهتف بحبٍ عميق:

ـ إيدي ما هشلهاش... وعيلة؟! أحلى عيلة في الدنيا!

أما ماليش دعوة بيكي؟! تؤ تؤ تؤ... دانتي كل حاجة ليا، اللي كنت هموت عليها! يا بت، وجعتيلي قلبي، هتلينيلي إمتى؟!


فاقترب من وجهها، فتسمرت وارتعشت بين يديه، وهو يهمس بصوتٍ مبحوحٍ صادق:

ـ والله بحبك... اقطع نفسي عشانك ترتاحي...


وكان ينظر إليها بحب، ويده تمسك يدها وتداعبها، وقلبها كاد يقفز من مكانه... لا وجدت شيئًا تقوله.


قالت أخيرا بغلب ووجع مكتوم:

ـ بس يا ياسين... ما يصحش تعمل كده! شكلي هيبقى إيه لما تقلهم وتفهمهم إننا مخطوبين؟! ومافيش حاجه من دي هتحصل! انت كده بتشوه سمعتي...


ليقول وهو يمرر يده في شعره بعصبيةٍ محبوبة:

ـ انت هبلة يا مرام؟! هو انت بتسقّط حاجات بتحصل؟!حبينا بعض امبارح، لما طلعتي روحي والدبلة اتشالت واترمت وخلاص... وجايه تقولي كده؟!

حاجة إيه اللي مش هتحصل؟! أروح أجيب الدبل دلوقتي وأرشقها في صباعك!هيحصل يا قلبي، وسمعة إيه؟!

ده انتي سمعتي وحياتي وشرفي... انت الدنيا اللي نفسي اخشها.يا بت، ارحميني وقولي "هديت"، والنبي يا مرام كفاية... قلبي بيوجعني والله!


كانت صامتة، تفكر في حبه الذي أطلقه دفعة واحدة، زلزل بها كل أوصالها، وجعلها بين نارين: نار الخوف من اندفاعه، ونار الحنين لدفئه. تنهدت بغلب وقالت بصوت واهن:

ـ مش هوعدك بحاجة يا ياسين... أنا مش عارفة ومتلخبطة... أرجوك، اديني مساحتي.


ليبتعد عنها بخطواتٍ متثاقلة، وملامحه يختلط فيها الجد بالمزاح:

ـ عايزة مساحة أد ايه بالشبر ولا بالمتر؟!

ثم وقف بعيدا، ومد ذراعيه كأنه يقيس المسافة وقال بابتسامة عابثة:

ـ كده كويس؟!


ضحكت رغم غيظها، وهتفت بعفوية ممزوجةٍ بالعطف:

ـ والله انت لسعت!


ليقترب منها فجأة، بعينين مشتعلة بالعشق والجنون، ويقول وهو يبتسم:

ـ انت السبب... هتقلبيني حسحس!

ما تحني يا جامد، يا أم عيونٍ ملونة، يا قمر...

انت حلوة أوي يا قلبي، ومجنناني سنين!

وأنا مهبول... وحايش طوفان رجالة يقربوا منك!

والله كنت حاسس إني بحارب رجالة البلد كلّها علشانك...


قالت بعفوية ممزوجة بالغلب والدهشة:

ــ والله وحايشهم ليه مش ده نصيب؟ كان زماني مخطوبه ومتجوزه، ولا إنت يا عم قطاع أرزاق؟


فضحك ضحكة مريرة يقول بنبرة تمزج الغضب بالعشق:

ــ مانا بقول فيكي عرق هبل بس تقيل! نصيب إيه يا أم نصيب؟ أنا أقدر أسيب حتى جنس دكر يقرب منك؟! سنين وأنا بتقلي على نار، شايف القمر ماشي قدامي ومش قادر أنطق! ولما انقهرت، تجي تقوليلي "متجوزه"؟! مفيش جواز لسيادتك غير معايا أنا، مفهوم؟


تهز رأسها بإرهاقٍ واضح، وتهمس برجاء:

ــ من فضلك يا ياسين، خليك جد شويه... إنت أحرجتني، وماينفعش اللي حصل. سيبني بجد، واديني وقتي.


ليبتسم بمرحٍ صادق ويقول:

ــ طب ماشي، هديكي كل الوقت اللي في الدنيا... بس في الآخر، هتبقي بتاعتي.


لتتنهد وتقول بيأس محبط:

ــ مفيش فايده! أنا ماعُدتش عارفه أتكلم معاك. بَطّل بقى طريقتك دي، أنا مش بتاعة حد.


اقترب منها فجأة، صوته تمتلىء بنغمة عشق متملك:

ــ بالذمة مصدقة نفسك؟ دانتي بتاعتي، وكلك على بعضك بتاعي... مفيش فتفوته هسيبها! فاهدي كده، وقولي "هديت" وارضي بقى... عشان والله، ما قدامك غير إنك ترضي.


لتقطب حاجبيها بغضب خافت وترد بحدة مكسوة بالجرح:

ــ إيه غرورك ده؟ وإن ما رضيتش، إيه اللي هيجرى يا ياسين؟


شدها إليه أكثر، صوته يخفت حتى صار همسا دافئا يخترقها:

ــ هخلّيك ترضي... بس ساعتها، قلبي هنفوق فيه سنتين.


قطبت جبينها بدهشة وارتباك، فضحك بخفة تفضح ولهه ويقول:

ــ إيه؟ تحبي نجرب يا قمر؟ دانا ما أحب ما على قلبي حاجة زي التجريب، بس إنتِ اللي هتسورقي... بتسيحي يا عسليه في ثانيه، وأنا مش مستحمل! بتبقي عايزه تتاكلي وإنت في دوامه قمر زيك ، ومش حاسه بنفسك.


اقترب منها بشدة، بعينين تلمعان بالعشق والجنون، كأن المسافة بينهما صارت أنفاسا تحرق وتحيي في الوقت ذاته...

 

لينفجر قلبها ، تتلعثم الكلمات على شفتيها وهي تبتعد بخوف طفولي:

ــ إيه ده.. إنت!.. إنت إزاي!.. بس بس... بَطل بقى قلة أدبك دي!


وما إن تركته حتى انفجر هو ضاحكا بصوت عال يملأ المكان دفئا ومرحا:

ــ هو كده قلّة أدب.. دي قلبي، العَبَط عندهاليه ملمس مع الهبل جامد! استني يا قمر، رايحة فين وإنت عسليه ومكسوفه كده؟


كانت تهرب بخطوات سريعة، والدماء تتورد في وجهها، وهو يلاحقها بعينيه ضاحكا، يهتف بخفة عاشق :

ــ طب استني، خلاص والله هسكت... اهوه، سكت خلاص!


تلتفت إليه بتوتر وهي تحاول أن تخفي ابتسامتها:

ــ يلا بقى، عشان نحضر نفسنا ونرجع.


هتف متوسلاً بنبرة صادقة تخنقها الرجولة والوله:

ــ طب مانقعدلنا يومين؟ بالله عليكي، أسيبك إزاي؟ نروح كده من غير ما أحس إنك حتى قلتي حاجه؟


تخفض عينيها وتقول بخفوت متعب:

ــ مش هقول يا ياسين... خلاص، ارتاح بقى ويلا نرجع.


ليتنهد بغلب كمن يحبس بين أضلعه تنهيدة حب لا يُقال، ثم يرضخ لرغبتها، ويبدأ رحلة العودة.

كان طوال الطريق يشاكسها بعينيه، يتلمس يدها بخفة، يغرقها بحبه دون كلمة... وهي تصده برفق خوفا من قلبها، من ذلك الضعف الذي بدأ يتسرب إليها دون إذن.


كانت تحاول أن تقنع نفسها بالثبات، أن تحسّ فعلً بصدق كلماته، تتمنى أن يكون هذا الحب حقيقيًا لا وهمًا.

لكنها كانت تعلم في أعماقها... إن صدقت، إن استسلمت يوما، فلن تعود بعدها كما كانت.

لأنها حينها... ستعطيه قلبها ونفسها كاملة، ولن يكون هناك أي رجوع.


أوصلها ياسين إلى باب بيتها، وقبل أن تترجل، أمسك يدها برفق، وقربها من شفتيه يقبلها قبلة صغيرة جعلت قلبها يرتجف. قال بنبرة متوسلة ومليئة بالشوق:

ــ طب إيه؟ مش هتقوليلي حاجه قبل ما تطلعي؟ يا بنتي أنا حاسس إني هاكل طوب من الغيظ، حني عليا يا قلبي...


لتجيبه بخجل ودلع طفوليّ وهي تتهرب بعينيها:

ــ هقلك إيه بس؟... ماتبطل بقى.


نظر إليها بدهشة كأنه لا يصدق ما يراه، ثم قال وهو يمرر يده في شعره:

ــ إيه ده؟ إيه اللي شايفه ده؟ لا، أنا كده ما أستحملش، رقتك دي هتوديني في داهيه، والله لو فضلت كده هطلع العربية بيكي ومش هيهمني حد، وساعتها بقى... هقل أدبي بحق وحقيقي!


لتضربه بخفة على كتفه وهي تضحك:

ــ بطل بقى... إيه الكلام ده!


فيميل نحوها أكثر، صوته يملاه بحب وحنين طفولي:

ــ طب يا قلبي، قولي أي حاجه... "حبيبي"، "روحي"، "سنسون"... بس أعرف أنام، والله وحياتك يا شيخه مش عارف أعمل إيه.


ردت عليه وهي تحاول سحب يدها بخجل شديد:

ــ إيه ده  هتِشحت ولا إيه؟ أوعى... سيب إيدي!


فهز رأسه بإصرار مجنون كأنه يناجي قلبه، فتضحك بخفة وتقول له:

ــ طب بس سيبني أمشي...


هز رأسه موافقا،.. طب أي حاجه. 

فتنفست بارتياح ونظرت إليه نظرة مفعمة بالحنين والدفء، ثم همست بدلعٍ رقيقٍ:

ــ حاضر... تصبح على خير يا ياسو... سلام.


وخرجت مسرعة، تاركة قلبه معلقا في الهواء.

ظلّ هو جالسا مكانه، يبتسم ببلاهة لا تخلو من العشق، يردد لنفسه كمن فقد صوابه:

ــ ياسو... أنا بقيت ياسو! حبيبي يا ناس...  هيلين والله! وإن ما لانَتش... هخطفها واتجوزها بالعافية!

ــ يا رب، يا قلب ياسو، أشوفك يوم مشعلل كده زي ما أنا مشعلل... دي تقيلة تقل الجبال، هتخلص عليا! أنا اللي كنت بتاع الستات، قلبت بطة بلدي قدامها... لا والله، ما هعتقك يا بطتي، يا ... يا قلب ياسو من جوا!


ظلّ على حاله، يضحك وحده كالمجنون، والسعادة تفيض من عينيه، ثم أدار السيارة ورحل في ليل هادئ لا يسمع فيه إلا صوت نبضه.


أما هي، فصعدت إلى الأعلى، تحمل في صدرها مزيجا من الخوف والراحة، وقررت أن تنهي كل شيء.

فتحت هاتفها، واتصلت بخطيبها محمود، وبصوتٍ ثابتٍ قالت:

ــ محمود، أنا... قررت أفسخ الخطوبة.


ساد صمت قصير، ثم جاء صوته متنهّدا بالارتياح:

ــ ريحتيني يا قلبي، والله كنت شايل الذنب ومابنامش...بس دلوقتي، هنقول لإمي وإمك إيه؟...


لتقول:

ـ هقلهم الحقيقه، هيا صحيح أمي ممكن ترقعني علقه، بس فداك يا مودي، وامك أصلا مش مصدقه فهتنبسط.


انهيا فعلا ما حدث، مع غضب أمها بعض الشيء، ولكنها ارتضت أخيرا، فمرام لم تتركها ولا محمود إلا أن تراضت في النهاية.


عرف ياسين أن مرام قد فسخت الخطبة، فأحس كأن روحه قد عادت إليه، وبدأ في معاملتها على أنها ملكته التي لا يتركها، يغمرها بالمشاعر حتى صارت أنفاسه امتدادا لأنفاسها. وأحست هي أنه صادق في مشاعره.


وجاء يوم أخير، لم يعد يقدر فيه أن يحتمل بعدها.


دخلت مرام عليه ذات صباح وأيقظته. جلس مبتسما، يتأملها وهي تتحرك لتحضر له ملابسه. التفتت إليه، فإذا به لم يتحرك من مكانه.


لتقول:

ـ إيه؟ انت مابتقمش ليه؟ هنتأخر!


قال مبتسما وهو يتأملها بعشق لا يخفى:

ـ هنتأخر على إيه بس؟ أنا قاعد بحلم باليوم اللي أنا اللي أصحيكي وإنت جنبي... يا مرام، كفاية بقه، أبوس إيدك.


لتحمر خجلا وتقول وهي تحاول الهروب من نظراته:

ـ قوم بقه، بلا كلام فارغ، بلاش كلامك ده.


ليقوم ويقترب منها بخطوات هادئة، صوته يقطر صدقا واشتياقا:

ـ كلامي فارغ؟ دانا قلبي هيخرج من مكانه وإنت قدامي كده وبتحضريلي حاجتي، عايزك جنبي وفي حضني...


فاقترب منها، فهربت مسرعة إلى الأسفل وهي تقول بصوت مرتجف:

ـ لأ بقه، كلامك ده ماينفعش، بطل بقه!


وتركته ونزلت.


هتف بغلب وهو يمرر يده في شعره يائسا:

ـ هو إيه اللي ماينفعش؟ أنا عملت حاجه؟ دانا فيا اللي مكفيني يا قلبي، يا رب أعمل إيه؟ أهجم عليها وأحبسها لحد ما تقول حقي برقبتي؟


ثم ذهب ليكمل لبسه، هامسا لنفسه:

ـ طيب يا مرام...


نزل إليها، فوجدها تتسامر مع الخدم. وقف يتأملها مبتسما وقال:

ـ هتنوري البيت والله، وهتبقي أحلى ست بيت.


لتخجل، وتضع ما في يدها، وتهم بالانصراف.

فسارع نحوها، ومسك يدها برفق ممزوج بجنون الحب.


لتقول وقد احمر وجهها من الحرج:

ـ إنت مجنون على فكره! أحرجتني قدام الناس، ينفع كده؟


قال بنبرة واثقة وهو يبتسم بعناد طفولي عميق:

ـ إيه أكونش قلت حاجه غلط؟ بعرف الدنيا إنك هتبقي بتاعتي.. مرام، يلا كده من سكات، عشان والله هاخدك جوا وأحبسك، عشان أنا جبت آخري!

سارت أمامه في صمت، لم تعد قادرة على إبعاده أكثر من ذلك، وهو لم يترك طريقًا إلا وأوقدها عشقًا. كانت تحاول أن تجمع شتات نفسها، لكنها وصلت إلى نهاية صبرها. حبها له لم يكن وليد اللحظة، بل كان عشقًا دفينًا منذ البداية.


مر اليوم بسلام رغم مشاكساته المعتادة، حتى جاء المساء، فدخلت عليه تخبره أنها سترحل.

ما إن دخلت الغرفة حتى نهض سريعا وأغلق الباب خلفها.


قالت بدهشة:

ـ إيه يا ياسين، انت جرالك حاجة؟ افتح الباب!


رد بصوت متهدج بالعشق والعناد:

ـ لا، مش هفتحه إلا لما تقولي هنتجوز إمتى. أنا خلاص جبت آخري، وقلبي ماعاد متحمل


احمر وجهها خجلً وقالت:

ـ بتقول إيه بس؟ لسه بدري.


اقترب منها، وأمسك يديها وقبلهما برقة وصدق:

ـ انت لسه خايفة يا قلبي؟ مش حاسة إني اتغيرت؟ نفسي تحسي بقلبي الولهان عليكي. والله أنا اتبدلت، كان يتقطع لساني يوم ما قلت كده، ندمان، وبعض في الأرض.


همست بخجلٍ وارتباك:

ـ مش عارفة يا ياسين، خايفة أوي.


وضع يدها على قلبه وقال بصوتٍ مبحوح بالصدق:

ـ والله ده بيحبك، وبيموت عليكي. قوليلي أي حاجة طيب، خرجيلي كلمتين، أنا بموت والله، ماينفعش، بتعذبي فيا، وحاسس إني مذلول.


قالت بتوترٍ وارتباك:

ـ أقول إيه بس؟


قبّل يدها مرة أخرى وقال:

ـ قولي حاسة بإيه... نفسي أسمعها منك، بحبك يا ياسين، طلعيها يا قلبي.


نظرت إلى الأرض وقالت بصوتٍ مبحوحٍ من الخجل:

ـ مش عارفة... أنا مكسوفة بس بقى.


ابتسم بخفةٍ ومرح:

ـ لا وعهد الله، لأسمعها، بدل ما ألم الشركة وأقولهم بحب البت مرام، وهي بتحبني ومش راضية تقول.


همست بخجل:

ـ ياسين...


شدها إليه وهو يقول والدمع يلمع في عينيه:

ـ عيوني عمري كله، قولي بقى، انت إيه ده؟ تقلك هيخلص عليا! سيبي نفسك، قولي اللي جواكي يا عمري، أنا حاسس بس نفسي أسمع منك.


كان يهمس لها بحبٍ حقيقيٍ، ويده على قلبه، حتى ذابت بين ذراعيه، وانسابت مشاعرها بلا وعي، تحس بحبه الجارف وكأنها تُولد من جديد.


قالت بتلعثمٍ وارتباك شديد:

ـ طب... طب استنى بس، هقول أهوه...


ظلت تتنفس بسرعة، وجهها احمرّ، وصوتها اختنق بالعاطفة، ثم همست أخيرًا:

ـ وأنا كمان... والله.


ضحك بفرحة مجنونة وقال:

ـ بحب يا صلاة النبي! وانت إيه يا قلبي؟ ! انطقي بقى، ورحمة أبوكي يا شيخة.


خفضت رأسها وقالت بصوتٍ خافتٍ مرتجف:

ـ وأنا... أنا كمان... بحبك يا ياسين.


وعلي الفور  ورفعها بين ذراعيه ودار بها وهو يصرخ بفرحٍ طفوليٍ عارم:

ـ يا قلبي، يا قلبي، يا قلب ياسين من جوا... والنبي تاني، إلا قلبي هيقف من مكانه!


صرخت بخجلٍ وضحكةٍ مكتومة:

ـ نزلني بقى، عيب كده، وابعد!


قال بعنادٍ وهو يحتضنها أكثر:

ـ أبعد؟ هو مين ده؟ والله ما يحصل، وإن شاء الله تقولي عيب للصبح، أنا ما صدقت!


ـ لا يا ياسين، عشان خاطري نزلني.


أنزلها أخيرًا، لكنه ظل قريبًا منها، عيونه لا تفارقها، وقال وهو يبتسم بصدقٍ طفولي:

ـ يا روح الروح، أخيرًا نطقتي. دانا حاسس إني بقالي سنين بجري، وأخيرا قلبي ارتاح. طب قوليلي، هنتجوز إمتى؟


قالت وهي تبتسم بخجل:

ـ جواز إيه؟ انت مجنون؟ نتخطب الأول.


ضحك وقال بسخريةٍ محببة:

ـ انتِ هبلة يا قلبي؟ خطوبة إيه وأنا قلبي مولع كده؟ أنا هاجي لمامتك ونتجوز في أقرب وقت، أسبوع كفاية.


نظرت إليه بذهول:

ـ أسبوع إيه؟ لا طبعا، أما أخلص حاجتي وأحضر نفسي.


قال بحزمٍ محبّ:

ـ أخرك أسبوعين، وهجيب كل حاجة معاكي، والله ما في يوم زيادة. أنا خلاص جبت آخر الآخر، يا تتجوزيني يا هتجنن، ماعادش في حاجة. الربع اللي فاضل هيلسع، وأنا لسعت أصلًا، دانا بحلم بيكي من دلوقتي يا قلبي.


ضحكت بخجل وقالت:

ـ يا ياسين، ماحدش بيعمل كده يا قلبي والله.


ضحك بجنون وقال:

ـ قولي تاني كده والنبي!


ـ أقول إيه؟ بقولك ماحدش بيعمل كده!


ـ لا لا، انت قلتي كلمه وقعت قلبي، قلتي يا قلبي. قولي تاني، والنبي يا إني.. يا فرحك يا ياسين!


أطرقت خجلًا وقالت وهي تبتعد بخفةٍ:

ـ بس بقى، بتكسفني.


ضحك وقال:

ـ أكسفك؟ دانا هكسفك لما تسرقي مني! والله اللي بيحصل ده مش طبيعي، صبرني يا رب.


ابتسمت بخجلٍ واختلست نظرة له قبل أن تستدير نحو الباب، فسبقها وقبل رأسها برقة وقال وهو يديرها نحوه:

ـ هاجي النهارده لماما، ومعايا الواد الأهبل فادي، ماشي يا قلبي؟


تنهدت وقالت بخضوعٍ رقيق:

ـ بس خطوبة مش جواز، ماعرفش أعملها دلوقتي.


اقترب منها وهمس وهو ينظر لعينيها بحبٍ يغمره الصدق:

ـ هتعرفي يا عمري، وهتبقي شاطرة. قلبي، انت مش هتعملي حاجة خالص، أنا اللي هعمل كل حاجة.


همست باسمه بخجلٍ،تنهد قائلً بصوت متعب عاشق:

ــ طب أعمل إيه فيكي دلوقتي؟ الصبر يا رب... قولي يا قلبي إنك موافقة يا قمر، مش كده؟


كانت قد أصبحت كالشعلة بين يديه، تهتز رأسها بحبٍ وتهمس بخفوت:

ــ ماشي يا ياسو...


ثم تركته وخرجت، ليغلق الباب خلفها ويسنده بظهره، يهمس لنفسه بفرحة مجنونةٍ:

ــ ياسو ولّع... ! هتجوز أخيرا البِت اللي هموت عليها! يا رب تمها بخير، وقربني منها وخليهالي... يا رب، 


مر اليوم سريعا، وذهب ياسين برفقة فادي للاتفاق على كل شيء. حاولت الأم الاعتراض على سرعة الزواج، لكنه أصر عليها بكل الطرق، فاستسلمت أخيرا لفرحته الصادقة.


بدأ بعدها الاندماج في تجهيز كل ما يلزم، وكان ياسين طائرا من الفرح، يشعر أن دنياه أخيرًا أشرقت بعد ظلامٍ طويل، وأن قلبه هدأ بعد اشتعالٍ طال.


أما مرام، فكانت سعيدة بكل تفاصيله، تشعر أن ياسين تغيّر فعلًا، وأنه أصبح رجلًا مختلفا، محبا، حنونا، خاليا من كبريائه القديم وغروره المعتاد.


وجاء يوم الزفاف، يوم كانت فيه الأجواء مغموسةً بالحب، تلمع فيه السعادة من وجهي العروسين. لم يصدق ياسين أن حوريته بين يديه، ولم تصدق مرام أن حبيبها المتكبر صار اليوم عاشقًا متواضعًا، كل أمانيه أن يرضيها.


انتهى الزفاف، واجتمع الزوجان وحدهما، ليبدأ هو بثّ عشقه وهمسه إليها، فقالت بخجلٍ وصدقٍ:

ــ ياسين... أنا حاسه إني طايره بجد، أنا بحبك وبعشقك.


فأجابها بفرحةٍ عارمةٍ:

ــ مش قلتلك يا قلبي؟! دانا سنين وأنا مستني اللحظه دي!كنت بتجنن عليكي وغبي بس مافيش مره قربت منك إلا ماحسيت اني هتجنن ِ


كانت خجولة، فرفعها على ذراعيه وقال وهو يبتسم بعشقٍ صادقٍ:

ــ حبيبتي... وهتفضلي عشقي لحد ما أموت.


وضعت يدها على شفتيه وهمست بخوفٍ محبٍّ:

ــ بس بس... ليه كده؟ ربنا يخليك ليا. بس أوعى يا ياسين حبك ده يجي يوم وأحس إني غلطانة إني حبيتك.


ردّ عليها بحبٍ لا يوصف:

ــ لا، حبيتك إيه! دانا بعشقك... ده قلبي والله هينفلق نصين! انتِ حلوة أوي يا قلبي، يا رب، متجوز قمر!


ضحكت بخجلٍ، فتابع بعشقٍ صادقٍ:

ــ يا عمري، هفضل طول عمري مستني رضاكي، ولا يهمني غيره.


ثم ضحك وهو يضمها أكثر وقال بمشاكسه:

ــ هو احنا هنفضل نتكلم كده؟ لا، كفاية كلام... دانا اتاخدت غسيل ومكوة!


ضحكت وهي تهمس بخجلٍ دافئٍ:

ــ والله انت مجنون... بس بعشقك.


ابتسم وقال وهو يلامس خدّها بحنانٍ:

ــ طب نسكت بقى شويه، عشان ورايا شغل يا قلبي...


لتقطب جبينها قائلة بدهشة:

ـ شغل؟! النهارده؟


ضحك ياسين بشدة، وقال وهو يلوح بيده في الهواء:

ـ ياختاااي! أحلى شغل! دا أنا قلبي بيحلم خمس سنين مستني أشتغل، وأخيرا الشغل بقى في إيدي... حلو ولون وبيشع جمال بين إيديا! تعالي بس، هعرفك الشغل على أصوله، دا ياسين الكاشف بتاع الشغل كله!


لتخجل مرام وتقول:

ـ إيه ده؟ بطل قلة أدب يا ياسين!


نظر إليها مدهوشًا وهو يقترب منها بخفة عاشق:

ـ نعم ياختي؟ خمس سنين وأنا هموت عليكي وقلبي نشف، وجايه بعد ما روحي طلعت، وليلة دخلتي تقوليلي "بطل قلّة أدب"؟! إنتي الفيوزات لمست ولا إيه؟ أمال الليلة دي بيتعمل فيها إيه يا قلبي يا قمر إنتِ؟! دا كل أنواع قلّة الأدب هتتعمل... بس اصبري!


ثم همس وهو يضحك بعفوية:

ـ إنت والنبي مش مساعدة، بس ما يهمش، أريح قلبي الأول وأشبع من اللي في إيديا... وهخليك عسليه بين ايديا. 

لتهمس بخجل:

ـ يا سين... بس بقه.


فيهتف بحبّ وهو يضحك بخفة عاشقٍ مجنون:

ـ تصدقي؟ أكتر كلمة صحّ! أبس بقه! مانا نازل أهو أهرّف كلام من غير أفعال! إيه العبط ده يا أيامك يا ياسين؟ قلبي هيخرج من مكانه يا بنت الإيه... أما أبس بقه وأشوف قلبي الناعم اللي بين إيديا ده! أسيح معاه... واسيح أمه! يا لهوي! دا سايح من غير حاجة! قلبي يا ناس... ربنا يستر، وماتفرفريش في إيدي وإنتِ قمر كده... البت راحت، لا كده كتير!


ليقترب منها حتى اختلطت أنفاسهما، وسرحا معًا في دائرة من العشق الملتهب.كان ياسين ينهل من جمالها غير مصدق أنها أخيرا بين يديه.

كان في حالة من اللاوعي، وقلبه من شدة انفعاله يدق بعنف، كأنه يخشى أن يتوقف من شدة الفرح.

كانت ليلته بقدر عالٍ من الجمال، فـياسين من شدة حبّه لا يصدق أنها له، ناعمة، حنونة، مُعطاءة، وكان قلبه يكاد يقف من فرط جمالها.


وأخيرا، ارتاح من عناد تفكيره الذي أتعبه وأوجعه، وتغلب على عنفوانه ليأخذ حبيبته بين يديه، ينعم بحبها، وهي حالمة آمنة بحبه.

ناما على أمل أن يسعدا ويعيشا أيّامهما في عشقٍ دائم...

ولكن، هل سيتمّ لهما ذلك؟

سنرى...


✍️ قلم ميفو السلطان

صلّوا على الحبيب ❤️❤️❤️


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close