القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ظلام الصعيد الفصل الحادى عشر 11بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية ظلام الصعيد الفصل الحادى عشر 11بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 






رواية ظلام الصعيد الفصل الحادى عشر 11بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 



الفصل الحادي عشر 

ظلام الصعيد 


كان الصباح ثقيلاً في أروقة المستشفى والهدوء يلف المكان كغيمة من القلق حيث وقف جبل بجوار أسد أمام غرفة العمليات، ملامحه متحجرة كعادته، وعيناه تترقبان أي حركة من بعيد. وفجأة، اخترق الصمت صوت خطوات مسرعة وصراخ مختنق:


جبـــل 


ركضت غفران نحوه، ودموعها تملأ وجهها، قبل أن تلقي بنفسها في حضنه باكية:


جبـل... أنا خرجت خرجوني من الحبس الحمد لله ... بس إزاي؟ إزاي خرجت اكده 


ضمها جبل للحظة، وصوته خرج منخفضا لكنه ثابت: 


علشان كل الأدلة طلعت مش ضدك يا غفران... الموضوع اتجفل خلاص.. ومغيش اي حاجه هتوحصلك تاني 


ثم التفت نحو حورية التي كانت تقف خلفها، وقال بنبرة اعتذار خافتة:


آسف يا حورية... مكانش جصدي أحبسك معاها بس كنت خايف عليها انا عارف اني كنت اناني جوي في الموضوع دا سامحيني 


ابتسمت حورية رغم إرهاقها، ورددت بهدوء:


أنا مش زعلانة يا جبل... المهم إني كنت جمب صاحبتي وجتها وخلاص 


ثم التفتت إلى أسد الذي ظل واقفا يراقب المشهد بعينين ضيقتين وقال بصوت خافت: 


إنتي كويسة؟! 


أومأت برأسها، ومسحت دموعها قائلة:


الحمد لله... بس جولوا.. حوصل إي؟ 


تبدلت ملامح أسد، وأخفض صوته وهو يقول بثقل:


حد ضرب الحجة جهاد بالنار ومنعرفش مين عاظ.. بس از شاء الله خير 


شهقت غفران بقوة وهي تضع يدها على فمها، بينما تجمدت حورية في مكانها، عيناها تائهتان بين الخوف والذهول. ولم تمر ثواني حتى خرج الطبيب من الغرفة، فاندفع نحوه جبل بسرعة يسأله بلهجة متوترة:


طمنا يا حكيم .. الحجه عامله اي عاد 


تنهد الطبيب ببطء وأجاب بجدية:


الإصابة كانت جمب العمود الفقري يا فندم... للأسف الرصاصة عملت ضرر كبير الحجة حصلها شلل، ومش هتقدر تمشي تاني


ساد الصمت للحظات، كأن الزمن توقف داخل الممر. واتسعت عينا غفران، وارتجفت شفاه حورية، أما أسد فاكتفى بإغماض عينيه في صدمة مكتومة أما جبل، فقد ظل واقفا في مكانه، ملامحه لا تتحرك، جامدة كالصخر، وصوته اختفى خلف بحر من الغضب المكبوت فتحرك الطبيب بعدها بهدوء مغادرا المكان، فالتفت أسد إلى حورية قائلا بلهجة عملية:


خدي غفران وروحوا... السواج مستني تحت يلا 


هزت غفران رأسها بعناد، واقتربت من جبل ورددت: 


أنا عايزة أفضل اهنيه معاك يا جبل


نظر إليها بجمود وقال بنبرة حازمة لا تحتمل نقاشا: 


روحي يا غفران.... ارتاحي انتي احسن  وأنا محتاج أظبط أمور كتير 


أخفضت رأسها في صمت، ثم غادرت مع حورية بخطوات مترددة، حتى اختفى صدى أقدامهما في الممر الطويل... عندها، التفت جبل ليغادر هو الآخر، لكن أسد مد يده فجأة وأمسك بذراعه بقوة، وعيناه مشتعلة شكا وغضبا:


استني.... إنت ال عملتها يا جبل؟! جولي الصراحه 


سحب جبل ذراعه ببطء من قبضته، ونظر إليه ببرود قاتل وهتف :


ولو كنت أنا... هتعمل إي؟ هتوجف مع مين يا أسد


صمت أسد، وتجمد في مكانه، لا يجد ما يقوله، بينما أضاف جبل بحدة قبل أن يدير ظهره:


خلينا نروح نشوف شغلنا... لسه ال جاي كبير جوي 


ثم مضى بخطوات ثابتة نحو الممر تاركا خلفه أسد غارقا بين الشك والخوف، وصوت خطواته يتردد كأنه وعد بالدم وبعد فتره في  بيت شوق... كان يقف جبل إلى جوار أسد أمام الباب الداخلي وعيناه تتفحصان الجدران العريقة والزخارف الباهتة التي غطاها الغبار، بينما في صدره شعور غريب بالضيق، وإحساس يلسع ذاكرته كأن شيئا في هذا المكان يعرفه أكثر مما يعرف نفسه فمرر يده على الحائط ببطء وهمس في داخله:


أنا شوفت البيت دا قبل اكده... متاكد اني شوفته كتير جوي كمان بس ليه مش فاكى 


وفجأة انفتح الباب الداخلي وخرج رسلان بخطوات واثقة. كان عاري الصدر وكتفه ملفوف بضمادة بيضاء مشدودة بعناية، ما زال أثر الجرح واضحا فيها ونظر إليهما بعينين حادتين تحملان مزيجا من الفضول والحذر، ثم قال بصوت منخفض لكنه ثابت:


 يا ترى إي سبب الزيارة دي يا حضرات 


تبادل جبل وأسد نظرة سريعة قبل أن يجيب أسد بنبرة رسمية:


جاين نشوف الحجة شوق... وإنت مين عاد 


ابتسم رسلان ابتسامة جانبية فيها كبرياء الصعيدي وقال بثقة:


 أنا ابنها.. اكيد مش عارفني و


لم يكد ينهي كلمته حتى ظهرت شوق من داخل الغرفة، تجلس على كرسيها المتحرك، يرافقها الحارس الذي يدفعها بخفة. كانت ملامحها متماسكة رغم التجاعيد التي رسمها الزمن، ونظرتها حادة كمن يرى ما وراء الوجوه. قالت بصوت جهوري ثابت:


 نورتونا .. اتفضلوا.


نظر إليها جبل لثواني، كأنه يحاول أن يقرأ ملامحها، ثم قال ببطء:


أنا متأكد إنك مش أمي... بس لازم نتأكد بنفسنا.


وقبل أن ترد شوق، تدخل رسلان بضيق: 


 اتأكد من الورج ال معاك يا حضرة الظابط... شوف إذا صوح ولا غلط


تقدم أسد خطوة وقال بحدة:


الورج مش كفاية... الكلام دا محتاج دليل أقوى.


رفعت شوق يدها بإشارة هادئة نحو الحارس، فاقترب الرجل وفتح اللابتوب الموضوع على الطاولة. لم تمضي ثوانٍ حتى ظهر على الشاشة فيديو واضح لصوت وصورة صفية وجهاد وهما تتحدثان، وصوت جهاد يقول بوضوح:


 أيوه، جبل ابن شوق... وكل ال حوصل كان علشان نخبيه عن الحقيقة دي


ساد الصمت لوهلة، ثم رفع رسلان نظره نحو جبل وقال ببرود ساخر:


اكده اتأكدت ولا لسه؟


أغمض جبل عينيه لحظة، يحاول السيطرة على اضطراب أنفاسه، ثم فتحهما وقال بصوت خافت  ثابت:


 لسه... بس الباجي هيكون عليا انا.. انا ال هتاكد بنفسي 


ثم أدار جسده بحدة نحو الباب مردفا:


 عن إذنكم.. يلا يا اسد 


تحرك معه أسد بخطوات متوترة، لكن قبل أن يخرجا، قالت شوق بصوت قوي يخترق الصمت:


 يا رسلان... وصلهم يا ابني.


تجمد جبل في مكانه، وعيناه اتسعتا قليلاً حين سمع الاسم... الاسم ذاته المنقوش على السلسلة التي وجدها في موقع المعركة والتفت ببطء نحو رسلان، الذي بادله نظرة غامضة فيها شيء من التحدي وكأنه يعلم ما يدور في عقله فمد أسد يده بسرعة وأمسك بذراع جبل هامسا:


 يلا يا جبل... واسكت دلوجتي... اي رد فعل هتعمله مش هيكون في مصلحتنا


القي اسد كلماته وسحبه من ذراعه نحو الباب، بينما كان جبل يلتفت خلفه مرة أخيرة، عيونه تلاحق رسلان، والسلسلة في ذاكرته تلمع كالسكين في الظلام...وخرج الاثنان من البيت وفي المساء كانت غفران نائمة في سكون عميق، والضوء الخافت القادم من المصباح الصغير ينساب على وجهها بهدوء حيث  دخل جبل الغرفة بخطوات مترددة، وملامحه متعبة كأن الأيام أثقلت كتفيه. وخلع قميصه ووضعه على المقعد القريب، ثم اقترب منها ببطء، وعيناه لا تفارقان ملامحها وكأنه يخشى أن تكون مجرد حلم فجلس بجوارها ومد يده يلامس خدها برفق شديد... ففتحت غفران عينيها على مهل، وما إن رأته حتى ابتسمت ابتسامة صغيرة، كأنها وجدت الأمان أخيرا وقالت بصوت خافت:


جيت؟ كنت حاسه إني هصحى ألاجيك 


ابتسم وهو يمرر أنامله على شعرها قائلا:


مل الايام ال فاتت دي مجدرتش أنام وانتي مش جمبي… كل لحظه وانتي في الحبس كنت بحس اني بموت  وان جلبي بيتحرق 


اقتربت منه أكثر، ووضعت رأسها على صدره العاري، تستمع لدقات قلبه القوية مردده: 


 كفاية إنك اهنيه دلوجتي، خلاص، كله عدى 


رد عليها جبل  بصوت دافئ:


 فعلا عدي الحمد لله  


ظلا على حالهما لحظات صامتة، لا يسمع فيها سوى أنفاسهما المتقاربة، إلى أن انفتح باب الغرفة فجأة، فانتفض جبل قليلا، والتفت ليجد صفية واقفة عند العتبة بوجه جامد وقالت بصرامة:


 عايزاك ضروري يا جبل


تنهد بتعب ورد وهو يمسك يد غفران برفق:


بكره يا مرت عمي، أنا تعبان… ومجدرش أسيب غفران لوحدها دلوجتي.


نظرت له صفية بضيق واضح، ثم خرجت دون كلمة فـ التفتت غفران نحوه قائلة بابتسامة خفيفة:


 كنت روحلها وانا هستناك 


ضحك قليلا وقال وهو يستلقي بجانبها:


لع... انتي أهم… أنا مش عايز أسيبك لحظه تاني


وضعت رأسها مجددا على صدره، وسألته بصوت خافت:


 شوفت أمك؟


أجاب بعد لحظة صمت قصيرة، وعيناه تتأملان السقف:


 شوفت أخوي… طلع شاب في سني تجريبا... قوي وشكله حلو كمان وذكي.. عرفته أول ما شوفته، جلبي جالي هو ال أنقذني واتاكدت لما سمعت اسمه 


ابتسمت غفران برقة وقالت:


 حبيته.


ابتسم هو الآخر وهمس:


 أيوه… حبيته جوي كمان. بس هما لسه ميعرفوش إني مصدجهم، بس إن شاء الله… هيعرفوا جريب جوي.


أغلقت عينيها وهي تشعر بدفء حضنه، فيما ظل هو ينظر إليها 


وبعد منتصف الليل ساد السكون أرجاء البيت إلا من أنفاس غفران الهادئة وهي نائمة إلى جوار جبل. كان القمر يتسلل بنوره الفضيّ عبر النافذة، يلامس وجهها برفق حيث فتح جبل عينيه ببطء، كأن شيئا ما أيقظه فجأة، فجلس على طرف السرير يتأملها لحظة، ثم نهض بهدوء كي لا يوقظها، وارتدى قميصه وغادر الغرفة وخطا في الممر الطويل بخطوات بطيئة حتى وقف أمام باب صفية. طرقه بخفة، ثم فتحه قليلا… لم يجدها. رفع حاجبه بتعجب وهمس:


 راحت فين دي في نص الليل؟


تحرك نحو باب البيت، لكن صوت خطوات خافتة آتت من الخارج جعله يتوقف عندما  رأى صفية خارجة من البوابة تمسك بهاتفها وتتكلم بعصبية، تتحرك يمينا ويسارا فـ ابتسم جبل بسخرية وقال بصوت منخفض:


هتهربي مني على فين يا مرت عمي؟


اقترب أكثر وهو يحاول الاستماع، لتتسلل كلماتها إلى أذنه بوضوح. كانت ترتجف وهي تقول في الهاتف:


 هو عرف… جبل عرف كل حاجه! أكيد عرف إن أنا وجهاد ال جتلنا أبوه… وبعدناه عن أمه. وكنا عارفين إنه السبب ال خلاه يفقد نظره، دلوجتي هيجتلني، لازم أهرب!


وفجاه دوى صوت قوي من بعيد، وصافرة فرامل تملأ المكان، ثم ارتطام عنيف حيث سقطت صفيه غارقه في دماءها 


اما عند أسد، الذي كان يدخل شقته بعدما فتح الباب بهدوء، لكنه توقف مصعوقا… كل شيء في الشقة مقلوب، الأثاث متناثر، الزجاج مكسور، والستائر ممزقة فتراجع خطوة للخلف وهو يتمتم بقلق:


إي ال حوصل اهنيه 


مد يده إلى سلاحه بسرعة، وسار بحذر داخل الشقة، حتى سمع صوتا خافتا قادما من غرفة النوم و دخل بخطوات متوترة، وعيناه تتجولان في الظلام… وفجأة، تجمد كان هناك دم على الأرض، وبجواره ورقة مطوية. التقطها بيده المرتجفة وقرأ:


مرتك معانا


تجمدت أنفاسه، وارتسمت على وجهه صدمة عميقة، قبل أن يتغير المشهد مرة أخرى عند  جبل الذي دخل غرفته بخطوات سريعة، وصدره يعلو ويهبط من القلق وعندما فتح الباب، وقف مذهولا…كانت الغرفة مقلوبة رأسا على عقب، والستائر ممزقة، وعلى السرير بقعة دم واضحة فـ اقترب بخطوات مترددة، التقط ورقة كانت موضوعة بعناية فوق الوسادة قرأها بصوتٍ منخفض وهو يلهث:


مرتك عندنا و

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close