رواية سر في قلوبنا الفصل السادس وعشرون 26الاخير بقلم همس كاتبة حصريه
رواية سر في قلوبنا الفصل السادس وعشرون 26الاخير بقلم همس كاتبة حصريه
26 الاخير
ادهم انصعق من تغير حالها … نظر لها بصدمة شديدة
ادهم بذهول : سلمى ؟!
رمشت عدة مرات و هي تنظر له … تحاول ان تصدق … يقف امامها بعد سنتين من الفراق
سلمى برجفة : ااا… ادهم … انا مش بحلم مش كدة؟
ادهم بصوت مبحوح : لا دي حقيقة … ممكن نتكلم ؟
تجمعت الدموع بعينيها … ابتعدت عن الباب قليلا فسمحت له بالدخول
ادهم باشتياق واضح : اتغيرتي كتير يا سلمى
اغمضت عيناها و هي تستلذ بسماع اسمها من بين شفتيه … كانت نظراتها تعبر عن شوقها الشديد … تتأمله و عيناها تكاد تفيض بالدموع
سلمى بغصة : بنتي فين ؟ عايزة اشوفها
ادهم بهدوء : في مصر … انا جاي اتكلم معاكي و افهم منك ليه عملتي كدة ؟ ليه ما جيتي و قولتيلي من البداية عن لميس
تسلل الخوف الى قلبها و تذكرت لميس … امسكته من ذراعه و توجهت نحو الباب
سلمى بتوتر و خوف واضح : انت .. انت لازم تمشي … امشي من هنا يا ادهم .. لو لميس عرفت انا تقابلنا هتأذيك
انزل ادهم يدها عنه و نظر لها نظرة خذلان
ادهم : لميس اتكشفت .. و دلوقتي هيا بالسجن … انا عرفت كل حاجة يا سلمى … و جيت هنا مخصوص عشان افهم منك ليه عملتي كدة ؟
جلست بارتخاء على طرف السرير و قالت بهمس : لميس بالسجن ؟!
جلس ادهم بجانبها و نظر بعينيها بلوم و قال : ليه عملتي كدة يا سلمى ؟ ليه دمرتي حياتنا بالشكل ده ؟؟ … انا جيتلك عشان اعتذرلك و اعاتبك بنفس الوقت … ليه ما قولتيلي من البداية ؟ ليه سبتيها تخرب بيتنا ؟
سلمى بانفعال : عشان خوفت … خوفت عليك و على جوري … ما استحملتش المنظر لما شوفتها بتحط المسد..س على دماغ بنتي الي لسا عندها سنة و شهرين …. و لا قدرت استحمل لما شوفت الس..كينة محطوطة على رقبتك و انت نايم …كنت مرعوبة … ما عرفتش اتصرف … هد..دتني مليون مرة انها هتمو..تكم … لاقيت ان مفيش حل غير اني ابعد … قولت لنفسي لو بعدي هيكون امان ليك و لبنتي فهبعد
ادهم بغضب : و ليه ما قولتيلي ؟ شايفاني مش راجل ؟ ؟؟ فاكراني مش هقدر احمي مراتي و بنتي ؟؟
سلمى : لو قولتلك كنت هتودي نفسك بداهية … و كان ممكن لميس تبعت حد يأذيك … بقولك هي حطت الس..كينة على رقبتك و انت نايم .. و بعتتلي الصورة و هد..دتني بيك … و حتى لما سافرت فضلت تبعتلي تهد..يدات … دي لسا باعتالي مسج من شهرين بتقولي لو فكرت اتواصل مع حد من العيلة هتخط..ف جوري ….عايزني اعمل ايه ؟ اخاطر بحياتك و حياة بنتي ؟؟ اتجبرت اوافق على اي حاجة بتطلبها … حتى لو كنت هتوجع .. انا عمري ما خونتك .. و لا عمري كرهتك … بالعكس انا حبيتك اكتر من نفسي … و حبيتك اكتر لما خلفنا جوري … بس كان لازم حد فينا يضحي
ادهم بوجع : حطي نفسك مكاني … هتعملي ايه في الحالة دي ؟ …عشان انا مش عارف اعمل ايه و لا عارف اقولك ايه … زعلان منك اوي لانك خبيتي عليا .. و خليتني افقد ثقتي فيكي … و بنفس الوقت حاسس نفسي ظالم … ظلمتك و اتهمتك بالخيانة سنتين بحالهم و كنت اسمع كلام عنك من كل الناس و اسكت .. و انا الي عمري ما سكت لما حد يجيب سيرتك .. ردي عليا هتعملي ايه لو كنتي مكاني ؟
سلمى بانكسار : بس انت ما ظلمتنيش .. انا الي ظلمتك و ظلمت نفسي و بنتي … بس كنت مضطرة اعمل كدة … انت ما غلطش بحاجة … اي حد مكانك كان هيتصرف كدة … بس انا الي كنت جبانة و هربت … ما تلومش نفسك يا ادهم
ادهم : انتي عارفة لو جيتي و قولتيلي وقتها … كنتي هتحمي العيلة كلها مش بس علاقتنا … لميس ما اذتكيش لوحدك .. هيا اذت عيلة شاهين كلها واحد واحد … بس انتي كان عندك فرصة تنقذي الكل من شرها
سلمى بتعب : كفاية يا ادهم … و الله ما قادرة استحمل كل ده … انا بقالي سنتين بحاول انسى … مش قادرة اسمع كلام تأنيب و لوم تاني …. انت حقك تزعل .. و حقك ما تسامحنيش … بس و الله كل الي حصل غصب عني … انا مش عايزة اكتر من اني اشوف بنتي … وحشتني اوي يا ادهم .. ارجوك ما تحرمنيش منها
ادهم باستغراب : و مين قالك اني هحرمك منها ؟ دي بنتنا … و حقك تشوفيها وقت ما انتي عايزة … انا كنت مستني منك مكالمة وحدة بس عشان تشوفك و تفتكر مامتها
عقد ادهم حاجبيه عندما لاحظ ازدياد شحوب وجهها
ادهم بقلق : سلمى .. انا حاسس انك مش طبيعية .. في ايه ؟ انتي عيانة ؟
سلمى بعيون محمرة : لا مفيش حاجة … سمعت انك هتتجوز .. اكيد مراتك مش هتقبل اني افضل ع تواصل معاك عشان جوري
ادهم بصدمة : اتجوز ! .. مين الي قالك الكلام ده ؟؟
سلمى بابتسامة الم: لما اتكلمت مع هالة اختي من شهرين .. قالتلي انك بتحب وحدة … و جبتها معاك لخطوبة سامي اخويا .. هه .. و اخدت مكاني و جوري تعلقت بيها … و انت كنت مبسوط معاها جدا
ادهم استغراب و قال : ايييه !؟ هالة قالتلك كدة ؟ …. الكلام ده مش صحيح .. ليه هالة تقولك كدة ؟؟؟
سلمى : بس هي بعتتلي صورة ليكم مع بعض .. كان واضح قد ايه مبسوطين
ادهم بشك : ممكن اشوف الصورة ؟
امسكت هاتفها و فتحته و استخرجت الصورة .. عرضتها عليه دون ان تنظر لوجهه … كانت صورة تجمع بين غزل و جوري و هي تحملها و تلاعبها .. و كان ادهم خلفهم ينظر لهم بابتسامة
ابتسم ادهم و علم انها لا زالت تغار عليه و تحبه
إدهم بابتسامة: دي الصورة ؟ .. دي مرات نديم الي فيها .. هيا الي بتاخد بالها من جوري من فترة
سلمى بصدمة : ايه ؟؟
ادهم : معرفش ايه غاية هالة من الكلام الي قالتهولك .. بس الي بالصورة مرات نديم و احنا ما كناش نعرف .. كانت بتشتغل بيبي ستر لجوري .. و يوم الخطوبة نديم اعلن جوازه منها
ابتسمت براحة و كأن هم و زال عن صدرها
وقفت و قالت بهدوء : على كل حال .. انا عايزة بنتي يا ادهم …. بما ان لميس بالسجن فانا مش هخاف تاني .. و عايزاك تسامحني .. انا عارفة انك جاي هنا عشان تريح ضميرك … و انا بقولك انت ما غلطش بحقي … و مش بلومك على اي كلمة قولتها عني … مش عايزة حاجة اكتر من بنتي .. عايزة انا الي اربيها و اعوضها عن غيابي
ادهم : يعني هترجعي لمصر ؟
سلمى : ايوة .. طالما مصدر الخوف اختفى فاكيد هنزل مصر اشوف جوري
شعرت بالدوار الشديد … وضعت اصابعها بين عينيها و ضغطت .. قرب منها ادهم بسرعة
ادهم بقلق : سلمى … انتي تعبانة اوي .. لازم تروحي لدكتور
سلمى بهذيان : لا .. مفييش .. داعي
ارتمت على السرير .. اغمضت عيناها بارهاق شديد
ادهم بخوف : سلمى .. سلمى .. فوقي في ايه مالك
لاحظ ارتخاء جسدها … حملها بسرعة و اتجه خارج الغرفة ليأخذها الى الطبيب
****************
في المستشفى
في غرفة الطبيب الذي يشرف على حالة محمد
الدكتور : انا شايف علامات استجابة اولية للعلاج و هو نفسه عايز يتعالج و يتقبل الواقع .. لو فضلنا ع الحال ده هيتعالج اسرع .. من خلال التشخيص اكتشفنا انه عنده شخصيتين واضحات لينا بشكل كبير و ده اكيد هيسهل التعامل في العلاج
فريد : يعني في تحسن في حالته … على كدة ممكن يخف بوقت اقصر من سنتين
الدكتور : مش بالزبط كدة … مريض ال DID عادة بياخد وقت في العلاج .. و ده طريق طويل و احنا لسا في اوله … بس كل الي قولته مؤشرات كويسة جدا …. بتطمنا انه على استعداد حقيقي للعلاج
فريد : طب ايه المطلوب مني دلوقتي يا دكتور
الدكتور : أهم حاجة دلوقتي إنكم تفضلوا جنبه … تدعموه وتتعاملوا معاه بهدوء … مش لازم نضغط عليه و لا نصدمه بالواقع … وجودكم جنبه ده هيطمنه و بيحسسه بالامان …و ده مهم جدا في العلاج
فريد : بس هو يا دكتور فاكر اني السبب بمو..ت امه … ازاي هقرب منه و هو مش متقبل وجودي ؟
الدكتور : ما تحاولش تبرر أو تقنعه دلوقتي… ده مش وقته … وجودك الهادي جنبه كفاية حتى لو ما اتكلمش معاك… المريض في حالته محتاج يحس إنك ما سبتوش رغم كل اللي جواه…..مع الوقت إحساسه ده هيفك التجمّد اللي بينكم… وساعتها هيبدأ يسمعك و يقتنع ان حضرتك بريء
فريد : طب هو امته ممكن يرجع البيت ؟
الدكتور : لما تستقر حالته الاول … و نتاكد ان العدوانية مش خطر على حياة الي حواليه … بصراحة انا لاحظت عليه تغيير كبير لما شاف الانسة سامية … وجودها كان ليه تأثير ايجابي عليه … لو فضلت معاه ممكن حالته تستقر بشكل اسرع
فريد بلهفة : انا مستعد اكلمها و اخليها تفضل معاه على طول .. طالما بيتحسن بوجودها
الدكتور : اكيد وجودها جنبه عامل ضروري للدعم النفسي
*************************
في المطار
غزل : هتوحشيني اوي يا مروة … خودي بالك من نفسك .. و لو احتجتي اي حاجة كلميني على طول
مروة : و انتي كمان هتوحشيني اكتر .. بصي انا مش بحب لحظات الوداع عشان كدة ما خلتش حد يجي معايا غيرك فما تخلينيش اعيط ارجوكي
غزل بضحكة : لا لا مش هنعيط .. بالعكس انا فرحانة ليكي … انتي عملتي الحاجة الصح .. اخترتي مستقبلك
مروة : انا بجد مبسوطة جدا ان بقى عندي صاحبة زيك … انتي بنت جدعة و بمية راجل … مش هخاف على بابا و منى بوجودك
غزل بابتسامة : و انتي بنت طيبة و تستاهلي كل خير … بس بقولك ايه ما ترجعيش و ايديكي فاضية … عايزة اسمع اخبار حلوة عنك
مروة بضحك : هوا انا كل ما اكلم وحدة تقولي كدة .. يا بنتي انا مسافرة اتعلم .. اتعلم مش اصيد عرسان
غزل : بس انا متأكدة انك هتعيشي احلى قصة حب بالدنيا … اوعدك هيحصل و هتقولي غزل قالت
مروة بابتسامة : يلا انا سبتها على ربنا … ما تنسيش تطمني على بابا كل فترة .. و خلي بالك من منى عشان دي سوسة و هتفضل تعمل مشاكل مع عمرو
غزل : ما تقلقيش هحطهم بعنيا
مروة : و ابقى تابعي الحمل معاها عشان ما تفضلش لوحدها
غزل بابتسامة : من عنيا … ما تخافيش واضح ان عمرو خد الي فيه النصيب و اتعدل مش هيسيبها لوحدها …و انا هفضل وراهم .. اسكتي يا بت ده من ساعة ما منى طلبت الطلاق و هد..دته انها ممكن تتجوز تاني اترعب .. بقى يغير عليها حتى من اخواته
مروة بسعادة : ده المطلوب .. اخيرا بدا يفوق
غزل : و ما تقلقيش اي حاجة هتحصل هبلغك بيها على طول
مروة : تمام كدة … اشوف وشك على خير يا غزل
غزل : ان شاء الله يحببتي .. مع السلامة .. خودي بالك من نفسك
توجهت مروة الى بوابة المغادرة .. وقبل ان تدخل التفتت الى غزل و لوحت لها بيدها و هي تبتسم …ثم مضت نحو وجهتها الجديدة
اما غزل فانتظرتها حتى اختفى اثرها .. ثم اتجهت الى نديم الذي ينتظرها في السيارة
نديم : ايه كل ده .. مش على اساس ما بتحبش الوداع ؟!
غزل بابتسامة : ايوة بس كانت بتوصيني على باباها و منى
نديم : اممم .. طيب على فين دلوقتي ؟
غزل : ع البيت .. هوضب حاجتنا عشان نروح شقتنا
نديم بابتسامة : ايوة كدة .. اخيرا خلصت من مشاكل العيلة .. خلاص دلوقتي هفضالك
غزل بسخرية : اممم واضح … بامارة الشغل المتلتل الي في الشركة
نديم : معلش كلها كام يوم و يخف الضغط
غزل بنفخ : انا مش هرتاح الا بعد ما نخلص من موضوع الافتتاح ده
نديم بغمزة : هيحصل … مش فاضل كتير عليه و بعدها استفرد بيك يا جميل
غزل بضحكة : بلدي
****************************
عمرو : يلا اجهزي بسرعة عايز الحق اوديكي للدكتور قبل ما اروح لمحمد
منى و هي تحمل حقيبتها : يلا انا جاهزة
عمرو بنهم : معقولة النهاردة نعرف جنس البيبي ايه ؟!
منى بابتسامة : ممكن … انا دلوقتي في بداية الشهر الرابع … احتمال يبان و احتمال لا
عمرو بنفاذ صبر : طب يلا بسرعة … مش قادر اصبر اكتر من كدة
ابتسمت منى بسعادة .. اخيرا تحقق ما تمنته و اصبح عمرو مهتما بحملها
وصلو الى الطبيب … تمددت منى و كشفت عن بطنها
نظر لها عمرو بنظرات نارية … امسك الغطاء و غطاها به
عمرو : لو سمحت يا دكتور … مفيش هنا دكتورة ست ؟
نظرت له منى باستغراب
الدكتور بابتسامة : في دكتورة تيسير … بس عندها حالة دلوقتي … ممكن المدام تكشف عندها لما تخرج المريضة الحالية
عمرو بانزعاج : ماشي هنستنا
عدلت منى ملابسها و هي تنظر لعمرو بابتسامة خبيثة تدل على سعادتها
ذهبت معه الى الخارج و جلسو بانتظار الطبيبة
منى بمكر : في ايه يا عمرو ؟ ليه ما سبت الدكتور يكشف على البيبي ؟
عمرو ببرود : في دكتورة و هيا الي تكشف عليكي … مفيش داعي لدكتور
منى بابتسامة : بس ده شغله على فكرة … و هو حلف يمين يحافظ على شرف المهنة
عمرو تكلم من بين اسنانه : ده للحالات الضرورية .. لما ما يكونش في ست تكشف عليكي … بس طالما في دكتورة يبقى تكشفي عندها
منى بخبث : امممم
بعد دقائق خرجت المريضة من عند الطبيبة و دلف عمرو و منى سويا
بعد ان سألتها الطبيبة بعض الاسئلة تمددت منى مجددا و كشفت عن بطنها … وضعت الطبيبة الجهاز على بطنها و ظهر الجنين على الشاشة
ابتسم عمرو و امسك يد منى بسعادة … اما هي فكانت سعادتها اكبر عندها شاهدت مدى انفعاله
بعد وقت قصير
الدكتورة : تمام .. كل حاجة سليمة .. هسمعكم النبض دلوقتي
نظر عمرو الى الشاشة بتركيز و استمع الى صوت نبضات قلب الجنين … كان سعيد جدا لاول مرة يعيش مشاعر جميلة الى هذا الحد
الدكتورة : النبض كويس .. و الحركة طبيعية … و الحجم مناسب لعمر الحمل …وضعية البيبي كويسة … حابين تعرفو جنس البيبي ايه ؟
عمرو بلهفة : اكيد طبعا
الدكتور بمداعبة : و يا ترى انتي يا مدام عايزة ايه ؟
منى بابتسامة : اي حاجة .. الي يجيبه ربنا حلو .. المهم اني اخلف
الدكتورة بابتسامة : امم واضح انك هتجيبي ولد شقي
عمرو بسعادة : هيا حامل بولد ؟
الدكتورة : ايوة
نظر عمرو الى منى بسعادة عارمة … امسك يدها و قبلها من شدة الفرح .. و هي كانت سعيدة جدا بهذا الخبر و سعيدة اكثر لاهتمام عمرو
*****************************
في فرنسا
تحدث ادهم بالفرنسية : دكتور ..كيف حالها ؟ … تبدو شاحبة جدا ؟
الدكتور : التحاليل أضهرت ان حالتها ليست على ما يرام .. تعاني من سوء التغذية و فقر دم .. تحتاج لمكملات غذائية و تحسين التغذية … سأكتب لك الدواء المناسب .. و لكن تحتاج الى عناية و متابعة دورية
كتب الطبيب الوصفة الطبية و اعطاها لادهم
ادهم : شكرا جزيلا
كانت سلمى تجلس مقابله و على وجهها ملامح الارهاق …. تضع يدها على رأسها حتى تخفف الالم
امسك ادهم يدها بهدوء و ساعدها على المشي … حتى وصل السيارة
ادهم : استنيني هنا شوية … هروح اجيب الدوا بسرعة و هاجي
اومأت برأسها بهدوء
بعد دقائق عاد ادهم و اعطاها الدواء … ثم انطلق نحو الفندق
ادهم : ايه الي وصلك للحالة دي يا سلمى ؟ ليه مهملة صحتك كدة ؟ انتي زي ما تكوني وردة و دبلت
اسندت رأسها على نافذة السيارة و قالت بغصة : بقالي سنتين على الحالة دي … من ساعة ما سافرت و انا مش طايقة الدنيا كلها
ادهم : مهما كان الي حصل يا سلمى .. مش لازم تهملي نفسك كدة
سلمى بابتسامة مريرة : من ساعة ما جيت للبلد دي و انا من دكتور لدكتور .. كلهم قالولي ده من الاكتئاب … ما طبيعي اكتئب .. بعدت عن بيتي و جوزي و بنتي .. حتى اهلي .. و جيت لهنا فضلت وحيدة و مليش حد …. ازاي عايزني اكون طبيعية ؟! … اي حد مكاني هيحصل فيه كدة و اكتر … انا كرهت حياتي في الغربة .. و كرهت نفسي لما سبت بنتي بسبب خوفي
نظر لها ادهم و قال : سلمى .. انتي غالية .. غالية عليا و على بنتك … حياتك مهمة لينا … الزمن كفيل يصلح كل حاجة … ما تقسيش على نفسك و تلوميها اكتر من كدة … الي حصل غصب عنك .. و غصب عننا كلنا … يعني لميس زي ما اذتنا اذت العيلة كلها … عمرو كان هيطلق مراته بسببها .. و حتى عملت مشكلة لغزل و لولا نديم كشفها بوقتها كان زمانهم متخانقين … مش انتي لوحدك الي وقعتي
ابتسمت سلمى على كلماته … ظنت انه لن يسامحها او نسيها فعلا … و لكن كلماته هذه اعطتها امل انه سيعود لها يوما ما
سلمى : طب هيا عايزة ايه ؟؟ ليه تعمل كدة في كل العيلة ؟
ادهم : عشان متخلفة … فاكرة ان احنا لينا علاقة بم…وت خالتها .. الي هيا مامت محمد اخويا
سلمى : طب و محمد فين دلوقتي ؟
ادهم : بالمستشفى … مريض نفسيا.. و طبعا لميس ليها يد بالي حصله
سلمى بغضب : يخربيتها .. بجد بني ادمة متخلفة .. ازاي قدرت تكون بالجبروت ده … دي خربتلي حياتي و بعدتني عن كل الي بحبهم .. اقولك انا هرفع عليها قضية و اخد حقي بالقانون
ادهم بابتسامة: ما تقلقيش حقك محفوظ … و هيا خدت نصيبها
سلمى بحقد : انا ما يشفيش غليلي غير لما اشوفها متعلقة على حبل المشن..قة
ادهم : مش ده المهم دلوقتي … المهم انك تحافظي على صحتك .. لازم ترجعي لمصر باقرب وقت … مينفعش تفضلي هنا لوحدك
سلمى بوجع : هرجع لمين ؟ بيتي اتخرب .. بنتي بعيدة عني .. و اهلي مستحيل يسامحوني بعد الفضيحة دي … مفيش حد محتاج لوجودي
اوقف ادهم السيارة امام الفندق
ادهم وهو يركز نظره في عينيها : بس انا محتاجلك .. و جوري محتاجالك … هترجعي ليا … و لبيتك .. و لبنتك
نظرت له سلمى بصدمة و عدم تصديق
سلمى : انت بتقول ايه ؟
ادهم : انتي لسا بتحبيني يا سلمى ؟
سلمى بوجع : انت شايف ايه ؟
ادهم : انا شايف ان لا انا و لا انتي قادرين نعيش بعاد عن بعض
تجمعت الدموع بعينيها و نظرت للاسفل … بدأت تبكي بهدوء
ادهم : ليه بتعيطي ؟
سلمى : انت نسيت اننا مطلقين ؟
ادهم بابتسامة : عادي نتجوز تاني
سلمى باستغراب : ازاي ؟ مينفعش .. احنا مطلقين بالمحكمة
ادهم باندفاع : لا ينفع … انا سألت كويس عن الموضوع ده … الطلاق بحكم القاضي يعتبر بائن بينونة صغرى … انتي الي رفعتي قضية الطلاق و انا عمري ما طلقتك قبلها … يعني ما ينفعش اردك لان العدة انتهت .. بس ينفع اتجوزك بعقد و مهر جديد
سلمى بصدمة : بجد !
نظر ادهم لها نظرة حب و قال : تقبلي تتجوزيني تاني ؟
ظهرت السعادة على ملامحها بشكل واضح
سلمى : يعني انت مش زعلان مني ؟
ادهم : مش هزعل من الست الي حبيتها طول عمري .. مليش حق ازعل من وحدة ضحت بسعادتها عشان تحمي بيتها … بالعكس انا ظلمتك و صدقت انك ممكن تتخلي عني .. كان لازم اكون واثق انك مستحيل تعمليها
سلمى : بس انا الي غلطت .. انا الي سمحتلك تفكر بالطريقة دي .. انا الي جرحتك يا ادهم مش انت … و قولتلك كلام صعب محدش يستحمله
ادهم : كل ده كان زمان .. انسي الماضي يا سلمى و خلينا نبدأ من جديد من غير عتب او زعل .. عايز اعيش معاكي و كأني حبيتك من جديد
نظرت له مطولا و تناثرت قطرات الدموع من عينيها
سلمى : انا بحبك يا ادهم .. بحبك اوي
ادهم : و انا بعشقك .. و ما اقدرش اعيش من غيرك … السنتين الي فاتو دول كانو اصعب مرحلة بحياتي .. ما قدرتش اتخطاكي ابدا
سلمى بألم : و لا انا قدرت انساك … كنت مستنية اشوفك بكل لحظة بتمر … كنت على طول بتخيل اليوم ده .. ما صدقتش نفسي لما شوفتك عندي
امسك ادهم يدها و قال : ما قولتيليش … موافقة نتجوز من اول و جديد ؟
سلمى بابتسامة و دموع : طبعا .. هو انا اطول
******************************
في المساء
دلفت غزل غرفة المكتب الخاصة بفريد
غزل : اونكل فريد .. ممكن اتكلم مع حضرتك ؟
فريد بهدوء : طبعا اتفضلي يا غزل
جلست غزل مقابله
غزل : عايزة اتكلم معاك بموضوع مهم
فريد : انا الي عايز اكلمك و اعتذرك … انا عارف اني عاملتك باسلوب وحش من لما جيتي للبيت ده … و ما تقبلتش فكرة انك مرات ابني خالص و شيلتك ذنب ملكيش فيه … بس دلوقتي عرفت قد ايه انتي بنت جدعة … نديم كان عنده حق لما اختارك و فرض وجودك ع كل الي في البيت .. بفضلك رجعلي ابني الضايع من سنين … و شوفت قد ايه سندتي نديم و دعمتيه بكل حاجة … حتى بشغله انتي الوحيدة الي وقفتي جنبه و وقفتي جنب كل الي في البيت ده و اولهم جوري … انا بجد معجب فيكي و بذكائك …و بشكرك على كل حاجة قديمتها لعيلتي … و فخور جدا انك مرات ابني
غزل بابتسامة : انا معملتش حاجة … ده واجبي … حضرتك كنت صاحب بابا الوحيد و عارف قد ايه كان بيحبك … صدقني انا و نزار و عمار عمرنا ما كنا راضين عن تصرفات عمي … هوا مؤذي و اذانا كلنا … اذى القريب قبل الغريب .. و ربنا رحم البشرية من شره لما ما..ت
فريد : باباكي كان اعز صاحب ليا … بس رجب دخل بينا و عمل مشاكل كتير .. مع كدة باباكي كان دايما واقف بصفي و تخانق معاه كتير .. و قاطعو بعض سنين … بس لما ما..ت .. رجب اتجبر و بدأ يستغل اي حاجة عشان يأذينا
غزل : اونكل … عايزة اقولك على حاجة … بس مش عايزاك تتدايق
فزيد باستغراب : اتفضلي قولي
غزل بهدوء : حضرتك عارف عمار ابن عمي … عمار مختلف تماما عن باباه .. هو اصلا متبري منه و اعلن الخبر ده من فترة … يعني هوا مش بيشبه باباه و لا باي حاجة … ده هو الوحيد الي وقف جنبي بالعيلة كلها .. و دافع عني قدام عمي و كان على طول بيسندني .. و دي لوحدها بتثبت انه شخص كويس
فريد : ايوة .. بس ايه الي هيدايقني بالموضوع ده ؟ .. انا اصلا مفيش علاقة بيني و بينه
غزل بتوتر : اصل يعني .. هو .. هوا عايز يتقدم لشيرين
فريد بصدمة : نعم !!!!! … شيرين بنتي تتجوز ابن رجب ؟؟؟ مستحيل
غزل بهدوء : بس انا قولت لحضرتك انه عمار مختلف عن باباه تماما .. ده اصلا ما حضرش عزاه .. تفتكر لو هوا بيحب باباه كان هيتقدم لشيرين بنت عدوه بعد وفاته بكام يوم ؟؟
فريد بحزم : كل ده ما يهمنيش .. انا بنتي مش بديها لواحد زي ده .. ابن رجب الخولي اكيد حامل دمه
غزل : مهو عمي كمان .. و انا مش زيه .. حضرتك لسا قايل الكلام ده من شوية .. طب على الاقل نسأل شيرين
فريد برفض قاطع : ما يفرقش معايا موافقتها طالما ابن رجب
غزل : بص .. انا عايزة اعرض عليك عرض .. بس اوعى تفتكر اني بساومك .. لا خالص .. انا بس عايزة اضمن سعادة الكل
فريد باستغراب : عرض ايه ده ؟
غزل : انا قبل ما اكلم حضرتك .. اتكلمت مع شيرين .. و هيا وافقت … فانا عايزة اعرض على حضرتك الاسهم بتاعتي في شركة شاهين … مقابل موفقتك على الجوازة دي .. اعتبرهم هدية من عمار
رفع فريد حاجبه باستغراب و بدأ يفكر بالموضوع
فريد باستغراب : عايزة تتنازلي عن الاسهم عشان عمار ؟!
غزل : ايوة … عشان سعادة عمار و شيرين هعمل كدة … و حضرتك كمان هترتاح و تستقل بشغلك و مش هيكون في حد غريب ليه سلطة في الشغل بتاعك
فريد : يااه … و بالنسبة لوصية باباكي ؟ دحنا فضلنا سنين نتحايل على نزار عشان يبعهم لينا
غزل : وصية بابا كانت لنزار مش ليا … و لما هوا اداهملي بقيت انا حرة التصرف .. و بعدين الوصية دي بابا كتبها بس عشان كان زعلان منك .. و اصلا انا مش متاكدة ان هوا الي كتبها .. يمكن عمي عمل كدة و اشتغلنا .. الوصية دي اذتنا اكتر ما ساعدتنا .. عشان كدة معنديش مانع افرط بيها
فريد بتفكير : قولتيلي شيرين موافقة ؟
غزل بابتسامة : ايوة .. ها قولت ايه ؟
بدا فريد يحرك القلم بين اصابعه كأنه يعيد حساباته … شعر انها فرصة لا تعوض
فريد : ماشي انا موافق
ابتسمت غزل بسعادة و قالت : شكرا جدا يا اونكل .. و اوعدك ان شيرين هتكون مبسوطة جدا مع عمار
فريد : بس بالاول لازم اقابله و اتكلم معاه .. قوليله يتقدم و ربنا هيجيب الي فيه الخير
غزل : ان شاء الله .. هتنازلك عن الاسهم بعد كتب كتابهم على طول
فريد بهدوء : ماشي
خرجت غزل بسرعة من المكتب و اتجهت الى غرفة شيرين
غزل بسعادة و اندفاع : شيرين .. انتي فين يا بت
شيرين برعب : في ايه خضتيني .. ايه الي حصل
غزل بابتسامة و حماس : اتخضيتي يا عروسة ؟؟ كلمي حبيب القلب و قوليله بابا وافق على الجوازة
اتسعت عيون شيرين بصدمة .. شهقت بعدم تصديق
شيرين : بجد؟؟ بابا وافق ؟ بالسهولة دي ؟!
غزل : ايوة .. اي نعم رفض بالبداية بس بعدها وافق
شيرين بشك : مش مصدقاكي .. انتي بتشتغليني مش كدة ؟ .. ازاي بابا هيوفق مستحيل
غزل بخبث : لا يحببتي والله وافق .. اصلي لاوية دراعه
شيرين برفعة حاجب : بايه يختي ؟
غزل بضحكة : تنازلت عن الاسهم بتاعتي في شركته .. و هوا وافق على طول
شيرين بصدمة و عدم تصديق : اييه ؟! انتي عملتي كدة عشاني ؟ يعني بابا بجد وافق … بس ..بس انتي خسرتي فلوسك عشاني
غزل بابتسامة : ما تقوليش كدة عشان هزعل … و اضحي بفلوس الدنيا كلها عشان اشوفك انتي و عمار مبسوطين … فاكرة نفسك قليلة عندي ؟! بعدين دي اصلا من فلوس نديم هوا الي ادهالي
شيرين بدموع : انا مش مصدقة نفسي … بجد يا غزل انتي مفيش منك … و الله عمري ما هلاقي وحدة اجدع منك … بس عارفة .. انا مقهورة من بابا … ازاي يقارني بالفلوس و يتنازل عني بسهولة كدة
غزل بصدمة و ضحك : تصدقي انك بنت فقرية .. و الله ما تستاهلي جنيه من الي اتدفع فيكي .. يخربيت الغباء … احنا ما صدقنا نلاقي حاجة تجبره يوافق … تقومي تزعلي ؟! ..، طب و الله لاكون مبوظة الموضوع و وريني بقا هتقنعيه يجوزك لعمار ازاي .. سلام بقا
شيرين : تعالي هنا رايحة فين .. هو انتي هتصدقي اي حاجة بتتقال … خلاص .. المهم انه وافق .. انا مش مصدقة نفسي .. لازم اقول لعمار بسرعة … يلهوي هموووووت من الفرحة
غزل بضحك : لا ابوس ايدك عايزينك .. عايزين نلبس فساتين جديدة … يلا كثفي البحث عن فستان كتب الكتاب .. عشان هيكون قريب
شيرين بسعادة مفرطة : لااا .. انا لسا مش مستوعبة حاجة … يا انهار اسود .. هتجلط من الفرحة
دلفت ماجدة و قالت بابتسامة : في ايه ؟ شايفاكم مبسوطين
غزل : ايوة يا طنط اصل بنتك بقت عروسة
شيرين بخجل : بس بقا بتكسف .. الله
ماجدة بسعادة : ربنا يهنيكي يا حبيتي .. كنت متاكدة انك هتقنعيه يا غزل .. فريد بيريل قدام الفلوس
غزل بضحكة : معلش لو كان فيها سعادتنا هندفع
ماجدة : طب روحي لجوزك بقاله ساعة بيدور عليكي
غزل بشهقة : يحبيبي .. هروحله حالا
ذهبت غزل بينما شيرين تنظر لها بضحك
ماجدة : كلمتي عمار ؟
اختفت ابتسامة شيرين و سيطر القلق عليها
شيرين بقلق : لا مش بيرد عليا من وقت ما باباه ما..ت
ماجدة : معلش .. هو اكيد زعلان عليه .. انتي ما تسيبهوش لوحده .. ده بقى خطيبك .. لازم تقفي جنبه
شيرين بسعادة : ياااه .. خطيبي ..الكلمة دي لوحدها تجنن .. امته بقى هيبقى قرة عيني
ماجدة بسخرية : ايه المحن ده .. اتقلي شويه .. من لما عرفتي الراجل ده و انتي حالك اتقلب .. يا ساتر
**************************************
دلفت غزل غرفتهم
غزل : حبيبي .. قالولي بتدور عليا
قرب منها نديم و وضع يده على خصرها
نديم : اممم .. وحشتيني
غزل بدلع : لحقت اوحشك منا من شوية كنت معاك
نديم : منتي بتوحشيني حتى و انتي معايا … بقولك ايه عندي ليكي خبر حصري
غزل بحماس : ايه ده و انا كمان … عايزة اقولك ان اونكل فريد وافق على جواز عمار من شيرين
نديم بابتسامة : كنت عارف .. بابا طبعه مستحيل يتغير
غزل : طب ايه الخبر الحصري الي عايز تقولهولي ؟
نديم : ادهم كلمني من شوية … هو و سلمى رجعو لبعض و هيتجوزو تاني .. و هيرجعو مصر بكرا الصبح
غزل بسعادة : ايه ده بالسرعة دي ؟! … حلو اوي .. على كدة كل المشاكل اتحلت .. مفضلش غير نركز على علاج محمد
نديم : لسا محمد محتاج وقت … علاجه هياخد وقت طويل فمحتاج صبر
غزل : طب عايزة اسألك سؤال
نديم : اسألي
غزل : لو محمد اتعالج و رجع طبيعي .. و دور على حقيقة وفاة مامته … مش لازم يعرف منك ؟
نديم : لا … مش هيعرف … مينفعش محمد يعرف حاجة زي دي … ممكن يأذي عمار و اخواته البنات .. و ممكن يعتبر انك مذنبة طالما رجب عمك … حتى هوا يمكن يرجع يتعب تاني … فالاحسن ان محدش يعرف
غزل : بس هوا فاكر ان باباك السبب .. خايفة لما يتعالج يفضل معتبره المج..رم
نديم : لا .. محمد لما كان طبيعي كان عارف قد ايه بابا بيعشق مامته .. هو كان بيحب بابا من حب شادية ليه … بس لميس هي الي اقنعته ان بابا مجر…م … لما يخف هيرجع لوعيه و يتاكد ان بابا بريء
غزل : ان شاء الله هيبقى كويس .. تصدق ما تخيلتش ان سامية هتكون بالحنية دي … كنت فاكراها مغرورة و متسلطة … بس من لما محمد رجع شوفت قد ايه بتحبه و خايفة عليه .. دي مش بتسيبه و لا ثانية
نديم : محمد كمان حبها اوي .. بس كان عايز يتجوز لميس عشان مامته طلبت منه كدة … محمد كان مهووس بسامية اتعلق بيها جدا من بعد ما مامته ما..تت
غزل بابتسامة : الحمدلله .. اخيرا خلصنا من لميس و مشاكلها .. مع الوقت كل حاجة هترجع طبيعية
نديم : اممم .. و الطبيعي بتاع عيلتنا ان كل يوم مشكلة جديدة … عشان كدة انا مش عايز افضل هنا .. عايز اعيش مبسوط معاكي و لوحدنا .. بكرا كل واحد فيهم هيطلع بمشكلة شكل .. لما نبعد هنحافظ على علاقتنا و نخفف المشاكل
غزل : عندك حق .. صحيح اني بحب كل الي في البيت و اتبسطت جدا اني قدرت اخيرا اكسب ثقة اونكل فريد … بس مش عايزة افضل هنا .. احنا تعبنا اوي الايام الي فاتت .. عايزة نستقر و نشتغل .. و حتى لما نقرر نخلف عايزة اربي اولادي ببيئة مريحة
نديم بابتسامة : خلاص مش هنتدخل بمشاكلهم تاني .. بس حببتي عايز اطلب منك طلب
غزل : اتفضل يحبيبي
نديم : مش عايز نتكلم بموضوع شادية ده تاني ابدا .. حتى لو كنا لوحدنا .. متعرفيش مين ممكن يسمعنا .. احنا اتفقنا الموضوع ده يفضل سر
غزل : حاضر يحبيبي .. من النهاردة مش هفتح الموضوع ده ابدا .. حتى مش هفكر فيه بيني و بين نفسي .. زي ما انت قولت هيفضل سر في قلوبنا
***********************************
في اليوم التالي
دلفت شيرين الى فيلا عمار
شيرين للخادمة : عمار فين ؟
الخادمة : باوضته يفندم .. ما خرجش منها من فترة .. و مش بيسمح لحد يزوره
اتى احمد من خلفها و قال : انسة شيرين … كويس انك جيتي … عمار حابس نفسه باوضته من ساعة ما باباه توفى .. يمكن لو شافك يتحسن
شيرين بقلق : طب انا هروح اكلمه
ذهبت شيرين باتجاه الطابق العلوي … وقفت امام باب غرفته … خبطت بهدوء
عمار بصوت غاضب : قولت مش عايز اشوف حد … سيبني بحالي يا احمد
شيرين بهدوء : عمار … انا شيرين
نظر الى الباب بلهفة … قام سريعا و فتحه … ما ان رآها حتى اخذها بحضنه … اعتصرها بقوة … كان بحاجة لوجودها … مصدر سعادته الوحيد في هذه الحياة
شيرين بخفوت و شوق : قلقتني عليك … ما تسيبنيش تاني
عمار : عمري ما هسيبك يا حبيتي … بس كنت مخنوق و مش طايق الدنيا … كنت محتاج اقعد مع نفسي شوية
شيرين : عمار … انا عارفة الموقف صعب .. بس ما تقساش على نفسك … ربنا يغفرله و يسامحه .. و على فكرة انا عايزة اقولك على خبر حلو
عمار بابتسامة : ايه هوا ؟
شيرين بسعادة : بابا وافق على الجواز
عمار بصدمة : ايه ؟! بالسرعة دي ؟!
شيرين بسعادة : امم .. غزل اقنعته .. انا كمان مصدقتش نفسي لما قالتلي
عمار بابتسامة : انا مش عارف اشكرها ازاي .. بصراحة كنت ناوي اتصرف بطريقة تانية .. بس هيا حلتها بالعقل
شيرين بخبث : كنت عايز تعمل ايه ها ؟ هتخ..طفني تاني ؟
احاطت يداه خصرها و قال بحب : امم … كنت هخط..فك و اتجوزك غصب عن الكل … و مش بس كدة كنت هخرب الدنيا و ابوظ الشغل كله عشان عيونك يا حببتي
شيرين بضحكة : على كدة الحمدلله ربنا بعتلي غزل بالوقت المناسب
في هذه اللحظة اتى احمد و شاهد حالهم
احمد باحراج : احم احم
ابتعدت شيرين بسرعة عن عمار
عمار : انت ما روحتش ؟ .. عايز ايه يا احمد ؟
احمد : كنت عايز اكلمك بموضوع الصفقة الجديدة
عمار : الغي كل حاجة .. عايز افضى الفترة دي
احمد باستغراب : ليه
نظر عمار الى شيرين بابتسامة و قال : عايز اجهز لفرحي
احمد بصدمة : فرحك ؟! انتو هتتجوزو ؟
عمار بغيرة : اه عندك مانع ؟
احمد باحراج : بالعكس الف مبروك يا صاحبي .. اخيرا هنفرح بيك
عمار : طب يلا روح انت الشركة خلص الشغل الي عليك …. و انا هاجي بالليل اشيك ع البضاعة
ذهب احمد و نظرت شيرين لعمار
شيرين باستغراب: عمار .. كسفت الراجل .. ليه كلمته كدة ؟!
عمار بغيرة : هوا انا كدة .. من النهاردة مش عايزه يلمحك و لا يكلمك خالص .. فاهمة ؟
شيرين بابتسامة : اممم فاهمة … على فكرة انا بحبك
عمار بسعادة : و على فكرة انا بموت فيكي … هكلم نديم عشان اتقدملك بكرا
شيرين بتوهان : تتقدملي ؟! … انا مش مصدقة .. و حياة ربنا حاسة نفسي بحلم حلم جميييل مش عايزاه يخلص
عمار بحب : و انا هنا عشان احققلك كل احلامك .. انتي ملكي و سعادتك دي طموحي الوحيد
**************************
بعدة عدة ايام
كانت لميس تسند رأسها على الحائط في سجن النساء … ترتدي الثوب الابيض و كأنها ارتدت كفنها … تنظر للفراغ بسرحان … تعيد كل حساباتها و تراجع شريط حياتها بندم ثقيل يخنق انفاسها …. و كأنها تنتظر المو..ت هروبا من هذا الواقع البائس … تتذكر ملامح حبيبها في مخيلتها .. تتذكر والدتها التي ما..تت و هي توصيها بان لا يعود محمد الى فريد … تذكرت شكل خالتها لحظة تششيع جثمانها …. تذكرت كم اذت من الناس و اذنبت بحقهم … فرقت ازواجا و عشاق … استغلت ضعف حبيبها و اذته .. استغلت كل من حولها و خدعتهم
امسكت ورقة و كتبت عليها " سامحوني … سامحني يا محمد "
نظرت حولها بنظرة مليئة بالالم …. اخرجت علبة هربتها لها احدى عاملات السجن … فتحت الغطاء .. و تجرعتها بسرعة حتى لا تتذوق طعمها المرير
**********************
" بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير "
كانت هذه اخر جملة قالها المأذون بعد كتب كتاب عمار و شيرين
حضنت شيرين والدها بسعادة .. امسك فريد يدها و اتجه لعمار و سلمها له
قبلها عمار من جبينها و نظر لها بسعادة و حب … بينما هي يكاد يغمى عليها من شدة الفرحة … تتابعت كلمات المباركة لهم من الجميع
كل شخص كان يجلس بجانب زوجته
نديم يمسك بيد غزل ينظرون سويا لعمار و شيرين بسعادة و لهفة و كأنهم انتصرو في حر..ب قبل ان تبدأ
ادهم لا يصدق ان حياته عادت مستقرة و زوجته عادت له و لابنته … كانت جوري تجلس في حضن والدتها بسعادة عارمة و تصفق بحرارة .. و سلمى تنظر لادهم بحب و شوق .. فقد تزوجو مرة اخرى و كأنهم تزوجو لاول مرة
عمرو ينتظر الايام ان تمر بسرعة حتى يحتضن ابنه …. و منى كانت سعيدة جدا بحملها و اهتمام عمرو غير المسبوق بها و كلما تنظر الى سلمى ترفع حاجبيها بغرور و كأنها تكيدها .. و كذلك سلمى تعطيها نظرات غرور انها عادت لزوجها الذي يعشقها .. فالنزاعات بين سلمى و منى لا تنتهي
دعاء كانت تضع يدها على بطنها المنتفخة و تنظر لاولادها الذين دمرو الفيلا بأكملها بسبب مشاغبتهم و تتحدث الى رحمة زوجة نزار التي كانت صديقتها من ايام المدرسة
اما ماجدة فتارة تنظر الى شيرين و تبتسم و تارة اخرى تنظر الى سلمى فتختفي ابتسامتها .. فهي لا تحبها ابدا .. و دائما على خلاف معها و لكنها تضطر ان تتقبلها من اجل سعادة ابنها … و كذلك تنظر الى منى فهي ايضا تستفزها و لكن منى بالنسبة لها أهون من سلمى
فريد كانت ملامح النصر على وجهه بعدما استطاع التخلص من مشاركة عائلة الخولي له في عمله .. و لكنه بنفس الوقت يفكر في ابنه و ينتظر شفاءه بفارغ الصبر
لاول مرة تجتمع عائلة فريد شاهين في اجواء سعيدة لهذا الحد .. فهم اعتادو في كل مناسبة ان يواجهو مشاكل كثيرة
نزار لغزل بعتاب : ده الوعد الي وعدتني بيه يا غزل ؟ .. فرطتي بالاسهم بتاعتك ؟!
غزل بهدوء : انا وعدتك مش هديهم لنديم .. بس انا اديتهم لاونكل فريد .. و الاسهم دي مش لازماني هو احق بيها مني .. و بعدين دي حلت مشكلة لناس قراب جدا مني
نزار : بس برضو دي وصية بابا ازاي تفرطي بيها
غزل : بابا لو كان موجود كان عمل الي عملته … انا في نيتي الخير لينا كلنا يا نزار … و انت عارف ان الاسهم دي عملت مشاكل كتير .. و بعدين عمار و شيرين بغلاوتك عندي و يستاهلو اعمل كدة عشانهم
نزار : ماشي يا غزل .. المهم انك مبسوطة و مطمنة .. انا مش عايز اكتر من كدة
غزل بابتسامة : ما تقلقش عليا يحبيبي .. انت عارفني ما بتصرفش من غير ما افكر كويس
********************************
بعد شهرين
استقر وضع العائلة اكثر
نديم و غزل يعملون بجهد واضح على الاجهزة الجديدة من فحص و مراجعة و ترتيب كل شيء حتى يكون جاهز فلم يتبقى للافتتاح سوى القليل
عمرو و منى مستقرين في شقتهم … عمرو اصبح اكثر انشعالا في عمله بعد ما اصبحت الشركة ملكا لوالده فقط .. فاصبح العمل اكتر .. و منى لم تترك متجر الا و اشترت منه ملابس لطفلها و دمى و العاب و احتياجات الرضع بأكملها لتعبر عن سعادتها لاستقبال مولودها و تشارك مروة كل تفاصيل حياتها عبر الفيديو كول
ادهم اختار ان يبقى مع والدته في الفيلا حتى لا تكون وحيدة خصوصا بعد زواج شيرين … سلمى اصبحت اكثر حيوية تركز على حياتها الزوجية و على طفلتها … و تحاول ان تتقرب من حماتها … تحاول تصليح العلاقة قدر الامكان
شيرين تزوجت من عمار منذ شهر بعد زفاف اسطوري كان حكاية الموسم .. شاركهم فرحتهم كل اقربائهم و اصدقائهم .. كانت تلك اجمل ذكرى في حياتها … عادت مع زوجها قبل يومين من شهر العسل حتى تكون حاضرة في افتتاح الشركة الخاصة بنديم و غزل … لم تخفي حزنها على لميس فهي كانت صديقتها خاصة بعدما وصلتها رسالتها تطلب السماح من الجميع .. و لكنها لا تستطيع مسامحتها
محمد حالته النفسية استقرت نوعا ما … و سمح له الطبيب بان يعود للبيت بشرط المتابعة المستمرة و حضور الجلسات .. اصبح اقل عدوانية و تقبل وجود والده رغم انه لا يزال ينفر منه … كان شديد التعلق بسامية التي لم تتركه ابدا بل كانت تشاركه كل لحظة في حياته و تحاول مساعدته من خلال الانشطة و المذاكرة …. ماجدة اصبحت تهتم بمحمد و كأنه ابنها و تعطيه الادوية في ميعادها و تركز على غذائه جيدا .. و هذا ما جعله يتعلق بها ايضا فقد رآى فيها من حنان والدته
اصبحت علاقة افراد العائلة ببعضهم تقتصر على حضور المناسبات و الزيارات الاسبوعية تجنبا للخلافات و المشاكل
****************************
في يوم الافتتاح
نديم : كنتي فين يا غزل ؟ مش فاضل كتير على ما يوصل المحافظ
غزل و هي تلهث : كنت في بيت باباك
نديم باستغراب: ليه في حاجة حصلت ؟
غزل : ايوة منى و سلمى تخانقو و شدو شعر بعض … و ادهم و عمرو اتخانقو بسببهم .. اهم جايين ورانا
نديم بضحك : يا ربيي احنا مش هنخلص
غزل : انا عارفة … اترعبت على منى دي حامل و امانة برقبتي .. و سلمى ما هديتش الا لما جابتها من شعرها … طلعت روحي انا و شيرين و احنا نصلح بينهم
نديم : هففف يعنى حتى و احنا بعاد مش مرتاحين من خناقاتهم
اتت شيرين من خلفه و هي تمسك بيد عمار
شيرين بمشاكسة : عمرك ما هتخلص يا بيه .. وراك وراك حتى لو هاجرت
نديم : ربنا يعينا بقى هقول ايه
عمار : بس بجد يا نديم المشروع ممتاز … بقالي ساعة مبهور بالنماذج المعروضة دي
شيرين بحماس : بجد تحفة .. بقولك ايه انا عايزة تعملي روبوت ليا يكون بيرقص و يطبل عشان اتعلم منه … اصل البيه مش عايزني اخد دروس رقص شرقي
نديم بغيظ : ده بعينك
غزل بضحك : بس بقا عشان المحافظ شوية و هيوصل تعالو نخرج برا
عند مدخل الشركة
وصل المحافظ و استقبله الحضور بالتصفيق و الابتسامات الرسمية … ركز نديم على الترتيب و النظام و تأكد ان كل شيء يعمل بسلاسة … النماذج و الاجهزة قيد التشغيل ..العروض التوضيحية جاهزة ..و كل شيء يعمل بشكل مثالي
بدأ الحضور بالدخول خلف المحافظ و فريق العمل .. الصحافيون و المستثمرون و حتى افراد العائلة و اصدقائهم .. كانو يتجولون بين المعامل و يتفحصو الاجهزة و يستمعون الى شرح نديم … اشار نديم الى الروبوت الزراعي الجديد من تصميمه و قال : الروبوت ده صممناه كنموذج اولي عشان يساعد المزارعين و يوفر وقت و مجهود … بيقدر يزرع البذور بدقة و يحسب المسافات بينها … و بيقيس رطوبة التربة و يبحدد امته هتكون محتاجة للمية … و الميزة الي فيه انه بيشتغل بالطاقة الشمسية يعني موفر و صديق للبيئة
المحافظ : برافو يا بشمهندس نديم … بجد حاجة تشرف … انا فخور جدا بالشباب الي زيكم … مشروع زي ده مش بس هيفيد الزراعة .. ده هيفتح بيوت كتير و هيخلق فرص عمل جديدة … و احنا لازم ندعم الافكار دي و نقف معاها .. و نستثمر الثروة الحقيقة الي عندنا و هية العقول المصرية … واضح ان المجهود كان كبير … مبروك عليكم …مشروع يستحق الاحترام
ابتسم نديم و نظر الى غزل التي بادلته نظرات الحب و الفخر
علا صوت تصفيق الحضور تتويجاً لرحلة طويلة من التعب و العمل .. فالحلم اصبح حقيقة يمهد لطريق جديد لمستقبل صنعاه معا بكل حب و شغف
النهاية
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق