القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية نوح الباشا (سفر كرياتور)الفصل الرابع والعشرون 24بقلم ندا الشرقاوي حصريه


رواية نوح الباشا (سفر كرياتور)الفصل الرابع والعشرون 24بقلم ندا الشرقاوي حصريه 





رواية نوح الباشا (سفر كرياتور)الفصل الرابع والعشرون 24بقلم ندا الشرقاوي حصريه 



#الفصل_الرابع_والعشرون

في صباح ليلة "التقاء الأحبة ".....

صوت أمواج البحر ترتطم بالأحجار الصخرية التي تنتثر على الشاطئ،المياء صافية ولطيفة ،لأننا في فصل الخريف نجد صفاء الشمس مع البحر .


صوّت السيارات التي تسير على الطريق السريع،منهم إلى عمله ومنهم إلى التقاء من يُحب .


صوت مُحركات الفرامل تقف أمام الفُندق ،فتح الباب ،ترجل نوح وهو يمسك في يده عدة حقائب،أغلق الباب بقدمه بعدما دفع الأجر .


ولج إلى الفُندق ،مُتجهًا إلى المِصعد ،ضغط على الزر صاعدًا إلى الطابق التاسع .


ثوانٍ معدودة وأطلق المصعد صوت دالّ على الوصول،خرج من المصعد مُتجهًا إلى الغُرفة....


قام بِفتح الباب ،ظن أنها مازلت غارقة في نومِها لكن وجدها تقف أمام الشُرفة مُتكئه بجسدها على الحائط تنظر إلى البحر......


ابتسم ابتسامه واسعه ظهرت فيها انيابه ،وقال

-صحيتي!أنا قولت هاجي هتكوني لسه نايمة .


استدارت له مبتسمه بخجل واضع 

-صحيت ملقتكش قولت أقوم اتفرج على البحر 


اقترب منها مُحاولًا مشاكستها

-طب وواقفه بالبُرنس ليه !!؟؟


ضمت رِداء الأستحمام عليها بإحكام ،وتقدمت قائلة

-أصل احنا جينا بلبس كتب الكتاب ملحقتش اجيب بيجامة . 


اقترب مُقبلًا مُقدمة رأسها بحنو ،وقال

-ما علشان كده نزلت جبت لبس ،والله فكرت أن استناكِ ننزل سوا بس قولت يمكن ماترتاحيش في لبس كتب الكتاب ،تعالي اوريكِ جبت ايه 


ابتسمت ابتسامه رقيقة وجلست على حافة الفراش وهو بجانبها ،مد يده يُجلب أول حقيبه ثم أخرج ما بها ،كانت عُبارة عن منامة من الستان مُكونة من شورت أعلى الرُكبة وكنزة بحمالات عريضة لونها بيج .

تمتم وهو يرفعها أمام وجهها

-هااا ايه رأيك بقا ؟؟؟


ردت بخجل 

-هيا جميلة بس مش عريانة شوية ؟


قهقة بصوت عالٍ ،أهتز لها الاركان ،وقال

-لا مش عريانة دي أكتر حاجة مُحترمة ،الله يخليكِ سبيني أكمل ،جبت وحدة بس علشان قولت أنتِ تختاري براحتك .


-هو احنا هنفضل هنا كتير؟


تمتم وهو يضع المنامة في حقيبتها 

-اه ،نقعد يومين تغيير جو 


هزت رأسها بالرفض 

-لا ،نمشي انهارده ،نروح نشوف شقة .


عقد حاجبه بغرابة من طلبها من المُغادرة ،وقال

-ايه يا موج؟الفُندق مش عاجبك ولا ايه ؟؟


ردت سريعًا ،شارحه قصدها 

-لا بس حرام مصاريف كتير ،فا ننزل كفاية ليلة ،نروح نشوف شقة ونشوف هناخدها مفروش ولا لا واحنا نجيب عفش،يارب نلاقي مفروش علشان منضطرش 

نبات تاني في فندق .


مد يده يلتقط كفها بين كفه ،ورفعها أمام فاه ،قائلًا

-على عيني أمرمطك  معايا  المرمطه دي يا موج بجد ،أنا من جوايا زعلان أوي.


هتفت سريعًا

-لا لا ،مرمطة أيه يا نوح والله أنا كويسة أنا مبسوطة إني معاك 

ثم استطرت ساخرة 

-هو أنت شايف إني كُنت قاعدة في ڤيلا ،نوح أنا طول ما أنا معاك وأنا حاسة بالأمان ،أنا مبسوطة صدقني .


كان في تشتت خائف عليها من القادم يعلم أن القادم ليس أمان ،وأن سُليمان لن يتركه حتى وإن بقى بلا مال .

ابتسم قائلًا

-ربنا يديمك في حياتي يارب ،

ثم استطرد ....بصي جبت اي تاني 


أخرج من حقيبة أخرى ،بنطال أبيض اللون واسع إلى حد ما ، مصنوعًا من قماشٍ خفيف ينسدل بسهولة مع الحركة،ثم أخرج كانزة مزدوجة باللونين الأبيض و النبيتي ، ألوانها متناغمة تمنح مظهرًا أنيقًا وهادئًا في الوقت نفسه. 


مرّر يده على القماش ليزيل بعض التجاعيد الصغيرة، ثم تأمل الملابس لحظة وكأنه يتخيّل كيف ستبدو بها ،ثم قال ضاحكًا

-بتخيلهم عليكِ قبل ما تلبسيهم ،بس واثق أنهم هيكونوا حلوين  علشان أنتِ هتلبسيهم 


ابتسمت بسعادة على حديثه الذي يجعلها تشعر بالسعادة ،تعلم أنها ليست على قدر من الجمال عالٍ وأنه راى نساء في سويسرا تتميز بالجمال الاوربي لكن يكفي أنه يراها أجمل أمراه في الكون.


-شكلهم حلو أوي ،تسلم يانوح ،طب فين حاجتك 


رفع أنامه يضعهم على خصلاته قائلًا

-لا ما أنا قولت لما ننزل اجيب علشان بحب ذوقك أنتِ


ضيقت عينها وهى تنظر إليه قائلة ساخرة

-يا جدع!! بيعجبك ذوقي ولا قولت كفاية أنا 


وقف وهو يضع يده على كتفيها قائلًا

-يا حبيبتي أنا مش عارف هتصدقيني امته ؟وبعدين دا انهارده صبحيتنا .


تمتمت ضاحكة

-قول لنفسك حد ينزل يوم الصباحية ؟


تحدت ويده تعبث في رِداء الأستحمام 

-الحق عليا قولت أنزل اجيبك هدوم بدل البُرنس ،يا موجي 

كان يتحدث وهو يقترب حتى تداخلت أنفاسهما سويًا.


ساد بينهما صمتٌ قصير، كأن الهواء أثقلته كلمات لم تُقل بعد.


نظر إليها بعينين تملؤهما الحيرة والحنين، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة بدّدت التوتر بينهما.

قالت بخفوتٍ، كأنها تخشى أن يسمعها قلبها قبل أذنه

ـ موجي... كفاية قربك، هو ده الدفا اللي كنت محتاجاه


........................

في أحد الشوارع .....

أمام منزل عبدالعظيم الباشا.....

كان يقف علي مع سامح أمام المنزل يتحدثان بصوتٍ عالٍ،حتى مرت أمامهم فتاة تبلغ من العُمر تقريبًا ثلاثة وعشرين عامًا ،مرت كأنهم فراغ لا تُبالي لهم . 


رمى على لفافته أرضًا وضغط عليها بحذائه قائلًا

-هيا الأخت عاملة نفسها مش شيفاني ولا ايه يا سامح 


تحدث سامح بهدوء

-سبها في حالها يا علي ،كفاية لحد كده ولا ايه !!؟


رد بكُل غضب 

-هو ايه اللي اسبها في حالها؟؟ أنا حالها يا سامح، أنا سافرت واتمرمط ليه وعلشان ايه مش علشانها 


تمتم بهدوء ما قبل العاصفة 

-علي أنت سافرت من غير حتى ما تقرى فاتحة ،تثبت بيها إنك عاوزها ،وبعدين أنتَ ما تعرفش ،أميرة مخطوبة وفرحها كمان شهرين .


ساد الصمت لثوانٍ، ثم اشتعل الغضب في ملامحه، فصرخ غاضبًا بكلماتٍ لم تُفهم، تفضح ما يعتمل بداخله من قهرٍ وندم.


-هيا مين اللي فرحها كمان شهرين أنت هتستعبط ولا ايه يا سامح ؟؟؟


-لا دا فعلًا اللي حصل ؟ كنا هنوقف الجوازه على أساس ايه ؟؟ وجنابك منعرفش عنك حاجه وهيا غصب عنها أهلها غصبوها 


هم علي بالرحيل خلفها لكن استوقفه سامح ممسكًا بذراعه قائلًا

-أنت مجنون رايح فين!!!؟


قبض على يد سامح بقوة محاولًا أن يتركه ،وقال

-ابعد ايدك يا سامح سبني أنا لازم أروح 


شد سامح قبضته أكثر، لكن عليّ انتزع يده بعزمٍ مفاجئ، وكأن كل ما في داخله من غضبٍ ووجع تجمّع في تلك اللحظة.


تحرر أخيرًا، فاندفع مبتعدًا بخطواتٍ سريعة، لا يلتفت وراءه، كأن الأرض نفسها تدفعه إلى الرحيل قبل أن ينهار.


ركض خَلفها حتى يلحقها ،عندما لمح طيفها ،صاح بقوتٍ عالٍ 

-أميررررة.....


أغلقت عينها بقوة ووقفت في مكانها ،حتى تقدم هو سريعًا قائلًا بحزن 

-أنتِ اتخطبتي وفرحك قرب 


ردت بنبرة تملئها الحزن والألم 

-اه 


أقترب ممسكًا ذراعها بقوة وتحدث وهو يضغط على أسنانه من العصبية

-هو ايه اللي اه ؟؟؟؟؟ هو دا وعدك ليا يا أميرة!!!


حاولت نزع يدها من يده التي كانت تقبض عليها بقبضة قوية قائلة بعصبية 

-سيب إيدي يا علي أحنا في الشارع ،واظن عيب كدة اللي بتعمله وبعدين أنت جاي عاوز ايه الوعد دا خلاص راح يا علي يوم ما حطيت رجلك بره الشارع وسافرت ولا كانك سايب حيوانه هنا مستنياك،دا أنا قولتلك روح لابويا واخطبني حتى بدبلة على الأقل أكون بتاعتك صح ،ساعتها قولتلي ايه لا يا بنت الناس أنا ممشيش وحمل على كتافي ،اهو الحمل راح غيرك شال يا علي ،عاوز ايه تااني بقا ؟؟؟


ضم كفه بقوة قبل أنا يُلكمها على حديثها ،وهتف

-قدامك ساعتين ومش عاوز أعرف مين الحُمار اللي اتخطبتيله علشان متبقاش جنازته بدل الفرح ،ساعتين والخطوبة دي تنتهي وأنا هاجي اتقدم بكره .


ضربت كف على كف قائلة

-بعد ايه يا علي ؟؟ بعد ايه فرحي كمان شهرين أنت عاوز الناس تاكل وش ابويا ولا ايه يقولوا فسدت قبل الفرح بشهرين علشان علي .


-بت أنتِ والله العظيم هطبق وشك ما تعرفي ليه ملامح ،أنتِ اتجنيتي ولا ايه عاوزه حد غيري يكون اسمه في بطاقتك دا أنا اخليها شهادة وفاة بدل عقد جواز ،يلا يا حلوه اطلعي قولي لابوكي بدل ما اجي بليل بالمأذون واللي يحصل يحصل .


.................


-هااا ايه رايك يا موج ،حلوة ولا نشوف غيرها؟؟؟

كان ذلك صوت نوح وهو يقف ينظر إلى أركان المنزل الجديد ،وكانت هى تُطالع كُل شئ بداية من الغُرف إلى المرحاض والمطبخ كُل شيء .


-لا كويسة يا نوح ،بس سعرها غالي شوية 

نظر لها بصدمة لأنه يعلم أن سعر المنزل رخيص بالنسبة لباقي المنازل التي زاروها .

رد السمسار بهدوء

-إزاي بس يا مدام،دي شقة مفروشة وسعرها لقطة وحضرتك تقولي السعر غالي!!!!

-ايوه سعرها غالي هو أنا هتبلى عليك يعني،كُلما تحت أمر لقمة العيش وبعدين الشقة دي مدفعش فيها إيجار أكتر من ٧٠٠٠ جنيه 


نظر إليها السمسار بصدمة

-يا مدام الشقة إيجار بس ١٢ الف جنية وحضرتك تقولي ٧٠٠٠ ما تحضرنا يا بشمهندس 


تحدث نوح وهو يكبت ضحكته

-لا لا يا موج الصراحة الراجل عنده حق واحنا لازم برده نكرمه ،بص أحنا نخلينا بين البنين ،٩٠٠٠ حلو اوي ولا ١٢ ولا سبعه 


هم الرجل بالحديث لكن قاطعه قائلًا

-قول موافق علشان أنا مضمنهاش ،ممكن تقولك خمسة كمان شويه 


ضرب كف على كف وقال

-ما باليد حيلة ،اتفضل يا بيه نمضي العقد 


تقدم السمسار أولًا ،وجاءت موج لتتحرك لكن أمسك بها نوح قائلًا 

-دا أنتِ كمان بتفاصلي حلو بقا 


رفعت طرف كنزتها بغرور مصطنع ،وهتفت

-أقل ما عندي 


رتب على كتفها قائلًا

-طيب يا حلوة ،مسمعش صوتك لحد ما نمضي العقد سامعه 


عبثت ملامحها ،وتمتمت بخفوتٍ

-ماشي أنا غلطانة إني بوفرلك 

-امشي يا موج،امشي 


.............


في الجهة الأخرى .....

في منزل مُعتصم .........

كان يتصاعد دُخان التبغ ببطء، يرسم دوائر من القلق فوق وجهه المتعب.

يُراوده شُعور بالوحدة لكن يؤكد لنفسه بالحديث أنه يفعل الصح .

تحدث وهو يُخرج دخان لفائفه

-ماشي يا ليلى بتمدي إيدك عليا ،هدفعك تم القلم دا كويس أوي يا ليلى .


ولج إلى المطبخ ،أمسك عُلبة القهوة والسكر وقام بصُنع القهوة،ثوانٍ و وضع الركوة على النار بهدوء، مَرت دقيقة وهو يرقب غليان القهوة كما يرقب أفكاره وهي تفور في رأسه.


تزكر موقف يجمع القهوة وهو ونوح معًا .


"عــــودة للمــــاضــــي "

دلف إلى المطبخ سريعًا وهو يسرق من يده فنجان القهوة ويرتشف منه سريعًا ،وهتف مُعتصم 

-يا نوح يا حبيبي أنت مبتحبش القهوة بسكر ليه تسرقها مني .


ارتشف نوح رشفة أخرى ثم قال

-مزاج يا أخي ،خطف القهوة دا مزاج 

عقد حاجبه ثم استطرد 

-بس غريبة القهوة المرة دي سادة ،اشمعنا 


قهقة مُعتصم قائلًا وهو يمسك بسترة بدلته

-ما أنا عارف إنك هتسرقها فا عملت وشربت قبل ما أنت تيجي تخطف فا قولت اعملك وحدة بقا 


وضع نوح الفنجان على الطاولة قائلًا

-لا ياعم مش شارب يلا بينا 


"عـــودة للحــاضـــر"


فاق مُعتصم على صوت غليان القهوة على شُعلة النار ،أغلق النار ،وترك كُل شيء وخرج من المطبخ مُتجه إلى غُرفة النوم .


................


وقع على عقد إيجار الشقة ،أمس كان يوقع على عقد زِفافه واليوم عقد منزل الزوجية، سوف يُبنى بَكُل حُب وسعادة .


كانت ترسم ابتسامه واسعه على وجهها ،كان حُلمها يتحقق،كانت تحلم ببداية حياة مع شخص من البداية حتى يُبنى كُل شيء بالحُب .


انتهى من الأمضى ،ثم قال الرَجُل 

-تتهنى بيها يا أستاذ نوح .


ابتسم نوح وهو يضع القلم في غطاءه ،وتمتم 

-شُكرًا جزيًلًا  لحضرتك ،مبروك للجميع .


وقف نوح ومعه موج التي كانت تبتسم بسعادة أكثر من توقيع عقد الزفاف .


مر ساعة من إمضاء العقد …..

والأن هم في سوقًا كبير،كانت تقف موج أمام قسم المواد الغذائية تتفحّص الرفوف بعناية كمن تختار كنزًا


مدّت يدها نحو عُلب المكرونة،ثم التقطت زُجاجة زيت،وبعدها عُبوة من صلصة البندورة ، وأخذت تتنقّل بخفّة بين الأقسام؛مسحوق الغسيل،سُكر،شاي،أرز،كُل ما تحتاجه للبيت الجديد.


ونوح، فكان يقف خلفها يراقبها بصمتٍ مبتسم، يتأمل تفاصيلها الصغيرة، تلك الحركات العادية التي بدت له أجمل من أي مشهدٍ رآه في حياته. 


كان يشعر وكأن هذا السوق البسيط هو بداية عالمهما معًا،وهى كانت تختار بسعادة كبيرة،تشعر بأنها بالفعل عروس تختار كُل شيء لمنزلها .


استدارت له قائلة بغرابة 

-مالك ؟بتبصلي كده ليه؟؟


اقترب منها مُلتقط منها ما تَحمله ،وقال

-حاسس إني عاوز أشكر مُعتصم ،مَعرفش ليه !!؟ يمكن علشان بقيت بعمل كُل حاجه بحب ،لو كان عندي كُل حاجة مكناش عملنا اللي بنعمله دلوقتي….

ثم استطرد 

-بس دا ميمنعش إن لازم أجيب حقي تاني 


أمسكت كفه بكُل حنو ،وهمست 

-كُل حاجة في وقتها حلوة ،المهم بقا تعال نروح في هنا محل حلو لمحته وأنا داخله نجيب ليك هدوم ،وكمان نشوف هنتغدى ايه ؟؟


-لا لا الغدا ،لازم يُبقى سمك طبعًا ،دا أنا نفسي في كده من زمان ،أكل سمك من ايدك 


ردت عليه مُشاكسه 

-لا لا شكلك كدة داخل على طَمع .


-أوي أوي الصراحة ،عازب ٢٨ سنة يا حجة لازم ادخل على طمع .


………………….


بعد ثلاثين دقيقة……

خرجا من المحل سويًا بعدما اشترى نوح بعض الملابس ، الذي لم يفوّت الفرصة في إبداء رأيها بكل قطعة يرتديها، بين جدٍّ ساخرٍ ومزاحٍ لا يخلو من الدلال.


كانت موج تضحك رغماً عنها، تارةً من تعليقاته المتهكمة، وتارةً من دهشته ، أمام الأشياء البسيطة.


وحين عادا إلى المنزل، انشغلت بإعداد وجبة السمك التي أصرَّ عليها، تعبق رائحة الشواء في المكان، فاختلط دفء المطبخ بصوته وهو يمازحها من حينٍ لآخر، وكأن اليوم كله يتحرك على إيقاعٍ من الثرثرة اللطيفة. 


جلسا يتناولان الطعام وسط حديثٍ متقطّع تارةً، وضحكاتٍ مكتومةٍ تارةً أخرى، وبين الكلمات كانت تتسلل همسات نوح الوقحة، تلك التي تقول أكثر مما يجب، وتترك في الأجواء ما يشبه الشرارة الصغيرة،مع الرومانسية الجميلة.


مر اليوم عليهم بسلام ،هادئًا كما بدأ،كانه نسمة هواء تأتي بعد الظهيرة .

………………

في صباح يوم جديد………

دقّ الجرس بصوتٍ عالٍ متواصل، كأنّ الطارق لا يريد أن يمنح أهل البيت لحظة راحة.


خرج نوح من غرفة نومه وهو يُمرر يده على عينه عينيه بشدة، ما زال أثر النوم يثقل جفونه.


تقدّم بخطوات متثاقلة نحو الباب، فتحه وهو يتثاءب، لكنّ النعاس تبدّد في لحظة حين وقعت عيناه على الزائرة.


تجمّد في مكانه، صوته خرج متلعثمًا

— لـــيـــلـــى!!


ابتسمت هي بعفويةٍ ودفءٍ اشتاقهما قلبه منذ زمن، وقالت بصوتٍ مفعمٍ بالشوق

— نـــــوح… حبيبي، وحشتني!


يــــتـــبـــع……..

تكملة الرواية من هناااااااا 

 لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع
    close