رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثالث (وما للهوى من سلطان)الفصل الثاني 2بقلم ناهد خالد حصريه
رواية فراشة في سك العقرب الجزء الثالث (وما للهوى من سلطان)الفصل الثاني 2بقلم ناهد خالد حصريه
الفصل الثاني..
وما للهوى من سلطان..
فراشة في سُك العقرب ج3
"كان الطريق أشبه بالمتاهة التي أعلم كيف أخرج منها, ولكن الوجود بها أكثر لذة من الخروج"
"مقتبس"
كان هذا هو الوضع تمامًا مع كل أبطال رواياتنا, فالجميع بلا استثناء يعرف جيدًا كيف يُخرج نفسه من الدائرة التي وضع نفسه بها, ولكنه يأبى... وكأنه يتلذذ بوجوده فيها رغم ما يعانيه!
صرخت حين حاول رفعها من ذراعها الآخر عن الأرض, فهي تشعر بتيبس جسدها وانتشار الألم بهِ, وتحريك عضو واحد فيها يجعل الألم يزداد في جرحها, ترك ذراعها بارتباك يصيبه لأول مرة منذُ مدة طويلة, ونظر لها حائرًا بعدما سمع صوتها المتشنج:
-ماتحركنيش.
كيف لا يحركها؟ هل ستظل هكذا فوق الأرض؟ شعر بغضب عارم منها, فهي فالحقيقة السبب في الموقف القائم الآن:
-مانتِ لولا عِندك ماكنش كل ده حصل.
ردت بتحدي وعِناد من بين تألمها:
-وانتَ لولا تهورك وزقتك ليا مكانش الجرح وجعني كده.
رفع حاجبه نزقًا:
-تمام تهور بتهور بقى.
انهى جملته وانحنى عليها يحملها بين ذراعيهِ تحت صرختها التي تحررت حين رفع جسدها فجأة, وغمغمت بعدها بنبرة شارفت على البكاء:
-منك لله, مش بقولك ماتحركنيش!
سار بها بملامح جامدة وجسد مشدود رغم شعوره بألم في صدره هو الأخر:
-كنت اسيبك مرمية على الأرض! عمومًا ماعنديش مشكلة ممكن ارميكِ عليها تاني.
صمتت تنظر له بغيظ حقيقي, غيظ تحول لخجل وارتباك وهي تدرك كونها الآن بين ذراعيهِ وقريبة منه لهذا الحد, لدرجة أن أذنها تسمع دقات قلبه.
وصل بها لغرفتها ووضعها فوق الفراش تحت تألمها, وما إن انتهى حتى وقف أمامها يسألها:
-فين العلاج اللي الدكتور كتبهولك؟
أشارت على موضعه في حقيبتها فاتجه لها يفتش فيها حتى حصل على مبتغاه, عبث في الأدوية حتى أخرج بخاخ طبي وقال:
-ده مخدر, الدكتور قال ترشي منه لو الوجع شديد.
-انا مش قادره اخد نفسي من الوجع, ودراعي كمان وجعني اوي.
قالتها من بين أنفاسها اللاهثة وكأنها صعدت الدرج بمفردها, فاقترب منها يقول:
-طب يلا.
نظرت له بأعين ضيقة تسأله بشك:
-يلا إيه؟
رد بملل:
-يلا شيلي الضمادة اللي حطهالك دي عشان ترشي على الجرح ولا هتشري من فوقها.
نظرت لطرف الضمادة الطبية الظاهر من كنزتها, وعادت تنظر له بتوتر:
-اشيلها ازاي دي هتنتش في الخياطة!
جلس فوق الفراش أمامها يقول بهدوء:
-لا مش هتنتش عشان في بيتادين ومعقمات تحتها مش هتلاقيها لازقة اصلاً.
أدمعت عيناها بقلق وخوف, فهي لا تتحمل أن ترى جروحًا او تقترب منها, وقالت بنبرة مرتبكة:
-انا.. انا لا مش هقدر.
ضيق ما بين حاجبيهِ سائلاً:
-ليه؟
-عشان... عشان كتفي واجعني.
قالتها متهربة من السبب الرئيسي, فنظر لذراعها الساكن جوار جسدها دون حِراك, ولكن الآخر بخير فهي تضغط على الجرح بهِ:
-طب ما فيه دراع كويس اهو.
زفرت من محاصرته لها في الحديث وقالت بنبرة خافتة خجِلة من موقفها كطفلة صغيرة:
-اصل.. انا بخاف من شكل الجروح, جسمي بيوجعني ومابتحملش اشوف جرح أو خياطة.
-طب خلاص انتِ هتعيطي!
قالها مداعبًا ليخرجها من حالة الخوف التي ظهرت واضحة على ملامحها, فرفعت عيناها الدامعة له تقول بنبرة متحدية:
-انا مابعيطش..
وبالفعل هي لا تبكي أمام أحد, من ما كان, لا تسمح لدموعها بالظهور حتى وإن وقفت على أعتاب جفنيها.
-شوف مين كان بيقولي العياط مش عيب!
سخر منها بجملته, فزجرته بعينيها تقول:
-في مواقف الانسان الطبيعي مايقدرش يتحكم في دموعه فيها...
-الطبيعي بقى.
قالها ببرود أغاظها, فتأوهت بألم متجاهلة حديثه, زفرت أنفاسها بتعب وقالت:
-مافيش حد في البيت يقدر يرشلي المخدر ده؟
-انا هشيلك اللزقة.
ضمت صدر كنزتها بتلقائية في حركة جعلته يرفع حاجبه مستهجنًا:
-لا طبعًا.
ألقاها بنظرات متهكمة قبل أن يقول:
-انتِ عبيطة! الجرح بعيد عن...
صمت ونظراته تكمل جملته, فجحظت عيناها من تبجحه, وزجرته بنظرات حادة صارمة, لا تؤثر فيهِ أساسًا, وسمعته يكمل:
-يعني مافيش مشكلة لما اشوفه.
-تشوف إيه؟
صرخت بها بذعر ليبتسم مرغمًا يجيب في هدوء:
-الجرح.. على فكرة انتِ تفكيرك مسوحك.
دقائق مرت يقنعها فيها قبل أن تنظر لموضع الجرح ولقد كان أسفل عظمة الترقوة بقليل, فتنهدت وهي تفتح زر واحد من كنزتها تزيحها تجاه الجرح بحرص حتى ظهرت الضمادة واضحة, فسكنت ولم تستطع رفع عيناها له من إحراجها من الموقف, فنهض عن الفراش والتف للجهة الأخرى ليكن الجرح قريب له, وقال دون أن ينظر لها ما إن جلس فوق الفراش:
-بصي الناحية التانية بقى مش عاوز خايلة.
ومن الأساس كانت ستفعل! ألم يفهم عليها هذا الأحمق حين قالت أنها لا تستطيع رؤية الجروح!
أزال اللاصق الطبي أولاً بإتقان وحرص, ومن ثم أزال الضمادة من فوقه, لتلمع عيناه بالغضب وهو يسألها:
-انتِ ما بتغيريش على الجرح؟
ردت بتوتر ووجهها مازال في الجهة الأخرى:
-بغير.
-كدابة...
قالها بحدة وأكمل ساخطًا:
-المطهر ناشف ولا كأنه اتغير عليه من يوم ما خرجتِ من المستشفى! والخياطة باين عليها عدم النضافة.
بررت بقلة حيلة من كشفه لها:
-كنت خايفة أشيل اللزقة تشد الخياطة معاها.
-تشد الخياطة معاها! انتِ بتتعاملي مع قماشة خايفة تنسل! على فكره بسبب اهمالك ده الجرح ممكن يتلوث ويعملك مشاكل كتير.
قالها بصوت حاد غاضب, ونهض خارجًا من الغرفة, غاب لدقائق وعاد يحمل حقيبة الإسعافات الأولية, جلس كما كان وبدأ في عمل اللازم لتطهير الجرح تحت تألمها الواضح, وبعدما فاض بها الوجع:
-ما ترش المطهر الأول انا مش متحملة حاجة تلط الجرح.
حاول تهدئتها فقال:
-خلاص خلصت.
وكان قد انتهى فعلاً, وقام برش المخدر ثم وضع الضمادة واللاصق مرة أخرى.
ارخت نفسها بعدما انتهى تلتقط أنفاسها في تعب, رأته يقترب منها يعطيها شريط حبوب قائلاً:
-خدي ده عشان يسكن الوجع بعد المخدر ما يروح مفعوله لأنه مؤقت.
أخذت حبه واعطته الشريط فأعطاها الماء, انتهت فأخذ منها الكوب يضعه على الطاولة المجاورة, وقف ناظرًا لها لبعض الوقت وهي لا تنتبه, فكانت مغمضة عيناها بتعب, حتى فتحتهما تسمعه يقول:
-يمكن مش عيب الراجل يعيط على خسارة صعبة...
نظرت له بأمل من أن تعلم القليل عن شخصيته, وأكمل هو بملامح جامدة ناظرًا لها بقوة:
-بس كل واحد وشخصيته, وانا من صغير اتعودت إن البكا مش حل ولا وسيلة اخرج فيها حزني.
سألته بفضول قوي:
-وإيه الحل؟ وإيه يخرج حزنك؟
رد بقوة شخصيته المعهودة:
-الحل إن الخسارة دي ماتكسرنيش واقوم بعدها عادي واعديها ولا كأن حاجة حصلت, ولو خسارة صعبة شوية.. يبقى برضو هتعدي, عشان حزني مش هيغير حاجة.. واللي بيخرج حزني, إني العب رياضة وخصوصًا البوكس, قادرة تخرج شحنة غضبي وحزني, والشغل قادر يخليني اعدي.
-واللي حصل لصدرك؟ الذبحة اللي جاتلك من إيه؟
سألته بوضوح فرد بعد تنهيدة قصيرة:
-عشان خسارتي المرادي كانت أصعب, ومالقتش وقت اخرج فيه حزني, فانتِ صح لحد الآن ماخرجتوش..
-ومستني إيه؟ خرجه... خرجه عشان ترتاح.
-لما نرجع, في شغل مستنيني متأكد أنه هيخرج كل حزني وغضبي.
هزت رأسها بارتياب من حديثه عن طبيعة العمل الذي سيخرج غضبه فيه, وغامت عيناها بندم حين أكمل:
-موتها كان قضاء وقدر, لو كان عندي شك 1 في المليون إنه متدبر ماكنش زماني هنا دلوقتي.
-أنا أسفة, انا متأكده إن مالكش ذنب, كنت بحاول بس اخرجك عن شعورك, لأن الدكتور قال لازم تنفس عن حزنك وإلا هتفضل تعبان.
دقات فوق الباب فسمح له بالدلوف, دلفت "سنية" تقول:
-كوباية اللبن بالعسل اللي حضرتك طلبتها يا بيه.
أشار لها لتضعها بالقرب من فراش "فيروز" ففعلت, وخرجت ليقول هو بعدها:
-اشربي اللبن وبعدها نامي عشان ترتاحي.
هزت رأسها بلا معنى, فاتجه للخروج لكنه وقف في منتصف الغرفة حين شعر بدوار عنيف لم يستطع التحكم بهِ... ثواني فقط وكانت تنتفض من فوق الفراش بقوة..
-شاهيــــــن!
صرخت بها وهي تركض تجاهه رغم ألمها، لكن رؤيته بهذا الوهن جعلها تشعر بالخطر، اقتربت سريعًا منه تحاول إسناده مع تأرجحه الواضح، نظرت لعينيهِ المغمضة تسأله بهلع:
_مالك؟؟ انتَ دايخ؟
لم يجيب فقط هز رأسه بإيجاب، فأجلسته على كرسي قريب بالكاد وهي تتحمل ثقل جسده، ثم وقفت تنهج بقوة وهي تلف حول نفسها لا تعرف ماذا تفعل، وفجأة تذكرت الدواء الذي أخبرها عنه الطبيب حين يشعر بألم في صدره مع ألم يمتد لذراعه أو دوار، فسألته:
_صدرك واجعك؟؟
لم يرد عليها فقط رمى رأسه يستند على ظهر الكرسي والوهن واضح عليه، فاحتوت وجهه بين كفيها تهزه كي ينتبه لها:
_شاهين رد عليا انتَ حاسس بوجع في صدرك؟
لم يجيبها وكأنه انفصل جزئيًا عن الواقع، فجلبت كأس مياه بللت كفها وراحت تمسح على وجهه بحرص حتى فتح عينيهِ نصف فتحة فسارعت بسؤاله:
_صدرك بيوجعك؟ او دراعك؟
_ايوه.
خرج صوته هامسًا بضعف، فركضت تفتح الباب متجهة لغرفته عبثت بها حتى وجدت كيس علاجه والتقطت الدواء المنشود، عادت له سريعًا مع وجع جرحها الذي يضرب فيها من المجهود المبذول، واخرجت حبة فتحت شفتيهِ بأصبعيها وطاوعها هو دون أن يفتح عينيهِ حتى:
_ارفع لسانك.. حط الحباية دي تحته.
فعل ووضعت هي الحبة بحرص أسفل لسانه، وعاود غلق فمه، جلست على الطاولة التي أمامه تنظر له باهتمام وقلق، حتى مرت دقيقة وفتح عينيهِ يطالعها بتيه وكأنه لم يعرف ماذا حدث، تنهدت براحة قبل أن تسمع صوته يسألها:
_إيه اللي قومك من سريرك؟
ايقنت عودته لصحته فنهضت بتعب ظهر على وجهها الشاحب وهي تقول:
_كان في حد بيحتضر حاولت الحقه...
هو يدرك ما فعلته، فلقد كان واعيًا عقليًا لكن جسديًا لم يكن لديهِ سيطرة....
_عشان تقاوح وتخرج من المستشفى بدري.. وكأنك لو ماعنادتش هتخسر جايزة.
تسطحت فوق الفراش بعدما انهت حديثها، اغلقت عينيها دون اهتمام له من تعب جرحها، تستدعي النوم للراحة، ولكن أي راحة في وجوده؟!
فتحت عينيها بازعاج على أصابعه التي ضربت كتفها لتنتبه، نظرت له بضيق:
_عاوز إيه؟
رفعت حاجبيها بعِناد حين وجدته يلتقط كوب اللبن المجاور لها يقول بابتسامة لذيذة:
_هتنامي قبل ما تشربي اللبن بالعسل؟
_انا قولت مش هشربه...
حرك رأسه برتابة:
_وانا قولت هتشربيه.
استهزئت تقول:
_ويا ترى كلام مين اللي هيمشي؟؟
لمعت عيناه بخبث يجيب:
_شوفي انتِ بقى.
_انا مش هشربه... وانتَ مش هتقدر تجبرني انا مش طفلة!
_الدكتور قال لازم تاخدي باور.. وده هيخفف من ارهاقك.
_أنا كويسة.
قالتها بإصرار، ليتنهد قبل أن يقول مهددًا:
_لآخر مرة... هتشربيه؟
طالعته بتحدي واضح:
_لآخر مرة لأ... واتفضل بقى عايزة انام.
هز رأسه بإيجاب، لتظن أنه اقتنع وسيتركها، لكن اتسعت عيناها فزعًا وزحفت للخلف بتلقائية حين وجدته يعتدل ليضع ركبته على الفراش وجسده يقترب منها مغمغمًا:
_والله طول عمري اقول ان الذوق ماينفعش في التعامل مع البشر...
-خلاص, خلاص هشربه.
رددتها بذعر حين بادر بالقبض على فكها, فتركها بملامح راضية وهو يناولها الكوب, شربته دفعة واحدة بحنق واضح, ليرحمها بعدها وينصرف تحت تذمرها الواضح, يقسم أنها انهالت بالسباب عليهِ فور خروجه.
--------------------
عصرًا..
سأل عنها فعلم أنها خرجت لاسطبل الخيل, كاد أن ينهض ليذهب لها لكنه جُمد في جلسته وهو يراها دالفه مع السخيف "سيف" تضحك معه بشكل أثار حنقه وجعل براكين الغضب تنفجر فيهِ, ماتت ابتسامتها على وجهها حين أبصرته ورأت نظرته, وجُمدت الدماء في عروقها حين سألها بنبرة مخيفة:
-كنتِ فين؟ مش كنتِ بتموتي الصبح!
-كانت معايا في..
تبرع "سيف" بالرد وكأن الأمر طبيعي, فقاطعه "شاهين" يزجره بنظرة حادة وأحرجه:
-مسألتكش انتَ.
تدخل "المنشاوي" يحاول تهدئة الموقف:
-في إيه يا شاهين؟ ماحنا قولنالك كانوا في الاسطبل.
نظر لجده بنفس نظرته الثائرة:
-ما هو مش طبيعي يا جدي يكونوا في الاسطبل لوحدهم ولا إيه؟
توترت عمته من نبرته وهي تبرر:
-يا حبيبي فيروز كانت زهقانة, وانتَ كنت نايم لسه ماحبتش تقلقك, قالت هتتمشى شوية في الجنينة, وسيف كان رايح الاسطبل عرض عليها يفرجها عليه ماحصلش حاجة.
والعمة افسدت مخطط "سيف" لم يكن يريد أن يعرف "شاهين" بأنه من اقترح عليها الذهاب معه, نهض "شاهين" يقترب منه حتى وقف مواجهًا له فهمس بما لم يسمعه سواهما:
-ابعد عنها عشان مساويش وشك بالأسفلت.
ابتلع "سيف" ريقه بقلق لم يظهره, واتجه "شاهين" لها يجذبها من يدها بقوة حتى خرج بها من المنزل..
-سيب ايدي يا شاهين لو سمحت، و ماتسوقش فيها بقى، كفاية إني سكت على اللي عملته قدامهم رغم إنك قليت مني.
تنفس بحدة ورفع حاجبه بشر على غِرار أن يتلبسه وهو يقول:
_والله! اخص عليا.. وانتِ اللي عملتيه كان إيه؟ ما قلتيش مني!؟ يا ريت ماتنسيش إنك خطيبتي قدامهم يعني أفعالك كلها في وشي.
نفضت شعرها للخلف بقوة حانقة وابتسمت باقتضاب تقول:
_انا ماكنتش عاوزه اجي.. كنت سيبني هناك ولا اقلل منك ولا تقلل مني.
نظر لخصلاتها التي تتطاير خلفها وقال بحنق:
_ما تلمي **** شعرك ده، هو انتِ فاكرة نفسك واقفة بتمثلي في هوليود!
جحظت عيناها وفغر فاهها تصرخ بهِ:
_انتَ بتكلمني كده ليه! بعدين نقي الفاظك اللي تقولها قدامي، وأنا حرة.. شعري يا جدع وانا حرة فيه!!
اقترب منها ناظرًا لها بخطر يغمغم:
_طب ورحمة أمي اللي ما بحلف بيها باطل، لو مالمتيه حالاً لاقصهولك.
نظرت له بغضب حقيقي مردفة:
_ماتقدرش.
_طب جربي.
قالها بتحدي سافر انبئها أنه سيفعلها، فابتلعت ريقها وتلك الغصة التي تأتيها حين يجبرها أحد على فعل شيء، ومدت كفيها تلملم خصلات شعرها بعنف واضح تحت وشاح رأسها الصغير حتى لم يظهر منه سوى مقدمته.
انهت فعلها ونظرت له فتفاجئ من نظرتها التي بدت مقهورة، وهي تقول بنبرة مختنقة:
- كويس كده؟
_انتِ قلبتِ كده ليه؟ كل ده عشان قولتلك لمي شعرك!
سألها مذهولاً والحيرة تضرب رأسه من رد فعلها، والذهول تحول لصدمة حين رأى دموعها تملأ مقلتيها لكنها تأبى السقوط وتردد كطفلة صغيرة:
_ انا مابحبش حد يجبرني على حاجة... مابحبش كده..
شعر ان الأمر لديها أكبر بكثير ومرتبط بحدث أثر فيها من الماضي، ارتبك وتوتر وبدى هو في هذه اللحظة كالطفل الصغير وهو يقول:
_طب خلاص ماتزعليش.. انا ماكنتش اعرف إنك هتزعلي كده.. اهدي طيب.
لم تتغير ملامحها ولم تنظر له حتى، فتلفت حوله في حيرة لا يعرف ما عليهِ فعله لها، ثم عاد بنظره يحدقها بأعين ضيقة وقال فجأة:
_ برضو مش هتفكي شعرك.
رفعت عيناها الدامعة له في ذهول، وغمغمت بحنق:
_هو ده كل اللي هامك!!!
وحين رأى عيناها الحمراء بشدة ارتبك وهو يوضح:
_فكرتك بتعملي كده عشان تفكيه... مفيش مبرر لحالتك دي هو انا قصيته!
مسحت وجهها بكفها لتذهب عنها دموعها وهي تعيد حديثها:
_مابحبش حد يرغمني على حاجة، مابحبش احس إحساس القهر والعجز ده حتى لو على حاجه تافهة.. انا شبعت من الاحساس ده طول حياتي ومش عاوزه ارجع احسه تاني.
قالت أخر جملتها بصوت متألم، ألمه! وجعله يقطب جبينه بضيق متسائلاً عن طرق الإجبار التي تعرضت لها بخلاف ما فعله معها "مازن".
_ماتخافيش عُمر ما حد هيجبرك تاني على حاجة طول مانا موجود.
والمعروف عنه أن كلمته عهد، وهي تعرف هذا، ورُبما هو ما دفعها لتقول وهي تناظره برجاء واضح:
_ماتربطش كلامك بوجودك. عشان احنا عارفين ان فترة قصيرة اوي ويمكن مانشوفش بعض تاني.. بس قول انك هتعمل ده حتى لو مش موجود معايا.
نظر لها نظرة طويلة تعمقا فيها والقلوب تتحدث والآذان لا تسمع، حتى قال بثقة:
_حتى لو مش موجود.. مش هسمح لحد يجبرك على حاجة... إلا أنا.. وشعرك ما يتفردش تاني! وسيف ماتقربيش منه وإلا ماتلوميش غير نفسك.
-اللي يشوفك كده يقول غيران عليا.
قالتها متهكمة ساخرة, ليرفع رأسه بكبرياء يبرر:
-انتِ خطيبتي قدامهم زي ماقولتلك, وأي تصرف ليكِ في وشي, ومش هقبل تقللي مني بأي شكل.
وانصرف عائدًا للمنزل تحت نظراتها الغاضبة والذاهلة في آنٍ, ولكن في صوت خافت بداخلها يهمس لها أن هناك أمر غير طبيعي, هل يعقل أن مشاعره بدأت بالتحرك لها؟ انحلت عقدة ملامحها ولمع الأمل في عينيها وهي تهمس داعية بأن يكون ما شعرت بهِ صحيح.
-------------------------
-انتَ مختفي فين يابني؟
سأل بها "شاهين" ما إن أبصر رقم "معاذ" على هاتفه, فأتاه صوت الآخر ضعيفًا:
-البقاء لله يا شاهين, رغم إنها متأخرة.
تنهد "شاهين" بقوة وسأله:
-انتَ كويس يا معاذ؟
-عايش.
رد بها ليهز "شاهين" رأسه بقلة حيلة, وقال:
-انا عارف بمشاعرك يا معاذ, كنت دايمًا شاكك لكن ماكنتش متأكد, واتأكدت لما اختفيت في العزا والدفنة, انا ماتكلمتش في الموضوع ده قبل كده عشان ماضغطش عليك, وعشان الموضوع بالنسبالي حساس, كنت مستنيك تفتحه معايا في أي وقت, لكن انتَ ماتكلمتش.
أتاه صوته المحمل بكل نبرة عُرفت للندم والانكسار:
-يا ريتك اتكلمت, يا ريتك ضغط عليا يمكن وقتها كان الخوف اللي جوايا مات ولحقت حياتي معاها.
شعر بوجع مضاعف الآن, فأخته كانت تنتظرها حياة جميلة, وكان الأمل سيفتح لها ذراعيهِ, ولكن القدر سبق.. وشعر بوجع من أجل صديقه ورفيق دربه, فأي حديث يمكن أن يهون ما يشعر بهِ!
-ما تلومش نفسك يا معاذ, انتوا ماكنش ليكوا نصيب في بعض.
حاول التهوين عنه بكلماته البسيطة, ليسمع الآخر يقول بنبرة حزينة:
-يمكن.
صمتا لبعض الوقت حتى قال "معاذ":
-انا اسف يا شاهين, سيبتك في أكتر وقت احتاجتني فيه وكان لازم أكون جنبك, انا من وقت ماعرفت إنك دخلت المستشفى وانا بستحقر نفسي عشان ماكنتش جنبك.
-بس يا عبيط, انا مقدر موقفك, وبعدين دول كام ساعة قعدتهم في المستشفى وخرجت.
مرت بعض الأحاديث بينهما يطمأنان فيها على بعضهما, حتى قال "معاذ":
-لما ترجع في موضوع مهم جدًا عايزك فيه.
-موضوع إيه؟
سأله "شاهين" بفضول ليجيبه بنبرة غامضة:
-مش هينفع في التليفون, لما ترجع يا شاهين.
-------------------
-وحياة أمك انتِ كويسة؟
قالتها "مديحة" عبر الهاتف ل "فيروز" للمرة العاشرة, لتتنهد "فيروز" بإرهاق وقالت:
-والله يا مديحة كويسة, ما خلاص بقى يا ولية!
استمعت لضحكة "مديحة" وبعدها قالت:
-يبقى كده انتِ كويسة يا بنت ال****.
-عامله إيه يا ماما؟ طمنيني.
قالتها بقلق حقيقي على والدتها التي ابتعدت عنها لأيام طويلة لم تعرف فيها شيء عنها, لتسمع إجابتها:
-ناقصني انتِ, هترجعي امتى يا فيروز؟ انا روحت امبارح لمازن بيه وقالي إنك راجعة قريب اوي.
خفق قلبها برفض حين أتت سيرة العودة, ونظرت على مرمى بصرها ل"شاهين" الذي يتحدث عبر الهاتف ومن ثم تنهدت بثقل تقول:
-قريب.
-الراجل اللي انتِ عنده ده عملك حاجة؟ طمنيني يا بنتي ده مازن بيه كان بيقول إنه راجل مفتري.
ابتسمت على كلمة والدتها الأخيرة وعيناها لم تفارقه وقالت بصدق:
-مش زي ماكنا فاكرين, هو إنسان يا ماما, بشر زينا.. شوية كويسة وشوية عصبي, شوية طيب وشوية شرير, كلنا كده مش هو بس.
-انتِ بتتكلمي عنه كده ليه؟ بت انتِ صوتك مش مريحني؟
وكان صوتها حقًا واله بقوة, فوصل لوالدتها التي تعلمها جيدًا, لكنها قالت بتهرب:
-ماله صوتي؟
-اول مرة اسمع نبرتك دي, مالك يا فُلة؟ اوعي يكون الراجل ده وقعك؟ احنا مش قدهم ولا من توبهم, اوعي يا فُلة.
انحدرت دمعة من عينها وهي تسمع تحذير والدتها, وداخلها يجيب "فات الأوان يا أمي".
-ماتقلقيش.
وهل لها ألا تقلق؟ فهي تشعر بأن ابنتها قد وقعت بالفعل في ذلك الرجل المجهول.
---------------------------
انهى اتصاله مع "معاذ" ليجد اتصال آخر من "مازن" مع اقتراب "فيروز" منه, تردد في الإجابة حتى سألته هي بفضول غريب عليها وهي تجاوره الجلوس على كرسي مجاور من الكراسي التي وُضعت في الحديقة كجلسة هادئة:
-مين؟
رفع حاجبه ينظر لها باستنكار من سؤالها, فقالت موضحة:
-مازن مش كده؟ اصله لسه قافل معايا بعد ما اتصل عليك لاقاك مشغول.
-وجاب رقمك منين؟
سألها غاضبًا, لترفع كفيها باستسلام مضحك وعيناها متسعة مما اقحمت نفسها بهِ:
-والله ما عرف.
وفجأة وجدته يجيب الاتصال بنفس الغضب وعلى الفور كان يسأله:
-جبت رقم فيروز منين؟
-الحمد لله ازيك انتَ؟
قالها "مازن" ساخرًا دون رد سؤاله, ليهتف بتحذير غاضب:
-مازن!
تنهد "مازن" يجيب:
-مش مستهلة عصبيتك دي, انا كلمت عمتي الأول قالتلي إنها بره عند الدكتور اللي متابعة معاه, وهي ادتني رقم فير...
وقبل أن يكمل قاطعه "شاهين" يسألها بحدة:
-انتِ اديتي رقمك لعمتي؟
اومأت برأسها قلِقة لا تعرف من ماذا لكن طريقته تربكها:
-ايوه, الصبح.
-خلصت يا عم الغيور.
انتبه لجملة "مازن" ليسخر منه مرددًا:
-انتَ اهبل يالا؟
ابتسم "مازن" براحة وهو يشعر بقرب عودة علاقتهما, او على الأقل بذوبان الحواجز بينهما رويدًا:
-اصل يعني مش حوار إني اخد رقمها, بس واضح إن في حاجات مخفية.
-انتَ عاوز إيه؟
سأله "شاهين" بضجر, ليجيبه:
-بطمن عليك, عامل إيه؟
-كويس.
صمتا قليلاً و "فيروز" تشير له بطريقة مضحكة لم يفهمها, فأبعد الهاتف يسألها بضيق:
-إيه حركات البهلوان دي, عاوزه إيه؟
-قوله انتَ عامل إيه, يعني هو يطمن عليك وانتَ لأ؟
رفع حاجبه باستهجان واضح وكاد يعنفها على تدخلها لكنها سارعت بالنهوض راكضة من أمامه للداخل, ليزفر أنفاسه بيأس من افعالها, وللعجب وجد نفسه يردد بعدها:
-انتَ عامل إيه؟
وجحظت عيناه بعدها, هل امتثل لطلبها!
-الحمد لله, بخير.
قالها "مازن" بابتسامة بسيطة وقد اراحه تبادل السؤال من قِبل "شاهين" وأكمل:
-غسان كلمني النهاردة عشان يعزيني واعتذر عن غيابه عن العزا عشان كان مسافر ولسه راجع.
-قطيعة.
قالها "شاهين" بنزق, ليبتسم "مازن" على كلمته, وأكمل:
-قالي إنه هيكلمك.
-مش هرد عليه, بلاش يتعب نفسه.
-ابقى قوله انتَ كده بنفسك, سلام.
واغلق المكالمة, لينظر "شاهين" لمكان دلوفها مرددًا بتعصب:
-يا بنت ال... ماشي يا زفتة.
-----------------
اليوم الرابع لوجودهما في البحيرة...
وضعت الصينية أمامه فوق الطاولة الموجودة في المطبخ تقول بابتسامة متحمسة:
-دوق وقولي رأيك.
نظر حوله بضجر:
-انتِ موقفنا هنا ليه؟ وبعدين إيه اللي وقفك تطبخي وانتِ تعبانة ما في ناس هنا بتطبخ.
ردت بتنهيدة:
-اشتقت لأكلي, واشتقت للطبخ, وبعدين حبيت ادوقك عمايل ايديا لأول مرة.
ابتسمت ابتسامة لم تصل لعينيها وهي تقول بنبرة في باطنها حزينة:
-ويمكن لآخر مرة.
تعلق نظره بها وقد شعر بدقة غريبة تضرب قلبه بعد جملتها الأخيرة, وطال النظر بينهما بمشاعر غريبة مختلفة غير مفهومة له, ومفهومة لها, حتى تنحنح باعدًا نظره عنها واقترب يتذوق طعامها ليقول بعدها بثناء تستحقه:
-حلوه.. مميزة.
ابتسمت بسعادة واضحة, يراها عليها لأول مرة وقالت بحنين رآه:
-ماما كانت دايمًا تقولي اني اشطر منها في صينية الرز المعمر باللحمة.
اومأ برأسه يجذب الكرسي ليجلس أمام الطاولة يكمل طعامه وقد زادت الحركة من سعادتها, وهو قصد.. فلقد أراد أن يعزز ثقتها وفرحتها برأيه, رفع نظره لها يخبرها:
-اقعدي كلي.. ده حتى طباخ السم بيدوقوه.
جذبت كرسي تجلس أمامه وهي تهز رأسها يائسة وقالت:
-لازم تحط التاتش بتاعك في كل جملة لطيفة في أولها.
التقطت الملعقة الموجودة في الصينية الزجاجية تتذوق بها, لتقول بعدها:
-امممم, كان نفسي فيها الأكلة دي من زمان.
نظرت له وكادت تسأله لِمَ لا يأكل, لتشهق حين أدركت أنها اخذت معلقته فوضعتها ناهضة تقول:
-يا خبر ماخدتش بالي إنها معلقتك, لحظة هجبلك معلقة.
نظر للملعقة الموضوعة في الطبق ليجد يده تمتد ليأخذها ويكمل طعامه بها... دون سبب!
اتسعت عيناها ذهولاً وهي تراه يكمل طعامه بالملعقة, فقالت:
-انا جبتلك واحدة جديدة, دي انا كلت منها.
-كانت بتاعتي من الأول.
قالها ببرود وهو يكمل طعامه, لتردد مرة أخرى وقلبها ينتفض من قوة دقاته:
-بس انا كلت بيها.
رفع منكبيهِ وانزلهما بلامبالاة:
-ما بقرفش.
ابتسم وجهها بشدة مستغلة عدم رؤيته لها, وجلست أمامه مرة أخرى تكمل طعامها بملامح سعيدة, وقلب يدق حبًا وشعورًا لذيذًا.
-ابوكِ مات امتى؟
نظرت له متفاجئة من سؤاله لكنها لم تبخل في الجواب, لم تبخل ابدًا وقد استمر الحديث لأكثر من ساعة بينهما.
قطع جلستهما دلوف عمته للمطبخ تقول ذاهلة:
-لما سنية قالتلي إنكوا هنا بقالكوا مدة ماصدقتش, بقى شاهين يدخل المطبخ!
نهض مقتربًا من عمته يقول جملة سخيفة أضحكتهما:
-سمعت إن اكل المطبخ له طعم تاني قولت اجرب.
وانسحب من بينهما لتبتسم العمة وهي تقول ل "فيروز":
-اول مرة اشوف شاهين بيحب.. وصحيح طلع الحب بيعمل معجزات.
انتفض قلبها على جملتها, ولمعت عيناها بمشاعر عِدة, وابتسم ثغرها بشدة آمله... فقط آمله.
-----------------
كانت تقف أمام حوض الزهور حين سمعت صوته خلفها يقول:
-حلوه الورود؟
التفت له بملامح واجمة تجيب:
-جميلة... عن اذنك.
اعترض طريقها يقول بابتسامة كانت تجعل الفتيات تقع فيه:
-إذا حضرت الشياطين ولا إيه؟
رفعت حاجبها ببرود:
-والله انتَ أدرى.
ضحك بشدة على جملتها تحت جمود ملامحها, وقال بعدها:
-ماشي يا ستي مقبولة يشفعلك عندي عينيكِ الحلوة دي.
احتدت نبرتها تحذره:
-اسمع يا أستاذ انتَ, انا مابحبش التلزيق, ولا بحب شغل ال3 ورقات بتاعك ده, انا ماعرفش إيه غرضك من قربك ليا, بس شاهين.. خطيبي... بيتضايق من وجودك حواليا وكلامك معايا, فيا ريت ماتحاولش تتكلم معايا, عشان انا مش حابه اضايقه بكلام فارغ.. وبعدين حركات دي مفقوسة اوي ليا, فخف تعوم.
القت أخر جملة لها ساخرة ونظرت له بازدراء قبل أن تلتف لتعود للداخل لتجد "شاهين" يقابلها فوقفت تنظر له بصمت, حتى جذب كفها يدخل بها وهمس:
-جدعة.
علمت أنها سمع حديثها, فابتسمت بغبطة وفخر اخذته من كلمته البسيطة!
هز "سيف" رأسه بيأس وردد:
-مش سهلة البت دي.
----------------------------
والآن في طريق عودتهما للقاهرة... هكذا فجأة أخبرها أنهما سيعودان.
وقد كان السبب هي تجهله, والذي كان رسالة من "مرسي" رجل "شاهين" يقول فيها
"عرفنا مين ضرب النار على سعادتك وجت بالغلط في الهانم"
فكانت كفيلة بعودته على وجه السرعة.
وصلا أمام الفيلا, ليقول "شاهين" وهو مازال في السيارة للسائق:
-وصل فيروز هانم مكان ما هتقولك.
نظرت له "فيروز" بصدمة جعلت عيناها كادت تخرج من مقلتيها, لينظر لها وقد رأى صدمتها واضحة, وازدادت مع ارتجاف جسدها حين مال مقتربًا منها يقول هامسًا:
-لو شوفتك تاني.. هقتلك.
انحدرت دمعة من عينها لم تستطيع كبحها وهي تسمع جملته التي أصابتها في مقتل, مد كفه يمسح تلك الدمعة الحزينة وقال بملامحه الجامدة كنبرته:
-انا مبسامحش... ومبنساش.. وانتِ بالنسبالي خاينة خدت فرصة.. حاولي متضيعيهاش عشان تمنها حياتك.
وسحب كفه الذي سنده على وجنتها وترجل من السيارة بنفس شموخه المعتاد...
ومع صدمتها ووجعها الذي لم تتخيل أن تعيشه بسببه ومعه!
تحركت السيارة خارجة من محيط الفيلا..
ليضرب أذنها كلمات أغنية سمعتها قديمًا..
"وكان مفروض ماحبكشِ .. ولو حبيت مابينشِ
ودلوقتي خلاص همشي انا وقلبي اللي دايب فيك..
وليه طيب؟
عشان طيب؟
عشان يعني اللي في قلبي على لساني..
بتكسرني وتخسرني...
بتخسر حب مش سهل تلاقيه تاني....
مافيش أسباب...
انا اللي اخترت من الأول أعيش في عذاب..
الومك ليه؟..
واقولك إيه..
انا اللي جريت ورا وهم وطلع كداب.."
يتبع...
#ناهد_خالد
#وما_للهوى_من_سلطان
#فراشة_في_سُكّ_العقرب
يتبع....
تكملة الرواية من هناااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات
إرسال تعليق