القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عاشق قهر النساء الفصل الخامس 5 بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 


رواية عاشق قهر النساء الفصل الخامس 5 بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات





رواية عاشق قهر النساء الفصل الخامس 5 بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات



الخامس 

#عاشق_قهر_النساء 

#الكاتبة_صباح_عبدالله_فتحي 


كان يهبط الدرج وهو يضع يديه الاثنتين في جيب بنطاله، رافعًا رأسه بشموخ. نظر إلى جورج الذي كاد يفقد الوعي، أكمل الدرج ووقف أمامه قائلاً:

هو انت مبسوط بحالتك دي؟ روح عالج إيدك.


رفع وجهه الشاحب وعينيه اللتين تحاربان النعاس، وأجاب متلعثمًا وصوته بالكاد يخرج:

نيل... نيل... بيه... قالي بعد ساعه لسه...


قاطعه يصيح به بحدة:

ما بحبش أعيد كلامي مرتين.


أثناء ذلك كانت تهبط الدرج من خلفه، فاتسعت عيناها عندما رأت الحالة التي بها جورج، تجمدت في مكانها، نظرت إلى نيل الذي كان يتقدم بجانبه وهتفت قائلة بذهول: انت عملت فيه إيه؟


لف ذراعه حول خصرها وهمس بالقرب من أذنها قائلاً:

أصلًا ما بحبش حد يلمس حاجة تخصني.


اتسعت عيناها في دهشة وهي لا تصدق إلى أي درجة ممكن أن يصل جنونه، لكن السؤال الذي شقلب كيانها: لماذا فعل ذلك؟ انتبَهت عليه يسحبها من خصرها ليكمل نزول الدرج، بينما توجه عشق ليجلس على الأريكة منتظرهم. أثناء ذلك كان جورج يتوجه بخطوات ثقيلة ليغادر المنزل. وصل الاثنان حيث ينتظرهما عشق، جلس نيل أمامه، أما هي فوقفت ترمقه للحظات قبل أن تجلس بجانب نيل على مضض، ثم قالت بحنق:

أنا عاوزة أفهم، أنتم عاوزين إيه مني أنا وخواتي؟ وإيه السبب اللي تقتلوا بابا وماما علشانه؟


تبدلت النظرات بين عشق ونيل للحظات صامتة قبل أن يقول ببرود:

أولًا أهلك انتحروا، مالناش دعوة بموتهم. ثانيًا، إحنا عاوزين إيه ده هتعرفي، بس كل حاجة في وقتها، حلو؟


نظرت له بحدة وهي تقول بغضب وصوت مرتفع:

يا بجاحتك يا أخي، تقتل القتيل وتمشي في جنازته! وحتى لو بابا وماما انتحروا، كنتم أنتم السبب!


أخرسها عندما انقضَّ عليها، يقبض على عنقها بعنف، احتقنت ملامحه وشعرت أن الهواء يهرب منها. نظرت بطرف عينها التي احمرت بسبب الختناق إلى نيل الذي ظل جالسًا في برود تام كأنه لا يرى شيئًا، وأثناء ذلك كان يهتف بهمس مرعب وأنفاسه تلفح وجهها:

أنا ما بحبش الصوت العالي، ولما تكوني معايا لازم تعرفي إمتى تتكلمي وإمتى تسكتي. دي نصيحة علشانك. ثم أهلك انتحروا علشان ينقذوا نفسهم من اللي كان مستنيهم.


لاحظ أنه سوف يقضي عليها فابتعد عنها، وعاد ليجلس ببرود كأن لم يحدث شيء. أما هي فظلت للحظات تسعل ودموعها تنهمر على خديها، وهي تحاول التقاط الهواء وإعادة الحياة التي فقدتها لثوانٍ. نظر لها ببرود قائلاً:

العصبية دي مش لصالحك، حافظي على هدوئك، وانتي مع الوقت هتفهمي كل حاجة.


نظرت له بعيون دامعة وهي تقول بصوت متقطع:

انت عاوز إيه مننا؟


زاغ بصره عنها وأجاب بهدوء:

كل اللي أنا عاوزه لحمي ودمي اللي بدوَّر عليه من سنين.


تجمدت للحظات تحاول فهم ما يقصده، ثم قالت:

قصدك إيه؟ مش فاهمة؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


رفع أسامة الصورة التي سقطت من يد زين، اتسعت عيناه في دهشة عندما رأى من في الصورة، نظر إلى زين عاقدًا حاجبيه في استغراب قائلاً:

دي... دي شوق، مش كده؟


أضاف متلهفًا:

انت تعرفها؟


أيوه أعرفها، أنا الدكتور بتاع أختها...


صمت قبل أن يُكمل، واختلطت ملامحه بالحزن عندما تذكّر موت لين التي لا يعلم أحد حقيقتها حتى الآن.

بس الله يرحمها، ماتت امبارح.


أيوه أنا عارف... بس هي فين شوق؟ من فضلك محتاج أشوفها ضروري، لو سمحت.


والله يا أستاذ أنا كنت لسه طالع أدور عليها.


عقد حاجبيه مستغربًا في ضيق:

يعني إيه؟ هي كانت موجودة معاك؟


أجاب بهدوء:

أيوه كانت موجودة، وفقدت الوعي لما عرفت بموت أختها، رُحت أجيب لها عصير، رجعت ما لاقتهاش.


أضاف بغضب ونبرة درامية:

وانت يعني حبكت تجيب عصير؟! ما تخليك مرزوع جنبها، والله البنت دي هتكون السبب في موتي، أنا عارف.


كل ذلك كان أسامة يراقبه باستغراب، وهو لا يفهم ما يقصده، فتساءل بهدوء:

هو حضرتك تعرف شوق منين؟ وعاوزها في إيه؟


أجاب بحنق:

مش أنا اللي عاوزها، قدرها اللي عاوزها. أنا لو عليا عاوز هروح أنام، بقا لي خمس شهور ما دُقتش طعم النوم زي الناس بسببها.


ضاق جفونه متعجبًا من ذلك الذي ظن للحظات أنه أحد مرضى مصحة الأمراض العقلية، وهو يقول:

واضح إن حضرتك مرهق فعلًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 


 كانت تسير على الطريق كمن فاقدة الوعي، دموعها تنهمر بصمتٍ مريب ولا تنتبه إلى أين تأخذها قدماها. أصوات بوق السيارات صاخبة حولها وهي تمر، تتعثر في المارة ولا تبالي، كمن لا حياة فيها، وتعبر من أمام السيارات وهي لا تبالي بحياتها التي أصبحت كوسادةٍ فارغة لا تصلح لشيء. فكانت "لين" بالنسبة لها آخر أملٍ تتشبث بالحياة من أجله، وها هي أيضًا قد ذهبت وتركتها وحيدة، فلمن سوف تبقى؟ هل تبقى من أجل شقيقةٍ أخرى لا تعرف عنها شيئًا؟


ظلت تسير شاردة وهي لا تعرف إلى أين أحضرتها ساقاها، بينما كانت تفكر في الانتحار كما فعل والداها سابقًا. توقفت أمام منزلها القديم، حيث تربّت بكل حبٍ ومودة مع والديها وأخواتها، وقفت تتأمله من الخارج بصمتٍ مريب.


أثناء ذلك كان عشق يخرج من الداخل متوجهًا إلى سيارته، وكان نيل يخرج خلفه ساحبًا في يديه تلك التي تتحرك قدماها دون إذنٍ منها، دموعها تنهمر بصمتٍ مريب لما عرفته من حقيقةٍ مؤلمة قلبت لها كل موازينها. وبينما كانت تسير نيلي متوجهة إلى تلك السيارة مع نيل، كانت شوق تقف في الخارج. ولم يراها او هي تراها فكل منهم كانت غارقة في احزانها وألمها الذي كان يعصر قلبها. 


أثناء ذلك كان عشق يقف بالقرب من باب السيارة الخاصة به، شعر للحظات بحركةٍ غريبة خلفه، عقد حاجبيه مستغربًا وهو يلتفت ليرى ما يحدث، لكنه تعجب أكثر عندما لم يجد أحدًا. تجاهل ما شعر به وجلس داخل السيارة ودار محركها وتوجه ليغادر المنزل، ومن خلفه سيارة نيل ونيلي.


غادرت السيارتان ولم ينتبه أحد إلى شوق التي كانت تقف في زاوية تحاول تخليص نفسها من ذلك الذي قبض على فمها. لم تشعر سوى بإبرةٍ حادة تنغرس في عنقها، ولم تمر لحظة حتى سقطت فاقدة الوعي، أخرج المجهول هاتفه، طلب رقمًا لشخصٍ ما زال مجهولًا:

كل حاجة تمام يا هانم، البنت بقت معايا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 


بعد مرور ساعة، دخلت كلٌّ من سيارة عشق ونيل تشقّ طريقًا طويلًا محاطًا بحديقةٍ غنّاء، من يراها يظنها لوحةً فنية؛ لكثرة أشجار الزهور المتنوّعة في أشكالها وألوانها، ولجمال التصميم الاحترافي الذي يحيط بالمكان.


وبينما كانت السيارات تقترب، وقفت امرأةٌ شقراء تراقب دخولهم وهي تحتسي فنجانًا من القهوة. ارتسمت على ملامحها ابتسامةُ انتصار، وعيناها الزرقاوان تتابعان عشق وهو يترجل من سيارته. لكن لم تدم ابتسامتها طويلًا، وحلّت مكانها نظرةُ دهشةٍ وذهول حين رأت عشق يغادر السيارة وخلفه نيل الذي اتجه إلى المقعد الخلفي ليُخرج نيلي منه.


ارتبكت المرأة، وتراجعت خطواتٍ إلى الخلف، فسقط الفنجان من يديها أرضًا مُحدثًا صوتَ تحطّمه المدوي.

توجّه عشق مسرعًا نحو المنزل، بينما كان نيل يسحب نيلي كما لو كانت دمية تتحرك بإرادته.


دخل عشق إلى المنزل وخلفه نيل، توقّفا في مكانهما ينظران بصمتٍ إلى الجوكر الذي كان يهبط الدرج مستندًا إلى عصاه. ترك نيل يد نيلي فجأة، ثم رفع يده ليغلق أزرار قميصه، بينما تقدّم عشق بخطواتٍ ثابتة قائلًا، ومن بعده نيل:

_ صباح الخير يا جدو.


صاح الرجل بغضب وهو يرمقهما بنظرة حانقة:

_ وهيجي منين الخير وكل واحد ماشي على مزاجه؟! ما بقاش فيكم حد نافع! بقلكم خمس شهور تدوروا على حتة بنت لا راحت ولا جت!


رد عشق بهدوءٍ ليمتص غضب جده:

_ خلاص يا جدو، عرفنا مكانها… ما تقلقش، شويّة وهتكون هنا، زين هيجبها.


ثم نظر إلى حيث تقف نيلي وقال بسخريةٍ خفيفة:

_ واحنا معانا واحدة، ما بقاش فاضل غير المجنونة… ودي معروف هي فين.


في تلك اللحظة، دخل زين مسرعًا، وارتبكت ملامحه عندما رأى الجوكر وعشق معًا. تمنى لو تنشق الأرض وتبتلعه، قبل أن يسمع صوت عشق يقول بحدةٍ باردة:

_ فين شوق؟


ابتلع زين ريقه بصعوبة، شعر بغصّةٍ تخنقه وعرقٍ يتصبب من جبينه، وفهم عشق من ارتباكه أنه فشل مرةً أخرى. وأكد زين ذلك حين قال بصوتٍ متهدّج بعد صمتٍ ثقيل:

_ آسف يا عشق بيه، بس ما لاقيتهاش في المستشفى… غير إن أختها اللي كانت في المصحة انتحرت وماتت.


رفعت نيلي رأسها تحدّق فيه بعيونٍ متسعة، وبدت على وجهها علامات الصدمة والذهول. تجمّدت قدماها في مكانها، والعجز يثقل أنفاسها. لم يكن أحد ليستوعب ما سمعه، حتى اخترق الصمت صوت نيلي وهي تتفوه بنبرةٍ متقطعة بين البكاء والدهشة:

_ أختها... اختها؟ مين اللي ماتت؟ أنت أكيد بتهزر!


أجاب زين مؤكدًا:

_ للأسف، ده اللي حصل، واتأكد بنفسي من إدارة المستشفى… الأنسة لين ماتت.


لم يكد ينهي جملته حتى سقطت نيلي مغشيًا عليها أمام الجميع، تهرب من وقعٍ مرير ومصيرٍ مجهولٍ ينتظرها حين تستيقظ. لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها قبل أن يأمر الجوكر بذلك. وقف نيل يراقبها، وعيناه تحملان قلقًا وحزنًا دفينًا، بينما وقف عشق غاضبًا، يشتدّ قبضته من ذلك الأحمق زين، وتلك المتمرّدة شوق التي أنهكته قبل أن يراها أو تراها عيناه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بعد اثنتي عشرة ساعة، كانت نائمة على سريرٍ طبي داخل غرفة العناية المركزة، محاط جسدها من رأسها إلى قدميها بالشاش وغطاء الفراش، وسكون الغرفة يلتف بها، يخترقه بين كل لحظةٍ وأخرى أصوات الأجهزة المحيطة بها.


فتحت عينيها وأغلقتهما ببطء وضعفٍ شديد، وبين الفتح والإغلاق كانت ترى أشياء بصورةٍ غير واضحة، كأنها تحاول أن تتذكر شيئًا لكنها لم تعد تعرف ما هو.


وفي تلك اللحظة كان ذلك الطبيب يدلف الغرفة ليطمئن عليها، تفاجأ عندما رآها مستيقظة، اقترب منها ليسألها قائلًا:

_ حمد الله على السلامة يا آنسة.. انتي حاسة بإيه؟ احكيلي.


تمتمت بصوتٍ غير مفهوم قائلة:

_ أنا فين؟ وإيه اللي حصل؟


عقد حاجبيه مستغربًا، وفي نفس اللحظة اقترب منها وانحنى عليها قائلًا:

_ مش سامعك، بتقولي إيه؟


تمتمت بنفس الصوت:

_ أنا مين وفين؟ وليه مش فاكرة حاجة؟


رمقها بدهشةٍ قائلًا:

_ انتي مش عارفة انتي منين؟


تسارعت أنفاسه وهو يراها تحدّق فيه بعينين زائغتين كأنها ترى العالم لأول مرة، وقبل أن يُكمل حديثه همست بكلماتٍ غامضة جعلت الدم يتجمّد في عروقه...


يتبع..


 تفتكروا شوق مين اللي خطفها واي مصلحتها؟ لحم ودم اي اللي عشق قصده عليه. لين فقدت الذاكرة فعلاً ولا ده لوقت مؤقت. عشق حكي اي لنيلي يخليها ضعيف بشكل ده؟ في اسرار كتير لسه هتنكشف في اللي جاى دمار تابعوا علشان تعرفوا. 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

التنقل السريع
    close