القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عاشق قهر النساء الفصل السادس 6 بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات


رواية عاشق قهر النساء الفصل السادس 6 بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات





رواية عاشق قهر النساء الفصل السادس 6 بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات


# السادس 

 #عاشق_قهر_النساء 

# الكاتبة_صباح_عبدالله_فتحي 


كانت نائمة على مقعدٍ خشبي، مقيّدة اليدين والساقين، وما زالت تحت تأثير المخدّر الذي حُقنت به في عنقها. سقطت علي وجهها حمامةٌ بيضاء، فبدأت تستيقظ شيئًا فشيئًا، تعقد حاجبيها بانزعاج. فتحت عينيها ببطء شديد لتفزع من الظلام الذي يغمر المكان، نظرة حولها في هلع. كان الظلام حالكًا لا ضوء سوى خيوط القمر المتسرّبة من فتحاتٍ صغيرةٍ في الجدران.


نظرت بتركيز محاولةً أن تفهم أين هي، فرأت الكثير من أعشاش الحمام حولها. رفعت رأسها بتوجس لتتفاجأ بأنها محتجزة داخل برج حمام! تحركت بفزع تحاول فكّ يديها، مما أحدث ضجيجًا أزعج الحمام، فانطلق يحلّق في جنون حولها، فيما ارتفع صوت صراخها المذعور الممزوج بصوت احتكاك الكرسي بالأرض تحتها، وهي تصرخ:


حد هنا؟! حد يساعدني! لو حد سامعني يرد عليّا بالله عليكم!


ارتجف جسدها من شدّة الخوف وهي ترى الظلام يبتلعها من كل جانب، وانهمرت دموعها غزيرةً وهي تخفض رأسها في يأس، تتمتم بصوتٍ متهدّج بالبكاء:


حد يرد عليّا... أنا بخاف من الضلمة أوي...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


دخل عِشق إلى الجناح الخاص به وهو يفك أزرار قميصه الأبيض بانزعاج، حتى أوشك القماش أن يتمزق من قوة عضلات جسده. تمدد على طرف الفراش بظهره، يحدّق في سقف الغرفة بعينين يملؤهما الغضب والانفعال، وعقله مشغول بتلك "شوق" 


كل ما يدور في ذهنه: هل تعلم "شوق" أنه يتابعها؟ أم أن ما يحدث واختفاؤها في كل مرة كان صدفة؟ أم أن هناك طرفًا ثالثًا يتدخل وما زال مجهولًا بالنسبة له؟


نهض بغضبٍ شديد، يشد قبضته على مؤخرة رأسه وهو يقول بصوتٍ يملؤه القهر والانفعال:


شوق... شوق! بقا أنا "عِشق الجوكر" أجري ورا بنت  خمس شهور، ولسه لحد دلوقتي مش قادر ألاقيها؟!


وبغضبٍ جامح، قلب السفرة الرخامية السوداء القريبة منه، لتسقط معها فازة زجاجية كانت تلتف الورود الحمراء حولها. تحطّمت الفازة وتناثرت الورود على الأرض، وتصاعد في الغرفة صوت تحطّم الزجاج ممزوجًا بصوته الغاضب:


ورحمة أبويا، لو كنتِ في سابع أرض... لَأجيبِك! وحسابك معايا بقى تقيل أوي!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أما خارج الغرفة، فكان زين يقف وجسده يرتجف بحركات لا إرادية، يستمع إلى صوت تحطّم الأثاث في الداخل، يلعن حظه العاثر الذي أوقعه في طريق ثورٍ هائجٍ مثل عشق. كان على وشك أن يستدير ليغادر وينجو بنفسه من العاصفة قبل أن تفتك به، لكنّه تجمّد في مكانه وكأن قدميه التصقتا بالأرض، عندما سمع صوته الغاضب يأتي من الداخل يقول:


ادخل يا زفت... انت!


أغلق زين عينيه وهو يحاول بلع ريقه بصعوبة، شعر بغصّة وكأن حلقه قد جفّ، ولم يجد خيارًا سوى أن يواجه مصيره. تنهد عدّة مرات قبل أن يستدير نحو الباب، محاولًا رفع يديه المرتعشتين غصبًا عنه، لكن أصابعه لم تطاوعه، وكأن الخوف قد سرق منها قوتها.


لم يشعر بنفسه إلا والباب يُفتح أمامه، وعشق واقف في مواجهته بصدره العاري الذي يعلو ويهبط بأنفاس مشتعلة من شدّة الغضب، وجسده العريض يكاد يسد مدخل الغرفة. قال عشق بنفاد صبرٍ وبنبرة ساخرة تشتعل غضبًا:


اتفضل يا فندم... ادخل، واقف ليه؟


اتسعت عينا زين في ذهول وهو يتأمل ملامحه الغاضبة وجسده الفتّاك، وابتلع ريقه بصعوبة وهو يتمتم بصوتٍ بالكاد خرج منه:


شـ... شكرًا يا فندم.


رمقه عشق بنظرة حادّة قبل أن يستدير ويدخل إلى الداخل، فتحرّك زين ليتبعه، لكنّ قدميه خانتاه من شدّة الخوف، فتعثّر وسقط على وجهه داخل الغرفة.

رفع رأسه متألمًا، ليجد عشق واقفًا فوقه، يرمقه بنظرةٍ كفيلةٍ بأن تحرق آخر قطرة شجاعة كانت بدخله ليقف أمامه وهو في تلك الحالة.


حاول النهوض، وركبتاه ترتجفان، وكلّما حاول فشل، نظر إلى عشق الذي كاد يجنّ غضبًا، وقال بصوتٍ مرتجفٍ دراميّ:


آسف يا فندم... هقوم والله، للحظة بس... من فضلك!


لم يتحمل عشق غباؤه، فاقترب منه بصمتٍ مريب ورفعه من فوق الأرض بيدٍ واحدة، كأنّه دمية من قطن، وقال بهدوءٍ يقطر تهديدًا:


اديني بس سبب واحد... ما يخلّينيش أخلص عليك.


ابتلع زين ريقه برعب، وعيناه تتوسّعان خوفًا، بينما ظلّ عشق يرفعه في الهواء بلا جهد. وفجأة لاحظ زين شاشة معلّقة على الحائط، تعرض ما يجري خارج الغرفة وفي أرجاء القصر، لكنّ ما أثار دهشته هو المشهد الذي ظهر في الطابق الأرضي، فهتف بجدّية وقد نسي خوفه للحظة:


مش دي... كوثر هانم؟ ولا أنا غلطان؟


التفت عشق بسرعة نحو الشاشة، فرأى المرأة الشقراء تغادر البيت مسرعة، تلتفت خلفها بخوف، مما أثار فضوله وعمّق شكوكه. انعقد حاجباه، وضاق جفناه بغموضٍ وهو يسرح في أفكاره للحظة، قبل أن يقطعه صوت زين الذي قال بقلق:


مش ممكن تكون ليها يد في اختفاء شوق؟


نظر له عشق بصمتٍ قاتم، فتابع زين بحذر:


أنا عملت زي ما حضرتك طلبت... رُحت البيت اللي كانت ساكنة فيه، بس من وقت ما طلعت ما رجعتش.

وكمان رجعت المستشفى... مالهاش أثر، حتى جثة أختها ما خَدتهاش. وآخر معلومة قدرت أوصلها بعد ما خرجت من المستشفى راحت على بيت أهلها... وبعدها اختفت.


عقد عشق حاجبيه مستغربًا وسأل بحدة:


كانت في بيت أهلها حوالي الساعة كام؟


وقف زين يحاول التذكر وأجاب بتردد:


أظن... بين 3 و4 العصر. بس حضرتك بتسأل ليه؟


شدّ عشق على شعره بعنف، ثم هوى بقبضته على المرآة أمامه، فتحطمت وتناثر الزجاج في كل مكان، وتعالى صوته الغاضب يدوّي في أرجاء الغرفة، بينما زين يرفع يديه ليحمي وجهه من غاضبه، ظانًّا أن الضربة التالية ستكون له، في حين كان عشق يصرخ بانفعالٍ ممزوج بالمرارة:


إزاي... إزاي... ده حصل؟ كانت قدّام عيني! وما قدرتش أشوفه! ده حظّ... ولا غباء مني؟!


وبين أنفاسه الغاضبة وصدى صراخه، لمع في عينيه بريقٌ قاتم... كأن عقل "عشق" التقط خيطًا خفيًا، وعدًا صامتًا بالانتقام. التفت إلى الشاشة بصمت، ولحظة واحدة مرّت عليه كأنها دهر، ثم همس بغموض قائلاً:


معاك نص ساعة تكون عرفت الهانم راحت على فين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بينما في المستشفى...كانت "لين" تنام بين الحياة والموت على ذلك السرير الطبي، محاطة بالأجهزة الطبية من كل جانب. وقف الطبيب المسؤول عنها يتحدث مع صديقه بنبرة تحمل الحزن والقلق:


مش عارف بصراحة أعمل إيه... البنت فقدت الذاكرة بالكامل، حتى اسمها مش فاكرَاه.


أجابه صديقه قائلًا بهدوء:

إحنا عملنا اللي علينا، وعلاجنها... أنا في رأيي نبلغ عن الحالة دي، وهم يتصرفوا بمعرفتهم.


نظر إليها الطبيب يتأمل ملامحها الصافية للحظة قبل أن يقول:


مش عارف يا خالد... في حاجة غريبة في البنت دي، حاسس إن في حاجة بتربطني بيها.


ربّت خالد على كتفه برفق وهو يقول بهدوء:


ما تخليش عقلك ياخدك لبعيد يا ساهر... الميت ما بيرجعش.


نظر له ساهر بحزن وقال بصوتٍ مبحوح:


بس الحي ممكن يرجع يا خالد... وأنا متأكد إني هلاقيهم يوم من الأيام، مش هستسلم أبدًا، وهفضل أدور عليهم لحد آخر نفس فيَّ.


ثم نظر إلى "لين" بعمقٍ شديد، وقال همسًا لم يسمعه خالد:


مش قادر أفهم إيه الرابط اللي مخلّيني مهتم بيكي للدرجة دي... بس اللي أنا واثق فيه، إنك مستحيل يكون لكي علاقه باللي بدوّر عليه من سنين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


كانت "نيلي" جالسة على الأرض في تلك الغرفة التي احتجزها "نيل" بها عندما فقدت وعيها وتركها وغادر. كانت تضم ساقيها إلى صدرها وهي تبكي بقهرٍ وحزنٍ على فقدان إحدى شقيقاتها واختفاء الأخرى. كانت تظن أن ابتعادها عنهم سيحميهم، لكنها لم تفكر أن العواقب ستكون قاسية بهذا الشكل، وأنها ستخسرهم إلى الأبد.


واحدة لم تعد موجودة، ونصفها الآخر تركها تعاني وحدها...أما "شوق" طفلتها المدللة المشاكسة، فلم تعد تعرف أين هي. نعم، كانت بعيدة عنها لتحميها، لكنها كانت تراقبها من بعيد، ولم تساعدها في حياتها اليومية، وتركتها تواجه قسوة الأيام خوفًا من أن يُكشف أمرها. لكنها لم تكن تعلم أن بحماقتها تلك ستخسرهم الاثنتين إلى الأبد.


انفتح الباب فجأة ليدخل "نيل"، الذي أتى ليطمئن عليها، لكنه شعر بالاشمئزاز من حالة الضعف والحزن التي تملّكتها. لم يعتد أن يراها بهذا الانكسار. تقدّم نحوها بخطوات ثابتة وهو يُدخل يديه في جيب بنطاله، قائلاً بصوتٍ خالٍ من المشاعر:


ما بحبّش الضعف... ولا الناس الضعيفة، أنا حبتك علشان ضوافرك بتخربش.


لم تُبدِ أي اهتمام، كأنها لم تسمعه، وظلّت على حالها.

جلس على طرف الفراش خلفها وهو يقول بنفس النبرة الباردة:


أمال لو كانت من دمّك... كنتي عملتِ إيه؟


رفعت رأسها إليه، ونظراتها مشتعلة بالغضب والاحتقار، وقالت بهدوءٍ مريب:


اللي زيك مستحيل يفهم معنى العلاقات... العلاقات عمرها ما كانت بالدم. ومهما قلت إنت والطور التاني، مش هيهمّني. "لين" و"شوق" خواتي... روحي اللي تاهت مني في طريق مليان كلاب مصعورة .


لم يلفت انتباهه غير كلمة "طور". نظر لها بذهول قائلاً بدهشة:


أوعي يكون قصدك علي "عشق"؟


نظرت له باحتقارٍ، وازداد كرهها له لعدم احترامه لحزنها أو ألمها على فقدان إخوتها. همست بحدّةٍ وحنق:


هو طور... وإنت حقير.


أتاهُم فجاة صوته الهادئ قائلاً، بينما كان ظله يتمدّد على الأرض أمامهم:


حتى لو الطور ده هو اللي هيساعدك توصلي للي عاوزاه؟


التفتت نحو مصدر الصوت، تتأمل ملامحه المشبعة بالغموض، ساد بينهما صمت ثقيل للحظةٍ كالدهر، كانت تحاول فيها فك شفراته، وعندما فشلت في ذلك، هتفت قائلة بنبرة حذِرة:


هتساعدني إزاي؟... وإيه المقابل؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


غفَت على الكرسي من شدّة الحزن والإرهاق، ولم تشعر إلا بصوت باب البرج يُفتح، وصوت خُطوات رجلين يقتربان منها. فتحت عينيها بضعفٍ شديد، لكنها أغمضتهما سريعًا من وهج الضوء الذي اندفع نحوهما، ثم أعادت فتحهما وهمست بصوتٍ متعب، ومن خلال بقعة ضوء ظهرت ملامحها الشاحبة، والسواد يحيط بعينيها، وجفونها ذبلة كمن عاشت مئة عام من الألم:


إنتو مين؟ وعاوزين مني إيه؟


اقترب منها الرجلان، حملاها وهي على الكرسي دون أن ينطقا بحرف واحد، وخرجا بها من البرج. وضعوها على الأرض برفق، فتلفّتت حولها بأستغراب محاولة معرفة أين هي. كان المكان فسيحًا، يشبه سطح منزلٍ مهجور.

وقعت عيناها على سيدةٍ تقف أمامها، تتأملها بنظراتٍ باردة، رغم الجمال الواضح في ملامحها.


كانت رشيقة القوام، بشعرٍ أشقر قصير، وعينين خضراوين، وبشرةٍ خمرية. ترتدي بدلةً بيضاء يلف خصرها حزامٌ من الذهب الخالص. كانت تنظر إلى شوق ببرودٍ قاتل وهي تقول:


عارفة السؤال اللي بيدور في دماغك دلوقتي... "أنا مين؟ وعاوزة منك إيه؟" بس ده هتعرفيه قريب... المهم دلوقتي إنك تسمعيني كويس. لو عاوزة تشوفي أختك "نيلي"، أنا عارفة هي فين، وهآخدك ليها... ما تقلقيش.

بس مش قبل ما تعرفي حقيقة نفسك، وإيه اللي بيلف حواليك.


لم تنتبه شوق لأي شيء مما قالته سوى اسم نيلي، شقيقتها الحبيبة. رغم كل ما حدث، كانت وستظل نصفها الآخر، روحها التي لا تحتمل فقدانها أبدًا.

شعرت بسعادةٍ قصيرة المدى، حين ظنّت أنها أخيرًا ستلتقي بأحد أفراد عائلتها تسند عليه لتكمل مشوار الحياة. لكن الفرحة لم تدم طويلًا... فقد انعقد حاجباها باستغرابٍ حين سمعت آخر ما قالته السيدة، وهمست بضعفٍ شديد:


حقيقة إيه اللي بتتكلمي عنها؟


ابتسمت بخبثٍ وهي تردّ بصوتٍ هادئٍ مريب:


الحقيقة اللي هتقلب حياتك يا روحي... بس ما ينفعش نتكلم هنا، تعالي معايا وأنا هاحكيلِك كل حاجة.


 يتبع...


يا ترى إيه الحقيقة اللي كانت مستخبية؟

وإيه علاقة ساهر بـ لين؟

ومين أصلًا ساهر؟

وإيه الاسرار اللي لسه ما اتكشفتش؟ 😱🔥


كل ده وأكتر هتعرفوه في الحلقة الجاية 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا





تعليقات

التنقل السريع
    close