القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم سوما العربي كامله وحصري



رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم سوما العربي كامله وحصري






رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم سوما العربي كامله وحصري



الفصل السابع عشر 


جلس عاصم في مكتبه يضع قدم فوق الأخرى إلى ان دق الباب ودلفت السكرتيرة تخبره:

-البنت اللي حضرتك مستنيها جت بره يافندم.

-حلو دخليها وحضري للاجتماع على ما اخلص

-أوكيه.


خرجت السكرتيرة ودلفت بعدها فتاة في منتصف العشرينات واستقبلها عاصم بترحاب:

- اهلاً اهلاً يا وفاء مواعيدك مظبوطة 

-شكراً 

-اتفضلي اقعدي.


جلست وداد بتوتر فقال عاصم:

- ها يا وفاء إيه الجديد

اقتربت وفاء برقبتها وقالت بأعين لامعه يملؤها الطمع :

-محمود رجع والبيت عندهم والع وعلى أخره


أعتدل عاصم في جلسته ينتبه لكل حرف يقال ثم سأل:

-محمود ده الي كان خاطبها وسابها يوم الفرح مش كده؟

-كده

-كملي وبعدين 

-لسه ماعرفتش بس الأكيد أن البيت قايد حريقه خصوصاً إني شوفت الدكتور خارج من عندهم إمبارح الساعه ١٢ بالليل.

-حلو... أنا عايزك تتعرفي عليها وتصاحبيها زي اختها واكتر الفترة الجايه مفهوم؟.

-طبعاً طبعاً بس مش هتقولي أيه مكافئتي

-عدي على الحسابات وأنتي نازله أنا هسيب لهم خبر يظبطوكي.

-بس أنا مش عايزة فلوس

-نعم؟!

-أيوه الفلوس مسيرها تخلص أنا عايزة شغلانه أكل منها عيش

-همممم ماشي يا وفاء بتعرفي تعملي شاي وقهوة 

-شاي وقهوة؟!

-اه هتشتغلي في البوفيه 

-بوفيه؟! وماله 


ضغط عاصم على احد إزار هاتفه ودلفت السكرتيرة فقال لها:

-خدي الانسه وفاء للبوفيه خليها تستلم شغل هناك 

-حاضر يافندم ... إتفضلي معايا.


____________سوما العربي__________


وقفت أنجا مقابل رنا فاردة ظهرها بتحدي فيما قالت رنا بلهفة:

-سيدة أنجا من الجيد انك حضرتي كي تنقذي تلك الفتاة المسكينة 


ردت أنجا ببرود:

-من ماذا؟

-من قبيلتها سيدة أنجا أنهم عازمون على قتلها خذيها وأحميها منهم.

-أنا بالفعل جئت لأخذها.


انتشر الأمل في صدر رنا والتفت للفتاة تقول بفرحة:

-الحمدلله آنتي بخير الآن هيّا لتذهبي مع السيدة أنجا.


فهتفت الفتاه بفزع:

-لا لا

-لما عزيزتي فالسيدة أنجا ستحميني

-بل ستفعل العكس السيدة أنجا ستسلمني لقبيلتي.


التفت رنا تنظر لأنجا بإستهجان وصدمة ثم سألت:

-حقاً؟؟


تجاهلتها أنجا ولم تجيب متعمدة ثم نظرت للفتاة وأمرتها بغلظة:

-هيّا تحركي.

تهدل جسد الفتاة فهي على مشارف القتل واقتربت تتمسك بجسد رنا تسجدي الشفقة مما أغضب أنجا وتقدمت لتسحبها بحدة:

-ألم تسمعي ما قلته للتو هيّا تحركي معي.


وبدأت أنجا تشوف الفتاة التي أخذت تصرخ مستغيثه برنا فتحركت رنا بهلع ومدت يدها ليد أنجا التي تسحب منها الفتاة وقالت:

- توقفي إلى أين ستأخذينها وماذا تفعلين؟


اتسعت عينا أنجا من الغضب مثبته على كف رنا التي تجرأت و وضعت على جسدها توقفها ثم قالت:

-لقد تعديتي حدودك كيف تتجرأي وتضعي يدك توقفي السيدة أنجا هل جننتي.

-سأصبح مجنونة حقاً لو تركتك تسوقين تلك الفتاه للقتل، أي قانون هذا. أي عادت التي توجب بقتل نفس ألستوا مسلمين؟


ضيقت أنجا عيناها وقالت بنبرة محذرة:

-أنصحك أيتها البيضاء بالا تتدخلي فيما لا يعنيكي، اقترح عليكي بأن تمضي وقتك تفكرين كيف ستسعدين ملكنا فقط ولا تتدخلي مرة أخرى في شؤون الكبار .

التفت تنظر بحده للفتاة وقالت:

-وأنتي هيّا بلا أي صوت 


وعادت أنجا تسرق الفتاه من جديد باتجاه الخروج والفتاه يزداد صراخها مما حفز كل خلايا رنا وجعلها تهتف بحده وحسم:

- آنتي... توقفي.


صدمت أنجا أنها تحدثها هي هكذا فتوقفت عن السير وتسمر جسدها في الأرض ثم أخذت تلتف بجسدها إلى ان أصبحت في مواجهة رنا ثم قالت:

-انتي؟!!!!! ههاهه....


نطقت بإستهجان وأستنكار شديد فتشجعت رنا أكثر وقالت :

-نعم أتركي تلك الفتاة حالاً.


تيبست كل معالم وجه أنجا وبقت بلا أي رد فعل هي فقط سألتها بهدوء مخيف:

-وهل هذا أمر؟

ارتعبت رنا إلى حد كبير لكنها جمعت شتات روحها وقالت بتجهم:

-أعتبريه كذلك.


رمقتها أنجا بنظرة تقسم رنا أنها جمدت الدماء في عروقها وستظل تتذكرها طوال حياتها ثم همست بعدها:

-حسناً.


وتركت الفتاة بالفعل ثم أردفت:

-لكن ...أحمم.. أعذري جهلي فقط أريد ان أسألك بأي صفة أطلقتي هذا الأمر.


صمتت رنا ولم تجيب فقالت أنجا:

-هل بصفتك مفضلة الملك؟ هل عددتي نفسك زوجته مثلاً انتي مجرد جاريه وظيفتها تتمركز في سرير الملك على شراشفه الحريرية.. انتي للمتعة فقط أيتها النكرة.


فار دم رنا وهتفت فيها:

- أنا لست كذلك وللان لم افعل

-بل انتي كذلك لا تظني غير ذلك أيتها الموهومة.


انتهت أنجا من حديثها وخرجت من الغرفه كلها حيث بقيت رنا مع الفتاة الباكية، دنت منها واخذت تربط على كتفها تهدئها وتخبرها وكلها يقين أن هناك أمل بتدخل الملك.


___________سوما العربي________


جلست على الاريكه بحزن شديد لقد طلع الصباح ولم يعد ديوان فقد بات ليلته بالخارج ولا تعلم أين هو حتى هاتفه مغلق.


لكنها ذكرت نفسها بحالهم وأنها ليست المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك، أبتسمت بخفوت تتذكر حنانه وهدوئه معها فهو بعد كل مرة يحدث فيها أي موقف صعب يسهر ليلته بالخارج مع صديقه ثم يعود معتذراً يخبرها انه ليس بسئ وألا تخافه.


مجرد تفكيرها بتلك المواقف جلب الراحه والهدوء لصدرها فبدأت ترتخي في جلستها وتمدد ساقيها براحه تنتظر عودته مع كلماته البلسمية.


تهللت كل خلاياها وهي تستمع لصوت المفتاح في الباب فقد بات هذا الصوت من احب الأصوات لقلبها .


وما ان دلف حتى هبت واقفه تستقبله بشوق تنتظر كلماته المعتذرة وبادرت قائلة:

- صباح الخير يا زيدان.


سبطتت عزيمتها وهي ترى تجهم وجهه وتسمع نبرته المقتضبة في الرد:

-صباح النور


رمشت بعينها لا تعرف ماذا هناك ولا ماذا تفعل لكنها شجعت نفسها وقررت أنه ليس عليه بكل مرة ان يصالحها هو لما لا تبادر هي وتفعل لتخفف الأجواء عنه فلديه رصيد مسبق وعالي عندها.


لذا تقدمت تقترب منه ثم قالت بمرح:

- بقا كده تسهر طول الليل برا ماشي يا سيدي ولا يهمك ادخل نام لك شويه تلاقيك صاحي طول الليل ولما تصحى هتلاقي احلى فطار معمول.


لكنه نظر لها ثم قال:

-لأ أنا نمت في الورشة وفطرت مع العمال 

-إيه؟! وأنا الي سهرانه مستنياك؟! 

-ادخلي نامي لو عايزة أنا جاي اخد فلوس ونازل.


نظرت له ببهوت تحول لصدمة وهي تراه بالفعل يفتح احد الأدراج وياخذ منها المال ثم يغادر.


وقفت مكانها لدقيقة لا تستوعب ثم هرولت خلفه كي تلحق به تستفسر ماذا هناك ولما يعاملها هكذا فإن كانت أخطأت ستعتذر لتسترضيه .


هبطت الدرج بلهفة تنادي عليه:

-زيدان استني يا زيدان.


لكن توقفت وقد اشتعلت عيناها وهي ترى رشا مجددا وقفت على السلم تتحدث معه وتضحك بصوت مايع.


فنادته بحدة:

-زيدان.


ألتف لها لتتلبسه شياطينه واحمرت عيناه يصرخ فيها:

- انتي ازاي تنزلي كدّه انتي أتجننتي.


انتبهت حوريه على نفسها وصعد كفّها يتحسس خصلات شعرها المنطلقة لتكتشف أنها خرجت بلا حجاب من تسرعها للحاق به.


وانتفضت برعب على صوته العاصف:

-اطلعي فوق حالا .


رعبها من تحوله الشديد الصق قدميها بالأرض ولم تستطع التحرك مما زاد غضبه فصرخ فيها بغضب اكبر نتج عنه أسلوب مهين لا يليق بحمار حتى مما جعلها تصدم ووضعت يدها على فمها وأدمعت عيناها ثم هرولت تصعد الدرج.


من شدة غضبه خرج من البيت ولم يذهب خلفها،غيرته ولدت بداخله غضب أعمى عيناه عن الصواب فقد سيطرت عليه وجلس يحاول أن يهدأ ويفكر في مخرج.


بينما ظلت هي تبكي على الفراش لكن رغم كل ماجرى هي تجلس بإنتظار رسالة إعتذار شديدة منه هذا ما تتوقعه منه على خلفية ما عرفته من شخصية زيدان لن يتركها هكذا وسيعتذر ويسترضيها.


وبينما زيدان يجلس أمام الورشه يدخن سيجارته بغضب يحاول أخذ أنفاسه ربما يهدأ قاولونه العصبي فأذ به يرى محمود يترجل من سيارته التي أشتراها مؤخرًا ويستعد ليدخل البيت بعدما رمق زيدان بنظرة غاضبه متحديه.


وضع ديوان يده على وجهه يشعر بالتورط ثم التفت هاتفه وأخذ يسجل رسالة صوتيه لحوريه.


وفي خلال ثواني وصلتها الرسالة فمسحت دموعها بكف يدها والتقطت الهاتف بفرحه شديدة وتفاؤل تستعد لسماع أعتذاره يعقبها كلمات غزله ففتحت الرسالة الصوتيه لتسمعها و قد كان محتواها:

( لو خرجتي من الشقه ولا لمحت طيفك برا هقتلك سامعه واياكي..إياكي تفتحي الباب حتى لو مين بيخبط حتى لو كانت أمي...سامعه ولا لأ)


دارت بها الغرفه واسودت الحياه فهل هذا هو اعتذاره الذي جلست تمني نفسها به؟! انه من سئ لاسوء.


________سوما العربي_______


جلست في غرفتها تهز ساقيها بتوتر تفكر فيما قالته تلك السيدة ووصفها لها بانها مجرد جسد للمتعة في الفراش لا اكثر.


استرعى أنتباهها أصوات الدق على الباب فسمحت للطارق بالدخول وقد كانت إحدى الجواري تخبرها بان الملك يريدها.


وقفت من مكانها تحفز شديد ،وتقدمت لتذهب إلى غرفه الملك وأثناء سيرها كان بداخلها العديد من التخبطات تتذكر كلام أنجا عنها ونعتها بأنها مجرد جسد يقضي الملك فيه رغباته، تتسآل هل سيقتلون الفتاه بالفعل؟ كيف للمك ان يوافق على هكذا أشياء إنها روح بني آدم هل عدنا للجاهلية حينما كانت تؤد الفتيات؟ يجب أن تخبره بما نعتتها تلك الأنجا يجب أن يرد لها أعتبارها أمامها وألا تتجرأ عليها مجدداً. 


لكنها توقفت عن السير بتردد هل سيفعل الملك لأجلها؟ من أين لها بكل هذا العشم والثقه بأنه سيفعل.


نمت على شفتيها إبتسامة مرتاحة وهي تتذكر تصرفاتها العاشقة معها هي ما شجعتها على الوثوق بأنه سيفعل، هي ليست جسد يرغبه الملك بل فتاة أحبّها، هي متأكدة من ذلك.


سحبت نفس عميق وقفت تفرد ظهرها بثقه وتسير باتجاه الغرفة الملكية، دقات خفيفة على الباب ثم فتح الحراس الباب سامحين لها بالدخول.


تقدمت للداخل لتعرف أنهما ليسا بمفردها بل السيدة أنجا هناك كذلك.

رفعت رأسها بشموخ وتقدمت تقف أمام الملك، رمقتها أنجا بحقد دفين فهي للأن لا تنحني بحضرة الملك كما تفعل هي وكذلك الجميع بل ظلت حتى اليوم لها وضع إستثنائي ولكن صبراً.....


وقفت رنا صامته ترفع رأسها والملك يرمقها بنظرات صامته كذلك وطال الصمت إلى أن تفوه اخيراً ثم قال:

-أعتذري من السيدة أنجا 

-ماذا؟؟؟!!!!

ألتفت ينظر لها بحدة ثم قال:

-كما سمعتي

-لكنها قالت لي.....

-اعتذري منها فوراً لا أريد أن اسمع أي كلام، ومرة ثانية لا تتدخلي في شؤن لا تعنيكي من سمح لكي بالتدخل في تلك الأمور؟ كيف تجرؤين؟!


اتسعت عينا رنا بصدمة، هو ببساطة يخبرها بصحة ما نعتتها به أنجا وأنها هنا لإمتاع الملك فقط.

فقالت:

-ليست أي أمور فتلك الفتاة لو سلمت لقبيلتها ستقتل

-لا يعنيكي تلك هي قوانينهم

-يعني هذا أنك موافق وستسلم الفتاة لهم؟ كنت أعتقد ان كل ذلك يحدث دون علمك وما ان تعلم ستتدخل على الفور وتوقف تلك الكارثة الإنسانية.


هتف فيها بغضب:

-تلك الأمور لا تعنيكي وهيّا أعتذري للسيدة أنجا.


انسابت الدموع من عيناها وهي تفكر في حقارة وضعها والملك مازال ينتظر إلى أن هتف بحده جعلتها تتقزز في مكانها:

-هل سأنتظر اكثر؟ هيّا أعتذري.


ألتفت رنا تنتظر لأنجا التي تناظرها بأعين شامته متحديه تخبرها أنها من ربحت وستربح دوماً.


ثم عادت تنظر للملك وكأنها الآن تراه شخص اخر جديد، فكرت لثواني ثم قالت بقوة وحسم:

-لن أعتذر.


أتسعت عينا أنجا وشهقت بصدمة متعمدة لتزيد من تضخيم الموقف فيما وقف الملك بغضب شديد وسأل:

-ماذا قولتي؟

ردت بعزم :

-لن أعتذر وأمرهم بقطع  رأسي الآن كي أرتاح فأنا لن افقد حياتي حينها أنا بالفعل فقدتها منذ غادرت بلادي .


أشتعلت عينا الملك والغضب يتفاقم بداخله وقد زاد أكثر وهو يشعر بالغضب لعجزه عن الأمر بقتلها كما هي عقوبة من يعصي الأوامر.


-أذهبي لغرفتك.


قالها الملك بهدوء حذر وغضب مكتوم فنظرت له أنجا بصدمة وكادت أن تتحدث إلا انه امر مجدداً بصوت غاضب:

-هيّا تحركي.. إلزمي غرفتك ولا تتحركي منها..هياااا.


خرجت رنا من عنده والدموع تسري على خديها تسأل متى الخلاص مما هي به.


__________سوما العربي_________


جلست تهز قدميها بحزن شديد كلما تذكرت ما حدث اليوم وأمس ثواني و أضاء عقلها يأسئله مهمة و خطيرة.... ماذا تريد من زيدان وما الذي حدث معها ولما هي مسلوبة الأرادة هكذا، لما كانت دوما رد فعل وليست الفعل ذاته مثل رنا..


اه رنا.. أين هي وماذا جرى معها لما تتواصل معهم مطبقاً.


أبتسمت بحزن فهي دوما كانت عكس رنا في كل شيء غير معجبة بشخصيّتها المتهورة المنفتحة رغم حبهما الشديد ببعض لكن كانتا دوما عكس عكاس لا رنا يعجبها طريقة تفكير حوريه وإعجابها الغير مبرر بمحمود وخضوعها لتحكمات المجتمع والعيش هكذا ولا حوريه يعجبها إندفاع رنا وتحديها لكل القوالب المجتمعية التي لا مساس بها وسعيها للعمل بشعلة خطرة فالسفر لوحده مجازفه بالنسبة لأي فتاة.


هنا كان عليها ان تقف وقفة متأملة تسأل من منهما كانت الصواب، خفضت عيناها أرضاً بحزن فعلى ما يبدوا أن ولا واحدة منهما قد ربحت .


ثواني وفتح الباب ودلف منه زيدان يبحث عنها في الأرجاء إلى أن وجدها فتقدم بخطوات مترددة ثم قال:

-سلام عليكم 

فردت بخفوت :

-وعليكم السلام.


لف حول نفسه مهمها فقد ردت السلام لمجرد الرد لا أكثر... ماذا يفعل لتتحدث معه.


دلف للداخل يعتقد أنها ستذهب خلفه لتحضر له ملابسه لكنها لم تفعل فعاد للصالة حتى وقف أمامها و ردد بغضب:

-مش هتيجي تحضري لي لبس البيت 


نظرت له بطرف عينها ثم قالت:

-ما أنا عارفه انك هتعرف تجيب لنفسك عادي .. أنا كبير كفاية وبتعرف تعمل كل حاجة لوحدك و بتبات كمان برا البيت.

سرت فرحة لطيفه في كل خلاياه بسبب تلميحها الأخير لكنها ما زالت لا تنظر ناحيته فقال :

- طيب أنا عايز أكل

لم تتحدث هي فقط تحركت من مكانها واختفت بالمطبخ وبعد دقائق كان الطعام معد على السفرة التي جلس عليها يتأملها بشهية مفتوحة وكاد أن يشرع في الطعام إلا أنه توقف وهو يراها تغادر ولم تجلس للطعام فناداها:

-حوريه انتي مش هتاكلي

-مش عايزة 

فقال بأمر

-اقعدي كلي 

-مش عايزة 

-وأنا قولت تقعدي تاكلي ايه هتعيشي من غير أكل 

-هو أنت بجد؟!

نظر لها بإستغراب لا يفهم سؤالها وهي كذلك تواجهه بإستنكار شديد فسال:

-مالي؟!!

-مالك؟! بتسأل بجد؟! أنت متقلب وكل ساعه بحال عمال تتعصب وتمشي وتسيب البيت وكمان تبات برا ومن شوية كنت عمال تزعق لي قدام الست رشا بنت عمك.

فاندفع يجيبها:

-مانتي الي نازلة بشعرك 

-والله بشعري؟! كنت خارجه بسرعه من غير ما أفكر عشان أوقفك أراضيك وأنا أصلا مش غلطانة فيك لكن نزلت لاقيتك مش داري بالدنيا كانت كنت واقف مع الست رشا... هي صحيح مش رشا دي الي اتقدمت لها كذا مرة وكنت عايز تجوزها.


نظر لها ببهوت وعقله يستوعب هل تغار عليه حوريه؟!


وقف عن مقعده يبتسم لها لكنه توقف مستغرباً وهو يسمع صوت جلبه قادمه من الخارج 


تحرك لعند الباب يفتحه يرى عمال يحملون بعض الأدوات ومعدات ويصعدون السلم .


فعاد لعند حوريه وقال محذراً:

-ماتتحركيش من هنا وماتفتحيش الباب 

بعدها أختفى نهائياً  من الشقة وصعد ليرى ماذا هناك فوجد باب شقة محمود مفتوحه على مصرعيها والعمال يقفون هنا وهناك ومعهم أوات كثيرة وهو يقف في المنتصف يلقي عليهم أوامره.


نظر لهم زيدان بجهل شديد ثم سأل:

-هو في أيه ؟ايه الي بيحصل هنا

ألتفت محمود و رد ببرود:

-كل خير يا كبير، بوضب شقتي عشان اقعد فيها 

-نعم؟ هتقعد فيها؟!

-أيوه ايه مش شقتي دي ولا قررت تاخدها هي كمان.


فهم عليه ولم يتحدث إنما غادر يحمل معه الغضب ونزل لعند والده يطمئن عليه فقابلته والدته معاتبه:

-توك ما افتكرت يا زيدان... أنت فين من امبارح وسايب أبوك تعبان.

-حقك عليا أنا بس كنت....

-حالك كله بقى متشقلب و مش عاجبني.


نظر لها ولم يعقب فهي محقه في كل ما قالته بل تحرك للداخل يرى والده الذي حاول فتح ألكلام معه في قصتهم  لكن زيدان منعه على الأقل حالياً .


مرت أيام كانت هي الأسود على زيدان في حياته، كلها عصبيه وصوت عالي ، كان الغضب والشجار هما الأقرب إليه وكل يوم يزداد الأمر سوء عن ذي قبل وغيرته لا مثيل لها.


و والدة رنا قد نفذ صبرها فقد مر شهران وللأن لا حس ولا خبر عن إبنتها، ما يحدث غير معقول فذهبت لحوريه لتأخذها لعند تلك الشركة التي تعمل فيها رنا .


وهناك أحدثت فوزية مشكلة كبيرة وهددت بتبليغ الشرطة إذ لم يجدوا لها حلاً.


و ظلت هكذا إلى أن حضر عاصم وحاول التحدث معها لتهدئتها قائلاً:

-ايه بس الي مضايقك يا ست الكل 

-يعني أيه ايه الي مضايقيني انا بنتي غايبه أدي لها مدة ولا حس ولا خبر هو ده معقول يعني يا ناس بلد ايه دي الي مافيهاش شبكة اتصالات.

-أنا مقدر زعلك يا ست الكل بس آحنا نفسنا مش عارفين نتواصل مع الطاقم بتاعنا وده في شغلنا امر عادي بيحصل كتير لان معظم شغلنا بعيد عن العمار.


حاول عاصم قدر المستطاع ان يمتص غضب فوزية لكنها لم تشتري أي من كلماته كانت موقنة ان بأبنتها خطب ما وقلبها غير مطمئن خصوصاً مع حديث هذا الرجل وهو يحاول بلسمة الموقف لها.


غادرت فوزية وهي عازمه على الذهاب لأقرب قسم شرطة فالوضع لم يعد يتحمل الصمت لكنها قالت لحوريه:

- روحي انتي يا حوريه أنا رايحه مشوار

-مشوار أيها بس يا خالتو في الجو النار الي احنا فيه ده تعالي نروح وبكره...


لكن فوزية لم تستمع لها ولم تعطيها الفرصه لتكمل حديتها بل أوقفت سيارة أجرة وكلها عزم على ما تريد فقالت حوريه:

-طب أستني أجي معاكي.

-لا روحي انتي الجو حر عليكي أنا عارفه الطريق المرة دي .


غادرت فرزيه وتركت حوريه أمام الشركة تحت أعين عاصم الذي وقف يراقبها وشعر أنها فرصته اخيراً فترك مكتبه و استقل المصعد حتى وصل لسيارته فأخذها وتوقف أمام حوريه يناديها:

-انسه حورية.


ألتفت له فقال:

-تعالي اتفضلي أوصلك 

-لأ شكرأ مش عايزة أتعبك 

-مافيش أي تعب ولا حاجة تعالي اتفضلي

-شكراً هاخد تاكسي

-مش معقول هتحرجيني يعني .. اتفضلي هوصلك حتى انا اضمن من التاكسي ولا ايه يا آنسه حوريه.


نظرت لهّ حوريه بأعين مقيمة ثم قالت بحسم:

- أنا مش أنسه أنا مدام يا عاصم ليه.


ثم أوقفت سيارة و غادرت فيها وتركته للشمس تأكله.


________سوما العربي________


في قصر الملك راموس مرت أيام جرى فيها الكثير وجد أكثر لكن رنا منعزله لا تعلم أي شيء عن ما يجري خارج غرفتها التي لزمتها بأمر ملكي .


لقد أسودت الحياه بعينها بعد كل ما جرى وفقدت الرغبه في كل شيء حتى الحياه نفسها وكذلك الطعام الذي رفضته فتحولت لوجه شاحب وجسد هزيل.


دق الباب فدلفت أحدى الجواري تحمل معها صحن الفاكهة فوجدت طعام الغداء لم يمس ، رفعت عيناها تنظر على تلك الفتاة البيضاء التي ما ان قدمت للجزيرة حتى بدأ الكل يتحدث عنها وعن جمالها والان أصبحت كالجثة بلا روح أو حياة.


فاقتربت منها تقول :

-الانقطاع عن الطعام لن يفيدك الأفضل ان تفكري في حل

-لا أريد، العيش هنا لا يناسبني وفقدت الأمل في العودة لبلادي


اقتربت الجاريه من رنا وقالت:

-سيدتي انتي بحاجه للطعام ولصحتك فقد صنع لكي خية كبيرة و وقعتي فيها وللأسف قد زدتي الأمر سوء بعنادك، العيش في القصور يحتاج إلى مكر و دهاء...إستقامتك لن تنفعك بل ستضرك كثيراً.


أنتبهت رنا لما قالته واعتدلت في جلستها تسأل بلهفة:

-عن أي خية تتحدثين؟

-سأخبرك لكن وأنتي تأكلين.


بعد ساعه تقريباً كانت رنا تقف أمام غرفة الملك وهي في أبهى حلة وقد تغير رونقها وكأنها تبدلت من فتاة شاحبه هزيله لأخرى جميله مغريه وطلبت مقابله الملك.


فتح لها الحرس الباب و وقف الملك يوليها ظهره كأنه يرفض رؤيتها بينما يقول:

-لما أتيتي وكيف خرجتي من غرفتك ألم آمرك الأ تغادريها.


لكنها باغتته حين شعر بها هجمت عليه تحتضنه من ظهره لها وهمست في أذنه:

-أنا أسفه........


________سوما العربي _______


في القاهرة 


عادت حوريه من الخارج وجهزت أصناف لذيذة من الطعام تتمنى أن تنال إعجابه ثم بدلت ثيابها وأرتدت فستان باللون الأبيض مزركش بورود بنفسجيه وتركت شعرها ينساب حول عنقها بلذاذة وأكتفت بوضع ملمع شفاه لامع وجلست تنتظر عودته إلى ان عاد أخيراً.


انتعشت روحها وهرولت عليه بلهفة فنظر لها نظرة غريبة تحمل الكثير ولقى صامت فقط يتأمل جمالها فقالت هي:

-إتأخرت ليه أنا مستنياك من بدري 


لم يجيب وبقى ينظر لها بصمت حزين ثم أقترب منها وضمها له، وضع أصابعه أسفل طابع حسنها ينظر لها عن قرب شديد ثم عاد يحتضنها بقوه حتى تكسر عظمها وأطال في ذلك ثم أخرجها أخيرا من بين دراعيه ونظر لها داخل عينيها وقال:

-أنتي طالق يا حورية............


يتبع


الفصل الثامن عشر 


جلس على كرسيه منكس الرأس ينظر ارضاً ، يرفض النظر لصديقه الذي يجلس قبالته طوال الليل يحدثه ويتسأل بجنون لما فعل ذلك وزيدان لا يرد هو فقط يجلس ينظر على أرضية الورشة يحالفه الصمت والكأبه.


إلى ان فاض صدر صالح وهتف بحدة وغضب:

-أنا بكلمك يا جدع أنت رد عليا عيب الي بتعمله ده مش كفايه عامل كارثه كمان هتقعد ساكت، أنا سايب أبوك في البيت هيتجنن هو وأمك من الي هببته ما تقولي يابني عملت كده ليه.


وقف زيدان بهزال وقال يدعي الجديه والحسم:

-عملت الي عملته أنا حر وهو ده الصح...هو ده الصح .


ثم تحرك وهو مازال يمثل القوة في طريقه للبيت لكن في المنتصف يمر على بيت الحوريه التي سكنت شقته لأشهر وتعلقت عيناه بشرفة عرفتها يرى نورها مشتعل يعني أنها ساهرة قد غفاها النوم.


التصقت قدماه في الأرض وأبت عيناه ان تتزحزح عن مطالعة غرفتها وكأنه يتمنى ان تخرج ويراها ليواجه حقيقة كارثيه لقد إشتاق اليها ولم يمر على إنفصالهم ساعات.


فاض الحنين من عيناه وهو متلهف لرؤيتها يسأل هل تفكر فيه الآن أم ان ما فعله كان فيه خلاصها.


وصل لعنده صالح حتى توقف أمامه ينظر ما يطالعه ثم قال ساخراً:

-لا واضح ان الي عملته هو الصح فعلاً.


أسبل زيدان جفناه بحزن كبير فتنهد صالح ثم قال:

-الفجر قرب يأذن تعالى نروح نصلي وربك يحلها بقا.


تحرك معه زيدان وقلبه معتمر بالحزن يشعر بضبابية الرؤية لا يعلم كيف سيتعايش مع ذاك القرار العصيب.


بينما في بيت حوريه


كانت تجلس على الفراش بصمت تام تضم ساقيها إلى صدرها وتتكأ برأسها عليهم تنطر لنقطة وهمية بشرود لا تتحدث


فذاقت لعندها والدتها تنظر لها بأعين اخطلتط فيهما المشاعر ثم تقدمت لعندها تقول:

-لسه مش عايزة تتكلمي 


فسألت حوريه وهي مازالت تنظر أمامها لم تحرك جفناً:

-عايزة تسأليني عن إيه؟

-إيه الي حصل ؟ وليه عمل كده؟ إيه وصلكوا لهنا.


واخيراً رفعت حوريه عينها ونظرت لأمها بخيبة أمل ثم قالت:

-كنت فكراكي جايه تسألي عن حالي لأني واصله لنقطة وحشه قوي في حياتي، وتقوليلي ولا يهمك بكره تتعدل أو أي حاجه، بس أنتي جايه تعرفي أنا عملت إيه وصلنا للكارثه دي وكأن طلاقي كارثه.

-يابنتي أنا أمك و واجبي أنصحك واعقلك إلا يكون رجوع الي ما يتسمى الي اسمه محمود ده هو السبب.


اتسعت عينا حوريه بصدمة مما تسمعه عن ظن والدتها بها فيما أردفت الأم مكملة :

-يا بنتي اعقلي ولازم تعرفي إن الواحده أدام انكتب كتابها على راجل بيبقى هو ده بيتها و مستقبلها وماينفعش تبص كده ولا كده وتشيل كلمة لو دي من مخها خالص .


بكت حوريه وهي تسأل أمها بيأس:

-هو أنتي ليه شيفاني كده؟ يعني أكيد التقصير مني؟مايمشيش معاكي إني ممكن أكون اتظلمت؟! لازم يطلع العيب فيا عارفه ليه عشان يبقى مقدور على العيب، إنتي مش شايفه إن مثلا الوضع كله على بعضه كان غلط؟ ماينفعش أبقى مخطوبه لواحد وفجأه أتجوز اخوه، اخوه هيتقبلني إزاي ولا بأمارة إيه؟ ونعيش ازاي كلنا في بيت واحد قولي لي، العلاقة دي كان هيبقى مستقبلها إيه؟ ماكنش المفروض توافقي من الأول بس أنتي كان كل همك الفضيحة ماهمكيش بنتك.


فقالت الأم بغضب:

-كنتي عايزاني اعمل إيه مش هو ده أختيارك ياما قولت وحذرت وزعقت وقولت الولا ده لا بس أنتي فضلتي مصممة عليه.


زمت حورية شفتيها بيأس وخيبة أمل ثم قالت:

-بالظبط هو ده الي كنت لسه بقولوا... كل همك أن يطلع الحق عليا طب أنا اختارت غلط بس أنا بنتك لو غلط المفروض تحاولي تاخدي بأيدي مش كل همك يبقى الخوف من الفضيحة.


نظرت الأم ارضاً لا تجد ما ترد به لتبطل حجج حوريه كما كانت عادتها دوماً لكنها كذلك كانت مستغربة من ذلك الأنفجار الذي تلقته من أبنتها وألتفت تغادر الغرفه لتتركها قليلاً حتى تهدأ لكن حوريه نادتها :

-ماما


نظرت لها الأم فسألتها حوريه:

-أنتي ليه عمرك ماكنتي بتقولي لي إني حلوة..حلوة قوي.. ليه؟


كان الصمت والتخبط هما الرد الذي نالته حوريه قبلما تغادر والدتها الغرفه وتتركها ربما تهدأ.


________سوما العربي________


كان يشعر بالصدمة وبداية لارتفاع حرارة جسده وهو يحس بجسدها الطري ملتصق بظهره القاسي، تشنجت خلايا جسده وهو يشعر بالقشعريرة تسري فيه من قربها ثم تلتف لها ببطء شديد لترتد خطوة للخلف ثم تنظر ارضاً.


نظر لها من أظافر قدميها المقلمة صعودا الي كل شبر في جسدها الجذاب يلاحظ فقدانها بعض الكيلوغرامات لكنها مازالت فاتنه جدا كما عهدها، تستطيع تحريك إحساسه وبقوة 


لكنه ظل على تماسكه و وجهه المتجهم الذي يخفي مشاعره الغزيرة بداخله.


رفعت رنا رأسها ونظرت لعينه ثم قالت:

-لقد أشتاقت إليك.


لكنها لم تتلقى سوى الصمت الرهيب، فأرتبكت قائلة:

-أمازلت غاضب مني؟


ومجددا لم يجيب الملك فهمست:

-ألأنني لم أعتذر من السيدة أنجا؟


نظر لها بجانب عينه ينتظر تكملة حديثها يستخدم الصمت كضغط نفسي عليها إلى أن قالت:

-ح..حسناً أنا مستعدة لأن أعتذر لها الآن حتى ترضا.


نظر لها بإستغراب ولم يتحدث بل نادى الحرس ثم تحدث اخيرا:

-أستدعي السيده أنجا.

وقف بصمت يشبك يديه خلف ظهره ينظر لها بتفرس ورنا عيناها على السجاد الأحمر الذي يغطي أرضية الغرفه لم تتزحزح عنها وشردت متذكره حديث الجاريه لها 


عودة بالزمن قليلاً ......


رفعت أنظارها للجاريه وقد خطفها الكلام فسألت:

-ماذا تقصدين؟هل تعلمين شيئاً؟

-بل أشياء .. السيدة أنجا حفرت لك حبه عميقه ووقعتي فيها بالفعل، فقد ذهبت للملك تخبره انك قد تمرعتي وبتي تطلقين الأحكام و تتحدثين بلسان الملك و تخبرين الفتيات والجواري وكل العاملين بالقصر انك من يحرك الملك و أنكي تمتلكين تأثير كبير على كل قراراته ولديك القدرة على ان يغير قراره من نعم إلى لا والعكس وتستدلين بتقريب الملك لكي و تخصيصه غرفه خاصة بكي قريبه منه و إفراجه عنك رغم عصيانك هذا بخلاف يوم ما أمرت الأميرة ماديولا بإعدامك وحضر جلالته ومنع، لذا صدقك الجميع و أصبحتي تتحدثين وكأنك الملك.


كانت رنا تستمع إليها وعينهاها متسعه من الصدمه لكنها سألت بجنون:

-لكن الملك ...كيف؟ كيف يصدق أنني قد فعلت ذلك بتلك السهولة ومن اول مرة.


هزت الجاريه رأسها بيأس من سذاجة تلك الفتاة ثم قالت:

-أنتي هنا بحضرة ملك وتلك الأمور لدى الملوك و بالقصور تعد خيانه عظمى عقوبتها الشنق يا سيدتي، سيادة الملك و سلطانه شئ حساس ومهم جداً لا يمكن المساس به أو الاقتراب منه حتى، أي ملك كان سيفكر في الأمر ويشغل عقله خصوصاً أن السيدة أنجا قد جلبت شهود شهدوا ضدك عززوا موقفها و جئتي أنتي برفضك ألأعتذار منها فزاد الأمر سوءاً


شهقت رنا بصدمه .... يا أللهي...كيف ومتي حدث كل ذلك، هزت رأسها بجنون لا تصدق .


نظرت للجاريه بصمت تام كل يوم تدرك ان تلك الحياه ليست لها لا تليق بها وهي التي عاشت طوال عمرها مغواره تعشق المغامرة والتحديات تظن نفسها قويه ولطالما كانت غاضبة من خضوع حوريه وخنوعها تخبرها أنها يجب ان تصبح قويه مثلها لتدرك لتوها أنها أضعف من عيدان الكسفريت.


جذبها حديث الجاريه التي أضافت:

- اتعلمين من كانت ضمن الجواري اللائي شهدن ضدك

-من؟

-سوتي 


شهقت رنا تردد:

- سوتي؟!


سكتت لثواني ثم قالت:

-من المفترض الأ أستغرب.. يجب ان أعتاد ذلك واعلم ان حياة القصور كلها غدر وخيانه.......


عادت من شرودها على صوت السيدة أنجا التي وقفت بحضرة الملك تنحني ثم قالت:

- أمر مولاي

-سيدة أنجا ميرورا تريد الأعتذار منكي


حاولت رنا التغاضي عن تعمده مناداتها بذلك الاسم ونكران أسمها الأصلي لكنها تحاملت على نفسها ورفعت عيناها لأنجا التي تطالعها بأعين ثاقبة حذرة تسأل ماذا خلفها إلى أن همست رنا:

-أعتذر منكي سيدة أنجا وآمل ان تتقبلي أعتذاري.


نظرت لها أنجا بتوجس.... رضا تلك الفتاه العنيدة على الأعتذار عن ذنب لفقته هي لها لهو أمر مثير للريبة والأستغراب.


فقالت بحذر:

-وأنا قبلته.

ثم نظرت للملك تستأذن في الرحيل فسمح لها وغادرت على الفور فبقى الملك مع رنا التي نظرت له بتوتر.


ظل واقف ينتظر سؤالها التالي وقد حدث ما توقعته فسألت:

-هل سلمت الفتاة لأهلها


بادلها النظر بجمود وجسد متيبس ثم قال :

-هل تريديني ان أفرج عنها

-ياليت

- وهل أنتي على أستعداد لدفع الثمن

-وهل الملك ينتظر ثمن مقابل الحق

رد ببرود ولا مبالاه:

-نعم

-وما الثمن

-جسدك.


أرتجف جسدها كله من فجاجته وتلك النبرة الجحيمية التي تحدث بها، ودارت بعقلها الأفكار إلى أن هزت رأسها بيأس وأسى ثم قالت:

-موافقة.


ظل على وقفته يشبك يداه خلف ظهره وينظر لها كأنه ينتظر تعالت أنفاسها وزادت ضربات قلبها من الخوف والهلع تحت نظرات عيناه الباردة.


لحظات لن تنساها طوال حياتها وانتظاره يوترها أكثر فشرعت بفك أزرار فستانها الأحمر تخلعه عنها وهي ترتجف وتبكي بصمت تام وقبضت على قميصها الداخلي كي تخلعه كذلك لكن الملك هتف بحده:

-توقفي 


بالفعل توقفت عن خلع أخر قطعه تفصله عن التعري فقال:

-من أنتي لتكوني أحن على رعيتي أكثر مني وأعدل.. تلك الفتاة حلت قصتها منذ أيام وسننت قانون يجرم تلك العادة في قبيلتها وما يماثلها من عادات تتعدى على حقوق المرأة والأن هيا غادري لا أريد رؤيتك.


لم تكن تعلم بتلك اللحظة هل تفرح أم تحزن لكنه صرخ فيها:

-هيّا غادري حالاً.


خرجت من عنده بحزن تجر قدميها جراً والحزن واليأس وقلة الحيلة تسيطر عليها.


فيما وقف الملك حزين لأنه رغم ما سمعه عنها مازال لديه حنين تجاهها لا يعلم ماذا يفعل معها.


مرت الأيام وهو يمنع نفسه بالقوة من رؤيتها أو الذهاب إليها 


وذات يوم كانت أنجا تجلس في غرفتها تدرس بعض الأوراق المهمه فإذ بها وجدت خادمتها تدخل وهي تلهث ثم قالت:

-سيدتي سيدتي

-ما بكي؟ ماذا جرى؟

-لقد هربت الفتاة البيضاء.


هبت أنجا من مكانها بصدمة:

-ماذا؟! كيف؟

-لا اعلم 

-وهل علم الملك

-لا حتى الآن لم يصله الخبر.


وقفت أنجا وعقلها يكاد يجن كيف هربت ومن ساعدها فهي بنفسها سبق أن ساعدتها وفشلت فمن ذا الذي نجح في مساعدتها وكيف ستخبر الملك بما جرى؟؟؟؟


يتبع....


الفصل التاسع عشر 


الصمت كان حليفها الوحيد وهي تجلس على الفراش لم تبرحه إلا للذهاب للمرحاض الذي لا تحتاجه كثيراً فهي لم تأكل أو تشرب شيئاً منذ غادرت بيته، آخر ما نزل لجوفها كان من بيته بماله.


ضغطت بأسنانها على شفتها السفليه تحاول منع دموعها وألا تبكي فقد تعبت عيناها، للأن لا تستطيع أن تنسى تلك اللحظه التي عليها فيها يمين الطلاق 


عودة بالزمن قليلاً للخلف...


كانت لاتزال بين ذراعيه تبتسم بكشوف والفراشات تغزو صدرها ومعدتها تطرب من الفرحه إلا ان تلك البسمه تلاشت وتبدلت لصمت إستحال لصدمه.


صدمه جعلت عقلها يتوقف ويسأل هل ما سمعه كان صحيح أم ماذا؟ حتى لو صحيح فكان لدى قلبها رغبه قويه بعدم تصديقه .


لكن ثبات وتجهم ملامحه زاد الشك بداخلها أنه ربما صحيحاً ومع ذلك فضلت الا تصدق وسألت:

-زيدان أنت بتقول أيه؟ بتهزر صح.


جوابه كان ثابت،جامد ومن جحوده كان مختصر حين قال:

-لأ.

فسألت بضياع وأعين شفافه من الدموع:

-هو أيه الي لأ.. أنت أكيد بتهزر معايا ومطلقتنيش بجد.

-لأ طلقتك بجد وقريب ورقة طلاقك هتكون عندك في بيت والدتك.


قالها بهدوء وقد لف بجسده لا يرغب حتى بالنظر إليها.


فظلت خلفه لثواني لا تتحرك، تشعر بالضياع التام ولا تستطيع تحديد معنى لما يحدث.


وضعت يدها على ظهره المقابل لها بعدما ولاها جسده وحاولت التحدث معه تناديه مستجديه:

-زيدان.

لتصدم بتشنج عضلاته وإبتعاده عنها خطوة كأنه يرفض أي حديث بينهما، بل وينفر من لمستها.

فاتسعت عيناها وسألت بتيه:

-هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلط؟بس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا؟!

-لأ أنتي ما عملتيش حاجة 


بكت بحرقه وسألت:

-أمال ايه الي حصل؟

-أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل؟ أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلاً وليه؟


شهقت بصدمه:

-أيه؟!!


لم تتوقع هكذا رد منه ، حركت قدميها الملتصقه بالأرض تحمل جسدها المثقل بسرعه تدفعها عزة نفسها وكبريائها المحروج وهرولت للغرفه تفتح دولابها وهي تفتح الحقيبة الكبيرة في نفس اللحظة تجمع ثيابها بعشوائية هوجاء ودموعها لا تتوقف لم تستطع إخفاء إنهيارها أمامه .


وهذا ما يفرق معها للأن ...... أنها إنهارت أمامه وظهر تمسكها وحدها به .


عادت لواقعها وهي تخبط رأسها بظهر السرير الخشبي من الحزن والندم فدلفت أمها بسرعه أثر سماع الصوت تشهق بفزع:

-بت يا حوريه بتعملي إيه؟

لكن حوريه كانت مغيبة مستمرة فأقتربت منها تضمها بسرعه و هي تضع كفّها كحاجز بين رأس حوريه وخشب السرير،تربط بيدها الأخرى على كتفها تردد:

-بس يا بنتي بس ماتعمليش في نفسك كده


قالت حوريه بضعف و إنهيار:

-صعبان عليا نفسي قوي يا ماما، أنا رخصت نفسي قوي...قوي يا ماما،قعدت أعيط له واسأله طب أنا عملت حاجة غلط في حاجة وهو ولا هو هنا.


ضمتها والدتها بحزن وحوريه تبكي وتشهق بصورة موجعه تتمنى لو فقدت الذاكرة من شدة كرهها لتلك الأحدات التي مرأت فيها .


في بيت شداد على سفرة الطعام 


وضعت فردوس أخر صحن على الطاولة أمام شداد الذي لم يمتثل للشفاء التام بعض، مازال يعاني ثم سأل:

-عامله كل الأكل ده لمين هو حد له نفس للأكل.


في تلك اللحظة دلف محمود بأبهى حله يرتدي ملابس سينييه باهظة الثمن وتقدم بخيلاء يردد:

-ماحدش له نفس ليه ايه الي حصل.


نظر له شداد بعدم رضا ثم قال:

-روحي صحي زيدان يا فردوس 

-مش هيرضى وهيقولي ماليش نفس

-جربي ولو قالك كده زني عليه لحد ما يوافق


فسأل محمود بجهل شديد:

-هو في أيه؟!

ليتفاجأ وكذلك والديه بخروج زيدان من غرفته القديمة وتقدمه لحد الطاولة ثم جلوسه بصمت رهيب فتبادل شداد و زوجته النظرات بتعجب وتفاجئ قد زاد وهما يرانه قد جلس بلا عزيمه بل ومد يده التقط رغيف العيش وقضم كسره يغمسها في صحنه ثم تناولها مردداً بهدوء:

-البامية محتاجة لمّون يا أمي.


أتسعت عينا فردوس التي نظرت لزوجها بصدمة ثم غادرت سريعاً تحضر الليمون قائلة:

-عينيا حاضر.

لكنه كعادته أوقفها يمنعها وقال:

-عنك أنتي هجيب أنا، إنتي رجلك وجعاكي.


ذهب ليحضر الليمون وفتح المبرد يقف أمامه وهو يغمض عيناه يضغط على نفسه بطريقة غير عادلة كي يخرج عليهم بتلك الهيئة الغير مبالية .


وتقدم ليجلس يعصر الليمون على صحنه كأنه يعصره على نفسه حتى يأكل ، كل هذا و والداه ينظران له بترقب فسألت الأم:

-أنت كويس يا بني

رد بأقتضاب وهو يقطع لقمه جديده من الرغيف:

-الحمدلله.


فسأل محمود:

-هو في ايه؟

-زيدان طلق جورية.

رفع محمود عينه المتسعه بتفاجئ على زيدان الذي وضع معلقة من الأرز في فمه وهو ينظر في صحنه فقط لا يريد النظر لأي شخص منهم يمثل ان ما حدث عادي.


وبينما كان محمود في حيرة من أمره وقف زيدان بهدوء قائلاً:

-الحمدلله 

-رايح فين يا زيدان 


تحدث الأب بعدم رضا فرد زيدان:

-شبعت الحمدلله ونازل الورشة

-أقعد عايز أتكلم معاك

-بعدين يا حاج أنا عندي شغل متأجل وأنت لسه تعبان 

-أنزل يا زيدان وأنا نحصلك على الورشه


غادر زيدان بالفعل وصمت الأب يرى أنه من الأفضل ان يتحدثا بمفردهما بعيداً عن محمود الذي يجلس الآن متخبطاً يشعر بالتيه التام.


___________سوما العربي________


وقفت أنجا في الغرفة الفارغة و التي كانت مخصصة للفتاة البيضاء تنظر في أرجاء المكان ثم سألت الجواري من خلفها:

-هل سأل عنها الملك؟

-حتى الأن لا 

-منذ متى وهي مختفيه؟

-منذ أمس، لم تبت ليلتها هنا ولم تبرح الغرفه حتى وحين أتت الخادمة بطعام العشاء لم تجدها رغم تحديد الملك إقامتها هنا والملك كان في الديوان وقتها يعني أنها ليست عنده.

-هل بحثتوا عنها في كل نواحي القصر؟

-نعم سيدتي ولا أثر لها.

فكرت لثواني ثم قالت بصوت صارم:

-حسناً لا تبلغوا الملك الآن،إنها مسؤليه كبيرة وسيغضب الملك كثيراً ان علم دعونا نبحث عنها في المدينه وحول القصر حتي نجدها دون التعرض لغضب مولانا أو إتهامه لنا بالتقصير.


هزت الجواري رأسهن بهدوء فغادرت أنجا الغرفة مع خادمتها التي بدأت تهرول خلفها كي تجاري خطواتها المسرعه وهي تسأل:

-سيدتي هل أنادي كبير الحرس؟

-لماذا؟

-كي تأمريه بالبحث عن الفتاه البيضاء كما قولتي.

-لا أتركيها، أدعو ان يوفقها الحظ وتتمكن من الهرب بالفعل وأظن أنها ستسطتيع فمن تتمكن من الهرب من قصر الملك راموس يمكنها مغادرة المملكة كلها.


تنهدت أنجا بسعادة ثم قالت :

-أااااه.... وأخيراً سأتنفس..أااه.


ثم تحركت تباشر باقي مهامها وهي تشعر بالسعادة والخفه .


بينما في غرفة الملك 


فقد جلس على مكتبه منكب على بعض الأوراق الخاصه بالديوان يتابعها ليبتسم رغماً عنه وقد تجلت صورتها أمامه بمخيلته فأغمض عيناه يتذكر حضنها ورائحتها حينما كانت بأحضانه وسحب بأنفه نفس عميق يتذكر رائحتها المميزة الممزوجة برائحة جسدها صانعه مزيج لن يتكرر.


قلب الصفحة راغباً في التوقف عن التفكير فيها والتركيز على شؤن رعيته فأخذ صفحه أخرى لكن عادت صورتها بذلك الفستان الأحمر الذي رأها فيه أخر مرة حضرت لعنده وكم كان بديع عليها لأول مرة يحب اللون الأحمر على أحدهم، بل لأول مره يحب اللون الأحمر بالأساس، وأقشعر جلده بلذاذه حين تذكر إحتضانها له من ظهره وكم جاهد نفسه على ألا يلتفت إليها ويأخذها بقوة فتصبح ملكه، كان يريد معاقبتها قليلاً حتى تتهذب وتتوقف عن أفعال الفتيات الطائشة تلك.


بتلك اللحظة توقف الملك عن التفكير وسأل نفسه منذ متى وهوصبور هكذا؟! واجه نفسه متسائلاً هل وقع في الحب؟ كان يظنها فتاة جميلة حركت رغبته فقط.


_________سوما العربي_________

وقفت رنا بتعب على سطح أحد المراكب التجارية تنتظر للبر بتخبط ولم تشعر بالراحة إلا بعدما تحركت السفينة بالفعل من الميناء تغادر الشط فتنظر على الأرض التي ذُلت فيها وتجردت من حريتها وكادت ان تشنق بلا ذنب لولا أن لحقها الملك..................الملك!!


تنهدت بتعب تعلم أنها ربما تفتقده ...لكن عادت ملامحها تتحول للجمود من جديد حين تذكرت كيف كانت في قصره فتاه للرغبه وقد تم نعتها بأنها فتاه للفراش فقط.


جلست على عقبيها تبكي تتذكر كل ما مرت به من أهوال منذ تركت مصر، إنها قصة مروعه لو قصتها على أحد تقسم انه ما كان ليصدق.


حتى أنها للأن لا تصدق ما حدث معها ولا كيف هربت لولا تلك الخادمه التي حكت لها عن ما فعلته أنجا.


عودة بالزمن قليلأ.....

خرجت رنا من غرفه الملك وهي تبكي بحرقه واتجهت لعرفتها حيث أمرها بالمكوث فيها ولا تغادرها ، إرتمت على الأريكه وأخذت تبكي إلى أن دلفت لعندها تلك الخادمة تقول:

-من رأيي ان تتوقفي عن البكاء فهو لن يفيد فكري في خلاصك من هنا

-لا أرى أي أمل


تنهدت الخادمة ثم قالت:

-الهرب هو سبيلك الوحيد.

-كل محاولاتي بائت بالفشل.

-لا تقلقي تلك المرة ستفلح أنا متأكدة.


الحسم والحماس اللذان كانا بصوتها جعل رنا تنتبه لها وتنظر لها بترقب متسائلة:

-أراكي تتحدثين بثقة 

-لو لم أكن متأكدة لن أفعل فأنا لن أغامر بحياتي.

شهقت رنا :

-هل ستهربين وتأخذيني معكي؟!

-بل أنتي من ستفعل..ستهربين وتأخذيني معك.

أندهشت رنا تسأل:

-ماذا؟!! كيف؟

جاوبت الجارية بكلمة واحدة:

-الطبيب 

-من!

-نعم،هو...طبيبب الملك هو من يريد مساعدتك وقد أرسلني لكي 

-ولما قد يساعدني

-النبلاء فقط من يعلمون قيمة الحرية

-ولكن.......

-لا تترددي فالفرصه لا تأتي إلا مرة واحدة،هذه المرة وجدنا رجل نبيل گ الطبيب يساعدنا لأنه تعاطف معك لو ضيعتي الفرصه ربما لن تجدي رجل مثله مرة ثانية، يجب علينا أغتنام الفرصه وقتها سيتحرك بنا ليلاً يعني مع شروق شمس يوم جديد تحصلين على حريتك وقتها أنجا والملك سيكونان بالديوان معهم كبير الحراس ورجاله وسيسهل وقتها إخراجنا من هنا..فكري فالفرصة لا تأتي إلا مره واحده إما تقتنصيها أو تصبحي جاريه  ذليلة طوال عمرك.


عادت من شرودها منتفضة على يد الطبيب التي وضعها على كتفها قائلاً:

-أتشعرين بالندم؟

صمتت رنا ولم تجيب فقال نيمار:

-لقد عدتي حره من جديد...ماذا كنتي تتوقعين بربك؟ كنتي ستظلين طوال عمرك جاريه محتقرة دوماً مسلوبة الحريه والحقوق ربما إعجاب الملك بك قد ولد لديكي بعض الطموح لكن لتعلمي أنه مجرد إعجاب لتفردك عن غيرك زاده تمنعك لكن ما ان يحصل عليكي ستصبحين عاديه والملوك تمل سريعاً وجوراريهم كثر،كنتي ستصبحين مجرد ليلة جميلة من ليالي الملك خصوصاً الملك راموس فهو يمل سريعاً وستصبحين بلا حق في المطالبة به ان عشقتيه وهو شيء وارد الحدوث ان لم يكن قد حدث بالفعل، وقتها ستصبحين ممله وتتحولين لجاريه حقودة كل همها اليومي هو إبعاد أي جاريه جميلة عن عينا الملك وأنجا لم تكن لتسمح لكي ولا تتخيلي أو قد يسرح بكي الخيال انه قد يتزوجك الملك، الملوك لا يتزوجن سوى بأشخاص معينه وليس بالجواري....عودي.... عودي لوطنك ولحياتك أفضل.


فقالت:

-أشكرك معروفك الذي لن أنساه، أنت حقاً نبيل، ولكن ماذا ستفعل هل ستترك الجزيرة؟

-لقد أنتهى عقدي هنا سأعود للبرازيل وربما قد أتي زيارة لمصر هل ستستضيفها؟

-بالطبع أفعلها أنت فقط وسترى، المصريون لا ينسون المعروف .

-أعرف والان سأذهب للنوم تصبحين على خير.

أستاذن منها نيمار وتركها شاردة فيما قاله


حديثه كان قوي وحاسم ذكر رنا بكل ما جرى لها وجعلها تتوقف عن النظر للخلف وتقدمت تجلس على أحد المقاعد تسأل كم بقى من الوقت على العودة لبلادها وهل ستعود إلى مصر؟! أيعقل؟!


__________سوما العربي_______


تقدمت فوقيه تجلس بجوار حوريه على الفراش وحاولت إحتضانها قائلة:

-هديتي؟

جاوبت حوريه بسكون:

-أنا هاديه الحمدالله 

-أنتي بصحيح زعلانه مني يا حوريه؟و شايفة إني السبب؟

صمتت حوريه ولم تجيب فقالت فوقيه:

-أنا فكرت في كلامك،يمكن كان عندك حق بس أنا.. المفروض تعذري جهلي زمانا ماكنش فيه وعي زي زمنكم وأنا ربيتك زي ما أمي ربيتني، يمكن كانت طريقتي غلط بس أنا كنت بخاف يا حوريه عشان إنتي حلوة كنت بخاف تتغري في نفسك و عيارك يفلت وماقدرش عليكي وابقى بوظتك بأيدي وفي نفس الوقت كنت بشوف فوزية أختي بتربي بنتها أزاي ومدلعاها ازاي و أديكي شوفتي النتيجة فكان خوفي يزيد.


- تقومي تطلعيني مهزوزة مش حاسه إني حلوة واني أستحق كل حاجة حلوة، أنا بسأل نفسي أزاي عجبني واحد عاطل ومن غير شخصية مستقلة زي محمود ، مع أني شوفت وقابلت ناس كتير جامدة معجبين بيا، كنت ببعد عنهم بقول ده بيلعب بيا هو معقول واحد زي ده هيبصلي حتى لو حلوة ما الحلوين كتير وكنت أرجع اللعب في المضمون اللي هو محمود اللي وقت الجد أستكتر نفسه عليا وفضلها وراح شاف مصلحته وهو متأكد إني هفضل قاعدة مستنيه أنا.......


قطع إسترسال حديثها صوت جرس الباب المتعالي فنهضت فوزية وذهبت للباب تفتحه لتتفاجأ بفتاه تقبل عليها محتضنه أياها بحراره وهي تقول:

-قلبي عندك يا طنط هو الي سمعناه ده بصحيح؟!

-سمعتوا ايه يا وفاء 

-مالك متاخده كده يا طنط هو الطلاق عيب هما الخسرانين هو أصلا المعلم زيدان في واحده تتحملوا ، هي حوريه فين صحيح؟ اه أكيد في أرضتها خليكي أنا هدخل لها ماتتعبيش نفسك.


ثم تقدمت تقتحم غرفة حوريه ومن خلفها فوقيه مصدومة من جرأة تلك الفتاة.


دلفت تفعل مع حوريه نفس الشيء تغمرها بالكلمات والحديث ثم التفت لفوقيه تردد بإبتسامة عريضة:

-سكر زيادة ياطنط

-شكراً ياحبيبي 

-ههه الله يخليكي قصدي إني بحب العصير سكره زيادة 

-هاااه؟؟؟؟

-وياريت يكون فراوله أو مانجا قطع

-ايه؟؟!!!!!!

-آيه يا طنط مانجا يا مانجا أنتي يا مسكرة.


نظرت لها فوقيه بتعجب شديد لكنها وجدت نفسها تتحرك باتجاه المطبخ تبحث لها عن مانجو مفرز لتصنعه عصير وتقدمه لها.


بينما ألتفت وفاء لحوريه تقول:

-ولا تزعلي نفسك هو المعلم زيدان كده الي بيتقال عليه صح

-بيتقال ايه؟

-انه عصبي وأيده طارشه وماحدش يتحمله آمال هو كان قعد كل ده عازب ليه، ولا تزعلي نفسك بكره يجيلك سيد سيده، إنتي كمان لازم تفكي كده وتسيبك من ركنة البيت دي وتنزلي تشوفي جامعتك ويا سلام لو تشوفي لك شغلانه.

-شغل!!! بتهزري يا وفاء

-اه عادي ياما بنات بتشتغل جنب الدراسة ، أقولك شغلك عندي و في شركة كويسه كمان و من بكره... قولي بس انك موافقه وأنا هتصرف.


خرجت وفاء من منزل حوريه ثم هاتفت عاصم الذي رد من اول أتصال فقالت:

-مساء الخير يا باشا

-مساء النور...خيييير

-عايزة حلاوة....حلاوة كبيرة قوي قوي

-ده بأمارة ايه مش كفاية شغلتك وأنتي لسه ماعملتيش اي حاجة 

-بأمارة الخبر الي بمليون جنيه الي جايبهولك دلوقتي 

-خبر ايه ؟

-حوريه.


تلهف عاصم ما ان أستمع لأسمها وسأل:

-مالها

-اتطلقت

-أيييه؟؟؟؟


انتفض عاصم في جلسته من شدة الفرح :

-أنتي بتتكلمي بجد اتطلقت ولا إشاعه 

-يا باشا أنا لسه نازله من عندها عشان تعرف بس إني شايفه شغلي ومن غير ما تقول لأ و أيه خد الكبيره بقا 

-هاتي 

-شجعتها تنزل تشتغل وقولت لها ان شغلتها عندي بس أتسحبت من لساني وقولت همزلها بكره في الشركة عندك وأنا مش عارفة ليها وظيفه ولا لأ ولا ممكن تشتغل إيه أصلا.

صرخ عاصم بفرحه:

-نشغلها رئيس مجلس إدارة بس هاتيها لي أنتي بس.


دار حوله بجنون من شدة السعاده ثم قال بحبور:

-بت يا وفاء ليكي عندي حلاوة كبيرة...كبيرة قوي بس تجبيها بكره.

-بكره يا باشا...سلام


ثم أغلقت الهاتف متعجبه لكنها أبتسمت متذكرة المكافأة التي ستحصل عليها....


صباح يوم جديد


جلس على احد الكراسي أمام ورشته يتطلع على شرفتها التي لم تفتح منذ عادت هناك وذاكرته تعود به لذلك اليوم الأخير بينهما


عودة بالزمن قليلأ.......


كان يضمها بقوة كأنه رافض لقراره وللواقع أو ما فعله، يتطلع لجمالها الذي أدمنه يراها مصدومة،سيقال عنه مختل ان صرح لكن للحق صدمتها أسعدته فهل هي غير مجبرة على تلك العيشة أم أنها صدمة الطلاق عند أي فتاه؟


همست بضياع:

زيدان أنت بتقول أيه؟ بتهزر صح.


حاول إستجماع نفسه والا يضعف ويتراجع بسبب قلبه فتحامل على نفسه وقلبه لدرجة غير عادله وحاول إخراج صوته مجيباً :

-لأ.

فسألت بضياع وأعين شفافه من الدموع:

-هو أيه الي لأ.. أنت أكيد بتهزر معايا ومطلقتنيش بجد.

-لأ طلقتك بجد وقريب ورقة طلاقك هتكون عندك في بيت والدتك.


رؤيتها هكذا تضعفه ،ان ظل ينظر لها بالتأكيد سيأخذها لأحضانه يسترضيها ويرضي نفسه ولن يتركها إلا بعدما يمتلكها هو يعلم نفسه جيداً وقد أخذ قراره بشق الأنفس لذا ولاها ظهره كي لا يضعف  لتزيدعذابه


حين وضعت يدها على ظهره المقابل لها بعدما ولاها جسده فتصاعدت حرارته مستجيب لمساتها التي يتوق لها بالأساس ثم نادته من جديد:

-زيدان.

أغمض عيناه هو على حافة الإنهيار ماعاد قادر على إلجام نفسه عنها أكثر فلم يجيب وتشنج جسده مستجيبا يطالب بها 

فسألت:

-هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلط؟بس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا؟!

-لأ أنتي ما عملتيش حاجة 


بكت بحرقه وسألت:

-أمال ايه الي حصل؟


رغب في إفاقتها ان يذكرها ان كانت قد نست كي لا تندم فيما بعد:

-أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل؟ أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلاً وليه؟


شهقت بصدمه:

-أيه؟!!

 بعدها تحركت تجمع كل أغراضها وهو يتابعها بأعين تبكي لأول مرة ثم دلف لأحد الغرف وأغلقها لن يتحمل تلك اللحظة التي ستخرج فيها من بيته، ظل مكانه قرابة الساعه أو اكثر إلى ان أنتفض جسده على صوت إغلاق باب شقتها فعرف أنها غادرت بيته نهائياً بعدها إنخرط في بكاء جعل جسده كل يهتز معه،لو كان طفلاً ما كان ليبكي هكذا.......وبالصباح كان مرغم على ان يخرج على الجميع بهيئة المعلم زيدان الذي يعرفونه.


عاد من شروده وهو يراها تخرج أخيراً من بيتها ليشرق وجهه من جديد لكن مهلاً......ما هذا الذي ترتديه؟!!!!!!


يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close