رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل التاسع عشر والعشرون والحادي وعشرون والثانى وعشرون بقلم سوما العربي كامله وحصري
رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل التاسع عشر والعشرون والحادي وعشرون والثانى وعشرون بقلم سوما العربي كامله وحصري
الفصل التاسع عشر
الصمت كان حليفها الوحيد وهي تجلس على الفراش لم تبرحه إلا للذهاب للمرحاض الذي لا تحتاجه كثيراً فهي لم تأكل أو تشرب شيئاً منذ غادرت بيته، آخر ما نزل لجوفها كان من بيته بماله.
ضغطت بأسنانها على شفتها السفليه تحاول منع دموعها وألا تبكي فقد تعبت عيناها، للأن لا تستطيع أن تنسى تلك اللحظه التي عليها فيها يمين الطلاق
عودة بالزمن قليلاً للخلف...
كانت لاتزال بين ذراعيه تبتسم بكشوف والفراشات تغزو صدرها ومعدتها تطرب من الفرحه إلا ان تلك البسمه تلاشت وتبدلت لصمت إستحال لصدمه.
صدمه جعلت عقلها يتوقف ويسأل هل ما سمعه كان صحيح أم ماذا؟ حتى لو صحيح فكان لدى قلبها رغبه قويه بعدم تصديقه .
لكن ثبات وتجهم ملامحه زاد الشك بداخلها أنه ربما صحيحاً ومع ذلك فضلت الا تصدق وسألت:
-زيدان أنت بتقول أيه؟ بتهزر صح.
جوابه كان ثابت،جامد ومن جحوده كان مختصر حين قال:
-لأ.
فسألت بضياع وأعين شفافه من الدموع:
-هو أيه الي لأ.. أنت أكيد بتهزر معايا ومطلقتنيش بجد.
-لأ طلقتك بجد وقريب ورقة طلاقك هتكون عندك في بيت والدتك.
قالها بهدوء وقد لف بجسده لا يرغب حتى بالنظر إليها.
فظلت خلفه لثواني لا تتحرك، تشعر بالضياع التام ولا تستطيع تحديد معنى لما يحدث.
وضعت يدها على ظهره المقابل لها بعدما ولاها جسده وحاولت التحدث معه تناديه مستجديه:
-زيدان.
لتصدم بتشنج عضلاته وإبتعاده عنها خطوة كأنه يرفض أي حديث بينهما، بل وينفر من لمستها.
فاتسعت عيناها وسألت بتيه:
-هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلط؟بس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا؟!
-لأ أنتي ما عملتيش حاجة
بكت بحرقه وسألت:
-أمال ايه الي حصل؟
-أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل؟ أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلاً وليه؟
شهقت بصدمه:
-أيه؟!!
لم تتوقع هكذا رد منه ، حركت قدميها الملتصقه بالأرض تحمل جسدها المثقل بسرعه تدفعها عزة نفسها وكبريائها المحروج وهرولت للغرفه تفتح دولابها وهي تفتح الحقيبة الكبيرة في نفس اللحظة تجمع ثيابها بعشوائية هوجاء ودموعها لا تتوقف لم تستطع إخفاء إنهيارها أمامه .
وهذا ما يفرق معها للأن ...... أنها إنهارت أمامه وظهر تمسكها وحدها به .
عادت لواقعها وهي تخبط رأسها بظهر السرير الخشبي من الحزن والندم فدلفت أمها بسرعه أثر سماع الصوت تشهق بفزع:
-بت يا حوريه بتعملي إيه؟
لكن حوريه كانت مغيبة مستمرة فأقتربت منها تضمها بسرعه و هي تضع كفّها كحاجز بين رأس حوريه وخشب السرير،تربط بيدها الأخرى على كتفها تردد:
-بس يا بنتي بس ماتعمليش في نفسك كده
قالت حوريه بضعف و إنهيار:
-صعبان عليا نفسي قوي يا ماما، أنا رخصت نفسي قوي...قوي يا ماما،قعدت أعيط له واسأله طب أنا عملت حاجة غلط في حاجة وهو ولا هو هنا.
ضمتها والدتها بحزن وحوريه تبكي وتشهق بصورة موجعه تتمنى لو فقدت الذاكرة من شدة كرهها لتلك الأحدات التي مرأت فيها .
في بيت شداد على سفرة الطعام
وضعت فردوس أخر صحن على الطاولة أمام شداد الذي لم يمتثل للشفاء التام بعض، مازال يعاني ثم سأل:
-عامله كل الأكل ده لمين هو حد له نفس للأكل.
في تلك اللحظة دلف محمود بأبهى حله يرتدي ملابس سينييه باهظة الثمن وتقدم بخيلاء يردد:
-ماحدش له نفس ليه ايه الي حصل.
نظر له شداد بعدم رضا ثم قال:
-روحي صحي زيدان يا فردوس
-مش هيرضى وهيقولي ماليش نفس
-جربي ولو قالك كده زني عليه لحد ما يوافق
فسأل محمود بجهل شديد:
-هو في أيه؟!
ليتفاجأ وكذلك والديه بخروج زيدان من غرفته القديمة وتقدمه لحد الطاولة ثم جلوسه بصمت رهيب فتبادل شداد و زوجته النظرات بتعجب وتفاجئ قد زاد وهما يرانه قد جلس بلا عزيمه بل ومد يده التقط رغيف العيش وقضم كسره يغمسها في صحنه ثم تناولها مردداً بهدوء:
-البامية محتاجة لمّون يا أمي.
أتسعت عينا فردوس التي نظرت لزوجها بصدمة ثم غادرت سريعاً تحضر الليمون قائلة:
-عينيا حاضر.
لكنه كعادته أوقفها يمنعها وقال:
-عنك أنتي هجيب أنا، إنتي رجلك وجعاكي.
ذهب ليحضر الليمون وفتح المبرد يقف أمامه وهو يغمض عيناه يضغط على نفسه بطريقة غير عادلة كي يخرج عليهم بتلك الهيئة الغير مبالية .
وتقدم ليجلس يعصر الليمون على صحنه كأنه يعصره على نفسه حتى يأكل ، كل هذا و والداه ينظران له بترقب فسألت الأم:
-أنت كويس يا بني
رد بأقتضاب وهو يقطع لقمه جديده من الرغيف:
-الحمدلله.
فسأل محمود:
-هو في ايه؟
-زيدان طلق جورية.
رفع محمود عينه المتسعه بتفاجئ على زيدان الذي وضع معلقة من الأرز في فمه وهو ينظر في صحنه فقط لا يريد النظر لأي شخص منهم يمثل ان ما حدث عادي.
وبينما كان محمود في حيرة من أمره وقف زيدان بهدوء قائلاً:
-الحمدلله
-رايح فين يا زيدان
تحدث الأب بعدم رضا فرد زيدان:
-شبعت الحمدلله ونازل الورشة
-أقعد عايز أتكلم معاك
-بعدين يا حاج أنا عندي شغل متأجل وأنت لسه تعبان
-أنزل يا زيدان وأنا نحصلك على الورشه
غادر زيدان بالفعل وصمت الأب يرى أنه من الأفضل ان يتحدثا بمفردهما بعيداً عن محمود الذي يجلس الآن متخبطاً يشعر بالتيه التام.
___________سوما العربي________
وقفت أنجا في الغرفة الفارغة و التي كانت مخصصة للفتاة البيضاء تنظر في أرجاء المكان ثم سألت الجواري من خلفها:
-هل سأل عنها الملك؟
-حتى الأن لا
-منذ متى وهي مختفيه؟
-منذ أمس، لم تبت ليلتها هنا ولم تبرح الغرفه حتى وحين أتت الخادمة بطعام العشاء لم تجدها رغم تحديد الملك إقامتها هنا والملك كان في الديوان وقتها يعني أنها ليست عنده.
-هل بحثتوا عنها في كل نواحي القصر؟
-نعم سيدتي ولا أثر لها.
فكرت لثواني ثم قالت بصوت صارم:
-حسناً لا تبلغوا الملك الآن،إنها مسؤليه كبيرة وسيغضب الملك كثيراً ان علم دعونا نبحث عنها في المدينه وحول القصر حتي نجدها دون التعرض لغضب مولانا أو إتهامه لنا بالتقصير.
هزت الجواري رأسهن بهدوء فغادرت أنجا الغرفة مع خادمتها التي بدأت تهرول خلفها كي تجاري خطواتها المسرعه وهي تسأل:
-سيدتي هل أنادي كبير الحرس؟
-لماذا؟
-كي تأمريه بالبحث عن الفتاه البيضاء كما قولتي.
-لا أتركيها، أدعو ان يوفقها الحظ وتتمكن من الهرب بالفعل وأظن أنها ستسطتيع فمن تتمكن من الهرب من قصر الملك راموس يمكنها مغادرة المملكة كلها.
تنهدت أنجا بسعادة ثم قالت :
-أااااه.... وأخيراً سأتنفس..أااه.
ثم تحركت تباشر باقي مهامها وهي تشعر بالسعادة والخفه .
بينما في غرفة الملك
فقد جلس على مكتبه منكب على بعض الأوراق الخاصه بالديوان يتابعها ليبتسم رغماً عنه وقد تجلت صورتها أمامه بمخيلته فأغمض عيناه يتذكر حضنها ورائحتها حينما كانت بأحضانه وسحب بأنفه نفس عميق يتذكر رائحتها المميزة الممزوجة برائحة جسدها صانعه مزيج لن يتكرر.
قلب الصفحة راغباً في التوقف عن التفكير فيها والتركيز على شؤن رعيته فأخذ صفحه أخرى لكن عادت صورتها بذلك الفستان الأحمر الذي رأها فيه أخر مرة حضرت لعنده وكم كان بديع عليها لأول مرة يحب اللون الأحمر على أحدهم، بل لأول مره يحب اللون الأحمر بالأساس، وأقشعر جلده بلذاذه حين تذكر إحتضانها له من ظهره وكم جاهد نفسه على ألا يلتفت إليها ويأخذها بقوة فتصبح ملكه، كان يريد معاقبتها قليلاً حتى تتهذب وتتوقف عن أفعال الفتيات الطائشة تلك.
بتلك اللحظة توقف الملك عن التفكير وسأل نفسه منذ متى وهوصبور هكذا؟! واجه نفسه متسائلاً هل وقع في الحب؟ كان يظنها فتاة جميلة حركت رغبته فقط.
_________سوما العربي_________
وقفت رنا بتعب على سطح أحد المراكب التجارية تنتظر للبر بتخبط ولم تشعر بالراحة إلا بعدما تحركت السفينة بالفعل من الميناء تغادر الشط فتنظر على الأرض التي ذُلت فيها وتجردت من حريتها وكادت ان تشنق بلا ذنب لولا أن لحقها الملك..................الملك!!
تنهدت بتعب تعلم أنها ربما تفتقده ...لكن عادت ملامحها تتحول للجمود من جديد حين تذكرت كيف كانت في قصره فتاه للرغبه وقد تم نعتها بأنها فتاه للفراش فقط.
جلست على عقبيها تبكي تتذكر كل ما مرت به من أهوال منذ تركت مصر، إنها قصة مروعه لو قصتها على أحد تقسم انه ما كان ليصدق.
حتى أنها للأن لا تصدق ما حدث معها ولا كيف هربت لولا تلك الخادمه التي حكت لها عن ما فعلته أنجا.
عودة بالزمن قليلأ.....
خرجت رنا من غرفه الملك وهي تبكي بحرقه واتجهت لعرفتها حيث أمرها بالمكوث فيها ولا تغادرها ، إرتمت على الأريكه وأخذت تبكي إلى أن دلفت لعندها تلك الخادمة تقول:
-من رأيي ان تتوقفي عن البكاء فهو لن يفيد فكري في خلاصك من هنا
-لا أرى أي أمل
تنهدت الخادمة ثم قالت:
-الهرب هو سبيلك الوحيد.
-كل محاولاتي بائت بالفشل.
-لا تقلقي تلك المرة ستفلح أنا متأكدة.
الحسم والحماس اللذان كانا بصوتها جعل رنا تنتبه لها وتنظر لها بترقب متسائلة:
-أراكي تتحدثين بثقة
-لو لم أكن متأكدة لن أفعل فأنا لن أغامر بحياتي.
شهقت رنا :
-هل ستهربين وتأخذيني معكي؟!
-بل أنتي من ستفعل..ستهربين وتأخذيني معك.
أندهشت رنا تسأل:
-ماذا؟!! كيف؟
جاوبت الجارية بكلمة واحدة:
-الطبيب
-من!
-نعم،هو...طبيبب الملك هو من يريد مساعدتك وقد أرسلني لكي
-ولما قد يساعدني
-النبلاء فقط من يعلمون قيمة الحرية
-ولكن.......
-لا تترددي فالفرصه لا تأتي إلا مرة واحدة،هذه المرة وجدنا رجل نبيل گ الطبيب يساعدنا لأنه تعاطف معك لو ضيعتي الفرصه ربما لن تجدي رجل مثله مرة ثانية، يجب علينا أغتنام الفرصه وقتها سيتحرك بنا ليلاً يعني مع شروق شمس يوم جديد تحصلين على حريتك وقتها أنجا والملك سيكونان بالديوان معهم كبير الحراس ورجاله وسيسهل وقتها إخراجنا من هنا..فكري فالفرصة لا تأتي إلا مره واحده إما تقتنصيها أو تصبحي جاريه ذليلة طوال عمرك.
عادت من شرودها منتفضة على يد الطبيب التي وضعها على كتفها قائلاً:
-أتشعرين بالندم؟
صمتت رنا ولم تجيب فقال نيمار:
-لقد عدتي حره من جديد...ماذا كنتي تتوقعين بربك؟ كنتي ستظلين طوال عمرك جاريه محتقرة دوماً مسلوبة الحريه والحقوق ربما إعجاب الملك بك قد ولد لديكي بعض الطموح لكن لتعلمي أنه مجرد إعجاب لتفردك عن غيرك زاده تمنعك لكن ما ان يحصل عليكي ستصبحين عاديه والملوك تمل سريعاً وجوراريهم كثر،كنتي ستصبحين مجرد ليلة جميلة من ليالي الملك خصوصاً الملك راموس فهو يمل سريعاً وستصبحين بلا حق في المطالبة به ان عشقتيه وهو شيء وارد الحدوث ان لم يكن قد حدث بالفعل، وقتها ستصبحين ممله وتتحولين لجاريه حقودة كل همها اليومي هو إبعاد أي جاريه جميلة عن عينا الملك وأنجا لم تكن لتسمح لكي ولا تتخيلي أو قد يسرح بكي الخيال انه قد يتزوجك الملك، الملوك لا يتزوجن سوى بأشخاص معينه وليس بالجواري....عودي.... عودي لوطنك ولحياتك أفضل.
فقالت:
-أشكرك معروفك الذي لن أنساه، أنت حقاً نبيل، ولكن ماذا ستفعل هل ستترك الجزيرة؟
-لقد أنتهى عقدي هنا سأعود للبرازيل وربما قد أتي زيارة لمصر هل ستستضيفها؟
-بالطبع أفعلها أنت فقط وسترى، المصريون لا ينسون المعروف .
-أعرف والان سأذهب للنوم تصبحين على خير.
أستاذن منها نيمار وتركها شاردة فيما قاله
حديثه كان قوي وحاسم ذكر رنا بكل ما جرى لها وجعلها تتوقف عن النظر للخلف وتقدمت تجلس على أحد المقاعد تسأل كم بقى من الوقت على العودة لبلادها وهل ستعود إلى مصر؟! أيعقل؟!
__________سوما العربي_______
تقدمت فوقيه تجلس بجوار حوريه على الفراش وحاولت إحتضانها قائلة:
-هديتي؟
جاوبت حوريه بسكون:
-أنا هاديه الحمدالله
-أنتي بصحيح زعلانه مني يا حوريه؟و شايفة إني السبب؟
صمتت حوريه ولم تجيب فقالت فوقيه:
-أنا فكرت في كلامك،يمكن كان عندك حق بس أنا.. المفروض تعذري جهلي زمانا ماكنش فيه وعي زي زمنكم وأنا ربيتك زي ما أمي ربيتني، يمكن كانت طريقتي غلط بس أنا كنت بخاف يا حوريه عشان إنتي حلوة كنت بخاف تتغري في نفسك و عيارك يفلت وماقدرش عليكي وابقى بوظتك بأيدي وفي نفس الوقت كنت بشوف فوزية أختي بتربي بنتها أزاي ومدلعاها ازاي و أديكي شوفتي النتيجة فكان خوفي يزيد.
- تقومي تطلعيني مهزوزة مش حاسه إني حلوة واني أستحق كل حاجة حلوة، أنا بسأل نفسي أزاي عجبني واحد عاطل ومن غير شخصية مستقلة زي محمود ، مع أني شوفت وقابلت ناس كتير جامدة معجبين بيا، كنت ببعد عنهم بقول ده بيلعب بيا هو معقول واحد زي ده هيبصلي حتى لو حلوة ما الحلوين كتير وكنت أرجع اللعب في المضمون اللي هو محمود اللي وقت الجد أستكتر نفسه عليا وفضلها وراح شاف مصلحته وهو متأكد إني هفضل قاعدة مستنيه أنا.......
قطع إسترسال حديثها صوت جرس الباب المتعالي فنهضت فوزية وذهبت للباب تفتحه لتتفاجأ بفتاه تقبل عليها محتضنه أياها بحراره وهي تقول:
-قلبي عندك يا طنط هو الي سمعناه ده بصحيح؟!
-سمعتوا ايه يا وفاء
-مالك متاخده كده يا طنط هو الطلاق عيب هما الخسرانين هو أصلا المعلم زيدان في واحده تتحملوا ، هي حوريه فين صحيح؟ اه أكيد في أرضتها خليكي أنا هدخل لها ماتتعبيش نفسك.
ثم تقدمت تقتحم غرفة حوريه ومن خلفها فوقيه مصدومة من جرأة تلك الفتاة.
دلفت تفعل مع حوريه نفس الشيء تغمرها بالكلمات والحديث ثم التفت لفوقيه تردد بإبتسامة عريضة:
-سكر زيادة ياطنط
-شكراً ياحبيبي
-ههه الله يخليكي قصدي إني بحب العصير سكره زيادة
-هاااه؟؟؟؟
-وياريت يكون فراوله أو مانجا قطع
-ايه؟؟!!!!!!
-آيه يا طنط مانجا يا مانجا أنتي يا مسكرة.
نظرت لها فوقيه بتعجب شديد لكنها وجدت نفسها تتحرك باتجاه المطبخ تبحث لها عن مانجو مفرز لتصنعه عصير وتقدمه لها.
بينما ألتفت وفاء لحوريه تقول:
-ولا تزعلي نفسك هو المعلم زيدان كده الي بيتقال عليه صح
-بيتقال ايه؟
-انه عصبي وأيده طارشه وماحدش يتحمله آمال هو كان قعد كل ده عازب ليه، ولا تزعلي نفسك بكره يجيلك سيد سيده، إنتي كمان لازم تفكي كده وتسيبك من ركنة البيت دي وتنزلي تشوفي جامعتك ويا سلام لو تشوفي لك شغلانه.
-شغل!!! بتهزري يا وفاء
-اه عادي ياما بنات بتشتغل جنب الدراسة ، أقولك شغلك عندي و في شركة كويسه كمان و من بكره... قولي بس انك موافقه وأنا هتصرف.
خرجت وفاء من منزل حوريه ثم هاتفت عاصم الذي رد من اول أتصال فقالت:
-مساء الخير يا باشا
-مساء النور...خيييير
-عايزة حلاوة....حلاوة كبيرة قوي قوي
-ده بأمارة ايه مش كفاية شغلتك وأنتي لسه ماعملتيش اي حاجة
-بأمارة الخبر الي بمليون جنيه الي جايبهولك دلوقتي
-خبر ايه ؟
-حوريه.
تلهف عاصم ما ان أستمع لأسمها وسأل:
-مالها
-اتطلقت
-أيييه؟؟؟؟
انتفض عاصم في جلسته من شدة الفرح :
-أنتي بتتكلمي بجد اتطلقت ولا إشاعه
-يا باشا أنا لسه نازله من عندها عشان تعرف بس إني شايفه شغلي ومن غير ما تقول لأ و أيه خد الكبيره بقا
-هاتي
-شجعتها تنزل تشتغل وقولت لها ان شغلتها عندي بس أتسحبت من لساني وقولت همزلها بكره في الشركة عندك وأنا مش عارفة ليها وظيفه ولا لأ ولا ممكن تشتغل إيه أصلا.
صرخ عاصم بفرحه:
-نشغلها رئيس مجلس إدارة بس هاتيها لي أنتي بس.
دار حوله بجنون من شدة السعاده ثم قال بحبور:
-بت يا وفاء ليكي عندي حلاوة كبيرة...كبيرة قوي بس تجبيها بكره.
-بكره يا باشا...سلام
ثم أغلقت الهاتف متعجبه لكنها أبتسمت متذكرة المكافأة التي ستحصل عليها....
صباح يوم جديد
جلس على احد الكراسي أمام ورشته يتطلع على شرفتها التي لم تفتح منذ عادت هناك وذاكرته تعود به لذلك اليوم الأخير بينهما
عودة بالزمن قليلأ.......
كان يضمها بقوة كأنه رافض لقراره وللواقع أو ما فعله، يتطلع لجمالها الذي أدمنه يراها مصدومة،سيقال عنه مختل ان صرح لكن للحق صدمتها أسعدته فهل هي غير مجبرة على تلك العيشة أم أنها صدمة الطلاق عند أي فتاه؟
همست بضياع:
زيدان أنت بتقول أيه؟ بتهزر صح.
حاول إستجماع نفسه والا يضعف ويتراجع بسبب قلبه فتحامل على نفسه وقلبه لدرجة غير عادله وحاول إخراج صوته مجيباً :
-لأ.
فسألت بضياع وأعين شفافه من الدموع:
-هو أيه الي لأ.. أنت أكيد بتهزر معايا ومطلقتنيش بجد.
-لأ طلقتك بجد وقريب ورقة طلاقك هتكون عندك في بيت والدتك.
رؤيتها هكذا تضعفه ،ان ظل ينظر لها بالتأكيد سيأخذها لأحضانه يسترضيها ويرضي نفسه ولن يتركها إلا بعدما يمتلكها هو يعلم نفسه جيداً وقد أخذ قراره بشق الأنفس لذا ولاها ظهره كي لا يضعف لتزيدعذابه
حين وضعت يدها على ظهره المقابل لها بعدما ولاها جسده فتصاعدت حرارته مستجيب لمساتها التي يتوق لها بالأساس ثم نادته من جديد:
-زيدان.
أغمض عيناه هو على حافة الإنهيار ماعاد قادر على إلجام نفسه عنها أكثر فلم يجيب وتشنج جسده مستجيبا يطالب بها
فسألت:
-هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلط؟بس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا؟!
-لأ أنتي ما عملتيش حاجة
بكت بحرقه وسألت:
-أمال ايه الي حصل؟
رغب في إفاقتها ان يذكرها ان كانت قد نست كي لا تندم فيما بعد:
-أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل؟ أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلاً وليه؟
شهقت بصدمه:
-أيه؟!!
بعدها تحركت تجمع كل أغراضها وهو يتابعها بأعين تبكي لأول مرة ثم دلف لأحد الغرف وأغلقها لن يتحمل تلك اللحظة التي ستخرج فيها من بيته، ظل مكانه قرابة الساعه أو اكثر إلى ان أنتفض جسده على صوت إغلاق باب شقتها فعرف أنها غادرت بيته نهائياً بعدها إنخرط في بكاء جعل جسده كل يهتز معه،لو كان طفلاً ما كان ليبكي هكذا.......وبالصباح كان مرغم على ان يخرج على الجميع بهيئة المعلم زيدان الذي يعرفونه.
عاد من شروده وهو يراها تخرج أخيراً من بيتها ليشرق وجهه من جديد لكن مهلاً......ما هذا الذي ترتديه؟!!!!!!
يتبع
الفصل العشرون
في منتصف الليل على متن القارب وقفت رنا تودع نيمار الذي أبتسم لها قائلا:
-إلى اللقاء،آمل أن نتقابل مجدداً.
-تصل بالسلامة إن شاء الله
-هل سنتقابل مجدداً؟
تنهدت رنا وصمتت لو سؤلت نفس السؤال من أشهر قليلة لكانت جاوبت بنعم فهي كانت على أستعداد للسفر والمغامرة والتعرف على بلاد جديدة بثقافات جديدة لكن الأن لقد تغير كل شئ، ما عادت تحلم سوى بالعودة إلى أرضها القبطية تقسم ألا تغادرها مطلقاً.
صفارات الإنذار تخبره ان السفينه قد رست وعليه المغادرة الآن فألتف على أثر الصوت لكن عاد ينظر إليها متسائلاً ينتظر رد على سؤاله فقالت:
-لا أعتقد، أقسم ألا أغادر مصر مرة أخرى، لأعود إليها فقد باتت تلك أعظم أمنياتي.
ارتفع صوت أخر إنذار يعلم الركاب بإنتهاء الوقت وستتحرك السفينه من الميناء فقال نيمار بتعجل:
-سنتقابل رنا سنتقابل من جديد.
وإلتف مغادراً ثم وقف على أرض الميناء يلوح لها بهدوء وإبتسامة جميلة تزين ثغره إلى أن أبتعدت السفينه وبدأت رنا تختفي معها.
لا تعلم كم مر من الوقت وهي تقف تحتضن نفسها كأنها تهدأها وتخبرها أنها أقتربت من خط الأمان مازالت تنظر لنقطة وهميه وعيناها مدمعه تفكر ماذا كانت ستفعل لو لم يساعدها الطبيب بالتأكيد كانت ستقضي عمرها كله جاريه في فراش الملك راموس........
جهزت جبينها حين تذكرته وهي تفكر هل ستفتقده؟؟
لم يملها الوقت فرصه فقد أنتفضت على يد أحدهم يلكزكتفها بقوة، أغمضت عيناها والتفت لترى رجل في منتصف الأربعين نحيل الجسد طويل الجزع بشرته حنطيه يبدو أنه ليس من أبناء الجزيرة وكان ينظر لها بغلظة وترقب فسألته هي الأخرى بترقب:
-ماذا؟!
-ماذا أنتي؟! أريد مال
-ماذا؟! أي مال ولما قد أعطيك من أنت بالأساس؟
-أنا من ساعد الطبيب في هروب ثلاثتكم وقد نزلت الجاريه في مدينتها والطبيب وصل لأقرب مدينه بها مطار سيوصله إلى برازيليا ولم يبق سواكي
-لقد أخبروني ان السفينه ستصل بي لميناء الأسكندريه
-ماذا أنها أخر نقطة في رحلة السفينه وما دفع من مال لا يكفي مطلقا.
سرت رجفه في جوف رنا تسأل بهلع:
-وما العمل إذاً
-أدفعي ثمن المتبقي من الرحلة
-أنا لا أملك أي مال
-إما المال أو تغادري مع اول يابسه نقترب منها أي ان كانت ظروفها
غزى الرعب أوصلها ..... يابسه جديدة بأهوال جديدة وقصة مشابهة لجزيرة الذهب لا لا هذا مرعب.........
__________سوما العربي________
ليلة صيفيه ساهده على الملك العظيم الذي قد غلبه الشوق..
أبتسم بصفاء....الليلة غريبه وعجيبه يشعر بجسده وكأنه يأن يميل إليها مطالباً بها، ورائحتها كأنها تحيطه.
عض على شفتيه وهو يغمض عيناه وقر..... هو بحاجة لها.. تعجبه جداً
هي سليطة اللسان،مندفعه ومتهورة لا تصلح بتاتاً لأن تصبح ملكة.
عادة الملوك الزواج من شخصيات ذات سمات معينه تخضع قبلها الزوجة المستقبلية لكشف شامل وكامل بداية من نسلها وأصلها ونسبها وصولاً إلى سلوكها ودراستها والشهادات التي نالتها، كل هذا لا يكفي فهي يجب أن تكون حكيمة وعاقله،لبقة في الحديث،هادئة،ذو عقل رزين وتصرفات واعية.
و رنا ماشاء الله عليها حدث ولا حرج لا تمتلك أي صفه مما سبق...
زم شفتيه بيأس فعلى ما يبدو أنه معجب بفتاة لا يصلح لأن تصبح ملكة ولا تقبل أن تصبح خليلة وهو لا يمكنه الزواج منها بسبب سلوكها ولا يقبل أخذها غصباً وغير قادر على إبعادها عنه.
رجع يعض على شفتيه مع إغماض العينين وقد سرت رجفة اللذه والأشتياق لجسده وهو لا يملك الحل .......تباً لكل شيء وليذهب المنطق للجحيم سيصالحها رغم كونها كتلة من العيوب لكن لها طعم مختلف ربما ذاك هو السر الذي لطالما سمعه عن المصريات، كان يسمع دوماً عن خفة ظلهن المتوارثة جينياً وجمال المصريات الفريد وقوة شخصيتهن لكن لأول مرة يراه ليعرف ان الكلام والوصف كان أقل حتى من الحقيقة.
سيطلبها لعنده يصالحها ويتنعم بقربها هو يريد ذلك و سيتغافى عن أفعالها المتهورة
وقف عن عرشه بعزم مقرراً....فليتنحى الملك جانياً قليلاً ولا بأس بأن يذهب راموس الرجل للفتاة التي تعجبه....
شجع نفسه لدرجه كبيرة يخبرها أنه لا بأس ولا حرج في ذلك إلا يحق للملك ان يعيش حياته كشاب عادي يظهر حبه ويستمتع به ولو لمرة..... مرة واحدة فقط بحياته لا ضر في ذلك.
خرج بخطى ثابته كلها عزم على ما أراد بل تشكلت إبتسامة مرتاحة على وجهه ولمعت عيناه.
وصل لغرفتها بعد المشي سريعاً فتوقف لثانيه يسحب نفس معبئ بالسعاده ثم دفع الباب يفتحه بلهفه ولمعه غمرت وجهه وقد تشدق بابتسامة تعبر عن "ساقني الشوق لعندك لأصالحلك وأراكِ رغم أخطائك الكارثية"
فجأة انمحت الإبتسامة وتلاشت اللمعة وتجهم وجهه وهو يرى خلو الغرفة رغم تحديده إقامتها فهل كسرت أوامره وخرجت هل تمادت لهذا الحد.
إلتف بغضب أهوج أستحوذ عليه وهتف بحده:
-يا حرااس
دلف أحدهم يربع يديه على معدته ويحني رأسه للمك
-أمر مولاي
-أين ميرورا؟
-.....
صمت الحارس وتألمه كان كارثه في حد ذاتها فصرخ بغضب عظيم:
-لما لا تنطق أين ميرورا؟ ألم أحدد إقامتها؟ كيف تخرج من الغرفه ولم تُمنع؟! ما فائدتكم؟؟؟
زم الحارس شفتيه بينما يواجه تلك الثورة الغاضبه من الملك وهو يظنها قد خرجت من الغرفه فقط دون وعيهم فماذا لو علم أنها خرجت من القصر وربما المملكة كلها......
___________سوما العربي__________
ماذا ظنت هي؟ هل فقدت صوابها؟ أم أعتقدت أنها لا ضابط أو رابط لها!
وحاول تهدئة غضبه المتفاقم ينتظر قدومها لعنده، بقى جالس على كرسيه لكن تنبه بصدمه وهو يدرك أنها تجاوزته ومرت من أمامه وليتها لم تفعل ..ما هذا القميص الضيق وتلك الجونلة الحمراء؟! ألم يخبرها مراراً ألا تخرج على الناس بذلك اللون اللعين؟
قميص من القماش الأبيض المنقط بدوائر سوداء صغيره على جوانبه حمراء كل هذا مع وجهها الأبيض المستدير وجمالها الافت كي تصبح كارثه تسير على الأرض تغوي من حولها دون مجهود.
سحق أسنانه بغضب و وقف عن كرسيه مندفعاً لعندها يقبض على عضدها بيده الغليظة كأنه ينتشلها لتلف له وهي تشهق من المفاجأة:
-ااه....في إيه؟!
-في ان ليلتك سودة
أهتزت عيناها ما أن واجهته مباشرة هل إشتاقت له؟
تباً كيف يتقابل المطلقون؟ كيف ينمحي من مخيلتهم منظرهما وهما عاريان؟ هي للأن تتذكر كيف كان معها...
سبت نفسها ألف مرة... فيما تفكر هي؟!
لكن على ما يبدو أنها لم تكن كذلك وحدها فزيدان هو الآخر كان يفكر في الشئ ذاته ويسأل كيف سيتعامل معها وهو للأن يتذكر كيف كانت بين ذراعيه كما ولدت حين عزم على إتمام زواجه منها وليته فعل.
سريعاً ما ان جمدت قوتها متذكره ما فُعِل بها فقالت بملامح وجه ثابته:
-ليلة مين الي سودة؟! في حاجة يا معلم؟
-معلم؟!! ماشي وماله؟ إيه الي أنتي لابساه ده؟امشي أطلعي غيري.
أحتلها الضيق وهي تستشعر خوفها منه تجاهد كي تجابهه وبصعوبه تصنعت القرة دافعها التغيير.
اتسعت عيناه وهو يرى كفّها الصغير يوضع على يده الذي ضعف قوته ما ان شعر بملمس يدها الرقيقه المناقضة له فنجحت في إبعاد يده عنها وقالت:
-أيدك يا معلم وخلي بالك بعد كده.
ماذا؟!!!! هل أنذرته للتو؟؟؟؟؟؟؟؟!
أخذ الأمر منه وقت حتى يستوعب أن من فعلت ذلك حوريه...حورية التي يعرفها!!
رمش بأهدابه وأرتمى على كرسيه تائهاً من صدمته برد فعلها مرت دقيقتان كاملتان حتى أستوعب أنها تحركت بالفعل بما ترتديه فتحرك مهرولاً خلفها يحاول اللحاق بها.
__________سوما العربي___________
أنقلب القصر رأساً على عقب والخبر السري وصل للجميع بعدما واجه ساكنيه ثورة الملك وهو يأمرهم بالبحث عنها.
جلس على كرسي العرش بغضب لا يخلو من الشموخ يضع كفه على فخذه وهو ينتظر نتيجة من الحرس وإلا قطع رأسهم كما هدد.
حتى دخلت عليه أنجا بخطوات ثابته قويه تعلم هدفها وكيف ستحرزه بعد تخطيط وتدقيق فقالت:
-عذراً مولاي
-ماذا هناك أنجا
-بلغني ثورة جلالتكم وتهديدك بقطع رؤس الحراس والخطأ ليس بخطئهم مولاي.
-خطأ من إذاً
-خطئي أنا مولاي.
-كيف؟
-أنا من تكتمت على الأمر خوفاً من غضب جلالتكم أعتقدت أنه يمكن السيطرة على الأمر وما حدث ماهو إلا مجرد تمرد جديد من تمرد السيدة ميرورا إلا منتهي.
ابتسمت إبتسامة جانبيه وهي تستشعر تحفز الملك من حديثها بعدما أنتقت كلماتها تدس السم في الكلام المنمق المعسول مذكرة الملك بتمردها وشطحاتها المتكرره ثم أكملت:
-ظننتها تتدلل لتختفي عن عيناك بعد الخلاف الأخير بينكما كي تثير خوفك عليها لا أكثر فأمرت الحراس بالبحث عنها في تكتم كي نحل القصه متجنبين إغضاب جالالتك أو حتى إشغال وقتك الثمين الذي تكرثه دوماً لخدمة رعيتك ولا تحب أبداً توجيهه للأهتمام بالدلال الزائد للفتيات .
رقصت داخلياً وهي تراقب تجهم ملامحه فأكملت:
-لكن أتضح أنها فعلت ما كدنا ان ننساه، فكما تعلّم جلالتك أنها لم تكف عن محاولات الهرب حتى نجحت بالنهاية.
خفضت رأسها منحنية بأحترام وهي ترى الملك يقف بصدمة:
-ماذا؟ هربت.
-مع الأسف مولاي يبدو أنها أذكى مما تخيلنا..أنا نفسي قد أعتقدت أنها بدأت تعتاد وتسلم بالأمر الواقع لكن يبدو ان كل ذلك كان تمثيليه كي تستطيع خداع جلالتك وتغفل عيوننا عنها فاقتنعت أول فرصه وهربت بالفعل.
دوى حديث أنجا في أذنه يفكر....هربت.... هربت مجدداً منه..كانت تخطط وتجتهد كي تبتعد عنه بينما هو يجاهد كي يحولها لفتاة تصلح لأن تصبح ملكة.
فهل عشق فتاة لم تعشقه ؟ هل أشترى واحدة كل همها الهرب منه؟
إنها وجيعه...بل و وجيعه كبيرة جداً في حق أي رجل فماذا لو كان ملكاً!!!!
__________سوما العربي_________
صف سيارته جانباً بعدما وصل بصعوبه يراها تتلفت وهي تقرأ من هاتفها شيئاً كأنها تتأكد من العنوان ثم هاتفت أحدهم ودلفت داخل صرح كبير.
تحرك بسرعه كي يلحق بها ويوقفها محققاً معها لكنها كانت قد أختفت بالداخل.
حاول الدخول هو الآخر لكن منعه الأمن من ذلك فتحرك لعند السيارة لا يرغب في إفتعال المشاكل على الأقل حالياً وفضل ان ينتظرها ويتفاهم معها بهدوء ..يحاول تجنب تضخيم الموقف بينهما وتعقيده أكثر مما هو عليه بالفعل.
بينما في مكتب عاصم كان يجلس يتابع بعض التقارير إلى أن دلفت وفاء لعنده تحمل القهوة فسأل بضيق:
-إيه يا بنتي؟ قولتي ساعه وعدى أتنين.
وضعت وفاء قدح القهوة ثم بسطت يدها لها كأنها تطلب المعلوم:
-أيدك الأول
-أنتي إيه يا بنتي النفس عندك بمقابل
-أبجني تجدني
-ده أنتي كلبة فلوس
فردت مؤكدة:
-أنا كلبت فلوس
اخرج مال من جيبه و وضعه في كفّها فلمعت عيناها وأخذت تعده وهو يردد:
-ده أنتي بتعترفي... لأ وفخورة ماشاء الله
-الحلو زمانه طالع في الأسانسير
لمعت عيناه وزادت دقات قلبه فيما التفت له وفاء مرددة:
-كلبة فلوس مش شتيمه ....أفتكر الكلب أد إيه وفي.
-في دي عندك حق..قولي للسكرتيرة تدخلها بقا بسرررعة.
-عينيا....ثم غمزت قائلة:
-ربنا يوفق الدنيا على بعضها.
-يارب
دلفت حورية بتخبط تتلفت حولها تبحث عن وفاء لم تكن تحبذ فكرة العمل في نفس المكان الذي تعمل فيه رنا خصوصاً وأنهم حتى الأن لم يطمئنوا عليها.
في ثواني وكانت ترى وفاء تقبل عليها كعادتها بحبور :
-يا أهلاً يا أهلاً المكان نور يا جميل
-أنا مرتبكه جداً على فكرة
-لأ أجمدي كده أنتي خلاص خرجتي من البيت وبرا البيت في دنيا ثانية خالص غيّر الدنيا الي أنتي فاكره انك عارفاها.
-بس هتشغل في نفس المكان اللي شغاله فيه رنا واحنا لحد دلوقتي مش عارفين جرى لها إيه؟ وبعدين هقابل المدير ده ازاي بعد ما خالتي بلغت عنهم.
-بقولك إيه أنا مافهمش كل ده الي أفهمه انه شغل وأنا كلمته والراجل ما رفضش.
-بس هتلاقيه مش طايقني
-لو مش طايقك هيوافق ليه ماسكه عليه ذله ولا كان حد ضربه على أيده وبعدين يطيق ولا مايطقش هو إحنا هنناسبه اتعلمي تشوفي فين مصلحتك وتمشي وراها حاكم الخيبه الي أنتي فيها دي ما تأكلش عيش وهتخليكي ملطشة و أديكي شوفتي الي جرى.
-عندك حق أنا لازم أجمد عن كده
-يالا الراجل مستني ...أبتسمي وأفردي وشك ده عشان يبقى فيه القبول.
أبتسمت حوريه قليلا وسألت:
-كده كويس
-زي الفل...يالا خشي عليه.
-طب مش نستأذن من سكرتيرته
-هو على علم انك داخله يالا خشي جيبي جون.
فتحت لها الباب وهي تغمز عاصم خفيه إنها قد أدت المهمة على أكمل وجه لكنه لم يرى أو يلاحظ فأهتمامه وعيناه قد تعلقا بتلك المُنيرة التي هلت عليه.
تتقدم بحرج وتوتر وهو يردد داخله(طاقه نور فتحت في المكان يخربيت جمالها)
سحب نفس عميق وذكر حاله(أهدى و أمسك نفسك)
ابتلع ريقه يمسك عليه نفسه يحاول الظهور بثبات أمامه حتى تبدو الأمور عادية، أقبلت تمد يدها للسلام فمد يده فتكنفته لحظه من اللذه فطراوتها تجلت حتى في ملمس يدها.. أبتسم يصبر نفسه وقال بهدوء متقن:
-أتفضلي يا أنسه حورية.
تغضن فمه بابتسامة رضا مرتاحة وهو يراها تجلس بلا تعقيب على مسمى "أنسة" الذي حشره في الحديث كأختبار بسيط ، لاحظ فرك كفيها ببعض فحاول تخفيف توترها قائلا:
-تحبي تشربي إيه؟ لمون كويس
-شكراً مش محتاجه...و...على أنا كنت عايزة أعتذر لحضرتك عن الي خالتو عملتوا بس هي معذورة أصل..
قاطعها قائلاً بتفهم:
-مش محتاجة أعتذار خالص يا حورية ...أسمحيلي أقولك يا حوريه وأنتي قوليلي عاصم على طول اصلي مش بحب التكليف في الشغل بيعمل حواجز...أحمم..أنا متفهم جداً قلق خالتك بس الي حاصل مع رنا طبيعي وأحنا فعلاً مش بنقدر نتواصل بشكل مستمر مع الفريق بتاعنا سواء الي رنا فيه أو الفرق الي في مناطق تانيه +ان رنا ماضيه على إقرار بكل مخاطر وعواقب الشغلانه وهي مش قاصر ومسؤله عن نفسها عشان كده البوليس ماقدرش يفيد والدتها بحاجه.
نظرت حوريه أرضاً تشعر بالذنب والتقصير ثم قالت:
-واضح أن في تطورات كتير أنا معرفهاش ، أنا قصرت فعلاً معاها بس كان عصب عني.
تصنع الجهل يسأل بتمثيل:
-في مشاكل عندك ولا إيه؟
-الحمدلله.
ثم غيرت الموضوع سريعاً:
-هو أنا ممكن أشتغل إيه؟
حانت منه ذلة لسان وهو تحت تأثير جمالها يردد وهو مغيب:
-الي تأمري بيه
-هااا؟!!!
أستفاق سريعاً يردد:
-في العلاقات العامة إحنا محتاجين حد ذوق و وجهه كده زيك.
-نعم؟! وجهه؟!!
-أه وجهه..أكدب يعني ..الحق حبيب الله وأنتي بسم الله ماشاء الله يعني ..هي شتيمة ولا حاجة؟؟!!
تذكرت على الفور كلمات وفاء عن الدنيا خارج المنزل ربما حان وقت التغيير،ما تنتظر أن يُفعل فيها حتى تتغير بالفعل...يجب أن تواكب خطوات الحياه الراكضة.
أبتسمت بصعوبه وقالت :
-ممكن أستلم شغلي أمتى؟
-وقت ما تحبي
-دلوقتي
-أوكي ....تعالي معايا أعرفك على مديرك المباشر وتشوفي مكتبك.
وقفت تتقدمه بخطوات متوسطة وهو خلفها يظهر بمظهر الثابت قد وقف يضع يده على قلبه يصرخ داخلياً (أاااااااه هتموتننننننني)
سار يوازيها في الخطوات يعرفها على المكان وعقله يهتف(لمبة ألاووز ماشيه في المكان ياناااااااااس)
____________سوما العربي__________
تململ زيدان في جلسته بالسبت فترجل منها يمشي قدميه حين ورده إتصال من والده فجاوب على الفور:
-صباح الخير يا حاج
-أنت فين؟
-طب رد الصباح يا حاج حتى
-أنت فين بقولك
-في مشوار
-مشوار إيه؟
-شغل...شغل يا حاج
-شغل أن...طيب سيب الشغل وتعالى عايزك
-حاضر يا حاج هخلص الي في أيدي وأجي
أغلق المكالمة وعينه على نفس المبنى الكبير الذي لم تغادره حوريه بعد.
هز قدميه يفكريتقلب الفكر برأسه كانت بيده وهو من أقدم على فتح الباب للفراق لما لم يثبت على موقفه حتى النهاية إن كانت تريده ستعود.
وفي دقيقه كان قد أشعل السيارة وتحرك مغادراً يفكر أن ما يفعله هو الصواب رغم صعوبته.
___________سوما العربي___________
صرخت رنا بهلع ترفض الفكرة برمتها وقالت:
-أرجوك لا تتركني في أي يابسه أنا أريد العودة لمصر.
نظر لها الرجل بضيق يردد:
-لكل شيء ثمن يا حلوة وما دفع لي لا يكفي كيف ستدفعي وقد غادر الطبيب ومن قبله زميلتك الجاريه في اول ميناء، أنتي هنا وحدك هل تملكين مال؟
-لا
طالعها بمكر ثم قال:
-لا بأس فأنتي تكفين
-ماذا؟!
-نعم يا حلوتي..فساعات من المتعة تكفيني..هيّا أنزلي لتلك الغرفه معي ولا تتذمري.
بدأت تهز رأسها بهيستيريه وهي لا تتخيل أن شرفها الذي جاهدت للحفاظ عليه وكادت أن تفقد حياتها لأكثر من مره بسببه سيهدر هباءً هكذا على مركب في وسط المحيط ثمن للعودة على يد هذا الرجل القذر وهي التي رفضت ملكاً.
أنتابها الهلع وبدأت تصرخ بجنون فيما تقدم الرجل يدفعها لتنزل معه .
أستمر في دفشها بحيوانية وهي تصرخ والجميع يشاهدها لكن لم يتدخل احد.
دفعها لأحد الغرف وهي تحاول ضربه مع الصراخ المتواصل لكنه مد يده يمسك فستانها الثمين كي يشقه متلهف لرؤية جسدها ...إنها على بعض خطوة واحدة من الأغتصاب .
قذف الله لعقلها جمله واحدة من رحمته فصرخت:
-أنا مريضة إيدز
أبتسم الرجل على سذاجتها فظهرت أسنانه الصفراء الغير متساويه وردد:
-تظنيني أبله كي تمرؤ علي تلك الحيله الساذجه...تعالي يا حلوة أنتي مكافئتي الليلة.
-لك ما أرت أن كنت ترغب في الموت
كملة موت نجحت في إخافته فتراجع بجسده لتكمل:
-لقد كنت جاريه عند أحد الوزراء في البلاط الملكي وهو مريض بالأيدز لكنه يتكتم على الأمر كي لا يفضح.
-هممم لكن تمنعك تمنع عذراء.
-وهل بالحرملك يتركون فتاة عذراء يا رجل؟!
كلامها كان مقنع من حسن حظها فخاف الرجل على نفسه وابتعد لكنه عاد يقول:
-ربما كنتي محقه...لكن مازلت لم أخذ ثمن حملك لمدينتك
-لا أملك مال.
نظر الرجل للقرط المتدلي من أذنها يردد:
-سأخذ هذا.
-ماذا؟ أنه من أبي
-جيد أنزلي إذا لأول جزيرة
-لا لا موافقة
ثم حاولت خلع القرط وأعطته له ...نظر له بتقييم ثم قال:
-لا يكفي
-لا أملك غيره
-همممم ... أعطيني ملابسك الثمينة هذه ففستانك وحده ثمن بقرة وبلدتها.
-وماذا سأرتدي
-ليست مشكلتي ولكن...خذي
أعطاه زوجين من أكياس الخيش الذي يوضع فيه القطن مردداً:
-لتعلمي فقط كم أنا رحيم.
بعد دقائق كانت رنا متكوره من البرد في أحد الأركان وقد شقت رأس شوالين من القطن ليدخلا من رقبتها ويساعد تضاعف الطبقات على مدارات جسدها لكن لم يمدوها بأي دفء لكن عليها ان تتحمل حتى تعود للديار من جديد تحت أي ظرف .
___________سوما العربي__________
جلس الملك يتجرع كأسه بمرارة يشعر بالهزيمة والحزن والهزال لقد أهانته...إهانة نكراء
ووقف أمامه كبير الحراس يخفض رأسه وهو يخبره:
- لقد جمعت مجموعة من خيرة رجالي وهم مكلفون بالبحث عن السيدة ميرورا
-أوقف كل هذا
-ماذا؟
صدم كبير الحرس بينما يستمع لأمر الملك فقال راموس:
-لا تبحثوا عن أحد يوجد بمملكتنا أمور أولى بكثير من البحث خلف جاريه هاربه ..لا أريد الحديث عنها مطلقاً.
نظر كبير الحراس أرضاً يردد:
-أمر مولاي
وانصرف بينما رفع راموس كأس جديد يتجرعه بمرارة وهو يكبت الدموع في عيناه ليست هي من سيبكي عليها الملك وسيمنع ذكر أسمها أو سيرتها في البلاط كله فلتذهب للجحيم ..
وبعد مرور أيام
جلس على مكتبه بغضب فبرغم الوقت الذي مر وبرغم منعه ذكر سيرتها أو التحقيق في هربها إلا أنها لا تفارق عقله .
دق الباب ثم دلفت أنجا بخطوات ثابته واثقه من هدفها وقد عزمت على إنهاء تلك القصة من جذورها:
-مولاي
-ماذا هناك أنجا؟
-ميرورا يا مولاي...
قاطعها بغضب رغم إنتفاض قلبه لذكر سيرتها لكنه قال:
-لا أريد سماع شيء
-لكن يا مولاي ربما يجب ان تعلم كيف خرجت من هنا كي تنهي آلقصه بالفعل
رفع الملك رأسه عن الأوراق التي تصنع بالأنشغال فيها لتقول أنجا بفحيح:
-لقد هربت مع عشقيها مولاي.
هل الملك واقفاً بينما أنجا تكمل:
-هربت مع الطبيب........
يتبع
الفصل الواحد والعشرين
هل جربت يوماً إحساس الطعن بخنجر من الظهر؟ أم انك قد سمعت عنه فقط؟
انه يشق عظم الصدر
نصفين ويخترق القلب، يحتاج لقوة وغل شديد حتى يفعل.
فبينما هو كان يحميها وينقذ حياتها وهو يموت رعباً من ان يمسها مكروه أو تشعر بأي ألم أو إهانه كانت هي تعشق غيره وتخطط معه للهرب من الملك المغفل.
سيطرت عليه شياطينه وتلبسته نيران متقده لن يطقئها نهري دجله والفرات معاً.
وقف عن عرشه يردد بأمر :
-أحضروهما لعندي ، أريدهما تحت قدمي بغمضة عين.
حاولت أنجا التدخل لتصرف تفكيره عن تلك النقطة فأمره هذا لم يكن بحسبانها :
-مولاي ..أهدأ أرجوك..صحة جلالتك أهم بكثير من هاذان الخونا ...مملكتك ورعيتك بحاجة لك مولاي خيراً بكثير من الاهتمام بأمر فتاة لم تهتم بك.
نظر لها بحده فأحنت رأسها بخضوع ثم بدأت تتحدث فيما فعلت كل ذلك لأجله حتى تصل لهدفها :
-مملكتك ورعيتك بحاجه لك وهي أولى بأهتمامك سيدي حتى انك ستجني ثمار تعبك ومجهودك و وقتك بخلاف ما ستجنيه ان أنشغلت بأمر تلك الفتاة البيضاء التي لم تعد على جلالتك سوى بالتعب و الحزن و الإنشغال، وربما....ربما قد حدث كل ذلك من عند الله كي يعطيك درساً وينذرك بالأ تسعى وراء قلبك فجلالتك كنت ترفض كل الفتيات اللواتي نعرضهن عليك سواء جواري أو بنات النبلاء والعظماء أو أميرات ومِلت فقط لتلك البيضاء.
رفع راموس عيناه لها بضعف هو بالفعل لم يمل سوى لها فماذا جنى سوى ذلك الوجع المسموم الذي يخترق أضلعه.
إبتسامة خبيثه تشكلت على جانب فم أنجا وهي تشعر بأنها قد أحسنت إصابة الهدف و أوشكت على الفوز فأكملت:
-ربما ما حدث كان جيد بل جيد جداً لتتعلم يا مولاي.
ناظرها بقوة فشعرت بأنها قد أخذت حريتها في الحديث أكثر من اللازم مع الملك فأخذت تقترب منه وهي تتحدث بلطف:
-عذراً جلالتك ان كنت قد تخطيت حدودي لكن أنا الآن أتكلم بلسان الأخت والشقيقة ورفيقة الصبا، لجلالتك لست مجرد أخ في الرضاعة بالنسبة لي، أنت رفيق طفولتي.
نجحت في الضغط على الوتر الحساس لديه وربما كانت تتكلم بصدق نابع من قلبها تلك المرة،وضعت يدها كل كتفه كأنها تؤازره ثم همست:
-صدقني مولاي مذ اول دقيقة رأيت فيها تلك الفتاة لم تعجبني ولم أرتح لها لكنني آثرت الصمت ما أن لاحظت إعجابك لها..قولت ان الملك رجل ومن حقه التنعم بحياته مع الفتاه التي تعجبه لكنها لم تكن كذلك وخذلتك.
ابتعدت خطوة ثم أكملت بصوت رخيم:
-لقد كان درساً قاسياً راموس..قاسياً جداً لكن جيد فأنا متأكدة أنك قد تعلمت منه ولن يمر مرور الكرام...من يدري ربما ما جرى كان بمصلحتك لتعلم أن حياة الملوك لها قوانين لا يسمح بأختراقها.
هز راموس رأسه إيجاباً فحديث أنجا رغم قسوته إلا أنه صحيح مئة بالمئة.
________سوما العربي________
جلس محمود في شقته أمام أحد زملاء الذي تعرف عليه مؤخرًا وقد ظهرت عليه أمارات عدم الرضا ينظر للهاتف قليلاً ثم ينظر لصديقه :
-إيه يا عم طارق ده الفيديو مش مكمل خمسمية لايك نصهم أصلاً من الأكونتات المضروبه الي عندنا.
عبس طارق مردداً بنزق:
-أعملك آيه يعني
-هؤ آيه الي تعمل أي ما تتصرف يا عم طارق
-أتصرف اعمل إيه هو أنا ساحر
-امال فين كلامك أنا طارق كابو أنا عمهم في السوشيال وفي الآخر مافيش ولا فيديو طالع إكسبلور.
-أعملك إيه أنت الي ريشتك واقع
-هو ايه الي واقع أنا ترند مصر وصوتي مزلزل السوشيال كلها،أنا نجم اليوتيوب يا عم كابور
-ترند خناقه يا حبيبي لما كنت في المسابقه أياها والناس تابعتك على حسها حبه ولولاها لا كان حد سمعك ولا حس بيك أنت صوتك ده كله جعير واحنا عارفين
-ما كلها بقت بتجعر يا عم هي يعني جت على محمود عصفوره وهتقف؟!
وقف طارق بملل قائلاً وقد نفدت طاقته:
-اهو حتى جعيرك مش مقبول قابلين جعير الكل وأنت لا هقول إيه؟...قِرف...سموعليكو.
فوقف محمود على الفور يقول:
-أستنى بس ياعم كابو احنا لسه بنتكلم
-كلامي خلص سلام...كفايه مضيعه للوقت.
غادر طارق وترك خلفه محمود ينظر على صفحاته على كل التطبيقات وهي بالنازل وحالها لا يسر مطلقاً يسأل هل ضاعت كل أحلامه و أماله؟ ألن يصبح نجماً كما أراد؟! لقد ضحى بالكثير في سبيل ذلك ولن يصل في النهاية؟!!! لا ...لا يمكن.
___________سوما العربي________
لحظات صمت ومتابعة طالت من طرف فردوس وزوجها وهما يناظران أبنهما البكري وهو يتناول طعامه بمضض، يتناوله فقط ليظهر بمظهر الناجي بينما الحقيقة أنه غارق في حزنه حتى لو حاول التظاهر بغير ذلك.
لم يستطع شداد ان يصمت وينتظر بل تحدث بشئ من الغضب:
-هو أنت فينك يابني كده مش عارفين نتلايم عليك
أبتلع زيدان كسرة الخبز بصعوبه في حلقه الناشف ثم رد:
-ليه بس مانا موجود اهو
-هو فين الي موجود ده؟ أنا بقالي كام يوم متصل عليك وقولت لك عايزك ضروري؟ وانت من ساعتها عامل فيها مشغول ومش عارف أشوفك إيه الحكاية بالظبط؟
-احمم...حقك عليا يا حاج..أنا معاك أهو قول..في حاجة في الشغل؟
تنهد شداد بغضب فأبنه مُصِر على المراوغة لذا تحدث بحسم في صلب الموضوع:
-طلقت البت ليه يا زيدان
ترك زيدان الطعام من يداه التي أنهبدت على الطاوله من شدة الغضب والحزن والشعور بقلة الحيلة حين يتترق الحديث لعندها.
سحب نفس عميق يتجنب الرد فهتف شداد:
-ما ترد عليا
فرد زيدان بعدما صر على أسنانه وأغمض عيناه:
-عشان هو ده الصح
تدخلت فردوس حينها وقالت برفض تام:
-صح إيه يبني الي بتقول عنه هو خراب البيوت بقا صح دلوقتي؟! حقى بطلو ده وأسمعوا ده.. ماتقول كلام يتعقل يابني
-ساعات بيكون صح
-مين قالك كده هو الطلاق بقا بالساهل كده أمتى وإزاي هانت عليك البنيه ؟ انت بقيت كده أمتى يابني؟
وقف عن كرسيه يهتف بتعب عبر وأخذ يشيح بيديه يعبر عن غضبه ويخرجه:
-ايوه هو ده الصح؟ ماشوفتوش محمود؟ أهو رجع،ماعملتوش حساب رجعته.. هنعيش ازاي معاه في بيت واحد مع الي كانت خطيبته وحب عمره.. ده رجع وبقا بيطالبني بيها كمان وشويه شويه كنا هنتخانق عليها...طب بلاش ...قولولي كانت هتطلع ازاي وتنزل وهو معاها في نفس البيت ولا كل شويه نمسك في خناق بعض؟! ولا كنت هعيش ازاي مع واحده مغصوبه عليا ولولا الي حصل ماكنتش إضطرت تتجوزني ولا أنا يعني عشان عنست زي ما بتقولو ف ماصدقتوا؟؟
وقف شداد عن كرسيه بتروي حتى وصل ووقف أمام أبنه يقول:
-ماشي ...يمكن عندك حق ...بس قولي ذنب البت ايه عشان تفضل سنين مخطوبه لواحد يسيبها في الكوشه فتجوز اخوه اللي بيطلقها بعدها بكام شهر ومن غير سبب...ده كده الناس تقول ان الحكاية فيها إن خصوصاً انك ماطلقتهاش إلا بعد ما محمود رجع...الناس كلها مغلطانا وأحنا تجار وصنايعيه يعني راس مالنا إسمنا...خدنا البت لحم ورميناها عضم وبقي شكلها زي القطران وسط الحاره.
صمت شداد يسحب نفس عميق ثم أردف:
-أنت آبني أنا الي مخلفك مش أنت الي مخلفني ويقولك لو كنت عملت كده عشان تخيرها وترجع لك بس بمزاجها فأحب أقولك انك طينتها ولو بتموت فيك عمرها ما هترجع لك، دي لو عدت من قدام بيتنا حقها ما ترميش السلام حتى وأنت قاعد مستنيها ترجع !!!!!!
وقف زيدان مبهوت مما سمعه دفعه واحده وكان رد فعله:
-؟!!!!؟!!!!!!
_________سوما العربي_________
دفعت حوريه الأوراق من أمامها والإحساس بالفشل والغباء يسيطران عليها لدرجة أنها تحبس دموعها بقوة تردد :
-بقرة في بحر علم
سندت بذقنها على كفّها وبدأت تفكر في التراجع والهرب أن تتقوقع مجدداً في منطقة الراحة لتهمس لنفسها من:
-وارجع أقعد في البيت وأستنى العدّل...لأ وألف لأ..شدي حيلك وعافري شويه بشويه هتوصلي .
رفعت أنظارها لتجد شاب رشيق يجلس على مكتبه المقابل لمكتبها فتنحنحت بحرج قائلة:
-أحمم.. أستاذ مصطفى.
رفع أنظارها له فقالت :
-ممكن تقولي أكمل الشيت ده إزاي
رد ببرود:
-هو مش مستر ياسر فهمك
-أأيوة بس أنا متلغبطة في الخانات قوي ومش عارفة أعمل أي حاجة.
نظر في ساعة يده ثم قال:
-اه...طيب حاضر هجيب بس قهوة من البوفيه وأجي.
ثم خرج من الغرفه وهو يتمتم:
-جايبين واحده مش عارفه لا ورد ولا إكسل وعايزين يشغلوها وتقعد على مكتب لأ وعايزاني أعلمها كمان..أصلها كانت ناقصه هم.
مر الوقت وحوريه تجلس على مكتبها تنتظر لكن لم يعد وقد أوشك الوقت الذي أعطاها إياه رئيسها المباشر ان ينفد فخرجت خلف مصطفى تبحث عنه وذهبت للبوفيه حيث أدعى أنه ذاهب لهناك
دلفت للغرفه لتجد وفاء تقف أمام مكينة الأكسبريسو تصب القهوة في أحد الأكواب وما ان رأت حوريه حتى سألت:
-إيه حورية الشركة بتدور على حد ولا ايه؟
-ايوه ماشوفتيش مصطفي
-مصطفى مين؟
-زميلي في المكتب طلبت منه يعلمني حاجة وخرج من نص ساعه قال لما يجيب قهوة هييجي يعلمني ومن ساعتها مارجعش.
-ومش هيرجع يا حبي ولو رجع هيصدرلك الطرشه ومش هيعلمك حاجه..ماحدش بيعلم حد يا حوريه والقديم المتودك بيسيب الجديد يضبش وبيقعد يتفرج عليه ويقول سيبه يعك أنا هتعب نفسي وأعلمه ع الجاهز ليه أنا كان مين علمني...كله هيقف يتفرج عليكي وهو متمزج وقاعد كمان مستني لك غلطه.
بهت وجه حوريه وهي تستشعر أنها بعالم غريب غير العالم الذي تعرفه..عالم لا تفقه عنه شيء ولا تعرف كيف تجاريه ولا كيف ستكمل فيه..هل تستلم من الآن أم ماذا؟
فهمست بضياع:
-طب والعمل؟
ردت وفاء ع الفور تنصحها :
-تضبشي يا غرقتي يا وصلتي
أكملت وفاء وضع القهوة على الصينيه ثم التفت مغادرة:
-هوصل القهوة دي وأجيلك
تركتها بثبات واتجهت ناحية مكتب عاصم الذي سألها :
-وفاء أيه الأخبار؟ حورية بتعمل ايه؟
-ماشي الحال.
أضاء عقلها بفكره فألتفت له تسأل:
-الشوق غلاب..تلاقيها وحشتك...
صمت عاصم متنهداً فهتفت بحماس:
-والي يجيبها لحد عندك؟
أشتعلت عيناه بالأدرينالين وهتف:
-أدي له عنيا
مدت يدها تبسط كفّها أمامه مطالبه وقالت:
-هعمل أيه بعينك أنا مش بتاجر في الأعضاء أنا عايزه فلوس
-أنتي إييييه يا بنتي...مابتشبعيش؟ منشار؟ كل شويه عايزه فلوس
فصرخت في وجهه:
-إييييييه ..مانا على وش جواز...بجهز إنت عارف التلاجه الواحد وعشرينً قدم بقت بكام دلوقت؟
ناظرها بزهق ويأس ثم أخرج مال من جيبه وأعطاه لها مرددا:
-أظن دول كفايه
-لأ
-نعم؟؟!
-بصراحة أنا عيني من التلاجه أم حنافية
-الي يتنزل تلج صح
-إسم الله عليك...عارفها؟
-عارفها..خدي حار ونار في جتتك.
هبشت منه المال ثم غمزت له:
-هبعتهالك لحد عندك.
اتجهت ناحية الباب وقبلما تغلقه همست:
-ربنا يوفق الدنيا على بعضها ان شاءالله.
أرتمى على كرسيه يهمس:
-منك لله.
ثم دار حول كرسيه وهو يهمس:
-بس كله يهون عشان خاطر حوريه.
___________سوما العربي_________
تمشت في الرواق تعد المال الذي أخذته من عاصم بفرحه كبيرة ، لمحت حوريه مازالت تجلس وهي تنظر للأوراق أمامها بقلة حيله وتعب فدست المال بجيبها وتقدمت منها قائلة:
-أنتي لسه واقفه محتاره
-حاسه إني غرقانه وعبيطة وجاهلة،مش عارفة جبت منين قوة القلب إني انزل أشتغل وأنا ماعرفش الألف من كوز الدرة.
-من الخبطات اللي أخدتيها
إجتاح حوريه شعور بالحزن والضيق ما ان ذكرتها وفاء بما حدث معها فنظرت أرضاً بحزن وشرود لكن وفاء لم تترك لها الفرصه وهتفت بحماس:
-ماتزعليش ولو الي اسمه مصطفى ده مارضيش يساعدك روحي للي أحسن منه
-مين؟!
-مستر عاصم
-مين؟!!
-أيه وقعتي على ودنك...بقولك مستر عاصم
-المدير؟!
-هو
-بتهزري مش كده
-لا بتكلم جد
-بس....
-مابسش أنا كنت لسه عنده بدخله القهوه وبصنعة لطافة كده فتحت معاه الموضوع وبصراحة الراجل كان متفهم جداً وقالي أخليكي تروحي له ومعاكي اللاب بتاعك وهو هيفهمك كل حاجة واحدة واحده
-بجد؟! بس ده المدير يا وفاء يعني المفروض ماحسسوش أبداً إني مش عارفة أ ب شغل.
-ياستي ده بدل ما تحمدي ربنا أنه موقعك في مدير عسليه
-عسليه؟!
ضيقت وفاء عينها تردد:
-الصراحه هو عسليه عسليه يعني ده كفايه ريحة برفانه يخربيت أمه.
نظرت لحوريه وأكملت بإندفاع:
-حد يبقى قدامه فرصه يقعد مع مز زي ده ويقول لأ...أنتي غاويه فقر ليه.
تقدمت بخطوات مترددة من مكتبه تشجعها كلمات وفاء الحماسيّة،فتحت الباب بخفه ودلفت بتوتر ليتهلل وجهه ما أن رأها، للحق حوريه تمتلك هيئة تشرح صدر كل من يراها وذلك هو تأثيرها على الجميع وليس عاصم فقط.
تقدمت بحرج تقول:
-ممكن أسأل حضرتك على كام حاجة في الشغل
-ممكن طبعاً
شجعت نفسها تخبرها انها لابد أن تتعلم وتجتاز كل الحواجز حتى تفهم الشغل وكيف يدار وتتكون لديها خبرة ولو مبدئياً متواضعه حتى تستطيع التحول لفتاة قويه يمكنها الأعتماد على نفسها .
شردت لثواني تتخيل نفسها مثل الفتيات اللاتي تراهن على إنستغرام ترتدي ملابس رسميه وتحمل لاب توب تتقن التعامل معه ،تمشي بخطوات قويه ثابتة حتى تصل لسيارتها الفارهه،تفتح الباب ثم تقودها بخبرة وثبات.
عادت من شرودها على صوت عاصم يناديها فنظرت له وقررت التمادي لتتعلم وتصل لما تريد وتخرج من تلك البوتقة التي وضعت فيها منذ ولدت بسبب خوف والدتها عليها.
ألتف عاصم من خلف مكتبه وجلب أحد الكراسي يضعه بجوار كرسيها كي يجلس بجوارها ثم قال:
-ها إيه الي واقف قدامك .
قررت حوريه إستغلال الفرصه التي ربما لن تسنح لها كثيراً وبدأت تسأل وتستفسر عن كل ما تجهله مستغله حلمه وطول باله معها وعاصم يجيب ويعلمها بهدوء تام وبعينه نظرت إعجاب واضحه لأي فتاة وقد تعمد في إظهار ذلك.
_________سوما العربي________
أستيقظت من نومتها على أرضية سطح السفينة على صوت تهليل وصياح قادم من حولها،انكمشت عيناها من أشعة الشمس وأستغربت فهي وكأنها تعرفت على تلك الأشعة الخاصه من الشمس،تشبه شمس بلادها.
وكأن حتى الشمس وأشعتها تفرق من بلد لبلد فقد تهلل أساريرها ما ان علمت بإحتمالية صدق حدثها وهي تستمع لترديد إسم الإسكندرية وسط هتاف الركاب فهل وصلت الي ميناء الإسكندرية؟
أسرعت تستند بيدها على حافة المركب كي تقف فقوى جسدها باتت لا تسعفها، فعّلت بلهفة وقد أشرقت أخيراً الحياة بداخلها من جديد وهي ترى بوضوح ملامح عروس البحر الأبيض المتوسط التي تحفظها جيداً فقد سافرت لها مراراً.
ساعدتها الفرحة على الإنتصاب على قدميها جيداً رغم هزالها الشديد وبدأت تتنفس بسرعة رهيبه وهي تبكي من شدة الفرحة.
وبعد دقايق نزلت من سلم السفينة وأرتمت على أرضية الرصيف وشرعت تبكي....تبكي بقوة وهيستيريا إنها بأمان الآن أنه الشعور الذي لطالما استمعت عنه ولم تفهمه سوى الآن جمله شامله يقولها الأجانب تجسد تشعر به حاليا بالضبط "bake to home "
_________سوما العربي_________
جلس على كرسيه أمام ورشته ينفس دخان أرجيلته بشرود لا يخلو من الحزن ليتفاجأ بصديقه يجلس بجواره بلا سلام أو كلام فقط جلس لجواره بصمت تام ثم مد يده والتقط مبسم الأرجيله منه يشاركها معه.
ظل زيدان على صمته ينتظر حديث صالح المتواصل،أن يلومه وينهره على ما فعل ويعبر عن غضبه ورفضه الشديد لما جرى لكن لم يحدث نظر له زيدان ثم قال:
-غريبه، ساكت يعني
-مستنيني أقولك حاجه ولا حاجة كفى الله الشر!
-ماعرفتش يعني الي حصل
نفس صالح دخان الأرجيله ثم أردف ببرود:
-لا أزاي بقا ده حتى الحته كلها مالهاش سيرة غير الي عملته أنت وأخوك في حوريه بنت الحاج سعيد.
تحفز زيدان وتململ في جلسته ثم سأل :
-بيقولوا إيه؟
تجاهله صالح ورد ببرود:
-يا عم ولا يشغلك، هو مش أنت عملت الي أنت عايزه والي يريحك سيبك من أم الناس أهم حاجة راحتك يا معلم زيدان، مش أنت مرتاح بردو ولا أيه؟!
-صااالح
-عايز ايه يا زيدان، مالك كده، هو أنت كنت فاكر إيه ولا دماغك كان فيها إيه وأنت بتاخد قرارك لأ وكمان بتنفذه من غير ما ترجع لحد..وأنا قاعد وعارف انك بتغلي دلوقتي وندمان ومستني بقا أنصحك...لا مش هنصحك، مانا ياما نصحتك خليك بقا كده ...الدنيا إخيتارات يا زيدان وأنت إختارت تعيش مغلوب على أمرك هعملك إيه ...ده لا أنا ولا ميه زيي يقدروا يعملوا لك حاجة طالما أنت من جواك مش عندك نيه للتغيير.
لم يكد صالح ينهي كلماته حتى وجد حوريه تتقدم في الشارع بخطوات متوازنة لا مبالية فأبتسم صالح بمكر هاتفاً:
-أوبااااا..المزة بتاعتك جت أهي.
رفع زيدان عيناه ليجد أنها هي بالفعل بينما وضع صالح يده على فمه يقول مصححاً بسخريه:
-اه صحيح نسيت مابقتش بتاعتك خلاص
زجره زيدان بعيناه غاضباً في نفس اللحظة التي مرأت فيها حوريه من أمامهما وتجاوزتهما دون ان يرمش لها جفن.
فلم يتحمل زيدان وقف عن كرسيه وذهب خلفها بخطوات واسعه وهو يناديها :
-حورية.
كانت تمشي عادي... لكن ما ان أستمعت لصوته يناديها سرت رجفة خوف في جسدها وبدأت تزيد من سرعة خطواتها بطريقه مرعبه ملحوظة أجفل هو شخصياً منها فزاد من سرعة خطواته اكثر ونادها مجدداً:
-حوريه...أستني بقولك.
لكنها لم تمتثل لأمره بل تحولت خطواتها الواسعه إلى الركض ناحية البيت بطريقة مجنونة فأضطرته ان يركض هو الأخر خلفها وانتشل ذراعها يوقفها أمام باب منزلها بغضب وعافيه هاتفاً:
-هو أنا مش بنادي عليكي
التفت تنظر له وقالت برفض قاطع:
-سيب إيدي.
-ولو ماسبتهاش
-سيبها أحسنلك
-حورية؟؟؟ أيه الطريقه اللي بتلكمني بيها دي؟ أنا زيدان
-زيدان مين؟ أنت بالنسبه لي راجل غريب ماسك أيدي
وجعته الكلمه في صميم قلبه وهمس:
-غريب
-والله؟! أمال أنت مفكر أيه؟ قولت لك سيب أيدي
-تؤ
هز رأسه رفضاً ومازال ينظر لها بإشتياق وحنين ثم قال:
-وحشتيني قوي يا حوريه
زلزلتها نظراته والطريقه التي تحدث بها كانت لحظة ساحرة ربما لن تنساها طوال حياتها.
في نفس اللحظة همس طارق لمحمود قائلا:
-هو ده الوقت المناسب
اعترض محمود بخوف
-بس
-مابسش ..ريتشك واقع..أن بتضيع وأخوك واقف يحب في خطيبتك وأنت لسه هتبسبس....أسمع مني دي فرصه العمر اكتر حتى من المسابقه الي سبت خطيبتك في الكوشه بسببها..الناس بتموت في الفضايح والخناقات وترنداتها..ده أنت هتفضل ترند سنه كامله...يالا دوووس..ماحدش بينفع حد.
بالفعل تشجع محمود وتقدم منهما يضع كفه على يد زيدان التي لازالت تقبض على ذراع حوريه ثم قال:
-هي مش قالت لك شيل أيدك؟ ايه هو بالعافية؟
أشتعلت الغيرة بقلب زيدان وقال له:
-أنت إيه الي جايبك هنا وايه الي مدخلك بينا أصلا؟
-نعم؟ شكلك ناسي إنها خطيبتي وكنا يومين وهنتجوز لولا أنك أستغليت الظروف وخطفتها ليك ...طمعت فيها لنفسك.
حاول زيدان كظم غيظه وقال من بين أسنانه وهو يكرر قبضة يده:
-خد بالك من كلامك يا محمود أنا مش عايز أتغابى عليك.
-خد أنت بالك عشان دي خطيبتي وانطلقت منك عشان ترجعلي ولا إنت مش واخد بالك ولا إيه ولا أقولك أهي قدامك أهي ردي عليه يا حوريه وقولي له.
احتدت عينا زيدان وقال:
-مالكش دعوة بيها.
-لأ ده أنا أكلمها زي ما أنا عايز أنت سامع ولا لاء.
نظر محمود لحوريه التي تقف بينهم تهتز بصمت وترتعش من الرعب وهتف بصوت عالي:
-ردي عليه يا حورية قوليله أنتي مختارة مين أنا ولا هو؟
-محموووووود...أنا بحذرك لأخر مرة مش عايز أمد إيدي عليك احنا أخوات.
-أيه يا حبيبي مش عايز تسمع الحقيقة وأني اول ما رجعت جريت تطلب الطلاق منك عشاني ولا تكونش مش واخد بالك مثلاً.
نقحت على زيدان كرامته فهتف على الفور:
-مش هي الي طلبت الطلاق أنا الي طلقتها من نفسي.
نظرت له حوريه مصعوقه مما تفوه به وكأنه يتفاخر بأنه هو من فعل.
وإجتاح زيدان الشعور بالندم الكبير عما تفوه به بسبب نظرتها التي لن ينساها طوال حياته.
لم يمهله محمود الفرصه لأي شيء وحاول إزاحة يده عن حوريه بعنف:
-شيل إيدك عنها بقولك
-لم نفسك يا محمود وماتدخلش بينا.
لكن محمود لم يعتبر لحديثه وبادر بلكمه لكمه عنيفه جعلت زيدان يردها له دفاعاً عن نفسه وبدأت حوريه تضع يدها على أذنيها تصرخ بهلع شديد جعل أهالي الحي يجتمعون سريعاً من بينهم شداد وفردوس وأحدهم يسأل:
-هو في أيه من بيتخانق.
ليجيب أخر:
-دول ولاد الحاج شداد....ماسكين في خناق بعض عشان حورية بنت الحاج سعيد الله يرحمه.
زادت حدة المشاجرة ونزلت فردوس وشقيقتها فوزية مفزوعين على صوت العراك كذلك فردوس وزوجها شداد يحاول الفصل بين ولديه ومعه صالح الذي لم يقدر على زيدان وبالخلفية يقف طارق يسجل في بث حي كل ما يحدث.
فيما توقفت سيارة بيضاء وهبط منها شاب وسيم يرتدي ثياب أنيقه ومعه فتاه جميلة،يسند بذراعيه "رنا" بسبب هزال جسدها
فصرخت فوزيه:
-رنااااااا....بنتي...
توقف العراك عم الصمت المكان وهرولت فوزيه تجاه ابنتها لتحتضنها لكنها سقطت معشي عليها بين ذراعي ذلك الوسيم وأحدهم يهتف مطالباً بطبيب في الحال.....
يتبع.......
الفصل الثاني والعشرون
جلست ثريا على الكنبة تراقب وحيدتها وهي تفرك الأرض بقدميها جيئة وذهاباً تضرب كف يد بقبضة اليد الأخرى، تتميز غيطاً بينما ترددة بغل:
-بردو بعد كل ده ولسه بيفكر فيها، ورايح يجري وراها بردو، وأنا الي قولت طلقها بمزاجه وزبالها لكن لسه بردو باله فيها...أعمل إيه؟ أعمل إيه؟
تطلعت لوادتها التي تنظر لها بإستياء وصمت ثم هتفت:
-ماتردي عليا يا ماما هو أنا بكلم نفسي
-لا مش هرد وسبيني ساكته أحسن عشان لو رديت عليكي زي ما أنتي عايزه كلامي مش هيعجبك.
تخصرت رشا في وقفتها وسألت :
-ليه بقا ان شاء الله ؟!
-عشان مش عاجبني الي بتعمليه، خلاص حلي في عينك فجأة ولا هي الكحة في إيد حوريه عجبه؟ ماهو ده زيدان الي أتقدم لك بدال المرة اتنين وكنتي ترفضي وتقولي لا يعني لا دلوقتي بقا عليه سكر؟! في إيه قليتي قيمتنا ومخلينا في الطالعه والنازلة متربصين له على الباب عشان نوقفه وننكشه، عيب بقا وأختشي على دمك.
ربعت رشا يديها حول صدرها وهتفت بعناد:
-وفيها إيه؟ ماكنش عاجبني ودلوقتي عاجبني أنا حرة
-وصاحبتك؟!
-أنا وحورية عمرنا ما كنا صحاب هي اللي كانت تملي تناديني أقعد معاها وتقعد تحكي وتتحاكى عن سي محمود بتاعها وبعدين بدل ما تقوليّ كده فكري معايا في حل أنا الي بنتك مش هي.
جفلت ثريا من حديث أبنتها ثم سألت:
-يعني إنتي لسه مصممة على الي في دماغك
لترد رشا بعزم:
-أيوه
___________سوما العربي ________
جلس راموس على عرشه بشموخ يناقش قضية هامة جدا مع مجلس وزراء المملكة وبحضور أنجا أفضى بهم هذا الإجتماع إلى بعض القرارات السياسية والاقتصادية الهامة جداً واكد المجلس أن ينتهي إلا أن الملك قدّ قال:
-لقد قررت مد شبكات الاتصالات داخل المملكة
صمت تام خيم على الجميع و وقفت أنجا مصدومة مما تسمع وقد شردت متذكرة يوماً ما
عودة بالزمن للخلف قليلاً:-
كانت على وشك الدخول لجناحها لولا ان لمحت تلك البيضاء وهي تسير بعجالة ناحية الغرفه الملكية بكامل زينتها التي لم تعتد المبالغه فيها كما فعلت وقتها مما حفز أنجا على تتبعها، بالتأكيد كل هذا التأنق يخفي خلفه طلب ما.
فسارت تتجه لاحد الأركان الخاصه التي لا يعرفها سواها هي و راموس بحكم صداقتهم و وصلت لنافذة صغيرة تظهر ما يجري في غرفة الملك
فكان راموس يجلس على أريكته المفضله وبيده كالعادة ملف مهم يقرأه حتى دلف الحارس يخبره أنها على الباب تنتظر الأذن فسمح لها بذلك ودلفت تطل عليه وقد تزينت وتعطرت واقتربت تتهادى في خطواتها الخفيفة حتى دنت منه تسأل:
-مساء الخير
سقطت الورقة من يده لا إرادياً وقد فتنتنه هيئتها التي أججت رجولته وبحركه سريعه خطفها لتجلس على قدميه ومالت رأسها وهو يميل عليها كذلك مقترباً.
تأملها عن قرب بوله شديد وإعجاب وقد تملكه شعور رائع وهو يرى لمعة عينيها تلك .
مرت يداه تسرح على طول جزعها فأرتعشت بين ذراعيه ليضحك بخفة ثم قال:
-يبدو أن صغيرتي لديها طلب مهم.
رمشت بأهدابها تشعر بالحرج والغباء وهمست:
-هل أنا مكشوفه لهذا القدر أم انك ذكي جداً وشديد الملاحظة.
رفع إصبعيه أمام عينيها ثم أضاف:
-ضيفي على ذلك أنني بت أحفظك
زمت شفتيها كالاطفال تشعر بخيبة الأمل فقال:
-هيّا أكملي صغيرتيً، لما توقفتي؟!
-أكمل ماذا؟
-محاولة إغرائي لقد راق لي كثيراً.
حاولت النهوض من حجره لكنه كان يحكمها بذراعيه وأحضانه التي بدأت تتخبط فيهم وهو يقهقه مردداً:
-حتى غضبك يجعلك لذيذة قابله للعض والأكل.
لا تعلم لما أبتسمت معجبه بضحكته التي أظهرت غمازتيه فرفعت أصبعها بتردد ونظرت له كأنها تسأل هل لها أن تتجرأ وتفعل ليبتسم على فعلتها وليس على براءتها بل لأن شخصيتها العصبيه الحديه المتهوره بدأت في التراجع، باتت تعلم أن هنالك حدود رسمة قوانين تحكم بعض الأمور، الملوك لهم طريقه خاصه في التعامل.
فهم يده يسحب يدها بنفسه لتغرس أصبعها في إحدى غمازتيه فهمست :
-وااااااو..حلوة قوي.
ضحك بخفه ليعلم صدق قولها فهي ما ان تتعصب أو تثور أو تندمج في إحساس صادق تتفوه بلهجتها التي بات يعلم عنها.
مال بهدوء يخطف قبله حب جميله من شفتيها وهي منسابة بين ذراعيه تشعر بالخيبة بسبب تسرب شعور اللذه اليها ما ان يقترب منها...تباً أنها على وشك التجاوب و لولا انه هو من رفع رأسه عنها لكانت تبادله آلان ..سحقاً
نظر لها داخل عيناها و ابتسم بإنتشاء ثم أكمل:
-ماذا تريد صغيرتي.
حمحمت تحاول إستحضار صوتها المسلوب مع أنفاسها تتذكر ما جاءت من اجله بالأساس ثم همست:
-أريد الإطمئنان على والدتي.
-لكن المملكة لا يوجد بها شبكة اتصال صغيرتي
سحبت نفسها من بين ذراعيه واعتدلت لتتحدث معه فلم يروقه وعبث بوجهه لكنها أكملت:
-ولما ذلك؟
-إنها قوانين المملكة
-لكن كيف تعيشون هكذا أنتم منعزلون عن العالم
صمت ينتظر لها دون إبداء أي رد يعني لا إستجابة لديه على ما قالته فوقفت على الأرض تدبها بقدميها مرددة:
-هل أتحدث إلى نفسي أم ماذا؟! أنا أحدثك
-أخفضي صوتك صغيرتي أفضل لكِ...تلك قوانين المملكة منذ عقود ولن تتغير.
-لكن التغير سنة الحياة.
-العمل هو سنة الحياه وليس مضيعة الوقت في التفاهات.
-دخول شبكة إتصال داخل المملكة سيفيدها كثيراً،وسيتصل شعبك بباقي العالم بدلاً من تلك العزله التي يعيشونها وكأنهم مازالوا في العصور الوسطى،إلا يكفي نظام القصر و وجود جرملك للسلطان ونحن بالقرن الواحد والعشرين؟!
وقف هو الاخر أمامها ثم أخذ يتقدم منها خطوة فأخرى حتى أقترب منها وهو يرفع حاجبه الأيسر يرفض مردداً:
-لا
دبت الأرض بغيظ أشد و ولت مغادرة وهو يقهقه عالياً يهتف:
-ماذا صغيرتي هل انتهت فقرة الإغراء؟
عادت أنجا من شرودها على صوت راموس القوي الحاسم الذي صدح ينهي الجدل الدائر في مجلسه من الوزراء بين مؤيد ومعارض وقال:
-من حق الشعب ان يتصل بالعالم من الخارج ويرى الدنيا خارج حدود المملكة ، تلك هي أبسط حقوقه ، أريد من الغد العمل على ذلك المشروع وإنجازه في أقصر وقت ممكن.
جفلت أنجا من الحسم الواضح في صوته ورعبها تلك اللمعة التي رأتها في عيناه إنها لمعت حنين، مازال يتذكرها، بل هو لم ينساها بعد.
جزت أسنانها بغل واضح وهي تكتشف أن المصرية تحكم حتى بعدما رحلت نهائياً وبدأت تسأل بضياع ما العمل؟ كيف تقضي على سحر تلك القبطية ؟
________سوما العربي________
عجت شقة فوزية بأهالي الحي اللذين حضروا ملتفين حول فوزية وأبنتها البعض يدفعه الفضول والكثير يدفعهم الواجب والعشرة بما فيهم زيدان و والديه و محمود و حوريه و والدتها
ومن وسط الجمع صدح صوت أحدهم:
-وسعوا يا جماعة للدكتور .
ثم أقتحم الطبيب الجمع يشق طريقه وسطهم نحو الغرفه الشبه مغلقة
تولى الحاج شداد أمر إصراف الناس وفض ذلك الجمع يخبرهم ان الفتاة بحاجة للراحه ويمكنهم القدوم للأطمئنان عليها فيما بعد
وما ان انفضوا حتى إلتفوا جميعاً لذلك الشاب الذي لا يزال واقفاً وقال :
-كتر خيرك يابني على معروفك ده مع بنتنا ...إلا إسم الكريم إيه
-مصطفى يا حاج
-عاشت الأسامي،هو إيه الي حصل ؟
تردد الشاب لثواني ثم تفوه أخيراً:
-ابداً أنا قابلتها في المينا عندنا في أسكندرية وكانت أختي معايا ثم أشار على فتاة تقف لجواره وأكمل:
-والأنسه كانت واقعه على الرصيف مغمي عليها ومش معاها أي حاجة خالص لا موبايل ولا بطاقه ولا أي حاجه حاولت أنا وأختي نفوقها على أد ما نقدر وهي دلتنا على المنطقه هنا.
شداد يصغي بإنتباه وتركيز لكن زيدان مشغول البال،فهو طوال عمره كان رجل وقور شديد الثقه بنفس يقدر الرجال ويعلم ان معرفتهم كنوز،لكنه الآن يقف يشعر بالغيرة ولأول مره تنتابه فكرة المقارنة.
يقارن نفسه بذلك الوسيم يريده أن يغرب عن وجههم الآن وإلا تراه حوريته.
جز على أسنانه ما ان دمغ إسمها بياء ملكية وهو يحدث نفسه، يدرك أنه بات يراها خاصته وهو قد بادر بنفسه وطلقها، أي فعلة حمقاء قد أقدم عليها؟! واين كان عقله حقاً؟! غبي ....غبي...هكذا نعت نفسه ولم يستطع الأنتظار فأقترب من الوسيم يشكره على عجالة قبلما تخرج من العرفة قائلاً:
-متشكرين جميلك ده على راسنا بس أنا بقول يادوب تلحق تمسك الطريق عشان توصل اسكندريه قبل المغربيه.
نظر له شداد بطرف عينه وكذلك فردوس التي بادلت زوجها النظرات المتنمرة وصمتت.
وفي ظل الصمت وتوتر الأجواء هذا إنحرج الشاب وانصرف مغادراً مع شقيقته.
مرت دقائق من الصمت خرج بعدها الطبيب وخلفه فوزيه وفوقيه وحوريه التي سألت:
-خير يا دكتور
-خير ان شاءالله..هي عندها ضعف عام وسوء تغذيه كمان أعصابها تعبانه وفي إرهاق شديد أنا هكتب لكم شويه محاليل ضروري النهارده ومن بكره نقدر نوقفها ونعتمد على الأكل بس لازم محاليل النهارده عشان تقوم الدنيا معاها شويه وهكتب لكم على كورس علاج ياريت نلتزم بيه لحد ما نشد حيلها وياريت نبعد عن الأرهاق والزعل
-حاضر يا دكتور
أبتسم لها الطبيب إبتسامة جعلت زيدان يعتدل في وقفته بتحفز شديد فيما أكمل الطبيب:
-ياريت يا أنسه حوريه تواظبي معاها على الادويه وده الكارت بتاعي كلميني لو في أي تطورات.
-حا..
كادت ان تجيب إلا ان ذلك الواقف هناك لم يستطع التحمل وتقدم لعندهم يخطف الكارت فنظرت له حوريه على الفور بحده ليرد عليها بنظرة قوية حاسمه ومن ثم خطف روشتة الدواء أيضاً ثم قال للطبيب:
-شكراً تعبناك معانا أتفضل معايا.
نظر له الطبيب بعدم رضا لكنه وكأنه آثر الصمت وتقدم ليخرج مع زيدان الذي ذهب يحضر الدواء ومن بعد محمود الذي ورده إتصال مجهول فغادر من فوره.
نظرت حوريه حيث غادر زيدان بغضب في اللحظة التي خرجت فيها فوقية من غرفة ابنة شقيقتها فوجدت شداد وزوجته مازالا متوجدان فقالت بضيق:
-منورين
تبادل شداد مع زوجته النظرات المتوترة ومسح على وجهه ثم قال بحلم:
-تعالي اقعدي يا حاجة ست فوقية خلينا نتكلم
-هنتكلم في ايه يا حاج شداد هو عاد في حاجة نتكلم فيها، اه صح...تكونش عايز تتكلم في العاركة الي كانت دايرة تحت ولا فضيحتكوا لبنتي الوحيدة؟
صمت شداد بحرج، فوقية سيدة شديدة وهو يعلم، قذفت الكلام في وجهه بلا موارة أو حرج وهو لا يملك ما يقوله فببساطة تلك هي الحقيقة.
حاولت فردوس التدخل للتخفيف من الوضع وتقدمت تمسك بذراع حورية وهي تقول:
-طب أقعدوا بس يا جماعة نتكلم، تعالي أقعدي جنبي يا مراتٍ أبني.
نجحت فردوس في إحراج حورية ولم تستطع الاعتراض وكادت أن تجلس لولا صوت والدتها الرافض :
-مابقتش مراتٍ ابنك ياست فردوس، خلاص فضناها.
-فضناها إزاي بقا؟ هو خراب البيوت بالساهل؟
-ست فردوس...كانت خالتي وخالتك واتفرقوا الخالات خلاص خصوصاً بعد الي حصل من شويه، أنا بنتي مش لعبة في إيد عيالكم.
ثم نظرت لحورية وقالت بحسم:
-أدخلي يا حوريه أعملي شاي لعمك الحاج ومراته خليهم ياخدوا واجبهم.
هز شداد رأسه يفهم مغزى كلامها ووقف قائلاً:
-لا ماتتعبوش نفسكم واجبكم وصل ...يالا يا حاجه...سلام عليكم.
امتثلت فردوس لأمر زوجها وغادرت معه وحوريه تقف مبهورة فأخيراً اتخذت والدتها موقف معها
بينما ذهبت فوقيه تغلق الباب خلفهما وإستدارت تنظر لإبنتها الصامته ثم قالت:
-مالك؟ زعلانه من الي حصل؟ ماعلش.
-لا أنا بس اتفاجئت من رد فعلك وطريقة كلامك معاهم.
تقدمت فوقية تربط على كتف إبنتها ثم قالت:
-أيوه شوفتي...شديت لك عليهم جامد أهو...كان لازم اعمل كده عشان يعملوا لنا ألف حساب عشان لما نقعد للصلح يوافقوا على كل شروطنا.
أتسعت عيناً حوريه ...وهي التي ظنت أن والدتها قد تغيرت خصوصاً بعد حديثها معها فرددت ببهوت:
-يا نهار أبيض
-جرى ايه يابت..امال هتسيبي بيتك يتخرب؟
لم تتحدث معها حوريه ولن تجادلها هكذا عاهدت نفسها...انسحبت بصمت تلقي نظرة على رنا العافية في غرفتها وفوزية تجلس لجوارها تحرصها يبدو أنها لن تبرح مكانها حتى تفيق إبنتها.
فجلست لجوارها تمسد على كتفها وبعد دقائق ارتفع صوت جرس الباب فخرجت مستغربة لما لم تفتح والدتها ....يبدو أنها ذهبت لشقتهم.
فتقدمت تفتح هي الباب لتجد نفسها في مواجهة زيدان وحدهما الذي ما أن رأها حتى أصبحت قبض على ذراعها ودفعها للداخل يدخل معها هو الآخر ويغلق الباب بقدمه مردداً:
-الي حصل من شويه لو أتكرر تاني هعلقك سامعه ولا لأ.
-هو ايه الي حصل من شويه وبتكلمني كده ليه أصلاً؟
-نعم ياختي؟بتقولي ايه ماسمعتش؟! بكلمك كده ليه؟ أنا أكلمك زي ما أنا عايز...فوقي لافوقك...أنا زيدان....هتخيبي ولا إيه.
إستفزتها طريقته في الحديث وحاولت نفض يدها من ذراعه لم تنجح لكن المحاولة في حد ذاتها استفزته فقال:
-أتظبطي أحسنلك يا حوريه..أنا قولت أهو.
نظرت له بصمت تسأل لما قد تصمت له وأين تلك الشخصية الجديدة التي أقنعت نفسها أنها أصبحت تمتلكها وهي مازالت تخشى مجابهته..قررت إختبار قوتها وتجلدت ثم قالت بقوة متوسطة مبدئية:
-أنت الي تتظبط وأنت بتتكلم معايا ...أنا ماسمحش لحد يعدي حدوده معايا.
اتسع بؤبؤ عينا زيدان من تلك الحوريه التي تحدثه الآن وردد:
-الله...حلو ده...أنا بقيت حد.
-شيل إيدك عني....وخلي بالك الي حصل تحت ده مش هيعدي على خير وهتتحاسبوا كلكوا عليه الي نجدكوا حالياً هو رجوع رنا وتعبها بس الحساب يجمع يا زيدان.
-أنتي بتحاسبيني على ايه؟ أنا ليه هشيل ذنب محمود وتصرفاته وغلطه؟أنا كنت جاي أتكلم معاكي عشان نتصافى زي أي واحد ومراته هو اللي أتدخل هحاسب أنا على مشاريبه ليه هو محمود ده أتب فوق ضهري؟!!!
تركت كل حديثه ،لا يعنيها هي فقط علقت :
-نعم؟! واحد ومراته؟ ده الي هو ازاي يا معلم احنا إطلقنا خلاص.
-ممكن أردك أي وقت إنتي بس قولي اه وإنك عايزاني مش مغصوبه عليا.
عصبها حديثه ماذا يظن هو:
-ترد مين؟ مش تعرف دينك الأول وبعدين نتكلم أنا لسه بنت بنوت يعني ماليش عده.
-أعرفي أنتي دينك...
التمتعت عيناه واقترب منها يحتجزها بين جسده والحائط ثم تحدث من بين أنفاسه السخينة وقد إرتفعت يراه تداعب وجنتها:
-أنا إختليت بيكي ولا ناسيه؟
مرت عيناه عليها برضا وهو يستشعر أنه مازال يملك تأثير عليها حين شعر بإرتجافها وتوترها بين ذراعيه فأكمل:
-لو أنتي نسيتي أنا مش بقدر أنسى ولسه فاكرك وأنتي فحضني كأننا لسه مولودين.
هم ليقطف قبله منها لكن رنين الجرس أنقذها و أوقفه ففرت من تحت ذراعيه تتمسك بالباب تفتحه كأنه درع حمايتها فهرول خلفها ليوقفها ويلتقط قبلته التي يتطلبها بجنون لكنها أستنجدت بالباب وفتحته لتردعه.
وبالفعل أرتدع وهو يرى فوقية هي من تقف على الباب تحمل صينيه طعام كبيرة وتنتظر له بنزق مردده:
-زيدان..هييئ حماتك بتحبك تعالى أتغدى معانا.
نظر لحورية نظرة خاصه جداً ثم قال:
-شكراً ..أنا جبت الدوا
-كتر خيرك ...ما تتفضل معانا.
علم أنها تطرده بالذوق فصان الباقي من كرامته و غادر على الفور فألتفت فوقية لأبنتها تقول:
-شوفتي طردته هو كمان أهو..عشان تعرفي ان أمك هتجيب لك حقك..بسويهم لك على الجنبين اهو كلهم.
ناظرتها حوريه بصمت...لا تملك أي كلام هي فقط اقتربت تجلس على أقرب كرسي تحاول السيطرة على مشاعرها التي هزها ما ذكرها بيوم خلوتهما معاً الذي يراودها كل يوم تشعر أنه قد حدث منذ دقائق فقط وليس أيام.
__________سوما العربي________
صباح يوم جديد
دلفت حورية لمقر عملها الجديد تحاول التأقلم نظرت لذلك الشاب السمج بتحدِ ثم دلفت تجلس على مكتبها.
نظر لها بسخريه وإستخفاف ثم قال:
-حورية..مش معقول كل ده تأخير ههههههه
تشكلت على فمه إبتسامة خبيثه وهو يراها محرجه أمام مديرها ليزيد العيار مردداً:
-وياترى بقا على التأخير ده كله خلصتي الشيت المطلوب منك من أول إمبارح ههههههههه
عبثت بوجهها ورددت :
-هؤ ايه الي هههههه؟! ايه الي بيضحك في الي بتقولوا مش فاهمه؟! واه ياسيدي خلصت الشيت أصل أنا شاطرة قوي وبتعلم بسرعه ربنا يخلي لنا يوتيوب وبعدين يعني لما أتأخر الصبح عشان المواصلات احسن من اللي لابد في كافتيريا يشرب كوفي ولا أنت ايه رأيك.
نفذت كل ما أقترحته عليها وفاء وعلى مايبدو أنها قد نجحت، إضجعت على كرسي مكتبها بإنتشاء وهي ترى مصطفى زميلها يتحاشى النظر اليها فرددت داخلها(وأخيراً هعرف أبقى بت كيادة ده طلع إحساس حلو قوي)
في مكتب عاصم
جلس خلف مكتبه يراجع الموازنة الجديدة للشركة بحيرة وتعب وإرهاق قلب عيناه مجهداً وهو يستمع لصوتها المزعج يردد:
-واحد قهوة مانو لمديرنا الي مسيطنا ومسيطر
مسح على وجهه وقال بإجهاد:
-شششش أسكتي شويه أنتي ايه يا بنتي
-جرى ايه مالك بس يا جميل...اللامور مش ماشي حلو ولا ايه
جعد عاصم مابين حاجبيه وسال:
-لامور ايه؟
-يعني الحب ..اللاڤ العشق .
-حب ايه وعشق ايه سبيني في حالي واطلعي برا يالا
-لأ لا لا...أنا كده اتوغوشت عليك ...مالك يا كبير حد علم عليك؟ إنسحبت في دخلة المريوطية ولا أيه
وضع عاصم كفيه على رأسه وصرخ:
-خلااااص كفاية صدعت
أختفت الابتسامة من على وجهها وانمحى الحماس المعهود عنها فألتفت تغادر بصمت، أنب نفسه على فعلته وقال ببعض اللين:
-أستني حقك عليا
عادت تنظر له فقال :
-عندنا مشكلة في الشغل الميزانية ولازم أقفلها النهاردة قبل ١٢بالليل ولحد دلوقتي مش لاقي حل.
نظرت له بطرف عينها وهي لم تسامحه بعد ثم تقدمت تقول:
-فسح كده شويه
-نعم؟!
-فسح إتاخر خليني أشوف يمكن أساعدك
ضحك ساخراً ثم قال:
-تساعديني...بس يا ماما وروحي اعملي لي قهوة بدل الي بردت دي
سحبت نفس عميق تتفهم إهانته ثم تقدمت تضغط بأناملها تعيد ترتيب الأرقام في بعض الخانات وتعدل خانات أخرى وكلما فعلت خطوة وصححت نتيجة كانت عينا عاصم تتسع بإنبهار حتى أطمئن نسبياً وأفسح لها المجال كما طلبت وألتقط قهوته يرتشفها وهو يتابع ما تفعله حتى انتهت من موازنة قسم كامل بنتيجة صحيحة ثم رفعت رأسها له بفخر تسأل:
-همممم...أيه رأيك
-طب ازاي؟!!! قوليلي أزاي؟!! المفروض انك بتاعت قهوة ونسكافيه.
-أنا خريجة تجارة أصلا ولحد قبل ما أجي شركتك بيوم كنت بشتغل في مكتب محاسبة
-وايه الي يخليكي تشتغلي في البوفيه وأنتي أصلا شغاله شغلانه أحسن.
-لأن شغلانة البوفيه هنا مرتبها أحسن من شغلانة المحاسبه في شركة في شقه صغيره في وسط البلد...ده كنت بدفع المرتب يادوب مواصلات وقطار.
ذم شفتيه يردد:
-لأ بس أنتي شاطرة بجد
-تشكر ...سلام بقا
همت لتتحرك فهتف بلهفه:
-خدي يابت استني
-بت امًا تبتك ما تلم نفسك
-تعالي اقعدي هنا كملي الموازنة
-مقابل؟
-أنتي يا بنتي مافيش حاجة بتعمليها لوجه الله
-بجهز قولت لك
-ايه لسه ماجبتيش التلاجه أم حنافية؟!
أبتسمت ببلاهه وسعاده حقيقية ترد:
-لأ جبتها...تحفه..تحفة
لكن عادت تعبس من جديد وقالت:
بس محتاجة أجيب أير فرير
-الي بيقلي من غير زيت ده مش كده
-هو
سحب نفس عميق ينظر لها بيأس ثم قال:
-هديكي الي أنتي عايزاه بس تعالي نكمل
-ماشي.
__________سوما العربي________
تقدمت أنجا تسير بمحازة الوزير الأعظم وهي تسأل بإستنكار:
-ماذا يعني حديثك؟
-حديثي واضح سيدة أنجا؟ ماذا جرى لكي لقد كنتي مثال للنباهه والفطنه ولا اعلم سبب إستنكارك وقد سمعتي الملك وهو يقر بنفسه منع عادات وئد الفتيات في كل القبائل وسن قوانين تحافظ على حقوق المرأة في جميع أنحاء المملكة.
جزت على أسنانها بغيظ مردده:
-ظننت انه حديث مقترح أو مجرد حالة خاصه ستطبق على تلك الفتاة صاحبة الحادث لم أكن أظن ان الأمر قد يصل لسن قوانين...إنها تلك اللعنه التي حلت علينا منذ قدومها ...هي السبب...هي السبب.
توقف الوزير وقد تجعد ما بين حاجبيه وسأل بغرابة:
-أنا مستغرب وضعك جدا سيدة أنجا ،كنت أعتقد ان خبر مثل هذا قد يفرحك لأنه يخص جنسك الناعم .
هزت أنجا رأسها بأسى ويأس ثم قالت:
-ليست تلك هي المعضلة،الأمر أكبر من ذلك بكثير..إنها كارثة ...لن تفهمني..لن تفهم
-ومنذ متى وأنتي مفهومة سيدة أنجا ..أنتي لغز كبير صعب حله..على كل لنا حديث طويل بعد عودتي مع الملك بعد عشرين يوما ان شاء الله.
-ولما كل هذه المدة؟
-زيارات سياسية هامة، الملك منذ شهور لم يذهب في جولة سياسية، ويجب الترتيب لها جيداً.
هزت رأسها بتفهم لكن بداخلها قلق كبير جداً لا تعلم سببه
وفي منتصف الليل غادرت طائرة الملك تحمله إلى أول دولة في جدول جلالته.
____________سوما العربي__________
تأخر الوقت بهما كثيراً لدرجة أن عاصم قد غفى على كرسيه بينما وفاء مازالت تعمل على الحاسوب وقد أصابها الإجهاد وحينما لاحظت غفيان عاصم لكزته بقوه توقظه:
-إحنا هناااااااام؟!
انتفض بهلع:
-ايه في ايه؟
-أصحى يا نوغه مش كفاية بعملك شغلك والوقت إتاخر
-ما قولت هدفعلك وكله بتمنه وايه نوغه دي لمي نفسك أنا المدير هنا.
رفعت إحدى حاجبيها تقول:
-ده قبل ما تبوظ الموازنه وأنا أعدلها لك ولا بعدها؟
حمحم بحرج في الوقت الذي أرتفع فيه صوت هاتفها برقم والدتها فجاوبت:
-ألو يا ماما...ألو...مالك يا ماما..ألو...
انغلق الهاتف الاتصال وهي تهرول للخارج وعاصم يسألها:
-في أيه
-ماما شكلها تعبانه قوي
-طب أستني هاجي معاكي أوصلك الوقت إتاخر
في أحد الأستديوهات جلس محمود مقابل طارق يسأله:
-أنت هتنزله أمتى
-دلوقتي
-دلوقتي ايه احنا الساعه واحده بالليل مانخليها بكره
-ده احسن وقت في الريتش والناس السهرانه وبعدين مالك ياعم كده جبت ورا ولا ايه
-لأ ذيع...ما خلاص بقا ..كل واحد بقا بيدور على مصلحته خلاص وطالما دايره مصالح مش هطلع أنا الوحيد الخسران
-تعجبني...هو ده الكلام.
بخفه وسرعه ضغط طارق على زر التحميل وبعدها ضغط نشر
___________سوما العربي_______
ولجت وفاء مندفعه للداخل تصرخ مناديه على والدتها تحمل بيدها بخاخ للصدر قد إبتاعته لها وهي في طريق العودة و ولج خلفها عاصم بنفس السرعه واللهفة ليجدوا سيدة في منتصف الستين من عمرها ملقاه على الأرض في حالة سيئة تلتقط أنفاسها بصعوبه شديدة.
لتسرع وفاء مقتربه منها ورفعتها بأحضانه تردد:
-ماما ماما أنا جيت اهو وجبت لك البخاخ.
جثى عاصم بجوار تلك السيده يحاول مساعدة وفاء على إسنادها إلى ان نجحت وفتحت فمها تلتقط رزاز البخاخ ليدخل صدرها وتبدأ في إلتقاط أنفاسها رويداً رويداً وما ان إستفاقت حتى صفقت خد وفاء:
-الله؟!!
-ساعة يابنت الجزمه عشان تجيبي لي الدوا
تدخل عاصم:
-ليه بس كده يا حاجه دي جايه جري عشانك
فصفقته هو الآخر على خده:
-الله؟!!
-وأنت مين أنت كمان
-أما أنتي ست قليلة الأدب صحيح
ثارت وفاء:
-الله الله أنت هتلبخ
-مش شايفه دي ضربتني بالقلم
تدخلت الأم:
-وأضربك بالبلغه كمان
-هي حصلت ياست أنتي ماتخليش أتعصب
-هتتعصب تعمّل ايه مثلاً...ده مين ده يابت ...ااااه
قالتها وهي تمسكه من ياقة قميصه وتبدأ في مطوحته يمينا و يساراً:
-تكونش أنت الولا إلي غاويها ومخليها ترفض العرسان عشانك..هو ده ياختي؟
فصرخت وفاء معترضه بشدة:
-نعم نعم وده مين ده اللي أبص له ليه كنت اتعميت؟
-أتعميتي مين يا كلبة الفلوس إنتي ..ماتحسني ملافظك يا بيئة
-كلم بنتي عدل يالااا
-لا ماهي قلة الأدب مافيش أسهل منها
فضربته وفاء بغيظ:
-لا بقولك ايه أتكلم مع أمي عدل
خلع عاصم جاكت بذلته وهو يردد بغل:
-لا ده انتو عيلة قليلة الأدب والأدب مش نافع معاكم.
بعدها دخل في معركة غير معروفة النتيجة ........
_______سوما العربي_______
يتبع💖💖💖
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات
إرسال تعليق