القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم سوما العربي كامله وحصري

 رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم سوما العربي كامله وحصري



رواية فراشه في جزيره الذهب الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم سوما العربي كامله وحصري




الفصل الثالث والعشرين 


وصلت طائرة الملك للندن ودلف لقصرفخم هناك خصص له،كانت زيارة رسمية نقلها التليفزيون وأذيعت على كل وسائل التواصل الإجتماعي ناقش خلالها الملك عدة مشاريع هامة جداً بين البلدين، ومرت الساعات..مقابلات تليها إجتماعات ،الملك لا يرغب في نيل قسط من الراحة...وكأنه...لا يريد الإختلاء بنفسه.


نظر له سفيره بلندن قائلا:

-ألم يحن الوقت كي يأخذ  الملك راحه ولو لبضع ساعات؟ فجلالتك لم ترتاح منذ غادرنا المملكة حتى بالطائرة كنت تعمل طوال ساعات السفر.


تنهد راموس وهو يلقي التقارير الورقيه من يده ثم قال:

-أريد العمل حتى يغلبني النوم وأنا جالس.


نظر السفير حوله ثم اقترب من الملك و دنا منه قائلا بصوت منخفض:

-ملكنا بحاجة لبعض الوقت من الراحه و المتعة.


فهم عليه راموس ثم رد بحسم:

-لا أريد.


اعتدل السفير في وقفته عند دخول وزير الخارجية فقال راموس:

-تعال يا شندهار هل من جديد؟

-كل الأمور تسير وفق رغبات جلالتك يا مولاي لقد أبرمنا الاتفاقية ومن بعدها سنغادر إلى فرنسا ثم ألمانيا ومن بعدها إيطاليا ثم مصر والجزائر و.....


قاطعته أعين راموس الحمراء حين رفع رأسه بحدة فجأة ثم قال:

-أحذفها؟

 

تبادل وزير الخارجية النظرات مع السفير لا يفهمان سبب غضبه فسأل الوزير:

-ما هي؟

-مصر

-كيف؟!

-افعل كما أمرتك.

-لكن كيف يا مولاي مصر دولة مهمة لا يمكننا فعل ذلك.


شدد راموس على كلماته:

-أرسل لهم مندوب من الرئاسة أو وفد 


هز السفير رأسه مستنكراً ونظر للوزير الذي قال:

-أقترح عليك التفكير في الأمر مجدداً يا جلالة الملك، مصر دوله قويه تعتبر أقوى دولة في منطقتها،يحكمها رئيس قوي لن يقبل بفعلتنا وربما يتسبب ذلك في قطع العلاقات بين الدولتين وكما قلت لجلالتك مصر دولة مهمة جدا لدرجة أن كل دول المنطقة لديها قواعد عسكرية أمريكية إلا مصر.


انتبه راموس يرفع رأسه ويطالع الوزير،يعلم حجم تلك الجملة جيداً وما تعنيه خلفها فهو اعلم الناس بذلك.


وفكر بالأمر هو يعلم أن كل ما قاله وزيره صحيحاً،فتمكن منه الغضب فلقد طغى جانبه الشخصي على كونه ملك وصار يتصرف گ المراهقين وكأنه صبي أرعن وتقلد حكم البلاد لدرجة صنع عداوة بينه وبين البلد التي تحمل جنسيتها فتاة رفضته.


صمت ثواني وانحرف تفكيره لنقطة....رفضته؟


ضاقت عيناه و زفر بغضب شديد وهو يلقي الأوراق من بين يديه 


________سوما العربي_________


جن جنون عاصم ...تلك السيدة مستفزة بأمتياز أنها نفس المرأة التي قضمت لحم كتفه منذ ثانيه وقبلما تنتهي منها كانت تصرخ وتحسبن عليه داعيه الله أنها يسخطة بقدرته.


لم يشعر عاصم بنفسه إلا وهو يقذفها بأحد الأطباق فقذفته على الفور بفازة خزفية قديمة الطراز ليسقط عاصم على الأرض فاقد النطق والحركة.


دوى صوت صرصور الحقل في الشقه وبقت وفاء وامها تتبادلان الأنظار 


________سوما العربي_________


-هيييييييييي


شهقت بفزع حتى أستقامت نص إستقامة على الفراش.


أخذ الأمر منها وقت تعدى الدقيقتين حتى تستوعب ...الأصوات المألوفة للباعة المتجولين في الشوارع مع صوت مكينة قطع الأخشاب في ورشة صناعة الأثاث و صوت أولاد الجيران العالي وهم يلعبون ، كل تلك الجلبة التي لطالما أشتكت منها قديماً أضحت أصوات مطمئنة لها تخرجها من كابوسها المتكرر تخبرها أنها بأمان وقد عادت للديار.


بدأ تنفسها يهدأ شيئاً فشيئاً وهي تطلع حولها لأثاث غرفتها تغمض عينيها متذكرة الحرملك وسرائره ثم الغرفه التي خصصت لها فيما بعد.


بللت شفتيها تسحب نفس عميق وقد أيقنت خطورة إيلاف النعم...لقد حذر منها المولى عز وجل وهي لم تكن تدرك...ربما كان عليها خوض تلك الرحلة.


عند هذه النقطة من التفكير ارتخى جسدها على الفراش وعادت تتكئ بظهرها على الوسادة تنظر لكفها لتجد إبرة قنينة التروية(كانيولا).

وجسدها كله متعب ومجهد لكنها مازالت بملابسها تلك التي أبتاعتها لها تلك الفتاة وشقيقها.

في تلك اللحظة دلفت حوريه تحمل في يدها كوب عصير مثلج.


أبشر وجهها وهي ترى رنا جالسه نصف جلسه على الفراش فتقدمت متهلله:

-رنا...أخيراً فوقتي.

-هو أنا بقالي أد إيه كده

-تلات أيام 

-ياااه.

-أنتي ايه اللي حصل معاكي كنتي فين وماكناش عارفين ليه نكلمك ولا أنتي حتى حاولتي تكلمينا أو حتى كنتي تعرفينا بمعاد رجوعك بدل ما تبقي لوحدك ولا حد يجيبك ومين كمان الي وصلك ده.


أغمضت رنا عيناها تشعر بعودة الدوار لرأسها بسبب سيل الأسئلة التي إنهالت عليها به حوريه .


شعرت حورية بخطئها وتسرعها فهمست:

-ماعلش انا نسيت انك لسه تعبانه..بس احنا كنا قلقانين عليكي قوي.


 عادت رنا تبلل شفتيها ثم همست:

-هاتيلي أشرب

ناولتها حورية الماء فشربت حتى أرتوت ثم أكملت:

-قولي لي الأول الولد والبنت اللي وصلوني قالوا لكم أيه 

-قالوا إنهم قابلوكي في الشارع وكنتي تعبانة فوصلوكي.


-الحمدلله.

-هوفي حاجة تانيه ولا أيه؟

-هحكي لك كل حاجة بس مش دلوقتي..خديني يا حوريه أشم هوا في البلكونة .

-حاضر.


ساعدتها حورية لتصلب طولها ثم تقدمت تساندها خطوة فأخرى حتى وصلت للشرفه تسحب نفس عميق مبتسمة ثم قالت:

-تصدقي هوا المنطقة وحشني 

تعجبت حورية وهي تتذكر رنا القديمة ومقتها من الحي بمن فيه فقالت مستعجبة :

-سبحان مغير الأحوال


ضحكت رنا بتعب وأكملت:

-اه والله حتى لعب العيال وصوت منشار تقطيع الخشب بتاع ورشة زيدان ابن الحاج شداد وحشتني ده انا حتى وحشتني خناقات زيدان الكِشَري تخيلي ..عامل حس للمنطقة والله.


زاغت عيناً حوريه على السيرة بينما أكملت رنا:

-ده عليه فتحة مطوة مش على حد أنا فاكرة آخر حاجة حصلت قبل ما أسافر كان ماسك في خناق واحد...أيه ده في أيه هو واقف يبص علينا كده ليه؟ ايه ده؟!! هو بيزغرلنا بعينه كده ليه ...أنا خوفت.


لم تكد تنهي جملتها حتى صدح هاتف حورية باتصال وأخرجته من جيب بنطالها لتجد رنا ان أسمه يضيئ شاشة هاتف حوريه فسألت:

-ايه ده!!


لم تملك حوريه الوقت للتفسير بينما الرنين مستمر ينتهي ويعود بإلحاح فأضطرت ان تجيب لتواجه أذنها صوته الصارخ:

-ما تحطي زفت طرحه على شعرك ولا أدخلي أصلا من البلكونة بدل ما أطلع لك.


تركت حورية يد رنا وحاولت إستجماع قوتها والرد بالشخصية الجديدة التي عاهدت نفسها أن تصبح عليها فهتفت بحده:

- وأنت مالك.

أتسعت عينا رنا منبهرة ومتفاجئة بينما هتف زيدان بهياج:

-أنا مالي؟ طييييييب.. أنا هطلع أعرفك ان كان مالي ولا لأ.


أغلقت حورية الهاتف على الفور تراه يتحرك مغادراً الورشة فسحبت رنا معها تقول:

-تعالي ندخل بدل ما يطلع لنا.

-ويطلع لنا ليه هو ماله بينا ده حيالله اخو خطيبك.


جذبتها حوريه للداخل وهي تردد:

-مالي مايعرفش يقول عدس

جلست رنا على طرف الفراش وسألت:

-هو في ايه يا بنتي؟ والتحش ده ماله بيكي بيزعق لك كده ليه؟

جلست أمامها حورية وقالت بينما تنظر أرضاً:

-أنا اتجوزت التحش ده

-أييييييييه؟؟


________سوما العربي_________


-دكتور بسرعه معانا واحد متعود


هرول لعندها احد المسعفين يحمل عاصم منها في حين تقدم زميله يقول:

-لازم حضرتك تملي الاستمارة دي وتدفعي مبلغ تحت الحساب

-هااااااا


انفتح فم كل من وفاء و والدتها على أخرهما مما سمعوه ولم تجد وفاء بد من ان تهز رأسها موافقه.

فقرصتها الأم من كتفها تردد :

-يعني كان لازم مستشفى خاصه يابنت بارم ديلو...مالها مستشفى أبو الريش الدكتورة شهيرة هناك بسم الله ما شاءالله إيديها تتلف في حرير...يالا ألبسي بقا

-يعني كنتي عايزاني أخده مستشفى حكومي انتي عارفه ده ابن مين في البلد.


مصت الأم شفتيها وقالت بنزق:

-هيكون ابن مين يعني مش كفايه نص كيلو البن الي كبستي له به الجرح بتاعه والشاش ماحنا كنا جايين المستشفى.

-يعني كنت أسيبه ينزف على ما أوبر ييجي؟

-اه يا نااااري...ماتفكرينش.. طالبه له عربيه خصوصي..فلوسك كتيره ياختي 

جن جنون وفاء وقالت بهياج:

-يا أمي الله يهديكي أنا عايزه اعرف أنتي بتفكري أزاي...انتي شكلك كده لسه مش مستوعبه الي احنا فيه...ومش عارفه فتحنا دماغ مين ناهيكي عن انه رئيسي في الشغل..مش مشكله دي...بس الراجل إبن عصمت فرحات ..امه رئيس جهاز الكسب غير المشروع يعني من بكره الصبح تودينا ورا الشمس.


ضحكت الأم ساخرة تردد:

-خليها تودينا أقلها نتدفى قال كسب غير مشروع قال ...ده احنا على رأي المثل إيش ياخد الريح من البلاط..الحمدلله على فيض الكريم لا مكسب ولا خسارة.

-وهما دول هيغلبوا.


انتفضوا منتبهين على صوت موظفة الإستقبال وهي تردد:

-مطلوب ٣ آلاف جنيه يا فندم

-هااااا؟!

-٣الاف جنيه


فتقدمت أم وفاء تقول:

-لأ ماهو الجدع ده احنا مانعرفرش ده صعب علينا بس... ندفع له الحساب كله مره واحده ليه؟ وبعدين هو مش المفروض الحساب كله يبقى وهو ماشي.


أبتسمت الموظفه تخبرهم:

-لا ده تحت الحساب يافندم مش كل المبلغ.

-نعم ياضنايا؟؟؟


كادت أم وفاء ان تصرخ في وجهها لولا وفاء التي تدخلت بحسم:

-خلاص يا ماما.


صدح صوت الأم تهتف بصخب:

-انتي مش سمعاها بتقول كام ده جرح خمس ولا سبع غرز كنا رحنا لأبو سلمى على الناصية عملهولنا أنا غلطانة إني مشيت ورا شورتك.


-أبو سلمى ايه بس هتبطلي هزار أمتى.

-ماهو اصل أنا عارفة الأشكال دي ل....

-يالهواااااااااي.....لولولولي...أزغرد..أزغرد ياما احنا في مصيبة...أسكتي أبوس أيدك..أنا هدفع..أسكتي.


صمتت الأم مرغمه تكبت كلام كثير ودّت البوح به لينفس عن مراوحها، و وقفت تتابع على حبة عينها ابنتها التي سألت:

-طب أنا مش معايا فلوس في جيبي ممكن أحولكم على فودافون كاش؟

-اوكي.


فأنهت وفاء الأجراءات سريعاً  ثم قالت:

-خلاص تمام كده..خدوا بالكم منه وابقوا اتصلوا بأهله...سلام عليكم 

-أستني يا...


حاولت موظفة الإستقبال إيقافها لكنها تمسكت بيد ولادتها ولاذت كل منهما بالقرار 


________سوما العربي_________


جلس بورشته يهز ساقيه بتوتر شديد ثم وقف يلف حول نفسه ثم عاد وجلس ليقف من جديد ويدور بالمكان ثم يعاود الجلوس


فدلف والده ليراه جالس هكذا متوتر..نظر له بجانب عينه ثم تقدم يجلس خلف المكتب على الكرسي الرئيسي وباشر متسائلاً:

-أخبار الحسابات ايه؟


التفّ زيدان ونظر له بجنون فعاود شداد السؤال:

-هو أنا مش بكلمك يابني ما ترد عليا عيب كده

-هو ده وقته يابا؟

-الله...ومش وقته ليه مش أكل عيشنا ده


مسح زيدان على وجهه بعصبيه ثم قال بلا مواراه:

-وأنا الي فاكرك جاي تكلمني في موضوع حوريه.


جعد شداد مابين حاجبيه يتقن الجهل التام وسأل:

-حوريه؟ اه مالها؟ هو حصل حاجة 

-يا حاج ...ماتجننيش بالله عليك

-الله هو مش أنت يابني الي طلقتها..هعملك ايه يعني...هو أنت يعني مجنون...أكيد ماعملتش كده من فراغ..تلاقيك ماكنتش مرتاح.


و وقف يهم بالرحيل فبادر زيدان يقول بلهفه:

-لأ أنا....

لكن قطع عليه شداد الفرصه و قال:

-هي بردك الجوازه دي كانت ملعبكة ..وأنت يابني الي طلقت...يالا مش نصيبك ...شوف نصيبك في واحدة تانيه وهي تشوف نصيبها في واحد تاني.


أنهى حديثه وغادر على الفور وترك زيدان خلفه يفور من الغضب وهو يردد:

-تشوف نصيبها في واحد تاني؟!! غيري؟! وتتكشف على واحد تاني؟!غيري؟! دي ليلة أهلها سودا.


فغادر الورشة بغضب وأندفع ناحية بيتها إلى ان صعد وأخذ يدق الباب بعنف لكن لم يفتح أحد..لحظتها تذكر وقوفها في شرفة منزل خالتها دون حجاب .


فأسرع بالخطى يذهب لعندهم


في منزل رنا


جلست وقد بدد الفضول شعور التعب والإجهاد تستمع بصدمة لقصة حورية الأغرب من الخيال وهمست بتيه:

-ياخبر أبيض..هي الحكايات دي مش كانت بتحصل في الروايات بس..أمتى بقت حقيقة؟

ثم رفعت وجهها مقابل حورية تسألها:

-وأنتي ازاي وافقتي؟

-ماكنش في لا فرصه ولا مجال .


تنهدت بصوت عميق ثم قالت:

-بس بعد الفرح ولما اتقفل عليا باب واحد مع زيدان و وقفت مواجهه ليه فكرت هو أنا ليه بجد ماقولتش لأ؟! ليه ما رفتضش كلام عمي شداد ..

وفضيحة ايه الي أنا خوفت منها؟! ولا فضيحة ايه ما كله عارف محمود على ايه..دول مسمينه عصفور من كتر ما دماغه طاقه وخفيفه؟ وحتى لو حصل فضيحة والناس اتكلمت كانوا هيتكلموا يعني لحد امتى...أنا ليه عملت في نفسي كده.


أستمعت لها رنا وقد جعدت ما بين حاجبيها مستغربه تلك الحوريه الجديده بشخصيّتها كلياً عليها ثم أردفت:

-هو أنا غيبت كتير قوي كده لدرجة يحصلك كل التغيير ده...مش دي خالص حوريه بنت خالتي

سكتت تضحك ثم أكملت:

-وأستغرب ليه هو اللي حاصلي ده كان عادي.

انتبهت حوريه واعتدلت في جلستها تسأل:

-أنتي صحيح لحد دلوقتي ماقولتيش ايه اليوم حصل معاكي

-الي حصل معايا؟! عارفه حريم السلطان

-اه

-انا كنت عند الأحرم منهم

-ايه!؟

-والله زي ما بقولك كده 

-أزاي ولا فين

-بصي يا ستي...


كادت تشرع في قص ما جرى معها لولا دخول والدتها تردد:

-حوريه ...تعالي بسرعه زيدان برا و قالب الدنيا عليكي 


وقفت حوريه منتفضه وخرج ثلاثتهم ليروا زيدان في مواجهة فوزيه التي أخذت تهتف فيه بحده:

- جرى ايه..هو بيتنا خلاص بقا منط ...مستوطي حيطتنا للدرجة دي يا زيدان.


لتتسع عيونهن وهن يرونه يسحب نفس عميق ويحاول التحدث بحلم:

-بصي يا حاجه فوزيه ومن الأخر...أنا أستويت


تغنجت فوزيه وهي توليه ظهرها بينما تكتف ذراعيها حول صدرها مردده بدلال:

-والمطلوب؟

-رجعيلي حوريه

لن يشعر أحد .... لكن هنالك من أقشعر كل بدنها و هي تسمع توسله الراجي وكأنها مصدر أنفاسه.


كذلك رنا المبهوته كلياً فأسم زيدان وذكره مرتبط عندها بالهيئة التي ذكرتها لحوريه(رجل يشهر سلاح أبيض في وجه رجل آخر بعركة فوضوية)


لكن فوزيه ورغم تعاطفها معه قررت ممارسه دور الحماه على تمامه وقالت:

-لا يجوز يا ابني...كان على عيني..حد كان قالك طلقها.

-هردها 

-يا سلام بالسهوله دي..ده أنت وأخوك مررتوا عيشتنا..الجواز والطلاق مش بالعافيه .


فمهس بضياع وبهوت:

-يعني أيه؟

-يعني أنت وهي اتجوزتوا غصب عنكم صح؟

-صح

-وأنت طلقت مره بمزاجك مش كده

فصمت ولم يسعفه الرد لتكمل فوزيه:

-يبقى الدور علينا بقا نعمل حاجه على مزاجنا مره

-يعني ايه؟

-يعني أتفضل أتوكل على الله دي حصة عشا ..تأكل معانا و لابتحب تنام خفيف؟!


فهم زيدان ...بكل بساطة و برود هي تطرده..هز رأسه مهمها وثواني فقط كانت لحظة التحول حيث همهم اولاً :

-همممم...ده حلو قوي ده.


ثم حضره التحول حين رفع صوته ونفرت عروق جسده كلها وهو يدب بقدميه على الحائط من جواره:

-أنتي بتطرديني..اااه...طب بصي بقا يا حاجة أنا الشغل ده لايأكل ولا يشرب معايا ...عشان أنا لحد كده وعداني العيب...عملت بأصلي وجيت بوست الأيادي بس مافيش فايدة...أسمعي بقا الكلمتين دول...البت بنتك دي تبقى مراتي وتخصني... وأنا سايبها هنا عندكم بمزاجي وبقول حقها تدلع مش مشكلة ...هي أولها وأخرها عندي لكن شغل العافية ولوي الدراع ده لأ...هي هترجع لي هترجع لي.

-أنت جاي تعلي صوتك علينا هنا يا ابن شداد ومين قالك بقا إنها هترجع لك...هو كان حد غصب عليك تطلقها ولا مفكرها لعبه طب ايه قولك بقا أنها مش هترجع لك.

-طب يمين على يمينك لا ترجع وعشان تبقوا عارفين أنا قاعد لكم تحت مش متحتح.... هجيب كرسي وشيشة  واعشكر لكم على الباب لو صدر أي حركة كده ولا كده مش عجباني ههد الدنيا ولو شوفتها خارجه البلكونه بشعرها تاني مش هيحصل كويس....أللهم بلغت اللهم فاشهد....ومن غير سلام عليكم.


خرج من البيت وتركهن خلفه لا يسعهن التفكير ولا الأستيعاب...هل وصلت الأمور لهنا؟!


__________سوما العربي_________


صوت همهمات ضعيف صدر عن عاصم وهو يجاهد كي يفتح عيناه يشعر بألم شديد بدأ يدق في رأسه.


فتح عيناه بالفعل يطالع الغرفه البيضاء الفخمه من حوله وهو يتنفس ببطء نوعاً ما لتقترب منه الممرضه التي كانت تنظف الغرفه وقالت:

-أنت فوقت ...حمدالله على السلامه 

-أنا فين؟؟

أخيراً تشكلت الرؤية لديه وعاد كامل وعيه شعر ببعض الدوخه وتوهان غريب بالإضافة للشعور بفقدان الهوية والضياع ليهمس:

-أنا فين..و..هو إيه الي حصل؟


نظرت له الممرضه بترقب ثم سألت:

-جرحك بسيط..الموضوع مش كبير،بس....هو أنت مش فاكر إيه الي حصلك؟

صمت لثواني ثم همس:

-لأ


صدمت الممرضه وتحركت على الفور تخرج من الغرفه تنادي الطبيب المشرف على الحالة.


_________سوما العربي_________


شعر بالضيق قد أحتل صدره،الغضب يتمكن منه رويداً رويداً..تلك الشقراء لا تبرح عقله ولا تتركه لنفسه..تبا لها.


وبلحظة غضب مد ذراعه يزيح كل ما أمامه على الطاوله فسقط أرضاً وتكسر محدثاً ضجيج عالي دخل على أثره كبير الحرس ومساعد الملك الذي سأل بقلق:

-مالخطب سيدي....هل أصابك مكروه.


كان يقف موليهم ظهره وهو يضع يديه في خصره ويتنفس بنتشنج من شدة الغضب الذي يجاهد على كبته لأنه بالأساس ينكره وينكر الاعتراف بأسبابه.


وامام صمت الملك تجرأ مساعده بالتقدم لعنده وأقنراح حل ظريف قد يخفف من حدة الأجواء:

-ما رأي مولاي بالخروج قليلاً لاحد المطاعم الراقيه بلندن أو.....


قطع سيل مقترحاته صوت مولاه حين طلب في لحظة تهور:

-أريد فتاة.

-هاه؟؟!!!


اندهش مساعد الملك وحارسه وبقى كل منهما يطالع الآخر بدهشه..الملك يطلب فتاة وخارج حدود الحرملك الخاص به....بما يسمى ذلك؟


لكن لم يجرؤ أي منهما على التحدث بل لم يستطيعا الأستمرار في إظهار ردة فعلهم بلغة جسدهما


بينما أستدار لهما راموس وأكمل:

-أريد فتاة شقراء بعيون واسعه بنيه

-ماذا؟! لكن كيف شقراء بعيون واسعه؟ صفتان لا تجتمعان بفتاة 


اغمض عيناه بغضب وهو يتذكر فتاته المتمردة:

-كلا...يوجد


ثم أكمل وهو يصفها لهم :

-شقراء قصيرة بعيون بنيه لامعه وقوام متوسط


لقد أصبحت عجائب الدنيا ثمانيه بدلاً من سبع،فالملك راموس يقف يطلب فتاه بل ويحدد شكلها و رسمها وصولا لوصف جسدها 


وأمام ثبات الملك ذهبا ينفذها طلبه ...وبقى وحده يقسم ان يقضي ليلته مع فتاة أخرى....كلما تذكر أنها قد هربت مع عشيقها وخانته كان يريد الثأر لنفسه


إلى هنا وقد وقف....كانت لحظة مضيئة...واجه فيها راموس الحقيقة و واجه نفسه ... يرغب في خيانتها مثلما خانته...يعتبرها خانته ...غيابه له أثر..ليست مجرد جاريه تمكنت من الهرب بسبب بعض التقصير من الحرس.


هروبها يعنيه وما يؤلمه أكثر مع من هرّبت ولما


يريد خيانتها كما خانته....خانت ماذا؟ ثقته وهو يضعها تحت الإقامه الجبريه؟! أم خانت حبه......... إنها الحقيقة عاريه ...وعلى مايبدو أنه بات يتوجب عليه مواجهتها.


 

وقف عن كرسيه بغضب مما توصل إليه...ماذا؟؟!! أحبها؟!!! هل أحب تلك القبطية؟؟؟!


والحقيقة الأشنع والأفدح أنه أحبها وهي لا...بل رفضته وتمنعت ثم هربت مع رجل آخر فضلته عليه.


وبتلك اللحظة كانت تتجلى صورتها أمامه على الجدار يتذكرها ويتخيلها حتى انه لازال يتذكر عطرها 

وبمنتهى الغضب الذي قد خلق في الوجود مد يده لأقرب شيء طاله وكانت مزهريه خزفيه فقذقها في المرآة بغضب جم كأنه يقذفها هي به من شدة غضبه منها...لقد هربت مع عشيقها البرازيلي...ترى ماذا تفعل معه الأن.


ااااااه....نار..نار في قلبه لا يمكنه إخمادها وعقله يصور له تفاصيل كثيرة تخنقه وتزيد غضبه


في القاهرة ليلاً 


كانت رنا تتقلب على فراشها كأنها تصارع أمواج البحر الذي قدمت منه وصورتها وهي ترتدي شوال الخيش وتقف في احد أركان القارب ترتجف من البرد والجوع 


كانت تتفزز في الفراش بنفس الطريقة إلى أن شهقت شهقه عاليه ثم إستفاقت من نومها بقلق.


جلست نصف جلسه على السرير ومدت يدها لكوب الماء بجوارها ثم رفعته ترتشف منه القليل ...وضعته بجوارها وحاولت أن تهدأ مردده:


-هو أنا مش هفوق من الكابوس ده ولا إيه.


حانت منها بسمة حنين متذكرة الملك وإهتمامه الخاص والواضح بها لكن عادت لواقعها من جديد متذكرة حياة العبودية التي عايشتها عنده وفخاخ أنجا وكيف كانت ستعدم بكل هدوء وسكينة هناك ....لكن ما عاد بها للواقع وجعلها تنفض تلك السيره برمتها هو حديث الطبيب معها حين سألها ماذا كانت تتوقع أو تنتظر أن يحدث وما نهاية تلك القصه بوجهة نظرها.


عند تلك النقطة نفضت تفكيرها ونفضت تلك الرحلة كلها مقرة انه يتوجب عليها نسيانها رغم صعوبة ذلك وهي تعلم فما مرت به لم يكن بالهين مطلقاً.


الإلهاء.....ربما عليها إلهاء عقلها...فمدت يدها تفتح أحد الأدراج تخرج منه جهاز لوحي حديث كانت تستخدمه قبل سفرها موصل دوماً بشبكة الإنترنت وقررت تصفحه كيف تتعرف حتى على ما فاتها في البلد بفترة غيابها.


ظلت تتصفح وتقلب ترى أخبار وترندات كثيرة تقر:

-مشكلة مصر ان تفاصيلها كتيرة ...كتيرة قوي...هاتيه ايه ولا ايه دلوقتي.


من كثرة الأحداث والأخبار شعرت بالتشبع وكادت أن تغلق الجهاز لولا أن رأت أمامها ما جعل عيناها تجحظ من محجريهما...ثم لطمت خدها وهي تشهق بصدمة:

-إتفضحنا....


يتبع


الفصل الرابع والعشرين 


أعادت تشغيل المقطع التسجيلي للمرة الخمسين..ليس بخاطرها بل لأنه منتشر على كل منصات التواصل الإجتماعي..والجميع يتحدث عنه.


لا تعلم كيف ولما قد ينتشر موقف مثل ذلك ولا لما قد يتداوله الناس...


اكتنفتها الصدمة وتملكت منها لم تكن تشعر بوالدتها التي أستيقظت على صوت الأذان كي تؤدي صلاتها واخذت تتحرك بخمول:

-أصبحنا وأصبح الملك لله...رنا أنتي صاحيه؟


أقتربت من رنا المبهوته تردد:

-صحتك عامله إيه دلوقتي...عايزة أتكلم معاكي شويه وتحكيلي ايه ال حصل في سفريتك الأخيرة دي وليه ماكنتيش بتتصلي بينا أنا قلبي كان متوغوش عليكي جامد..الله...ماتردي عليا يابنتي مالك متنحه في ايه كده أنا أمك ولازم أطمن عليكي واعرف ايه الي بيحصل معاكي.


رفعت رنا عيناها المتسعه لفوزين التي سألت:

-في أي يابت...فيه ايه الموبايل ده؟

ناولتها رنا الهاتف لتشهق فوزية بصدمه و هي ترى حوريه تقف بين زيدان ومحمود والأثنان يتعاركان عليها ولم ينهي إحتدام العراك سوى ظهور رنا مع شاب وفتاه تساندها ثم سقوطها مغشي عليها فينتهي المقطع المصور بنهاية شيقة للغاية زادت من حدة التفاعل عليه وتداوله..الكل يسأل ماهي قصة تلك الفتاة بين الأخين وما وضعها والبعض مهتم يسأل بفضول ماذا حدث للفتاة بعدما أغشي عليها وما علاقتها بتلك المشكلة.


لطمت فوزية خدها لا يردد لسانها سوى:

-يانهار أبيض..اتفضحنا ..أتفضحنا.


_______سوما العربي_______


تقريباً كان مغيب وقد غادره عقله وعلى ما يبدو أنه قد عاد له للتو وأدرك فداحة ما فعل وفلم يجد أمامه كالعادة سوى صديقه المتنمر "صالح"


فذهب حيث أعتادا الجلوس بالمقهى في الشارع الرئيسي المجاورة وكان الفجر على وشك البلوغ.


فتقدم بتردد كي يجلس بجوار صالح الذي لمحه بطرف عينه ولكن أستمر في تدخين أرجيلته ببرود وثبات.


مرت دقيقة فأخرى وصالح مفعل وضع البرود الشديد مما فعل لدى زيدان وضع الثور الهائج فاندفع ف الحديث كعادته:

-أنت يا بهيم أنت...هتفضل ساكت كده كتير.


وضع صالح مبسم أرجيلته جانباً ثم قال بتمثيل متقن للسخريه:

-ايه ده صالح ابن عم شداد...عاش من شافك ياراجل...أنت قاعد هنا من امتى؟!

-بقالي ساعه قاعد يا بيه

-يارجل ولا خدت بالي منك.


وضع مبسم الارجيلة في فمه وأكمل ببرود يسبب الجلطة:

-بس شميت ريحة شياط.


سبه نابيه خرجت من فم زيدان فرفع صالح عيناه له وقال:

-اغلط...اغلط يا محترم..أنا مش هرد عليك عشان أنا ابن ناس.

مسح زيدان وجهه بكفه ثم قال:

-ماتبطل برود بقا يا صالح أنا واقع في مشكلة وانتو كل واحد فيكم واقف يتفرج عليا ابويا وامي من ناحية وانت من ناحية،عيب عليك والله،هو أنت لو عندك مشكلة كنت هقف أتفرج عليك كده يعني.

نحى صالح مبسم الأرجيلة عن فمه وتحدث ساخراً:

-تصدق قطعت قلبي..دلوقتي عايزنا نقف جنبك..هو مش أنت يابني الي أنا لساني طلع فيه شعره وأنا عماله اكلمه واقنعه واقوله خدها بالحنيه و واحده واحدة..وضعكم مختلف مش زي أي اتنين متجوزين وأنت ما شاء الله عليك ..طروبش...كل يوم والتاني خناق وصوت عالي وعمال تخنق فيها وآخرة المتامة روحت مطلقها عايزنا نعملك إيه...عايز الكل يقعد يتحايل عليك مثلاً...بتطلقها؟! ومره واحدة كده...ده على أساس أن حكايتكم كانت ماشيه زي السكينة في الحلاوة؟! كانت ناقصه تعقيد يعني...طب أديك غفلقتها....شوف بقا هتحلها أزاي ياخفيف وهتفسر وتبرر تطليقك ليها ازاي.


حمحم زيدان بحرج وهو يحك عنقه بينما يقول:

-ماهو 

اعتدل صالح في جلسته وسأله بترقب:

-ماهو أيه

-أصل أنا غفلقتها بزيادة اكتر

-عملت ايه تاني الله يخربيتك

-روحت النهارده وعليت صوتي وصوتي علي على أمها وبصراحة..

-هااااا..

-طينت الدنيا.

-على أساس أنها كانت ناقصه؟حرام عليك...يا أخي حرام عليك...أنت قولت ماينفعش تتقفل كده..لازم قافله تليق بيك ويكون عليها ختم زيدان شداد..قومت ماسك في خناق أمها.

-يوووه...اهو اللي حصل بقا...أتفضل قولي حل

-حل؟! ده ولا الأمم المتحدة تسلك في الموضوع ده...استغفرالله العظيم.


تنهد صالح يفكر لثواني ثم قال:

-بص...إنت تهدى عليهم يومين كده وتخف شويه ساعتها هيحسوا أنهم كانوا كلمتين ساعة عصبية ويمكن ده يهديهم عليك شويه وبعدها بيومين تانيين اخدك ونروح لهم نطيب خاطرهم بكلمتين ونفتح معاهم الموضوع وربك يسهل

-تفتكر؟

-ماعرفش...بس أهي محاوله...بس أبوس أيدك يا شيخ..وحياة راس أبوك ماتتصرف من دماغك تاني.


-ماشي.


ظهر على وجهه علامات الإقتناع والإذعان فجلس بصمت بجوار صالح الذي عاود تدخين أرجيلته وفتح موضوع آخر يخص العمل للتحدث فيه مع صديقه ولم تمر ربع ساعه إلا ولاحظ الضيق على وجه زيدان المنشغل بالهاتف فساله:

-مالك في أي 

-الهانم بتصل بيها مش بترد عليا...قسماً بالله لأربيها.


نظر له صالح بصدمه ويأس ثم وقف يشهر مبسم أرجيلته عليه:

-قوم ياض من هنا يالا...قوم...ده أنت حالتك ميؤس منها...قوم يالا امشي.


__________سوما العربي________


تقلبت وفاء على سريرها بخمول ورنين هاتفها المتواصل لا يرحمها إلى أن قررت الرد وتلقين المتصل اللزج درساً قاسياً وفتحت الهاتف بالفعل تنتوي ذلك مرددة:

-ايه في أيه مين؟

-مش حضرتك اللي جيتي مع مريض أمبارح بالليل وسبتيه


ارتبكت وفاء ولكن ردت بتردد:

-ايوه هو في حاجة...يالهوي لايكون مات

-لأ هو فاق بس حضرتك لازم تيجي تستلميه

-أستلم ايه وأنا مالي وبعدين انتو جبتو رقمي منين 

-مش ده رقم الكاش إللى بعتي منه الفلوس أمبارح 


ضربت وفاء جبهتها تشعر بالغباء..كيف نست تلك الثغرة لكنها فاقت متسعة العين على صوت الطرف الآخر:

-حضرتك معايا...أنتي لازم تيجي تستلمي المريض وتدفعي باقي الحساب.


إنتفضت وفاء تهتف:

-نعم...أستلموا وادفع....الاتنين...ياسلام ومين بقا قال إني هعمل كده..مش جايه ...أنسى.


-براحتك ماتجيش خليه عندنا وحساب المستشفى يعد عليكي وأنتي كده كده جايه جايه عشان محضر النيابة 

-أيه؟!

-امال أنتي فكراها سايبه...مش في واحد أتخبط على رأسه..يعني لازم محضر طالما دخل مستشفى وهما يشوفوا بقا أي القصه مش جايز تكون شروع في قتل.

نزل الهاتف من يد وفاء رويداً وهي تردد بذعر وضياع:

-يانهار مش فايت.

_______سوما العربي_______


يمشي في الحي بتعب وإرهاق يفكر ما الحل ولكنه يلاحظ نظرات الناس منصبه عليه البعض يضرب كف بأخر والبعض منهم يمص شفتيه بتعجب شديد.


كان يراقب كل ذلك بجهل تام يسأل نفسه هل وصل لكل هؤلاء بقصة عراكه مع حماته؟! 


لم يبالي بأمرهم كثيراً وذهب باتجاه البيت كي يتناول طعام الإفطار مع والديه ويتنافش معهم لربما يصلوا لحل سوياً فيما فعل.


دلف للبيت وجد السكون يخيم عليه رغم جلوس والديه بصالة الشقه في صمت مطبق ومريب...ينظران له بصمت مقلق فردد:

-السلام عليكم 


ولكن لا رد.....

-صباح الخير 

لا رد أيضاً...فقط نظرات صدمه و والده يحمل هاتفه الجوال بفراغ وهم فردد

-هو في ايه..اه أكيد عرفتوا الي حصل..بصوا أنا مش عارف عملت كده ازاي ولا ليه عليت عليهم صوتي وزعقت وهللت بس أنا خلاص قربت أتجنن وأمها عصبتني بصراحة.


أقترب منهما وقال:

-أنتوا مش بتردوا عليا ليه.


رفع شداد وجهه المبهوت وقال:

-أرد أقول أيه...إحنا اتفضحنا.


جعد زيدان جبهته بجهل وسأل:

-كل ده عشان اتخانقت مع أمها..بقولك هي الي...

قاطع شداد إسترساله للكلام واعطاه الهاتف مشغلاً المقطع المتداول أمام عينا أبنه وقد اتسعت عيناه بصدمة شديدة وضياع.


_______سوما العربي_______


بأحد الغرف المغلقة ذو الإضاءة الملونة يترصص بها حوالي أربع أجهزة كومبيوتر جلس محمود بجوار صديقه الذي كان يتابع بأنبهار ما آل اليه الأمر وكيف وصل الفيديو خاصتهم إلى اعلى نسبة مشاهدة في خلال ثمان ساعات فقط،فالتف لصديقه يقول بفرحه عارمة:

-واد يا محمود...إحنا ترند رقم واحد ياولا....والمشاهدات نازله على الفيديو ناااار نااااار...البت خطيبتك دي وبنت خالتها جامدين قوي.

-بجد؟! أنا ماكنتش أعرف انه هيوصل لكده

-عيب عليك أنا كنت مجهز كل حاجة وفارش الفرشه أنا الترند ده لعبتي.

-بس يا خوفي من أبويا.


صمت كلاهما فسأله صديقه بقلق:

-ايه روحت فين..بتفكر هتعمل إيه مع أبوك؟

-لأ ...تفتكر مشاهدات الفيديو ده هتجيب أرباح كام.

-ده أنت جاحد يالا 

-كااام اخلص

-مش عارف لسه بس خلي في بالك الواد دنجل له فيهم النص 

-نعم ليه ان شاء الله 

-امال انت مفكر ايه يا حبيبي هو عمايل الترند والمشاهدات ده بالساهل

-الفيديو متڤيرل أساساً مش محتاج 

-حتى لو الفيديو متڤيرل لو مافيش بيدجات كبيرة نزلت بوستات عنه ماكنش ولع وفرقع كده واحنا دافعين للصفحات دي ...أصحى وفوق معايا عشان ماتبقاش آخر مرة انت لسه بتقول يا هادي وعندنا شغل كتير قوي...انت ظاهر في الفيديو يعني معلق حبه مع الناس لازم تلحق تصورلك كام فيديو على كام أغنيه عشان تركب الترند وتستغله ...يالا قوووم ولا عايز تضيع الفرصه.

-ماشي...أما أشوف أخرتها.


___________سوما العربي________


أستيقظت حوريه بتعب وخمول شديد لديها رغبة ملحة فى العودة للسرير والراحة بلا هدف لكنها عادت تتذكر إنتوائها التغيير والمضي بشخصية مستقلة جديدة كلياً..لذا لا وقت للنوم ولا مجال للراحه.


وقف عن فراشها وذهبت تؤدي روتين عناية بسيط لم تكن معتادة عليه فقد أتبعته مؤخراً مع إطلاقها نية التغيير ورفع الأستحقاق.


لم تبالي بالهاتف ورسائله هي متاخرة للغايه وخرجت تحمل حقيبتها تودع أمها على عجل وصوت والدتها يصدح من خلفها:

-استني يابت مش هتفطري 

فتحت الباب وهي تجيب:

-لأ لازم أنزل مافيش وق....


وقف الكلام على لسانها وهي تفتح الباب لتجد في مواجتها الحاج شداد وفردوس زوجته كانا يهمان لدق جرس الباب وعلى وجههم إمارات الخزي والحيرة بآن واحد فسألت فردوس:

-أنتي رايحه فين يا حوريه 

-رايحه شغلي

-شغلك..لاهو أنتي بقيتي بتشتغلي؟!

تدخل شداد يردد:

-شغل ايه بس يا بنتي هو ده وقته.

-اه طبعاً يا عمي أنا لازم اروح...ماعاش نسيت..أتفضلوا أدخلوا 


أفسحت لهما المجال بحرج شديد بعدما نست أنها تحتجزهما على باب بيتها سمحت لهما بالدخول فدخلا على استحياء في حين تقدمت فوقية من المطبخ تردد:

-بتكلمي مين يا حوريه.


تفاجئت بوجود شداد وزوجته وفطنت سبب حضورهم فقالت:

-خطوة عزيزة ياحاج انت والحاجه.

-يعز مقدارك ياست ام حوريه

تقدمت بهمه تردد بدون مقدمات وهي تجلس أمامهما:

-شوف يا حاج لو جاي تشرب معانا الشاي عشان احنا جيران وأهل وعشرة 

فيا ألف مرحب بيك لو لو جايين عشان أي حاجة تانيه فخلاص..احنا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.


وبينما هي تتحدث كان شداد يتبادل النظرات بينه وبين زوجته بقلق وحيرة وقد فطنوا أنها ليست على علم بمجريات الأمور.


فحاولت فردوس التدخل:

-ياست أم حوريه احنا جايين عشان الي حصل ده...


لم تعطي لها فوقيه فرصه التحدث فهي قد قررت إتخاذ موضع الهجوم واين يؤلمك لذا أوقفتها واتخذت وضع الهجوم:

-ااااااه...لا مش كل مرة تسلم الجرة...هي حصلت يا ست فردوس...ابنك زيدان ييجي هنا يزعق ويهلل ويسمع بينا الناس ...ده على صوته عليا وما عملش حساب لا لسن ولا مقام وآخرة المتامة يهددني ويهدد البت هو ده كلام .


كانت تتحدث بقوة وإندفاع عازمه على تلقينهما درساً محترماً وبصعوبه حاول شداد التحدث:

-يا ست فوقية في حاجة حص....

لكنها قاطعته من جديد:

-بلا حصل بلا جرى....ده الي حصل لا ينكتب ولا ينقرا ...احنا خلاص كده مش هينفع نكمل في الحكيوة دي بعد الي ابنك جه وعمله اه..يعني مش كفاية عملت ابنكم الأولاني وعديتها يقوم ييجي التاني ويطلق البت بعد كام شهر جواز دي فوطها مالحقتش تتبل يا حاج ...وبردك طولت بالي حتى وأنا بزعق وبطرده....ربك والحق أنا كنت ناويه اقرص ودنه قرصه صغيره بس عشان ما يعاودهاش تاني ويعرف ان كلمة طالق دي بحساب وليها رهبة فكنت حبّه كده وهروق الدنيا مابينهم بس بعد الي عمله إمبارح ده خلاص كده.


تنهد شداد...تلك السيدة صعبه صعبه...صعبه ومتعبة...تتحدث وتثور وتموج وهي للآن لا تعلم بالمصيبه الأكبر، فماذا لو علمت....


أستعد لمواجهة الأعصار بأن صمت يمسح على وجهه يسحب نفسه عميق مستغفراً ربه ثم بدأ يقول:

-صلي على النبي يا ست فوقية 

-أللهم صلي عليه

-كمان زيدي النبي صلى 

-ألف صلاة على عليك يا نبي.

-في حاجة تانيه حصلت وشكلكم كده لسه ماتعرفوش بيها 


تبادلت فوقيه النظرات معهم في حيرة وجهل فقال شداد:

-من الآخر وعلى بلاطه كده

-هاا 

-احنا اتفضحنا وسيرتنا بقت على كل لسان 

-أزاي؟!هو جرى ايه تاني؟


ناولها شداد جواله مشغلا للمقطع المتداول.


شهقت فوقية بصدمة تضرب على صدرها غير مصدقه فيما اقتربت حوريه لترى ماذا هناك لتصدم هي الأخرى وهي تجد نفسها (ترند) منذ فجر اليوم والكل يتحدث ويبحث عنها ليعلم القصه كاملة.


لطمت فوقيه خدها واخذت تردد :

-يالهوي يالهوي يالهوي...أتفضحنا...أدّي الي خدناه منكم ومن نسبكم الي يعر... ده كانت شبكة ايه السودة الي شبكتنا بيكم دي...لا لا..لا النهارده ولا بكره احنا من الساعه دي كل واحد يروح لحاله ونخلص من الموال ده وبركه ان ابنك كان مسبق ومطلق البت..عمل طيب .


تحامل شداد على نفسه وكظم غيظه ثم ردد:

-أنا مش هاخد على كلامك ياست فوقيه ولا هاحسبك عليه ولو انه عيب كبير وغلط بس ماعلش معذوره...لكن كل الي قولتيه مش هو الحل...الحكاية دي لازم تتلم وحوريه من يوم ما دخلت شقة ابني وانقفل عليهم باب بيته فهي بقت تبعنا وتخصنا يعني بقت عرضنا وشرفنا والي أنتي حاسه بيه أنا حاسس بيه احنا ناس بنصون العرض وعارفين يعني ايه شرف ...وبعدين أنتي ظالمه عيالي ليه هو احنا عارفين مين اللي مصور الفيديو ده ونزله 

-ماهو لو ماكنش جرى الي جرى من ابنك لما سافر وسابها بفستان الفرح ولا لو ماكنوش وقفوا اتخانقوا قدام الخلق ماكنش حد لاقى حاجه يصورها عشان نبقى بيها لبانه في لسنة المخاليق.


وقف شداد منهياً الجدال مع تلك السيدة الصعبه وقال بحسم:

-خلاصة القول ياست فوقيه...حورية مرات زيدان ابني وهو هيردها وترجع بيته عشان الكل يتخرص والفيديو ده هيتمسح ويتشال خالص.


اقتربت حوريه المبهوته من كل ما سمعته وقالت برعب وضياع:

-يتشال ازاي يا عمي هو الي بيتشيرع النت بيتشال ده تلاقي ١٠٠واحد نزله عنده.

-هيشتال ولو الي بقوله ماحصلش ساعتها ماتخطيش عتبة بيتنا ده تاني ويبقى معاكي حق...وبعدين مالك كده كأنك متصورة في وضع مش ولابد...خناقه زي أي خناقه ومصارين البطن بتتعارك..سلام عليكم.


تحرك شداد تتبعه فردوس يغادران من باب الشقه بينما فوقيه تضرب على فخذيها بكفيها مردده :

-مصارين البطن بتتعارك ...بس مش بيصوروا بعض ياخويا.


_________سوما العربي________


عاد إليه مساعده متهلل الوجه فقد بذل مجهود يستحق الإعجاب وعثر على فتاة شقراء باعين واسعه وكذلك بنية فذلك المزيج غير متوفر إطلاقاً.


دق على الباب بأدب ثم دلف للداخل يقول:

-مولاي...لقد أحضرت طلبك 


وراموس صامت...فقط يطالعه بوجه بوكر لا إنفعال به.


أهتز ثبات الماثل أمامه لدقيقة ثم أكمل:

-إنها بالباب تنتظر أمر جلالتك.


ومجدداً راموس لم يجيب فأعتبره الرجل إشارة ضمنيه بالموافقة لذا تقدم خطوتين يأذن للفتاة بالدخول.


فدخلت فتاة بها كل المواصفات...كلها...فقال مساعد الملك:

-لقد أجرينا لها كل الفحوصات الطبية مولاي هي سليمة مئة بالمئة ولها عربية كذلك.


قال الاخيره بغمزة عين وكأنه يلمح لإعجاب الملك بتلك الفتاه البيضاء والتي طلب نفس مواصفاتها...لقد افتضح أمره وبات الكل يعلم بذلته...أنه واقع لها.


فنظر راموس للفتاة المواصفات واحده لكنها ليست هي تلك الفتاه يطل من عيناها البرود... فقبطيته يطل من عيناها الشقاوه والمناغشه، جسدها حار مغري وشعرها مموج...متمرد..... مثلها..اااه لقد إشتاق لها.


لكنه لجم كل ذلك بقدره تستحق الإعجاب ثم قال ببرود:

-خذها وانصرف.

-ماذا؟!

-كما سمعت..خذها وأنصرف.


لم يكن بإمكان مساعد الملك سوى الذهاب ينصاع لأوامر جلالته وأستدار ومعه الفتاه لينضرفا ومن خلفهما تمدد راموس يغمض عيناه يرسم فتاته بأحلامه يتخيلها وهي ترقص له بأحضانه.


نمت على ثغرة إبتسامة واسعه هائمة يتخيلها وهي ترقص بالمصري له وحده.


لم تمر مده أطول من دقيقه حتى انتفض بغضب فهل سيسمح لنفسه بان يصل به الحال لتلك الحالة أين كرامته كملك ...تباً له هو يكرها بل يبغضها كما لمً يبغض أحد من قبل.


_______سوما العربي________


تقدمت رشا من والدته التي تأبى حتى النظر لها وقالت:

-وفيها ايه بس يا ماما دي الفرصه اخيراً جت لحد عندنا اهوه وجت من عند ربنا.

-يابت اتهدي حرام عليكي...هي مصائب الناس شويه عليهم عشان نروح ننفخ في النار؟! دي ماجتش من الغريب قوم تيجي مننا إحنا؟! الناس في المواقف الي زي دي تحاول تهدي الدنيا والي ربنا يقدره على كلمه حلوه تهدي الحال يقولها والي ماحيلتهوش يتخرص ويكتم لسانه جوى برقه.


تشنجت رشا وبدأت تدب قدميها بالأرض:

-أنتي يا ستي أنتي معايا ولا عليا...هو أنتي مش أمي 

-مانا عشان أمك بعقلك...الله...هو جرى ايه في الدنيا يا ناس...هو مش زيدان ده اللي سبق ورفضتيه لما اتقدم لك ومش مره ولا مرتين ده كذا مره..حلي دلوقتي زيدان.


لاعبت رشا أصابعها ببعض ورددت بهيام:

-أصلي ماكنتش لسه شوفت هو هيبقى جوز حنين أزاي..ماشوفتيهوش بيعامل حوريه ازاي ولا بيبص عليها أزاي...أنا أكتشفت انه جان وعنده عضلات.

-من كتر الشغل ومسكته للأجنه والشاكوش ومعاملته لحوريه عشان بيحبها يا خيبه.

-لا ...مش عشان بيبحبها لا ده عشان هو جان.


-أستغفر الله العظيم...قصره أنا لا هروح ولا هاجي.

-بقا كده يا ماما

-اه 

-قومي معايا يا ماما احسن لك.

-احسن لي؟! هي حصلت..طب مش قايمه وريني هتعملي ايه يا بنت بطني

-ماااشي..هتشوفي

-تحركت رشا تجاه الباب فتحته وخرجت منه غير مبالية بنداء والدتها المتكرر بل خرجت من الباب و أغلقته خلفها 


فوقفت الأم سريعا وهرولت نحو الباب لترى ماذا ستفعل ابنتها والى أين ستذهب لتسمعها تدق الجرس على باب شقة عمها دقات متواليه حتى فتحت فردوس قائلة:

-رشا..ازيك يا جبيبتي ...خير

-كل خير يا مرات عمي...قلبي عندك..أنا سمعت بالي حصل..وصعبتي عليا قوي أنتي وعمي..مش عارفة في أي وهتلاقوها منين ولا منين..أنا عارفه ايه ده...المشاكل نازله ترف فوق دماغنا تقوليش حد وشه وحشه وقدمه نحس دخل علينا...تكونش الست الي في الخامس الي أجرتوا لها الشقه...بس لا لا..دي ساكنه هنا كذا شهر وداخله على سنه أهو.


نظرت بطرف عينها لفردوس لتتابع تأثر ملامحها بما بخته على مسامعها ثم قالت بلهفه:

-يقطعني يا مرات عمي موقفاكي كل ده على رجلك وهي بتوجعك..أنا أصلا قولت اطلع أساعدك عارفه لما بتتعبي الخشونه بتزيد ورجلك بتعل عليكي.

-لا لا كتر خيرك يابنتي مش عايزه أتعبك

-يانهار ابيضّ...تعبك راحه..تعالي أدخلي كفايه واثقه عشان رجلك ..تعالي تعالي.


لم تدع لها رشا الفرصه كي تبدي أي اعتراض ودلفت للداخل بحماس شديد تنتوي تنفيذ مخطتها الذي بات سهلاً الأن وقد تيسر بعد ما جرى.


_______سوما العربي_______


مذ جرى ما جرى وهو يتحرك في كل الإتجاهات وكما يقال لقد قلب الدنيا...لم يترك باب إلا وطرق عليه...سيفعل أي شيء ليصل لحل بتلك الفضيحة 


وانتهى به المطاف هو و والده وصالح جالسان داخل شقه بالتجمع الخامس بها ست غرف وكل غرفه ممتلئة بأجهزة لاب توب وكل جهاز يحمله شخص يعمل عليه...حتى صالة الشقه بها حوالي خمسه وعشرون شخصاً كلهم منهمكين في العمل 


نظر زيدان لصالح وقال:

-هو فين ياعم الجدع اللي بتقول عليه د؟

-مش عارف...استنى 


تقدم صالح من احد الشباب وسأله :

-بقولك يا باشا... ماتعرفش مازن فين

-ماعرفش..تلاقيه بيعمل حاجة يشربها ولا راح الحمام

نظر صالح لزيدان الذي لم يصبر أو يتحمل هو دوماً هكذا ذراع سابق لعقله فهرول ناحية المطبخ فوجد شاب مفتول العضلات طويل يوليه ظهره فسأل:

-أنت مازن.


التفّ الشاب له وقال:

-اه بس ليه...أستنى مش أنت الشاب الي طالع ترند النهارده..كويس انك جيت ..احنا ممكن نعمل احلى شغل و...

لم يستطع زيدان ان يترك له الفرصه ليتحدث إذ تقدم يقبض على تلابيبه قائلاً:

-اسمع يالا...احنا جايين لك عشان قالوا لنا أنك اشطر واحد تنفع للشغلانه دي واحنا عايزين نلم الليلة 


هاج مازن وصرخ فيه:

-أييه اوعى إيدك دي 

-ولاااا ماتخلنيش أتحول علييييك أنا على اخري

تقدم شداد وصالح أثر الصوت العالي وبصعوبه فضوا النزاع وسلكوا مازن من بيض يدي زيدان 


بعد مرور ساعتين ونصف التفّ زيدان بكرسيه ومنظر لهم قائلاً:

-بصوا يا جماعه ده ترند ومعمول يعني مش جاي صدفه 

نظر ثلاثتهم لبعض ثم سأل شداد:

-معمول ازاي يعني

-يعني مفروش له ياح ومدفوع للصفحات الكبيرة عشان تنزله وتعمله شير

-هو الترند بقا بيتعمل دلوقتي 

-ياله يا حاج...ده بقا اسهل من عجينة البيتزا اناممكن بخمس الألف جنيه أخليك ترند مصر والدول المحيطة... كلها حملات مدفوعه وكم بوست كوبي بيست...ده في نجوم بيدفعوا جامد في المواضيع دي زي ...


قاطع ثرثرته صوت زيدان الحاسم:

-أنا عايز كل الصفحات دي تحذف الفيديو وكمان ينشال من على جوجل.

-ماشي...بس هتدفع كتير.

-أنا هديك الي تقول عليه ومن غير فصال بس تقولي مين الي عمل كده


صمت مازن وعلى مايبدو لم يعجبه الكلام فأسترسل زيدان:

-مش بتقول انه ترند ومعمول ...عرفت منين انه معمول..وبعدين مش عاملي فيها جامد ومسيطر في شغلانتك ولا أنت مش مسيطر ولا ايه 

-ياباشا مسيطر وكل حاجة بس الواد الي عامل الترند ده عيل شمام وحكاك وبيبقى عايز يحكها معايا في أي حكاية عشان بسيط على قفايا وأنا مش عايز اللط نفسي معاه عشان الواد ده شمال.


-مش هنجيب سيرتك قولي بس وسيب الباقي على زيدان

-إذ كان كده ماشي...الواد ده اسمه دنجل ساكن فى ميدان الجامع بس واخد شقه في اكتوبر عاملها مقر للشركه النص كم بتاعته لو مالقتش هنا هتلاقيه هنا...أظن أنا كده تمام

وقف زيدان بهمه وغضب مكبوت يردد بينما يخرج المال من جيبه:

-كفيت و وفيت يا غالي...سلام عليكم يالا يا جماعه

غادر ثلاثتهم وتركوا لمازن مهمة مسح الفيديو من جميع المواقع.


______سوما العربي______

دلفت وفاء بخطى مترددة للمستشفى لا تعلم عواقب الأمور ولكن بعد تفكير طويل قررت أنها لابد وأن تحاول التفاوض مع عاصم وحل الأمر ودي...ستعتذر وتتوسل حتى يرضى فأين ستذهب منه يعني...هو لن يتركها لقد ضربته حتى نزف وفقد وعيه ستواجهه وعليها تحمل غضبه افضل من تحمل الحبس 


تقدمت وهي تتحسر نادمه:

-ياريتني ما اخدته للبيت ولا اتخانقت معاه أنا وامي...ماكنت سيبته هي يعني الشتيمه بتلزق...حلني بقا على ما ألاقي تاني شغل كويس بمرتب عدل ...اه يانا مش كنا اتخانقنا بعد القبض لازم يعني نتخانق قبله...استغفر الله بقا


دلفت تفتح الغرفه التي دلتها عليها الممرضه وإذ بها تراه يجلس بهدوء على فراش المشفى الأبيض وأشعه الشمس منعكسه على ملامحه الوسيمة 


رفع عيناه حينما شعر بأحدهم بات معه بالغرفة ونظر لها بإستغراب وهي تتابعه بقلق إلى أن سأل:

-أنتي مين؟!

-هاااه؟!


ولجت الممرضه لتعطيه الحقنه لتجد وفاء متحسبه مكانها فسألها عاصم:

-مين البنت الحلوة دي.

لتردد وفاء ببلاهه وهي تشير على نفسها:

-بنت؟! وحلوة؟! ربنا يسترك

فتقدمت بترقب تقول:

-أنا بقول ن...

لكنه قاطعها بجهل تام:

-أنتي مين


نظرت وفاء للممرضه التي كادت أن تتحدث لولا دخول سيده أنيقة بجسد متوسط في منتصف الستينات وأقبلت عليه تحتضنه مردده:

-عاصم حبيبي..ماصدقتش لما كلموني سيبت المؤتمر وجيت لك.

-أبتعد عنها عاصم بقلقل يسأل:

-مين حضرتك

-مين حضرتي؟! 

فتدخلت الممرضه:

-يا جماعه بالراحه على المريض حرام عليكم..الراجل فاقد الذاكرة ماينفعش تتعاملوا كده.


حل الصمت على المكان بالصدمه بينما وفاء تستوعب:

-فقد الذاكرة....يعني هاخد مرتب شهر؟؟ يا فرج الله


يتبع💖

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close