القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بنات ورد الفصل الحادي وعشرون 21بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات


رواية بنات ورد الفصل الحادي وعشرون 21بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات  





رواية بنات ورد الفصل الحادي وعشرون 21بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات  





❣️بنات ورد❣️21

أنتهت تلك الرحلة وعاد الاثنان كل يحمل معه مشاعر مختلفة هو عاد يحمل حبها بين خفقات قلبه وهي عادت تحمل خوفها من مشاعره التي باتت تقرأها بوضوح  حمل عنها حقيبتها بعد جدال مابين رفضها وأصراره


-خلاص أنا شنطتي خفيفة وأنت ماشاء الله جايه بشنطة ورجعتي بتنين


قالها يشاكها فهذه أصبحت طريقته ليجعلها تندمج معه بالكلام نظرت له نظرة جانبية وقالت بسخط وهي تجر إحدى حقائبها


-مش أشتريت هداية لأخواتي وناسي حضرتك البدل الي اشتريتها وقولتلي لوسمحتي ياشمس حطيها في شنطتك


قالتها وهي تلوي فمها متهكمه تقلد صوتة


 لينفجر ضاحكاً حتى أدمعت عينه ثم غمز لها

 

-هو أنا صوتي حلو كدة؟(بقلم رشا عبد العزيز) 


نفخت بضيق وتسارعت خطاها نحو مدخل بنايتهم ليمسك ذراعها يمنعها من التقدم


-استنيني هنا هطلع دول وارجعلك مطلعهاش أنت تقيلة عليكِ


كادت ان تخالف أمر مكابرة لكنها لم تستطيع حملها لتقف تنتظره مربعة يديها على صدها بتذمر


غاب قليلاً وعاد اليها يحمل الحقيبة لتتبعه حتى وصلو إلى الشقة دخل ودخلت خلفه تجر حقيبتها بعد أن أخذتها منه نحو غرفتها وقبل أن تدخل سمعت صوته الذي كان يخرج لاهثاً يلتقط أنفاسه من صعود السلم


-مش هنتغدة؟


ألتفتت نحوه تسأله بتعجب


-أنا مش جعانه هو أنت مش أكلت وجبة على الطيارة


جلس على المقعد القريب بتعب وقال ساخراً


-وهي الوجبه دي تسد جوع دي يادوب تصبيرة

تنهدت مستاءة وقالت بأمتعاض


-تحب أعملك غدا ؟


ابتسم بزهو فلم يكن يحتاج سوى الجلوس معها كان يخشى عودتها إلى الإنعزال داخل جدران غرفتها ليقول بأمتنان


-ياريت ياشمس لوسمحتي


-أغير هدومي واعملك غدا


كادت أن تغلق الباب خلفها قبل أن تسمعه يقول وكأنها تذكر شيئا

 

-متنسيش الملح


زفرت أنفاسها متأففة وقالت بحدة قبل أن تغلق الباب بعنف


-حاضر


أبتسم بأنتصار ورحل يغير ملابسه هو أيضاً

خرجت تخطو نحو المطبخ بضيق وهي تتمتم بسخط وعينها تبحث عنه في أرجاء الشقة


-هو راح فين ؟ طبعا تلاقيه نام وألا خذ شاور مهو الخدامة الي جابها جدو موجودة


دخلت المطبخ وفتحت الثلاجة وجدت بعض حبات البيض 

أشعلت الموقد تعد الشاي ولسانها لازل يتمتم بكلماتها المحتجه


-هو معقولة يكون مشبعش


لامها عقلها عندماشعرت بحاجتها لكوب من الشاي هي ايضاً


-يلا ياشمس انت كمان محتاجة كوباية شاي تعدل دماغك مفهاش حاجة الراجل مقصرش معاكِ في أيطاليا


كانت مندمجه في صنع الشاي والبيض عندما سمعت باب الشقة يغلق دهشت لتتقدم نحو باب المطبخ لتجده يدخل يحمل أكياساً ينظر اليها ويقول مفسراً


-جبت عيش وشويت حجات من السوبرماركت القريب


همست لنفسها تؤنبها


-ظلمتي الراجل ياشمس


لتكتم ضحكتها وتهرب نحو المطبخ قبل ان تخونها وتصدح رغما عنها


جلس على المائدة لتضع أمامه البيض وكوب الشاي ثم وضع علبه وقالت بحده


-الملح


ثم اتّبعتها بأخرى بحنق


-السكر


نظر نحو العلب التي وضعتهم ثم رفع نظره نحوها لتقول بسخط


-عشان لوفيه نقص متلومنيش


رسم ابتسامة مستفزة وقال يحاول أثارت حنقها


-احسن أكيد مفيش ملح ولا سكر


تجهم وجهها وكادت أن تغادر وهي تحمل كوب الشاي لكنها وقبل أن تتجاوزه أمسك رسخها وقال:


-انت مش هتاكلي معايا؟ 


-مش جعانه.         (بقلم رشا عبد العزيز) 


-طب أشربي الشاي هنا عاوز أتكلم معاكي

قالها بعين متوسلة لتتوتر أرادت أن تغادر مبتعدة عن عينيه   التي تحدق بها  لكن وجدت نفسها تسحب الكرسي وتضع كوب الشاي على الطاولة وتجلس تستمع له تحمحمت بارتباك


-احم …أتفضل أنا بسمعك


أمسك قصعة الخبز وقطع قطعه ودسها في طبق البيض  وقبل أن تصل اللقمة إلى فمه أخبرها


-علي بيقول طارق فتح العيادة بتاعته كنت بفكر نزورهم بكره ونباركلهم علي وهدى هيزوروهم  بكرة واهي فرصة نتجمع أي رأيك


دس لقمته في فمه يمضغها  وعينه تتطلع لها يترقب إجابتها ليرى العبوس يرتسم على محياها تتنهد بحزن


-يعني مش هشوفهم  النهاردة أصلهم وأحشني أوي


-أنتِ أكيد تعبانه من السفر خليها بكرة نكون استريحنا


اومئت برأسها متفهمة ورفعت كوب الشاي ترتشف منه القليل وما أن أخفضته وجدته يقرب من فمها قطعه خبز الممزوج بالبيض لتتمتم رافضة


-متشكرة مش جعانه


ليحرك رأسه يحثها وهو يقول محاولًا  إقناعها


-محبش أكل قدام حد من غير مايشاركني


فتحت فمها تلتقط الطعام بشفتيها ليبتسم وهو يرى وجهها يحمر خجلاً فرغم شدتها لكنها تخفي خلف ستارها

فتاه خجوله تربكها بعض الكلمات وتخجل من حركات بسيطة ليمازحها قائلاً


-شمس هو أنتِ مبتعرفش تعملي غير بيض وشاي


تحول خجلها لغضب لتهتف بأنزعاج


-اه ياسيدي مع الأسف مابعرفش أعمل غير بيض عندك أعتراض


زاد انزعاجها عندما وجدته يغمغم وهو يحرك شفتيه بأرقام لم تفهمها حتى استشاطت غضباً وحدقت به  بشراسة عندما سمعته يقول:


-كده محتاجين ميزانيه كاملة عشان الدليفري


لتهب واقفة بأنفعال أمسكت علبه الملح ترشها على البيض بغيض وهي تقول مستنكرة


-شكل البيض ناقص ملح أطلب دليفري احسلك


ثم تركته وغادرت بسرعة وسط دهشته وهو ينظر لتصريفها بعين متسعة ليحاول استعاب مافعلت ثم انفجر ضاحكاً وهو يوزع نظره بين الطعام وبين أثرها


-يامجنونة


********************************


تفاجئت بدعاء تسحبها بوجه عابس نحو أحدى الغرف الفارغة وتجلسها تنظر لها بعين دامعة


-ممكن أتكلم معاكِ ياهدى؟


ربتت هدى على يدها بقلق و أخبرتها تطمئنها


-أكيد أنا سمعاكي ياحبيبتي اتكلمي يادعاء مالك


أصطنعت التوتر ومثلت البكاء

 

-أنا بحب يا هدى اتعرفت على شاب على النت وحبينا بعض بس خايفة لماما تعرف


أمسكت هدى يديها تضمها بحنان وقالت ناصحة


-معلش يادعاء أنا عارفة ان كلامي ممكن ميعجبكيش بس العلاقات دي حرام وغلط العلاقات الي في الظلمة عمرها متعمر لو الشاب دا بيحبك بجد خلي يتقدملك


زادت من وتيرة بكائها المزيف وقالت:


-خايفة ماما ترفضه


شددت هدى على يديها وقالت تشجعها


-خليه يتقدم يحاول مرة مرتين وأكيد والدتك لما تشوفو متمسك بيك وانت متمسكه بيه اكيد هتوافق


ثم ابتسمت محاوله التخفيف عنها


-وبعدين انت ليه متوقعه أنها ترفض مش جيز توافق


أزالت دموعها الكاذبة وقالت تمثل الألم


-أصله أقل من مستوانا هو عندو شهادة بس حياته بسيطة على قدة يعني


مسحت تلك المسكينه دموعها بطييه


-الفقر مش عيب مدام عنده شهاده وبيشتغل الفلوس مش كل حاجة يادعاء والسعاده مش بالماده بالحب


كلماتها التي كانت تقصد فيها التخفيف عنها نبعت من قلبها الصافي لتصب في قلب دعاء تزيدها مقتاً وحقداً عليها فهي تملك كل شيء المال والحب والراحة  سرقت ماكان سيكون لها يوما من الأيام


لترسم ابتسامة خفيفه ونظرت لها بخبث تكمل قصتها الكاذبة


-أنتِ رأيك كدة ياهدى


بادلتها الإبتسامة وقالت:


-ايوه ياحبيبتي حاولو وأكيد خير أن شاء الله


احتضنتها دعاء تحكم أركان خطتها وترمي شباك مكرها عليها تمثل عيها الحب كألعنكبوت تغري فريستها تحيطها بشباكها الواهمة


-متشكرة ياهدى


-حبيبتي أحنا أخوات


خرجت من أحضانها ترمي أول أسهمها عليها   وتضع أول ضربة فأس لتهشيم حياتها


-يابخت علي بيكي ويابخت خالتي بأمرات أبن زيك


تلونت عين هدى بلحزن وابتسمت ابتسامه باهتة لتسألها دعاء بخبث


-مالك ياهدى هو علي زعلك ؟


نفت هدى برأسها


-علي زي النسمة الباردة الي محلية حياتي


-خالتي مزعلاكي؟


صمتت هدى رغم أن عينها تتحدث بالكثير لكنها أبت أن تذكر والدة زوجها بسوء أحتراما له والدعاء كونها خالتها لكن دعاء رصدت ذلك وأخفت ابتسامة انتصارها لتزيد من وتيرة تمثيلها وتدعي الإزعاج محاوله بذر الثقة في قلب هدى فقالت:


-خالتي طول عمرها أنانيه بتحب تأخذ كل حاجة ليها لوحدها وتكره الخير لغيرها


اتسعت عين هدى بندهاش من ذمها لها وواصلت ثباتها قائله تنفي ماتخشى أنه قد وصل لعقل دعاء


-لا..... لا ماما كويسة هي بس بتحب علي أوي حقها مهو ابنها


تدارك كلامها تجمله وتدس السم بالعسل


-أنت طيبة اوي ياهدى بس أنا عارفه خالتي بتحب علي بجنون وبتغير عليه


حاولت هدى إنهاء هذا الحديث لتقول تنهي استرسال دعاء


-ربنا يهديها


نظرت لها دعاء وأحست بظفر أول خطواتها لتتنهد بارتياح عازمة على استكمال خطتها


***********************************


أخرجت قالب البيتزا من الفرن وعادت تنظف المطبخ وتغسل الأطباق المتسخة تنظر إلى لمعان خاتم زواجها بعد أن غمرته المياه وغطته فقاعات الصابون تشوه هذا اللمعان ليعود للمعانه مره آخر بعد أن أزاحت الصابون عنه وكأنه يصف حالها معه فتارة تشعر أنه يبادلها المشاعر بل وترى  صورتها في انعكاس نظراته وتاره تشعر

انه بعيدا عنها  حياتها معه مابين ربيع مزهر وشتاء قارص يجلد روحها صقيعه لكن كل ماهي متأكدة منه الأن أنها تحبه نعم وربما تعشقة قلبها الذي يخفق لرؤيته وعينها التي باتت لاترى غيره ورحها التي اصبح يؤنسها قربه


رنين جرس الباب أخرجها من شرودها لتتجه نحو الباب مندهشة من سيزورهم  الان نظرت إلى الكاميرة الموضوعة  عند  الباب لتبتسم بشوق خالطته اللهفة وهي تجد شقيقاتها يقفن

 عند الباب  اتجهت نحوه تفتحه بسرعة


فتحت الباب بابتسامة عريضة تزين محياها لتسمع هدى وشمس يهتفون بصوت وأحد


-مفاجاه


-ياااااحلى مفاجأه.      (بقلم رشا عبد العزيز) 


ارتمت شمس بين ذراعيها لتحتضنها ندى بقوه


-وحشتيني يامشمش


لم تستطع شمس كتم دموعها بين أحضان ندى كطفلة عادت لاحضان والدتها لتبعدها هدى

 عن حضن شقيقتها تلومها بتذمر


-بتعيطي ليه ياهبله دول همه عشر أيام الي غيبتيهم مش سنة


ابتسمت من بين دموعها ولتشاكسها أمسكت ذراع هدى تمسح دموعها بأكمام ثوبها لتشهق بنزعاج وهي تضربها بخفة على رأسها


-بتعملي اي يامجنونه ؟ اما وريتك


 لتختبأ شمس  خلف ندى تدعي الخوف وندى تقهقه ضاحكة وهي تقف حائلا بينهم لحظات عادو بيها إلى الماضي ومزاحهم المحبب عادو بنات ورد الصغار انشرح صدر ندى وهي تحتضن الاثنان بعد وصله الضحك والمزاح التي كانت تحت نظرات علي وفارس الذي شعر بالحزن لأجلها


كل يوم يكتشف أنها طفلة في جسد امراه  لاتزال تنشد الحنان والحب بكائها بين أحضان ندى مزق قلبه ود لويجذبها إلى احضانه ويمسح دموعها بيده لكن تنهد بيأس فطريقه لايزال بعيد


رحب ندى بعلي وفارس


-هو الدكتور العظيم فين جينا نباركله على العيادة


قالها فارس لندى التي ارتبكت ولم تعلم ماذا تخبرهم أنها لاتراه حتى لاتعلم أين هو


-طارق بيتاخر مبيرجعش في الوقت دا


-يعني هو مش في العيادة دلوقت دا أنا قلت نطب عليه ونعمله مفاجئة


قالها علي وهو يوزع نظره بين فارس  الذي أيده وندى


لطمت شمس جبهتها في لحظة أدراك وقالت:

 

-النهارده الإثنين دكتور طارق عندو عمليات

 النهاردة أنا ازاي فاتتني الحكاية دي


نكزتها هدى وقالت بسخرية


-طبعاً إيطاليا نستك كل حاجة


امتعض وجهها وهي تنظر لهدى مستنكره حديثها


وضع علي وفارس أكياس الطعام المائده ليقول فارس بأسف


-كان نفسنا نتعشى معاه


لترد ندى معاتبة


-طب ليه مكلفين على نفسكم كدة


-ولا تكلفة ولا حاجة أحنا مفيش فرق بنا


قالها علي لتشير ندى لشقيقاتها


-تعالو يابنات خلينا نرص الأكل ونتعشى


-وطارق ؟مش هنستناه


قالها فارس متسائلاً


-يبقى يتعشى لما يرجع هيتاخر والأكل هيبرد

وضع الشقيقات الأكل على المائدة


جلسو يتناولون العشاء لتنظر شمس نحو البيتزا التي أعدتها ندى وتقول وهي تلتقط قطعه وتتناولها بتلذذ


-الله ياندى تعرفي أني أكلت بيتزا تجنن في إيطاليا لكن زي البيتزا بتاعتك ماذقتشق فيها دفى وحب


-بالهنا والشفا ياحبيبتي


كانت الأجواء جميلة لكن ينقصها  شيء نظرت إلى الكرسي الخالي بجانبها وأسدلت  عينها بحسرة كم كانت تتمنى لو كان معها لكانت اكتملت سعادتها بوجوده ووجود شقيقاتها ابتسمت وهي تطالع دلال علي لهدى


ونظرات الحب المتبادلة بينهم لكن ماجعلها تبتسم اكثر دلال من نوع آخر ونظرات تراها للمرة الأولى ورغما عنها ظلت تطالع ذلك المشهد وفارس يضع الطعام بصحن شمس ويهمس لها بكلمات كتمت ضحكتها وهي ترى ارتباك شمس وإحراجها وهي تعترض على ذلك 

توترت بخجل وهي تراه يضع الطعام أمامها دون طلب منه اهتمامه الذي أصبح يحيطها به بات يثبت لها يوما بعد يوم شكوكها


-أحطلك حاجة تانية ؟


-متشكرة


-دا الأكل الي يرم العضم ويعدل المزاج أكل مصري أصيل مش الأكل الي بقالنا عشر أيام بناكلو


قالها فارس وهو يضع قطع من الحم (الكباب )في صحنها ويلتقط قطعة أخرى في فمه


ظلت عينها منخفضة نحو طبقها بتشتت لاتنكر أن تجد شخص يهتم بك شي جميل لكن لماذا هي خائفة


والاتريد لذلك الشعرو الذي بات يدغدغ قلبها أن ينتصر هي تعلم انه ليس حب ربما رضى أو تقبل لوجوده في حياتها


قبضت على قطعة الخبز وهمت بأمساك قطع اللحم أحست بعيون شقيقاتها تحدق بها رفعت عينها بحرج


لتصدم عينها بعونهم التي تطالعها بأبتسامة حتى وجدت هدى تغمز  لها  وتكتم ضحكاتها ثم تلتفت نحو ندى التي كانت تنظر لها مبتسمه حتى التفتت نحو هدى التي اشارت لها بعينها نحوها لتكتم ضحكاتها هي الأخرى


عادت تخفض عينها وهي تغمغم مستاءة


-دلوقت يقعدو يغلسو ويضحكو عليا كل منك يافارس

 

قالت كلماتها الأخيرة بعين دامعه من شدة الحرج


وماتوقعته حصل بالفعل لتنفرد بها شقيقاتها بعد أن وضعو الأغراض في المطبخ ووقفو يعدون الشاي والقهوة


لتتابعط هدى ذراعها وتهمس لها بطريقة أزعجتها


-أي شكل السنارة غمزت والود بدأ يحبك


لتتحدث ندى بلهفة تؤكد كلامها وهي تقرص وجنة شمس ضاحكة على عبوس وجهها


-ايوة ياهدى أنا كمان خذت بالي حتى نظراته مختلفة والحب باين في عنيه


لتسند هدى رأسها على كتفها وتزفر أنفاسها بهيام


-اه عيني على الحب وسنينيو


ثم رفعت رأسها تخبرها


-شكل رحلة إيطاليا جات بفايده


ثم سألتها بفضول تمازحها


 -هو أنت عملي  أي خليتي الواد حالو اتشقلب كده


وزادت ندى عليها تقبض على يدها مسرورة


-طب والله صحيح يا مشمش شكل الواد بيحبك


زفرت أنفاسها بضيق ونفضت يديها منهم بأنزعاج مبتعدة


-طب والله أنتو فايقين ورايقين حب أي وكلام فارغ أي أنتو بس بيتهيئلكو


نظرت هدى نحو ندى ورددت كلمتها الاخيره بستهزاء


-بيتهيئلكو!


ثم تعالت ضحكتهما وهما يقفان أحدهما بجانب الأخرى يمثلا الرقص وهدى تدندن


-اهو هو.... دا…الحب دا


ضايقتها فعلتهما لتنظر نحوهما وتهتف بغضب


-بس كفاية بطلو غلاسة


اماً في الخارج فلم يكن الوضع مختلف وعلي يجلس امام فارس يستجوبه


-أي يامعلم شكل رحلة إيطاليا كانت جميلة


ضيق فارس عينه وحدجه بنظرات ثاقبة بعد أن لمس مقصده ليقرر مسايرته


-اه أيطاليا جميلة


ضربه علي على قدمة وغمز له مبتسماً


-وشكل الحب جميل كمان


هز رأسه مؤكداً.        (بقلم رشا عبد العزيز) 


-أكيد هو فيه أحلى من الحب


ليصفق علي بيده ويقول بصوت منخفض


-وشكل أبن محسن طب يولاد


عبس وجهه وقال بأمتعاض


-أتلم ياعلي


لكن علي اقترب منه يلكم ذراعه ويقول مازحاً


-أعترف ياجبان


نهره بضيق يدفعه عنه بيده 


-بطل ياعلي


لكن علي أبى الابتعاد وأمسك كتفه  يهزه بأصرار


-يا أبني أتكلم عينيك فضحاك


ثم أمسك ذراعيه بيديه يجبره على النظر إليه


-طب عيني بعينك كدة


نفخ فارس بنفاذ صبر ونفض يد علي وهو يهتف

 

-أيوة طبيت أرتحت كدة


فرح علي لصديق عمره وأتسعت أبتسامته قبل أن يتوقف فجأه وتضاءلت أبتسامته ويهمس له سأئلاً


-وهي أخبارها أي ؟


تنهد بيأس ونظر له بخيبه أمل


-لسة زي ماهي مش متقبلاني ساعات بتلين وبقول فرجت وترجع تاني لصدها وبرودها


طالعه علي بأشفاق وربت على كتفه مواسياً


-معلش يا فارس هي معذوره انت عارف ظروف الجوازة كانت عاملة إزاي


أومئ براسه وهم بأكمال شكواه لكنه توقف عندما لمحها تقبل عليهم وهي تحمل أكواب الشاي والقهوة


بوجه مضطرب تتبعها هدى وندى يتهامسن ويضحكن وكأن أضطرابها تسلسل لقلبه هو تعجب من  تعلقه بها لهذا الدرجة حتى أصبح يشاركها مشاعرها يبتسم إذا ابتسمت وتدمع عينه إذا رأها تبكي أصبح لايعلم من يكون


أشاح عينه عن عين علي التي تتنقل بينه وبينها 

وضعت ماتحمل على الطاوله والتقطت كوب الشاي الخاص بها وكادت أن تجلس لكنها تذكرت فنجان القوه


الذي أعدته له بكميه سكر أعلى من الفناجين الأخرى لتلتقطه هو الآخر خشيه اختلاطه مع الفناجين الأخرى


ثم مدت يدها تعطيه أياه


-قهوتك يافارس


اتسعت ابتسامته ورقص قلبه بأمل  وهو ينظر ليدها المدودة بفنجان القهوة الذي التقطه منها بفرح وقال:


- متشكر تسلم أيدك


ضغط علي بقدمة على قدم فارس الذي التفت نحوه ليغمز له علي وحاول مشاكستهما بعد أن رأى شمس تجلس على الأريكة


-وأنا يا دكتورة مليش قهوة


-خلي مراتك تخدمك ملكش دعوة بمراتي


قالها فارس مفتخراً وهو ينظر نحو شمس التي اشتعل وجهها خجلاً من كلماته


لتتقدم هدى تحمل فنجان القهوة نحو علي وهي تقول:


-أتفضل ياروحي


-تسلم أيدك ياحبيبتي


قالها علي وهو يلتقط منها الفنجان ويمسك يدها يقبلها بعد أن جلست بجانبه ثم نظر نحو فارس يلاعب حاجبيه في محاوله لاغاضته

ليضحك فارس وهو يغمغم


-مجنون


مضت ساعتان من الضحك والنقاشات في مواضيع مختلفة في إنتظار طارق الذي تأخر حتى شعرو بلململ


-هو طارق عنده نبطشية شكلو أتأخر أوي ؟


سؤال طرحة علي على ندى التي شعرت


 بالإحراج وتحيرت بماذا تجيبهم


-لا ما أعتقدش دكتور طارق نبطشيته مش الأيام دي بس ربنا يعينو أكيد عمليات ودي وقتها مش محدد حسب الحالة يعني


منحها كلام شمس بعض الراحة لتتنهد بأرتياح عندما سمعت صوت مفتاحه في باب الشقه ليدخل بطلته البهيه


وابتسامته المحببه لقلبها ليخفق قلبها فرحاً كطفل عاد والده بعد غياب يبدو انه اصبح أهلها وعائلتها الصغيرة


ورغم تعبه لكن رؤيته لضيوفه جعله يبتسم مرحبا بهم


-اهلا …اهلا الحبايب كلهم هنا


اقترب يشاكسم ويلاطفهم وعينه تخطف نظرات نحوها بين الحين والآخر يبصر سعادتها بوجود شقيقاتها بقربها


انقضت السهرة بين الحب والألفة والضحكات جو تمنو ان يدوم بينهم 

**********************************


اليوم سوف تبيت  في المستشفى وسيظل هو وحيداً كانت الشقة مظلمة دخل غرفته وتسطح على فراشه بضجر


أدرك اليوم انها باتت جزء مهم من حياته صوتها ضحكتها مشاكسته لها أشتاق لوجودها رغم غيابها 

البسيط أخرج هاتفه وأرسل إليها رسالة


-ازيك عاملة أي؟


وضع الهاتف على صدره وأغمض عينه وابتسم وهو يسمع صوت رسالتها ليرفع الهاتف يقرأها بلهفة


-الحمدالله


ليحاول المزاح معها فيكتب


-جعان


قهقه ضاحكاً عندما وجدها ترسل له


-تستأهل عشان تقدر قيمة البيض


واتبعت ذلك بتعبير مضحك وكتبت


-أطلب دليفري


ليتنهد بهيام وهو يحتضن الهاتف مردداً


-بحبك يامجنونة


اتسعت ابتسامته عندما سمع رنين الهاتف ظناً منه أنها هي لكن تلك الإبتسامة تبخرت عندما وجد أسم حازم


كان يعلم مايريده منه فهو أكيد يريد منه أن يسهر معهم


أوشك أن يضغط على زر الإجابة لكنه تراجع في للحظات الأخيرة هناك شيئ صار يبعده عنهم ويشعره بضيق من تلك السهرات انقطع الإتصال وعاد الهاتف لرنينه مره أخرى لكنه هذه المره وضعه على وضعية الصامت وقرر الخلود إلى النوم

********************************


أزالت سماعتها الطبية عن عنقها بأرهاق بعد ليلة متعبة قضتها في المستشفى


ثم خلعت عنها معطفها الأبيض وبدأت تلملم أغراضها بعد إنتهاء فترة العمل وتعيد كل شئ مكانه

حتى تغادر


_صباح الخير


رفعت نظرها عما كانت تفعله لتجد ليلى زميلتها المناوبة  خطفت نظرة نحوها وعادت لما تفعل مرددة


_صباح الخير يا ليلى جيتى في وقتك بالظبط كويس انى لحقتك دكتور مجدي موصي على حالة عشان أتابعها ياريت تستلمي مني

وتبلغيه آخر تطوراتها مش عارفة هو كان المفروض يكون هنا  من نص ساعة مش


 عارفة أتأخر ليه؟


حملت بعض الأوراق تسلمها لها


_أمسكي ياليلى دي كل التقارير الي طلبها.

أخذت ليلى منها الأوراق تنظر لها متفحصه لتهز رأسها بعملية


_ماشي يادكتورة هبلغه


ربتت شمس على كتفها مبتسمة لتتجاوزها


_ متشكرة مع السلامة


بادلتها ليلى الابتسامة


_مع السلامة

 

خطت تخرج من الغرفة تتنفس باجهاد تخطو خطوات مثقلة  وبعد بضعة


خطوات داخل الممر لمحته من بعيد يتقدم نحوها بأبتسامته المعهوده ونظراته المتوقدة في بادئ الأمر ظنت أنه ربما يكون شخص يشبهه لكن كلما اقترب وضحت الرؤية لكن لماذا هو هنا الان سؤال جعلها تقف أمامه مندهشة وتسألة


بأستغراب.


_فارس أنت هنا ليه بتعمل إيه؟


ازدات ابتسامته يخبرها


_ابداً انت مش قولتي نبطشيتك هتخلص الساعة تسعة قولت أوصلك البيت بعد مانفطر في أي مكان


أنا عازمك على الفطار ياستي

وهو أرحمك من البيض الي من غير ملح


قال كلماته الاخيرة مازحاً ليقابله أمتعاض


 وجهها وقبل أن تفتح فمها وترد عليه وجدت من يصرخ بأسمها


_دكتورة شمس


أستدارت لتجد مرافقين احد المرضى يتقدمون نحوها بقلق يسألوها بخوف


_دكتورة ايه اخبار والدتي ؟


قطبت حاجبيها محاولة تذكره

حتى رفعت سبابتها. على فمها  عندما أدركت هويته لتقول:


_اه انت ابن الحاجة رضوى


هز رأسه مؤكدًا


_ايوه يادكتورة طمنيني


_الحالة لحد دلوقت مستقرة دكتور مجدي زمانه جاي وتقدر تستفسر منه أكتر هو الدكتور المسؤول عن الحالة عن أذنك


وكادت ان تلتفت مغادرة ليصرخ بغضب مستنكرًا


_انت هتمشي وتسيبيها ؟


قطبت حاجبيها وقالت باستهجان وسط تنبه فارس الذي اقترب وقف بجانبها


_ حضرتك انا نبطشيتي خلصت وسلمت الحالة خلاص للدكتورة المناوبة


صاح معترضاً بتهكم وهو يحرك يده

  

_طبعاً وأنتو يهمكم حياة مريض اهم حاجة راحتكم

المريض يموت يتفلق في ستين داهية ولا كأنها أرواح ناس

بهتت ملامحها بتعجب وكادت ان تجيبه تدافع عن نفسها 

_يافندم.....


لكنها شعرت بيد فارس يسحبها واضعاً أياها خلفه

كأنها كنزه الذي يحاول حمايته بعد أن اثارت كلمات الرجل جنون غضبه


وقفت خلفه بهلع تتشبث بسترته وهي تسمع هجومه  على الرجل


_انت اتجننت انت بتكلمها كده ازاي الدكتورة بتقولك نبطشيتها خلصت يعني خلاص المهمة اتنقلت لشخص تاني مش ملزمة هي تبات مع والدتك


تراجع الرجل إلى الخلف بعد أن رأى تقدم فارس نحوه لكنه مثل الثبات


وقال بأنفعال


_وأمي يسيبوها كده وهي بحالتها الحرجة


وبذات الانفعال تقدم نحوه


_انت مابتفهمش هي يعني مفيش غيرها في المستشفى بتقولك سلمت الحالة

أمسكت بذراعه تمنعه من التقدم خشية الاصطدام مع الرجل بعد أن وجدت عينيه تشعان غضباً وعروقه تكاد تنفر من مكانها  قالت متوسلة تحاول ايقافه


_خلاص يافارس... خلاص أرجوك...


تجمهر عدد من الممرضين والاطباء بعد أن جذبهم  الصوت العالي يسألونها بقلق


_خير يادكتورة


كانت لاتزال متشبثة بذراعه


تجيبهم موضحة موقفها حتى تقدم احد الأطباء نحو الرجل وسحبه خلفه يتفقد والدته 

ظل متسمر مكانه بأنفاس متسارعة من شدة الغضب

ابتلعت ريقها الذي جف من. شدة الخوف و

حركت يدها على ظهره محاولة تهدئته


_خلاص يافارس خلينا نمشي


زفر أنفاسه المشتعلة ومسح على وجهه بضيق

التفت نحوها يطالعها باضطراب ليمسك يدها بقوة ويجرها خلفه


رغم خوفها من تطور الموقف لكنها ابتسمت وهي تتذكر وقوفها خلفه شعور بالأمان لامس قلبها وهي تحتمي به نظرت نحو يده. التي تمسكها ليتسلل شعور غريب يسكن قلبها ويعكر صفو جليده يضرب على أوتار عنادها ويعزف أنشودة بلحن مختلف لحن الأمان


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close