رواية لعنة الضحكة الفصل الثاني 2 بقلم جهاد محمود حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية لعنة الضحكة الفصل الثاني 2 بقلم جهاد محمود حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
لعنة الضحكة – الفصل الثاني
نهضتُ مفزوعةً على صريخ أمي وبكائها.
كانت أختي ريم تقف على سور البلكونة، تحاول أن تُلقي بنفسها، والجميع يصرخ محذرًا ألا تفعل.
اقتربتُ من السور ببطء، وقلبي يرتجف، وقلت بصوت يتهدج:
– ريم، بالله عليكي انزلي، انتي ممكن تموتي!
ضحكت بسخريه، ونظرت ليّ بعينين ممتلئتين بالوجع:
> – أموت؟
الموت راحة يا فرح…
أنا تعبت من العذاب النفسي اللي عايشين فيه بسببك.
مع إني عارفة إنك مجبورة تكوني محبوسة في حزنك،
وفكرة إننا بنخاف منك دي بتموّتك بالبطِّيء...
بس برضو…حياتنا واقفة على ضحكتك،
دا عذاب… والله عذاب!
ودلوقتي، يا عالم، الدور على مين… يمكن الدور عليّ انهارده... لأنك ضحكتي!
اقتربت أكثر من الحافة، وكأنها تُعلن استسلامها.
كانت ترتجف، ونحن جميعًا نرتجف معها.
بدأت أتحدث سريعًا، أتعثر في كلماتي وأنا أبكي:
> – لا، لا… استني!
كله هيتصلح!
أنا آسفة يا ريم، آسفة ليكم كلكم.
بس علشان خاطري، متخليش لعنتي المرة دي تيجي فيكي انتي.
انزلي… وأنا أوعدك، أوعدك إني مش هضحك للأبد.
أوعدك بدا!
لم أكن أعلم على ماذا أعتذر، ولا بماذا أُوعد…
لكن الحزن والرعب اللذين رأيتهما في أعين أقرب الناس ليّ،
جعلا ضحكتي تختنق داخلي،
بل جعلاني أتوقف عن الحياة نفسها.
لم أرد الفقد.
وإذا كان الثمن هو قتل ضحكتي… فسأفعل.
لكن لن أسمح لضحكتي أن تسرق مني أغلى ما في حياتي.
بدأت ريم تهدأ، ثم هبطت ببطء، وكنت أُمسك بها خوفًا أن تسقط.
تنفّس الجميع الصعداء... وكدت أبتسم، فقط لأني نجحت في إنقاذ أختي، وإنها لم تمت.
لكن أمي ما إن رأتني حتي رمقتني بغضب وقالت:
> – حذراي، مهما كان السبب، تكرريها تاني!
لأول مرة متحصلناش مصيبة من ورا ضحكتك،
ادعي إنها تكمل كده…
علشان مقتلكيش بإيدي المرة دي!
كانت كلماتها قاسية.. دائما أري في عينيها كرها ليّ، بسبب لعنتي، ولكن لأول مره تفصح عنه.
دخلت غرفتي، ودموعي تغمر وجهي.
لم أعد أحتمل فكرة أن حياتي لعنة لمن حولي..
ضحكت بمرارة في داخلي
حياتي ؟! هل أسمي ما أعيشه هذه حياة ؟
حين بدأ وقت الشروق، بدّلت ملابسي وخرجت.
أردت مكانًا لا يعرفني فيه أحد.
سئمتُ من نظراتِ اللؤمِ التي أراها في أعينِ من يعرفونني.
سرت في الشوارع حتى وصلت إلى حديقة هادئة.
لم يكن بها الكثير من الناس.
جلست على مقعد خشبي قديم،
وإذا برجلٍ عجوز، يبدو من ملابسه أنه سائل، يقترب مني قائلاً:
– مالك يا بنتي؟ زعلانه ليه؟
قلت بهدوء:
= أبداً… مفيش حاجة يا عمو.
اقترب أكثر، ونظر في عيني وقال بصوت خافت:
> – العيب مش فيكي.. العيب فيهم هما.
دوري على الحقيقة… علشان تعرفي تعيشي وترتاحي.
> – تقصد إيه؟
= اسمك إيه يا بنتي؟
– فرح.
ابتسم وقال:
– معقولة؟!
اسمك "فرح"، وانتي كاتمة فرحتك وابتسامتك؟
ثم انصرف وهو يبتسم.
فهمت أنه كان يقصد شيئًا…
شيئًا لم أستوعبه بعد، لكنه أيقظ بداخلي فضولًا غريبًا.
عدتُ إلى المنزل مسرعة، أبحث عن الحقيقة.
كان الجميع نائمًا، ما عدا أمي، وأبي الذي عاد من عمله صباحًا.
وقبل أن أدخل، سمعتهم يتحدثون، لكن كلمات أمي جعلتني أتجمد في مكاني:
> – أنا تعبت منها يا إبراهيم،
أنا فكرت أخلّص منها!
سمعت أبي يرد مندهشًا:
= تخلّصي من مين؟! انتي اتجننتي؟!
= أومال عاجباك اللعنة اللي إحنا فيها دي؟!
– اللعنة دي إحنا اللي وافقنا عليها من البداية…
متنسيش إننا السبب فيها…
وإحنا اخترنا ده بإيدينا!
تجمدت في مكاني.
ماذا يعني هذا؟
هل يُعقل أن أبي وأمي... هما السبب في لعنَتي؟
كيف؟ ولماذا؟
كنت على وشك الدخول لمواجهتهما،
لكنني توقفت حين سمعت أمي تقول بصوتٍ مرتجف....
-----------------------------------------
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات
إرسال تعليق