رواية لعنة الضحكة الفصل الثالث 3 بقلم جهاد محمود حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية لعنة الضحكة الفصل الثالث 3 بقلم جهاد محمود حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
الفصل الثالث- المواجهة
أنت اللي دخلتها في اللعنة دي من البداية…
لم أتحمّل أن أستمع من خلف الباب أكثر.
فتحته، ونظرت إلى أبي وأمي. كان القلق واضحًا في أعينهما… قلق من الذي ربما سمعته.
– إزاي يا بابا؟ إزاي تكون أنت السبب في لعنتي؟
ابتلع ريقه، جلس على الكرسي:
– تقصدي إيه يا فرح؟
ثم حاول الهروب من السؤال:
وبعدين انتي نزلتي إمتى؟ وكنتي فين؟
قلت بجمود:
– أنا سمعت كل حاجة.
نظرت إليّ أمي بقلق:
– سمعتي إيه؟
– سمعت إنك عاوزة تخلّصي مني… وسمعت إنك يا بابا السبب في لعنتي. يعني اللعنة اللي أنا فيها ليها سبب؟
تنهد أبي بضيق:
– مفيش حاجة ملهاش سبب… انتي عمرك ما سألتِ نفسك ليه اللي فيكي ده مش طبيعي؟
– سألت، بس انتو قولتولي إنكم جبتوا شيخ، وقال إنّي ملعونة، وإن اللي بيحصلي مالوش تفسير… وإننا مينفعش ندور ورا السبب عشان ده عالم أكبر مننا. وممكن اللعنة تكبر لو عملنا كده. مش ده كلامكم من وأنا عندي عشر سنين؟
ساد الصمت. ثم أكملت:
– أول مرة ضحكتي سببت أذى… كنتوا مرعوبين، وبعدها ودتوني لشيخ وقال إن ضحكتي السبب. بس ازاي عرفتوا إن سبب المصيبة كان ضحكتي ؟!
أنا فعلا عمري ما سألت السؤال دا ؟
أجاب أبي بعد تنهيدة طويلة:
– لأنها مكنتش أول مرة. أول مرة حصلت كنتي عندك تلات سنين. كنت بلعب معاكي… ضحكتك فجأة بقت عالية بشكل غريب، وبعدها على طول نار قامت في المطبخ من غير سبب.
تدخلت أمي بصوت خافت:
– وقتها مكنش في سبب للنار، فجِبنا شيخ… وقال إن في طاقة غريبة في البيت، ولما عمل كشفه اكتشف إن مصدرها انتي.
ومن وقتها بدأنا نديكي علاج يهدّيكي كان بيعمل مفعول زي الاكتئاب… علشان وانتي صغيرة مكنتيش تقدري تتحكمي في ضحكتك.
بكيت بصمت… ثم سألت:
– الشيخ مقلش إن ليها حل؟
تبادلا النظرات… تلك النظرة التي تخفي أسوأ ما يمكن قوله.
اقتربتُ من أمي:
– اتكلمي يا ماما… طيب ليه قولتي لبابا إنه السبب في اللعنة؟
مسحت دموعي وقالت:
– فرح… اللي فيكي ملهوش حل. وعاوزكي تعرفي لو ضحكتي بعد ما تتمّي ٢٥… ضحكتك هتكون سبب موتك. لازم تبطلي تضحكي.
ابتعدت عنها مرعوبة، وبدأت ارجع للخلف بخوف مما أسمعه.
اقترب مني أبي ودموعه تنزل:
– أمك ما بتكدبش… اللعنة بتقول كده.
مسحت دموعي، أحاول استوعب.
كيف تكون الضحكة… موت؟
ما السبب في كل هذا؟
– بابا، وأنا داخلة سمعت ماما بتقول إنكم السبب في اللعنة. إزاي؟
توتر… ثم أبعد نظراته كأنه يخفي الحقيقة.
صرخت:
– أنا فاضلي شهر وأكمّل ٢٥! يعني أول ضحكة… موت؟! ومش عارفين السبب؟!
اقتربت أمي واحتضنتني.
ثم قالت لأبي:
– قولها يا إبراهيم… كفاية.
تنفس أبي بعمق… ثم قال:
– الحكاية بدأت بسببي… وأنا كنت سبب لعنتك يا فرح.
زمان… وأنا متجوز أمك، اتعرفت على بنت حاولت تقرب مني. رفضتها.
البنت… انتحرت. وأنا كنت فاكر إنها ماتت طبيعي.
خفض نظره للأرض:
– أمها كانت ساحرة…
ولما بنتها ماتت بسبب رفضي، عملتلي سحر فيكي:
إن ضحكتك تكون لعنة… وإن أول ضحكة بعد الـ٢٥ تكون نهايتك.
شعرت بأن الأرض تهتز من تحت قدمي.
أنا أدفع ثمن شيء… لم أفعله.
نظرت إلى أمي بغضب:
– وانتي؟ كنتي عارفة؟
أحنت رأسها. صمت... كأنه اعتراف صامت بالذنب.
ذلك الصمت…فكان صمتا مسموعا.
– ليه عاملتيني طول عمري كأني السبب؟!
انتفضت وقالت بانفعال:
– الضغط اللي كنت فيه محدش يقدر يلومني عليه..
ضحكتك كانت سبب في بلاوي!
فاكرة لما المعمل بعت لأختي يوم عيدها ميلادها أنها عندها كانسر أول ما انتي ضحكتي؟
ولما جدك اتشل؟
ولما زوج عمتك مات؟
ولما…
– بس يا ماماااا! كفاية!
يعني أنا مكنتش مضغوطه اكتر منكم طفله بتكتشف وهي عندها ١٠ سنين أنها ممنوعه من الضحكه، وبتعيس منبوذة واي حاجه تحصل بسبب ضحكتها تلومها عليها، دا كان طبيعي ؟!
وكمان انتي كنتي عارفه اني مش السبب في دا، وحملتوني السبب فيه،
أنا كمان حياتي مهددة. بعد شهر… أول ضحكة هتموتني.
ثم انهرت بالبكاء. احتضناني.
وقال أبي بصوت مكسور:
– سامحيني… كانت عاوزاني أحس بالذنب. وحسّيته فيكي.
مسحت دموعي… وظهرت فكرة:
– بابا… الست دي لسه عايشة؟
= ممكن اه، وممكن لا.
– عاوزة أروح لها.
انتفضت أمي:
– مستحيل! دي قلبت حياتنا، هتروحي برجليكي ليها؟
= حياتي أصلاً بقيت مهددة.
يمكن لو رحت… ألاقي حل.
أبي صرخ:
– مستحيل! انسي!
= انسى إيه؟
أنا حياتي كلها اتاخدت… وعاوزني أسكت دلوقتي؟
لو مش هتقولي مكانها… هضحك. يا عالم الخراب هيصيب مين المرة دي!
صرخت أمي:
– اتجننتي؟! بتهددي ابوكي؟!
= مش مجنونة… بس ماما قبل ما أدخل كنتي بتقولي لبابا إن لو عرفت الحقيقة… لعنتي هتصيبكم.
وأنا فعلاً… هعمل كده، لو مقولتوش ليا مكانها.
جلس أبي ببرود:
– اعملي اللي انتي عايزاه… مش هقول.
نظرت إليه بتحدي واضح أنني سأفعلها، تعلم أمي ماذا تعني هذه النظرة جيدا… وتعرف أنني حين أقرر شيئًا، أفعله.
وبدأت… أبتسم....
-----------------------------------
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات
إرسال تعليق