رواية ماض لا يغتفر الفصل الخامس 5 بقلم ريتاج أبو زيد
رواية ماض لا يغتفر الفصل الخامس 5 بقلم ريتاج أبو زيد
ماضِ لا يٌغتفر
الفصل الخامس
كانت الطرقات عالية، اجفلت أجسادهم من قوة الطرق.
ذهب(رحيم) لكي يفتح الباب، لكن صوت (أنس) أوقفه وهو يخرج من الشرفة ويقول له بحزم:
-استنى يا رحيم انا هفتح..
فتح (أنس) للطارق الذي كان (خالد).
أطلق ضحكة ساخرة ثم قال:
-أنا عمري ما شوفت في بجاحتك.
فقال له (خالد) بإيجاز هو ينظر إلى الداخل حيث موضع (عبير):
-عايز رحيم.
جاء (رحيم) إليه يقف بجوار (أنس) فقال (خالد) له وهو ينظر في اللاشيء و يتمايل بحركات غير منتظمة:
-بص يا رحيم بعد إذنك أنا جاي بأحترام أهو و أدب ،أنا عاوز أطلب إيد مامتك والله هحطها في عيني و هعتبرك ،إنت و جميلة ولادي.
فرد (رحيم) عليه بسخريه تهكمية:
-والله؟ طب شكرًا والله إنك هتعتبرني أبنك و اختي بنتك،شربت أنهي صنف يا خالد؟
فقال له (خالد) ببكاء كأنه طفل صغير يبرر أفعاله لوالدته ويترجها حتى يفلت من العقاب وينال رضاها:
-أنا بطلت أصلا من زمان عشان عمي قال لي لما تكون كويس و تبطل شرب هجوزك عبير،و أنا اهو بحاول ابطل وارجع كويس عشان يوافق.
ثم أكمل برجاء متأملًا في عينين (رحيم) وهو يمسك يده:
-خليه يوافق يا رحيم عشان خاطري قول له يوافق، متخليهاش تتجوز من أدهم، أنا بس اللي بحبها.
كان (رحيم) يحاول أن يتماسك أمامه ولا يتأثر بكلماته.
لكنه أمام حالته نظر له بعين الشفقة ثم قال وهو يسحب يده من بين اصابعه:
-إنت مش شارب بس ده إنت حالتك هباب،حقيقي نفسي أعرف ليه إنسان يعمل في نفسه كده؟
فنظر (أنس) إلى (رحيم) وهو يتنمى أن يتخذ موقفًا حازمًا و يواجهه، فقال (رحيم) موجههًا حديثه للثمِل مرة اخرى:
-بقولك يا خالد روح بيتك أشرب كوباية قهوة و ريح شويه يلا مع سلامة.
ثم أغلق الباب في وجههِ.
نظر له (أنس) نظرة ساخطة و مستاءة و همّ بالكلام لكنه انقطع فجأة حين سمع صوت (جميلة) بالخارج تتكلم مع ذلك الثمِل.
فتح (أنس) الباب ليدخلها ، لكنه رفع حاجيبيه في دهشة حين رأى خالته الكبرى التي لم تأتي إليهم منذ أكثر من خمس سنوات.
تفاجئ الجميع عندما رأوها، وتعكر صفوهم، لم يتمنوا هذه الزيارة أبدًا، توالت التخمينات في رأسهم عن سبب مجيئها بعد أن قطعت الصلة بينهم.
فقال (رحيم) بسخرية بعدما دحرج عينيه بين (خالد) ثم (سلوى):
-ده كده هتبقى تحفة أوي أوي بقى.
أول من تكلم كان (أنس) حيث قال بعد تنهيده قويه يعبر بها عن ضجره و استياءه من الموقف:
-ده إيه المفاجأة السكر دي يا خالتي، عايزة إيه.
فقالت (سلوى) الذي ظهر في صوتها التعب والانكسار:
-جيت عشان مفيش مكان اروحه غير عند أخواتي .
ضحك (رحيم) بسخرية على حديثها ثم أردف قائلًا:
-اخواتك؟ ازاي يعني،هو انتو مجانين؟ الصبر من عندك يارب، أنا محتاج الصبر بس، ادخلي يا جميلة ادخلي يا روان اتفضلي.
فقالت له (سلوى) بصوت المنكسر نفسه:
-طب و انا مش هدخل يا رحيم.
أجاب بدل من (رحيم) (عبير) بنظرات غاضبة وصوت خرج مكتوم من الغيظ:
-لأ ازاي اتفضلي ياختي.
نظر لهم (أنس) نظرة غضب ثم أردف قائلًا:
-استني بس، تتفضل فين معلش؟،هو انتو مجانين بجد ولا إيه؟ روحي يا خالتي شوفي إنتِ رايحه فين، و إنتَ يا خالد يلا روح خد دُش و تعالى نكون شوفنا رأي العروسة.
فقال (خالد) وهو يبتسم ابتسامة بلهاء:
-بجد يعني خالص موافق..
فقال (رحيم) وهو يلوح بيديه بحدة و يولج إلى الشرفة:
-هي ناقصة عبط.
فقالت (وفاء) بعدما أمسكت بيد(أنس):
-أدخلي يا سلوى البيت بيتك،و أنتَ يا نادر معلش ممكن تنزل خالد لتحت.
أومأ لها (نادر) ثم أمسك (خالد) وهو يقول له:
-أنت معاك سواق في عربيتك تحت، أصل مش هينفع تسوق كده.
فقال (خالد) بإندهاش وكأنه لم يسمع حديثه من الأساس:
-إيه ده بنت عمي أهي، سلوى أهي.
فنظر (نادر) لـ(أنس) وقال له بسخرية:
-ده في المشمش خالص.
فتحدث (خالد) مره ثانيه موجهًا حديثه إلى (سلوى) باشمئزاز:
-تعرفي إنت احقر من ابوكي.
ثم بعد عن (نادر) الذي كان يمسكه و رحل بمفرده.
فقال (أنس) وهو يفتح الباب على آخره ويقول بسخرية امتزجت بغضب وحنق:
-اتفضلي يا خالتي يا سلام ده البيت نوّر.
فقالت (جميلة) بسخرية وهي تجلس تُشير إليها بكلامتها:
-بس خالد معاه حق في اللي قاله الصراحة.
تحدثت (عبير) قائله بنفاذ صبر:
-ادخلوا بلاش فضايح اكتر من كده، ممكن؟
دخلوا جميعًا و أغلقوا الباب.
فقالت (عبير) لـ(سلوى) باندفاع:
-جيتي ليه؟
ردت (سلوى) التي خانتها العبرات ونزلت على وجنتها:
-تعبت و اتبهدلت أوي أوي يا عبير.
-معلش.
كان هذا رد (عبير) بنبرة خالية من المشاعر.
فقالت لها (سلوى) وهي تمسح دموعها:
-جوزي مات من سنتين يا عبير، و بعد ما مات.
أخذت تنهيده ثم أكملت:
-بعد ما مات عملت مشروع كنت شريكة فيه مع ناس و للأسف المشروع خسر و خسرت معاه كل فلوسي، ومحدش عايز يكلمني ولا يقعدني عنده.
فقالت لها (وفاء) بهدوء إلى حد البرود:
-الله يرحمه،ويعوض عليكي،فين عيالك يا ختي.
ردت عليها وهي مازالت تبكي لكن بقوة أكبر:
-روحت عند أحمد أقعد معاه بس مراته مكنتش عايزاني اقعد و منها لله قست قلب ابني عليا.
قالت (عبير) باسمة الثغر:
-والله يا سلوى كما تُدين تُدان،وبعدين إيه اللي حصل مروحتيش ليه عند عادل أو أمل؟
أخذت تبكي بقوة أكبر بعد ما شعرت بالشماتة و الإهانة منهم.
فقالت لها (وفاء) وهي تمد لها يدها بمنديل ورقي،وتشير لـ(عبير) بسبابتها بأن تصمت:
-أهدي يا سلوى مينفعش كده،و بعدين إنت مروحتيش ليه لبنتك او ابنك.
فردت عليها بصوت مختنق من كثرة البكاء:
-أمل أنا كنت عايشة عندها ست شهور، بس جوزها زهق وقال لها مش هتفضل أمك عايشة معانا كده كتير،وبعدين بصراحة انا بهدلت جوزها معايا في مشاوير كتير.
فتحدثت تلك المرة (جميلة) التي تشعر بفرشات تحلق من حولها كأن آتها فارس أحلامها على حصانه الأبيض،فهذا هو شعورها بأن حقها وحقهم جميعًا يُرد:
-يعني عيالك كلهم تخلو عنك و طردوكي من بيتهم،وجوزك مات وأنت معندكيش مكان تقعدي فيه، فجيتي لينا أحنا وفاكرة أننا مثلًا هنساعدك.
فقال (أنس) معقبًا على كلامها:
-نساعدها؟؟
ثم أكمل حديثه بسخرية ردًا على كلامها في الماضي:
وفين أبنك الكبير ، ضناكِ و راجلك راح فين ؟
طردك هو كمان و لا أي؟
أخذت تبكي بقوة أكبر فهي حقًا فعلت الكثير والكثير في حقهم و تخلت عن أخواتها الصغار في أصعب الأوقات وها هي تُجزى بما فعلت بهم من قبل،نفس المشهد تكرر لكن تلك المرة هي الطرف الضعيف،هي الطرف الذي يحتاج للمساندة والدعم لكن من سيدعمها ويساندها؟؟
قالت(سلوى) من بين دموعها و شهقاتها:
عادل سافر من تلت سنين، راح الكويت يشتغل و أتجوز هناك.
ثم أكملت وهي تحاول أن توقف دموعها:
-أنا عارفة أن أنا عملت حاجات كتير وحشة أوي في حقهم، وعارفة إني جيت عليكم ، بس انا دلوقتى مليش غيركم ومفيش مكان أعيش فيه.
-والله!! أنتِ بتتكلمي بجد ولا بتهزري.؟
أنا مش عارفة أحدد الصراحة، طب ما احنا جينا ليكي و قلنا نفس الكلام و كانت حالتنا أصعب كمان وأحنا معانا عيال صغيرة، و إنت تقولي أنا مالي كل واحد يركز في حياته،و سرقتي مننا حقنا من ورث أبونا في وقت كنا محتاجين فيه الفلوس، و دلوقتي ضيعتي كل حاجة من إيدك، و عايزانا نساعدك إيه البجاحة دي، إنت السبب في كل حاجة حصلت في حياتنا كلنا.
هذا قول (عبير) بإندفاع و قسوة، ولا أحد يستطيع أن يلومها عن قسوتها مع أختها، فهي كانت قاسية عليها طوال حياتها،وعندما أحتاجتها تخلت عنها،ابتعدت عنها وهي بأشد الحاجة لها، فأقسمت إن عادت لها وطلبت العون منها لن ترحب بها.
صمتت لبرهة ثم أكملت:
-والورث كله ضاع يا طماعة هانم؟
فقالت لها (سلوى) بأنكسار:
-جوزي صرف منه كتير أوي و خد مني فلوس كتير قبل ما يموت.
-خد منك الفلوس إللي هي حقي وورثي و ورث وفاء كمان وفلوس جوزي إللي أبوكي طمع فيها.
فردت عليها (سلوى) بتحشرج:
-يا عبير ده مش وقته بعدين إنت كنت عايزة تاخدي الفلوس والورث عشان تسلميها لأدهم بتاع الأدوية الفاسدة.
ثارت ثورة غضبها و فقدت أعصابها ،فانفجر الألم المكتوم بداخلها وانهمر الحزن الذي كانت تكتمه:
-أدهم طول حياته شريف معملش حاجة، إنتو إللي ورطوه معاكم، أدهم كان أشرف واحد فيكم، طول عمره بيحب شغله، وأنا كنت واثقة من الأول إن مظهر سبب كل حاجة و ده طلع صح وهو السبب، زي ما كل الأدلة قالت أن أدهم بريء من قضية قتل أبوكي، و زي ما كل الأدلة قالت أن ابوكي مات لوحده.
اقتربت منها (جميلة) وضمتها وهي تترجاها ببكاء أن تتوقف، وخرج (رحيم) من الشرفة على صراخ أمه و جلس بجانبها منكث رأسه، وهو يتذكر والده.
فقالت (سلوي) ببرود ولم تعقب على أي شيء مما قالته، موجهة حديثها لـ(وفاء):
-يعني أنام في الشارع يا وفاء، ده بيتك وإنت تحكمي.
فردت (عبير) عليها بصراخ يعبرعن الحزن والقهر التي تحمله في قلبها:
-آه في الشارع زي ما رمتيها هي وأبنها في الشارع لما جوزها مات، و زي ما عملتي معايا والله إللي عملتيه هيطلع عليكي وربنا كبير..
وضع (رحيم) يديه على كتف أمه و قال بهدوء:
-أنا عايزك تهدي نفسك يا أمي،بصي يا خالتي للأسف إنتِ بتطلبي حاجة مستحيل تحصل وهي أننا نسامحك أو حتى نقعدك معانا، فشوفي مكان تقعدي فيه غير هنا بس عشان الساعة داخلة على واحدة هتقعدي معانا الليلة دي.
فقالت له (جميلة) هي لا تصدق ما يقوله أخوها والخوف من فكرة مكوثها في البيت معهم مرعبة بالنسبة لها:
-لأ طبعا مش هتقعد هنا و لا ساعة حتى.
بتر (رحيم) حديثها غير مبالٍ برأيها وقال بإيجاز دون أن ينظر لها:
-أنا مخدتش رأيك يا جميلة و يلا يا حبيبتي ادخلي نامي عشان الجامعة الصبح.
تجاهل نظرات (أنس) الغاضبة ثم أكمل:
-أنا أسف يا جماعة حقيقي أنا أسف على المهزلة إللي حصلت قدامكم دي.
فردت (إخلاص):
-لا يا حبيبي ولا يهمك نستأذن إحنا بقى.
فقالت (جميلة) موجهة حديثها لـ(روان):
-استني يا روان أنا هاجي معاكي مش هقعد أنا هنا.
فقال (رحيم) متجاهلاً حديثها:
-طب أستني يا أم روان أنزلي مع نادر عشان متمشيش لوحدك.
فقالت له (روان) برجاء:
-رحيم معلش من غير مشاكل و بهدوء كده، خلي جميلة تيجي تقعد معايا انهاردة و الصبح أن شاء الله هننزل الكلية.
فرد عليها (رحيم) بهدوء:
-معلش يا روان حقك عليا بس مش هينفع، ممكن بلاش كلام كتير.
فاتكلم هذه المرة (أنس) وهو ينهض:
-خلاص يا روان يلا روحي إنتِ، معلش يا نادر تنزل معاهم.
ثم أردف غير مبالٍ برأي الآخر وقراره:
-وإنت يا سلوى روحي شوفي مكان تقعدي فيه.
فقال له (رحيم) بإندفاع بعد ما نفذ صبره:
-هتنزل تروح فين دلوقتي..
فقال (أنس) لـ(نادر) متجاهلًا (رحيم) ثانيةً:
-يلا يا روان أمشي مع نادر.
فقال (رحيم) متراجيًا له:
-أنس معلش خليها النهاردة، إنت قلت أن ده بيتي واعمل اللى عايزه.
فرد عليه بجمود:
-بس رغي بقى ممكن.
أحس بأنه يريد أن يكسر كل شيء تقع عينيه عليه، وان يفتك برأس (أنس) المتحجرة وقال مرة أخرى محاولًا معه:
-تقدر تقولي هتروح فين دلوقتي؟
لم يجب عليه فأضاف وهو مازال متمسك بآخر ذرة من الهدوء:
-خلاص يا نادر أنزل وصلهم وأنا هاجي معاك عشان محدش محترم رأيي.
تحرك (أنس) يقف أمام (رحيم) ثم أهدر فيه بإنفعال:
-يعني إيه محدش محترم رأيك، يعني تسيب الإنسانة إللي لما أحتجناها رمتنا في الشارع قاعدة معاك في البيت.
-خلاص براحتك يا أنس، أعمل إللي عايزة من غير ما تسمع حد ولا تحترم حد و كلامك إنت إللي يمشي، و أنا مليش دور غير إني أقول حاضر و بس، وبقولك أهو يا أخويا يا كبير حاضر، بس إنت كده لما تسيب خالتك في الشارع في نص الليل هتكون مفرقتش كتير عن ومظهر وعنها.
قالها (رحيم) دفعة واحدة بانفعال في وجهه ثم رحل من أمامه وخرج من الشقة.
فقال (أنس) بصراخ موجههًا حديثه إلى (عبير):
-بصي بقى ابنك بيعمل كل حاجة غلط، وأنت ساكتة،هو ينفع سلوى تقعد معانا بعد إللي عملته؟،أنا عايزك إنتِ كمان تقولي ينفع، عشان أقسم بالله ما هعرفكم تاني.
فقالت (عبير) بتعب:
-لأ يا أنس مينفعش، بس خلاص خليها قاعده الليلة دي، عشان رحيم وعشان الوقت اتأخر وخلينا زي ما رحيم قال ننهي اليوم ده بقى.
فرد عليها (أنس) باندهاش مزيف:
-بجد؟؟ طب ما احنا كمان كنا الساعة اربعة الفجر والوقت متأخر.
-ما خلاص بقى يا أنس أنا تعبت بقى و زهقت، مش قادرة اتكلم تاني.
قالتها (عبير) بصراخ ممزوج ببكاء، فهي تحملت اليوم الكثير
ففي البداية (أدهم) عندما جاء يتهم (رحيم) بالتهجم على (مظهر) وصُدمت عندما أعترف أبنها أنها حقيقة وأنه فعل ذلك،ثم يأتي (أنس) ويتشاجر مع (رحيم) ،وبعد ما هدأت الأوضاع قليلًا يأتي ذلك الشخص الحقير الثمِل (خالد) ، وبعد ذلك المفاجأة التي كانت بمثابة صدمة غير متوقعة (سلوى).
هي حقًا متعبة، لا تستطيع تحمل كل هذه الأمور.
هي تريد أن تصرخ تريد أن تعبر عن ما بداخلها ،لكنها هي الأم فكيف ستعبر؟
ماذا ستقول و لمن؟ بالطبع ستصمت حتى لا تحمل أبناءها الهم و حتى لا يحزنوا عليها .
ظلت تبكي (عبير) بصمت ولا تريد أن تسمع كلمة من أحد فولجت الغرفة وصفقت الباب خلفها بقوة.
-أنا حاسه إني عملت مشاكل لما جيت..
كان هذا قول (سلوى).
فقال لها (أنس) ساخرًا بغضب:
-حاسه؟ لأ والله متقوليش كده مش شايفة الكل مبسوط من وجودك ازاي، ده من الفرحة أختك دخلت تعيط ، أنتِ منورة الحقيقة.
صمت لبرهة ثم أخذ جواله من على الطاولة ، ثم قال بجمود:
-إنت هتفضلي هنا الليلة دي عشان رحيم، بس قسمًا بالله ما تقعدي ليلة تانية لو عشان مين.
ثم ولج هو الأخر غرفته و أغلق الباب.
رمقتها (وفاء) بحدة ثم دخلت إلى غرفتها التي ولجت فيها أختها.
وقفت (جميلة) أمامها بابتسامة ساخرة ومستفزة وهي تواجهها بتحدٍ واضح في عينيها، ويديها موضوعتان على خاصريتها:
-لو كنت أعرف أنك إنت إللي طالعة قدامي على السلم،مكنتش خليتك تطلعي وكنت همشيكي برضاكي أو غصب عنك، و للأسف مخدتش بالي منك لما طلعت عشان اتصدمت لما شفت خالد.
تنهدت ثم أكملت بفحيح وهي تقترب من أذنها:
هسيبك قاعدة هنا الليلة دي عشان خاطر رحيم،وعشان إحنا عارفين الأصول، بس متخديش على كده عشان أنا إللي في قلبي ليكي كبير، كبير اوي ولو طلع هيحرقك ، خلينا كويسين الليلة دي ومن مكانك هنا متتحركيش، و أوعي تفكري تعمل حاجة عشان أنا مش هسكتلك.
نظرت لها لبرهة بملامح جامدة ثم دلفت غرفتها ،و انفجرت تبكي فهي تحملت أكثر من سنها وأكثر من طاقتها وتعرف أسرار لا أحد يعلم بها، حتى (رحيم) الذي يظن أن يعرف جميع الأمور، لكنه لا يعلم أنه يعرف فقط نصف الأمور، أي نصف الحقيقة، كل ما يرهبها هو فعل أي شيء لهم، و لهذا السبب قررت أنها ستظل مستيقظة طوال الليلة..
وفي الغرفة المجاورة لها كانت تبكي أمها على صدر أختها.
كأنها استغلت هذا اليوم حتى تفجر ما بداخلها من ألم وحزن وكتمان.
فهي دائمة الصمت كي لا تقلق عائلتها بشأنها، وأيضًا لا تريد أن تُحاصرها ذكريات الماضي، لماذا الماضي يأتي رغمًا عنها ويجبرها على تذكر الأشياء التي تريد محوها من حياتها، فعندما نريد نسيان الماضي يأتي إلينا ضاحكًا ويقول بسخرية :"هل أنا أنتهي؟ "
أخذت (عبير) تتذكر الماضي الأليم، وكأن شريط حياتها يعرض كالأفلام أمام عينيها.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق