رواية ماض لا يغتفر الفصل السادس 6 بقلم ريتاج أبو زيد
رواية ماض لا يغتفر الفصل السادس 6 بقلم ريتاج أبو زيد
ماضِ لا يٌغتفر
الفصل السادس
منذ ثمانية وعشرين عامًا.
في محافظة قِنا التي تتميز بالمعالم الأثرية والصناعات الغذائية كان هناك رجلًا يُدعى (نبيل)،من الطبقة ذات نفوذ يمتلك أراضي و بيوت والكثير من الخيرات التي مَنْ الله عليه بها، لكن عقله مثل كفار قريش لا أظن أنه يختلف في شيء عنهم إلا أنه يُسجل مسلم في البطاقة الخاصة به، كان يريد أن يكون لديه أبناء ذكور وشاء الله أن يهبه ثلاث فتيات.
-لأ يا أبويا عشان خاطري، أنا معرفش أصلا أن كتب كتابي النهاردة، يعني إزاي عروسة معرفش معاد كتب كتابي.
كانت تلك فتاته الصغرى (عبير) التي كانت تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا.
فرد عليها والدها (نبيل) بنبرة غليظة وجامدة مثل صفاته:
-بلاش قلة أدب يا بت، يلا روحي البسي بسرعة عشان المأذون على وصول.
فأخذت تبكي بحرقة على شبابها وأحلامها التي لا أهمية لها عند والدها، كانت في سن صغير وتريد أن تعيش سنها ، أو -على الأقل- تحزن على وفاة أمها التي لم تُكمل ستة أشهر على وفاتها ، وأخواتها التي كل واحدة منهم تزوجت رغمًا عنها وبقيت هي بمفردها مع غليظ الصفات التي يُدعى والدها ، تركوها لشخص لا يعرف للرحمة طريقًا،حياتها كانت عبارة عن خادمة عند والدها فهي تخدم وتطبخ وتنفذ الأوامر حتى إذا كانت تُعارض رغباتها،لأنها إذا رفضت سيعاقبها، مع أن في كِلتا الحالتين عقابًا،المكوث معه في ذاته عقاب.
قبل هذه الأحداث في ذلك اليوم في ساعات المساء، وقعت الأحداث التالية:
المنزل في هذا اليوم خالٍ من السكان تمامًا،حيث إن المنزل يمكث فيه عمها (صبحي) وزوجته (إيمان) وابنه (خالد) بعد أن أحترق منزلهم منذ فترة، لكنهم يظنون أنه أُحرق عن عمد،لأن يوجد أشياء مخفية من المنزل،وسُرق منه أشياء عديدة وأوراق مهمة.
كانت هناك مناسبة لأحد أصدقاء العائلة وذهبوا جميعًا لحضور تلك المناسبة، -وبالطبع- رفض والدها أن تذهب معهم لأنها فتاة،هي لا تعلم أين السبب في أنها فتاة، لكنها أومأت موافقة بهدوء من الخارج، فأبتسم لأنها فتاة مطيعة وأفتخر بها أمام أخيه، لكن هي من الداخل كانت تحترق وتريد أن تُحرقهم معها لكن فضلت الصمت في الوقت الحالي.
عندما خرجوا جميعهم من المنزل،دخلت هي غرفتها ومكثت فيها تُفكر ماذا تفعل في أمر زواجها وتستعيد تلك المواقف والأحداث التي وقعت منذ شهر وأسبوعين عندما جاء شاب يطلبها من والدها ومن المفترض أن عقد القران بعد شهر ونصف من الآن.
منذ شهر ونصف.
والدها كان يجلس مع شاب في حديقة منزلهم و يبدو عليه إنه ليس من قِنا.
هي لا تعرفه، فهي رأته مرةً واحدة، في عزاء والدتها، وهذه هي المرة الثانية حيث أن هذا الرجل طلب أن يقابل والدها.
وفي تلك المرة تكلم مع والدها في أمر الزواج، وأنها أعجبته ويريد الزواج منها، فوافق والدها بالطبع، واستدعاها حتى تتعرف عليه ويحدد معه موعد زفافهما!!
ما هذا بحق السماء!!!
كيف لشخص أن يقلل من قيمة ابنته ومن كرامته هكذا؟
ولماذا؟
هل لأنها خُلقت فتاة؟؟
اللعنة على أولئك الآباء.
خرجت من البيت على استحياء، وهي على جهل عن ما يحدث تمامًا، والرياح ترفرف بخمارها ،بينما الشمس تلمع في عينيها العسليتين.
وقف الشاب وقال بوقار وابتسامة جذابة:
-إزيك اخبارك إيه، أنا أدهم القماش.
فنظرت لوالدها نظرة تساؤل واستغراب، فلماذا يستدعيها وهو محرم عليها أن تتعامل مع أي رجل، ولم تشك لحظة أن يكون هذا الشاب هنا لطلب يديها من والدها.
فقال (نبيل) وهو يشير إلى ابنته أن تجلس مكانه بعد ما نهض:
-تعالي يا عبير يا حبيبتي اقعدي هنا واتكلمى معاه عشان عايزك.
ثم رحل وهي ما زالت مندهشة،لكنها فعلت كما قال والدها.
حمحم (أدهم) ثم قال لها بهدوء و وقار:
-أعيد تاني، أنا أدهم القماش من القاهرة، وإنت؟
نظرت إليه ثم قالت بجمود بعض الشيء:
-ماشي أهلًا وسهلًا بحضرتك يا أستاذ أدهم،عايز إيه بقى؟
فرد عليها بمنتهى الثقة والثبات:
-عايز أنول الرِضا.
بدأت تشك في الأمر فرفعت حاجبها ثم استغفرت ربها في سريرتها ثم قالت:
-يعني عايز إيه مش فاهمة؟
فرد عليها تلك المرة وهو يبتسم بلباقة:
-عايز اتعرف عليكي، أنا هنا بطلب إيدك من والدك.
فرغت فاه وجحظت عيناها ثم قالت بانفعال:
-يعني إيه؟ هو إنت تعرفني أصلا إنت لسه بتسأل اسمي إيه.
ارتسم على وجهه تعبير العتاب مع رفع الحاجب، ثم انفجرت شفتاه بابتسامة ساحرة تكشف أسنانه البيضاء المتراصة، وقال بنبرة هادئة:
-أيوه أنا عايز اتعرف عليكي عشان اتجوزك، هو لازم عشان اتجوز اكون عارفك من زمان؟
فنهضت من مكانها ثم نظرت إليه نظرة مطولة باستحقار ورحلت إلى مكتب والدها في الداخل .
-سلام عليكم، هو حضرتك يا أبويا كنت عايزاني اقعد مع الراجل ده ليه؟
فجاء الجواب منه بابتسامة:
-عشان تحددي معاه معاد الفرح..
-نعم! احدد مع مين، ده ميعرفش أسمي بعدين فرح إيه امي مكملتش أربع شهور على بعض.
-متعليش صوت يا قليلة الأدب، بعدين هو إيه علاقة جوازك بأن أمك لسه ميته، مين قالك إني هعمل فرح أصلا و الكلام ده، أنا صرفت كل فلوسي على جواز أختك وفاء و بعدها جه موت أمك و علاجها قبل ما تموت، كمان هصرف على فرح،هو كتب كتاب مع الكام حاجة إللي أمك كانت جايباها لجهازك و خلاص كده، يحدد بس هو الكتب الكتاب أمتى، و لو عايزه بكره أنا موافق.
في تلك اللحظة سمعت صوت تكسير لا أحد سمعه غيرها،صوت تكسير قلبها بواسطة أقرب الأشخاص إليها.
وقفت مصدومة من القسوة التي بات عليها والدها، أحست أن صوتها رحل عنها و جسمها شُلت حركته.
-قالت بصوت مرتعش يحارب كي يخرج ثابت:
ليه كدة ؟ ده أنت لو بتبيع حتة أرض من بتوعك كنت صبرت عليها شوية و أتعرفت على إللي هياخد الأرض، و زعلت إنها هتفارقك.
-بس بس بلاش كلام فاضي أدخلي أغسلي وشك كده و اضحكي شوية بدل ما إنت عاملة زي البومة كده، ربنا يكون في عون الراجل إللي هياخدك هيتجوز بومة.
قالت بصوتٍ واهن:
-مش هخرج اتكلم مع حد، ولو أجبرتني هموت نفسي.
قال بغلظة كأنه لا يهتم بأمرها وأنها ليست ابنته الصغيرة:
-أستغفر الله العظيم، يا بت إنت أنا صابر و ماسك نفسي عنك عشان الراجل إللي بره،غير كده أنا إللي ممكن أموتك،غوري أخلصي.
هل يوجد كلمات توصف شعورها في ذلك الوقت؟
أحست أن حديثه جلدها، فكان تأثير الكلام عليها أشد من ألف طعنة سيف.
فنادى والدها بصوت جهوري على مدبرة المنزل:
-فوزيه تعالي خدي البت دي و اغسللها وشها و خليها تروح لجوزها و حطولها حاجه في وشها بدل الخلقة العكرة دي.
تحركت معها (عبير) كالجسد بلا روح،ولم تقاوم ولا تعترض على أي شيء.
نفذت المدبرة أمر سيدها، لكن دون رضاها وكانت تبكي على حال هذه الصغيرة.
خرجت (عبير) له للمرة الثانية وأثر البكاء و الحزن واضح في ملامحها.
وقف (أدهم) بقلق عليها من ملامحها:
-إيه إللي حصل؟
ثم قال مداعبًا لها حتى يخفف من حزنها التي يعلم هو سببه:
-أنا كنت همشي على فكرة، وقفشت كمان.
حدقت فيه بغضب ثم أهدرت:
-ما تقفش ولا تغور في داهية، أسمع يا أفندي أنا يدوب عندي خمستاشر سنة و أقولك على المفاجأة كمان لسه مكملتش الخمستاشر، ومش عايزة اتجوز، ومش موافقه عليك ولا على غيرك، روح شوف واحدة تانية يا أستاذ و سيبني في حالي.
قال لها بهدوء محاولًا امتصاص غضبها:
-بصي أنا عارف أن والدك أكيد غصبك على كده و متفهم كده أوي، بس أنا جاي دغري أهو، وبعدين إنت والدك عايز يخلص منك و إنت متعذبه معاه، أنا أول ما قلت عايز أتعرف على بنتك قالي كتب الكتاب أمتى.
ثم أردف بنبرة يغلفها الإشفاق و الحنان:
-والله ما عايز ازعلك أو اضايقك بكلامي، بس أنا مقلتش حاجة غلط إنت عارفة الكلام ده، أنا بقول كده عشان اعرفك إني فاهم ظروفك وعايزك.
أخذت تبكي بقهر على نفسها، وعلى إحراجها بهذا الشكل.
وتفكر هل إذا تزوجت سترتاح من أبيها ؟
لا تعلم الجواب لكن أي شيء أفضل من المكوث معه.
فقال لها (أدهم) بحنان وهو يجلسها بجانبه و يعطيها منديلًا:
-حقك عليا من الدنيا كلها.
فقالت بصوتٍ واهن:
-ممكن تمشي؟
كانت تنظر إليه بضعف، فوافق أمام تلك النظرة المترجية ورحل.
رحل وهناك شيء يدعيه للجلوس معها، و الإشفاق على حالتها، وأخذ يفكر هل بحق هو معجب بها أم مُشفق عليها؟
رفعت رأسها إلى السماء المائلة للبرتقالي في وقت الغروب ثم قالت:
-يارب، يارب.
بعد مرور أسبوع من المقابلة ، بعد أسبوع كانت تتعذب من كلام والدها، بعد أسبوع من العقاب والعنف.
جاء مرة أخرى (أدهم) حتى يعرف جوابها.
لكنه كان يعلم الجواب من قبل ما يعرض حتى الطلب.
-أهلا يابني نورت البيت.
-البيت منور بأصحابه يا عم نبيل، جيت عشان أعرف جواب عروستنا، إن شاء الله تكون موافقة.
فرد عليه بترحيب مبالغ:
-طبعا يا حبيبي موافقة، هي تقدر ترفض عريس كله أخلاق و ابن ناس زيك.
-تُشكر، طب هي فين ممكن أشوفها؟
فرد عليه معترضًا:
-لأ للأسف مش هينفع، خلاص هي مرة واحدة،
قولي بقى كتب الكتاب إمتى، بص يابني إنت عارف أن والدتها لسه متوفيه فمش هينفع اعمل فرح ولا أي حاجه.
أطلق تنهيدة ثم أكمل قائلًا:
-عشان كده عايزين كتب كتاب صغير بس ،واتمنى يكون بسرعة بس كده.
عقد (أدهم) حاجبيه باستغراب من حديثه ثم قال:
-يعني إنت يا عمي مش عايز دهب أو تشوف الشقة الاول او خطوبة، او حتى تتعرف على أهلي؟
هز رأسه بالنفي وهو يُضيف بهدوء و رزانة كأنه رجل حكيم تتآخد منه العِبر:
-ما هو بالعقل كده يا بني، الدهب هتعمل بيه إيه،ما هي هتكون مراتك وجيب ليها إللي إنت عايزه بعد الجواز، والشقه هشوفها ليه مش إنت ومراتك إللي هتعيشو فيها، وبعدين الخطوبة دلع و حرام وأنا مش بتاع كده، وأهلك أنا مليش علاقة بيهم أنا عايزك إنت، و هجوز بنتي ليك إنت مش أهلك، ها يا بني كتب الكتاب إمتى؟،أظن كده الدنيا متيسرة معاك.
ضحك (أدهم) لكن لم تكن ضحكة سعادة بل كانت سخرية تهكمية، ثم حزن على تلك الفتاة.
كيف لرجل أن يتنازل عن حق ابنته هكذا؟
هو لم يتنازل عن حق ابنته فقط بل عن ابنته بالكامل.
فقال (أدهم) بثبات:
-خلاص تلت شهور بالظبط أكون جهزت نفسي،وخلصت كل حاجة، ونعمل كتب كتاب على الضيق زي ما حضرتك تحب.
كتب كتاب إيه يا نبيل؟.
كان هذا أخوه (صبحي) الذي جاء من الخارج.
فرد عليه (نبيل) بثقة:
ده أن شاء الله جوز بنتي بعد تلت شهور.
أستاذ أدهم القماش صاحب شركة أدوية كبيرة في القاهرة.
نظر إليه (صبحي) باستنكار ممتزج بالاستحقار ثم رحل.
-معلش يابني أنا لسه معرفتش عمها ولا أخوتها عشان كده استقباله كان وحش ليك متزعلش نفسك.
فرد عليه (أدهم) بإيجاز وهو يهندم ملابسه ويستعد للرحيل:
-ولا يهمك ، سلام عليكم..
في مساء تلك الليلة دخل عليها (خالد) ابن عمها غرفتها بالطابق الثاني.
نهضت من مكانها بفزع وخوف ثم قالت بتوتر من نظراته لها:
-إيه إللي حصل يا خالد، جيت ليه؟.ومالك بتبص كده ليه؟
نطق من بين أسنانه وهو يرمقها بنظرات حادة:
-إنت فيه حد طالبك من أبوكي؟
نكثت رأسها و أومئت بخوف ثم نزلت دموعها على الفور.
-هو أبوكي مش عارف إنك بتاعتي؟،ومين الجدع اللي جِه و طلبك إن شاء الله عشان أبوكي يوافق و يجوزك بعد تلت شهور؟،متقدملك سفير؟
فقالت له بتلعثم وهي ترتجف:
-والله يا خالد معرفش مين هو،شوفته مره واحده بس و رفضته بس إنت عارف أبويا مش هيسكت و لا هيسمع كلامي، ولا حتى يهمه رأيي، لو إنت تعرف تتصرف أتصرف وأوعدك هعمل كل إللي إنت عايزه، انا مش عايزة غيرك يا خالد، انا بحبك.
لان هو أمام ارتجافها وتحول غضبه و انفعاله إلى احتوائها و ضمها إلى صدره بهدوء ثم قال وهي بين يديه:
-إنت عارفة إني مش هستغنى عنك مهما حصل، و ممكن اهرب بيكي و اسافر بس انا خايف من كلام الناس عليكي، بعدين يا عبير ليه معملتيش زي كل مرة و قلت لأ و وقفتي قصاده.
خرجت من بين احضانه ثم قالت بحزن وضعف وهي تتذكر والدتها وكيف كانت تحبها وتدافع عنها:
-عشان أنا كنت معايا أمي يا خالد، وأمي هي إللي رفضت وأستحملت العقاب والإهانة معايا إنما دلوقتي أنا لوحدي.
-وإنت مش هتكوني لحد غير ليا يا عبير.
قالها (خالد) بصرامة حازمة وقد تحول مرة أخرى هدوء إلى غضب ثم خرج من غرفتها و نزل إلى أسفل حيث مقر مكتب(نبيل) داخل البيت.
فتح الباب ودخل دون استئذان، ثم قال له بهجوم:
-إنت طول عمرك بترفضني وأنا ساكت و مستحمل عشان بحبها يبقى متروحش تديها لحد تاني عشان مخدهاش و أهرب واعمل فضيحة.
-أنا ممكن أجوزها لأي حد في الدنيا يا خالد إلا إنت.
-وعبير مش هتتجوز حد في الدنيا غيري.
فرد عليه (نبيل) بثقة وهو ينهض من مكانه ويقف في مواجهته مباشرةً وعلى وجهه ابتسامه باردة:
-خلاص يا حبيبي الخبر أنتشر أنها خلاص هتتجوز من أدهم القماش وهي مش هتخرج من البيت غير على بيت جوزها.
صُدم (خالد) عندما وقع على سمعهِ الاسم ثم ردد الاسم بذهول كأنه لم يستوعب:
-إنت قلت أدهم القماش؟
-آه قلت أدهم القماش صاحب شركة الأدوية إللي في القاهرة.
فقال (خالد) وهو ما زال مصدومًا:
-هو أدهم يعرف عبير منين؟
-أنت مالك،أنا همنعك من دخول بيتي نهائياً بعد كدة، اطلع بره بيتي.
يكفي هذه المهزلة يجب أن تنتهي، هي له ولا يمكن أن تكون لأي رجل غيره.
أمسكه (خالد) من تلابيبه ثم هدر فيه بقوة:
-إنت مش بتفهم،عبير ليا و الموضوع أنتهى، ومش هتتجوز من حد غيري.
دخلت في تلك اللحظة (عبير) التي كانت واقفة عند باب المكتب تستمع لحديثهما، ثم قالت بنبرة حاربت أن تكون ثابتة لكنها خرجت مرتعشة بتلعثم:
-خالد مينفعش كده ده عمك، خلاص عشان خاطري أنا مش عايزه مشاكل يا خالد.
تركه ثم التفت ينظر لها بضعف وكسرة ثم قال برجاء:
-يا عبير قوليله أنك بتحبيني.
نزلت دموعها عليه هي لم تره في حياتها مكسورًا إلا عندما يتعلق الأمر بها وهي لا تمتلك القدرة حتى تقول أمام والدها إنها تحبه،في هذه الحالة ماذا تفعل هي؟
-بلاش كلام فارغ ، مفيش حاجه أسمها كده،وأنت مش مناسب ليها، مش هطمن على بنتي مع واحد بتاع سهر و خمرة.
التفت له ثم قال وهو يبكي ومطأطأ رأسه إلى أسفل بكسرة:
-والله يا عمي بطلت سهر، وبطلت أروح القاهره وبطلت أصاحب وبشتغل و بجمع فلوس عشانها وسمعت كل كلامك و شروطك ومتنازل كمان عن ورثي ليك كمهر، إنت بس جوزهالي،متخلنيش أخدها و أهرب،والله خايف على سُمعتها.
قال (نبيل) بتكبر وهو مستمتع بكسرته هكذا:
-اقول إنك طمعان فيها وفي الورث.
فرفع (خالد) رأسه ثم قال له تلك المرة بتحدٍ وحزم بعد ما فشل في جميع الطرق معه:
-يبقى أنا قلت إللي عندي وهاخدها و أهرب وبس كده.
ثم رحل.
وكادت أن ترحل بعده عندما رآت نظرات والدها لها لكنه استوقفها قائلًا بصرامة:
-عبير إنت أوضتك مش هتخرجي منها غير على بيت جوزك.
بعد هذا الموقف بشهر أحترق منزل عمها،وجاءوا يمكثون معهم حتى يعيدوا ترميم منزلهم من جديد وكان الضرر عليه قليل، ووافق (نبيل) ورحب بذلك، وهذا كان يقلق الجميع بعد ما كان رافض دخولهم البيت، وافق على المكوث معه في المنزل، ورحب بـ(خالد).
وبعدها بيومين ذهبوا مع بعضهما إلى مناسبة خاصة بأصدقاء العائلة.
بُتر تفكيرها في حل المعضلة التي وقعت فيها منذ شهر ونصف على صوت جرس المنزل.
نزلت إلى أسفل حتى تفتح للطارق ، لكنها كانت خائفة فمن سيأتي في هذا التوقيت وهي في المنزل بمفردها والجميع رجال القرية في زفاف صديقهم و النساء ممنوع الخروج لهن في هذا التوقيت.
كادت (فوزية) أن تفتح لكنها استوقفتها و فتحت الباب هي بحذر بعد ما أخفت شعرها بحجابها، لتجد الطارق مفاجأة بالنسبة لها.
اصابها الذهول ، فلم تعد قادرة على النطق ، وشعرت بشلل في جسدها ولم تستطع فهم ما يحدث، وتساءلت في حيرة وخوف:
-هو حصل إيه؟.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق