رواية افراح منقوصة الفصل السابع 7 بقلم امل صالح حصريه
رواية افراح منقوصة الفصل السابع 7 بقلم امل صالح حصريه
_ أنا .. أنا هرجع مع نديم ... بيتنا.
قالتها وعينها في الأرض، وكأنها عاملة جُرم مش مجرد بتعرفهم بقرارها، مستحية ترفع عينها لأبوها وأخوها اللي قوموا الدنيا عشان خاطرها..
أما عنهم، بمجرد ما قالت جملتها سراج غمض عينه وهمس بيأس وهو بيحاول يتمالك أعصابه: آه يا حلوفة يا أم دماغ تخين أنتِ!
_ أنا اتفقت معاها يا عم سيد، طول فترة وجودي في البلد هنا تقعد في بيتها، مش هتنزل ولا تخرج منه، ولما آجي أسافر هجيبها بنفسي تقعد عندكم هنا لحد ما أرجع تاني..
وقف سراج بنفاذ صبر وقرب منهم، زق فاتن لورا جوة الأوضة بقوة غير مقصودة نتجت عن شعوره بالغضب، واتكلم بصوت عالي غاضب بدون ما يلاحظ عنف حركته اللي خلتها على وشك الوقوع:
_ خُشي اترزعي في الأوضة كدا..
التفت نديم بسرعة ليها مع ملاحظته لإرتدادها لورا وسندها بسرعة وهو متفاجئ من حركة سراج الغير متوقعة، ولحد هنا كان نديم فقد كل ذرات صبره تجاه سراج بالذات، من بداية القعدة وهو ماسك نفسه بالعافية عشان مايغلطش فيه أو يسيئ لأهل البيت، لكن لحد هنا ... كفاية!
قرب من سراج وشدّه من ياقة قميصه بعنف وزعق بصوت عالي وهو بيقرب منه: ســـــراج!!
قرب سراج وشه من وش نديم اللي كان على آخره ورفع حاجبه ببرود: إيه، هتمد إيدك عليّا؟؟ في نص بيتي؟ يلا!
شدد نديم على هدوم سراج اللي كان ماسكه منها واتكلم وهو بيضغط على كل كلمة بتخرج منه: إيدك ماتتمدش على مراتي مرة تانية، أنت فاهم؟
ابتسم سراج بسخرية ورد عليه وهو رافع حاجبه بإستهزاء: حلاوتك يا أسد، جاي تعمل النمرة دي عليا؟؟ ده بدل ما تعملها على أبوك؟!
وفي لحظة محدش حسب ليها حساب، كوّر نديم ايده ورفعها لفوق ونزل بيها على وش سراج بحركة غير متوقعة بالمرة، الكل حواليهم كانوا بالفعل بيحاولوا يبعدوهم عن بعض من بداية ما مسكوا في بعض وبعد فعلة نديم شهقت نعمة بفزع والحركة حواليهم زادت وهم بيحاولوا يبعدوهم بالقوة..
وخلال ده كله كانت واقفة فاتن على باب الأوضة بعيد عنهم، خايفة تقرب أو تتكلم أو يخرج منها مجرد نَفس حتى، حاسة بالذنب إنها السبب في كل اللي بيحصل ده، وفي لحظة شعورها بالذنب اختلط بيه شعور آخر وهو الندم؛ ندم على عدم تنفيذها لطلب مختار من البداية!!
لو كانت صحت وقت الفجر ونزلت فعلا بدون تأخير، مكنش اتعصب وحاول يتهجم عليها في بيتها !
لو كانت مِشت فايقة في الطريقة كانت وصلت لمكان الفرن أسرع وماقبلتش فارس ابن عمها !
لو مكنتش حكت ليه اللي حصل مكنش زمانه اتعصب وشدها في الطريق بشكل ملفت وبالتالي مكنش مختار ظن إنها بتخون جوزها ولا طلع عليها كلام مش كويس !
لو مكنتش راحت معاه البيت مكنش أهلها عرفوا كل ده، ولا كان نديم نزل من شغله اللي لقاه بصعوبة وبجهد كبير !
لو ولو ولو،
الفكرة كبرت في دماغها،
عرف شيطانها يقعنها إنها غلطت، إنها السبب في كل ده.
أخيرًا عرفوا يبعدوا سراج ونديم عن بعض، بصلهم نديم وزعق وهو مبقتش قادر يكبت جواه أكتر من كدا أو يخبي، بصوت عالي ... عالي جِدًّا !!
_ خلاص! عرفت إن أبويا ** و ** و **، قولتلكم عرفت إنه غلطان وإني مكنتش أعرف كل اللي حكتوه ده، جاي آخد مراتي وأنا على عمايا، هو بيقول كلام وأنتوا بتقولوا كلام، هو عايز حقه من اللي عملتوه فيه وأنتوا عايزين حقكم من اللي عمله في بنتكم، طب وأنا أراضي مين ولا مين؟!!! أصدق مين ولا مين؟!! أبويّا اللي مفيش في جسمه حتة سليمة ولا مراتي اللي دخلت في حالة غريبة وجسمها برضو مزرق..
حطت فاتن ايدها على ودنها وضغطت فوقها،
مش عايزة تسمع!
نزلت بالتدريج بجسمها لحد ما بقت قاعدة على الأرض وهي لسة بنفس الوضعية، ومحدش منتبه ليها ولا لحالتها.!
وفي وسط ما الخناقة بين الكل مستمرة، بصلها أبوها وسألها بصوت عالي وعصبية وبدون ما ياخد باله من جلوسها المفاجئ على الأرض أو لوشها الشاحب وملامحها اللي الد.م كأنه هرب منها:
_ أنتِ يابت أنتِ هترجعي معاه ولا لأ؟؟
_ هرجع ... هرجع مع نديم ... هرجع.
قالتها قبل ما يخلص سؤاله حتى، بدون تفكير!
مقتنعة تمامًا إن وجودها في بيت أبوها عمل مشاكل، وإن الحل الأسلم إنها ترجع تاني، لمختار.
كان بيأذيها والمشاكل مكنتش كتيرة كدا، لو رجوعها هينهي المشاكل دي يبقى هترجع!
خايفة؟؟
دي مرعوبة مش بس خايفة، بس وجود نديم مطمنها، هيحميها أكيد من شر أبوه، أكيد!
أخيرًا لاحظت نعمة أمها حالتها، قبل ما تقرب منها بلهفة وخوف عشان تتطمن عليها سبقها نديم، اللي كان طوال الدقايق اللي فاتت عاطيها ضهره، مش شايفها ولا شايف اللي بتمر بيه، وبمجرد ما انتبه كان أول واحد جرى عليها.
قعد على ركبه قصادها، مسك ايدها فاتفاجئ بيها متلجة، بصلها بخوف وقلق وسألها وهو بيمسح كفوفها بين ايديه في محاولة لتدفئتهم: فاتن! مالك في إيه؟! فاتــن!!
بصتله فاتن واتكلمت بصوت مخنوق هامس والدموع مغرقة وشها، دموع ماتعرفش حتى نزلت من عيونها امتى!
_ هرجع يا نديم، يلا خلاص والله هرجع معاك..
مسح وشها بلهفة وهو مش فاهم مالها: مالك طيب فيكِ ايه؟؟
وقبل ما ترد عليه جالها صوت سراج أخوها اللي كان واقف جنب نديم اللي قاعد قصادها: ارجعي معاه يا فاتن، ارجعي معاه وابقي تعالي عيطي تاني..
ولف ساب البيت كله ومشى بعد ما خبط الباب ورا بقوة، شوية ولحقه فارس ورؤوف اللي طلعوا بيتهم بعد ما انتهى الماتش بصفر واحد لصالح نديم!
*******************
_ ادخلي يا فاتن!
تمسكت بإيده أكتر، ماتكلمتش لكن عينها كانت بتقول كل حاجة هي ما قالتهاش، عن مدى خوفها من شوفته ومواجهته، جسمها اللي اتسمر في مكانه مجرد ما بقوا قصاد بوابة البيت الرئيسية كان خير دليل على خوفها ده.
بصلها نديم وشاف عيونها اللي واسعة بخوف، حس بنغزة في قلبها وهو شايفها كدا، فاتن حبيبته الجميلة بقت حد تاني!
مسك كف ايديها وضغط عليه عشان تبصله، بصتله وهي عاقدة حواجبها، نفسها تطلب منه يرجعها تاني لكن مستحيل تعملها.
_ أنا معاكِ، مش هسمح لأي حد مهما كان مين يجي جنبِك، صدقيني.
دخلوا،
طلعوا كام سلمة لحد ما بقوا قصاد شقته،
زادت فاتن من ضغط ايدها بين كف ايده،
بتسترجع كام ذكرى ليها هنا في المكان ده..
بصلها نديم بصمت لدقيقة، وهي مكنتش فاهمة سبب طول وقفته قصاد شقة مختار بالشكل ده، لحد ما اتكلم: هتدخلي معايا؟؟
عيونها وسعت بصدمة وفزع وهي بتنفي براسها بقوة، تشوف مختار؟؟ دلوقتي؟؟ مستحيل!
كان متوقع رد فعلها، اتنهد وحرك راسه بالموافقة ليها، طبطب على ايدها واتكلم بإبتسامة: خلاص براحتك، اطلعي استنيني فوق، شوية وهطلع..
شالت ايدها من ايده واتحركت بخطوات سريعة شوية ناحية السلالم وكأنها بتهرب، طلعت كام سلمة بس قبل ما يوقفها نديم بندائه: فتون..
بصتله من فوق فغمز بمرواغة وكمل بإبتسامة: نفسي في طبق ملوخية من بتوعِك.
رفعت حاجبها بعدم فهم لثانية قبل ما تبتسم بسمة صغيرة وسعت شوية شوية وهي بتحرك راسها ليه قبل ما تكمل طلوع لفوق، وهو ابتسامته اتلاشت وحل مكانه ضيق وخنقة بمجرد ما اختفت، كانت محاولة لطيفة منه عشان يخليها تبتسم، والحمد لله نجحت!
بص لباب شقة أبوه وفضل واقف لثواني قبل ما يدخل،
وقت المعركة الكبرى!
عدى خمس دقايق بهدوء عادي، قبل ما يرتفع صوت مختار المستنكر وهو بيعتدل في فراشه بصعوبة: إيه؟؟ رجعتها؟؟ بقولك شوفتها بعينيا تقولي رجعتها؟؟ أنت عقلك حصل في ايه ياض أنت!
_ أنت قولتلي اللي على هواك بس يابا، قولتلي إنك شوفتها مع فارس ابن عمها، وإن أهلها اعتـ.ـدوا عليك بالضرب لمجرد إنك طلبت منها تروح تجيب العيش، ورغم إن كل الحكايات اللي فاتت دي ناقصة وكلها كذب إلا إنك مقولتش اللي عملته أنت!
وقرب خطوة بعد ما كان بيتكلم وهو واقف قريب من الباب ورفع ايده يعد عليها ونبرة صوته بتعلىٰ بالتدريج: مقولتش إنك مديت إيدك عليها، مقولتش إنك كنت مشغلها خدامة ليك ولأمي تحت هنا، مقولتش إنك كنت هتكسر عليها باب البيت لما اتأخرت عن المعاد اللي حددته أنت، مقولتش إنك كنت عايز تنزلها الساعة ٥ الفجر قبل ما الشمس تطلع وفي عز الضلمة تجيب العيش، مقولتش يابـــا...
قرب منه ووطى عليه وكمل بعيون حمرا: أنا مراتي تعمل فيها كل ده؟؟ مراتي اللي أمنتك عليها وقولتلي زي بنتي يا نديم؟؟ وفوق كل ده منزلني من غربتي عشان تكذب عليا وتخليني أروح لأهلها زي القرطاس مش فاهم حاجة! ليه يابا؟!!
_ وأنت صدقتهم بقى على كـ...
كان بيتكلم ببجاحة وكأنه صاحب الحق، بعيون كلها تناحة وقسوة، تناحة مقدرش نديم يستحملها، بعد عنه وزق الطرابيزة جنبه برجليه وقع الصينية الخاصة بيه واللي كان عليها أكله ومتعلقاته:
_ لسة هتكذب؟؟ لسة هتقول إيه؟؟ حرام عليك ليه بتعمل كدا؟؟ ليه تخليني داخل بيتي وفي ايدي مراتي بتترعش من الخوف، مراتي اللي المفروض تمسك ايدي تتطمن كانت ماسكاها بتترعش ومرعوبة!
كان بيزعق بجنون وصوت عالي، مش مستوعب جدال أبوه أو رغبته في الدفاع عن نفسه، بالكذب!
وقف في نص الأوضة ينهج، حواليه أطباق وكوبايات متكسرة، وخلال دقايق وصل مجدي أخوه اللي اتصدم من منظر المكان، وقبل ما يستفسر عن أي حاجة اتفاجئ بجملة نديم:
_ أنا هبيع شقتي..
اتنفض مختار من مكانه بعنف رغم مرضه: إيه؟؟
رفع حاجبه وكرر: زي ما سمعت، هبيع شقتي وأطلع اشتري برة حتة لمراتي، وهبعت دلوقتي لنظمي ينزل على صفحة الفيس بوك بتاعته...
عدى من جنب أخوه وطبطب على كتفه وبتريقة قال: ونعمة صون الأمانة ياخويا.
سابهم في صدمتهم وطلع وهو لسة حاسس بنـ.ـار جواه، ماكتفاش! لكن ميقدرش يعمل أكتر من كدا، ده أبوه!
وبعد ما كان السبب في صدمتهم من شوية، دلوقتي جه دوره يتصدم، لما شاف سراج وفارس واقفين في وشه، على باب شقة أبوه!
يتبع...ᥫ᭡
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق