القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ملاذ العاشق الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر كامله بقلم اسراء معاطى

 



رواية ملاذ العاشق الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  كامله بقلم اسراء معاطى





رواية ملاذ العاشق الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  كامله بقلم اسراء معاطى




البارت الحادي عشر

#ملاذ_العاشق

عند ملاذ وسفيان

وصلوا القصر عند منتصف الليل. نزل سفيان من العربيه وهو شايل ملاذ بين ذراعيه، فتح الباب بهدوء، متجاهل الألم اللي بيسري في دراعه من الضربة اللي كان واخدها. كانت متشبثة بيه بقوة، زي طفله صغيره متعلقه ف حضن أبوها وحنانو ، غارقة في صدره كأنها بتستمد منه الطمأنينة كلها.

صعد بيها جناحهما الخاص، دخل ووضعها برفق على السرير، فك الطرحة من على رأسها، وعدّل خصلات شعرها بيده العريضة بحنان غريب عنه. رفع وجهها لوشه وقال بصوت دافئ:

"حقك عليّ يا ملاذي… اني اتأخرت عليكِ. وصوتو اتغير ب غضب بيحاول يتحكم فيه وهو بيقولها مش عارف لو كنت اتأخرت كان الكلب دا عمل فيكي ايه. إ"

وباس كفها بحب، يده محيطة بإيدها الصغيرة اللي ابتلعت داخل كفه الكبير.


ابتسمت ملاذ بخجل، همست:

"هو إنت إزاي حنين كده؟"

ابتسم هو ابتسامة حزينة وقال:

"أنا عمري ما كنت حنين مع حد… لكن معاكي بحس إني بني آدم يا ملاذ. وصدقيني… أنا مش بالوحش اللي انتي شايفاه. هييجي وقت وأحكيلك كل حاجة."


سكت لحظة ثم قال بنبرة عملية:

"المهم، قومي خدي دش وأنا هنزل أخلص شوية حاجات وأجيلك."

ولما همّ بالخروج، وقف وقال بجدية:

"ممكن أعرف إنتي تعرفي اللي خطفك ده منين؟"


اتوترت ملامحها وردت مرتبكة:

"ده دكتور… اسمه أدهم. كان مشرف عليا في المستشفى اللي كنت بشتغل فيها. حاول يقرب مني كذا مرة، بس والله العظيم كنت بصدّه… اتفاجئت إنه هو اللي خطفني وقعد يقولي بحبك وكده بس والله صديتو وصوتها اتحول ل ضعف وهي بتقولو لغايه اما اتهجم عليه لولا انت جت مش عارفه كان هيجرالي ايه."


هز سفيان رأسه بتماسك، نزل عشان يواجه الحقيقة بنفسه ويعرف ايه علاقتو ب توفيق.


---


عند كريم ونهى

رجع كريم البيت، دخل من غير ما يخبط، متأكد إن نهى نايمة. حب يسيبها ترتاح. دخل الحمام، أخد دش، لبس تيشرت وبنطلون قطني خفيف، ورجله خدته لجناحها.

فتح باب أوضتها بهدوء، لكن اتصدم من المنظر.

لأول مرة  يشوف  نهي  من غير طرحة، شعرها منسدل على كتفها، وقميصها القطني الخفيف مرسوم على تفاصيلها جسمها الناعمة. وقف يتأملها، عيناه متعلقة بجمالها.

قرب منها ببطء، مد إيده على شعرها يلمس خصلة، يقربها منه ويشمها كالمسحور.

تمدّد جنبها، حاوط خصرها بذراعه، وصدمته أكبر لما هي غريزيًا لفت ذراعها حوالين وسطه ودفنت وشها في رقبته.

ابتسم كريم، وضمها ليه أكتر… ونام وهو محتويها.


عند سفيان وأدهم

فتح سفيان باب المخزن وهو داخل ومعاه رجاله، لقوا أدهم مرمي على الأرض من الضرب اللي خدو. جلس سفيان على كرسي، رجل فوق رجل، وأمرهم يصحوه.

رمو عليه جردل ميه، فاق وهو بيشوف سفيان قدامه. عينيه مليانة كره.

قال أدهم بتحدي:

"جايبني هنا ليه؟"

رد سفيان ببرود قاتل:

"علشان حاولت تلمس حاجة مش بتاعتك."


ابتسم أدهم باستفزاز وقال:

"ملاذ بتاعتي أنا. إحنا كنا بنحب بعض من ايام المستشفي. وأنت أجبرتها تتجوزك… هتسيبك وتيجيلي، لأنها بتحبني أنا."


كلامه أشعل الغضب في سفيان. نهض كالوحش، مسكه من هدومه، وانهال عليه ضرب بكل غِلّ. أدهم مش قادر يدافع، جسمه متهالك. رجالة سفيان اضطرت تمنعه عشان ما يموّتش أدهم في إيده.

صرخ سفيان وهو بيبص ل رجالتو:

"عاوز أعرف الكلب ده إيه علاقته بتوفيق… وبسرعة!"

وخرج وهو متعصب، بيحاول يستعيد هدوءه.


---


ا عند ملاذ وسفيان

رجع سفيان جناحه، سمع صوت الميّاه شغالة ف الحمام. عرف إن ملاذ لسه في الحمام. أخد هدوم وخرج على جناح تاني ياخد دش هو كمان.


انتهت ملاذ من الدش، لكنها اكتشفت إنها نسيت هدومها. نادت على سفيان، لكن مفيش رد. اضطرت تلبس البرنص، المفتوح بخفة كاشف عنقها الأبيض وملامح جسدها المهلك، وشعرها المبلول نازل مايته على كتفها.

خرجت بخجل… وفي نفس اللحظة كان سفيان داخل.


وقف مصدوم، عيناه اتسمرت عليها. حاولت تلف وتدخل تاني الحمام لكنه سبقها، مسك يدها بقوة وشدها على صدره، صوته أجش وهو يهمس:

"سبحان اللي خلقك بكل الجمال ده. يا ملاذي "


ملاذ اتسمرت، قلبها بيخبط بعنف، خدودها احمرت، شفايفها بترتعش.

اقترب منها أكتر، مش قادر يقاومها، رفع وجهها وقرب منها وهو بيمشي ب عنيه علي ملامحها الرقيقه … ثم طبع قبلة مشتعلة على شفايفها المرتعشة.

شهقت بخفوت، أنينها الهامس أشعل نار جوه قلبه. التفّت ذراعاها حول رقبته بلا وعي، فاشتعل أكثر، رفعها بذراعيه ووضعها على السرير.


انحنى على عنقها، يغرقه بقبلاته، يتنقّل بجنون محموم، وهي مستسلمة، متجاوبة مع كل لمسة.

يداه أفلتت رباط البرنص، انكشف منها ما زاد جنونه. نزع تيشيرته بعجلة، عاد إليها، يعاملها برقة محملة بالشوق، وكأنه يخشى أن تنكسر بين يديه.

ابتعد لحظة، أنفاسه متقطعة، سألها بصوت مبحوح:

"أكمل يا ملاذي …؟"

هزّت رأسها بخجل ورضوخ، فعاد لها بجنون أكبر، ممتلكًا روحها وجسدها.


واصبحت ملاذ زوجته قولا وفعل. جمعها بين أحضانه، يهمس في أذنها يهدّي ارتجافها، وضمها سفيان اكتر ل حضنو وهو يبيوس راسها وبيمشي ايدو ب حنان علي ضهرها وكتفهاا العاري لحد م غلبهم النعاس ونانو وهما ف حضن بعض..


تاني يوم الصبح – عند كريم ونهى 

استيقظت نهى ألاول، واتفاجئت إنها نايمة جوه حضن كريم. اتخضت في البداية، لكن بسرعة استغلت اللحظة… قربت منه أكتر، وبصّت على ملامحه وهي نائمة بابتسامة عذبة، لمست بخفة خصلات شعره وقالت بهمس مليان صدق:

"أنا مش عارفة إنت جيتلي منين ولا إزاي ظهرت في حياتي… بس اللي عارفاه إن عمري ما حسيت بالأمان والحنية غير معاك. إنت طيب جدًا يا كريم… وبجد بتمنى أفضّل جنبك على طول."


وبعد ما خلصت كلامها، ضمته أكتر لحضنها. فجأة، اتفاجئت إن كريم صاحي من الأول وسامعها، صوته مبحوح وهو بيرد عليها بابتسامة رقيقة:

"وأنا كمان مش فاهم يا قلب كريم… من يوم ما شوفتك وأنا مش على بعضي. خطفتيني بعيونك الحزينة الشاردة… جننتيني وخليتيني أتمنى أشوفك تاني. إنتي فاكرة إني لقيت بيتك بالصدفة؟ لأ… أنا سألت وعرفت علشان أوصلك. واليوم اللي شوفتك فيه قاعدة برة ف الشارع بتعيطي… اتجننت، وكل اللي تمنّيته وقتها إني آخدك في حضني."


نهى بصّت له بخجل، خدودها احمرّت، وهمست:

"كل ده ومقولتليش؟"


ضحك كريم بخفة وهو بيرفع حاجبه مازحًا:

"هو أنا كنت اتلميت عليكِ يا أختي؟  كل اما اكلمك … استاذ كريم؟ استاذ كريم؟ لأ يا حلوة… أنا مش أستاذ… أنا الباشمهندس كريم!"


انفجرت نهى من الضحك على طريقته، ضحكة صافية ملأت المكان. وهو بدوره فضّل يتأملها بعينه، وقال وهو بيمثل الجدية:

"صلاة النبي أحسن… أيوه كده خلّي الدنيا تنور."


بس فجأة افتكر حاجة وقال بسرعة:

"استني… هو إنتي تعرفي مرات سفيان صاحبي منين؟"


اتصدمت نهى وردّت بتوتر:

"ملاذ؟!… هو إنت صاحب جوز ملاذ؟"


ابتسم وقال بثقة:

"أيوه. هو إنتي مش شفتيش يوم كتب الكتاب؟"


نهى تنهدت بحزن، ملامحها سرحت وقالت:

"هو أنا كنت فاهمة حاجة أصلاً… ولا حتى عارفة إيه اللي بيحصل. معرفش ملاذ صحبتي كان مالها وقتها."


بصّ لها كريم بحنية وقال:

"طب إيه رأيك أخدك لها بنفسها… وهي تفهمك كل حاجة."


لمعت عيون نهى بسعادة، وبصّت له بفرحة طفولية:

"بجد يا كريم؟"


رد عليها وهو بيطبطب على إيدها:

"بجد يا روح كريم."


مبسوطة لدرجة إنها فجأة رفعت نفسها من ع السرير، باسته بخفة على خده، وجرت على الحمام بطريقة كوميدية وهي تهتف:

"يعيش كريم… يعيش كريم!"


وقف كريم متجمد مكانه، حاطط إيده على خده اللي لسه سخن من البوسة، وابتسامته مليانة حب وهو بيقول لنفسه:

"يا رب ما تحرمني من الضحكة دي أبداً."


وخرج من أوضتها يغيّر هدومه، ولسه الابتسامة مرسومة على وشه


عند سفيان وملاذ


فتح سفيان عينيه أول ما النهار بدأ ينور بخيوط بسيطة من الشباك. أول حاجة وقعت عينه عليها كانت ملاذ، نايمة بين حضنه، متكورّة عليه كأنها جزء منه. عينيه سرحت في تفاصيلها الصغيرة؛ شعرها المبعثر، خدودها الوردية، شفايفها اللي لسه شايلة أثر لمسات مبارح… وعلى رقبتها آثار جنونه بيها اللي لحد دلوقتي مش قادر يصدق إنه عاشها معاها.


ابتسم من غير ما يحس، وقرب أكتر منها، شدها على صدره وهو بيمشي كفه الكبير بحنان على ضهرها.

اتململت ملاذ في حضنه، وفتحت عينيها بهدوء، لقت نفسها غرقانة في عينيه اللي مليانة شوق ودفا. إحمرار خدودها زاد، سحبت الغطا على جسمها بسرعة وهي بتنكمش بخجل طفولي.


ضحك سفيان بخفة على حركاتها، مد إيده شدها تاني لحضنه، يده الكبيرة بتحتوي خدها بلطف وقال بصوت غليظ لكنه دافي:

"مالك يا ملاذي؟"


ردت بصوت واطي، شبه همس:

"م… مالي."


مكانش عاوز يحرجها اكتر، اكتفى إنه يبصلها بابتسامة كلها عشق، وهمس وهو ماسكها أقرب:

"زي القمر… وأكتر."


عينيه فضلت تاكل ملامحها بشغف، قرب منها أكتر، بص لشفايفها المرتعشة من التوتر… وضغط عليها بشفايفه، قبلة بطيئة، مشبعة بكل الشوق اللي جواه.

ملاذ في الأول بادلت بخجل، لكن سرعان ما استسلمت للدفا اللي بيحاوطها، انسجمت معاه، كأنها بتسيب روحها تطير جواه.


سفيان متمكنش من نفسه، شافها قدامه نقية وضعيفة وملكه لوحده… إيديه نزلت لخصرها، ضمها أقوى، وبق بيسحبها تحت جسده وهو بيحاوطها بكل كيانه.

ابتدى ينزل بقبلاته لعنقها، يختم بشفايفه كل بقعة في جلدها الأبيض الناعم، صوت أنينها الخافت بيخترق عقله ويشعل نار أكبر.


تمسكت في ضهره، أصابعها بتضغط على جلده، وصوتها المبحوح خلاه يجن أكتر، فقد السيطرة تمامًا وبدأ ياخدها في جولة جديدة من جولاته المحمومة، المليانة حب وشوق وامتلاك… كأنه بيأكد للمرة التانية إنها بقت ملاذه قولا وفعلا.


عند اهل ملاذ 

قال محمد:

"يا أم ملاذ، كفاية كده… هو إيه يا وليّه؟! عاملالي عزومة رمضان ولا بنتنا داخلة على مجاعة؟ بط، فراخ، حمام، لحمة، كفتة، محاشي، رز معمر ورز بسمتي! دا إيه كله؟!"


ردّت فاطمة وهي بتحط الأطباق في الشنط بحماس:

"لا يا أخويا، دي بنتي… هدخل عليها إيدي فاضية إزاي؟! وبعدين إنت ناسي إنها كانت في المستشفى هي وجوزها؟ ، ولازم تاكل أكل يرم عضمها. ده غير إنها وحشتني موت… يا ابو ملاذ، نفسي أشوفها وأحضنها."


ابتسم محمد بحنية وقال:

"ربنا يخليكي لينا يا أم ملاذ… طب يلا، خلصي رصّي الحاجة دي في الشنط عشان نروح."


---


عند ملاذ وسفيان

كانوا نايمين لسه، . فجأة رنّ موبايل سفيان على الكومودينو. مد إيده بخمول ورد:

"أيوه يا صاحبي…"


جاء صوت كريم مرح:

"إيه يا حبيبي، عامل إيه؟ بقولك… أنا جاي دلوقتي ومعايا حد. جهّز نفسك إنت والمدام، نص ساعة وهكون عندك."


رفع سفيان حواجبه باستغراب وقال بابتسامة صغيرة:

"تنور يا صاحبي… مستنيك."


قفل معاه، ولفّ يلاقي ملاذ متكمكمة في الغطا لحد راسها، شكلها زي القطة الصغيرة. بصّ عليها وضحك بصوت عالي وهو يقول بخبث:

"إيه يا حبيبتي مستخبية كده ليه؟ هو أنا هكلك؟"


شد إيده ناحية الغطا وهو يضحك، لقاها متشبثة فيه أكتر، وبتصرخ بخجل:

"والنبي يا سفيان، لا! سيبني يا سفيان!"


ضحك وهو بيرفع حواجبه بمرح، صوته غلظ بخبث وهو يهمس:

"إيه يا ملاذ… ما أنا شوفت كل حاجة إمبارح، يا زوزو."


وشها ولع حمرة وهي بترد بارتباك:

"سفيان! خلاص بقى… بالله عليك!"


قرب منها، باس خدها بسرعة وهو بيضحك وقال:

"طيب خلاص يا روحي… مش هحرجك. قومي بقى، يلا خدي دش، عشان صاحبي جاي ومعاه ضيف. وأنا كمان هدخل أستحمى."


وقف، أخد هدومه ودخل الحمام وهو سايبها على راحتها. ملاذ فضلت مكانها، قلبها بيدق من كسوفها وضحكها في نفس الوقت، وعينيها بتنور وهي بتفتكر لمسات وحنان سفيان من الليلة اللي فاتت.


سفيان خرج من الحمام، وبعده بدقايق دخلت ملاذ تاخد دش. فجأة رن تليفونه وكان واحد من رجال الأمن. رد سفيان وهو بيقول بصرامة:

ـ أيوه؟

ـ يا سفيان بيه، في راجل وست تحت بيقولوا إنهم أهل مدام ملاذ.

اتسعت عيون سفيان بسرعة ورد بعصبية:

ـ إنت واقفهم عندك ليه يا غبي؟! دخّلهم فورًا.


في الوقت ده، طلعت ملاذ من الحمام لابسة بيجامة بيت بسيطة، عينيها مليانة خجل وهي بتبص لسفيان، ورجعت عند التسريحة تنشف شعرها بالسيشوار.

سفيان كان واقف متسمر وهو بيتأملها، مش قادر يشيل عينيه عنها. قرب منها بهدوء وأخذ السيشوار من إيديها، وكمل هو بنفسه ينشف شعرها، وبعد ما خلص، حط شوية زيت على كفه وبدأ يدلك شعرها برفق، كأن كل لمسة منه رسالة حب. مسك المشط وسرح لها شعرها بهدوء لحد ما عمله جديلة رقيقة.

قرب منها وأخذ إيديها بين إيديه، رفعهم لشفايفه وباسهم بوسه  خفيفة وهو بيبص في عينيها بنظرة غارقة في الحنان، وقال بصوت منخفض:

ـ تعالي معايا… محضرلك مفاجأة.


نزل معاها لتحت، وأول ما وصلت… اتصدمت بوالدتها ووالدها واقفين قدامها.

صرخت بدموع وهي بتجري على أمها:

ـ مامااااا! وحشتيني قوي… قوي… قوي!

حضنتها أمها بكل قوتها، وهي نفسها بتعيط:

ـ وإنتِ يا نور عيني وحشتيني… موت.

فضلوا الاتنين يعياطوا في حضن بعض. بعد كده جريت ملاذ على أبوها، وارتمت في حضنه:

ـ وحشتني يا بابا.

حضنها أبوها بحنان وابتدى يطبطب على ضهرها وهو بيحاول يسكتها.


أم ملاذ راحت تسلم على سفيان بابتسامة ودعوة طيبة، وكمان أبوها مد إيده وسلم عليه باحترام.

أم ملاذ رجعت لبنتها، قاعدة تبصلها بلهفة وقالت:

ـ مالك يا حبيبة قلبي؟ صغرانة كده ليه؟ إنتي مش بتاكلي ولا إيه؟ جبتلك كل الأكل اللي بتحبيه.

ابتسم سفيان بهدوء وقال باحترام:

ـ ليه كده يا ست الكل؟ تعبتي نفسك ليه؟

ردت أم ملاذ بحنية:

ـ ولا تعب ولا حاجة يا ابني.


في اللحظة دي، خبط كريم على الباب، واحدة من الخدم فتحتله. ملاذ أول ما عرفت نزلت بسرعة بعد ما لبست الإسدال، لكن لما شافت اللي معاه اتصدمت، صوتها خرج مبحوح وهي بتنادي:

ـ نُهى!

جريت عليها بكل قوتها ونُهى جريت هي كمان، وفضلوا الاتنين يحضنوا بعض ويعيطوا.

طلع سفيان وأهل ملاذ على صوتهم، وبص سفيان لكريم باستفهام:

ـ في إيه يا كريم؟ هي بتعمل معاك إيه؟

ابتسم كريم وقال:

ـ هقولك بعدين.


ملاذ وهي لسه ماسكة في نُهى قالت بدموع:

ـ إيه اللي جابك مع كريم؟

ردت نُهى بهدوء:

ـ هقولك كل حاجة لما نكون لوحدنا.


سلمت نُهى على أم ملاذ وأبوها، وكريم عرفهم إنها مراته.

أبو ملاذ وأمه استغربوا جدًا، لكن أم ملاذ ابتسمت وقالت:

ـ بركة إنك بعدتي عن أبوك وعن مشاكله. ربنا يوفقك يا بنتي مع جوزك… شكله ابن حلال.


بعدها سفيان أمر الخدم يحضروا الأكل اللي جايباه أم ملاذ على السفرة، وقعدوا كلهم يتعشوا سوا.

وبعد الأكل، سفيان خد أم ملاذ وأبوها يوريهم الأوضة اللي هيناموا فيها.

أم ملاذ قالت له بخجل:

ـ كتير والله كده يا ابني. إحنا ما كناش عايزين نتقل عليك.

رد سفيان بابتسامة:

ـ تتقلوا إيه بس يا ست الكل؟ ده بيتك، وبيت بنتك، يعني بيتك.

قالت له بدعوة صافية:

ـ ربنا يوفقك يا ابني ويصلح حالك.


طلع سفيان وكريم بره الجنينه يتكلمو شويه. 


وملاذ ونهي قعدو مع بعض وكل واحده حكت للتانيه اللي حصل وهما مصدومين من الصدفه  اللي جمعتهم لكنهم مبسوطين انهم مع بعض 


في الوقت ده، كانوا كريم وسفيان قاعدين في الجنينة. جالهم واحد من رجالة سفيان وقال:

ـ يا سفيان بيه، عرفنا أدهم اللي انت حابسو في . المخزن طلع بيشتغل مع توفيق… بيسهل له عمليات تجارة الأعضاء لانو دكتور وشغال ف مستشفي ومعاه ناس تانيه كمان، وكمان ليه نصيب صغير في المخدرات والسلاح. بس أكبر شغله في الأعضاء.

بص سفيان لكريم وقال بغضب:

ـ يا أولاد الكلب.


فجأة جري واحد تاني من رجالة سفيان وقال وهو لاهث:

ـ الحق يا سفيان بيه! رحنا المخزن ندور على أدهم… لقينا الحراس اللي واقفين على الباب مقتولين… وأدهم مش موجود جوه!


بقلم  : اسراء معاطي


معلش والله يحبايب قلبي عارفه اتي اتأخرت عليكو بس الكليه بق وكده وهحاول والله انزلكو علي طول بس انتو بجد التفاعل بتاعكو بيقل مش بيزيد صدقيني ال like او الكومينت اللي انتي بتعمليه بيفرحني جداااا وبيحببني ف الكتابه اكتر وانا بكتب لان بحب الحاجه دي اي تفاعل منكو بيفرحني جداا انا بجد لو لاقيت مفيش تفاعل مش هكتب تاني لان بتعب ع الفاضي انا اتعمدت اتأخر ف دا لان التفاعل بيقل مش بيزيد كومنت او دعوه او تفاعل منك بيفرحني جدا ربنا يوفقكو ويسعد قلوبكو يحبايب قلبي 🫶

وانا ببق منزله البارت بدري والله بس المسئولبن بيقبلو ممكن تاني يوم او اكتر والله اعزرني 🫶



#ملاذالعاشق 

البارت الثاني عشر


اتجنّن سفيان لما عرف إن أدهم اتاخد من جوه المخزن بتاعه، صرخ بصوت غاضب:

“تقلّبوا الدنيا عليه! تشوفو مين ابن الكلب اللي عمل كده.”

دخل الفيلا  بخطوات سريعة وغاضبة، متجه للمكتب، وكريم وراه.

قعد على الكرسي وهو بيهز رجله بعنف واضح.

بصله كريم وقال بقلق:

“تفتكر مين اللي عملها؟”

رد سفيان بنبرة غموض وهو بيعضّ شفايفه:

“أكيد توفيق…”


---


عند ملاذ ونُهى

كانت ملاذ قاعدة قدام نُهى بعد ما خلصت كلامها، وبصتلها بعينين فيها وجع وقالت:

“أحسن حاجة حصلتلك يا حبيبتي إنك بعدتي عن أبوكي وشرّه وعن عمايله السودة.

من يوم ما أمك ماتت وأخوك سافر، وهو بيستقوي عليكي… بصراحة، كان قالبلك البيت كباريه!”

ارتفع صوتها بعصبية وهي بتكمل:

“لحد ما الحيوان اللي حاول يلمسك دا… الحمد لله إنك خرجت من بيته بكرامتك.”


قربت ملاذ منها وخدتها في حضنها بحنان:

“صدقيني يا نُهى، كريم دا إنسان كويس جدًا وحنين، وأنا متأكدة إنه عوض ربنا ليكي.”


بادلتها نُهى الحضن وهي بتقول بصوت مبحوح:

“ انا من يوم ما عرفته وأنا حاسه معاه بأمان… أمان عمري م حيستو قبل كده.

حاسه بحنيته واهتمامه… بيقف جنبي في كل لحظة.

بصراحة، رفع قيمته في عيني أكتر.”

سكتت شوية، وبعدين تنهدت وقالت:

“أنا مش طالبة من ربنا غير حياة هادية وأمان… وحد يكون في ضهري.”


باست ملاذ راسها وقالت بهدوء:

“صدقيني، عوض ربنا دايمًا خير.”


خرجت نُهى من حضنها وبصتلها بتركيز وهي بتقول:

“بس انتي يا ملاذ، كل اللي بتحكيه دا… أنا مش فاهمة منه حاجة!

يعني إيه شُفتيه وهو بيقتل، واتجوزك غصب، وبعدها رجع بيكي عند اهلك وقالهم إنكو كنتو بتحبو بعض وراجعين تتجوزو ؟!

ولا الحكايات بتاعة ضرب النار الهجوم اللي حصلكو دا والدكتور  ادهم اللي خطفك؟

هو إيه دا كله يا بنتي؟ دا فيلم أكشن مش حياة!”


تنهدت ملاذ وقالت بحزن:

“صدقيني يا نُهى… أنا كمان مش فاهمة حاجة.

سفيان شخص غريب، ساعات بحسه طيب وحنين، وساعات بخاف منه.

أنا معرفش عنه كتير غير اللي كنت بشوفه على السوشيال ميديا… إنه عنده شركات ومصانع، وشخصية مشهورة.”

وقفت لحظة، وبعدين ابتسمت بخفة وقالت:

“بس من يوم ما اتجوزته، عمري ما شُفت منه إلا الطيبة… والحنية.

تتخيلي بيقولي إنه كان بيراقبني من أول مرة شافني فيها؟

وإنه كان بييجي المستشفى مخصوص يشوفني؟

يعني كنتي غلطانة لما كنتي بتقوليلي بطلي الأوهام، ماكنتش بهوّم لوحدي.”


ضحكت نُهى وقالت بخبث وهي بترتب على كتفها:

“ربنا يقدم اللي فيه الخير يا حبيبة قلبي.”

وقربت منها أكتر وقالت وهي بترفع حواجبها:

“بس قوليلي بقى يا ملاذ، طول ما انتي مش فاهمة حاجة كده… سيباه يقرب منك ليه؟”


احمر وشّ ملاذ وهي بتقول بخجل:

“اتلمي يا نُهى! وبعدين أنا مراته، دا حقه.”

قهقهت نُهى وهي تقول:

“يا بت عليه! انتي بتحكي وعينيكي بتبرق. نسيتي أيام ما كنتي بتسهرى تتابعيه وتتابعي اخبارو طول الليل؟”

بصتلها ملاذ بضيقة وقالت:

“اتلمي يا نُهى!”

ردت نُهى وهي بتموت من الضحك:

“هو أنا قلت حاجة ياختي؟ وبعدين متتكسفيش كده، يطفش منك!”


شدتها نُهى من إيدها وهي تقول:

“تعالي معايا يا بت.”

راحت على الركن المخصص للهدوم الداخلية في الدريسنج روم، وبدأت تنقي حاجات وهي بتقول:

“الحلوين دول، كل ليلة دور جديد بقى.”

ردت ملاذ بخجل وهي تقول:

“هلبسهم إزاي بس؟!”

قالت نُهى وهي بتضحك:

“زي الناس يا عنيه! ولا أقولك؟ أنا أعلملك إزاي.”

وبصت لها بجدية:

“الرجالة اللي زي سفيان بيشوفوا ستات بعدد شعر راسهم والستات بتبق مدلوقه عليهم وخصوصا بق لو طول ب عرض وحلاوه وفلوس ذي جوزك وجوزي كده ، فلازم تفضلي ماليه عينو.”


وقفت ملاذ ساكتة، صوتها واطي وعينيها فيها تفكير:

“يعني انتي شايفة كده يا نُهى؟”

قالت نُهى وهي مبتسمة بحب:

“أيوه يا بنتي، اسمعي مني.”


بعت سفيان لملاذ حد من الخدم، وقالها تنزل هي ونهي.

لبست ملاذ الإسدال ونزلت هي ونهي سوا.


قال كريم لنهي:

"يلا علشان نروح."


ردت ملاذ بهدوء:

"خليها معايا شوية."


قالها كريم وهو بيحاول يطمنها:

"هجبها لك تاني والله، حاضر، بس لازم نروح علشان ورايا مشوار."


أومأت ملاذ بهدوء، وحضنت نهي وهما بيودّعوا بعض.

وعدتها نهي إنها هتيجي لها تاني، ومشيت مع كريم.


بعدها قال سفيان لملاذ:

"أنا خارج، عندي شوية حاجات في المصنع هعملها وأجيلك تاني."


ابتسمت له ملاذ بنعومة وقالت:

"تروح وتيجي بالسلامة."


قرب منها سفيان، وباسها من راسها، وسابها ومشي.

دخلت ملاذ المطبخ تعمل حلويات لمامتها وباباها.


---


عند توفيق وأدهم


كان أدهم نايم على السرير في فيلا توفيق.

وشه متجبس ومتضمد من الجروح، وإيده ملفوفة بالجبس بسبب الضرب اللي خدوه من سفيان.


دخل توفيق، وقعد على الكرسي، حاطط رجل على رجل، وفي إيده سيجارة.

بصله بسخرية وقال:

"مش قولتلك بلاش تلعب مع سفيان؟

سفيان دا مش سهل، دا جحيم!

أنا مستغرب إنه لسه ماقتلكش!

لولا إني وصلتلك، كان زمانك في خبر كان.

بلاش يا أدهم تتلاعب مع سفيان، أنا نفسي مش قدّه، وكل مرة بنتحط قدّامه بنقع.

إيه؟ هتضيّع شغلنا علشان بنت خايبة زي دي؟

اسمعني كويس...

من بكره هتنضم معايا في سلاح ومخدرات، وتحضر الصفقات بنفسك،

يا كده... يا أنا اللي هقتلك!"


سابه وخرج.


أدهم كان نايم على السرير، ملامحه باردة بس جواه بيغلي.

وعاهد نفسه إنه مش هيسيب ملاذ، وهياخد حقه من سفيان... ونهايته هتكون على إيده.


---


عند نهي وكريم


وقف كريم قدام مستشفى أمراض نفسية.

استغربت نهي جدًا، لكنها نزلت ومشيت معاه.


راح كريم اتكلم مع واحد من الممرضين، ونهي واقفة بعيد.

مدّ إيده ليها وقال:

"تعالي يا نهي."


دخلت نهي معاه، واتفاجئت بالبنت اللي قاعدة في أوضة ضلمة.

كانت قاعدة ضامة رجليها في حضنها، ووشها مدفون ما بين رجليها،

وشعرها الأصفر الطويل نازل على وشها ومداري ملامحها.


راح كريم وقعد جنبها على السرير،

وبمسحة حنية بدأ يمسّد على شعرها وهو بيقول:

"سيدرا..."


رفعت سيدرا راسها وبصتله بابتسامة صغيرة، بس ما اتكلمتش.


نهي كانت مصدومة من جمالها، الملاك اللي قدامها على هيئة إنسانة!

سبحان الخالق اللي صورها بالجمال دا......

لكن رغم كل دا، كان ف ملامحها حزن يوجع القلب. 


اتنهدت نهي بحزن وهي شايفاها شبه وردة دبلانة.


نادى كريم على نهي وقال:

"قربي يا نهي."


قربت نهي وقعدت على السرير قدامهم.

بصت لسيدرا والدموع في عينيها، وهي شايفاها متعلقة في حضن أخوها ساكتة،

لا بتتكلم، ولا بتتحرك.


قالت بنبرة وجعاها:

"هي إيه اللي وصلها لكده؟"


اتنهد كريم بحزن وقال:

"دي نتيجة جواز فاشل...

كنا عايشين دايمًا ما بين أمي وأبويا في خناقات،

بسبب إهمال أمي وخروجها الكتير وعدم اهتمامها بينا.

بس أبويا... كان حنين علينا جدًا.

ولما جاب آخره، قرر ينفصل عنها.


هي كانت عايزة تاخدنا معاها،

بس أبويا عرض عليها مبلغ مغري...

وافقت!


(ابتسم كريم بسخرية)

يعني باعتنا!


بعدها، أبويا اتجوز واحدة...

واحدة كانت شيطان في هيئة بشر،

وكان عندها ولد أكبر مني بسنتين، وأكبر من سيدرا بخمس سنين.


ساعتها كنت أنا عندي 18 سنة، وسيدرا 15.

من يوم ما الست دي دخلت حياتنا، الدنيا اتشقلبت.

أبويا اللي كان حنين بقى قاسي،

كانت بتقويه علينا،

وأي مشكلة، كانت تجري تقوله وتخليه يعاقبنا.


وفي يوم... كنا برة، وراجعين البيت،

سمعنا صوت صريخ سيدرا.

جرينا، لقينا الولد الزبالة بيحاول يتحرش بيها!

وهو بيقول إن هي اللي بتغريه وبتعمل كده علشان تمشيه!

وامه الزباله أيدت كلامه،

عشان كانت بتغير من سيدرا وجمالها.


يومها... أبويا اللي كأنه اتعمي من غضبه،

مد إيده على سيدرا وضربها بشراسة،

وحبسها في مخزن فيه فِيران!

وكان بس ينزل لها أكل ومية علشان تفضل عايشة!


قعدت كده أسبوع... وبعدها طلعها، بس كانت اتكسرت من جوه.

جالها مشاكل نفسية.

فضلت جنبها لحد ما بدأت تتحسن شويه.

عدت سنة واتنين، وأنا بدأت أشتغل مع أبويا في المصنع.

وفي يوم... كنت أنا وأبويا بره،

وسيدرا كانت لوحدها في البيت،

والهانم مرات ابويا دي كالعادة بره مع صحابها.


صوته اختنق بالدموع وهو بيكمل:

"الكلب الوسخ... اغتصب أختي، وهي لوحدها.

وهرب... معرفناش مكانه لحد النهارده.


أبويا لما عرف... اتجنن،

قتل مراته،

وجاله سكتة قلبية ومات.


وسيدرا...

دخلت في غيبوبة ٤ شهور،

فلصلت عن الواقع تمامًا.

ولما فاقت...

ما بقتش بتتكلم...

ولا بتسمع...

ولا بتضحك."


اتنفس كريم بصعوبة وهو بيقول:

"أنا يا نهي عشت موت أبوي لوحدي...

وعشت عذاب أختي لوحدي...

وكل حاجة لوحدي.

ولما امي خلصت فلوس ، رجعت...

طالبة نسامحها، بعد ما ضيّعت حياتنا!"


كانت الدموع نازلة من عينه وهو بيبص لسيدرا،

غطّاها كويس، ونيمها على السرير.


قربت نهي منه،

خدته في حضنها،

وبصوت مكسور قالت:

"خلاص يا حبيبي... حقك عليا، أنا من الدنيا كلها.

صدقني، كل حاجة هتبقى كويسة يا كريم...

وهيا كمان هتبقى كويسة."


حضنته أكتر، وانفجرت في العياط،

وهو حاسس أخيرًا إن في حد حاس بيه.


عند ملاذ

كانت قاعدة مع أمها وأبوها في الصالة، عاملالهم كيك شوكولاتة ودوناتس، والضحك مالي المكان. فجأة أمها بصتلها وسألتها سؤال

ليه؟ 

 خلّى ملامحها تتوتر.

ملاذ باستغراب:

– "ليه ايه يا ماما؟"

أمها بنبرة فيها وجع ودموعها نازلة:

– "أنا ماسكة نفسي بالعافية علشان مسألكيش، ليه عملتي كده يا بنتي؟ ليه وجعتي قلبي أنا وأبوك كده؟ معرفتش أفرح بيكي حته."


نزلت ملاذ على ركبها قدام أمها، مسكت إيديها وباستها:

– "سامحيني يا ماما، إنتي وبابا… بس اللي لازم تعرفوه إن أنا عمري ما عملت حاجة تغضبكم، واللي حصل دا كان غصب عني. والله يا ماما سفيان إنسان كويس وحنون. مش هقدر أقولكم حاجة دلوقتي، بس عايزاكم تثقوا في تربيتكم ليا."

بوسِت إيد أبوها وأمها وطلعت أوضتها بسرعة.


وقفت قدام الدولاب تبص على قمصان النوم اللي جابها سفيان، وشها احمرّ وهي تهمس بخجل:

– "يخرب بيتك يا نهي… ألبس الحاجات دي بس؟"

ضحكت بخفه، وفضلت تدور لحد ما اختارت كاش مايوه أسود كات فوق الركبة. دخلت الحمام، خدت دش، طلعت شعرها سايب على ضهرها، ناعم ولونه بني بخصل دهبي، بشرتها القميص الاسود عاكس بشرتهاا البيضا . حطت روج نود خفيف وكحل ومسكرة، وبصت لنفسها في المراية وقالت:

– "عسل يا بت يا ملاذ… والله يا بختو بيكي!"

ضحكت بخفة، ورشّت عطرها، وجابت كتاب تقرأ فيه وهي مستنية سفيان.


---


عند سفيان

ماشي في المول، بيشتري كل حاجة يفتكر إنها ممكن تفرّح ملاذ: هدوم، ميكاب، دريسات، طرح، إكسسوارات، برفانات… حتى كتب علشان عارف إنها بتحب القراءة. وقف قدام محل مجوهرات، اشترى تليفون وخاتم وقال في نفسه:

– "ماجبتلهاش حاجة من  يوم جوازنا، بس المرة دي لازم أفرّحها."

طلع من المول وابتسامته واضحة، واتجه على القصر.


---


عند نهي وكريم

بعد ما رجعوا من عند سيدرا، كريم دخل ياخد دش، ونهي كانت مجهزة الأكل، القلق باين عليها من سكوته.

خرج كريم وقعد على السفرة، سكت شوية، مسك إيدها وقال بهدوء:

– "الأكل ريحته تجنن… تسلمي يا نهي."

ابتسمت بخجل، وقعدوا ياكلوا في هدوء.


بعد الأكل، راحت نهي تاخد دش، لبست برمودة مريحة، قلبها بيخبط وهي رايحة أوضته لأول مرة. خبطت، ولما دخلت لاقته قاعد على السرير سرحان. قعدت جنبه، مسكت إيده وقالت بحنية:

– "يا كريم، متعملش في نفسك كده… علشان خاطري صدقني هتبق كويسه وربنا هيرجعها ليك ب السلاه:

– "أقول إيه بس يا نهي؟ أنا تعبان أوي بقالها 6 سنين علي الوضع دا لا بتموت ولا بتحتيي سيباني موجوع ومكسور عليها وبس …"

قربت منه، خدت راسه في حضنها وقالت:

– "أنا جنبك، متخافش كل حاجه هتبق كويسه."

حضنها كريم بقوة، وكأنه طوق نجاة. رفع وشها بين إيديه، وبص في عينيها وقال:

– "بحبك يا نهي…"

باسها بلهفة، مفاجئة ليها، لكنها بادلتو بخجل… كريم اتجنن أكتر وقرب منها وعزم في نفسه إنه يخليها مراته قول وفعل.


---


عند سفيان وملاذ

وصل سفيان القصر، شايل الشنط، ودخل بهدوء.

عينه وقعت على ملاذ نايمة على الكنبة، في إيدها الكتاب، وعلى الترابيزة جنبها العشا.

ابتسم وهو بيقرب منها، ركع جنبها ولمس وشها برقة:

– "ملاذي… يا ملاذي…"

فتحت عينيها بكسل، ابتسمت بخجل وهي بتعدل الغطا على رجليها وهي بتقولو انت جيت يا سفيان 

قالها وهو بيبوس إيدها:

– " ايوه جيت بس إيه اللي نيمك كده يا قلب سفيان؟"

ردت بخجل:

– "كنت مستنياك ونمت…"

ضحك وقالها:

– "طيب قومي شوفي الحاجات دي."


قامت بفرحة، عينيها بتلمع وهي بتتفرج على الهدوم والعطور والكتب.

– "ليه تعبت نفسك كده م انا عندي جوه كتير ؟"

رد سفيان :

– "اللي جوه دا مش زوقي حبيت اجيبلك حاجه من اختياري انا وثم غمز ب طرف عنيه وهو بشير ليها علي هدوم معينه ، وزوقي هيعجبك أووي…"

نزلت عينيها للأرض بخجل:

– "بس يا سفيان…"

ضحك وراح عند شنطتين تانيين، فتح واحدة واداها التليفون، ملاذ شهقت:

– "آي دا  ايفون؟! دا غالي أوي!"

قالها وهو بيبتسم:

– "بس يا هبلة، أنا لو أقدر أجيبلك الدنيا كلها أعمل كده."

فتح الشنطة التانية، وطلّع علبة مخملية، فتحها…

شهقت ملاذ تاني، خاتم ألماس بسيط ورقيق، بس فخم جدًا.

– "دا ليه؟"

قالها سفيان وهو بيلبسها الخاتم:

– "علشان تبقي علي اسمي بجد ."

باس إيديها برقة… بس اتفاجئ بيها بترتمي في حضنه، وتبوسه على خده:

– "شكراً يا سفيان."

حضنها سفيان أكتر، ورفع وشها بين إيديه وقال بخبث ناعم:

– "البوسة مش كده يا قلب سفيان… هقولك أنا إزاي."

وباسها بشغف دافي، مليان حب. بعد  عنها بع ما  حس انها مش قادره تاخد نفسها 

 قالها وهو بيضحك:

– "عرفتي إزاي؟"

احمر وشها من الخجل وقالت بسرعة:

– "تعالى نتعشى بقى!"


قعدوا يتعشوا سوا، جو هادي ودافي بينهم. بعد ما خلصوا، جابتلّه الكيكة والكراوسون وقالتله بحماس:

– "دوق وقولي رأيك!"

داق، وبصتلها بحب وقالها:

– "تسلم إيدك يا ملاذي… مدوقتش ف جمال كده قبل كده."

دخل ياخد دش، ولما خرج، كانت قاعدة على السرير ووشها فيه راحة. قعد جمبها وقال بهدوء:

– "أنا قررت أحكيلك كل حاجة عني يا ملاذ… بس أول وأهم حاجة لازم تعرفيها، ومحدش يعرفها غيرك وغير كريم

اتنهد وهو بيقولها بنبره بارده متقطعه 


أنا ظابط مخابرات.



البارت الثالث عشر

#ملاذـالعاشق

اتسعت عيون ملاذ بصدمة وهي بتقول بصوت مرتعش:

– إييييه؟ ظابط؟! ظابط إزاي؟ وليه أنا معرفش؟ وليه مخبي  حاجة زي دي أصلاً؟


مسك سفيان كفها بين إيده وقال بهدوء:

– اهدي يا ملاذي… وانا هفهمك كل حاجة.


سكت لحظة، وبعدين بصّ لها بنظرة مختلفة وقال بصوت خافت:

– ممكن طلب؟


استغربت ملاذ وقالت:

– اتفضل.


قالها بنبرة هادية:

– اسندي ضهرك على السرير.


اتنفس سفيان بعمق وهو بيتجه ناحيتها، رمى راسه على صدرها وضم خصرها بين إيده كأنه طفل حضن أمه.

اتصدمت ملاذ من الحركة، لكن غلبها حنانها وبدأت تمسح على شعره بهدوء.


بدأ سفيان يحكي بصوت مبحوح:

– كنت أنا وأمي وأبويا ونديم أختي وحمزة أخويا… عايشين ف وسط حنان أمي وأبويا، حب واحترام بينهم.

بابا كان عنده مصانع وشركات الصلب والحديد اللي أنا ورثتها منه.

أنا الكبير، وبعدي حمزة، وبعدينا نديم… حبيبة قلبي، أكتر واحدة كانت متعلقة بيا وبتحبني.


صوته اتخنق بالدموع وهو بيكمل:

– وأنا كنت روحي فيها… هي وحمزة، الله يرحمهم.


ملاذ شدت عليه أكتر، وإيدها بتطبطب على ضهره.


– جدي ماكانش عنده غير بابا وعمّي توفيق.

بابا كان حنين، محترم، بيخاف ربنا… إنما عمي كان العكس تمامًا، أناني وطماع، بيسكر ويسهر بره، وجدتي كانت دايمًا بتشتكي منه.

بابا اتجوز أمي الأول لأنها كانت بنت صاحب أبوه وكان بيحبها. 

بس عمي كان بيضايقها كتير، وهي كانت بتسكت عشان متعملش مشاكل بين الأخوات.

لحد ما في مرة حاول يتعدى عليها… صرخت، وقالت لبابا، فبابا اتخانق معاه وضربه جامد.

وجدي وقتها غضب جدًا وقاله: "ملكش ورث عندي!"

بابا ساعتها ساب القصر، وجاب شقة بعيد، وخدنا كلنا نعيش هناك.


سفيان تنهد بوجع وهو بيكمل:

– جه وقت وجدي تعب ومات، واكتشفنا إنه كتب كل حاجة باسم أبويا.

من يومها وعمي الغل ماليه أكتر.

وبعد فترة ماتت جدتي، فبابا ساب الفيلا لعمي واقترح عليه يشتغل معاه، والربح بالنص، بس عمي رفض.

اتجه للحرام… تجارة مخدرات وأسلحة وأعضاء، وأبويا حاول يمنعه بس مفيش فايدة.

سابه وقاله: "هو حر".


ابتسم سفيان بحزن:

– ماما كانت وحيدة أهلها، وجدتي اللي أنا خدتك عندها دي  أمها

وجدي ابو امي كان اتوفي ف امي قعدت هناك فتره علشان متسيبهاش لوحدها.

وبعد فترة أبويا قرر يروح يجيبها لان روحو كانت فيها ويجيب جدتي معاها، وياخدنا معاه.

كنت وقتها عندي 11 سنة، وحمزة 9، ونديم 6.


اتنهد بوجع، والدموع نزلت على خده:

– روحنا فعلاً، بس جدتي رفضت تيجي معانا، فاقترحت أقعد أنا معاها.

وأبويا وافق…


صوته اتكسر وهو بيكمل:

– وهما راجعين… عربية خبطتهم، والخبطة كانت جامدة… ماتوا كلهم.


انهار في العياط، وملاذ خدته في حضنها وهي بتبكي معاه وبتقول:

– اهدي يا سفيان… علشان خطري، اهدي… ربنا يرحمهم يا حبيبي.


باست راسه بحنان، وهو ماسك فيها كأنه غريق ماسك في طوق نجاة


رفع سفيان راسه من على صدرها، عيونه محمرة وصوته مبحوح وهو بيكمل:

– ساعتها حسّيت إني بموت… كان وجع مش طبيعي. كنت مش مصدق إن خلاص، حنان البيت اللي كنت عايش فيه  راح، وإني مش هشوف إخواتي تاني. كنت واقف وأنا باستقبل عزاء أبويا وأمي وأخواتي، وأنا مش عارف أتنفس.


مسح دموعه بإيده وهو بيقول:

– جدتي كانت الوحيدة اللي وقفت جنبي. عمي حتى مجاش العزاء. روحت أعيش معاها، وحالتي كانت بتسوء كل يوم عن التاني، بس هي قوّتني، علمتني أقف على رجلي، وقالتلي: "انت الوريث الوحيد يا سفيان، لازم تبقى قدها".


ابتسم بخفة:

– وقتها كان أبو كريم، ، هو اللي بيشغل مصانع أبويا لانهم كانو شركا واكتر من اخوات . الراجل دا وقف جنبي من أول لحظة، وكان بيتعامل معايا كابنه.

كبرت، وبدأت أفهم كل حاجة عن الشغل، وهو كان بيساعدني وأي حاجة مش فاهمها كان بيفهمني .


وبعدين صوته اتبدّل وهو بيقول:

– لحد ما في يوم… روحت لبيت عمي.

كنت لسه صغير، بس الحنين خادني ل عمي.

 طبعا الامن بتاع القصر كانو عارفني دخلت القصر، استنيته، ولما رجع… كان سكران، ومعاه واحدة من الزباله اللي يعرفهم 

ف كنتلسه صغيرمش عارفاواجه ولا عارف هروح واقولو ايه.

قعد على الكنبة وهي بتصبله ويسكي، ضحكت وقالتله:

"مكنتش أعرف إن عندك قصر فخم كده!"


ضحك بسخرية وقال:

"ده مش بتاعي… وصوتو اتغير ب غل ده بتاع أخويا المصون الله يرحمه، بس والله لو ابنه المحروس مكانش عايش، كانت كل أملاكه بقت بتاعتي! بس حظي المهبّب إنه ماكانش في العربية معاهم، كنت خلّصت عليه معاهم كلهم!"


---


البارت الثالث عشر


اتسعت عيون ملاذ بصدمة وهي بتقول بصوت مرتعش:

– إييييه؟ ظابط؟! ظابط إزاي؟ وليه أنا معرفش؟ وليه مخبي عني حاجة زي دي أصلاً؟


مسك سفيان كفها بين إيده وقال بهدوء:

– اهدي يا ملاذي… وانا هفهمك كل حاجة.


سكت لحظة، وبعدين بصّ لها بنظرة مختلفة وقال بصوت خافت:

– ممكن طلب؟


استغربت ملاذ وقالت:

– اتفضل.


قالها بنبرة هادية:

– اسندي ضهرك على السرير.


اتنفس سفيان بعمق وهو بيتجه ناحيتها، رمى راسه على صدرها وضم خصرها بين إيده كأنه طفل حضن أمه.

اتصدمت ملاذ من الحركة، لكن غلبها حنانها وبدأت تمسح على شعره بهدوء.


بدأ سفيان يحكي بصوت مبحوح:

– كنت أنا وأمي وأبويا ونديم أختي وحمزة أخويا… عايشين ف وسط حنان أمي وأبويا، حب واحترام بينهم.

بابا كان عنده مصانع وشركات الصلب والحديد اللي أنا ورثتها منه.

أنا الكبير، وبعدي حمزة، وبعدينا نديم… حبيبة قلبي، أكتر واحدة كانت متعلقة بيا وبتحبني.


صوته اتخنق بالدموع وهو بيكمل:

– وأنا كنت روحي فيها… هي وحمزة، الله يرحمهم.


ملاذ شدت عليه أكتر، وإيدها بتطبطب على ضهره.


– جدي ماكانش عنده غير بابا وعمّي توفيق.

بابا كان حنين، محترم، بيخاف ربنا… إنما عمي كان العكس تمامًا، أناني وطماع، بيسكر ويسهر بره، وجدتي كانت دايمًا بتشتكي منه.

بابا اتجوز أمي الأول لأنها كانت بنت صاحب أبوه.

بس عمي كان بيضايقها كتير، وهي كانت بتسكت عشان متعملش مشاكل بين الأخوات.

لحد ما في مرة حاول يتعدى عليها… صرخت، وقالت لبابا، فبابا اتخانق معاه وضربه جامد.

وجدي وقتها غضب جدًا وقاله: "ملكش ورث عندي!"

بابا ساعتها ساب القصر، وجاب شقة بعيد، وخدنا كلنا نعيش هناك.


سفيان تنهد بوجع وهو بيكمل:

– جه وقت وجدي تعب ومات، واكتشفنا إنه كتب كل حاجة باسم أبويا.

من يومها وعمي الغل ماليه أكتر.

وبعد فترة ماتت جدتي، فبابا ساب الفيلا لعمي واقترح عليه يشتغل معاه، والربح بالنص، بس عمي رفض.

اتجه للحرام… تجارة مخدرات وأسلحة وأعضاء، وأبويا حاول يمنعه بس مفيش فايدة.

سابه وقاله: "هو حر".


ابتسم سفيان بحزن:

– ماما كانت وحيدة أهلها، وجدتي اللي أنا خدتك عندها دي كانت أمها.

وبعد فترة أبويا قرر يروح يجيبها بنفسه، وياخدنا معاه.

كنت وقتها عندي 11 سنة، وحمزة 9، ونديم 6.


اتنهد بوجع، والدموع نزلت على خده:

– روحنا فعلاً، بس جدتي رفضت تيجي معانا، فاقترحت أقعد أنا معاها.

وأبويا وافق…


صوته اتكسر وهو بيكمل:

– وهما راجعين… العربية خبطتهم، والخبطة كانت جامدة… ماتوا كلهم.


انهار في العياط، وملاذ خدته في حضنها وهي بتبكي معاه وبتقول:

– اهدي يا سفيان… علشان خطري، اهدي… ربنا يرحمهم يا حبيبي.


بست راسه بحنان، وهو ماسك فيها كأنه غريق ماسك في طوق نجاة.


---


تحبي أكمل بقيّة الجزء (من بعد ما بيحكي عن انتقامه ودخوله الشرطة لحد نهاية البارت) بنفس التنسيق دا؟


وقف سفيان مكانه ووشه اتقلب. بيحكي والدموع بتنزل من غير ما يحس:

– كنت واقف، قلبي بيولع… مش مصدق اللي بسمعه.

جريت برا القصر وحلفت… مش هرتاح إلا لما آخد حقهم بإيدي.


اتنهد، وقال بصوت واطي:

– كبرت، وقررت أدخل كلية الشرطة.

وفي نفس الوقت كنت بتابع شغل أبويا.

ولما أبو كريم مات، أنا وكريم بقينا سند لبعض.

كبرت جوايا نار واحدة… الانتقام.

خلصت واتخرجت 

– كنت عارف إانا والدخليه اللي فاروق بيعملو بس ابن الازينه عارف هو بيعمل ايه لغايه الان مش قادرين نمسك عليه حاجه وهو وسط شبكه كبيىره 

بس أنا قررت أدخل وسْطهم، ألبس القناع، وأخليهم يعرفوني باسم واحد بس… "الشخص المُقَنّص".

كنت أنا اللي ببوّظ كل صفقة، وفاروق مش بيتعامل ب نفسو رجالتو اللي بتتعامل 

بس أقسم بروح أمي وأخواتي… مش هسيبه غير وحبل المشنقة متعلق في رقبته.


كانت دموع سفيان نازلة، وملاذ بتعيط معاه وهي بتقول بصوت مبحوح:

– ياه يا سفيان… كل دا مريت بيه لوحدك!

وانا اللي كنت فاكراك شخص قاسي وبارد… اتاريك كنت موجوع ومكسور من جوه.


رفع وشها بإيده، مسح دموعها وقالها بهدوء:

– كل دا اتغير لما شوفتك.

فاكرة يوم المستشفى؟ كنت بزور واحد من رجّالتي، وشوفتك داخلة… كنتي ملاك نازل من السما، ضحكتِلي، وقلبي دق لأول مرة من سنين.

اتبعتك بعيني كل يوم… ولما شوفتك بالصدفة اليوم اللي السبب ا ننا نبق مع بعض ، خفت تتكلمي وتبوّظي كل اللي بنيته.

خدتك علشان أحميكي… بس قلبي غلبني، واتجوزتك غصب عنك، علشان تبقي ليا.

سامحيني يا ملاذ، على أي وجع سببتهولِك.


نظرت له ملاذ بعينين كلها حنان وقالت بابتسامة خفيفة:

– مكنتش لوحدك يا سفيان، أنا كمان من يوم عيني ما جت في عينك وأنا منمتش.

كنت متابعاك، وكل صورة بتنزل ليك كنت بحفظها… كنت بتمنى بس كلمة منك.

ضحكت وقالت بخفة:

– ودلوقتي مش بس سمعت منك… دي بقيت مراتك كمان.


ضحك سفيان بخفة، قرب منها وقالها:

– بحبك يا ملاذ العاشق.


ابتسمت وهي بتبص في عيونه وقالت:

– وأنا كمان يا قلب ملاذ.


قرب منها، وضغط شفايفه على شفايفها، وإيده اتحركت برقة كأنها بترسم تفاصيلها.

حضنها أكتر، وغرقوا سوا في بحر عشقهم اللي ملوش نهاية.


تاني يوم الصبح، شعاع الشمس كان بيزحف بهدوء من الشباك، نازل على وش نهي اللي كانت نايمه بهدوء على دراع كريم، كأنها ملاك مرسوم بريشه نور.

كريم كان صاحي من شويه، سايب نفسه يتأمل ملامحها الهادية، وشعرها المبعثر اللي حاولين  وشها، وبصوت خافت جدًا قال:

اذاي فيه حد ب الرقه والبساطه دي "


نهي حست بصوته، فتحت عينيها بخجل، أول ما شافته اتسحبت بخفه من حضنه وهي بتحاول تغطي نفسها، بس هو مد دراعه ومسح على شعرها وهو بيقول بابتسامه دافيه:

"صباحيه مباركه يحبيبتي."


قالتله بصوت واطي ووشها احمر من كتر الخجل

"صباح النور… ."


ضحك بخفه وقالها:

"ده بعد اللي حصل امبارح لسه بتتكسفي مني يا نهي؟"


نزلت راسها بخجل وهي بتعض شفايفها وقالت:

"ما هو أكيد يعني يا كريم هبق مكسوفه منك ولو سمحت متكسفنيش اكتر من كده لاني مش متعوده "


قرب منها وهو بيهمس في ودنها:

"وعمري ما هخليكي تتعودي غير على حضني."


اتسندت على صدره وهي بتتنفس بهدوء، وكل حاجه جواها كانت ساكته غير صوت دقات  قلبه اللي معاها حست إن الدنيا دي كلها وقفت لحظه.

هو مسك إيدها وباس صوابعها واحدة واحدة وقالها:

"ربنا يعلم اني مش عايز في حياتي غير اللحظه دي وتفضلي معايا على طول."


ضحكت بخفه وهي بتخبي وشها ف صدره وقالتله:

"ربنا يخليك ليا يا كريم… عمري  م حسيت ب الحنان والامان غير معاك انت وبس "

رد عليها وهو بيطبطب على شعرها:

"وعمرها م هتكون غير ليكي انتي وبس يا نهي


عند أدهم وفاروق

كان أدهم قاعد في أوضته، النور خافت وصوته ساكت، بس ملامحه كلها غل وغموض.

دخل فاروق بخطوات تقيلة وقال ببرود:

ـ قررت إيه في اللي قلتلك عليه؟


رفع أدهم عينه له وقال بثقة:

ـ أنا موافق… هدخل معاك في السلاح والمخدرات.

بس بنفس نظامك… الرجالة هي اللي تتعامل.

أنا لا هسلم ولا هستلم حاجة بإيدي.

الصفقات تتقفل بين رجالتنا ورجالتهم، وأنا مهمتي التحضير والتخطيط بس.


قرب من فاروق وقال بحدة:

ـ والربح هيزيد… للضعف.

أما الأعضاء، فهتفضل زي ما هي… من المستشفى، من تحت لتحت، وأنا عارف بتتعمل إزاي.


فاروق ضيق عينه وقال بنغمة تحذير:

ـ باين إنك حاطط نظام لنفسك يا أدهم.


ابتسم أدهم بس ابتسامة كلها خبث:

ـ مش نظام… دي قاعدتي.


لف فاروق وهو بيقول ببرود:

ـ تمام… بس بلاش تلعب بنار متعرفهاش.


أدهم سكت لحظة، وبصله بنظرة كلها سم:

ـ عاوز أعرف كل حاجة عن سفيان… ابن أخوك.


اتجمدت ملامح فاروق وقال بعصبية:

ـ انت لسه حاطط سفيان والبنت دي في دماغك؟!


صرخ أدهم، وقام فجأة ورزع الترابيزة برجله لحد ما اتكسرت نصين وقال بغضب انفجر منه:

ـ ملاذ دي في حقي!

ومش هتكون لحد غيري!

ونهاية سفيان ده… هتكون على إيدي!

ولو كلفني عمري كله!


سكت بعدها لحظة، نفسه تقيل، والغل مالي صوته.

فاروق اكتفى بنظرة طويلة… فيها خوف خفي، وخارج من الاوضة من غير ما ينطق كلمة.


---


عند سفيان وملاذ

كانت ملاذ نايمة جوه حضن سفيان، الغطا ملفوف عليهم والهدوء مالي الأوضة.

فتحت عينيها بهدوء، وشافت ملامحه الهادية وهو نايم.

بتبصلو ب حنان، قربت بإيديها الصغيرة ولمست خده، تمشي بإيديها على وشه بحنية خفيفة كأنها بتحفظ ملامحو.


لكنها اتفاجئت بيده اللي لفت حوالين خصرها بحب، قربها منه أكتر، وبصوت خافت دافي قال:

ـ  احلا صباح  دا ولا إيه؟


ابتسمت بخجل وقالت برقة:

ـ صباح الخير يا حبيبي.


قالها بنغمة هادية وابتسامة خفيفة:

ـ صباح الجمال على عيونك يا ملاذي.

وسكت لحظة وهو بيبصلها وقال بصوت فيه دفء:

ـ شكرا بجد يا ملاذ انك سمعتيني اول مره احس ان فيه حد فاهمني وحنين عليه 


غمرته بضحكة خفيفة وقالت وهي بتكور وشو م بين اديها:

ـ بتشكرني على إيه يا سفيان؟ دا واجبي يا حبيبي.


مسك إيدها وباسها وقال بحنية صافية:

ـ ربنا يخليكي ليّ يا قلب سفيان.


قعد على السرير وقال:

ـ قومي بقى يا كسولة، غيري وأنا كمان هجهز… النهارده هنخرج سوا.


اتحمست وقالت بفرحة طفلة:

ـ بجد؟ هنروح فين؟


غمزلها وقال بخبث بسيط:

ـ مفاجأة.


نزلوا يفطروا مع أبوها وأمها، وملاذ كانت بتضحك، وأمها قلبها بيرقص من الفرحة وهي شايفة بنتها مرتاحة وسعيدة، وأبوها بعد الفطار راح شغله، .


---


في العربية

كانت ملاذ قاعدة جمب سفيان، عينيها كلها حياة وهي بتقوله:

ـ نفسي أروح الملاهي يا سفيان… من زمان نفسي أروحها ثم اتندهدت بيأس بس مين هيسيبني اروح، ؟


ما اتكلمش سفيان، بس ملامحه كانت فيها لمحة ابتسامة.

لحد ما وقف العربية قدام دريم بارك وقالها ببساطة:

ـ يلا انزلي.


اتوسعت عيونها وهي بتقوله بدهشة طفلة:

ـ بجددد؟

ـ أيوه والله، يلا يا حبيبتي.


نزلت ملاذ  ودخلت  جوه وهي بتجري، بتضحك، وبتتنطط  وبتلعب هنا وبتلعب هنا مسابتش لعبه  تقريبا الا اما ركبتها كأنها بنت صغيرة، وسفيان واقف بيتفرج عليها من بعيد ووشه كله رضا وسعادة.


 قرب منها وقالها وهو بيرفع الموبايل:

ـ ثواني يا حبيبتي، هعمل مكالمة واجيلك.


هزت راسها وهي لسه مبسوطة، لكن بعد لحظات، اتبدل الفرح بخوف…

حد جه من وراها بسرعة، كممها، حاولت تصرخ، بس صوته كان واطي وبيقولها:

ـ ولا نفس… سامعه


البارت الرابع عشر

#ملاذـالعاشق

ملاذ فتحت عينيها بصدمة وخوف، وتعابير وجهها بتتحول ل خوف اكتر لما شافت أدهم واقف قدامها.


أدهم حزرها بصوت هادئ:

«هشيل إيدي ومسمعش صوت …»


 ملاذ هزت رأسها برعب، .

أدهم شال إيده براحه، ومدها على وشها بحنيه، وقال لها وهو بيبتسم:

«الكلام اللي هقولهولك، عايزك تحفظيه وتنفزيه بالحرف الواحد، مفهوم؟»


ملاذ حركت رأسها بالموافقة وهي مرعوبه، مش قادرة تقول حاجة.


عند سفيان، خلص مكالمته ولفّ يبص حواليه، مش لاقي ملاذ، بدأ يدور عليها بلهفة وخوف.


ملامح وجه سفيان ارتخت براحه لما شافها جاية عليه، وقرب منها، ومسك إيديها ولقيها متلجّه، ووشها أصفر.


سفيان قال لها بقلق وهو ماسك وشها:

«مالك يا ملاذي؟ إنتي كويسة؟»


ملاذ هزت رأسها بالموافقة وقالت:

«أيوه كويسة، بس دوخت فجأة…»


تمسكت بهدوء في هدومه وقالت له:

«حاسه بدوخه … عايزة أروح…»


سفيان قلق عليها وقال:

«حاسّة بتعب؟ نروح أي مستشفى؟»


لكن ملاذ هزت رأسها بالرفض وقالت:

«لأ… أنا دوخت من كتر اللعب وتعبت… عايزة أروح»


وافق سفيان، وركبوا عربيتهم وراحوا القصر.


---


عند نهي وكريم


نهي كانت واقفة في المطبخ بتعمل الغداء، وكريم جاي من برّه بعد ما خلص شغله.


دخل عليها المطبخ وقرب منها بهدوء، لف إيده حوالين وسطها. نهي خضّت وقالت:

«حرام عليك يا كريم! خضتني!»


كريم ضحك وقال لها بمرح وهو بيغمز:

«سلامتك من الخضة يا جميل…»

وبيكمل: « هابتطبخ لنا ايه النهارده؟»


نهي رفعت دماغها بفخر وقالت له:

«هدوقك النهارده مكرونة نجرسكو، عمرك ما ذقتها قبل كده بالجمال ده!»


كريم ابتسم وباس إيديها وقال:

«تسلم إيديك يا حبيبتي… كفاية، إنتي اللي عاملاها.»


وبيكمل:

«خلصي عشان هنتغدى وتجهزي نفسك، هنرجع القصر بتاعي النهارده.»


نهي كرّمشت ملامحها  بضيق وقالت:

«مامتك هتبقى هناك…»


كريم غمض عنيه شوية وقال:

«أيوه، هتبقى هناك… وما تقلقيش، مش هخليها تضايقك بنص كلمة.»


نهي وافقت، لكن من جوه كانت قلقانه وخصوصا بعد اللي حصل أول مرة اتقابلت فيها مع مامته واللي حصل بينهم.


---


عند سفيان وملاذ في القصر


وصلوا القصر، وسفيان قال لها:

«انتِ بقيتي كويسة دلوقتي يا ملاذ؟»


ملاذ ردت:

«أيوه، بقيت كويسة… بس محتاجة أرتاح شويه.»


سفيان مسك إيديها وباسها بحب وقال:

«خلاص يا حبيبة قلبي… اطلعي انتي نامي دلوقتي، وأنا هطلع عالشركة أخلص شوية شغل وبعدين أجي.»


ملاذ هزت رأسها بالموافقة، لكنها كانت لسه شارده.


دخلت القصر، وطلعت على السرير مباشرة، واترمت عليه وعيونها مليانة دموع، مش عارفة تعمل إيه بعد الكلام اللي قاله لها أدهم.


عند سفيان في الشركة:

دخل سفيان الشركة، ولما شافه الكل وقفوا احترامًا. طلع المكتب بتاعه، قابلته السكرتيرة سلوي، لابسة لبس مبين اكتر م هو سات، ودخلت وراه المكتب وهي بتتكلم بدلع سبب الاشمئزاز لسفيان، وقالت له:


"نورت يا مستر سفيان، الشركة كانت وحشة من غير حضرتك خالص."


سفيان بصلها بطرف عينه بهدوء وقال:


" خلصتي سلمات يا سلوي، هاتيلي الملفات واخلصي."


وبصوت حاد وبغضب قال لها:


"مش أنا قلتلك مليون مرة، اللبس ده متجيش بيه الشركة! والله دي شركة محترمة وليها اسمها، مش كابريه. عاوزة أنتي حرة بره الشركة تلبسي اللي تحبيه، بس هنا ممنوع. انتِ معانا بقالك 6 شهور مكان سهام، وعلشان شغلك كويس مش راضي أمشيكي، لكن لو هتلبسي اللبس ده تاني، تبقي مع السلامة ونشوف غيرك."


سلوي أومأت بإحراج وقالت:


"أوامرك يا سفيان بيه."


حطت الملفات قدامه وخرجت، وهو بيقول:


"مهمها حصل يا سفيان هتبقى ليه."


عند نهي وكريم:

بيرجعوا القصر، ونهي بتنبهر من جماله. دخلوا جوه، لقت نهي أم كريم قاعدة في الصالون حاطه رجل على رجل. لما شافتهم اتفتحت عينيها بصدمه، وقامت وراحت عند كريم وقالت:


"انت مدخل الجربوعه دي بيتي!"


كريم زعق فيها وقال:


"تلزمي حدودك وتحترمي نفسك، وانتي بتتكلمي على مراتي. دا بيتي، أنا يعني بيت مراتي. بيتك منين يا دولت هانم عاوزه تقعدي هنا

"اهلا وسهلا، بس باحترامك، غير كده مش مسموح. وصدقيني لو عرفت بس انك دايقتي نهي ب نص مش هتتخيلي أنا هعمل ايه


"عن إذنك يا دولت هانم."


وأخد كريم نهي فإيده وطلعوا.


عند سيدرا في المستشفى:

كانت قاعده، دخل عليها الدكتور حمزه وقعد قصادها على السرير. لما شافته ابتسمت تلقائيًا. اتنهد حمزه بحزن وقال:


"وبعدين معتكي يا سيدرا؟ هتفضلي كده لحد امتى؟ نفسي بس اسمع صوتك أو أعرف ايه اللي جابك هنا."


وبصوت متعب أكمل:


"مش عارف ليه انتي دونا عن الكل اللي ربنا زرع حبك فقلبي. وحته من غير ما أشوف منك أي تفاعل أو أعرف صوتك ايه ولا حكايتك ايه. بس أتمنى يجي اليوم اللي تتكلمي فيه معايا. وصدقيني مهما كان اللي حصللك، هعوضك عنه. ربنا ليه حكمه إنو يزرع حبك فقلبي يا سيدرا، وعمري ما هكل أو أمل إن أجي أشوفك كل يوم واطمن عليكي. البصه في عيونك والبسمه اللي بشوفها منك كفايا تروي قلبي العطشان بحبك. أتمنى ييجي اليوم اللي تبقي فيه معايا."


سيدرا ابتسمت له وكأنها سمعت كلامه. حمزه ضحك وقال لها:


"أهو الضحكه دي اللي وقعتِني."

قام وقال لها:

"همشي، أنا واجيلك تاني. سلام يا روح الروح."


بعد ما خرج، ابتسمت سيدرا بحزن وقالت بخفوت:


"أنا كمان بحبك أووي يا حمزه."


عند أدهم:

نايم على وشه بسمة انتصار، حاسس بتأثير كلامو علي ملاذ، وقال لنفسه:


"كلها شوية وتبقي معايا يا ملاذ قلبي."


عند سفيان بعد الشغل:

خلص شغله في الشركة ونزل. مشى الرجالة وقال لهم:


"اسبقوني علي  القصر."

ركب عربيتو و

طلع على القسم اللي شغال فيه ودخل على أمين الشرطة، وقال له:

"الرائد عاصم جوه؟"


الأمين رد:


"ايوه يا سفيان بيه، اتفضل هو في انتظار حضرتك."


سفيان خبط على الباب، فرد عاصم:


"اتفضل.


دخل سفيان ووقف، الرائد عاصم قال:

"أهلا سفيان بيه، عاش من شافك."


سفيان سلم عليه واطمنو علي بعض وقعد  وقالو:


"ايه الأخبار؟"

عاصم رد:

"توفيق والناس اللي معاه ولاد الأبلسه، عارفين هما بيعملوا ايه؟ محدش فيهم بيظهر خالص. كل اللي بيعملوه يتفقوا على الصفقات، ورجالهم اللي بيتعاملوا مع بعض وبيسلمو لبعض، لما نمسك حد مش بنعرف نثبت التهمة عليهم. والرجالة لو قطعتهم، مستحيل يتكلموا. دليل واحد بس وهيقعوا كلهم. والبركة فيك يا سفيان."


سفيان قال:

"بإذن الله يا سيادة الرائد."


 سفيان كمل:


"المهم دا طلع فاروق كمان بيتاجر بالأعضاء مع دكتور لا عنده ضمير ولا رعاه للمهنة بتاعتو، اسمه أدهم أبو النجا. دكتور حالته كويسة جدا، بيشتغل من تحت لتحت ومعاه ناس تانية، والموضوع كبير. أنا جايلك علشان تلم الزملة ونعمل اجتماع الأسبوع الجاي. كمان هو دخل مع توفيق ورجالته في السلاح، عاوزين نشوف حل 

بيسمعلو عاصم بتركيز ويقولو كمان اعضاء دي عاوزه روقو وتخطيط مع الكل 

خلاص يا سفيان هشوف الدنيا كده ونحدد معاد واكلمك  وانا هبحث ف الموضوعدا واحقق بردو 


سفيان سلم على عاصم و خرج متجه للقصر بتاعه.


سفيان بيروح البيت ويلقى أم وأب ملاذ قاعدين في الصالة، وملاذ مش موجودة. سأل عليها أمها ردت:


"نزلت اتعشت وطلعت قالت إنها محتاجة تنام."


سفيان أومأ بهدوء، قعد شويه معاهم، وتبادل معاهم الكلام، بس عقله كان مشغول بملاذ. بعد فترة قام وطلع على جناحو هو و ملاذ، ودخل لقاها نايمة. بصها لحظة، خد دش سريع، وطلع وجاب اللابتوب بتاعه، وقعد يشتغل عليه شويه


بعد شوية، قام وطلع البلكونة، دَخّن سيجارة، وعينيه على السماء، بيغوص ف افكارو 


دخل تاني على الجناح، نام جمبها، شدها لحضنه بهدوء.  وهو بيمشي عنيه علي ملامحها ملاذ لفت إيديها حوالين وسطو، وفتحت عنيها ببطء، واطمنت لما سمعت صوت انتظام أنفاسه، وعرفت إنه نام فعلاً. هي في الحقيقة كانت بتمثل إنها نايمة، وبقت تبصله بعيون مليانة حنين، ودموعها بتنزل بهدوء. ومفيش على لسانها إلا كلمة واحدة، بخفوت وبحزن:


"يا رب ساعدني…"


النعاس غلبها وفي النهاية نامت، وعيونها لسه رافعة على سفيان، قلبها مليان مشاعر مش عارفه تعبر عنها.


---


صحيت الصبح على إيد سفيان، وهي بتحسس علي شعرهاب حنيه  رفعت وشها ليه، وبقت تمشي بعنيها على ملامحه كأنها بتحاول تحفظ كل تفصيلة فيه. هو ابتسم وقال لها:


"صباح الخير يا ملاذي."


ملاذ بصوت مبحوح اثر النوم:


"صباح النور…"


حاولت تقوم، لكنه مسكها بخفة  واعتلاها وهو بيقولها بخبث:


"راحة فين  بس يا وحش؟"


ملاذ اتصدمت وقالت وهي بتحاول تتحكم في نفسها:


"سفيان… لو سمحت… مينفعش كده…"


سفيان ابتسم وهو بيستنشق ريحتها بعمق واستمتاع:


"هو إيه اللي مينفعش؟ تعالي بس…"


قرب شفايفه لشفايفها، لكنها بعدت وشها، ونظرت له بحده:


"سفيان… لو سمحت… إيه هتاخدني غصب؟"


سفيان اتصدم من الكلمة، قام من عليها بسرعة، وقال بجدية:


"لا يا ملاذ… مش غصب."


أخد هدومه ودخل الحمام، ورزع الباب وراه بعنف. ملاذ اتخضت، وبدأت تعيط وهي بتقول:

"سامحني يا سفيان… والله مش بإيدي…"


بعد شويه خرج سفيان، وملامحه باينة عليها الغضب، . ملاذ بصته ب حنين وضعف وحاولت تمثل الشجاعة، ووقفت تقول بصوت مرتعش:


"سفيان… طلقني. 







البارت الخامس عشر

#ملاذـالعاشق 

سفيان لِفّلها بصدمة وهو مش قادر يستوعب الكلمة، وقال بهدوء:

"قولتي إيه؟"


‏اتتوترت ملاذ، لكنها حاولت تتكلم بقوة مزيفة وهي بتفرك إديها بتوتر:

"قولت إيه؟ بقولك طلقني. إيه، مش مرتاحه؟ ولا انت ناسي اتجوزنا ازاي؟

لو انت ناسي أنا منستش. أنا أصلاً مكنتش راضية بالجوازة دي. حاولت أتأقلم… لكن مقدرتش.

إيه، أعيش غصب عني يعني؟

وعد، عمري ما هقول لحد أي حاجة من اللي عرفتها عنك،

بس أنا خلاص مش عاوزة أكمل.

حاسّة إني مش متقبلة حياتي، ولا متقبلاك، فـ ننفصل بهدوء. دا أحسن حل."


‏ملاذ كانت بتتكلم وباين عليها الهدوء،

بس من جواها نار بتغلي.

اتعلقت بسفيان، وحبّته، خصوصًا لما اكتشفت إنه إنسان كويس،

مش بالشكل اللي كانت فاكرته بيه.


‏أما سفيان، فكان واقف مبهوت.

كل كلمة خرجت من لسانها كانت بتقطع قلبه.

البنت الوحيدة اللي قلبه دق ليها،

اللي حبّها واتمناها،

واقفة قدامه دلوقتي بتقوله الكلام دا!

ليه؟


‏سفيان راح لعندها بسرعة،

وقف قدامها ومسكها من كتافها، وصوته طالع مبحوح ومليان وجع:

**"ليه؟ ليه مش قادرة تتقبلي جوازنا؟

أنا من يوم ما اتجوزتك، في يوم قسيت عليكي؟

عارف إن طريقة جوازنا كانت غلط، بس غصب عني.

أنا شغلي كله في سرّية تامة، وانتي مكنتيش فاهمة إن دا شغلي.

ولما جبتك واحتجزتك فـ المخزن كنت غبي، بس والله مكنتش عارف إنك إنتِ!

أول ما شوفتك قلبي دق، وكنت عاوز أضرب نفسي بمية جزمة إني حبستك فـ مكان زي دا.


انتي الوحيدة اللي قلبي دق ليها،

مكنتش عارف أعمل معاكي إيه،

أخدتك عند أهلك واتجوزتك.

عارف إنك كنتي مقهورة،

بس كنت حالف أعوضك.


ليه يا ملاذ توجعيني بالشكل دا؟

أنا قاسي ووحش مع الدنيا كلها،

مفيش في قلبي ذرة حنية ولا رحمة،

بس معاكي مقدرتش أبقى كده.

انتي الوحيدة اللي شوفتي حنيّتي، شوفتي ضعفي.


قربها منه أكتر وهو بيقول بصوت مكسور:**

"انتي عارفة يعني إيه سفيان الحديدي يعيط فـ حضنك؟

ده معناه إنك أغلى من نفسي.

شُفت فيكي حنان الأم، والأخت، والصاحبة، والحبيبة.

أنا حبيتك من أول لحظة شوفتك فيها،

وعشقتك من يوم ما اتجوزتك.

طب ليه؟

ليه عشمتيني وخلتيني أتعلق بيكي أكتر؟

ليه قولتيلي بحبك؟ ليه يا ملاذ؟"**


‏كل كلمة كان بيقولها كانت بتدخل قلبها وتقطّع فيه.

هي كمان حبّاه، ومش قادرة تبعد عنه.

‏عينيها امتلَت دموع، ووشها ارتجف، ومقدرتش تعمل غير حاجة واحدة:

قربت منه، وارتمت فـ حضنه، وعيطت بصوت عالي وهي بتقوله:

"صدقني يا سفيان، والله غصب عني.

والله أنا بحبك، وعوزاك.

والله هحكيلك كل حاجة…

اسمعني، لأني مش هقدر أبعد عنك 


عند بيت لأول مرة نروحه، بيدخل حمزة الشقة، بيلاقي أمه قاعدة بتقرأ قرآن في الصالة.

بيدخل ويسلم عليها ويقعد جنبها.

حمزة: إزيك يا أمي؟

الأم: إزيك يا قلب أمك، عامل إيه يا حبيبي؟

حمزة: بخير والله يا ست الكل. بيبص حواليه أومال فين أبويا وأخواتي؟

الأم: أبوك يا حبيبي نزل يجيب طلبات، ومنار نايمة، ودينا في الدرس.

بيؤمي حمزة بالموافقة وبيقولها:

حمزة: طب أنا هريح شوية لما تجهزي الأكل.

الأم (بتنادي عليه): استنى يا حمزة، عوزاك.

بينتبه حمزة وهو بيقول: خير يا أمي؟

بتتنهد الأم وتقول:

الأم: هتفضل لحد إمتى كده يا حبيبي؟ نفسي أفرح بيك، وكل ما أجبلك عروسة مفيهاش غلطة تقول لا.

ده أنا نفسي أفرح بيك، ده إنت أول فرحتي يا حبيبي.

وأقول يمكن في بالك واحدة… بس فين هي؟

شقتك جاهزة، وحالتنا كويسة، وكويسة أوي كمان، طب إيه اللي مانع يا حبيبي؟


‏يتنهد حمزة وهو عارف إن الكلام ده مش هيخلص، ودماغه كلها مشغولة بـ سيدرا وبس.

بيقوم حمزة، بيوطي يبوس إيد أمه، ويربت عليها بحنان وهو بيقول:

حمزة: ادعيلي يا ست الكل.

وبيمشي، وهي بتبص عليه بحنية وتقول في سرها:

الأم: ربنا يريح قلبك يا ابن بطني.


في القصر:

عند نهى وكريم، قاعدين بيفطروا، بتيجي أم كريم (دولت) وتقعد، وهي بترمق نهى بنظرات استعلاء، ونهى بتتجاهلها علشان خاطر كريم.

دولت: كريم، كنت عاوزة أروح المستشفى عند سيدرا بنت…

بيسكتها كريم من غير ما يبصلها، وهو بيقول ببرود:

كريم: إنتِ مالكيش بنات ولا ليكي ولاد.

أنا أمي ماتت من يوم ما باعتنا ومشيت.


‏بيبصلها بنظرة فيها سخرية:

كريم: ولا ليه يا دولت هانم؟

بيتكلم بكره واضح وهو بيضغط على إيده، ونهى بترتب على كتفه تحاول تهديه.


كريم:

أي حاجة حصلتلي أنا ولا سيدرا منك إنتِ.

أبويا كان بيعاملك كويس وبيحبك،

بس إنتِ اللي مشيتي وسيبتينا.

وللأسف، راح جاب شيطانة دمرت حياتنا وغيّرته معانا.


كان هيجرى إيه لو كنتي فضلتي وما مشيتِش؟

سيبتينا وإحنا محتاجينك.

وبعد دا كله راجعة تقولي "ولادي"؟

لا يا دولت هانم…

ولادِك ماتوا، وإحنا أمنا ماتت.

أنا مقعدك هنا بس علشان اسمك،

في الأول والآخر… أمي.


‏بيسكت لحظة، وبعدين يقول:

كريم: أنا خارج دلوقتي،

ولو عرفت إنك قولتي لمراتي نص كلمة بس…

هَنسى إنك أمي.


‏بيقوم، ونهى بتقوم وراه وتتبعه أوضة المكتب.

ولما بيدخل، بيبدأ يتنفس بصعوبة.

بتروحله نهى بسرعة، بتقرب منه وتاخده في حضنها بحنية،

بتبوس راسه وبتقوله:

نهى: خلاص يا حبيبي، اهدا… خلاص.


‏بيبادلها كريم الحضن، كأنه بيستمد منها طاقته،

لحد ما بيهدى تمامًا.

بيبعد عن حضنها شوية، ويمسك إيديها ويبوسها وهو بيقول:

كريم: مش متخيل من غيرك كنت هعمل إيه… تسلميلي يا نهى.

بتبتسم له نهى بحب وهي بتقوله:

نهى: أنا وإنت واحد يا حبيبي، وحاول تنسى… دي بردو أمك.


‏بيتكلم كريم بحزن:

كريم: ياريت أقدر يا نهى، بس بجد مش قادر.

عمرها ما كانت معانا، حتى قبل ما تتطلق كانت طول الوقت سهر وخروجات،

وإحنا مع الدادة والمربية.

ولما انفصلت عن أبويا، باعتنا بالفلوس.

‏صدقيني بحاول أشوفلها مبرر،

بس مش قادر.


‏بتتنهد نهى بحزن وهي بتقول:

نهى: معلش يا حبيبي، إن شاء الله خير.

بيبتسم لها كريم بحنان وهو بيقول:

كريم: ماشي يا حبيبة قلبي… أنا رايح الشغل، واجي لك بالليل.

وبيغمز لها بعبث:

كريم: ظبطيلي نفسك كده.


‏بتضحك نهى بخجل وهي بتقوله:

نهى: اسكت يا كريم.

‏بيضحك كريم بمرح وهو بيقول:

كريم: سلام يا قلب كريم.

‏بتبتسم نهى بحب، وتطلع أوضتهم علشان تتجنب التعامل مع أمه خالص.


عند سفيان وملاذ...

بعد وقت مش قليل وهي نايمة في حضنه وبتعيط، كان بيهديها وقالها بهدوء:

"خلاص يا ملاذ... ممكن بقى تحكيلي وتفهميني فيه إيه بالظبط؟"


طلعت ملاذ من حضنه وهي بتقوله بصوت مبحوح: "حاضر..."

وبدأت تتكلم وقالت:

"يوم ما كنا في الملاهي، وانت قولتلي ثواني هتعمل مكالمة، فجأة لقيت حد بيحط إيده على نفسي وبيشدني بعيد.

طبعًا مقدرتش أصرخ ولا أتكلم، كنت مصدومة... كل اللي حاولت أعمله إني أقاومه بس مقدرتش.

ولما بعد شوية وقف في مكان بعيد، وقدرت أشوف وشه...

واتفاجئت إنه دكتور أدهم!


قالي: هشيل إيدي لو صوتي متلوميش إلا نفسك.

ولما شالها، سألته بخوف: عاوز إيه؟

قالي بنبرة صوت مجنونة: عاوزك.

استغربت الكلمة وقلتله: يعني إيه؟

ضحك وقال: "انتي هتطلبي الطلاق من جوزك وتيجيلي بعدها على طول، نسافر سوا."


قلتله إني بحبك يا سفيان، مسك إيدي بعنف وقال وهو بيضغط عليها:

"ما تقوليش كده، انتي بتاعتي أنا لوحدي. هتطلبي الطلاق وتكرهيه فيكي وتيجيلي،

يا إما والله العظيم هقتله. أنا ورايا ناس تقيلة أوي، وكلهم عايزين رقبته.

وإوعي تفكريه الملاك الطيب، دا تاجر سلاح ومخدرات قد الدنيا،

ولو كلامي متنفذش، أمك وأبوكي أول ناس هيتأذوا، وبعديهم هو.

ماشي يا قطة؟"

وسابني ومشي 


سكتت شوية وقالت وهي بتبكي:

"صدقني يا سفيان، أنا عملت كده علشانك،

مش عايزة أخسرك ولا أخسر ماما وبابا.

أنا بحبك أوي، والله كنت مرعوبة ومش عارفة أتصرف.

عارفة إني غلطت لما محكتلكش، بس كنت خايفة منك وعليك وكنت متلخبطه والله حقك عليا."


أما سفيان، فكان بيغلي من الغضب،

مش متخيل مراته كانت عايشة كل دا وهو مش عارف،

ولا مصدق إن الحيوان دا لمسها أو قرب منها.

كان عايز يقتله في ساعتها،

بس كبَت غضبه علشان ميخوفهاش أكتر.


ربّت على إيدها بهدوء،

وبعدها قام بسرعة ولبس هدومه وقالها إنه رايح الشغل،

ولما يرجع هيتكلموا بهدوء.

سابها ومشي وهي زعلت،

افتكرت إنه متضايق منها...

نزلت دموعها بهدوء، دخلت خدت دش، اتوضت وصلت

ونامت لانها منامتش طول الليل من التفكير.


عند سيدرا في المستشفى:

قررت خلاص... خلاص تبطّل تمثل إنها لسه تعبانه وتبطل الخوف من المواجهه.

هي ملهاش ذنب، واللي حصلها مش بإيدها.

قررت إنها تواجه، ولأول مرة من غير ما تستنى حد، قالت لنفسها:

"أول ما حمزة ييجي... هتكلم معاه."


قامت من على السرير،

ودخلت حمام أوضتها لوحدها، لأول مرة.

فتحت الميه وخدت دش، حسّت كأنها بتغسل وجع السنين من على جسمها.

ولما خرجت، لبست بنطلون جينز أزرق،

وعليه بلوزة كاشمير من هدومها اللي دايمًا كريم كان بيجبها لها.

رشّت من البرفان اللي بتحب ريحته،

وحطت شوية ميك أب من اللي برضو كان كريم بيجيبه في كل زيارة.


بصّت لنفسها في المراية،

ولأول مرة تشوف نفسها حلوة...

مش حلوة بس، لأ، قوية.

ابتسمت وهي بتقول في سرّها:

"يارب... ساعدني أواجهه النهارده، ساعدني أتكلم."

وقعدت تستنى حمزة، زي كل يوم،

بس المرة دي بقلب مختلف.


---


عند سفيان:

قبل ما يروح الشركة، قرر يروح القسم اللي شغال فيه.

دخل على مكتب الرائد عاصم، وقعد قدامه وقال بعصبية مكبوتة:

"أنا عاوز الاجتماع يكون النهارده قبل بُكره يا سيادة الرائد.

والدكتور الزبالة اللي لا عنده رحمة ولا ضمير في شغله،

تجيبولي قراره من تحت الأرض.

ده مش كفاية إنه خطف مراتي قبل كده؟

ده كمان هددها 

صدقني يا سيادة الرائد، أنا من يومها ماشي قانوني،

بس لو قرب من مراتي تاني...

هاخد حقي بدراعي من توفيق و منو، واللي يحصل يحصل."


حاول عاصم يهديه وقالله: "اهدى يا سفيان، كل حاجة هتتحل."

بس سفيان وقف بعصبية وقال:

"ده اللي عندي."

وخرج من القسم ،

ركب عربيته واتجه على الشركة.


---


عند حمزة:

خرج من البيت بعد ما فطر مع أمه وأبوه وإخواته،

واتجه للمستشفى.

كالعادة، أول حاجة بيعملها لما بيوصل...

بيروح على أوضة سيدرا.


بس النهارده...

كان حاسس بشعور غريب،

مش عارف يفسره، لا هو حلو ولا وحش، بس غريب.


خبط على الباب زَيّ كل يوم،

ولما فتح... اتصدم.


لأول مرة، سيدرا مش نايمة في الضلمة،

ولا قاعدة في الركن خايفة.

دي قاعدة بتضحكله،

وكمان لابسة من هدومها، مش هدوم المستشفى.


ولما شافته، قامت بسرعة وابتسمت وقالت بصوتها لأول مرة:

"صباح الخير يا دكتور حمزة."


حمزة اتجمد مكانه...

مش مصدق ودانه.

صوته اتكتم من الدهشة والفرحة،

قلبه كان هيقف من الصدمة.


اتقرب منها ببطء وقال بصوت مبحوح:

"سيدرا... انتي بتتكلمي؟!"


ابتسمت وهي بتقول بخفة دم خفيفة لأول مرة:

"هو في مانع يعني؟"


عند توفيق وأدهم

كان دخان السجاير مالي الاوضة لدرجة تخنق.

توفيق قاعد على الكرسي، ماسك السيجارة بين صوابعه وبيتكلم بنبرة واطية:

"كلمت الدكتور؟"

أدهم نفخ نفس دخان طويل وقال بهدوء غريب:

"أيوه، وهيجيب الشغل اللي هنُسلمه بكرة."


ضحك توفيق ضحكة باهتة، لا فيها مرح ولا روح، وقال بسخرية:

"سبحان مغير الأحوال يا جدع … العيان من دول  يبق داخل على بعضه يطلع متخلّع لا ويتقال عليه شغل، ."


بصله أدهم بطرف عينه، ، وقال بنغمة مريبة:

"تخي وميعرفش بردو ان الحته فيه بتتباع بملايين."


ضحك ضحكة صغيرة كلها سخريه، ورمى عقب السجاير في الطفاية وهو بيقول:

"اقفل على السيرة دي يا توفيق، بتفكرني بحقيقتي الوسخة… ولا بالقسم اللي حلفتو يوم تخرجي ونسيتو."


وسكت فجأة، نظراته راحت بعيد، كأنه شايف حاجة محدش شايفها، وتوفيق اكتفى بالبُعد عنه، سايبه يغوص في ظلام أفكاره.


عند سفيان وملاذ

سفيان خلص شغله وقرر ياخد ملاذ يتغدوا بره، خصوصًا وهو عارف إنها أكيد خايفة ومتوترة بعد اللي حصل.

كلم المطعم المفضل ليهم علشان يحجز، وطلع ع القصر وهو بيحاول يهدّي نفسهو وإن ملاذ ملهاش ذنب.


أول ما وصل، طلع على جناحه ودخل الأوضة، اتفاجئ إن ملاذ نايمة.

رمي المفاتيح على الترابيزة بإهمال، وقرب من السرير، قعد على طرفه ومد إيده يمسك خصلة من شعرها، يلفها حوالين صباعه بحنية، وينده بهدوء:

"ملاذ…"


همهَمت ملاذ وهي نايمة، فنده تاني بنبرة أكثر دفء:

"قومي يا ملاذي… عاوزك."


فتحت عينيها بهدوء، وقعدت على السرير وهي منزّلة نظرها لتحت.

مد سفيان إيده، رفع وشها بحنان وقالها بصوت دافي:

"ممكن أعرف ليه نظرة الحزن دي؟"


قالت بخفوت:

"علشان إنت زعلان مني."


تنهد سفيان وقالها بابتسامة هادية:

"والله مش زعلان يا ملاذ. أنا كنت هتضايق لو كنتي خبيتي أكتر من كده، بس خلاص… فاهم إنك اتأثرتي بالكلام وخوفك عليّا وعلى أهلك، بس ده ميمنعش إنك كان لازم تحكيلي.

انتي مش متجوزة سوسن يعني يا ملاذي."


قربها منه أكتر وكمل وهو بيبص في عينيها:

"أنا اتضايقت لما شوفت الخوف في عنيكي، نظرتك كانت وجعاني، بس والله لأجبلك حقك بإيدي."


وباس راسها بحب، وقال وهو بيبتسم:

"قومي بقى، هنطلع نتغدى بره النهارده."


---


عند كريم 

كريم قرر يروح القصر وياخد نهى منه، وبعدها يروح يزور سيدرا شوية.

دخل القصر، ملقاش حد غير الخدم.

سأل مدير الخدم باستغراب:

"ماما فين؟ ونهى؟"


رد عليه المدير بسرعة:

"دولت هانم خرجت من بدري يا بيه، ونهى هانم فوق في أوضتها… منزلتش من الصبح."


كريم اتجه ناحية أوضتها بخطوات سريعة، حس جوه غريب…

فتح الباب، ودخل — واتصدم.


نهى كانت مرمية على الأرض، والدم حواليها من كل ناحية!

وقف مكانه لحظة، صوته خرج مبحوح وهو بيصرخ من أعماق قلبه:

"نهىيييييي!!!"


تفاعل حلو بق يا حبايب قلبي 🫶

رأيكو يهمني 💕

تكملة الرواية من هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع
    close