رواية ملاذ العاشق الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر كامله بقلم اسراء معاطى
رواية ملاذ العاشق الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر كامله بقلم اسراء معاطى
#ملاذالعاشق
------البارت السادس
ملاذ بدأت تبعده عنها وهي بتقول بصوت مهزوز:
"لو سمحت يا سفيان.. ابعد شوية.. مينفعش كده."
لكن هو قرب أكتر، عيونه مثبتة عليها:
"هو إيه اللي مينفعش؟ إنتي مراتي."
زقته بقوة وهي عينيها مغرقة دموع:
"جوازة غصب مش كده!"
ساعتها مسكها من فكها ورفع وشها ليه، صوته غليظ وحاسم:
"دا اللي كان لازم يحصل يا ملاذ."
سكت لحظة كأنه بيحارب نفسه، وبعدين فجأة أخد خطوة لورا وهو بيزفر بعمق، وكأنه خايف يضعف أكتر:
"ادخلي.. فيه هدوم ليكي في الدريسينج روم. غيري وارتاحي.. أنا كده كده خارج."
ملاذ حاولت تتكلم لكن ما أدهاش فرصة، خرج وسابها واقفة وسط الأوضة.
اتنهدت بعمق وهي حاسة إنها مستسلمة للواقع غصب عنها. دخلت الدريسينج روم، مش بس علشان تنفذ كلامه، لكن علشان تهرب من دوامة التفكير اللي دماغها عمالة تعذبها بيها.
___
سفيان خرج من جناح ملاذ وهو بيحاول يخفي عن نفسه قبل أي حد تاني الزلزال اللي حس بيه وهو واقف قصادها. شد نفس جامد، ورجع لوشه اللي اتعود عليه قدام الكل: وجه بارد، ملامح قاسية
فتح تليفونه واتصل برقم معين.
– "جلال… العربية تبقى واقفة تحت خلال ربع ساعة. عندنا شغل مهم الليلة."
صوت جلال جه ثابت:
– "تمام يا باشا، كله هيبقى جاهز."
…
بعد شوية، سفيان نزل من القصر، اللبس كله أسود، شيك بس يخوف. فتح باب العربية السوداء المصفحة وقعد في الخلف، وجلال بنفسه قاعد قدام بيسوق، ملامحه كلها تركيز، مش بيبص غير على الطريق والمرايات.
والعربيات اللي فيها رجاله سفيان ماشين ورا العربيات وحوليها
سفيان كسر الصمت بنبرة باردة، عينه بتبص قدام كأنه شايف المشهد قبل ما يحصل:
– "الصفقة دي مش عاوز فاروق يكسبها . أنا عايزها تقع… وعايزه يخسر دم قلبه."
جلال لمح من المراية، وقال بحذر:
– "فاروق ليه رجالة تقيلة… والليلة دي مليانة مخاطرة."
ابتسامة باااردة ارتسمت على وش سفيان، وقال بهدوء قاتل:
– "أنا عمري ما لعبت وخسرت. الليلة… فاروق هيتعلم معنى الخسارة."
…
وصلوا لمخزن مهجور في أطراف المدينة. الليل كان ساكن، بس المكان كله مليان حراسة ورجالة شايلين سلاح كأنهم في ساحة حرب.
واحد من رجالة فاروق وقف قصاد سفيان، عينه كلها استهزاء:
– "المكان دا مش بتاعك. ارجع أحسنلك قبل ما تتحول لتراب."
سفيان اتقدم خطوتين، صوته هادي وواثق
– "قول لفاروق… الليلة دي مش هتعدي عليه بسلام."
ثواني… واشتعل المكان.
رصاص اتفتح زي المطر، أصوات صريخ، ودخان مالي المخزن.
رجالة سفيان اتحركوا كأنهم مدربين على ده من سنين، كل واحد عارف دوره. جلال كان ماسك سلاح تقيل، بيضرب بدقة، وبيأمن ظهر سفيان.
أما سفيان نفسه… كان واقف وسط النار كأنه مولود فيها. عينه متحركة، جسده ثابت، إيده ماسكة المسدس كأنها جزء منه. كل طلقة منه كانت بتصيب حد، وكأن الموت بيمشي وراه خطوة بخطوة.
بعد نص ساعة من معركة مولعة… الأرض بقت مليانة جثث. رجالة فاروق مطروحين، واللي فضل منهم بيجري ينقذ نفسه.
سفيان مسك واحد منهم من قميصه، رفعه وهو لسه بيتنفس بالعافية وقال له ببرود:
– "ارجع لللمشغلك … وقوله سفيان الحديدي بدأ الحرب. والليلة… مجرد افتتاحية."
ساب الراجل يترمي على الأرض وهو بيجري يعرج ناحية بره.
رجاله سفيان اتحركو واخدو كل المخدرات اللي ف المخزن، وركب عربيته تاني، عينيه متصلبة:
– "دي البداية يا فاروق … واللي جاي خراب عليك وبس."
📍 مشهد وصول الخبر لفاروق
فاروق كان قاعد في قصره، متكئ على الكرسي الكبير في مكتبه الفخم، قدامه طاولة عليها كاسات كريستال وزجاجة ويسكي. الدخان مالي الجو من السيجار اللي ماسكه بإيده. فجأة الباب اتفتح بسرعة، ودخل واحد من رجّالته، وشه مصفر وصوته بيرتعش:
– "باشا… فيه مصيبه حصلت
فاروق رفع عينه ببرود في الأول، وبعدها لما شاف توتر الرجّال، قلبه اتقبض:
– "اتكلم… إيه اللي حصل؟"
الراجل ابتلع ريقه وقال بصعوبة:
–… سفيان يا باشا اقتحمهو ورجالتو المخزن… وخدوا الشحنة كلها… السلاح والمخدرات."
الكلمة وقعت زي الرصاصة في ودن فاروق. الكاس اللي في إيده اتكسر وهو بيشد إيده بعصبية، والزجاجة اللي على الترابيزة طاحت على الأرض واتكسرت. صوته خرج هادر:
– "إييييه؟!! ابن الكلب!!! خد الشُحنة اللي داخل بيها أكبر صفقة!!!"
وقف من مكانه بعنف، وعروقه نافرة في رقبته، ضرب بقبضة إيده على الطاولة لدرجة إن الخشب اتشرخ.
– "إزاي دا يحصل وانتو موجودين؟!! إزااااي؟!!"
رجّالته واقفين مش قادرين يتكلموا. فاروق بدأ يتمشى في المكتب زي الوحش المحبوس، عينينه كلها شرّ ودم:
– "هو فاكر نفسه مين؟!! يلعب معايا لعبة قذرة زي دي؟!"
مسك التليفون الأرضي وضربه في الحيطة فتكسر. وبص لرجّالته وصوته مليان نيران:
– "بلغوا كل رجّالنا… من النهاردة دم سفيان مطلوب. هاتوهولي حي أو ميّت… وأنا اللي هفرّيه بإيدي."
واستناهم اما خرجو واتكلم مع حد ف التليفون بصوت كلو غضب عاوزك تنفز اللي اتفقنا عليه ف اقرب وقت وهديك الضعف
رجع سفيان القصر، قلبه مليان رضا ف اللي عملو في فاروق ، لكن جواه كان عارف إن الحرب لسه في أولها… مجرد بداية.
طلع جناحو مع ملاذ بخطوات سريعة، فيها لهفة جواه مش قادر يخبيها. مد إيده على الباب لقاه مقفول. ضحك بسخرية خفيفة، وطلّع المفتاح الخاص بيه وفتحه.
دخل… الجناح كان ضلمة إلا من خيط نور القمر اللي داخل من الشباك.
ولوهلة… اتسمرت خطواته.
ملاذ كانت نايمة على السرير، متكوّرة على نفسها زي الطفل، كأنها بتدور على أمان مفقود. شعرها الدهبي منثور حوالين وشها البرئ، مضوي بلمعة القمر، عامل منها لوحة فنية… حورية واقعة من السماء.
قرب منها بهدوء، كل خطوة منه أبطأ من اللي قبلها، عينه مش قادرة تتحرك بعيد عنها. حس بضعف غريب بيغزوه… ضعف مايعرفوش من قبل.
قعد جنبها على السرير، عينه معلقة بكل نفس بيتحرك من صدرها.
وفجأة، ذكرياته رجّعته لأول مرة شافها…
كان رايح المستشفى علشان يشوف واحد من رجّالته المصاب.
هي كانت هناك… ضحكت بخفة، بعفوية… ومن اللحظة دي سرقت قلبه من غير ما تحس.
مشيت، وسابته تايه… ومن ساعتها وهو بيتابعها يوم ورا يوم، يدخل المستشفى بس علشان يلمحها قبل ما يروح شركته. لحد الليلة اللي شافها فيها بالصدفة… الليلة اللي قلبت حياته.
هي الوحيدة اللي حركت فيه حاجة مدفونة من سنين.
رجع للحظة وهو شايفها بتتحرك في سريرها، تنهد وهو بيقاوم رغبته فيها. قام بخطوات هادية، دخل خد دش، وطلع لابس هدوم خفيفة.
قرب تاني… المرة دي نام جمبها.
مد إيده وسحبها من خصرها برفق، لقاها انسابت في حضنه من غير ما تحس.
شدها أكتر… ودفن وشه في شعرها، يستنشق ريحتها بشغف، كأنه أول نفس حياة ليه بعد غرق طويل.
ابتسم لنفسه، لأول مرة يحس بالراحة دي.
غمض عينه، وهو بيشكر ربنا في سره:
"دي أول مرة أنام كده من سنين… وأول مرة أبقى عايز الدنيا توقف… بس علشان أفضل حاضنك يا ملاذ."
كريم كان بيلف بالعربية من غير هدف، لحد ما لقى نفسه واقف قدام بيت نهى. استغرب وجوده هنا، لكنه جواه كان عاوز يعمل كده من يوم م شافها ف كتب كتاب سفيان وسأل علي مكان بيتها
عينيه وقعت على بنت قاعدة على سُلّم جانبي، ملامحها مش واضحة. فضوله جابو ينزل، وقلبه وقع لما لقاها نهى، دافنه وشها في إيديها وبتعيط.
قرب منها بسرعة، ولما شافته شهقت بخضة وقالت بخوف:
– "إنت مين؟ عاوز إيه؟"
بصوت هادي:
– "اهدي… دا أنا، مش فاكراني؟"
ملامحها ارتخت وهزت راسها:
– "أيوه… فاكرة."
– "طب تعالي معايا نركب العربيه، مينفعش تفضلي كده في الشارع."
كانت قلقانه وخايفه لس مفيش قدامها حل غير كده
ركبت معاه العربية، وهو وهو سايق بصلها بنظرة كلها قلق وسألها:
– "إيه اللي مقعدك هنا لوحدك؟"
نهى بصوت مكسور:
– "أنا وحيدة… ماما متوفيه ومليش إخوات. بابا جوا البيت مع صحابه بيشربو، ولاقيت واحد منهم داخل اوضتي … وحاول يقرب مني."
دموعها نزلت وهي مش قادرة تكمل، كريم شد على إيده بغضب:
– "وبعدين؟"
– "ضربتو على دماغه وهربت… مش قادرة أرجع البيت."
كريم بحزم:
– "ومش هترجعي. تعالي معايا."
في الطريق وقف جاب لها أكل وهدوم بسيطة، وبعدها أخدها شقة مقفولة عنده. أول ما دخلت، وقفت متوترة. هو قرب منها بابتسامة هادية، مدالها المفاتيح وقال:
– "اقفلي كويس على نفسك. دي هدومك، ودا الأكل. أنا هعدي عليكي بكرة."
سابها ومشي، وهي لسه مش عارفة هو مين بالظبط… لكن وسط خوفها، كان الإحساس الوحيد اللي جواها إنها حاسه معاه ب الامان
---
تاني يوم الصبح…
ملاذ بدأت تفوق على إحساس غريب، راسها متكئة على حاجة صلبة ودافية. أول ما فتحت عينيها، اتصدمت لما لقت نفسها في حضن سفيان.
همست بارتباك:
– "إزاي…؟! أنا كنت قافلة الباب عليّ كويس امبارح."
رجعت تبصله، عينيها تاهت في ملامحه. رغم صلابته المعروفة، وهو نايم ملامحه باينة هادية بشكل يخطف القلب. مدّت إيدها من غير وعي، لمست وشه بخفة، وكأنها بتتأكد إنه مش حلم.
قالت بصوت واطي، كله حنين:
– "قد إيه ملامحك مريحة للعين… عكس وانت صاحي. يا ريت كان دا الحلم اللي يفضل حقيقي… بس مينفعش."
قبل ما تكمل جملتها… لقت نفسها فجأة متقلبة على ضهرها، وسفيان فوقها، عينه معلقة بيها وصوته خارج ببحة عميقة:
– "وليه مينفعش؟"
--
#ملاذالعاشق
البارت السابع
اتسمرت ملاذ في مكانها، مبهوتة من قربه، قلبها بيرقص في صدرها بخوف وتوتر.
سفيان كان مركز في عينيها، كأنه بيقرأ جواها سطر سطر. لأول مرة في حياته يشوف البراءة دي متجسدة في إنسانة، ولأول مرة يتسحر من نظرة.
مد إيده برفق، شال خصلة متمردة من شعرها، وقرب من ودنها، صوته واطي بس تقيل:
– "إيه يا قطة… لسانك اتاكل ولا إيه؟"
عينه سابت عنيها ونزلت لشفايفها، قرب منها خطوة بخطوة، وهي اتلخبطت. سيطرت عليها دوامة مشاعر غريبة… لحظة وافتكرت كل اللي حصل بسبب وجودها في حياته: أهلها اللي رفضوها، ماضيه المظلم اللي متعرفش عنه حاجه، وصورته قدامها كقاتل مايعرفش الرحمة.
فجأة زقته بعيد بكل قوتها، ووقفت قدامه لأول مرة من غير خوف، صوتها عالي ومرتجف مع بعض:
– "ممكن أفهم حضرتك عاوز إيه مني بالظبط؟! دخلتني في حكايات مالهاش أي علاقة بيا… واتجوّزتني غصب… وأهلي اتخلوا عني بسببك! أنا دلوقتي واقفة قصاد واحد غامض، معرفش عنه حاجة غير إنه قاتل!"
كانت بتتنفس بسرعة وكأنها بتغرق، أما سفيان… ماكانش سامع أي كلمة من اللي قالتها. كل تركيزه كان على تفاصيل، القميص الحريري اللي مغرق جسمها ومحدد كل تفاصيلو المهلكه.
ملاذ حست بنظراته اللي بتحاصرها، افتكرت فجأة إنها لابسة إيه. قلبها وقع وهي شايفة عيونه بتلتهمها.
في لحظة، سفيان اتحرك زي العاصفة… قام فجأة، مسكها وزقها على الحيطة.
صرخة صغيرة خرجت منها وهي بتحاول تبعده بإيديها، لكنه مسك إيديها الاتنين وثبتهم فوق راسها، جسمه ضاغط عليها، وبإيده التانية حاوط خصرها بقوة وقرّبها ليه أكتر.
قرب بشفايفه من شفايفها، ونبرته واطية بس مشتعلة:
– "هتعرفي دلوقتي… أنا عاوز منك إيه."
وبعنف ممزوج برقة غريبة، انقض على شفايفها. قبلها قبلة مجنونة، فيها غضب ورغبة، فيها سيطرة وجوع، وهو مش بيدّيها فرصة تلتقط نفسها… أما هي فكانت مصدومة، محبوسة بين إيديه ونفسها
نهى كانت نايمة على الكنبة، صحيت على صوت جرس الباب بيرن. قامت متلخبطة لبست الإسدال بسرعة وفتحت… لقت كريم واقف قدامها بابتسامة دافية.
قال بهدوء:
– عاملة إيه دلوقتي؟ أحسن؟
ردت بخجل وهي مطرحة عينيها في الأرض:
– كويسة الحمدلله… وشكرًا على اللي حضرتك عملته معايا امبارح. دلوقتي هلبس وامشي.
مجرّد ما خلصت جملتها، ملامح كريم اتبدلت، قرب منها وقال بلهفة مش قادر يخفيها:
– تمشي؟ تروحي فين؟! ده أنا مصدقت لقيتك…
بلع ريقه واتنحنح، حاول يخفي اندفاعه وقال بنبرة غاضبة شوية:
– وبعدين تمشي تروحي فين؟ مستحيل أسيبك ترجعي لبيت أبوكي اللي قاعد مع شوية خمورجية!
نهى رفعت عينيها عليه بضيق:
– طب وأنا هقعد هنا في شقتك أعمل إيه؟! إيه الرابط اللي يربطني بيك؟
كريم اتنفس بعمق، قرب خطوة منها وصوته بقى أهدى لكنه واضح:
– أنا هخرج دلوقتي… وبعد العصر تكوني جاهزة. هنخرج سوا.
وسابها وخرج وهي اتنهدت وقعدت ب قله حيله
عند ملاذ وسفيان:
بعد ما خلّاها تتجمد بين إيديه… فجأة سابها، وهو نفسه مش فاهم إزاي قدر يعمل كده.
رجع خطوتين لورا، عينه متعلقة بيها كأنه شايف جواه حاجة مش عايز يبينها.
قال بصوت متحشرج شوية، فيه قسوة لكن وراها وجع:
"أنا مش هأذيكي يا ملاذ… بس إوعى تفكري إنك تعرفيني. أنا دنيتي سكة تانية، سكة سودة ماينفعش تمشي فيها معايا."
ملاذ واقفة قدامه، أنفاسها متلخبطة، عينيها كلها دموع بس في نفس الوقت فيهم فضول:
"طب لو مش عايزني… ليه دخلتني حياتك أصلاً؟ ليه أخدتني من أهلي؟"
هو سكت، بص ناحيتها للحظة كأنه عايز يقول "لإني حبيتك"، بس ابتسم ابتسامة باااردة وقال:
"اعتبري نفسك مجرد ورقة في لعبة أكبر منك… وأكبر مني."
وبعدين اتجه للباب، بس قبل ما يخرج وقف ثانية، بص عليها وهي لسه واقفة متوترة، وقال بهدوء شبه همس:
"نامي يا ملاذ…
وخرج وقفل الباب وراه، سايبها محتارة بين حنيته وكلماتو الاخيره اللي قالها
🩺 عند أدهم
كان قاعد في مكتبه في المستشفى، عينيه محمرة من السهر والتفكير، إيده بتخبط بالقلم على الترابيزة بشكل هستيري، شكله بجد بقى شبه المجانين.
ملاذ غايبة بقالها فترة، وتليفونها مقفول… حتى نهى، أقرب صاحبة ليها، اختفت هي كمان من يومين. القلق واكل قلبه.
الباب اتفتح فجأة، دخل الراجل اللي معينو يسأل ويجيبله أخبار ملاذ. شكله مرتبك، وصوته واطي مليان رهبة:
– "دكتور أدهم… أنا سمعت خبر… بس مش عارف أقوله لحضرتك إزاي."
أدهم هب واقف، مسكه من ياقة قميصه بقوة عينه كلها جنون:
– "انطق… في إيه؟! ملاذ حصلها إيه؟"
الراجل بلع ريقه وقال متردد:
– "الآنسة ملاذ… اتجوزت."
الكلمة وقعت زي السهم في قلب أدهم. وشه احمر من الغليان، نفسه اتقطع، رجليه خانته وقعد على الكرسي وهو ماسك راسه بين إيديه.
همس بصوت مبحوح:
– "يعني إيه اتجوزت؟ يعني راحت مني خلاص؟! مين… مين دا اللي خطفها مني؟"
رفع راسه فجأة، عينيه كلها نار، وقال للراجل بنبرة غضب هادي يخوف:
– "عاوزك تعرفلي مين الكلب اللي خدها مني… إزاي… وليه. وترجع تقولي كل حاجه."
👨👩👧 عند أهل ملاذ
في بيت بسيط بس مليان حزن… أم ملاذ قاعدة على الكنبة، عينيها منتفخة من كتر العياط، ووشها باين عليه الهزال. بتبص حواليها كأنها بتدور على بنتها اللي ما بقتش معاهم.
الأب واقف عند الشباك، سجارة منوّرة في إيده، بس ما بيسحبش منها نفس… واقف ساكت وعينيه تايهة، صوته مبحوح وهو بيقول:
– "البنت دي وحشتني… وحشتني يا أم ملاذ. دي ملاذ روحنا… معندناش غيرها."
الأم انفجرت في العياط أكتر، مسحت دموعها وهي بتقول:
– "ازاي يا رب… ازاي آخدها في حضني تاني؟! دي راحت مني، ! إزاي أعيش من غيرها وهي دمي ولحمي؟"
الأب مسك راسه بإيده، صوته مليان وجع وكسر:
– "البيت بقى فاضي… ملوش طعم من غيرها. كل ضحكتها، كل خطواتها… راحت."
دموعه نزلت غصب عنه، وده كان نادر جدًا منه… لأنه عمره ما اتكسر بالشكل ده.
وقالها انا متأكد ان بنتك اتغصبت علي الجوازه دي بس مش ب ايدي اعمل حاجه قالت موافقه حته مقالتش مكانها فين انا هتجنن عليها لازم اشوف مكانها واروحلها واتكلم معاها.
🏠 بيت نهى – الصبح
كريم طلع السلم بخطوات تقيلة، قلبه ثابت بس في عينيه نار. خبط على الباب جامد، لحد ما فتح له صبحي الغباشي… راجل تخين، ، عينه مليانة طمع، وصوته ناشف.
دخل كريم وقعد قصاده من غير ما يرمش. صوته جه واطي بس فيه قوة:
– "أنا جاي النهارده أقولك كلام واضح… أنا عايز أتجوز بنتك نهى."
صبحي قعد يتفرج عليه لحظه وبعدين مالت شفايفه بضحكة رخمة:
– "تتجوز بنتي؟… طيب، تدفع كام يا باشا؟"
كريم شد نفسه، نظراته كلها قرف من الكلمة. رفع حاجبه وقال ببرود:
– "جواز إيه اللي ليه تمن؟ أنا جاي أطلبها مش أشتريها."
صبحي مال لقدام، صوته غليظ ومليان جشع:
– "اسمعني كويس… بنتي مش هتطلع من هنا غير بمليون جنيه. معاك… تبقى مراتك."
كريم مسك كباية الميه اللي قدامه، ضربها بقوة على الترابيزة، الميه اتناثرت وهو عينه ولعت غضب:
– "مليون؟… هديك المليون. بس مش علشانك إنت… علشان بنتك تعيش مكرمة حتى لو أبوها باعها زي السلعة."
صبحي اتوتر فجأة، حس إن الكلام جد بزيادة. بدأ يتهته وهو يحاول يعدل جلسته:
– "أصل… أصل نهى مش هنا دلوقتي… كانت من امبارح بالليل عند عمّها… يعني يعني مش موجودة."
ضحكة باردة خرجت من كريم، ابتسامة كلها سخرية وهو بيبصله بنظرة قاسية:
– "بنتك أنا عارف مكانها كويس… وهي في أمان. ما تقلقش عليها… والنهارده بعد العصر، أنا راجع ومعايا المأذون…وهي ومعايا الفلوس اللي نفسك فيها."
صبحي عينه لمعت بالطمع رغم توتره، حاول يخفي ارتباكه، وقال بسرعة:
– "عيوني يا باشا… المأذون والفلوس تيجي، والباقي عليّا."
كريم وقف، عدل جاكيتُه وبصله من فوق لتحت، صوته مليان اشمئزاز:
– "أنا هاخدها عشان تبقى في حضن راجل يحافظ عليها… مش في حضن واحد باعها من غير ما يسأل حتى راحت فين."
🔹 عند سفيان في الشركه
سفيان وهو قاعد في مكتبه بالشركة خلص آخر ورقة قدامه، نفخ وهو بيبص في الساعه
رن على واحد من الخدم وقال بصوت حازم:
– "اسمع… حد يطلع يقول لملاذ تجهز، أنا معدّي عليها دلوقتي."
الخادمه راحت لملاذ، خبطت على الباب، ملاذ قامت مفزوعة من النوم، لسه بتفوق. لبست الروب بسرعة فوق هدومها وقالت بصوت مبحوح:
– "اتفضل…"
دخلت الخادمة بابتسامة هادية:
– "سفيان بيه بيقول لحضرتك تلبسي… علشان معدّي ياخدك."
ملاذ غمضت عينيها لحظة، قلبها دق بسرعة، ابتسمت بصعوبة وقالت:
– "ماشي يا حبيبتي، شكراً."
الخادمة ابتسمت لها بحنية وخرجت.
ملاذ وقفت قدام المرايا، عينيها مليانة قلق، دخلت تاخد شاور سريع، لبست طقم شيك، لفت طرحتها، وقعدت مستنيا سفيان وهي من جواها حاسة بخوف مش مفهوم
المشهد عند نُهى
نهى كانت قاعدة في شقه كريم ملامحها متوترة وقلبها مليان قلق. فجأة سمعت خبط على الباب، قامت بسرعة تفتحه، ولقت كريم واقف قدامها.
نهي بصتلو وقالتلو انا هفضل هنا ل حد امتي
كريم ابتسم ابتسامة صغيرة وهو بيحاول يطمنها:
– "اطمني… انا روحت لبباكي دلوقتي
نهى فتحت عينيها بصدمة:
– "رُحت له؟! وقلتله إيه؟"
كريم قرب منها خطوة، صوته هادي لكنه مليان جدية:
– "طلبتك للجواز… ووافق."
نهى دموعها لمعت وهي بتبص له بذهول:
– "وافق؟! إزاي؟!"
كريم مسك إيدها برفق، عينيه كلها حنان:
– "ماتفكريش في إزاي دلوقتي… المهم إنه حصل.
نهي بس انا مش عاوزه اتجوز ب الطريقه دي
كريم اتنهد وقرب منها أكتر، وحط إيديه على خدها بلطف: انا عاوزك وشاريكي والله وانتي كمان محتجاني علشان تبعدي عن ابوكي وتحسي ب الامان
–
نهى عينيها دمعت أكتر، وقالت بصوت مكسور:
– "أنا خايفة يا كريم… خايفة ييجي يوم وأندم."
كريم بسرعة مسح دموعها بإبهامه، وصوته كان كله حنية:
– "لا يا نهي، مش هتندمي طول ما أنا جنبك.
ابتسامة صغيرة طلعت على وش نهى رغم دموعها، وحست للحظة إن خوفها ومطمنه علشان هتكون بعيد عن ابوها
كريم قالها جوازنا هيكون ف السر لفتره وصدقيني هيجي يوم واعلنو متخافيش اومأت نهي وقالت طلاما باباها موافق مش مشكله
سفيان روح علي القصر خد ملاذ ومشي قال بصوت هادي فيه حنية غريبة:
– "تعالي معايا… هوديك عند أغلى حد في حياتي، لازم يشوفك."
ملاذ اتفاجئت من طريقته، بس فضولها غلبها، نفسها تعرف هو رايح بيها لمين. الطريق خدهم لبيت ريفي شكله فخم، مليان هيبة وهدوء.
ركن سفيان العربية ونزل، ماسك إيد ملاذ كأنه مش عايز يسيبها. خبط على الباب، فتحت ست كبيرة في السن بابتسامة:
– "سفيان بيه! أهلا وسهلا، اتفضل."
رد عليها باحترام:
– "إزيك يا مدام صفية؟ عاملة إيه؟ وجدتي أخبارها إيه؟"
– "الحمد لله يا بني، صحتها بقت أحسن كتير… هي في الصالون مستنياك."
مسك إيد ملاذ ودخل بيها. هناك، شافت ست كبيرة قاعده على كرسي متحرك، ملامحها مليانة وقار وحنان، ماسكة مصحف وبتقرأ فيه. أول ما شافت سفيان، قفلت المصحف وقالت بصوت مليان شوق:
– "صدق الله العظيم… سفيان! حبيبي."
سفيان ساب إيد ملاذ، جري عليها، باس إيدها وارتمى في حضنها:
– "وحشتيني أوي يا جدتي."
ضحكت بدموع:
– "وانت كمان، يا حتة من قلبي."
ملاذ وقفت محروجة، لكن الجدة لاحظتها وقالت بابتسامة دافية:
– "مين البنوته الحلوة دي يا حبيبي؟"
سفيان رجع لها، خد إيد ملاذ وقال بابتسامة هادية:
– "دي ملاذ… مراتي."
عيني الجدة لمعت، رحبت بيها بحرارة:
– "أهلا يا بنتي… نورتينا."
قعدوا شوية يتكلموا، وسفيان قام يعمل تليفون. الجدة مسكت إيد ملاذ وقالت لها بصوت مليان رجاء:
– "تعرفي يا بنتي… أول مرة أشوف في عيون سفيان أمل بعد ما اتكسر من اللي حصله. مش هسألك اتجوزتوه إزاي ولا ليه… بس بطلب منك حاجة واحدة: تقفي جنبه وتساعديه، هو هيحكيلك كل حاجة في وقته."
ملاذ هزت راسها موافقة، بس عقلها تايه… مش قادرة تفهم هو إزاي بيجمع بين الغموض والقسوة، وفي نفس الوقت الحنية دي.
رجع سفيان وقال بهدوء:
– "يلا يا جدتي، لازم نمشي دلوقتي، وأوعدك أجيلك أنا وملاذ تاني قريب."
قبل إيدها بحب، وقال:
– "مش هتيجي تعيشي معايا بقى؟"
ضحكت وهزت راسها:
– "لا يا حبيبي… أنا مرتاحة هنا. خلي بالك من مراتك، شكلها بنت حلال وطيبة."
سفيان أومأ باحترام، وخد ملاذ وخرج.
ركبوا العربية، والهدوء سيطر عليهم لحد ما سفيان لاحظ إن في عربيات وراهم. مسك تليفونه بسرعة، بيكلم الحراسة تيجي في الحال… فجأة دوّى صوت رصاص يضرب العربية من كل ناحية!
صرخة ملاذ ملأت المكان، وسفيان مسك إيدها وهو بيحاول يسيطر على الموقف…
#ملاذالعاشق
🚨 البارت الثامن
الدنيا كانت مقلوبة حوالين سفيان وملاذ، أصوات الرصاص بترن في ودانهم والعربيات بتحاوطهم من كل اتجاه.
سفيان بعيون جادة ووش متجهم، طلع سلاحه من الجناب وبدأ يطلق الرصاص بدقة قاتلة، وكل طلقة منه بتوقع كاوتش عربية أو بتخلي حد من المهاجمين يترنح.
وفي نفس الوقت، كان ماسك إيد ملاذ جامد، كأنه بيحاول يحميها بجسمه قبل سلاحه.
صوته كان حاسم وهو بيقربها لتحت الكرسي: – "انزلي يا ملاذ تحت… متطلعيش راسك لفوق مهما حصل!"
إدالها الموبايل بسرعة وهو بيضغط على الزناد من الناحية التانية:
– "فيه رقم اسمه صاحب عمري… رني عليه حالاً."
إيد ملاذ كانت بترتعش ودموعها بتنزل من الرعب، قالت بصوت متقطع:
– "حاضر… حاضر."
رنت علي الرقم، وفجأة رد كريم بصوته:
– "أيوه يا صاحبي؟"
سفيان صرخ وسط دوشة الرصاص:
– "كرييييم! عدي على الفيلا وهات كل الحرس معاك… وتعالى على طريق الكفور الزراعي بسرعة… أنا محاصر والعربيات محوطاني من كل حتة… أنا وملاذ بس!"
كريم قلبه وقع مكانه، رد بخوف وزعر:
– "إيه اللي خلاك تخرج من غير الحرس؟ إزاي تعمل كده؟!"
سفيان زمجر بصوت عالي، صوته كله غضب:
– "كرييييم مش وقته… اخلللللص وتعالى حالاً!"
قفل معاه وهو بيبص بسرعة للطريق، عيناه فيها خليط من التركيز والجنون.
خزنة سلاحه قربت تفضى، فأخد نفس عميق وقال لملاذ بصوت خافت:
– "اسمعيني… لو حصللي أي حاجه، اجري وما تبصيش وراك."
ملاذ صرخت:
– "لا يا سفيان… ما تقولش كده!"
هو تجاهل كلامها، وحوّد فجأة بالعربية على طريق ضيق متفرع من الرئيسي… طريق الكفور الزراعي… والطريق كله ظلمة إلا من نور الكشافات.
المهاجمين اتفاجئوا من حركته، لكن بسرعة نزلوا وراه بعربياتهم.
الرصاص شغال كالمطر حواليهم، سفيان بيميل بجسمه علشان يحميها كل ما ييجي حد ناحية العربية.
وفجأة…
طلقة اخترقت كتفه.
صوته اتقطع لحظة، إيده ضعفت على الدركسيون… والعربية بدأت تترنح.
ملاذ صرخت بصوت عالي:
– "سفياااان!"
وبينما هو بيحاول يثبت نفسه، كان كريم وصل مع الحرس… عربياتهم السودا دخلت الطريق بسرعة، والاشتباك قلب حرب حقيقية.
الرصاص متبادل، في ناس وقعت، وناس هربت في نص الليل.
لكن عند سفيان… كان النزيف بيزيد، والعربية فقدت سيطرتها… وخبطت بقوة في شجرة كبيرة على جنب الطريق.
كل اللي سمع في اللحظة دي… كان صرخة ملاذ المدوية:
– "سفياااااااااااان!"
---
نهى كانت قاعدة مش فاهمة فيه إيه، غير إن كريم سابها ومشي بسرعة غريبة وهو واضح عليه الخوف. قامت، خدت دش، توضّت وصلت، وبعدها نامت وهي عمالة تفكر: هو لسه هيحصل معاها إيه؟ وإيه المجهول اللي مستنيها؟
عند ملاذ وسفيان وكريم…
بعد ما صرخت ملاذ باسم سفيان وقامت تحرك في وشه وهي بتعيط، رد عليها بصعوبة. قلبها وقع من مكانه وخافت عليه أكتر لما شافت راسه متخبطه في الدركسيون والدم سايح. هي كانت في العربية من تحت ومتأذتش من الخبطه.
كريم جري على الخبطة، صوته عالي من الصدمة وهو بيصرخ:
– "سفيااان! سفيان رد عليا يا صحبي… أرجوك رد!"
كان بيعيط وقلبه بيتنفض وهو شايف صاحبه غرقان في دمه.
واحد من الحراس قرب وقال بسرعة:
– "كريم بيه… لازم نوديه المستشفى حالًا."
سفيان فاق بصعوبة وقال بصوت مبحوح:
– "ملاذ… انزلي معايا."
كريم والحارس سندوه لحد عربية كريم. ملاذ ركبت وراه، وحطت دماغ سفيان على رجلها وهي دموعها مش بتقف، بتبصله بخوف كأنها بتحاول تثبت إنه لسه عايش.
كريم ساق بأقصى سرعة، دماغه كله أفكار سودا… إزاي هيقدر يعيش من غير صاحبه اللي كان معاه طول عمره؟
وصلوا المستشفى، الحراس نزلوا بسرعة وفتحوا الباب، شالوا سفيان ودخلوه جوه. كريم كان بيزعق:
– "دكتور… بسرعة!"
الدكاترة والممرضين أول ما عرفوا هوية سفيان جريوا وخدوه أوضة العمليات.
بره… كريم كان بينهار، صوته مبحوح وهو بيقول:
– "يااارب…"
أما ملاذ فكانت واقفة في ركن، جسمها كله بيرتعش، والرعب مسيطر عليها. كانت عينيها شايلة كل الخوف والدموع، وواقفه تترنج ف مكانها.
كريم لاحظها، قرب منها بسرعة وقال:
– "مدام ملاذ… انتي كويسة؟"
ما لحقتش ترد، فجأة عنيها غمضت ووقعت في غيبوبة صغيرة. كريم مد إيده بسرعة والتقطها قبل ما تقع على الأرض.
"
"
أدهم كان في المستشفى الجديده اللي نقل يشتغل فيها بعد ما ساب القديمة، لأنه ما بقاش قادر يشتغل فيها وملاذ مش موجوده بشوفها قدام عينو كل يوم. شكله كان باين عليه التعب والجنون، شعره مشعت، دقنه نامية، والهالات السودا تحت عينيه مخلياه شبه المجانين. حالته دي كلها من بعد ما عرف إن ملاذ اتجوزت.
هو ما صدقش، وحلف إنه مستحيل يسيبها، وإنها ليه هو وبس… حتى لو وصل إنه يقتل الراجل اللي اتجوزها.
فجأة وصله خبر إن فيه بنت أُغمي عليها، واحتاجوا دكتور بسرعة. جري من غير تفكير، لكنه أول ما دخل… قلبه اتهز من مكانه.
اللي كانت على السرير قدامه… ملاذ.
دقات قلبه ضربت بجنون، عينيه اتعلقت بيها والحنين اللهفة كلها رجعت مرة واحدة. قرب منها، لكن وقّفته المفاجأة لما شاف واقف جنبها كريم.
أدهم اتجمد مكانه، صوته خرج متقطع بغضب مقدرش يخبيه:
– "هو حضرتك… جوزها؟"
كريم رفع عينه له وقال بهدوء:
– "لا
جوزها سفيان الجارحي."
عيني أدهم اتسعت بصدمة ما قدرش يخفيها.
– "سفيان…؟!"
كريم استغرب نبرته وقال له:
– "فيه حاجة؟"
أدهم بسرعة غيّر ملامحه وقال متصنّع:
– "لا… لا خالص."
كريم سأله بقلق:
– "طب والمدام مالها؟"
أدهم أخد نفس عميق يحاول يهدّي روحه اللي بتغلي، وقال وهو بيكشف عليها:
– "هي تقريبًا اتعرضت لضغط نفسي… عملها هبوط. تاخد محاليل وتفوق، وإن شاء الله تبقى كويسة."
قال كلماته وهو بيحاول يخفي كل اللي جواه، وخرج من الأوضة بخطوات سريعة، وهو مش قادر يستوعب…
إزاي ملاذ بقت مرات سفيان؟
-
🏠 في بيت أهل ملاذ
أم ملاذ صحت مفزوعة من النوم، صرخت بأعلى صوتها:
– "ملااااذ!"
أبو ملاذ فتح النور بسرعة وقال بقلق:
– "بسم الله الرحمن الرحيم، مالك يا أم ملاذ؟!"
أم ملاذ ردّت بصوت متقطع وهي بتعيط:
– "بنتي… بنتي مش بخير! حلمت بيها بتصرخ وبتقولي: (الحقيني يا أمي)، وكانت واقعة في نار! بنتي بنتي مش بخير."
أبو ملاذ حاول يهدّيها، جاب لها كباية مية وقال:
– "اشربي واستغفري ربنا، واستهدي بالله."
شربت المية بس دموعها ما وقفتش، وقالت بعزم:
– "أنا رايحة لبنتي دلوقتي!"
أبو ملاذ قام يمسك إيدها وقال:
– "هتروحي فين دلوقتي يا ست الكل؟ اهدي ونامي، ووعد مني بكرة هروح اسأل عليها ولا اعرف مكان جوزها دا فين ونروح لها لحد عندها. اهدي ونامي دلوقتي."
سمعت كلامه وهي بالها لسه مشغول ببنتها، ورجعت على السرير.
---
🏥 عند ملاذ
ملاذ بدأت تفوق وتستوعب هي فين. بصت حواليها لقت الأوضة فاضية. افتكرت كل حاجة، وشافت المحلول في إيدها، نزعته وقامت تمشي بخطوات مترنجة.
أول ما شافها كريم اللي كان قاعد قدام غرفة العمليات، قام بسرعة وسندها عشان تقعد على الكرسي.
– "إيه اللي قومك من السرير يا مدام ملاذ؟ حضرتك لسه تعبانة."
ملاذ ردت وهي عينيها معلقة على باب العمليات:
– "هو لسه مطلعش؟"
كريم قعد جنبها وقال بحزن:
– "ادعيله."
رفعت إيدها ودعتله، وبعدها سكتت لحظة وقالت بنبرة مترددة:
– "هو… سفيان ليه كده؟"
كريم بص لها باستغراب:
– "إزاي يعني؟"
قالت وهي شارده:
– "شخص غامض… معرفش عنه غير إنه عنده شركات ومصانع . ساعات بحسه قاسي جدًا… وساعات تانية بيبقى حنين قوي. أنا مش فاهمة حاجة."
كريم ابتسم ابتسامة حزينة وقال:
– "صدقيني، هييجي اليوم اللي هو بنفسه يحكيلك كل حاجة. وعاوزك تعرفي إن سفيان… أطيب وأحن واحد في الدنيا."
صوته اتخنق وهو بيقول:
– "ربنا يقومك بالسلامة يا صاحبي."
في اللحظة دي خرج الدكتور من غرفة العمليات.
كريم قام بسرعة ومعاه ملاذ.
– "عامل إيه دلوقتي يا دكتور؟"
الدكتور قال بهدوء:
– "الحمد لله، طلعنا الرصاصة وكانت ف كتفو ف م اثرتش ب اي حاجه . الضربة اللي كانت في دماغه ما وصلتش للمخ. هيفضل في الرعاية لبُكرة لحد ما يفوق. اطمنوا."
كريم تنهد براحة، وملاذ قلبها هدي شوية. رجعت ألاوضه اللي كانت فيها عشان ترتاح وتنام لانها حست انها تعبانه.
---
عند فاروق
فاروق كان قاعد سرحان، بيفكر إزاي يتخلص من سفيان نهائي.
دخل واحد من رجّالته وشوشه بحاجة.
فاروق قال له:
– "خليه يدخل."
دخل الشخص وقعد قدامه بكل برود. فاروق بص له وقال:
– "ها يا دكتور، صفقة الأعضاء كملت ولا لسه؟"
الراجل رد ببرود:
– "لا… لسه."
فاروق ضحك بسخرية وقال:
– "طلاما لسه… جاي ليه؟ جاي تديني حقنه ولا اي؟!
الراجل اتعصب وقام واقف وقال:
– "أنا عديت حاجات كتير من سفيان ابن أخوك… وهو ياما بوّظ صفقات لينا. لكن يوصل إنه يتجوز البنت الوحيدة اللي حبيتها؟! لأ… دي مستحيل أعديهالو هقتلو وب ايدي."
فاروق اتجمد وبص له بتركيز وقال ببطء:
– "تقصد إيه يا… أدهم؟!"
-
#ملاذ_العاشق
البارت التاسع
ملاذ فتحت عينيها الصبح على نور الشمس اللي كان بيتسرب من شباك الأوضة، غمضت عينيها لحظة كأنها بتحاول تستوعب هي فين، ولما رفعت راسها لقت نفسها لسه في المستشفى. أول ما افتكرت اللي حصل قلبها اتقبض، قامت بسرعة وهي لسه مش مدركة الوقت كام، وخرجت من الأوضة تدور على سفيان.
وهي ماشية في الممر ما لقتش كريم، بس شافت ممرضة معدية، وقفتها بسرعة وقالتلها بقلق:
– لو سمحتي، المريض اللي كان في الأوضة دي… راح فين؟
الممرضة بصتلها وقالتلها:
– قصدكِ سفيان بيه؟ فاق من بدري ونقلناه أوضة تانية. كان معاه الأستاذ كريم صاحبه. وبالمناسبة… أول ما فاق كان بيسأل على حضرتك، كان قلقان جدًا، وأول حاجة قالها: "فين ملاذ؟". هتلاقيه في آخر أوضة على اليمين.
ابتسمت ملاذ ابتسامة صغيرة رغم التعب اللي باين على ملامحها وقالتلها:
– شكرًا ليكي.
---
في أوضة سفيان، كان كريم قاعد جنبه على الكرسي، ماسك إيده كأنه خايف يسيبه، وصوته متخنق وهو بيقوله:
– كده تقلقني عليك يا صاحبي؟ أنا ليَّه مين غيرك! والله يا سفيان لو كان جرى لك حاجة كنت لحقتك.
سفيان، رغم ضعفه وتعبه، رفع إيده السليمة وربت على كتف كريم وقال له:
– وأنا ماليش غيرك يا صاحبي… انتَ سندي وضهري في الدنيا دي.
كريم اتنهد، وحاول يخفي دموعه اللي كانت قربت تنزل، وبصله وقال ب مرحه المعتاد:
– بس برضو أخص عليك! أول ما تفوق تسأل على المدام وأنا لأ؟
سفيان ابتسم ابتسامة صغيرة وهو نايم على السرير، ولسه هيرد… الباب خبط.
كريم رفع صوته:
– اتفضل!
دخلت ملاذ، ملامحها كانت باينة عليها التعب، عينيها مجهدة ووشها باين عليه التعب، وحجابها مش معدول كويس، وهدومها لسه عليها بقع دم من سفيان.
سفيان أول ما شافها قلبه اتخطف، عنيه اتعلقت بيها وكأنها الحاجة الوحيدة اللي مخلياه قادر يتنفس. فتح إيده ناحيتها وقال بلهفة:
– تعالي يا ملاذ…
مشيت ناحيته بخطوات مترددة، عينيها مليانة قلق ومشاعر مش قادرة تخبيها. وقفت جنبه وهي ماسكة إيديها في بعض وقالت بخجل واضح من وجود كريم:
– سلامتك يا سفيان.
رد عليها سفيان بصوت دافي كله حنية:
– الله يسلمك، يا ملاذ… انتي عاملة إيه؟
خفضت عينيها، والخجل مغطي وشها أكتر، وقالت بهدوء:
– الحمد لله.
---
قدام القصر الكبير بتاع سفيان، وصل محمد أبو ملاذ بعد ما سأل كتير عشان يعرف مكانه. وقف قدام القصر مدهوش من ضخامته، وبص حواليه بإعجاب ممزوج بالرهبة. راح للحارس وسأله بلهفة:
– لو سمحت، عاوز أقابل سفيان بيه.
الحارس وشه اتغير شوية، وقال بحزن:
– للأسف يا استاذ … سفيان بيه والمدام كانوا عاملين حادثة. دلوقتي هما في المستشفى.
قلب محمد وقع من مكانه، وصوته خرج متقطع:
– حادثة! حادثه ايه … طب مستشفي ايه انا ابو المدام
الحارس حاول يهديه وقال بسرعة:
– اهدي يا حاج… المدام بخير الحمد لله. اللي اتأذى كان سفيان بيه بس.
محمد اتنفس بصعوبة وحط إيده على صدره وقال بصوت مهزوز:
– الحمد لله يا رب… طب والنبي يا ابني قولي المستشفى فين؟
الحارس اداله العنوان وقال:
– اركب أي تاكسي وقل للسواق العنوان، هيوديك على طول.
محمد شكر الراجل، وركب تاكسي بسرعة وهو طول الطريق بيدعي:
– يا رب احفظ بنتي… يا رب انا مليش غيرها
---
في شقة كريم… نُهى صحيت الصبح على صوت المفتاح وهو بيحاول يدخل في الكالون، بس الباب ما بيفتحش لأنها قافلة من جوه. قامت بسرعة ولبست الإسدال على عجل، متخيلة إنه كريم اللي رجع. أول ما فتحت الباب، اتصدمت.
قدامها واقفة ست كبيرة، ملامحها قاسية ونظراتها كلها تكبر واستعلاء. أول ما عينها وقعت على نُهى، بصتلها من فوق لتحت باستهجان وقالت بحدة:
– انتي مين؟ وكريم ابني جايبك هنا تعملي إيه؟ هو ابني بيلعب بذيله مع أشكال رخيصة زيك ولا إيه؟
الكلمات وقعت على نُهى زي السكاكين، دمها غلي من الإهانة، بس حاولت تمسك نفسها وقالت بعصبية:
– لو سمحتي… أنا مرات كريم.
اتسعت عينين الست – "دولت" – بصدمة، وضحكة سخرية خرجت منها وهي تقول:
– كريم؟ ابني أنا؟ يتجوزك انتي؟ يا زبالة؟!
نُهى اتأذت من الكلمة جدًا، دموعها قربت تنزل بس مسكت نفسها وقالت:
– مين فينا الزبالة؟ أنا محترماكي علشان سنك… بس ما ينفعش تهينيّ بالطريقة دي.
دولت فجأة رفعت إيدها، نزلت بالقلم على وش نُهى بكل غل، ومسكت طرحة الإسدال وشدتها وهي تصرخ:
– أنا أتهان من واحدة زيك؟! يلا برا من هنا، ومشوفش وشك تاني! كريم ابني… ابن دولت هانم، يبصلك انتي؟ يا شحاتة، يا جربوعة؟!
قفلت الباب في وشها بعنف.
نُهى وقفت مكانها مصدومة، إيدها على خدها اللي وجعها من الضربة، دموعها نازلة وهي مش قادرة تستوعب اللي حصل. نزلت تحت العمارة، وقعدت في زاوية تبكي بمرارة. مش عارفة تروح فين ولا تعمل إيه… وأكيد ما تقدرش ترجع بيت أبوها.
في المستشفى
الموبايل بتاع كريم بيرن ورنات ورا بعضها… "أم كريم" اللي بترن، وهو مش بيرد لأنه قاعد مع ملاذ. وسفيان
دخلت الممرضة وقالت:
– "معاد العلاج يا … سفيان بيه، والفطار."
وبصّت لملاذ:
– "وانتي يا مدام ملاذ لازم تعلقي محلول تاني… امبارح كان عندك هبوط جامد."
بصّ لها سفيان بلهفة وقال بحزم:
– "اطلعي على السرير اللي قصادي وخديه… مينفعش تطنشي."
هزّت ملاذ راسها بالموافقة وهي حاسة إنها تعبانة فعلًا. طلعت على السرير، والممرضة ركبتلها المحلول. بعد شوية عينيها تقفلت ونامت.
استغرب سفيان وسأل الممرضة:
– "هي ليه نامت بسرعة كده؟"
قالت:
– "المحلول فيه نسبة مسكن… بيريّح الجسم وبيسبب نوم."
الممرضة بدأت تغيّر له على الجرح وتدي له العلاج. كريم استأذن وقال لسفيان إنه هيروح البيت ويرجعلو تاني.
---
تحت في المستشفى
وصل "أبو ملاذ" وهو طالع بلهفة، راح على الاستقبال وقال:
– "لو سمحت، في مريض هنا اسمه سفيان… ومعاه بنت اسمها ملاذ؟"
ابتسم الموظف وقال:
– "أيوه يا حاج… سفيان بيه في أوضة 205."
طلع أبو ملاذ بسرعة، لكن وهو طالع… شاف حاجة صدمته وخليت عينيه تتفتح من الذهول.
---
عند كريم
وهو راجع العمارة، لقى نُهى قاعدة في الركن، عينيها مورمة من العياط.
جرى عليها ونزل لمستواها، مسك وشها بين إيديه وقال بقلق:
– "إيه اللي جابك هنا يا نُهى؟ وليه بتعيطي كده؟"
ارتمت في حضنه وهي بتبكي أكتر. ضمّها كريم بحنان، ولما مسك وشها لاقاها بتأن بوجع
شاف الكدمة وقال بصدمة:
– "مين اللي ضربك كده؟!"
ردت بصوت متقطع:
– "أمك… أمك يا كريم! دخلت البيت واتهمتني إني معاك من غير جواز. ولما قلتلها أنا مراتك… شتمتني وهزقتني وضربتني وطردتني. موبايلي جوه ومعرفتش أرنّ عليك… وأنا مليش مكان أروح له غيرك."
اتنفس كريم بعصبية وقال بحزم:
– "قومي معايا."
وخدها طالع بيها الشقة.
---
عند سفيان وملاذ
الأوضة كانت هادية… ملاذ نايمة قصاده، وسفيان مرهق على سريره. فجأة الباب اتفتح… وأدهم دخل متوتر.
وقف قدام ملاذ وبصّ لها بعيون كلها حنين، مدّ إيده ومسح على خدها وقال بصوت متخنق:
– "بعمل كل ده عشان تكوني ليا… يا حبيبة قلبي."
رجع يبص لسفيان بغضب وقال بعصبية مكتومة:
– "إنت لا شوفتني ولا تعرفني… ولا تعرف إني مشترك مع عمك في كل حاجة. كل صفقة أعضاء بتبوظ بسببك… عادي أعديها. إنما تيجي على ملاذ؟! عشقي الوحيد…وصوتو اتخنق وهو بيقول الحاجة الوحيدة النضيفه اللي في حياتي؟! يبقى لازم تموت يا سفيان."
قال كده وهو مطمّن إن سفيان واخد علاج فيه منوّم. طلع الحقنة من جيبه وهو بيبص له بغيظ. ولسه هيدخلها في المحلول… الباب خبط فجأة.
دخل "أبو ملاذ" وهو مصدوم. أدهم اتوتر جدًا وقال بسرعة:
– "مين حضرتك؟"
أبو ملاذ ما ردش، عينيه كلها على بنته. قرب منها، نزل لمستواها وهو بيمسك إيدها ويقول بحرقة:
– "ملاذ… مالك يا قلب أبوكي؟ مالك يا حبيبة قلبي؟"
اتشنج أدهم، وخرج وهو متعصب لانو طبيعي لو كان ادالو الحقنه والراجل دا جوه كان ممكن بتعرف السبب اللي مات بيه خرج من الاوضه وهو متضايق وبيحلف انو مستحيل يسيب سفيان وتنو هيخلص منو
عند كريم
بيفتح الباب وبيدخل بعصبيه وهو بينده:
– يا دولت هاانم!
خرجت دولت وهي بتقول ببرود:
– فيه إيه يا كريم؟
وبصت لعصبيه وقالت:
– وايه اللي جاب البنت الجربوعه دي هنا تاني؟
هدر فيها كريم بغلط:
– لو سمحتي، هتغلطي فيها غلطة تاااني مش مسموح! دي مرآآآتي.
بتتصدم دولت وبتقوله:
– يعني إيه؟ يعني البنت دي مش بتكدب لما قالت كده؟
قالها:
– لا، مش بتكدب. وياريت متدخليش ف حاجة ملكيش دعوه بيها.
قالتله:
– يعني إيه؟ ابن دولت هانم يتجوز دي؟
وهي بتبص لنهى باستعلاء.
ضحك كريم بسخرية وقال:
– ابنك دلوقتي افتكرتي ابنك؟ بعد ما رمتيه هو وبنتك وهما حتة لحمة حمرا نفسهم يلاقوا جمبهم أم تحسسهم بالحنان… وسبتينا مع أب ميعرفش الرحمة، ومرات أب زبالة… وبنتك اللي مرمية ف المصحة النفسية دي، إييييه؟ مش بسببك!
وكمان جاية تزعقي لمراتي وتغلطتي فيها؟ لاااا دا مش مسموح أبدًا. ولو سمحتي، اتفضلي اطلعي من بيتي، وملكيش دعوه بيا ولا بحياتي يا دولت هانم.
خرجت وهي بتبص لنهى بغضب وبتتوعد لها ف سرها.
بص كريم لنهى وباس إيديها بحنية وقال:
– ارتاحي انتي يا نهى وأنا أرجع هفهمك كل حاجة عن حياتي… روحي نامي يا حبيبتي.
أومأت نهى وهي بتبص بحزن على حالته والوجع اللي حسته في صوته وهو بيكلم أمه. أومأت بالموافقة، وهو سابها ومشي.
---
عند سفيان
بيفوق يلاقي راجل ماسك إيدين مراته، قام بسرعة بس هدي لما لاقاها أبوها.
راح لعنده وقاله:
– متقلقش، هي بخير.
بصله محمد ولمح نظرة الحنية اللي بيبص بيها سفيان لملاذ. وقف وقاله:
– طب استأذن أنا يا سفيان بيه، وابقى أجيلها أنا وأمها وقت تاني أطمن عليها.
بصله سفيان وقاله:
– بيه إيه بس يا عمي، أنا قد ابنك… اسمي سفيان وخلاص. أنا وملاذ هنروح النهارده.
اتمنى إن انت والست أم ملاذ تتفضلوا تيجوا تعيشوا معايا أنا وملاذ ف القصر… واتمنى ملاقيش منك اعتراض، لأن دا هيريّح ملاذ وأنا عاوز راحتها.
بصله أبو ملاذ وحس إن الراجل دا جواه حنية وطيبة، بس فيه حاجة هي اللي مخلياه يبان قاسي كده. أومأ بالموافقة ومشي، وهو بيفكر هيجيبها لأم ملاذ إزاي.
راح سفيان عند ملاذ وبصلها بحنية، وقعد جمبها على السرير، ومسك إيديها وباسها بحنية، وقعد يبصلها بابتسامة ومش بيمل إنه يتأمل في ملامحها.
---
عند كريم
وصل المستشفى وراح لسفيان، لاقاه قاعد جنب ملاذ.
قاله بمرح:
– يا سيدي يا سيدي ع الحب!
بصله سفيان بابتسامة وقاله:
– تعالي نخرج بره شويه علشان ملاذ، وأما تفوق نمشي.
أخده كريم وخرجوا بره.
قال سفيان بغضب ووعيد:
– توفيق مش هيجيبها البر.
رد كريم وقاله:
– متأكد إنه هو…
سفيان: أكيد هو اللي عملها من يوم اللي حصل. والصفقه اللي خدتها منو وأنا كنت متأكد إنه هيعمل حاجة، ومتأكد إنه ورا دا، وأنا مش هسيبه.
اتنهد كريم بقلق وقاله:
– يا صاحبي، انت ماشي ف سكة غلط.
بصله سفيان بغموض وقاله:
– متقلقش، أنا عارف أنا بعمل إيه… ويلا، أكيد ملاذ فاقت علشان نمشي.
بيدخلوا الأوضة… بيتصدموا من الممرضة اللي نايمة على الأرض والدم من حواليها!
وملاذ مش موجودة على السرير!
وفي نفس الوقت وصل لسفيان رسالة محتواها:
"اللعب بدأ من دلوقتي يا ابن الجارحي."
#ملاذالعاشق
البارت العاشر
جنون حقيقي سيطر على سفيان لحظة ما دخل الأوضة وملقاش ملاذ ع السرير… والرسالة اللي وصلتلو علي التليفون كانت كافية تشعل النار في دماغه.
صوته دوّى في المكان وهو بيتكلم في التليفون بيزعق فرجالته:
سفيان: ساعة… ساعة واحدة بس واعرف مراتي فين! دوروا في كل مكان… مراتي اتخطفت من المستشفى وانتوا واقفين تحت يا بهايم! ساعة واعرف مكانها، والا وقسمًا بالله ما هيكفيني روحكوا واحد واحد! سامعين ولا لأ؟!
كريم كان أول واحد يتحرك بسرعة، جرى ينده اي حد يساعد الممرضه اللي سايحه ف دمها علي الارض ….
سفيان خرج من الأوضة بخطوات غاضبه وصوت زعيقه شق جدران المستشفى:
سفيان: فين مدير المخروووبة دي؟!!!
اتلموا حواليه دكاترة وممرضين، وش الفزع ماليهم:
أحد الأطباء: خير يا سفيان بيه… في إيه؟
سفيان: خير؟! مراتي اتخطفت من مستشفى كبيرة زي دي إزاي؟! ممكن أفهم؟!
وبعد لحظات دخل المدير بنفسه، صوته مرتعش ووشه مرعوب:
المدير: خير يا سفيان بيه… حصل إيه؟
سفيان: اللي حصل إني عاوز أفهم… مستشفى ليها اسمها وسمعتها، إزاي مراتي تتخطف من عندكم بالسهولة دي
انا عاوز سجل كاميرات المستشفي دي حالا
عند ملاذ
فوقت تلاقي نفسها على سرير غير المستشفى، ومش فاكرة غير إنها نامت بعد ما أخدت المحلول.
اتفاجأت بباب الأوضة بيتفتح وأدهم داخل عليها.
اتخضت وقامت بسرعة من مكانها، وهي بتقول بارتباك:
– دكتور أدهم! حضرتك بتعمل إيه هنا؟ وأنا… أنا إيه اللي جابني أصلاً؟
بصلها أدهم بنظرة فيها هوس، وقال وهو صوته مهزوز بالجنون:
– أنا اللي جبتك هنا يا حبيبتي… أنا بحبك. وانتي كمان بتحبيني. أنا عارف إن سفيان اتجوزك غصب عنك، يا حبيبة قلبي، بس أنا معاكي أهو.
اتصدمت ملاذ من كلامه، وقالتله بحدة:
– دكتور أدهم، إيه اللي حضرتك بتقوله ده؟! على ما أظن أنا قولتلك قبل كده إني مش بحبك. ولو سمحت سيبني أروح من هنا… جوزي أكيد بيدوّر عليا.
جن جنون أدهم بعد كلامها، واندفع ناحيتها بسرعة. مسكها من كتفها ولزقها في الحيطة وهو بيصرخ زي المجانين:
– أوعاكي! أوعاكي أسمعك تقولي الكلام ده تاني! انتي بتاعتي أنا… أنا لوحدي! سامعة؟ ومش هتخرجي من هنا أبداً. أنا هاخدك ونسافر سوا… انتي ملكي أنا بس.
مسك وشها بين إيديه بقوة، وصوته نازل حنية مش طبيعية:
– أنا عاوزك… متخافيش مني. أنا بحبك، وهخدك ونعيش بعيد عن أي حد.
ملاذ عينيها مليانة رعب، بتتهز من خوفها، ومش قادرة تعمل غير إنها تهز راسها بالموافقة، بس علشان يسيبها.
بعدها أدهم سابها وخرج من الأوضة، وهي وقعت على السرير، مرعوبة وعينيها مليانة دموع، مش قادرة غير إنها تدعي ربنا ينجيها من الجحيم اللي وقعت فيه.
عند سفيان
ركب عربيته بعصبية، وساق بأقصى سرعة لحد ما وقف قدام فيلا توفيق.
نزل زي العاصفة، والحراس اللي على البوابة حاولوا يوقفوه.
– لو سمحت يا يا سفيان بيه، مفيش دخول من غير إذن!
بص لهم سفيان بنظرة بردت الدم في عروقهم، ومد إيده خرج المسدس.
– اللي مسغنيعن عمرو يحاول يوقفني!
الحراس اتراجعوا غصب عنهم وهو دخل بخطوات تقيلة.
دخل جوه لقى توفيق قاعد مسترخي على الكرسي وبينفخ السيجار.
ابتسم ابتسامة خبيثة وقال:
– أهلاً يا ابن اخويا … نورتني.
سفيان ما استحملش أكتر، مسك توفيق من ياقة الجاكيت وزقه بعنف على الترابيزة، والكاسات اتكسرت.
– فين مراتي يا ابن الكلب؟!
ضحك توفيق بهدوء وهو بيحاول يظبط هدومه:
– مرآتك؟! أنا مالي ومال مراتك؟ يمكن زهقت منك وهربت.
سفيان ضربه بالقلم لحد ما وقع من على الكرسي، مسكه من تاني وهو بيزأر:
– لو لمست شعره منها، مش هيكفيني عمرك يا توفيق
توفيق مسح الدم من على شفايفه وقال بسخرية:
– إنت لسه متعلمتش يا سفيان… اللعبة أكبر منك. مراتك دي مش هتشوفها غير لما أنا أسمح.
سفيان رفع المسدس على راسه وقال بنبره كلهاغضب:
– أنا آخر واحد يتلعب معاه يا توفيق! هات مراتي دلوقتي، ولا أقسم بالله دمك هو اللي هيبقى بداية الحرب اللي عمرك ما هتعرف تطفيها!
الرجالة حوالين توفيق حاولوا يتدخلوا، بس سفيان ضرب طلقة في الهوا خلت الكل يتجمد مكانه.
– محدش يتحرك! اللي يقرب مني هيموت.
توفيق ابتسم ابتسامة سم، وقال بهدوء:
– خلاص… استعد يا ابن اخويا. اللعبة لسه بدأت، وأنت اخترت تكون جوه النار.
سفيان زاد غضبه، بس قبل ما يضغط الزناد، دخل كريم بسرعة وهو بيزعق:
– سفيان! لأ… مش كده. دي خطة عايز يجرّك فيهاا انا شاكك انو ملوش علاقه ب خطفملاذ اصلا.
سفيان وقف ثابت والمسدس في إيديه بيرتعش من الغضب، صوته كان مبحوح:
– صدقني لو طلعتان انت اللي خاطفها يا توفيق صدقني هموتك ومش هيهمني اي حاجه.
سابه ومشي بخطوات تقيلة،
أما توفيق، بعد ما هو مشي نده علي حد من رجالتو عاوزك تعرفلي مين اللي خطفها واول حد تدور وراه هو ادهم انا قولت كده ل ابن الجارحي علشان اشوف وهو محروق دمو عاوزك تعرف هي مين سامع
اومأ الراجل وخرج وساب توفيق ف تفكيرو .
عند سفيان
بيروح للمستشفي تاني بعد م عرف انو الممرضه فاقت وكمان يشوف الكاميرات
دخل سفيان أوضة الممرضة . فتح الباب بهدوء لكن صوته كان مليان غضب مكتوم:
– "اتكلمي… إيه اللي حصل؟"
الممرضة، صوتها بيرتعش وهي بتحاول تفتكر:
– "أنا دخلت أغير للمادام المحلول… لقيت واحد واقف جوه، لابس بالطو أبيض ومغطي وشه. كان بيحاول يشيل المدام ملاذ من على السرير. أول ما شافني، لسه هصرخ، لقيتو كتم نفسي وضرب دماغي في الحيطة… بعدها مش فاكره اي حاجه ."
عينين سفيان لمعت غضب، وأومأ براسه من غير كلمة، وخرج بخطوات تقيلة. راح على طول عند مدير المستشفى، صوته كان مليان نبرة تهديد:
– "وديني على غرفة الكاميرات دلوقتي."
دخلوا سوا غرفة المراقبة، ولما فتحوا التسجيلات، اكتشفوا إن الكاميرات متوقفة في نفس الليلة. المدير اتصدم وقال:
– "ده مستحيل! الكاميرات عندنا مبتقفش… اللي عمل كده حد من جوه المستشفى نفسه."
---
عند توفيق
كان قاعد في مكتبه، دخل واحد من رجالتو وقال:
– "باشا، رحنا بيت الدكتور أدهم… ولأول مرة نلاقي حرّاس واقفين على الباب. واضح إنه مأمن المكان جامد."
وش توفيق اتغير، ضرب بإيده على المكتب:
– "يبقى هو… اكيد خطفها. جهزوا الرجالة حالاً… هنروح له."
---
عند سفيان
خرج من المستشفى، دماغه بتغلي إنه لسه مش قادر يوصل لأي خيط. فجأة رن تليفونه، رفعه بسرعة:
– "أيوه؟"
صوت واحد من رجاله اللي سايبه يراقب بيت توفيق:
– "سفيان بيه… توفيق خرج دلوقتي هو ورجالته، وماشيين بالعربيات لمكان مش معروف. أنا وراهم بالعربيه."
سفيان بصوت حاد مليان تهديد:
– "خليك وراهم… ولو حصل اي حاجه غريبه كلمني فورا وابعتلي اللوكيشن."
عند أهل ملاذ
أبو ملاذ كان قاعد مع أمها، بيحاول يقنعها بصوت هادي لكنه مليان رجاء:
– والله يا أم ملاذ، الراجل باين عليه طيب وبيحب البنت… وأنا حاسس إن في حاجة حصلت خلت البنت تتجوز بالطريقة دي. علشان خاطري… تعالي نسمع للبنت، ونروح نقعد معاها يومين لحد ما تخف. وبعدين نرجع بيتنا تاني.
---
عند توفيق وأدهم
وصل توفيق بيت أدهم، ولما الحراس حاولوا يمنعوه… رجالة توفيق ضربوهم وأسقطوهم أرضًا.
توفيق خبط على الباب، ولما أدهم فتح، اتفاجئ بيه واقف قدامه. بص بضيق على الحراس المرميين علي الارض، ورجع نظر لتوفيق:
– خير؟
رد توفيق ببرود وهو داخل:
– إيه؟ مش هدخل؟
سابه أدهم وهو مايل من الضيق، ودخله. توفيق قعد بكل ثقة، وحط رجل على رجل وقال:
– هي فين؟
أدهم بعصبية:
– هي مين؟
توفيق بسخرية:
– متستعبطش… البت اللي انت هتموت نفسك عليها وهتضيع الشغل بتاعنا بسببها. دي فين؟!
بصله أدهم بحدة وقال:
– أنت لو خاطفها علشان تهد سفيان، كان يبقى معلش. لكن علشان بتحبها وهتخيب علشانها وتضيع شغلنا… يبقى لأ.
أدهم رد ببرود:
– طظ في الشغل… أنا بظبط ورق وهسافر بيها.
ضحك توفيق بسخرية:
– تسافر؟! ودي هتعملها إزاي؟ تبقالك إيه علشان تسافر معاها؟ ولا هي هتسافر معاك إزاي وهي متجوزة؟
أدهم بحدة:
– هأجبرها ترفع قضية خلع قبل ما نسافر.
انفجر توفيق في ضحكة عالية، لكنه فجأة سكت وقال بصوت خطير:
– يبقى متعرفش سفيان… صدقني لو لقاك، وعرف إن مراته عندك… هينهيك.
وقف وقال: سلام.
---
عند سفيان
الراجل اللي سفيان سايبه يراقب كلمو، وقال:
– سفيان بيه، في ضرب حصل قدام المكان اللي جه ليه توفيق … والحراس واقعين.
سفيان اتجمد وهو بيسمع، وقال بسرعة:
– طب خليك مكانك… وابعتلي اللوكيشن حالًا، أنا والرجالة جايين.
---
عند أدهم وملاذ
بعد ما مشي توفيق، أدهم أمر حراس تانيين ييجوا… أكتر من الأول، علشان يقفوا على الباب لحد ما يغيّر مكانه.
أما ملاذ، كانت قاعدة في الأوضة، عينيها مليانة دموع وهي بتدعي ربنا ينقذها:
– يا رب… يا رب سفيان يلاقيني ويخرجني من هنا.
فجأة الباب اتفتح، وأدهم دخل بخطوات تقيلة. قرب منها بسرعة، لحد ما لزقها في الحيطة. حاول يقرب من وشها، وهي بترتعش:
– لو سمحت… أبعد. مينفعش كده. متلمسش حاجة من حق جوزي.
ملامحه اتغيرت، وصوته اتصعب:
– جوزك؟!!
رفع إيده وصفعها بالقلم، شد وشها بين إيديه، وزقها على السرير، صرخ بغضب:
– قولتلك… انتي بتاعتي! سامعة؟! أنا وبس اللي ليا حق فيكي… محدش غيري! وأنا هثبتلك دلوقتي.
بدأ يقطع هدومها وهي بتصرخ بأعلى صوتها.
---
عند سفيان
كان قرب من الفيلا، ومع أول ما وصل، الحراس حاولوا يمنعوه. لكنه اتجنن لما سمع صرخات جاية من جوه.
– ملاذ!!
الصرخات خلته يتأكد إنها جواه. هجم على الحراس بكل غضب، وكريم ورجالته دخلوا معاه. التشابك بينهم كان نار، لحد ما سفيان اندفع، كسر الباب، واتجه على طول ناحية الأوضة اللي جاي منها الصوت.
فتح الباب بعنف، واتفاجأ بالمنظر… أدهم بيحاول يتهجم على ملاذ وهي بتقاوم بكل قوتها.
صرخ سفيان وهو بيهجم عليه:
– يا ابن الكلب!!!
مسك أدهم وشاله من على ملاذ، وبدأ يضرب فيه ضرب متوحش، الغل مسيطر عليه وهو شايف هدوم مراته متقطعة.
دخل كريم بسرعة وحاول يحوشه:
– بس يا سفيان! متوسخش إيدك بسبب كلب زي ده… متخسرش نفسك عشانه!
سفيان وقف يتنفس بعنف، ورمى أدهم زي الكلب، وبعدين راح لملاذ.
وقلع الجاكيت من عليه ولفو علي الجزء اللي هدومها اتقطعت من عليها وباس راسها ب حنان و شالها بين إيديه، عينيه مليانة نار من الغضب من أدهم، وفي نفس الوقت دموعه محبوسة وهو شايف مراته مرعوبة بالشكل ده.
ملاذ كانت مرتمية في حضنه، إيديها متعلقة فيه بقوة وكأنها خايفة لو سبته ثانية هتضيع.
بصتلُه بعينيها المليانة دموع، وصوتها طلع متقطع من كتر الرعب:
– كنت… كنت عارفة إنك هتيجي يا سفيان… كنت متأكدة.
سفيان وقف مكانه لحظة، حضنها أكتر وباس راسها بحنان وهو بيقول بصوت مبحوح:
– والله ما كان في قوة في الدنيا هتمنعني عنكِ… طول ما أنا عايش، عمري ما هسيبك تضيعِ مني.
هي غمضت عينيها، ولأول مرة من وقت خطفها، حسّت بالأمان… أمان ملجأها الوحيد: سفيان.
اتشبتت فيه ب خوف وهي حاسه انو ملجأ الامان ب النسبالها ، وبص لكريم وقال بغضب:
– كريم… هات الكلب ده. ووديه على مخزن القصر.
تكملة الرواية من هناااااااا


تعليقات
إرسال تعليق