سكريبت الخدمة كامله بقلم حور حمدان
سكريبت الخدمة كامله بقلم حور حمدان
هو مش المفروض خطيبتي تبقى خدامة ليا ولأمي؟ دا الطبيعي ولا أنا ببالِغ؟
دا البوست اللي قريته وأنا قاعدة بقلب في الفيس، ومعاه سكرين نازل من شاتنا. كان محتوى الشات إنه بعتلي أول مسدج:
بقولك يا حبيبتي… ما تيجي تساعدي ماما النهارده معلش؟
وأنا فاكرة وقتها إني اتعصبت بسبب كلام مامته، لأنها دايمًا بتقعد بناتها المتجوزين، وأنا اللي أنضّف وأخدم فيهم لحد ما أتعب، وفي الآخر بدل ما تقولي "شكرًا" تقولي: دا واجبك!
وقتها كتبتله:
لا معلش… مش جاية تاني عندكم.
ساعتها هو طول شوية، واضح إنه كان بيوري الشات لحد… لحد ما رد عليّ بمسج تانية:
إنتي بتتكلمي كده ليه؟ وليه يعني ما تجيش؟ أمال أنا خاطبك وهتجوزك ليه؟
كتبتله بنفاد صبر:
إنت مش جايب خدامة ليك ولا لأهلك… أنا كنت بعمل دا تطوّع مني في الأول، بس إنت ومامتك زوّدتُوها أوي، وكده بقى أوفر بجد!
المصيبة إنه بعتلي رسالة مكنتش قادرة أصدّقها:
أُمم… هي بقت كده؟ لا، إنتِ خدامة لأمي دلوقتي، وبعد الجواز ليا ولعيلتي. اعملي حسابك على كده، ولو عندِك كلام غير دا… نبقى نفضّها من الأول.
ما عرفتش أرد عليه، لأني أصلًا مكنش عندي رد.
الحوار ده بدا من يوم ما اتخطبنا… أنا حبيته جدًا جدًا، إزاي معرفش، بس حبيته.
مامته في فترة كانت بناتها مسافرين وهي كانت تعبانة، ويزن مبيعرفش يشيل حتى معلقة من مكانها.
فأنا، من ورا أهلي، كنت بروحلها وأنضّفلها البيت وأطبخلها كل يوم لحد ما خفّت.
ومع الوقت بقت تتعمد تِعيا عشان أروح أساعدها.
وبرغم دا كله… كنت بروح، مهوا لأجل عين تكرم ألف عين.
بس الموضوع زاد أوي… لدرجة إنه بعد ما بناتها رجعوا من السفر، كانت بتعزمهم هما وازواجهم، وأنا اللي أشيل الليلة كلها.
وطبعًا كل مرة كنت بروح فيها هناك، كنت بكدب على أهلي وأقولهم "رايحة خطوبة صحبتي" أو أي حاجة… مع إني عارفة إن دا غلط ومينفعش.
لحد آخر مرة كنت عندهم…
حماتي عصبتني جدًا، كانت عمالة ترمي كلام إن ابنها كان لازم يخطب بنت محترمة.
دا على أساس إني مش كويسة مثلًا؟
وقعدت هي وبناتها يقولوا: "يلا… اهو نصيب" ومعرفش إيه…
لحد ما خرجت من المطبخ وقلت لها:
معلش يا طنط، أنا هامشي لأني تعبانة.
لكن ردت وقالت:
لأ! بلا معلش بلا بتاع… اقعدي نضّفي وخلّصي اللي وراكي.
وقتها قلتلها بعصبية:
يعني إيه؟ هو بالعافية؟
والجملة اللي قتلتني لما قالت:
دا واجبِك!
مع إنه مش واجبي.
أنا مش هتحاسب على إني مخدمتش، اللي هيتحاسبوا هما بناتها وابنها.
أنا كنت بعمل دا تطوّع، عشان ست كبيرة في مقام والدتي…
وعشان ربنا لما يرزقني طفل ويكبر ويتجوز، يكون بار بيا، ومراته تكون حنينة.
إنما دا لا واجب ولا فرض.
ساعتها سبته ومشيت، لأني مش من تربيتي أرد عليها.
عديت الموضوع ومتكلمتش… لحد ما حصل اللي حصل، ويزن بعتلي الرسالة، ورديت عليه بالمسدجات اللي شفتوها في السكرين.
فوقت من تفكيري… وقلت بحزن:
لا، لازم أحكي لماما كل اللي حصل.
دخلت على ماما وأنا رجليا بتتهز، ووشي باين عليه إني مخبية حاجة كبيرة…
أول ما شافتني كده، قامت وسابت الغسيل وقالت بحدة خفيفة:
"قولي… في إيه؟"
مكنتش قادرة أبدأ…
مدّيتلها الموبايل خليتها تشوف الشات اللي بيني وبين يزن.
ماما مجرد ما بدأت تقرا… وشها اتقلب.
مش بس من كلامه… لكن من اللي فهمته بين السطور.
رفعت عينها عليّ فجأة وقالت بصوت عالي شوية:
"إنتي كنتي بتروحلهم تِخدمي؟!
ومين قالك تعملي كده من غير ما حد فينا يعرف؟"
اتسمرت مكاني… اتخضّيت من رد فعلها.
ماما عمرها ما عليت صوتها عليّ بالطريقة دي.
حاولت أبرر:
"ماما… هي كانت تعبانة، ومكنتش لاقية حد يساعدها… ويازن—"
قاطعتني بانفعال:
"وإنتي مالِك؟!
هو إنتي بنتي ولا بنتهم؟
تفضلي تروحي هناك تنظّفي وتطبخي وتخدمي على الكبير والصغير… أنا آخر واحدة تعرف؟!"
كلامها كان زي السكاكين… بس كان حق.
أنا فعلاً غلطت… وهربت… وفضلت أبرر لنفسي.
حاولت أتكلم، لكن ماما مكملتش…
رفعت صوتها أكتر، لأول مرة أحسها موجوعة مني:
"عارفة يعني إيه بنتي تتبهدل في بيت ناس من غير ما أنا أعرف؟
عارفة يعني إيه تعتمد عليكي ست وتديكي أوامر؟
هو أنا ربيت خدامة ولا ربيت بنت ناس؟!"
نزلت دموعي وأنا واقفة ساكتة…
مش لأني متضايقة منها…
لكن لأني فهمت كتر ما هي موجوعة… ومصدومة… وخايفة عليّا.
قربت مني شوية وقالت بصوت أوطى، بس مليان قهر:
"ليه ماقولتيش يا حور؟ ليه خفيتي؟
حرام عليكي… كنتي هتضيّعي نفسك."
وقتها أنا انهرت… قعدت على السرير وفضلت أعيط:
"ماما… كنت بحبه… ومكنتش عايزة أزعّله… وكل مرة كنت بروح… كنت بقول يمكن هي تتغير… يمكن أعمل خير وتُردّلي."
ماما مسكت دماغها بإيديها وقالت:
"تردّلك بإهانة؟"
وبعدين… كأنها افتكرت فجأة الشات اللي قريته، مسكت الموبايل تاني، سحبت الشاشة وقالت بغِليان:
"وإيه دا بقى؟
إنتي خدامة لأمه؟
وبعد الجواز ليه ولعيلته؟
دا كلام راجل؟! دا حتى مابيتقالش لبنت غريبة!"
وقتها بابا كان راجع…
ماما أول ما دخل، قالتله:
"قوم شوف بنتك كانت بتعمل إيه من ورا ضهرنا!"
بابا بصلي بقلق، فقلتله كل حاجة… من أول يوم روحت فيه حد آخر موقف.
بابا مازعّقش، لكنه قال جملة عملت صدى جوايا:
"يا حور… لما البنت تبدأ حياتها بخوف وكذب… الجواز بيكمل على كده.
واللي يرضى على بنته تتذل… يبقى مالوش لازمة."
كانت صدمة…
بس كانت صح.
بعدها بساعات… كانت رسالة يزن وصلت:
"لو مش عاجبك… نلغي من الأول."
ومع كل القهر اللي مريت بيه…
ومع كسرة أمي…
ومع وجع أبويا…
ومع السنين اللي ضيّعتها هناك…
ردّيت عليه وأنا مش خايفة:
"اتلغى."
ماما أول ما شافت المسدج…
مسحت دموعها وقالت بهدوء:
"الحمد لله… إن ربنا نجّاكي قبل ما تبقي زوجة في بيت لو دخلتيه مرة… عمرك ما هتعرفي تخرجي منه."
وليلتها…
نمت على مخدة مش مبتلة من دموع الخوف…
لكن من دموع الراحة.
وحشتوني اوي اوي بجد
#تمتت
#الخدمة
#حكاوي_كاتبة
#حور_حمدان


تعليقات
إرسال تعليق