رواية وصية حب الفصل الحادي وعشرون 21بقلم نسرين بلعجيلي حصريه
رواية وصية حب الفصل الحادي وعشرون 21بقلم نسرين بلعجيلي حصريه
*وصيّة حب*
الفصل الحادي والعشرون
بقلم نسرين بلعجيلي
Nisrine Bellaajili
الهدوء جوّه العناية كان غريب، صوت الأجهزة بيعدّ نبض، والضوء خافت، والهواء فيه ريحة دوا وتعقيم وخوف.
ياسر دخل بهدوء، قلبه بيخبط في صدره. قرب من السرير، لقاها فاتحة عينيها، أهدى شوية من المرة اللي فاتت، بس التعب لسه ساكن ملامحها.
إبتسمت إبتسامة صغيرة :
– إتأخرت ليه؟
صوته اتكسر وهو بيحاول يضحك :
– كنت برّه بادعي.
قرب، مسك إيدها بحنان :
– حمد الله على سلامتك يا سارة.
بصّت له بجدية غريبة، مش شبه سارة اللي بتضحك وتهزر :
– ياسر… أنا فايقة.
قالتها كأنها بتأكد له وللدنيا كلها :
– مش بخرف، ولا بقول كلام هري. أنا عارفة كل كلمة قلتها من شوية، وعارفة اللي ناوية أقوله دلوقتي.
إتشد من جوّه :
– يا سارة، الدكتور قال إنك تعبانة، وممكن تقولي كلام من اللاوعي يعني...
قطعت كلامه :
– لأ.
نطقتها بهدوء، بس فيها قَطع :
– أنا مش مهلوسة. أنا في آخر امتحان في حياتي، ومش عايزة أغلط فيه.
سكت، قلبه بيخبط.
هي كملت، وهي بتزيح الماسك شوية عشان تقدر تتكلم :
– ناديلها.
رمش :
– مين؟
– روان.
إسمها نزل تقيل في الهوا :
– عايزاها تدخل ولو خمس دقايق.
ياسر اتلخبط :
– الدكتور قال زيارة شخص واحد بس.
سارة ابتسمت ابتسامة متعبة :
– طيب قول للدكتور إني عايزة أشوف "أختي"، مش هيمانع.
نسرين بلعجيلي
خرج ياسر، وبعد شوية رجع ومعاه الممرضة، ووراها روان، دخلت بحذر، قلبها في رجلها، عينيها مليانة خوف ودمع منحبس.
روان بصوت واطي :
– يا روح قلبي، خوفتينا.
سارة لمست هوا إيديها بإيدها الضعيفة :
– تعالوا جنبي.. إنتم الاثنين.
أشارت ليهم يقربوا.
ياسر وقف ناحية اليمين، روان ناحية الشمال، وهي في النص، نقلة قدر.
سارة بصّت ليهم واحد واحد، وبعدين قالت بهدوء غريب :
– أنا مش هلف ولا أدور… ولا عندي وقت أضيّعه. يا ياسر… يا روان… أنا عايزاكم تتجوزوا.
روان اتجمّدت في مكانها :
– إيه؟!
كلمة واحدة خرجت، بس كانت مليانة صدمة وقهر وخوف.
ياسر فتح بُقّه ومش عارف حتى يعترض :
– سارة.. إحنا اتفقنا ما نفتحش الكلام ده..
– لأ، أنا اللي باتفق.
ردّت بسرعة رغم تعب نفسها :
– دي حياتي… وملك… ومستقبلك إنت وهي.
روان هزّت راسها بعنف، دمعتها نزلت :
– إنتِ تعبانة، الكلام ده حرام يتقال وإنتِ في الحالة دي. أنا أتجوز جوزك؟! إزاي؟! إزاي أبص في عينيك بعد كده؟!
سارة ابتسمت ابتسامة موجوعة :
– عشان تبصي في عينين بنتي وتطمني إنها في بيت أمان. بصي يا روان… سلوى وأم ياسر مش هيسيبوه في حاله. سلوى واقفة من زمان، ومستنية الباب يتفتح. وأنا… مش هاقبل إن ملك تكبر في بيت وحدة مش بتحبني… ولا بتحبها… ولا هتشيلهم زيك.
ياسر اتكلم لأول مرة بجدية :
– يا سارة، كفاية.. أنا مش هتجوز حد، لا دلوقتي ولا بعدين. مش قادر أستوعب فكرة إنك… إنك تمشي أصلاً، عايزاني أفكر في جواز؟!
سارة بصّت له، عينها لمعت بدمعة ثقيلة :
– الجواز مش خيانة ليا يا ياسر.. الخيانة إنك تسيب بنتك لناس ما يرحموهاش. أنا مش باطلب منك تحب روان زيّي… ولا إني أسيب مكانها في قلبك. أنا باطلب ستر... وظهر… وبيت ما يتخرّبش.
روان قالت وهي بتبكي :
– بس أنا مقدرش، أنا بحبّك يا سارة، أكتر ست دخلت قلبي بعد أمي. إزاي ألبس فستان جواز على خرابة قلبك؟!
سارة ضحكت ضحكة قصيرة، مكسورة لكنها دافئة :
– والله يا بنتي… لو كنت بغير، ما كنت رشحتِك. أنا مش ست ضعيفة.. ولا واحدة هتسيب جوزها لأي حد. أنا اخترتك إنتِ… عشان أنا مطمنة إنك هتحبيه "ليَّ" قبل ما تحبيه "لنفسِك".
رجعت تبصّ لياسر :
– وانت… فاكر لما قلتلك زمان : "لو جرالي حاجة، ما تسيبش ملك لوحدها"؟ ساعتها ضحكت وقلتلي : "ده كلام مسلسلات". أهو إحنا عايشين في المسلسل دلوقتي… بس من غير مؤلّف… فيه أنا، وانت، وربنا.
سكتت لحظة تاخذ نفس، صدرها بيعلى وينزل بصعوبة. المونيتور جنبها بيعلن كل نبضة.
قالت بصوت أبطأ :
– أنا مش هطلّق… أنا هفضل على ذمّتك لحد آخر نَفَس. بس الشرع محلّل إنك تتجوز… وأنا اللي باطلب… إني أكون موجودة… وأنا باسلّم قلبك بإيدي لحد أمين.
روان شهقت :
– لااا… بالله عليكِ ما تقوليهاش كده، ما تقوليش "أسلّم قلبك"… قلبه ليكِ إنتِ.
Nisrine Bellaajili
سارة مدت إيدها بصعوبة ولمست خدّها :
– قلبه ليّا… وأمانه عندك. فيه فرق.
ثم قالت بجملة قطعت الليلة نصين :
– أنا عايزة المأذون ييجي هنا.. النهارده.
ياسر اتصدم :
– إيه؟! مأذون؟! في المستشفى وإنتِ على السرير كده؟!
– أيوه.
نطقتها بهدوء تام :
– عايزاه يشهد عليّ… وعلى وصيّتي… وعلى جوازكم… قدّامي.
روان قامت من مكانها خطوة لورا، لحد ما خبطت في الحيطة :
– لا… لا يا سارة، ده ظلم لنفسِك،وظلم ليا، وظلم ليه. إزاي يتكتب كتاب وإنتِ على جهاز أكسجين؟!
سارة بصّت لها نظرة ستّ وصلت لمرحلة ما عادش فيها غير الصدق :
– عشان لو نمت… أنام وأنا مطمّنة. مش عايزاكم تتجوزوا بعد ما أموت، عشان ما تقولوش: "استنينا موتها". عايزة كل حاجة تكون نور، ما فيهاش نقطة سواد. جوازكم قدّامي… هو براءتكم قدّام ربنا.. وقدّام نفسي.
ياسر قعد على الكرسي، مسك راسه :
– أنا… مش قادر. مش قادر أتصوّر نفسي واقف قدّام مأذون، وإنتِ نايمة على سرير عناية.
سارة همست :
– عشان كده… لازم تعملها. الحاجات الكبيرة ما بتتعملش وإحنا مرتاحين، بتتعمل وإحنا مرعوبين.. بس قلبنا راضي.
بصّت له بعينين مليانين حب :
– حلفتك بحبك ليا… وحبنا لملك... ما تكسرليش آخر طلب.
سكت…
الدموع نزلت غصب عنه.
روان قربت من السرير، مسكت إيد سارة، حطّتها على قلبها :
– ولو أنا اللي مش راضية؟ لو قلبي مش مستحمل الفكرة؟ لو عمري ما قدرت أبصّ في المراية بعد الجواز ده؟
سارة ردّت عليها بجملة واحدة :
– لو بتحبّيني… هترضيني.
سكتت لحظة، وبعدين ضحكت ضحكة صغيرة :
– وبعدين… إنتِ أكتر واحدة كنتِ بتقولي "الحب مش بس إحساس.. ده مسؤولية". أهو… مسؤوليتك جت أهي.
الهدوء نزل على الغرفة ثواني. ياسر مسح دموعه بعنف، وكأنه بيحارب نفسه :
– طيب، لو جبت المأذون وجوزني ليها، ووافقت على كلامك، هتسبيهالي "أمانة"؟ مش ذنب؟
سارة أومأت برأسها، بعينين مطمّنين بطريقة غريبة :
– أمانة… مش ذنب. ولو ربنا كتب لي عمر… هتبقى أول مرة في التاريخ واحدة تبقى مبسوطة إنها شريكة قلبها مع صاحبتها.
دمعة ضحك نزلت من روان وسط الدموع :
– يا رب على عقلك، حتى وإنت بتتكسّري، دماغك شغّالة سخرية.
سارة همست :
– حياتنا كانت بين الضحك والوجع… خلي نهايتي كده برضه.
بصّت لياسر ثاني :
– روح… كلم الشيخ اللي في جامعنا. هو مأذون برضه. وقوله : "سارة عايزاك تشهد على جواز، قبل ما تمشي."
ياسر واقف بين أكبر قرارين في حياته. بَصّ لروان… لقاها مرعوبة، بس واقفة ما هربتش.
روان مسحت دموعها، وقالت بصوت مبحوح :
– لو ربنا كتبلك عمر… هتفضلي إنتِ الأولى والأخيرة في قلبه. ولو مشيّتِ، هحاول أكون قدّ الكلام اللي قلتيه. بس ما تطلبيش مني أفرح.
سارة ابتسمت :
– مش عايزاكِ تفرحي… عايزاكِ ترضي.
سكتت لحظة، ثم همست :
– موافقة؟
روان بكت أكثر، بس هزّت راسها بنعم، نص رضا… نص انكسار… كله حب.
ياسر اتنفس نفس طويل جدًا كأنه أخذ أول قرار واعي من ساعة ما دخل المستشفى :
– هروح أكلمه.
خرج من الغرفة، وسارة فضلت لوحدها مع روان.
روان قعدت جنبها، خدها جنب خدها، وهمست :
– يا سارة، لو في يوم حسّيتي إني مش قدّ الأمانة، سامحيني.
سارة قالت بصوت ضعيف قوي، لكنه ثابت :
– أنا اخترتك عشان عمري ما هحتاج أسامحك... أنا اللي هافضل أدعيلك من هنا أو من هناك.
برّه…
صوت خطوات ياسر وهو بيجري في الممر يدور على الشيخ.
وجوّه العناية…
كانت في ستّ بتكتب آخر سطور في حكايتها بإيديها، وبتسلّم قلب راجل وبنت صغيرة، لوَصِيّة حب مش شبه أي حب.
ياسر خرج من غرفة العناية بعينين تايهين، إيده بتعرّق، وصدره بيطلع وينزل بسرعة مش طبعية.
الكلمة لسه بتلف في ودانه :
"جوزها… روان…"
وقف في نص الممر، مسك الموبايل بإيد مرتعشة، ودوّر على إسم الشيخ يحيى، الراجل اللي كتب كتابه على سارة من سنين. المكالمة فتحت بعد ثلاث رنّات.
ياسر بصوت مبحوح :
– يا شيخ يحيى، ماعلش سامحني على الوقت، بس سارة... سارة عايزة تشوفك دلوقتي.
الشيخ يحيى :
– خير يا ابني؟ صوتك مش طبيعي، مالِك؟
ياسر :
– بالله عليك ماتسألنيش دلوقتي، تعالى بس المستشفى، وتعالى بسرعة اوي.
صوت الشيخ اتغيّر فجأة، بقى جد :
– أنا في الطريق، دقايق وهاكون عندك.
قفل الخط، حط إيده على راسه، وحسّ إن قلبه نزل تحت رجليه.
رجع للممر…
روان كانت واقفة مستنياه، وشها شاحب وعينيها حمراء من كتر البكا.
روان :
– كلّمت مين؟
ياسر :
– الشيخ يحيى، سارة عايزاه.
روان شهقت :
– دلوقتي؟!
هزّ راسه، وملامحه مكسورة بطريقة تخوّف :
– آه، قالت إسمه وقالت لازم ييجي.
روان حسّت رجليها بتتشلّ، عارفة معنى طلب زي ده، ده مش طلب حياة… ده طلب نهاية.
قعدوا هما الاثنين على الكراسي، وكل ثانية كانت أبطأ من اللي قبلها.
بعد دقايق قليلة…
ظهر الشيخ يحيى من آخر الممر. جاي بخطوات سريعة، ملامحه جد،
ورحمة في عينه.
قرب منهم :
– خير يا ياسر؟ إيه اللي حصل؟ سارة فين؟
ياسر ما عرفش يرد غير بجملة :
– هي… هي اللي طلبتك بنفسها.
الشيخ فهم من غير شرح، من غير تفاصيل.
هزّ راسه، وقال بهدوء :
– دخلني ليها.
داخل غرفة العناية، سارة كانت فايقة، مش فايقة بمعنى صحي، فايقة بمعنى الروح مسنودة في آخرها. عينها وقعت على الشيخ، إبتسامة ضعيفة طلعت، إبتسامة واحدة من اللي بيقولوا :
"كنت مستنياك…"
الشيخ قرب :
– الحمد لله إنك واعية يا بنتي، قوليلي.. وصّيتك إيه؟
ياسر واقف على يمينها، روان واقفة على شمال السرير، غصةفي حلقها.
سارة مدت إيدها المرتعشة، لمست دراع ياسر، وبعدين لمست صوابع روان، ولمست الهوا اللي بينهم. وقالت بصوت مكسور، لكن ثابت :
– يا شيخ يحيى… أنا بطلب…
تشهد… على جواز… روان…
من… من جوزي… ياسر.
الكلمة نزلت في الغرفة زي الصاعقة. روان شهقت، وشها اتفتح من الصدمة :
– لا… لا يا سارة، بلاش الكلام ده، إنتِ تعبانة.
سارة هزّت راسها بصعوبة :
– أنا… مش… بخرف. أنا… أمّ… قبل ما أكون زوجة. وملك… محتاجة قلب نظيف… يدخل بيتها… مش قلب غريب.
الشيخ قرب أكتر، وقال بصوت رسمي :
– قبل ما نبتدي، هاسألك يا سارة :
هل إنتِ موافقة بإرادتك؟ وبعقلك؟ ومش مكرهة، ولا مضغوطة؟
سارة أخذت نفس طويل، وطردته زي زفرة عمرها كله :
– موافقة… وعلى يقين… وبحب… وروحي راضية.
روان حطت إيدها على بؤها تبكي :
– أنا… أنا مش قد الأمانة دي… أنا مش قدّ قلبك يا سارة…
سارة مدت لها إيدها، روان مسكتها وهي بتنهار :
– إنتِ... أكتر وحدة… كنتِ بتخافي على ملك… وأكتر وحدة… كنتِ بتدعيلي أنا وياسر. إنتِ… مش غريبة.. إنتِ… من قلبي.
ياسر كان واقف زي الحجر، دموعه بتنزل، وصوته مش طالع.
الشيخ قال :
– يا ياسر… إنت موافق؟ موافق تنفيذًا لوصيّتها؟ ولا شايف غير كده؟
ياسر رفع عينه لسارة، هي بصلته نظرة فيها قلبها كله :
– لو بتحبّني… سيبني أرتاح ونفّذ... آخر طلب ليا.
دموعه نزلت غصب عنه، وقال بصوت واطي :
– أقبل، عشانك إنتِ، مش عشان الدنيا.
الشيخ لف لروان :
– وإنتِ؟ موافقة؟ ومستعدة تشيلي أمانة بالحجم ده؟
روان رفعت راسها، دموع في كل اتجاه، وقالت :
– أقبل… عشانها. سارة أكبر منّنا كلنا.
الشيخ فتح الدفتر، وقال بصوت رسمي :
– باسم الله نبتدي…
“ولما الشيخ قال : «بارك الله لكما…»، سارة قفلت عينيها بهدوء، كأن القلب أخيرًا لقى السكينة اللي كان بيدوّر عليها. إتسندت روحها بين صوت الدعاء… وصمت النهاية.
وفي اللحظة دي… عرف ياسر إن الفصل ده مش ختام حكاية، ده بداية إمتحان … هيغيّر مصير ثلاثة قلوب إلى الأبد.”
وروح سارة ارتاحت… عينيها دمعت… وشفايفها ابتسمت إبتسامة صغيرة… إبتسامة وداع…
مش فراق.
مش عارفه اقولكم ايه ؟
حقكم عليا دموعكم غاليه عندي و زعلكم كمان
انا كتبت الروايه وقولت عايزه حاجه مختلفه
حاجه تدخل جوه الروح الإنسان تحرك المشاعر الدفينه جواه
و وصيه حب عملت كده
احمدو ربنا على النعم اللي عندنا و اكثر نعمه هي نعمه الصحه
شكرا لكل وحده قرأت الروايه بقلبها و مشاعرها قبل عنيها
شكرا لكل كلمه طيبه
بحبكم اوي اوي اوي
يتبع .....
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق