رواية وصية حب الفصل الثانى وعشرون 22بقلم نسرين بلعجيلي حصريه
رواية وصية حب الفصل الثانى وعشرون 22بقلم نسرين بلعجيلي حصريه
*وصيّة حب*
بقلم نسرين بلعجيلي
Nisrine Bellaajili
الروايه حصريه لي صفحه روايات نسرين بلعجيلي
و جروب
نبض الحياه
_الفصل الثاني والعشرون_
جُوّه العناية، كان فيه سكون مخيف، سكون مش صمت، سكون ما بعد آخر كلام.
سارة مسكت إيد روان وإيد ياسر مع بعض، وضمّتهم ناحية صدرها.
نظرتها هديت، بقت أغلى نظرة في حياتهم هما الاثنين.
همست بصوت بيقطع :
– روان… خلي بالك منهم… من ملك… ومن ياسر… ده… نصيبي... ووصيّتي…
إيدها ارتخت ببطء، رموشها نزلت. نَفَس طويل خرج… أطول من الطبيعي…
و…
سارة دخلت في غيبوبة كاملة. الجهاز دقّ إنذار، الممرضين جريوا، والدكتور دخل بسرعة.
روان صرخت :
– سارة... سارة فوقي بالله عليكِ.
بس جسم سارة كان ساكن، مستسلم زي وردة حدّ حطّها في مية ساقعة.
الدكتور بصّ لهم وقال بجديّة تقطع الروح :
– المريضة دخلت غيبوبة، غيبوبة عميقة. هنحاول نثبت التنفس، لكن محدّش يضمن هتفوق إمتى، أو هتفوق أصلًا.
روان وقعت على الكرسي، حطّت إيدها على وشّها وبكت زي اللي ظهره انكسر.
ياسر واقف مصدوم… مش قادر حتى يمدّ إيده عليها، مش قادر يبصّ في وشّها، ولا في وشّ روحه اللي نايمة على السرير.
وفجأة…
إفتكر جملة واحدة :
"أنا عايزاك تشهد… على جواز روان من ياسر."
رفع راسه لروان، وبصوت تايه قال :
– يعني… إحنا كده بقينا جوزين؟ وروحها دلوقتي.. معلّقة؟
روان مسحت دموعها بسرعة، وبنبضة خوف ووجع :
– ما تقولهاش كده، إحنا ما فرحناش، ما لبّسناش محابس، ما عاشناش حاجة، ده كان جواز… “وصيّة”.
ياسر قعد على كرسي، دفن وشّه في إيده، وقال بصوت مرعوب :
– ربنا يشهد… أنا ما كنتش مستعد لكده. مش للوجع ده، ولا للمسؤولية دي.
روان قامت وقفت قدّام الباب، وقالت بنبرة قوية لأول مرة من ساعة ما حصل كل ده :
– ياسر، أنا رايحة البيت، هبلغ ماما. لأن اللي حصل ده، هيغيّر حياتي وحياتكم.
مدّت إيدها تمسح دموعها :
– ولما تفوق سارة هي اللي هتحدّد إحنا نكمّل ولا لأ.
خرجت من المستشفى، وسابت وراها ممر طويل، وفي آخره راجل تايه.. وست نايمة.. ونصيب مكتوب.
نسرين بلعجيلي
باب الشقة اتقفل وراء روان وهي داخلة، خطوتها تقيلة، وشّها باين عليه إنها شايلة جبل فوق ظهرها.
أمها كانت في الصالة، وبمجرد ما شافت بنتها داخلة بتتمايل وعيونها مبلولة، سألت بقلق :
– مالِك يا بنتي؟ سارة حصل لها إيه؟
روان ما قدرتش تتماسك، الدموع نزلت مرة واحدة :
– ماما… أنا… إتجوّزت.
الصمت نزل في البيت زي صوت قنبلة.
أمها اتجمدت مكانها، شَفّتها اتفتحت، وعينيها اتسعت :
– إنتِ عملتِ إيه؟؟
روان حاولت تتنفس :
– سارة… سارة طلبت وهي بتموت، وقالت لازم ... لازم أتجوز ياسر.
قبل ما تكمل، أمها صرخت :
– إخرسي!! إنتِ بتقولي إيه؟ إتجوّزتي جوز صاحبتك؟؟ روان!! إنتِ فقدتِ عقلك؟!!
روان هزّت راسها وهي بتبكي :
– ماما… كانت بتموت، أقسمت عليّا، قالت لي بالحرف "إرضيني"، كانت بتسلّمني ملك، وبتسلّمني البيت.
أمها قربت منها، وإيديها بترتعش من الصدمة :
– وإنتِ… صدّقتِ ده؟ صدّقتي إن الست اللي بين الحياة والموت، اللي مش واعية، كلامها يتحطّ على حياتك؟ روان، ده خراب… مش وصية.
روان بصوت متقطع :
– ماما، هي كانت فايقة وعارفة هي بتقول إيه.
أمها قطعتها بقسوة :
– فايقة؟ دي ست مفزوعة، شايفة روحها بتروح قدّام جوزها وبنتها، بتقول كلام عشان تطمّن قلبها، مش علشان تضيعي عمرك إنتِ.
قربت أكتر، وإيدها على راسها :
– يا بنتي إنتِ إزاي.. إزاي قِبلتِ تتكتبي على زوج صاحبتك؟! ده إسمه إيه قدّام الناس؟ قدّام ربنا؟ قدّام ضميرك؟
روان بدأت تهتز :
– ماما… بترجّعيني أندم أكثر، أنا كنت بين موتها.. وصوتها، خفت.. خفت لتروح وهي مش مرتاحة.
أمها صرخت :
– يعني ارتحتِ دلوقتي؟ ولا قوليلي، ياسر حبّك؟!
روان اتصدمت من السؤال، إتسمرت:
– لأ… لا طبعًا.
أمها رفعت إيدها على وشها وقالت باستهجان :
– يبقى اتجوزتيه ليه؟ علشان إيه؟ علشان وحدة على سرير عناية قالت كلمة وهي مش واعية؟ علشان الراجل اللي باين على وشّه إن روحه راحت مع مراته يبقى جوزِك إنتِ؟!
الكلمات كانت أقسى من الضرب. روان اتنهدت تنهيدة موجوعة :
– أنا… أنا ما فكرتش، ولا حسبتها.
أمها ردّت فورًا :
– بالظبط، ولا اعتبرتِ كرامتك، ولا سمعتك ولا كلام الناس. الناس هتقول إيه؟ هنبقى سيرة على كل لسان :
"روان جوزت نفسها لجوز صاحبتها وهي في المستشفى"؟!
روان حطّت إيدها على ودانها :
– أنا مش سارقة يا ماما، أنا ما خذتوش منها، ده طلبها.
أمها قربت، وبصوت أقل غضب، بس أعمق وجع :
– يا بنتي، الرجّالة مش عيال، مش هيتاخذوا وصية. ياسر بيحب مراته وبيموت فيها وشايفِك أمانة من مراته، مش حب. ولا واحدة ممكن تبقى في حضنه يوم. إنتِ فاهمة ده؟ فاهمة إنك دخلتِ معركة مش بتاعتك؟ ومش هتكسبك؟
روان انهارت :
– طب أعمل إيه؟ أسيبه؟ ولا ألوم نفسي؟ ولا ألومها؟ أنا تايهة…
أمها حضنتها أخيرًا، بس مش حضن طبطبة، حضن خوف على مصير بنتها :
– إسمعيني، من هنا ورايح خليكِ بعيدة، لحد ما ربنا يكتب لسارة تفوق، أو ربنا ياخذ أمانته. ساعتها، ياسر نفسه هو اللي هيحدد، مش إنتِ… ولا وصية.
وبصوت حاسم :
– بس لحد الوقت ده؟ ما تروحيش لبيته، ما تلمسيش بنته، وما تعتبرهوش جوزِك.
روان شدّت نفسها من حضن أمها، وقالت بصوت صغير.. مهزوم :
– وأنا أصلًا مش حاسة إنه جوزي. ولا هقدر أحس غير لما سارة تقوم وتتكلم وتقول بنفسها إنها راضية.
أمها قالت آخر جملة تقفل المشهد :
– لو كانت بتحبّك بجد، كانت هتوصّي عليك.. مش على جوزها.
سقطت الجملة على قلب روان زي حجر.
بعد خروج روان، رجع الممر هادي، لكن جوّه صدر ياسر كان فيه صراخ ما بيقفش.
مسك وشّه بإيديه وقعد دقيقة، وبعدين افتكر، ملك.. بنته.. روحه الصغيرة اللي كل اللي بيحصل ده هيحرقها لو ما عرفش يحميها.
قام بسرعة، وراح لبيت أمه علشان ياخذها. كان ماشي ومش شايف الطريق، كأنه شايل الدنيا فوق ظهره. لما دخل، لقى ملك قاعدة على الكنبة، ماسكة لعبتها وعينيها بتدوّر على أمّها. أول ما شافته جريت عليه :
– بابا! ماما لسه في المستشفى؟ هي كويسة؟ هترجع معانا إمتى؟
صوته اتخنق، إبتلع دموعه بالعافية :
– ماما تعبانة شوية يا روحي، بس هتبقى أحسن إن شاء الله.
ملك قربت منه، حضنته جامد :
– طب نروح لها نجيبها معانا؟ أنا عايزاها دلوقتي.
هنا.. قلبه وقع، ركع على ركبته قدّامها، مسك وشّها بين إيديه :
– ملك… إسمعيني يا حبيبتي، ماما نايمة دلوقتي، والدكتور قال لازم ترتاح.
ملك بصّت له بنظرة وجع :
– طب… هي بتحبني لسه؟ ولا زعلانة مني؟
هنا ياسر اتكسّر. دمعة نزلت غصب عنه :
– بتحبّك؟ ده إنتِ روحها يا ملك. ماما بتحبّك أكثر من الدنيا كلها.
ملك رفعت راسها، صوتها واطي وخايف :
– طب… هي هتموت؟
سؤال واحد هدّ بني آدم. حضنها بسرعة، شدّها على صدره :
– لأ… لا لا، ما تقوليش كده ثاني. ماما هترجع، ولو مش بكرة، يبقى بعده. ماما قوية، وأقوى من الدنيا كلها.
ملك دموعها غرّقت خدّها :
– طب أنا هنام عند مين النهارده؟ عند تيتا؟ ولا عندك؟ ولا عند ماما في المستشفى ولا عند طنط منى؟
ياسر اتلخبط، مش عارف يجاوب ولا يخبّي.
قال بصوت مكسور :
– هتنامي عندي علشان تبقي جنبي.
ملك مسكت إيده بخوف :
– بابا… إنت زعلان؟ ليه عينيك حمرا؟ كنت بتعيّط؟
مسح دموعه بسرعة، وحاول يرجّع صوته :
– لا… ده من التعب بس. تعالي نروح البيت ونعمل عشا سوا، ولما ماما تفوق، نقولّها إن ملك كانت شجاعة ومستنيّاها.
ملك هزّت راسها، بس الخوف لسه ماسكها. وقبل ما يمشوا، مسكت إيده وقالت :
– بابا… ما تتجوزش واحدة ثانية وماما في المستشفى، ما تعملش كده.
Nisrine Bellaajili
ياسر اتصدم والدم اتجمّد في عروقه. سكت وماعرفش ينطق.
ملك رفعت وشّها وقالت :
– ماما قالتلي قبل كده، إن لو بابا حبّ حد ثاني قلبها هيوجعها.
الجملة دخلت صدره زي السكين. وشّه وقع، إبتسامته اختفت، وصوته طلع مبحوح :
– ملك… بابا مش بيحب حد غير ماما، ولا هيحب حد غيرها. فاهمة يا روح بابا؟
ملك ابتسمت ببساطة الأطفال :
– آه… كنت متأكدة.
مسك إيدها وخرجوا من البيت.
وهو ماشي، كان سامع صوت واحد بس :
"بابا… ما تتجوزش واحدة تانية."
والكلمة دي كانت بتقطع قلب راجل لسه مش مستوعب إنه فيه ورقة جواز إتكتبت عليه من ساعات، وإن اللي جوّاه مش "زوج جديد"، ده راجل واقف بين :
قلبين… ووصيّة… وغيبوبة.
ثاني يوم..
بدري أوي، الشمس لسه ما طلعتش، والبيت ساكن، ياسر نايم على الكنبة، وملك نايمة فوق صدره، متعلقة فيه من الخوف اللي في قلبها.
طرق الباب فجأة، طرق تقيل، عنيد، زي الطرق اللي وراه مصيبة.
ياسر اتقلب، فتح عينيه بتعب، ملك اتنفضت من النوم :
– بابا… مين؟
مسح على شعرها :
– ولا حاجة يا روحي، أقعدي هنا.
فتح الباب…
ولقى أمه قدريّة واقفة، جنبها سلوى لابسة طرحه ومكمّمة شفايفها بابتسامة فاضية وقلة ذوق.
قدريّة أول ما شافته، دخلت من غير إذن :
– يا نهار أبيض، إنت لسه نايم؟ والبنت نايمة لوحدها؟! أمال مراتك فين و اخدت البنت امبارح ليه ؟
ياسر شد نفسه، رجّع الباب وراه، وقال بصوت واطي :
– ماما، بلاش كلام، سارة دخلت غيبوبة.
قدريّة سكتت ربع ثانية بس. وبعدين بصوت أقرب للشماتة المتخفية :
– غيبوبة؟ يبقى ربنا يلطف، بس يا إبني ده معناه إن البيت ما ينفعش يفضل من غير ست، والبنت صغيرة، وإنت راجل بتشتغل ووراك دنيا.
سلوى قربت خطوة، وقالت بخبث ناعم :
– وأنا مش هسيب ملك لوحدها، أنا أقدر أشيل بيتك زي ما كنت دايمًا بقول.
ياسر بص لسلوى بنظرة تقطع النفس ورجع كلامه لأمه :
– ماما، أنا مش ناقص. سارة لسه عايشة وفي المستشفى.
قدريّة بصّت له باستنكار :
– عايشة إزاي؟ ما هي في غيبوبة، والغيبوبة يا ياسر، يا بتقوم، يا بتاخذ صاحبها.
ملك سمعت آخر جملة، جريت من جوّه وهي بتعيّط :
– ماما مش هتموت، سيبوها. إنتِ ستّ وحشة.
قدريّة اتصدمت، وسلوى اتكسفت وعضّت شفايفها.
ياسر أخذ ملك في حضنه بسرعة :
– ملك، أدخلي جوّه يا حبيبتي، بابا جاي.
رجعت ملك وهي بتبكي.
إلتفت ياسر لأمه، وشه اتصلّب، وصوته نزل قرار :
– ماما، لو سمحتِ، ولا كلمة زيادة عن موت سارة.
قدريّة اتكسرت ثواني وبعدين رجعت لطباعها :
– أنا جاية أكلمك في العِدل، البنت محتاجة حد، وسلوى قاعدة وجاهزة، وأنا هارجع البلد يومين وعايزة أطمن. إتجوزها، وتبقى ستّ البيت. خلاص، سارة خلاص نصيبها راح.
ياسر قرب منها، وملامحه اتغيّرت بشكل يخوّف :
– ماما، آخر مرة.. آخر مرة هقولها :
سارة مراتي، وحتفضل مراتي، سواء فاقت، أو نايمة، أو حتى لو راحت.
قدريّة اتنرفزت :
– ما تعاندش نصيبك يا ابني. البنت دي – سلوى – بتحبك، ومش هتقصّر مع ملك.
ياسر قال بحزم جامد :
– سلوى مش هتبقى أم لملك. ومش هتبقى مراتي. وإنتِ يا ماما، ما تجيش هنا تاني بالكلام ده، ولا قدّام ملك، ولا في غياب سارة.
قدريّة شهقت :
– ده بدل ما تسمع كلامي؟ ده أنا أمّك.
ياسر :
– أنا إبنِك، بس جوز سارة، ومش هخونها، مش وهي في غيبوبة، ومش بعدين.
سلوى اتدخلت بصوت متكسر :
– طب… طب لو ما فاقتش؟
بصّ لها بنظرة خلّتها ترجّع خطوة ورا :
– لما نوصل للحظة دي، أنا اللي هقرر، مش إنتِ، ولا ماما.
قدريّة اتنرفزت وزعقت :
– يبقى على الله يا ياسر، ربنا يهدي دماغك. بس لما تقع ما ترجعليش.
وأخذت سلوى من إيدها وخرجت. الباب اتقفل وراهم بقوة.
ياسر وقف في مكانه، صدره طالع نازل، ورأسه على الحيطة.
ملك خرجت، مسحت دموعها وقالت بخوف :
– بابا، هما عايزين ياخذوك من ماما؟
ياسر حضنها وقال :
– ولا حد في الدنيا ياخذ بابا من ماما، ولا ياخذ بابا منك.
وهو بيقولها... كان قلبه بيقرّص :
لأن الحقيقة الوحيدة اللي مش قادر يقولها، إن ورقة جواز جديدة... إتكتبت امبارح.*وصيّة حب*
يتبع ....
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق