القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بنات ورد الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية بنات ورد الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات  





رواية بنات ورد الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات  



❣️بنات ورد❣️ 31

سقط فنجان القهوة الذي كانت تحمله وتدحرج متناثراً إلى اجزاء كما ذهبت أحلامها هباءًا في الهواء

ظلت تحدق بها لقد ارتبطت بحبيبها أكثر عقلها يرفض الاقتناع لتعيش صدمة غيبتها عن الواقع لم تشعر حتى

بالقهوة الساخنة التي انسكبت على يدها

-دعاء خلي بالك أنتِ كويسة ؟

قالتها هدى وهي تقترب منها تحمل منديلاً. تمسح يدها وتتفحصها لتنتبه أخيراً على حركة هدى وتنظر لها بأرتباك لتقول بتلعثم

-لا ماحصلش حاجة اسفه بوظت السجادة بس الفنجان فلت مني

ابتسمت لها هدى وقالت :

-ولا يهمك حبيبتي فداكِ

ثم ذهبت وعادت تحمل كريم مخصص للحروق لتمد يدها لها

-أتفضلي دا كريم هيبرد الحرق

أخذت منها الكريم وبدأت تضعه ببطئ وعينها شاردة في عالم آخر لم تستمع لكلام هدى بل كل ماكانت تفكر به

أنها خسرت خسرت حبيبها وحياة كانت تحلم بها

كان تراها تحرك شفتها بكلمات لم تفهما كانت تبصر فقط السعادة التي تعتلي وجهها سعادتها المسروقة التي خطفتها هي منها هكذا صور لها عقلها مايحدث

****************************

دخلت غرفتها في الوحدة الصحية لتجدها جاسة شاردت الذهن  على غير عادتها فهي أعتادت عليها ثرثاره مبتهجة لتقترب منها  وتحرك يدها امام وجهها لترمش بعينها عندما انتبهت لها.

-أي يازهرة الي واخذ عقلك يتهنا بو

لوت شفتها ساخرة وقالت بتهكم

-أطمني دماغي فااااااضيه خااااااالص

ضحكت شمس على طريقه حديثها وجلست أمامها لتضيق عينها وتسألها

-لا ماهو طريقة كلامك بتوحي أن فيه حاجه أكيد

ضربت يدها الموضوعه على الطاوله وقالت تمازحها

-اتكلمي يابنت

تنهد ببطئ وقالت :

-مافيش

نظرت لها نظرة جانبية وهزت رأسها تحثها على الحديث

عليا أنا بصي أنا أعرفك من شهرين ومتأكدة أنك فيك حاجة

لتقرص وجنتها الممتلئة وتقول:

-عيني بعينك ياشكولاتة

-بجيتي فضوليه زيي يادكتورة ورغاية زيي أنا خايفة لحد ما مدة  تكليفك ماتنتهي تبجي بخدود زيي

ضحكت شمس على كلامها وابتسمت هي

ابتسامة باهتة لتدعي شمس الإنزعاج وتعاتبها

-أنا رغايه وفضوليه يا زهرة ماشي ياستي مقبوله منك

وزمّت شفتها تمثل العبوس لتنهض لكن زهرة أمسكت يدها وقالت معتذرة

-ماتزعليش مني يادكتورة مش جصدي والله

لتهز رأسها وتستمر في تمثيل الانزعاج لكي تجبرها  على الحديث علها تخفف عنها

-لإخلاص خلصت أنا زعلت

لتمسك يدها وتنظر لها برجاء.

-وحياتي يادكتورة ماتزعليش  اجعدي بس وأنا هحكيلك

ابتسمت شمس وجلست تنظر لها بترقب

لتخفض عينها تخبرها بصوت مهزوز

-فرح أبن عمي بكرة

قطب حاجبيها تسألها مستفسرة

-وهو فرح ابن عمك يخليكي زعلانة كدة ؟

ثم توقفت كنها فطنت لشئ

-أستنى أوعي تقولي أنك بتحبي

تنهد تنهيده طويله لتخبرها بحرقة

-كنا مكتوبين لبعض زي عوايدنا هنا في الصعيد زهرة لسالم وسالم لزهرة وكبرنا وانا بسمع الكلام دا

وسافر سالم القاهرة عشان يدرس الهندسة ويبقى مهندس كبير. واشتغل في شركة كبيرةورجع أنا خلصت ثانويه التمريض جدي طلب منه يتجوزني في البدايه وافق على الخطوبه واتخطبنا بس كنت بحس انه مضايج

كل ما أتكلم معاه يشخط فيا ويعيب في لبسي كنت بضايق وبعمل جهدي عشان أعجبه لحد ما سافرت أنا وأمي معاه القاهرة عشان اشتري جهازي كنت فرحانه عشان هشوف القاهرة

كانت امي نايمة لما ندهني وجال أنا عاوز أتكلم معاك لجتو وجف  جدامي بكل جبروت وجال:

-أنا مش عاوزك يازهرة …أنا مش بحبك أنت مش الست الي أتمنى ارتبط بيها لا مؤهلك التعليمي ولا شكلك

عاجبني أنا عاوز وحدة جميلة ورشيقة مش زيك كدة وحد توزن كلامها وتعرف تتكلم مش رغاية زيك

عشان كدة احنا لازم نفسخ الخطوبه وياريت تبلغي جدي انك انت مش عاوزاني أنا مش عاوز جدي يغضب عليا لكن انت جدي بيحبك ومش هيرفضلك طلب

اتسعت عين شمس وهي تسمع لحديثها وتشعر بالاسى لاجلها لتكمل

-الصدمة شلتني يادكتورة مكنتش عارفه اعمل أي حسيت ان جلبي أتكسر وكرامتي اتبعترت

لتنساب دموعها بقهر وهي تكمل

-لكن كرامتي فوج أي شيء أول مارجعت الصعيد بلغت جدي أني مش عاوزاه جدي غضب عليا هو وأمي

وعمي ومراته لكن أنا فضلت مصرة على رأيي مش أنا الي اجبل على نفسي أتجوز حد مش طايجني

لتضحك ساخر بحزن

-تعرفي هو عمل أي عمل نفسو زعلان وطلب من جدي عشان يراضيه يخطبلو بنت عمي التاني الي ساكنين القاهرة

فهمت بعد كدة أنهم بيحبو بعض وإنها كانت معاه في نفس الشركة حلوه ورشيقة زي ماقال

فهمت انه استخدمني عشان يوصل للي هو عاوزه ويظهر قدام الكل الولد المطيع وانا البنت الوحشة

مسحت دموعها بحرقة

-أنا مش زعلانه على سالم يادكتورة عشان سالم بعد الي عملو خلاني كرهتو وحمدت ربنا اني خلصت منه واحد العبان زيه أنا الي حازز في نفسي وصفه ليا اني تخينه وأنه عاب في لبسي وطريقة كلامي

والي مزعلني أكتر نظرت جدي ليا ونظرت أمي ليا نظرة كلها لوم وعتاب بس أنا مش هجدر أجولهم  انه سابني عشان مش جد مجامة كرامتي ماتسمحليش يادكتورة

ربتت على يدها بحنان وقالت تؤازرها

-متعيطيش يازهرة هو الي خسران خسر قلب طيب وبنت جدعة وبعدين انت حلوه يازهرة ومش تخينه اوي أنتي مكلبظة  شوية اه لكن تخينه أوعي تصدقي هو كان عاوز يضغط عليك بكلامة

-ربنا يجبر بخاطرك يادكتورة

-يابنتي أنا مش بقول غير الحقيقة طب والله انت حلوه بصي في المرايه عنيكي الواسعه مناخيرك المسمسة

وبالعكس خدودك أحلى حاجة فيك

لتقرصها وتقول مازحة

-ياريت يكون عندي خدود زي خدودك

لتبادرها زهرة المزاح

-لا متخافيش على آخر التكليف هيكون عندك خدود خليكي انت  معاي بس

لترفع شمس سبابتها أمامها وتقول بوعيد زائف

-وعد

-وعد

واتبعت كلماتها بضحكات شاركتها فيها شمس

***************************

وقف في ذلك المحل الذي استأجره مؤخراً بالقرب من محلاته يراقب عمل العمال في عمل الديكور ووضع للمسات الأخيرة  ليشرد ذهنه في ذكريات الماضي

عندما كانت تتأبط ذراعه ويسيران سوياً كما اعتادا في أوقات فراغهما في الفترة الأخيرة قبل الحادث عندما مرو من أحدى الكافيهات

ليقررو الجلوس وشرب فنجان من القهوة

أختار طاولة واختار الجلوس بجانبها لتبتسم وتدعي الانزعاج تنظر له نظرة جانبيه لتشير إلى الكرسي المقابل لها

وتقول ساخرة

-فيه كرسي هنا

انحنى نحوها وهمس لها  كلماته ببطئ

-بحب أقعد جنبك ياروحي

أربكتها كلماته لتتحمحم بحرج

-احم …أنا عاوزة هوت جوكليت بلاش قهوة

داعب انفها با صبعه وقال مبتسماً

-انت تأمر ياجميل

أشاحت وجهها عنه بضيق جعله يضحك بخفه على ملامح وجهها الحانقة

وضع النادل أمامهم ماطلبو وبدأ بارتشاف قهوته كما بدات هي بارتشاف مشروبها بتلذذ عندما لمحت رجل يدخل إلى المكان يرتدي معطفا أنيقاً لتلتفت نحو تخبره وهي تشير بعينها نحو الرجل

-حلو أوي البالطو بتاع الراجل الي دخل

نظر حيث أشارت وعاد ينظر لها بوجه ممتعض ملئته الغيرة  يوبخها

-اتلمي يا بنت الجوهري جوزك جنبك وأنتِ عماله تبصي للراجل

قطبت حاجبها وأسعدتها غيرته لتوكزه  بذراعها وتقول موضحة

-يابني قصدت البالطو مش الراجل ركز

ارتخت ملامحه وقال بهدوء

-بحسب

ثم عاد ينظر نحو الرجل

-اه دا ماركة . Zara بس كوالتي عالي سعرها يوصل ١٢الف جنيه

اتسعت عينها بدهشه وقالت بصدمة

-يااا غالية اوي

ارتشف قهوته ونظر لها

-طبيعي عشان ماركة

عبس وجهها وقالت بحزن

-طب الشباب الغلبان لوكان عاوز يلبس حاجة كويسة هيجيب منين

-فيه ياحبيبي ماركات مقلدة يعني بتكون نفس الشكل اقل كوالتي وارخص

حدقت به ثم ضيقت عينها تسأله

-طب ماتفتح محل زي دا أهو على الأقل تساعد الناس الغلابه وأنت ذوقك حلو أكيد هتجيب حجات حلو تنفع شباب الجامعة

-هي فكره حلوه  ومربحه بس الماركة ليها زبونها و ربحها حلو كمان

نظرت إلى كوب الشكولاته و إلى أبخرته المتصاعدة التي بدأت تتناقص بعد ان تأثرت ببروده الجو

كانها تتذكر مشاهد من الماضي حتى شعرت بملمس يده وهو يمسك يدها بين يديه بحنان بعد أن لاحظ شرودها

-مالك ياحبيبتي؟

تنهدت بحزن وزفرت أنفاسها بقوة ثم التفتت نحو تخبره بحسرة

-لما كنت في الكليه كنت بتكسف أطلب من أمي لبس جديد عشان كنت عارفه ان هي وندى هيقصور على نفسهم عشان يجيبو الي أنا عاوزاه مصارف الكليه كانت تقيله عليهم

ثم لمعت عينيها بالدموع واكملت

-كنت بتجمد من البرد عشان ما اطلبش منهم بالطو اوجاكت

اعتصره قلبه حزنا وإشفاق عليها ليضم كفّها بين يديه ويرحك عليها يده بحنان يقول مواسياً بفخر

-حبيبي انت بطله وقدرتي تكملي وترفعي رأسهم

ابتسمت لكلامه ودفئ حنانه الذي وصلها من لمساته ليكمل وهو يرفع يدها نحو شفته يقبلها وينظرلها بعين تتوقد عشق يعدها

-أوعدك ياشمس أن أعمل كل الي في أيدي عشان أسعدك وأعوّضك

عاد من ذكرياته ليبتسم بسخريه وهو يهمس لنفسه يلومها بتهكم

-وفيت بوعدك ليها يا أبن الجوهري

دارت عينه في المكان وقال يعدها من جديد

-بس هعمل بنصيحتك ياروحي واساعد الشباب ولو بحاجة بسيطة

********************************

جاورته على السرير لتجده مندمج مع هاتفه وكانه يتكلم مع شخص ما دب الشك في قلبها لتقترب بجسدها منه حتى لامس كتفها كتفه لكنه كان مندمج بشدة  حركت عينها نحو شاشه هاتفه دون أن تلتفت لتجده يكتب وصفات طبيه ويسجل نصائح

تنهدت بأرتياح وابتعدت قليلاً تسأله

-بتتكلم مع مين ؟

ليجيبها دون ن يبعد نظره عن شاشة الهاتف

-دي قناه بيسألوني فيها المرضى عن نصايح طبيه وأنا بجاوبهم

استدارت بجسدها بتجاهه

-يعني النصايح بمقابل مادي وألا مجاني؟

لم تتزحزح عينه عن شاشه الهاتف مرة أخرى وكأنها  متجمد

-أيوه بس المقابل دا بيروح لمستشفى الأورام يعني نوع من الإحسان وساعات لدرار أيتام

هزت رأسها وتسطحت توليه ظهرها لتتهكم بهمس

-إحسان طب يا اخي أحسن للأهل بيتك طب ما أنا كمان يتيمة

زفرت أنفاسها بضيق تخرج تلك الغصة المكتومة هل يستكثر عليها حتى تلك الساعات القليله التي يقضيها في المنزل أغمضت عينها بقوه تتوسلها ان تنام كي تريح عقلها المشعل بالأفكار وقلبها الذي أتعبته تلك العلاقه الباردة كانها تقف وسط طريق مجهول تلفحها رياح ديسمبر

ظل مدة من الوقت يجيب على مجموعه من الأسئلة حتى بدأ أجفانه تثقل وتتشوه عنده الرؤية من اثر النعاس

خلع نضارته الطبيه ووضعها جانبا ثم اطفئ هاتفه ووضعه بجانبها ليتسطح التفت نحوها ليجدها توليه ظهرها

فتعجب لم يعتاد منها على ذلك كانت دائماً تحرص على نومها على شقها الأيمن تطالعه بعينها حتى تغفو

حاول أن يغمض عينيه وينام لكن عينه كانت تغفو وتفزع عدة مرات  كان هناك شيء يقلقه أو ربما ينقصه

ربما انشغاله بعمليات الغد وربما تلك البروده التي يشعر بها هكذا أخبره عقله  ولم يشعر بنفسه إلا وهو يقترب منها

ويحيط جسدها بذراعه يحتضنها وما أن وصلت لأنفاسه رائحتها حتى وجد عينيه تغمض وتنام كانها وجدت ماكان ينقصها

شعرت بيده التي تحيطها لتتنهد بحزن فلم تستطع عينيها ان تنام وهو بعيد عن ناظريها كما اعتادت ان تغفو

وهي تتمعن بوجهه وعينها تحتضن ملامحه

*************************

جلست مطأطأت الرأس بكسرة تنظر إلى يديها المتشابكة في حجرها بحزن تحيطها أعين النساء مابين مشفق ولائم  وتتعالى همساتهن يطلقن الأقاويل عليها كانو ينظرون إلى ابنة عمها تلك  العروس الجميله ثم يحولون نظرهم اليها يعدون الفروق بينهم وينعتون ابن عمها بالمحظوظ لأنه بقرارها  قد تخلص منها واستبدلها بمن تفوقها جمالاً وشهادة

كانت أصوات الغناء تخنقها وتلك الزغاريد كانها سكاكين تضرب عمق قلبها تمنت لو تصرخ وتخبر الناس بالحقيقة وأنها لم تكن سوى الشخص المرفوض دمية استخدمها أبن عمها ليحصل على الرضا وينول حبيبه قلبه كانت هي ذلك الحجر الذي ألقاه ليصطاد عصفورين في ان واحد

لكن لم يكن يهمها شيء سوى نظرات والدتها المصوبة نحوها بلوم كانت برئيها ستكون هي العروس اليوم لولا رفضها وغضب جدها رغم ابتسامته المزيفة  تباً لكرامتها التي تكمم لسانها وتمنعها من قول الحقيقة

تعالت صرخات النساء يعلن عن وصول العريس لتخونها عينها وتنظر بتجاهه فتجد السعادة مرسومة على وجهه

تتبعته عينها حتى وصل عند عروسه التي كانت تبادله نظرات الحب والفرح متجاهلين مافعلوه بها فحتى هي كانت تعلم انها خطبت له قبلها وربما تعلم خطته في التخلص منها التقت عينها بعينه لينظر اليها نظرة شماته لن تنساها ونظرت عروسه لها بانتصار لتبتسم متهكمه وكان عينها تحاورها غبيه لوكانت تعتقد  انها حزينه لخسارته

بالعكس هي اليوم تحمد الله أنها تخلصت من شخص مثله

-زهرة

صوت تعرفه أخرجها من شرودها لتلتفت إلى مصدر الصوت وتجد شمس تقف أمامها لتشهق بفرح

وتحتضنها مرحبه بها

-يا أهلا يادكتوره نورتي

-أهلا يازهرة

حولت زهر نظرها نحو تلك الصغيرة بجانب شمس لتجيب شمس عن تسائلها

-دي فرحة بنت خالتي نعمه يازهرة الي حكيتلك عنها

رحبت بها زهرة

-يا أهلا …يافرحة …اتفضلو

جلست شمس بجانب زهرة لتبدا زهرة بسرد مشاعرها وحزنها لغضب والدتها وجدها منها

كانت حزينه لأنه يخاصمها منذ وقت طويل وهذا مايتعبها فجدها كان دوماً بمثابة والدها فقد رباها واهتم بها منذ وفاه والدها ربتت شمس على يدها تواسيها

-بكرة ينسو يازهرة لما ربنا يعوضك بالأحسن منه

-يارب يادكتورة يارب يسامحوني

كانت هذه دعوتها قبل ان تبدّا بالكلام والثرثرة التي اعتادت شمس عليها تخبرها بتفاصيل حياة كل سيدة في العرس وشمس تستمع لها بإنصات تضحك تاره وتندهش أخرى  في محاوله منها لتجعلها تنسى مايحيطها

إنتهى حفل الزفاف وخرجت شمس تمسك بيد فرحة التي أصابها الدور من ثرثره زهرة

-يلهوني دي بتتحدت  كتير ياجي عشرة الف كلمة في الساعة جابتلي صداع في نافوخي

ضحكت شمس وقالت :

-بس بصراحة عسل أنا بحبها أوي طريقة كلامها بتخليكي تندمجي مع القصه لحد ماتكوني عاوزه تعرفي النهايه كانت تنفع مراسل صحفي وإلا مذيع أخبار

قالت شمس كلماتها لتكمل ضحكاتها التي زادت عندما سمعت فرحة تعقب على حديثها

-دا لو كان حدوته وحده مش عشرين

-اتاخرتو ليه بجى دي الساعة الي جولتو عليها مفكرتوش في الي الملطوع برة وجاعد يستناكو؟

هتف بها جابر الذي كان يقف مربعاً يده على صدره ينظر لهم بحنق

-وهو كان حد جلك تستنانا مش انت الي اصريت

صاحت بها فرحة بغضب بادلها إياه وهو يجيب

-أمال كنت عاوزاني اسيبكو تمشو لوحدكم في الليل يافهيمة

-خلاص استحمل بجى

-بس يافرحة جابر عنده حق احنا متأسفين ياجابر وكتر خيرك

قالتها شمس تنهي ذلك النقاش بينهم فرأسها لن يتحمل المزيد من الثرثره يكفيها  ما سمعته من زهرة

**********************************

وقف امام جده كالتلميذ المذنب الذي ينتظر عقابه قابله الجمود في وجه بدران الذي كان يحدق به معاتباً

-اتأخرت يا أبن محسن

تحشرج صوته ولم تسعفه الكلمات ليفضل الصمت وعينه المنخفضه تروي ندمة وحزنه

-كنت فاكر أنك هدور على حضني وتترمي فيه زي ماترميت فيه لما خسرت أحلام لكن انت غيبت تلات شهور ويمكن اكتر ولسه مفتكر ان عندك جد

-كنت خايف

خرجت تلك الكلمات المرتجفه منه بصدق قابله صراخ بدران بلوم

-عشان عارف أنك غلطان وضيعت الأمانه

انحنى وأمسك كف يده يقبلها بأعتذار

-متأسف ياجدي سامحني غصب عني أقسم بالله

سحب يده من بين يديه بعنف وواصل توبيخه

-وهيفيد بايه الأسف دلوقت يا ابن محسن انت جاي للشخص الغلط يا أبن الجوهري الي كان مفروض تتأسف منها اهي سابتلك البلد وطفشت ياما حذرتك من سكة الحرام لكن انت كنت سايق فيها وعارف الغلط وبتعملو بقيت عدو نفسك يا أبن محسن وبدل ماتقهرو قهرت نفسك

رفع عينه الحمراء لتواجه عين بدران الحادة بدهشة ليكمل بدران ساخراً

-أي متفاجئ ليه كنت فاكر اني مش فاهمك يا ابن أحلام ؟

ذكره لاسم والدته جعله يفهم  انه يعرف سبب حقده على والده ليقول بحرقه

-أديني خسرت أحلام تانية ياجدي بس الخسارة المرة دي بتوجع أوي عشان أنا المرة دي

لبست ثوب محسن وطلعت فعلا ابنه

ثم جثى على ركبته امامه ونظر له بعين متوسلة

-خدني بحضنك ياجدي أنا تعبان

اشفق بدران عليه واعتصره قلبه  على صغيره الغالي  اغمض عينه بقهر عندما وجده يضع رأسه على حجره

مسح بدران على شعره برفق ولام نفسه كان يريد ان يصلح اخطائه في الماضي ليتسبب بأخطاء اكبر

راح ضحيتها احفاده اليوم أضاع الامانه بأبشع الصور قلوب تمزقت وأخرى احترقت بنار العشق

وما ألمه اكثر أنه تسبب بأذى تلك الصغيرة التي لم تنسى له جرح الماضي ليضيف لها جرح اكثر قسوة على يدحفيده الغالي نظر اليه يشعر بأنفاسه تختنق كان يظن انها ستستطيع إصلاحه تلك الفتاه القوية ستستطيع

إصلاح اعوجاجه وإعادته إلى سابق عهده كان يظن انها ستكون دوائه الشافي لكنه كان سكينها الناحر

تباً لعناده وتجبره  يجعله يخسر اغلى أحبابه مرة أخرى لماذا لم يتركهم يعيشو حياتهم كما يشاؤن

ولم يتحكم في مصريهم

-هترج ياجدي مش كدة؟

صوته الذي ملئه الرجاء كانه طفل يريد منه ان يطمئنه ان والدته ستعود في المساء وتأخذه

زاد من حزنه ولومه لنفسه ليحاول ان يخرج صوته ثابتاً

-هترجع ياولد أكيد بلاش يبقى قلب رهيف كدة فين فارس الجوهري الي كنت دايما بقول هو دا الخليفة بتاعي

هودا الي هيحافظ على اسمي

رفع رأسه وتلاقت عيونهم

-فارس ضاع من يوم ماشمسو غابت ياجدي

تنهد ومسح على وجهه بحنان ثم قال بحكمة

-شمسو هتشرق من جديد لو لقت فارس يستاهل ترجع عشانو

ظل يحدق به يحاول تفسير كلماته لكن بدران أكمل

-أرجع يافرس أرجع يابني عشان شمس ترجعلك

نهض بوهن وجلس بجانبه وصمته كان أبلغ من الكلام يستوعب نصيحة جده

*********************************

كانت متمدة على سريرها عندما سمعت جرس الباب لتنهض ببطئ متجه نحو الباب فتحته لتتفاجئ بدعاء تقف امامها ترسم ابتسامة عريضة على وجهها وتحمل أكياس

-صباح الخير

-أهلًا يادعاء صباح النور أتفضلي

قالتها هدى تشير لها للدخول دخلت تتبعها هدى التي استغربت وجودها رغم انها التقت بها فيها لأسبوع الماضي جلست وجلست هدى بالقرب منها

لتضع أمامها الأكياس وتقول وهي تخرج منها ملابس أطفال حديثي الولادة

-بصي جبت الي لحبيب خالتو الي جاي

أمسكت هدى تلك الملابس بسعاده تتفحصها بلهفة

-الله تسلم أيدك يا دعاء يجننو

-حبيبتي فرحت أنهم عجبوكي

نظرت لها هدى بأمتنان

-تحفة يابنتي ذوقك يجنن

غلفت وجهها بابتسامه تخفي عنها احتراقها لتكمل خطتها التي جاءت من أجلها

-طب ممكن تعملنا عصير ياهدهد  عصير الفراوله الي جبتهولي مرة في المدرسه وانا جايبة معداتي معاية

لتضع أمامها كيس يحتوي حبات فراوله وآخر يحتوي علبه حلب وعلبه عسل

-أتفضلي ياستي

ضحكت هدى وقالت تلومها

-يابنت عيب الي أنتِ بتعملي حد يجيب الحاجة الي هيتضايف بيها معاه

ضربتهادعاء على ذراعها بخفه

-أحنا أهل عادي بنا الحجات دي

ابتسمت هدى ونهضت متجه نحو المطبخ غابت وعادت بعد قليل تحمل قدحين من العصير

وضعتها أمام دعاء

لتنظر لها دعاء وتقول:

-هدى ممكن كوباية مية لو سمحتي

-من عنيا حاضر

رحلت هدى لتستغل هي الفرصة وتخرج من حقيبتها زجاجه تسكب محتواها في القدح المخصص لهدى وتعيد الزجاجة في حقيبتها  مرة أخرى عادت هدى تعطي لها الماء لترتشف منه القليل وتبتسم بخبث وهي تقول لها

-يلا أشربي عصيرك الجميل

ضحكت هدى وبدأت تشرب العصير

بعد مدة من الوقت ابتسمت دعاء با إنتصار وهي تجد هدى  تشرب العصير حتى النهاية بعد ان حثتها هي على ذلك بحجة انه مفيد لها وهدى بطيبتها كانت تطيعها في كل ماتقوله

تعرق جسدها وأنت بخفوت خشيت أن توقضه فقد تجاوز الوقت منتصف الليل تحاملت على نفسها وقبضت

بكف يدها على الغطاء المحيط بجسدها تكتم اهاتها  وتصبر نفسها تتحمل ولو قليلاً لكنها احست بألم أقوى أسفل بطنها ضغطت عليها وعضت على شفتها بوجع حتى لم تعد تتحمل

مع ازدياد الألم لتصرخ

_اه.... اه... الحقني ياعلي

صراخها افزعه من نومها لينتفض عندما وجدها تمسك بطنها وتصرخ ليسألها بقلق

_مالك ياهدى ؟

لتجيبه من بين صراخاتها

_بطني بتوجعني ياعلي بطني بتتقطع.

نهض بسرعة واتجه نحوها ازاح الغطاء بسرعة

وساعدها على الوقوف لكن

ما أن وقفت حتى  شعرت بسائل دافئ يسيل منها لتتسع عينها بدهشة

تتساقط دموعها وهي تمسك بطنها كأنها تتوسل صغيرتها ان لا تتركها لتصرخ بهستريا بعد أن احست بالخوف من ان تصبح ظنونها حقيقة

_لا... لا لازم نلحقها ياعلي

هنخسرها ياعلي

هز رأسه بعدم فهم لكن ضغطها على. بطنها جعله يستوعب ماتقوله ليحملها بسرعة ويتجه مباشرة إلى المستشفى

وقف أمام غرفة الكشف

ببجامته المنزليه وجهه شاحب يتملكة الخوف مماهو قادم ليسمع أصوات أقدام تهرول نحوه فوجد  والدته  تقترب منه وتسأله بلهفة

_مالها مراتك يا أبني.؟

وكطفل صغير احتضنها بخوف باكياً

_البيبي بخطر ياماما

شهقت بقوه وتجمد جسدها لتسقط يدها التي تحيط، جسده بوهن كأنها شلت ولم تعد تستطيع السيطره على أطرافها

وصوره واحده تتجسد أمامها ماحل بها في الماضي عندما فقدت صغيرها وكأن الماضي عاد بكل اوجاعه

لم يكن علي يشعر بوالدته لكن حسن احس بها

ليسحبها من أحضان علي وسط دهشته ويجلسها على الكرسي لتجلس بجسدها الذي اثقله الحزن وعينها معلقة. على باب الغرفة تتمنى ان تحدث معجزه تنقذه أو يكون هذا مجرد كابوس ستستيقظ منه

❤️❤️❤️


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close