رواية وهم الحياه الفصل السابع 7 بقلم خديجة احمد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية وهم الحياه الفصل السابع 7 بقلم خديجة احمد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
#وهم_الحياه
البارت السابع
نواره
كنت لسه خارجة من المحاضرة،
مخي تقيل وكلامه لسه بيرن في وداني،
ولسه بفكر أروح على فين…
فجأة إيد شدتني بعنف.
لفّيت بفزع،
ولما عيني جت في عينه
اتصدمت.
مراد.
قال وهو مكشر وبغضب واضح:
— في إيه؟ بقالك يومين مبترديش عليا ليه يا هانم؟
نفضت إيده بسرعة،
وقلت بحدّة وأنا برجع خطوة لورا:
— متنساش إننا لسه مخطوبين، ومش من حقك تلمسني.
وبعدين…
مش إنت اللي قلت يا أجيب الفلوس يا نسيب بعض؟
بصلي شوية،
وببرود قال:
— آه.
الكلمة نزلت عليا تقيلة،
بس خلّت القرار أسهل.
بصّيتله باستحقار وقلت:
— وأنا اخترت إننا نسيب بعض.
سحبت الدبلة من صباعي،
ورميتها في وشه.
لحظة…
وحسّيت كأني بقلع معاها حمل تقيل كنت شايلاه غصب عني.
لكن هو ما سابنيش.
قرب ووقف قدامي، صوته واطي بس مستفز:
— بالسهولة دي يا نواره؟
ضحكت بسخرية،
ضحكة مافيهاش ذرة فرح، وقلت:
— بالسهولة دي؟
هو مش إنت اللي خيرتني؟
وأنا اخترت، يا مراد.
نبرته اتغيرت فجأة،
وفيها ندم متأخر:
— أنا كنت بقول كده عشان نتجوز بسرعة.
نواره…
أنا بحبك، ومقدرش أعيش من غيرك.
بصّيتله،
والوجع كان سابق الكلام:
— وأنا مقدرش أكون مع واحد مستغل.
ولا عمري هأمن نفسي معاك.
لفّيت ومشيت.
خطواتي كانت ثابتة
بس قلبي كان بيتشد ورايا.
وكأني
سيبت روحي واقفة قدامه
ومشيت.
رجعت البيت…
وأخيرًا، قدرت أعيّط.
أول ما دخلت لقيت ماما قاعدة على الكنبة،
أول ما شافتني ابتسمت وقالت بحنان:
— حمدلله ع السلامة يا حبيبتي.
لكن الدموع كانت متكومة في عيني،
وأول ما قربت ولاحظت وشي المخطوف،
قامت من مكانها وقالت بقلق:
— مالك؟ فيكي إيه؟
الكلمة دي…
بس الكلمة دي
كانت كفاية تكسّرني.
قربت منها وحضنتها جامد،
وانفجرت في العياط.
عياط تقيل،
كأني بطلع وجع سنين مش لحظة.
كنت حاسة بكَسرة،
بحيرة،
مش عارفة اللي عملته صح ولا غلط.
فجر كانت دايمًا تقولي:
__مش كويس… بيستغلك… ابعدي.
وأنا كنت أرد:
__بيحبني، وده أهم حاجة.
بس زي ما بيقولوا…
مراية الحب عامية.
وأنا كنت شايفة مميزاته وبس،
مش شايفة نفسي وأنا بضيع.
ماما فضلت تطبطب عليا،
ولا سألت،
ولا حققت،
ولا ضغطت.
احتوت وجعي وبس…
وكأنها فاهمة كل حاجة من غير كلام.
طلعت من حضنها،
وصوتي كان مكسور وأنا بقول:
— أنا سبت مراد يا ماما.
ما شوفتش صدمة،
شوفت رضا هادي.
ما سألتش ليه.
كل اللي قالته بهدوء:
— روحي غيري هدومك وتعالي نتغدى.
هزّيت راسي وقومت،
دخلت أوضتي…
بس مغيرتش.
قعدت على السرير،
وعيطت تاني.
عيطت على نفسي،
وعلى اللي وصلتله.
سنتين معاه…
سنتين حبيته فيهم من قلبي.
وفجر كانت تحذرني،
وأنا أقول:
__بيحبني، وده كفاية.
بس الحب عمره ما كان كفاية
لما يبقى فيه استغلال وطمع.
ساعتها الحب بيتعكّر…
زي ميّه عدّى عليها الزمن.
كنت حزينة على نفسي،
وعلى الوقت اللي ضيعته ف علاقه بتستنزفني...
كان نفسي أبقى قوية زي فجر.
فجر اللي عمرها ما بكت،
ولا عمرها اتكسرت.
مفيش حد كان يقدر يجي عليها،
كانت دايمًا واقفة،
دايمًا قادرة.
لكن أنا…
أنا كنت العكس تمامًا.
أنا اللي بعيّط من أقل حاجة،
واللي لما حقي يضيع
أقنع نفسي وأسكت.
أتحامى في نفسي،
وأسيب الوجع يكبر جوايا.
كان نفسي أبقى زيها…
بقوتها،
بشجاعتها،
بإنها ما بتخافش.
كان نفسي أروح أبكي لها، وأحكيلها وجعي، ...وقد إيه اتأذيت منه،
وأسيبها هي تاخدلي حقي ...زي كل مرة.
بس فجر مبقتش فجر ....من بعد ما فقدت ذاكرتها ...بقيت حاسة إنها غريبة عني، قريبة في الشكل…
بعيدة في الروح.
كنت محتاجاها، ..بس مش لاقياها.
وكان نفسي حد يقف مكاني
ويواجه بدالّي.
بس الحقيقة المؤلمة
إن ده مش هيحصل.!
_______________
فجر
فتحت الدولاب وبدأت أختار لبسي بعناية.
ذوقي اللي دايمًا كان راقي…
واللي عمري ما فرّط فيه.
لبست بدلة نسائي أبيض في أسود،
رفعت شعري الطويل ديل حصان،
حطّيت ميكب هادي يبرز ملامحي،
ولبست الكعب.
كنت محتاجة أشوف نفسي جميلة
قبل ما أسمح لأي حد يشوفني كده.
أنا راجعة.
راجعة وأنا فجر بتاعت زمان.
مش هقول لحد إن ذاكرتي رجعت،
بس في نفس الوقت
مش هسيب حد يستغلني تاني.
جسمي لسه مش قوي كفاية،
لسه وقوفي مش ثابت،
ولسه ساعات بيخونّي…
بس ده مش هيوقفني.
هاجي على نفسي،
وأستحمل،
بس علشان أعرف كل واحد مقامه إيه.
أنا فجر الرفاعي.
وأي حد يفكر يدوسلي على طرف…
أنا هدوسله على عشرة.
وقفت قدّام المراية لحظة أطول من اللازم.
مش بتأمل شكلي…
كنت بتتأمل اللي جوايا.
الملامح هي هي،بس النظرة اتغيرت.
مبقاش فيها ضياع…
فيها حساب.
مدّيت إيدي ولمست الدبلة اللي في صباعي، لفّيتها مكانها بهدوء،
ولا شيلتها ....ولا شدّيت عليها.
لسه بدري.
خدت شنطتي ونزلت السلم واحدة واحدة،
كل درجة كانت بتفكّرني إني لسه مش زي الأول،بس برضه
مش ضعيفة!.
هنيه كانت واقفة تحت،بصّتلي من فوق لتحت ...والدهشة باينة في عينيها.
بصّتلها بنظرة هادية، ولا ابتسمت ولا اتكلمت.
خرجت من البيت، الهوا لمس وشي
وكأن الدنيا بتقولّي:
__أهلاً برجوعك
ركبت العربية ...وسمّيت ربنا
وحطّيت إيدي على المقود.
المشوار للشركة كان قصير
بس دماغي كان شغال طول الطريق.
مشاعر؟مفيش.
دموع؟ رافضاها.
دلوقتي وقت شغل.
أول ما دخلت الشركة الهمس بدأ.
العيون اتثبتت عليّا. نفس العيون
اللي كانت بتشوفني قبل الغيبوبة
سيدة المكان.
حد قال:
__مدام فجر؟
لفّيت وبصّيت له بثبات:
__أيوه.
الصوت كان صوتي النبرة نبرتي ..ولا رعشة.
فتحت باب مكتبي
ودخلت.
أول ما عيني جت عليه
..زين كان واقف قدّام المكتب
ماسك شوية أوراق
واضح إنه كان بيدوّر أو بيراجع حاجة.
أول ما شافني ...اتجمّد.
الورق نزل من إيده على المكتب
وعينيه وسعت بصدمة حقيقية.
قال بصوت طالع غصب عنه:
__فجر؟!
وقفت مكانـي
مشيتش خطوة واحدة
كأني أنا اللي اتفاجأت بيه مش العكس.
قال بسرعة وهو بيقرب:
__إنتي بتعملي إيه هنا؟!
إزاي جيتي؟!
ملامحه كلها قلق بس أنا. ...
كنت شايفاه كويس أوي.
رديت بهدوء:
_قولت أعدّي…
حسّيت إني مخنوقه
مسك إيدي بخفة وقال بقلق:
__إنتي لسه مش كويسة…
الدكتور قال—»
سحبت إيدي بهدوءمش نفض
ولا عصبية:
__عارفة…
بس محتاجة أحس إني أنا.
بصلي من فوق لتحت ..كأنه بيشوفني لأول مرة زي زمان
البدلة
الكعب
ثباتي اللي مش شبه التعب.
قال بتوتر:
__كنتي هتتعبيني لو وقعتِ.
ابتسمت ابتسامة خفيفة:
__متقلقش…
أنا باخد بالي من نفسي.
سكت شوية
وبعدين قال وهو بيحاول يرجّع سيطرته:
__أنا كنت براجع شغل الشركة بس…
زي ما اتفقنا.
هزّيت راسي:
__عارفة…
وأنا مقدّرة دا.
الكلمة ريّحته ..بس في نفس الوقت قلقته أكتر.
قرب خطوة:
__تحبي تقعدي؟
قعدت على الكرسي وهو سحب ..الكرسي اللي قدّامي وقعد.
بصلي بتركيز:
__حاسس إنك اتغيرتي.
ابتسمت بهدوء:
__يمكن…
أو يمكن بس بحاول أرجع.
سكت والسكون بينا كان تقيل.
وأنا من جوايا
كنت متأكدة من حاجة واحدة
هو قلقان…مش عليّا ...قلقان مني.
رجع المكتب تاني
بس المرة دي كان هادي زيادة عن اللزوم
النوع اللي يخوّف.
قعد قدّامي وهو بيعدّل الكرافتة:
__فجر…
فاكرة إيميل الشراكة مع شركة "أوريون"
رفعت عيني من على الورق:
__أوريون؟
عمل نفسه بيشرح:
__اه…
الشركة اللي كنا ناويين نوقّع معاها قبل تعبك.
ميلت راسي شوية:
__مش متأكدة…
الاسم مألوف بس مش فاكرة تفاصيل.
ارتاح ...بان في نفسه قبل وشه.
قال بسرعة:
__طبيعي، الدكتور قال كده.
ابتسمت:
__بس تحب أراجعه؟
يمكن لما أشوف الورق أفهم.
سكت ثانية
وبعدين قال:
__لا لا…
مش دلوقتي، خليكِ مرتاحة.
هزّيت راسي:
__زي ما تشوف.
قمت أقف
بس جسمي خانّي سنة ..مسكت طرف المكتب.
قرب بسرعة:
__خدي بالك…
إنتي لسه ضعيفة.
ابتسمت ابتسامة خفيفة:
__عارفة…
عشان كده سايبة كل حاجة في إيدك.
الكلمة الأخيرة خرجت محسوبة.
سايبة.
شافها ثقة مش تنازل.
قال وهو بيقوم:
__اطمني…
مش هخذلك.
بصيتله
بس من غير ما أطول:
__متأكدة.
خرج وأنا قعدت مكاني.
قلبي كان ثابت وعقلي صاحي.
أنا مش محتاجة أفتكر قدامه.
أنا محتاجة أخليه مطمّن.
لأن اللي جاي…
مش اختبار.
اللي جاي حساب.
مريم…
اللي بيخوني معاها
مش في شركتي.
مريم في عالمه هو.
في المكان اللي بيقضي فيه نص عمره ....بعيد عن عيني
وبعيد عن أي سيطرة ليا.
سكرتيرته.
اللي بتشوفه كل يوم ....وتسمع صوته وهو متوتر
وتعرف مواعيده أكتر مني.
وده اللي كان قالقني.
أنا مقدرش أقرّب لها مباشرة،
ولا أراقبها،
ولا حتى أسأل عنها من غير ما أبان مش طبيعية.
ف كنت محتاجة حد ...قريب منها قوي…
من غير ما يكون قريب مني أنا.
حد وجوده طبيعي ...حد يدخل ويخرج ..من غير ما حد يركز.
قعدت أفكر وأعيد التفكير
لحد ما عقلي وقف عند حاجة بسيطة
بس خطيرة.
الكافيه اللي تحت شركتهم.
زين كان دايمًا بيحكيلي عنه
قبل الغيبوبة
إنه بيقعد فيه
وإن السكرتارية كلها بتنزله.
ابتسمت.
الابتسامة اللي بتيجي لما الخطة تبدأ تتشكل.
مش محتاجة حد يعرفني.
أنا محتاجة حد يراقب
يسمع
ويحكي.
فتحت الفون وبدأت أقلب في أكونت زين، يمكن ألاقي أي أثر لها عنده.
ولغايه ما لقيتها…
لسه ملامحها محفورة في ذاكرتي، ولسه فاكرة اليوم اللي قفشتهم فيه والصدمة اللي عمرها ما هتتفارقني.
اتنهدت ببطء، دخلت على حسابها أشوف مين عندها ومين يعرفها…
لكن اتصدمت لما اكتشفت إنها أصلاً مخطوبة!
ضحكت ضحكه سخريه الموضوع طلع أسهل مما كنت اتخيل
ودلوقتي بس هيبدأ انتقامي !...
يتبعععع
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق