جاريتي الفصل الثاني
الفصل الثانى
كانت تشعر بالتوتر لقد مر أكثر من ساعه ولم يحضر ذلك المدير الذى يبحث عن موظفه ملتزمه بالمواعيد وهو من يتأخر شعرت بالغضب ولكنها لا تستطيع الرحيل هى تحتاج تلك الوظيفه ستقبل بأى شىء تريد أن تحضر لوالدها كرسى مدولب وتريد أن توفر علاج والدتها ... وأيضاً وجبات طعام دسمه ومغذيه ... كم تشفق عليهم فى مرضهم هذا و لا يتناولون غير الجبن أو الطعميه والفول وأحياناً العدس
كان يتابعها بعينه تبدو هادئه وصبوره وبحاجه للعمل بشده فمن فى مكانها و تظل تنتظر أكثر من ساعه كانت ثارت ورحلت كان يتابع حركه يديها وهى تنظر إلى الساعه هو لا يعلم لما رب عمله تأخر هكذا هذه ليست من عادته اشفق عليها فقال بصوت حانى
- تحبى تشربى أيه يا بنتى
نظرت ملك إلى كوب الشاى الذى أمامها وقالت
- شكراً مش عايزه حاجه ..بس
ليبتسم الرجل بهدوء لتكمل هى بعد أن اخفضت رأسها
- هو الباشمهندس هيتأخر أكتر من كده أنا بقالى أكثر من ساعه قاعده .
وفى تلك اللحظه يقتحم المكتب جسد ضخم يرتدى بدله سوداء حيا السيد خالد بأمائه من رأسه و فتح الباب الآخر الموجود بالغرفه ودخل وأغلق الباب .
نظرت إلى السيد خالد باستفهام فوقف على قدميه وهو يقول
- الباشمهندس وصل ... وعلى فكره يا بنتى دى أول مره يتأخر
لتخفض بصرها وهى تحاول تهدئة اعصابها الثائره هى لا تحب أحد يقلل منها أو يهينها تعلم أنه لم يعلم بوجودها من الأساس ولكنها احترمت موعدها وحضرت أبكر أيضاً
قال السيد خالد بهدوء
- ثوانى وتقابليه .
وطرق على الباب بخفه ودخل بعد أن سمح له بالدخول .
كان يجلس على مكتبه يشعر بالقلق .... والخوف لأول مره يشعر بالخوف ..... ذلك الأحساس مؤلم حقاً أنتظار موت من نحب وقف السيد خالد أمامه لينظر له وهو يقول
- حضرتك واقف ليه أقعد من فضلك
ليجلس السيد خالد وهو يقول بهدوء
- مالك يا ابنى أنت أول مره تتأخر كده
ليتنهد ذلك الجالس خلف مكتبه وهو يقول
- كان عندى مشوار مهم كان لازم أخلصه
ثم ديق عينيه بتركيز وهو يقول
- مين الأنسه إللى قاعده بره دى
ليمد السيد خالد يده بالملف الأزرق وهو يقول
- جايه تقدم على وظيفه السكرتيره وكمان جايه من طرف الأنسه فرح قسم المحاسبه .
لينظر الآخر إلى الملف بتركيز ثم رفع رأسه للسيد خالد وهو يقول
- طيب خليها تدخل
ليقف السيد خالد على قدميه وتحرك بإتجاه الباب وهو يقول
- لو تسمحلى أقول رائى البنت دى زى ما أنت عايز هاديه ومطيعه ومرتبه وبتلتزم بمواعيدها ..
صمت قليلاً ثم قال
- ومن الواضح أنها محتاجه الشغل جداً .
وفتح الباب وخرج ليظل الآخر ينظر إلى الباب قليلاً ثم اخفض بصره للورق أمامه وهو يقرأ الأسم المكتوب بجانب الصوره التى جذبت انتباهه بلون عينها المميز
- ملك حسن إبراهيم
كانت والدة ملك تحاول ترتيب الغرفه حين قال السطى حسين
- أنا اب مليش لزمه لا عرفت احمى بنتى زمان ... ولا قادر اريحها دلوقتى .
لتنظر له الست إنعام بشفقه وهى تقول
- متقولش كده يا حسين ده كل شئ قسمه ونصيب يا أخويا ... يعنى هو كان بايدك إللى حصلك ده .
ليقول وهو يهز رأسه بلا
- البت ما شفتش يوم حلو فى حياتها ... إللى شافته زمان ... ودلوقتى كمان بدل ما أنا اريحها واجهزها واعالجها هى إللى دايخه على شغل علشان تأكلنا وتعالجنا
لتربت إنعام على كتفه وهى تقول
- ده نصيب يا حسين .. وأنا حاسه كده ان شاء الله انها هتتقبل فى الشغل النهارده
ثم قبلت رأسه وهى تقول
- ادعيلها يا حسين ... ادعيلها يا أخويا ربنا يوفقها
ليقول بقلب اب يتألم ويشعر بالحصره وقلة الحيله
- ياااارب يا إنعام ياااارب
كانت تشعر بالخوف الشديد رغم احتياجها للوظيفه بشده كانت رحلت فهو شخص منافق يطالب بالالتزام وهو غير ملتزم وأيضاً ضخم جداً لقد رفعت رأسها للأعلى بشده حين دخل مكتب السيد خالد
دعت الله فى سرها أن يوفقها طرقت الباب طرقات رقيقه جداً سمعها ذلك الجالس خلف مكتبه بصعوبه ليسمح لها بالدخول
أشار لها بالجلوس أمامه فجلست بهدوء وهى تنظر أرضا ليجد هو الفرصه ليتفحصها قصيره بيضاء البشره خجوله ويزين وجهها حجاب جميل يظهر جمال بشرتها الصافيه
اجلى صوته وهو يقول
- آنسه ملك حسين إبراهيم مش كده
لتهز رأسها بنعم
ليكمل هو بهدوء
- بكالوريوس تجاره بتقدير جيد جداً .
لتهز رأسها مره أخرى
فيقول لها بعمليه
- مفيش شهادة خبره ولا حتى توصيه من وظايف سابقه أول مره تشتغلى
لتنظر له وهى تقول بتوتر
- لأ مش أول مره أشتغل بس مكنتش بفضل فى الشغل فترات تسمح بشهادة خبره أو توصيه
ليرفع حاجبه وهو يفكر بسخريه
« يبدوا أنها مشاغبه ويتم فصلها سريعاً »
لتقطع هى أفكاره قائله بصراحه
- حضرتك أكيد بتفكر أنى مشاغبه او مش ملتزمه لكن فى الحقيقه كل مكان كنت بسيبه بيكون لسبب شخصى جداً
نظر لها بعدم فهم وترجم ذلك بسؤال
- ياريت توضحى لأن إللى أنتِ بتقوليه ده ممكن يخلينى أرفض فوراً شغلك هنا
لترفع رأسها له بصدمه وخوف لمس بداخله شىء لا يفهمه ولكنه الأن أكثر إصراراًعلى معرفه أسباب تركها للأعمال السابقه
ليظل صامت ينظر إليها ذكرت الله فى سرها وقالت بهدوء
- أحياناً ساعات الشغل مش مناسبه مع المرتب ... او .... او المكان ميكونش مناسب .... او
لتصمت قليلاً فيحسها هو على الكلام قائلاً
- او أيه
لتخفض رأسها قائله
- او ... او المدير يعنى ...مش ...
ليقول هو قاطع عنها ذلك الإحراج الواضح عليها قائلاً
- تمام فهمت ... طيب يا آنسه ملك الشغل عندى هنا أهم حاجه فيه الإلتزام والامانه و المواعيد من 8 صباحاً ل 4
لتظل تنظر إليه ببلاهه وهى فارغه الفاه لم تصدق ما سمعت ليبتسم لها وهو يقول
- الصبح تكونى على مكتبك الساعه 8 صباحاً والأستاذ خالد هيفهمك كل حاجه .
لتبتسم ببلاهه وهى تقول
- يعنى أنا اتعينت كده .
لتتسع ابتسامته من الواضح أنه سيستمتع معها كثيراً وقال
- ايوه .. ولا عايزانى أرجع فى كلامى
لتقف سريعاً وهى تقول
- لأ لأ أكيد لأ .. متشكره جداً لحضرتك .
وتخرج سريعاً ليضحك هو بصوت عالى لقد غيرت موده كثيراً وانسته همه
كان زين يجلس فى مكتبه فى شركه الحراسه الذى فتحها بالشراكه مع صديقه المقرب من أيام الدراسه
فبعد ما حدث معه لم يستطع الإستمرار فى ذلك العمل
استدعى أحد أفراد الأمن الأكثر ذكائا وأوضح له ما يريد بالتفصيل وبأسرع وقت
حتى يستطيع أيمن تحقيق انتقامه ... ولكنه سيكون دائماً فى ظهره ... سوف يحميه حتى من نفسه .. لن يدعه يخسر نفسه ... ولن يكرر أخطاء الماضى من جديد .
زين شاب فى الثلاثين من عمره ... ذو بنيه رياضيه قويه وطول فارع كلاعبى كرة السله ... بعينه ذات لون خاص لا تستطيع تحديد لونها فهى تتغير مع لون قميصه وكأنه يرتدى العدسات اللاصقة بارد الهيئه ..... بعيون بارده مع لمحه حزن وانكسار يداريه بكبره وعناده .. وبروده اللا متناهى .
حين خرجت من مكتبه وقفت أمام السيد خالد الذى حين رآها أبتسم وهو يقول
- وأخيراً هرتاح فى بيتى .. مبروك .
لتضحك وهى تقول
- هكون هنا بكره الساعه 8 علشان حضرتك تفهمنى الشغل
ليقول بسعاده حقيقه فتلك البريئه تغللت إلى قلبه من اللحظه الأول لها هنا
- هستناكى وهعلمك كل حاجه
خرجت سريعاً بعد إلقاء التحيه لتتصل بفرح تخبرها بما حدث لتجد تلك الأخيره تصرخ فرحاً وهى تقول
- يعنى بقيتى زميلتى فى الشغل أنا فرحانه اوووى يا ملك مبروك يا حبيبتى ألف مبروك
كانت ملك تشعر أنها تملك الدنيا الأن أرادت إسعاد والديها لتذهب وتشترى بعض الفواكه وجلبت بعض الطعام الجيد من اليوم لن تكون هناك مشكله .. من اليوم ستحضر دواء والدتها فى ميعاده ... وتقوم بكل جلساتها .. وستحضر كرسى مدولب لوالدها حتى يتحرك فى البيت ولا يظل فى غرفته حين عادت إلى البيت وبشرت والديها ذهبت مباشراً للمطبخ لتعد وجبه الغداء وتحضر أطباق الفاكهه لهم
مر اليوم عليها سريعاً وهى تشتاق لغداً حتى تبدء العمل
عاد أيمن إلى بيته ومعه طعام الغداء فأمه لا تستطيع الحركه بسب مرضها وضع كل شىء على صينيه كبيره ودخل إليها ليجدها نائمه وضع ما بيده على الطاوله وجلس بجانبها حتى يوقظها ولكنها لا تستجيب له وقف سريعاً وأتصل بطبيبها الذى أخبره أنه سوف يرسل سياره إسعاف وهو ينتظره فى المستشفى .
كان يقف أمام باب غرفة العنايه يشعر بالخوف الشديد هل ستتركه الأن هل سيصبح وحيد ... أبتسم بسخريه وهو يقول
- وحيد أيه بقا ما أنا طلع ليا أب وأخت
خرج الطبيب وعلى وجهه علامات الضيق انقبض قلب أيمن خوفاً هل غادرته وتركته لهذه الحياه الظالمه وحيداً ربت الطبيب على كتفه وقال
- عايزاك
ليدخل لها سريعاً ليراها شاحبه بشكل يقبض القلب كل جسدها موصول بأسلاك وذلك الصوت الذى يخرج من الجهاز بجانبها ينبئه بقرب الرحيل
اقترب منها ليجثوا على ركبتيه وهو يمسك بيدها ويقبلها بحب عيناه تبكى فى صمت
فتحت عيونها لتنظر له وابتسمت وهى تقول
- أيمن
ليقترب منها أكثر وهو يقول
- خدامك يا أمى
لتزداد ابتسامتها وهى تقول
- أنا دلوقتى عرفت أن ربنا راضى عنى ومسامحنى علشان خلاك يا ابنى تسامحنى وتغفرلى غلطى فى حقك
ليقبل يديها وهو يقول
- متقوليش كده يا أمى .... أنا خدام تراب رجليكى ... جزمتك فوق راسى .. أنتِ استحملتى علشانى كتير كتير اوووى ... حقك عليا أنا سامحينى
لتبكى وهى تقول
- ربنا يرضى عليك يا حبيبى .... قلبى راضى عنك ... يوفقك وينجحك وتلاقى بنت الحلال إللى تريح قلبك وحياتك وتشيلك فى قلبها وعنيها
ليقبل يدها مره أخرى وهو يقول
- أنتِ إللى هتنقهالى يا ست الكل ... لازم تكون على مزاجك أنتِ .
لتبتسم بألم وهى تقول
- أيمن اسمعنى كويس ... اوعدنى أنك متأذيش نفسك ... اوعدنى أنك تحافظ على حياتك وتبنى نفسك ... اوعدنى أنك متأذيش أختك لأنها أكيد شافت العذاب ألوان من راجى .... اوعدنى يا ابنى .
ليقبل يدها وهو يقول
- أوعدك أخد حقك .. أوعدك أقف جمب أختى لو مظلومه واساعدها وأكون سند وظهر ليها ....
أوعدك أنى أحافظ على نفسى علشان خاطرك
لتبتسم براحه وهى تقول
- هتوحشنى اووى يا أيمن
كان صوت بكائه يزداد كان يشعر أن قلبه يتوقف معها ضربات قلبها التى تنقص ... قبل يدها وانحنى أكثر ليقبل قدميها وهو يقول
- ارجوكى خليكى معايا ارجوكى ما تسبنيش أنا محتاجك يا أمى محتاج دعاكى ليا .... ارجوكى
كان دموعه تغرق وجهه ويدها الذى يقبلها بشده وكأن قبلاته هى من تبث بها الحياه
لتقول بصوت ضعيف
- خلى بالك على نفسك ..... اشهد أن لا إله إلا الله .
وتغمض عينيها التى كانت تنظر إليه بحنان الأن ليصرخ بأسمها ....
- أمى لالالالالا أمى متسبنيش ارجوكى لأ يا أمى لأ
ليدخل الطبيب سريعاً يحاول الإمساك به وتهدئته ...خرج به من الغرفه وهو يصرخ
- أمى يا دكتور أمى راحت منى أمى سابتنى اااااااااه
ليشير الطبيب لإحدى الممرضات فتحضر له حقنه مهدئه قصيره المدى حقنه بها دون أن يشعر وأمر اثنان من الممرضين الرجال بحمله ووضعه فى غرفه قريبه حين استيقظ من غفوته الصغيره أتصل على زين ليحضر ويساعده فى إجرئات الدفن والتصاريح
وبالفعل حضر زين فوراً و قام بكل شىء حتى أنتهى صديقه من غُسل أمه وتجهيزها لمثواها الأخير
كانت دموعه لا تتوقف وهو يتذكر حياتها التى عاشتها محرومه من كل شىء من أجله هو وبسبب من سمى عرضاً رجل ... عاشت محرومه من زوج محب كحسام يدللها ويتعامل معها كامرأته المدلله ... ولكنها عاشت خادمه لتربى ابنها الوحيد غلطة أبيه ... والأن حان وقت دفع الثمن وسوف يجعله قاسى وبشده
كان ينظر إلى مقبرة أمه وهو يتوعد راجى قائلاً
- هخليك تتمنى الموت ولا تطلوش ... استنانى يا راجى
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق