القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جاريتي البارت 31بقلم سارة مجدي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله

جاريتي البارت 31


الفصل الحادى والثلاثون


جلست أمامه تنظر إليه باندهاش واهتمام ... كانت تشعر من داخلها من وقت معرفتها به أن هناك سر كبير فى حياته ... وان هناك ما يؤلمه بشده .... ولكنها الأن وهى ترى ذلك الألم المرسوم على ملامحه .... تشعر أنه يحمل الكثير والكثير

بدء يقص عليها علاقة والديه... زواجهم ... وخلافات عائلتها معهم .... ثم أول عمليه له مع والده .. واستشهاده ... أبتعاد أهل والده عنه .. ثم تلك القضيه الكبيره التى زبحت والدته فيها بسببه .

كانت تبكى بصمت ... عيناها محتقنه بشده .... و أنفاسها لاهسه .... ظل صامت لبعض الوقت ثم قال

- فى الوقت ده كنت خاطب بنت حلوه اووووى شكلاً ... من عيله متوسطه كنت بحبها جداً ... وأتمنى رضاها .... كنت بعمل كل إللى أقدر عليه علشان أسعدها .... كانت ديما تطلب منى أخرج معاها بلبسى الرسمى ... وكانت ديما تقولى أنها فخوره بيا ... كنت ببقا فرحان جداً بكلامها .... وكنت بحس بنفسى وبرجولتى أنها حاسه بالأمان معايا ... وأنها سعيده أن خطيبها رجل أمن يقدر يحميها ... كانت ديما أمى تحظرنى منها وتقول إنها مش بتحبنى.... وأنا كنت أكدبها .... وألوم عليها أنها ما بتحبهاش .... لحد ما حصل إللى حصل لأمى ... وقررت أقدم استقالتى.

أخذ نفس طويل بصوت عالى ونظر إليها نظره متألمه فقالت

- لو مش قادر تكمل كلامك ... بلاش مفيش داعى ... فى اى وقت تانى .

أبتسم بألم أكبر وقال

- هتصدقينى أنى حاسس أنى هخسرك ... أنا مستاهلكيش يا فرح .... أنتِ أنسانه نظيفه .... لكن أنا ألم الخيانه والغدر .. شبح الموت وريحة الدم موجودين فى حياتى

ربتت على يده وقالت

- طيب كمل كلامك .

أغمض عينيه من جديد وقال

- قدمت استقالتى وأتصلت بيها محتاج أتكلم معاها تقوينى وتدعمنى لكن إللى حصل العكس تماما فضلت تزعق وتقولى أنت مجنون أنت الداخليه كلها بتحترمك وبتسمع كلامك إزاى تستقيل ... إزاى تسيب سلطه ومركز أجتماعى علشان حاجه ممكن تحصل مع اى حد .

كانت ملامحها مندهشه مستنكره ليكمل هو قائلاً

-وبعد أسبوعين بس عرفت أنها اتخطبت لواحد من زمايلى إللى كانوا بيشتغلوا فى فريقى وأقل منى رتبه .

نظر لها بصمت ينتظر رد فعلها

ظلت صامته لدقائق طويله ثم قالت

- وأنت لسه زعلان أنها سابتك

لينظر لها باندهاش مستفز

- على أساس أنى مش راجل ومعنديش كرامه

لوت فمها بمتعاض وهى تقول

- طيب والمفروض أنا أعمل أيه دلوقتى أكون أنسانه طبيعيه واقولك ده ماضى وفات ... ولا أنت بتحكيلى علشان أتجنن عليك و أطلع الجنان

ليجيب بخبث

- وهو أنتِ أنسانه طبيعيه

نظرت له بعدم فهم ثم قالت

- تقصد أيه ؟

ليعتدل فى جلسته وهو يقول بأقرار

- هى الأنسانه الطبيعيه تنام ساعه تصحى ناسيه مواجة ماضى بيألمها .... هى الأنسانه الطبيعيه تنسى نفسها وتلبس شخصية أخوها علشان تنفذ وصيه ... أنتِ مش طبيعيه يا فرح ... أنتِ بتتألمى ومحتاجه حد يساعدك .


~~~~~~~~~~~~~~~~~~


كان يجلس أمامها فى إحدى المطاعم الراقيه التى أعتادت الأن الجلوس فيها بعد خطبتها له

كانت تنظر من النافذه على ذلك المنظر البديع الماء والخضره ولون السماء الصافى .... ظهرت على وجهها إبتسامه ناعمه أذابت ذلك الجالس أمامها يراقب كل لمحه وحركه منها هى تتأمل الطبيعه وهو يتأملها هى .

نظرت إليه لتجده يبتسم بحب فتلونت و جنتاها بالون القانى واخفضت بصرها فقال لها

- خلينا نتجوز بقا أنا محتاجك فى حياتى .. بقالنا ثلاث شهور مخطوبين وأنا متمسك بيكى .

اخفضت بصرها وقالت بهدوء

- ممكن تسمعنى للأخر

فهز رأسه بنعم لتقول بهدوء حذر

- أنا عيشت عمرى كله بتمنى حياه بسيطه ... أحس بالأمان والأطمئنان أنام وأنا مش خايفه أنى بكره ملاقيش دوا أمى او علاج أبويا ... او أنى ألاقى أكلهم ... ومن وقت ما اشتغلت عندك

-معايا

قاطعها قائلاً بأقرار آمر

لتنظر له باستفهام ليقول

- من أول ما اشتغلتى معايا مش عندى .

لتبتسم إبتسامه صغيره بامتنان ثم أكملت قائله

- كل الأحلام بقت حقيقه ... حققت كل إللى نفسى فيه ... لا وكمان الأنسان إللى كان مسببلى رعب وخوف أنت إللى كنت السبب فى أنى أتخلص منه ومن خوفى منه

بس غصب عنى .. كل ما أفكر فى فرق المستوى أرجع أخاف وأفكر أكيد فى يوم هتحس بالفرق ده وأكيد هتحس بيه ... لما تلاقى فرق كبير فمستوى أهل جوز أختك وأهل إللى عايزها مراتك

كادت أن تكمل ولكنه قاطعها قائلاً بغضب مكتوم

- بس مش عايز أسمع أكتر من كده .... خلاص يا ملك براحتك خدى كل الوقت إللى أنتِ محتاجاه علشان تتأكدى أن لا أنا ولا أختى ولا حتى سفيان وأهله بنفكر بالطريقه دى .... بس لازم تعرفى حاجه .. أنا معشتش فى قصور .. ولا كان عندى خدم .. أنا عشت عمرى كله فى بيت راجل بسيط .. صحيح كان عنده فلوس بس مكنش مليونير ... أنا يا ملك يهمنى الأصل الطيب والأخلاق مش الفلوس

قطع كلامهم صوت هاتفه ليجده سفيان الذى صرخ فيه حين قبل الاتصال قائلاً

- أختك بتولد وأحنا فى مستشفى (....)

وأغلق دون كلمه أخرى وقف أيمن سريعاً ودفع الحساب وأشار لملك فخرجت معه وهو يبلغها بما حدث أوصلها إلى منزلها وتحرك سريعاً ليذهب لأخته

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت جالسه معه فى غرفتهم يتحدثان وهو يدلك لها قدميها المتورمه بشده كان يتحدث فى كل شىء واى شىء يحاول إضحاكها وكانت بالفعل تضحك بشده

ولكن فجأه تحول ذلك الضحك لصراخ وبكاء وارتعاش وألم وكان هو يقف مكانه لا يعلم ماذا عليه أن يفعل أتصل على أمه فصعدت له سريعاً وبدأت ترشده لما عليه فعله

فساعد مهيره فى تبديل ملابسها وأخرج الحقيبه المجهزه سابقاً وحملها سريعاً ونزل أراحها فى الكرسى الخلفى وأجلس والدته بجانبها ووضع كرسيها المدولب فى حقيبة السياره وأسرع إلى المستشفى وهو يتحدث مع طبيبتها

حين وصل إلى المستشفى صرخ فى الجميع حتى يلحقوها كان يشعر بخوف كبير ... كان يريد أن يريحها من ذلك الألم الذى يجعلها تصرخ بأعلى صوتها

كان يقطع ممر المستشفى ذهابا وايابا بقلق .. أتصل على أيمن وأخبره .. وأتصل بجودى وحذيفه ... كان يريد من الجميع أن يدعوا لها يريد أن يطمئن عليها

كان يشعر أن الوقت بطئ وحين يسأل أحد عنها يخبره أن أمامها بعض الوقت فكان يصرخ فيهم بصوت عالى قائلاً

- خلصوها بقى ولا هو أنتوا عجبكوا ألمها وعذابها

ليحاول حذيفه تهدئته .. والسيده نوال تخبره أنه شىء طبيعى ... ولكن قلبه يؤلمه لا يتحمل عذاب صغيرته .. يشعر أنه كره ذلك الطفل قبل أن يراه ... لا يريده لا يريد ما يحذب حبيبته .

وبعد مرور وقت طويل جداً أستمع أخيراً لصوت بكاء وحين أبتسم استمع لصوت بكاء آخر

كان الجميع فى الخارج ينتظر على نار خروج اى شخص من الداخل ليطمئنهم لتخرج بعد عدة دقائق إحدى الممرضات وقالت بأبتسامه

- مبروك ولد وبنت زى القمر

لتشهق جودى باندهاش وتظهر معالم السعاده والفرح على وجه نوال و حذيفه.... تقدم سفيان منها وقال

- وهى مهيره أخبارها أيه .

لتقول له الحمد لله كويسه وزى الفل ... وهتتنقل الأوضه هى والأولاد حالاً .

اقترب سفيان من أمه وجثى على ركبتيه أمامها وقال

- بقيت أب يا أمى ... وأنتِ بقيتى تيته

لتربت على وجنته قائله

- مبروك يا حبيبى يتربوا فى عزك ودلال أمهم

ليسمع صوت مريم فى تلك اللحظه القَلِق تسأل عن مهيره

ليقف سريعاً يضمها بسعاده وهو يقول

- مبروك يا تيته

لتضحك بسعاده وهى تقول

- ألف مبروك يا حبيبى حمدلله على سلامتهم

ليقول لها

- الثلاثه

لتقطب جبينها بعدم فهم

ليقول موضحاً

- مهيره خلفت تؤام ... ولد وبنت

ليقترب حذيفه قائلاً

- وياترى هتسميهم أيه

ليقول بأقرار

- مهيره إللى هتسميهم

بعد عدة دقائق كان الجميع مجتمع حولها فى غرفتها ... والصغير بين يدى والده وبجانبه جودى وحذيفه والصغيره على قدم السيده نوال وبجانبها مريم تلاعبها بسعاده

اقترب سفيان منها وهو يقول

- الواد ده شبهك اوووى ... ينفع كده مش هلاحق عليه من البنات .

لتضحك بإرهاق واضح ليقول لها

- ها يا حبيبتى هتسميهم أيه

لتنظر له باندهاش ليكمل موضحاً

- أيوه أنتِ إللى هتسميهم .

ليضع الصغير فى حضنها لتقبل أعلى رأسه وقالت

- آدم .

ليبتسم بسعاده وهو يقول

- آدم سفيان صفوان الحديدى

لتقترب مريم من ابنتها وبين يديها الصغيره لتقبلها مهيره قائله بفخر

- و فجر سفيان صفوان الحديدى .


~~~~~~~~~~~~~~~~~~|


كان يجلس أمام صديقه الذى ينظر إليه باندهاش وهو يقول

- هو أنت كنت محتاج معاد علشان تقابلنى يا صهيب

ليقول صهيب بعمليه وجديه

- لأن المقابله دى مقابلة شغل .. وده بعيد تماماً عن الصداقه يا جواد

ليضع جواد ساعديه على سطح المكتب وهو يقول

- طيب يا سيدى ... أيه هو بقا الشغل ده

ليقول صهيب بعمليه شديده

- أنا عايز شركتك تدخل شريك معايا فى المشروع إللى بنفذه لكن من الباطن ... والنسبه إللى أنت هتحطها هتاخد ضعفها فى الأرباح مقابل عدم ذكر إسم شركتك

لتظهر معالم الدهشه على وجه جواد الذى قال باستنكار

- هو أنا هاخد ربا يا صهيب ... أنا لو وافقت على أنى أشارك من الباطن فمش هقبل أبدا أنى أخد ربا

ليحاول صهيب توضيح الصوره قائلاً

- يا جواد أنا بعوضك عن عدم ذكر إسمك فى المشروع وده حقك

ليقول له جواد بنوع من الأمر

- المعدات من بكره هتكون فى الموقع ... ومفيش اى مشكله متقلقش ... وبعدين أنا أطول أبقا معاك قى أول مشروع ليك واساند صاحب عمرى علشان يكبر .

ليبتسم صهيب بسعاده حقيقه

هذا هو صديقه جواد ... هو لم يخطأ يوماً فى إختيار جواد صديق وحيد له .... أبتسم وقال

- هنمضى العقود أمتى

ليقول جواد بهدوء

- المحامين يتقبلوا بكره ويتفاهموا ... بس المعدات هتنزل من بكره الموقع .

أبتسم صهيب ومد يده ليمسكها جواد وضمها بقوه .


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت جالسه بجانب محمد تضاحكه فى نفس الوقت الذى يجلس فيه محمود أرضا يقرأ وكانت مريم الصغيره تلاعب خديجه الصغيره النائمه فى مهدها النقال حتى رجوع مريم من المستشفى بعد أن تطمئن على مهيره


قال محمود بهدوئه المعتاد

- هى أبله مهيره تبقى أختنا أحنا كمان .

لتبتسم خديجه بهدوء وقالت

- تبقا أخت أختك خديجه وتبقا فى مقام أختك طبعاً .

صمت قليلاً ثم قال

- ماما هو أنتِ بتحبى خديجه الصغيره

لتضحك بمرح وهى تقول

- طبعاً يا حبيبى ... بحبها جداً كمان .

فقال ببرائه غير معهوده على ذلك السن المشاغب

- يعنى حضرتك مش هتزعلى مننا لو حبيناها

ليجيبه محمد بمشاغبه

- طبعاً يا ابنى أيه المشكله ما هى أختنا الصغيره زى مريم .. أنا مش عارف أنت بتفكر إزاى

كانت خديجه تنظر إلى ولديها وهى تفكر .. محمد مرح مشاغب كثير الكلام ... ومحمود هادئ وحزر دوماً ... لا تعلم لما كل ذلك الإختلاف بينهم ... دائماً تشعر أنها سبب فى ذلك ولكن لا تستطيع أن تضع يدها على السبب الأساسى .


كانت تنظر إليه بزهول ولكنه لم يوقف هجومه قائلاً

طارق لما مات وصاكى تكونى بسمه أهلك مش تموتى ... مقلكيش أدفنى فرح .... لكن طلب منك تكونى الضحكه إللى تترسم على وشهم ... لكن أنتِ .... أنتِ إللى قررتى أنك تموتى فرح وتدفنيها بالحيا .أنتِ يا فرح مش حد تانى

كانت الدموع تنهمر من عينيها وهى تنظر له بكره شديد ولكنه لم يهتم أراد أن يجعلها تنفعل وتخرج ما بداخلها كما فعلت من قبل ... حتى يغلق ذلك كله

فأكمل قائلاً

- أنتِ إللى خليتى أهلك ينسو فرح ... أنتِ إللى عيشتى فى الضل بمزاجك... أنتِ

لتضرب صدره بكلتا يديها وهى تصرخ به قائله

- أنت مين علشان تقولى كده .. أنت تعرف عنى أيه تعرف عشت إزاى قبل موت طارق وبعده ...أنا أصلاً كنت على الهامش ... من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا مليش وجود .

جلست بتهالك على كرسى مكتبه القديم وأكملت قائله

- ديماً طارق ... طارق قال ..طارق عمل .... طارق جاب ... وطى صوتك طارق نايم ... أهدى علشان طارق بيذاكر ..حتى حلم حياتى أنى أدخل هندسه عايزه تقلد طارق وتطلع مهندسه زيه ... طارق يخرج وأنا لأ ... أصحابه يجو البيت وأنا لأ

قاطعها قائلاً

- أنتِ بتكرهى طارق يا فرح

نظرت له سريعاً وقالت بصدق

- عمرى ... عمرى ما كرهته .. بالعكس أنا كنت ومازلت بحبه ...بحب أفضل جمبه أتعلم منه وهو كمان كان بيحبنى جداً ومكنش يقولى لأ على اى حاجه ... كان ديما يخرجنى معاه حتى لو ماما رفضت يقنعها .... طارق أنا خسرته ... وخسارته كانت كسرة ظهر وقلب ... وفقدان روح

فقال ليخرج كل ما بداخلها

- يعنى أنتِ مشكلتك مع أهلك .. حاسه أنهم مش بيحبوكى

صمتت تنظر إليه نظرات تشتت وضياع ثم قالت بتردد

- مفيش أهل بيكرهوا ولادهم

أقترب منها وجثى على ركبتيه أمامها وقال

- أكيد مفيش أهل بيكرهوا ولادهم بس ساعات ما بيعرفوش يعبروا عن الحب ده صح .... و عدم قدرتهم دى بتوصل للأطفال فكره أن أهلهم مش بيحبوهم وأنهم لازم يكونوا بشكل معين ... علشان يحبوهم .... وده إللى حصل معاكى يا فرح .

ظلت تنظر إليه تفكر فى كلماته التى لاقت صدى بداخلها ولكنها فجاءه تذكرت كلماته عن ماضيه ومعاناته و مأساته الكبيره فقالت بمشاغبه

- طيب يا حضره الطبيب النفسى الشاطر ليه معالجتش نفسك من عقد الماضى

ليقول بمكابره

- أنا مش مريض بالماضى يا فرح

لتقول بأقرار وهى تهز رأسها يمينا ويساراً

- للأسف مفيش مريض نفسى بيعترف بمرضه .. ديما يجو بعد العرفى مفيش حد يجى قبل العرفى

كان ينظر إليها باندهاش حتى تذكر تلك الجمله قيلت فى إحدى الأفلام الكوميديه .. إذاً تلك القصيره المكيره تمزح معه فابتسم وهو يقول

- معلش بقا عايزين نلحق اى حاجه عشان الواد إللى فى بطنى

لتضحك بصوت عالى وشاركها هو الأخر الضحك وبعد فتره قصيره صمتوا ينظروا لبعضهم البعض حتى قال وهو يفرد كف يده أمامها

- عاهدينى أننا نكون أصدقاء بجد ... ويكون كل واحد فينا بير أسرار التانى .... أصحاب وحبايب .. و بعد العرفى وقبل العرفى ... قولتى أيه .

لتضع يدها فى حضن يده وقالت بصدق

- أنا بجد محتاجاك فى حياتى ... زى ما أنت محتاجلى فى حياتك


~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يجلس أمامه ينظر إليه بأبتسامه شامته ولكنها سعيده شعر أيمن بالغضب ووقف يقول بصوت عصبى

- أنت شمتان فيا يا عمى .

ليضحك خالد برزانه وهو يقول

- بصراحه اه ... أصل أنت مش فاهم .

ليلوى أيمن فمه بامتعاض وهو يقول

- طيب فهمنى .

ليعتدل السيد خالد فى جلسته وهو يقول

- ملك من أول ما شفتها وأنا حسيت أنها مكتوبه على أسمك .... أنت عصبى وهى هاديه ... أنت رغم إهتمامك بالتنظيم والترتيب ..لكن حياتك كلها همجيه ومش مرتبه .... هى موعيدها مظبوطه وملتزمه أخلاقياً .... وأنت عمرك ما كنت هتقبل بنت غير كده ... علشان كده من أول ما شفتها وأنا دعيت من كل قلبى أنها تكون من نصيبك

أبتسم أيمن لكلمات السيد خالد التى لامست قلبه ولكنه عاد ينظر إليه بغضب وقال

- طيب شمتان فيا ليه ... علشان معذبانى صح

ليضحك السيد خالد بصوت عالى وهو يقول

- ولله ووقعت يا أيمن يا ابن حسام .... لا يا سيدى مش علشان معذباك .... بص يا أيمن ملك بنت بسيطه ... كل الحياه إللى أنت فيها دى هى حاسه أنها كبيره عليها .... حاسه أنها مش قدها ... غصب عنها خايفه تدخلها وتفرح بيها ترجع تتصدم بالواقع وتخرج منها .... مجروحه ومتهانه ... ملك خايفه على قلبها وكرامتها

ليتحرك أيمن من خلف مكتبه وجلس بجانب السيد خالد وهو يقول

- أنا بحبها بجد .. وقولتلها كده ... وأكثر من مره وضحتلها أنى مش بفكر بالطريقه دى .. ولا شايف فرق المستوى إللى هى بتحكى فيه ده

ليربت السيد خالد على قدم أيمن وهو يقول

- مش بالكلام يا أيمن ... بالفعل .... يعنى مثلاً

زورها فى بيتها كتير. ... أتصل بولدتها وقولها نفسى أكل مسقعه من إيدك .... روحلها البيت بدرى فى يوم ومعاك فول وطعميه وبتنجان مخلل .... حسسهم أن حياتك شبه حياتهم .. وأنك مش ابن الباشا ... أنت ابن حسام

ظل أيمن ينظر إليه طويلاً يفكر فى كلماته واقتنع بها وقرر أن يعطيها كل وقتها .. وأن لا يضغط عليها حتى تكون مرتاحه ... أبتسم بشجن ثم قال

- رغم أنك عرفت الحقيقه ... وان حسام الدين أحمد مش أبويا ... بس لسه بتقولى يا ابن حسام

ليقول السيد خالد بأقرار

- لأن الأب هو إللى بيربى ...مش إللى بيخلف ... وأنت ابن حسام ..تربية إيديه ... أخلاقه مزروعه فيك ... وروحه سكنتك من يوم ما أتولدت .

كلمات أعادت لذلك الجالس أمامه الروح .. السعاده والراحة ليقف على قدميه وقبل أعلى رأس السيد خالد وقال

- شكراً لوجودك فى حياتى .


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


بعد أسبوع

كانت تجلس بغرفه الصغار هى وأواب تنتظر مهيره التى ذهبت لتحضر لها عصير المانجو التى أصبحت تدمنها .... كان أواب ينظر إلى الصغيره وعلى وجهه إبتسامه بريئه وقال

- عنيها حلوه اوووى ... وايديها صغيره جداً .

لتضحك جودى وهى تقول

- أنت كمان كنت كده وأنت صغير يا حبيبى

نظر لها نظره خاطفه ثم قال

- ينفع أتجوزها .

لتضحك جودى بسعاده وقالت

- طبعاً وهى هتلاقى أحسن منك

لينظر لها الطفل وقال بهدوء وبراءه

- بس أنا مش بمشى ... أكيد هى مش هتحب تلعب معايا .

كانت تتابع حديثه منذ البدايه فوقفت مكانها تنتظر باقى كلماته حتى لا تقطعها وعند ذكره لتلك النقطه اقتربت وهى تقول

- أنت بكره هتخف وهتقدر تمشى .... وفجر عمرها ما هتفكر فى كده عارف ليه

لينظر لها الطفل بلهفه وقال

-ليه

لتقول وهى تجلس أمامه أرضاً على ركبتيها

- علشان هى بنت سفيان .... سفيان الراجل الحقيقى إللى تتمناه كل بنات العالم ... حب وأختار واحده عارجه حبها بجد وشافها كل الدنيا .... كانت فاقده الثقه بنفسها وحبه رجعاهلها تانى .

ثم نظرت لفجر الصغيره وقالت

- فجر هتكون تربية سفيان .... وتربية سفيان عمرها ما تفكر بالطريقه دى

كان يستمع إلى كلماتها وقلبه يرقص سعاده وفرح .... وعلى وجهه إبتسامة فخر قرر عدم دخوله إليها وتحرك إلى غرفتهما معاً وأغلق الباب بهدوء سينتظرها هنا .. فى عشهم الصغير .

كانت الدموع تجرى على وجنتيها من تلك الكلمات .. هى من تعرف كل تفاصيل قصه مهيره و سفيان .. وتعلم كم كانت تعانى مهيره وكم مر عليها من أمور عصيبه .. اقتربت منها وقالت بمرح

- وبعدين يا ابنى هما يطوله .. دا أنا هطلع عنيهم ... وهكون حما شديده اوووى .. اووى اوووى .

لتضحك مهيره وهى تقول

- لأ أنا كده أطمنت على بنتى

ليضحكا سويا غافلين عن ذلك الصغير الذى مد يديه وأمسك بكف الصغيره وعلى وجهه إبتسامه ناعمه بريئه جذابه


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


كانت تقف بجانب خديجه تتابعها وهى تبدل لخديجه الصغيره ملابسها ... فمريم تشعر بالرعب من تغير ملابس الصغيره دائماً تشعر أنها ستؤذيها فقررت خديجه تولى ذلك الأمر من أول الأستحمام لأرتداء الملابس

وفى نفس الوقت كانت خديجه تقص عليها عدة مواقف لمحمود ... وكلماته التى أصبحت تقلقها .... هى تخشى أن يكون الطفل لديه مشكله نفسيه جلست مريم أمامها وهى تقول

- أحنا مش لازم نسكت على كده بس أنا رأيى لا أنا ولا أنتِ تكلميه .. أبوه هو إللى يكلمه ... ياخده كده فى حته بره ويقعد معاه ويكلمه ... ويشوف إيه إللى فدماغه ... ولو حس يعنى أن الموضوع كبير .... فى دكاترة أمراض نفسيه للأطفال

لتقاطعها خديجه قائله بعصبيه

- ابنى مش مجنون يا مريم

لتقول لها مريم بحزم ولكن بصدق

- ومين قال إنه مجنون .... بس لو الولد فى حاجه مضيقاه ومقلهاش لينا ممكن يقولها للدكتور .. وكمان الدكتور يقدر يرشدنا نعمل أيه معاه .... وأيه هو التصرف الصح

ثم اقتربت من خديجه لتقول

- يا خديجه أنا بحب ولادك ... وبعتبرهم ولادى ... وبخاف عليهم ... وأتمنى ليهم كل خير ... وبعدين هما أخوات بنتى وسندها فى الدنيا .... ما أنتِ عارفه أنا سنى كبير يعنى مش هعشلها كتير

تنهدت خديجه بصوت عالى وقالت وهى تربت على كتفها

- متقوليش كده ربنا يخليهالك ويخليكى ليها .... خلاص هقول لعادل بكره لما يجيلى ونشوف هنعمل أيه

لتقول مريم بأقرار

- وأحنا لسه هنستنى لبكره نبدل الأيام يا خديجه الموضوع ده منسكتش عليه علشان ميزيدش .

لتبتسم لها خديجه إبتسامه صغيره وهى تهز رأسها بنعم فى نفس اللحظه التى تمسك فيها مريم هاتفها لتتحدث مع عادل وتخبره أن يذهب اليوم لخديجه لأمر هام .


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


جالسه أمامه تنظر إليه بتعجب شديد كيف فكر فى تلك الفكره .... وهى تستمع لكلمات شريف له توضح له الخطه القادمه فى العمل

كانت تشعر بفخر كبير ... وسعاده لا توصف ... لا ينغص عليها سعادتها وتجعلها ناقصه هى مرور عام على زواجها دون إنجاب

قطب جبينه وهو ينظر فى أتجاهها بعد أن صمت شريف عن سرد الخطه وكيفيه تنفيذها كانت هى بعيده بأفكارها عما يقوله

ناداها صهيب بصوت عالى لتنتبه له

ونظرت له بتشتت وقالت

- نعم يا صهيب .

ليبتسم وهو يقول

- سرحتى بعيد عنى روحتى لفين .

لتقول له بأبتسامه صغيره

- بفكر فى إللى حصل .. وقد أيه أنت دماغك حلوه وأفكارك كلها صح .

شعر من صوتها أن بها شىء من الضيق ... فقال لشريف

- لو سمحت يا شريف خلص كل الورق .... وأبقى هاتهولى .

ليهز شريف رأسه بنعم وغادر بعد أن ألقى نظره خاطفه على زهره

تحرك صهيب من خلف مكتبه وأقترب منها وقال

- مالك يا زهره أيه إللى ضايقك

أمسكت يده وهى تقول

- ولا حاجه يا حبيبى ... متشغلش بالك أنا كويسه

ظل صامت لثوانى قليله ثم قال

- سيبيها على الله يا زهره ... أحنا عملنا كل إللى علينا وكل الدكاترة إللى رحنالهم قالوا إن مفيش عندك وعندى اى مشاكل ... يبقى نقول يارب وبس

وضعت رأسها على صدره وقالت

- يارب .

ليربت على ظهرها وهو يقول خلفها

- يارب .


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


كانت تسير أمامه ببطنها البارز التى تزيدها جمالاً ورقه ... كانت ترتب بعض الأغراض ...مكان لعبها هى وأواب كالعاده

دائماً تجعل له وقت خاص فى اليوم تلون معه وتقرأ له القصص .... يلعبا ببعض المكعبات التى تساعده على تنمية مهاراته وقدرات يديه ... وبعدها تقوم ببعض التمارين لقدميه الذى أوصى بها الطبيب .. ورغم صعوبة الحمل عليها إلا أنها تصر على أن تقوم هى بكل ذلك بنفسها وقف واتجه إليها ليحتضنها من الخلف وقبل رقبتها وقال

- أرتاحى بقى شويه .. أنتِ طول الوقت عامله زى النحله كده

لتبتسم وهى تريح رأسها على كتفه وهى تتنهد براحه وقالت

- أنا مش بتعب من أواب أبدا ... أنا بحب كل لحظه بقضيها معاه .

لينحنى ويحملها وهو يقول

- بس حبيبتى أنتِ تعبانه أصلاً من الحمل

أراحها على السرير وهى تقول

- ما أنا هرتاح اهو ... مش أنت هتخلينى أرتاح

ليقبل أعلى رأسها .. ثم وجنتيها ثم أقترب من شفتيها ليخطفها فى قبله طويله وعميقه .... وبدأت يده تتلمس كل أجزاء جسدها برغبه طالت كثيراً بسبب أعراض الوحم وغثيانها من رائحته ومن الطعام وبدء بخلع منامتها وأذا بها تصرخ صرخه صغيره وشعر بشىء ما يتحرك تحت يده الموضوعه على معدتها

لينظر لها باندهاش وخوف لتضحك بصوت عالى وهى تقول

- حتى إبنك بيعترض

لينظر لها بشر وهو يقول بغيظ

- لما يشرف بس .. هعلقه فى مسمار فى الحيطه ... وفى الرايحه والجايه هضربه على قفاه .

لينزل عن السرير وهو يرغى ويذبد ... وهى تضحك بشده

يتبع 


تكملة الروايه من هنا هنا  



 

تعليقات

التنقل السريع