جاريتي
الفصل الثاني و العشرون
كان يقف فى شرفة منزله بعد مكالمه زين له يطمئن أنه استطاع أن يجد من يخلصه من حسان .... بطريقه قانونيه وأيضاً يضمن سلامة ملك وأهلها
أغمض عينيه وأخذ نفس طويل وهو يتذكر أحداث ذلك الشهر أنها حقاً غريبه تلك الفتاه بكل حالاتها غريبه .. وجميع ظروفها أيضاً ... أبتسم حين تذكر قبل قصه حسان وكل ذلك الغموض والأكشن..... كم أن ملك حقاً بريئه
جلس على الكرسى الذى بجانب الشرفه وهو يتذكر ما حدث قبلها بأسبوع بعد أن أكتشف أن أمها مريضه كلى كانت هى أخبرته ذات مره ولكنه من قلقه لم يتذكر وقتها أغمض عينيه من جديد لتعود إليه ذكريات ذلك اليوم
كان يشعر بالغضب مر ثلاث أيام ولم تحضر إلى العمل ولا يستطيع الوصول إليها ... لا يعلم ماذا حدث معها منذ ذلك اليوم التى كانت تقف معه تستمع لتعليماته بانتباه ليسمع صوت هاتفها فيأمرها بالرد لتركض بعدها دون كلمه إلى الخارج ومن وقتها لا يعلم عنها أى شئ
جلس مكانه يفكر كيف يصل إليه
ليقف فاجئه وهو يتذكر صديقتها التى تعمل بشركته وصل إليها ليقف أمامها وهو يقول
- ملك فين يا آنسه فرح ؟
لتنتفض ملك مكانها وهى تقف وتقول بصوت مهزوز
- ما..مامتها تعبت ونقلوها المستشفى .
ليقطب جبينه وهو يقول
- هى والدتها عندها أيه ؟
لتقول بهمس
- فشل كلوى .
ليشعر بوغزه بقلبه مؤلمه وموجعه وهو يتذكر ألمه السابق على أمه وما شعر به وقتها
وتذكر أيضاً حين طلبت ملك إذن لساعتان لتذهب مع أمها للمشفى
أخفض رأسه قليلاً وقال بصوت هادئ
- هى فى أنهى مستشفى
لتمليه عنوان المستشفى
ليخرج سريعاً دون كلمه أخرى
وصل إلى هناك وعرف أين غرفة والدتها وصعد سريعاً ليجدها تجلس القرفصاء بجانب رجل كبير على كرسى مدولب وتستند على الحائط وهى تضع رأسها بين كفيها
أقترب بهدوء وبطلته الجذابة والمهيبه المخالفه للمكان وقف أمامها وهو يقول
- مساء الخير
لترفع رأسها تنظر إليه ثم وقفت سريعاً تنظر إليه بخوف وضياع ويأس ثم قالت
- أيمن بيه
ليقطب جبينه من تلك الكلمه التى عادت مره أخرى للسانها ولكنه لن يعاتب أو يلوم الأن ... فقال مباشراً
- والدتك أخبارها أيه ؟
لتعض على شفتها السفليه بأسى وتقول
- بين الحياه والموت ... خلاص كليتها مابقتش مستحمله ... مفيش أمل
ليقول لها وهو على نفس التقطيبه
- والحل
لتجيبه سريعاً
- محتاجه حد يتبرعلها ولو لقيناه .. هنجيب الفلوس منين .... ملناش غير نقول يارب .
ليقول لها بعمليه
-الدكتور بتاعها فين ؟
لتقول بصوت هادئ ولكنه يقطر ألماً
- مكتبه فى الدور الرابع ... واسمه عبد الحميد .
ليتحرك من أمامها بعد أن هز رأسه بنعم
فى ثوانى انقلبت المشفى رأس على عقب والكل يركض فى كل مكان
ووجدت مجموعه من الأطباء يدخلون إلى غرفة أمها وبعد دقائق كانت أمها فى سيارة الإسعاف لمستشفى خاص و كبيره
وقفت أمامه تشعر بالضياع ليقول لها كل ما يدور بداخلها
- أنتِ ليكى تأمين فى شركتى وده ليكى وللأقارب من الدرجه الأولى ... وعلاج ولدتك على حساب التأمين ده .
لتنظر له ببلاهه ثم قالت
- بس أنا لسه مكملتش حتى ثلاث شهور شغل علشان ده كله
ليبتسم وهو يقول
- من أول يوم ... ويلا بقا علشان نلحق نروح وراهم
وتحرك من أمامها وهو يرسل رساله لصديقه الطبيب بما قاله لها حتى لا يخطئ فى شىء أمامها .
جلست القرفصاء أمام والدها وشرحت له كل شئ لينظر إلى أيمن بأبتسامه شكر وامتنان ... ردها إليه أيمن بأبتسامه حقيقيه ... وربت على كتفه وتحركوا من فورهم إلى المستشفى الخاص .
حاله والدتها لم تكن بذلك السؤ ولكن قلة الضمير هى ما جعلتها تعيش كل ذلك الألم ... وان حالة الكلى ليست سيئه إلى تلك الدرجه .. وما زال هناك وقت للتفكير فى حل العمليه والمتبرع .... حدد لها الطبيب معاد لجلسات العلاج ... وصرف لها أدويه جديده أراحتها .... ولكن ملك لم يكتب لها الراحه بعد ... فظهور حسان جعلها تزبل من جديد ... عاد من أفكاره على صوت هاتفه ليجدها مهيره
اجابها سريعاً وهو يقول
- بنت حلال كنت لسه هكلمك
لتضحك هى بصوت عالى وقالت
- طيب أنا بتصل أطمن عليك وكمان اعزمك على فرح جودى وحذيفه بعد أسبوع .
ليبتسم وهو يقول
- ألف مبروك يا حبيبتى ... وأنا كنت هكلمك علشان عايزك أنتِ وسفيان تيجوا معايا أخطب .
لتهلل بسعاده قائله
- بجد يا أيمن .. هى مين واسمها أيه .. وعندها كام سنه .. بتحبها بجد وهى بتحبك
ليبتسم أيمن بسعاده حقيقيه من كلمات أخته .. هى لم تقل غنيه أم فقيره أو إبنة من .. بل سألت عن الحب ليقول لها
- أنا كنت ناوى أجيلك بعد بكره و اشرحلك كل حاجه .
لتقول له بسعاده
- وأنا مستنياك
عادت زهره وصهيب من شهر العسل وهم فى قمة سعادتهم ... كانت من أجمل الأوقات التى مرت عليهم قبل أن يذهبا إلى البيت طلب منها صهيب أن تمر على عنوان ما
ذهبت إليه وأوقفت السياره فطلب منها أن تترجل وبالفعل
ترجلت من السياره وتحركت لتقف بجانبه فأشار بأصبعه للأعلى فرفعت عينيها إلى الأعلى لتقع عينيها على لوحه إعلانيه كبيره ملونه بشكل جذاب ... وبدأت تقرأ ما كتب عليها شركة «« الزهره للهندسيه والتعمير »» لتشهق بصوت عالى وهى تره أسمها يزين تلك اللوحه
لتمسك يده بقوه تقبلها بحب وهى تقول
- حلوه اووى يا حبيبى .... شكراً يا صهيب شكراً .. دى بجد أحلى مفاجأه .
ليبتسم لها بحب وقال
- دى ولا حاجه جمب كل إللى أنتِ عملتيه علشانى ... يا زهره أنا حياتى كلها قليله عليكى .
لتضم ذراعه التى تمسكها وقالت
- أنت وجودك فى حياتى هو سبب سعادتى ... وهو سبب حياتى
ليربت على رأسها وهو يقول
- تعالى نطلع علشان تشوفى شركتك
لتصحح له قائله
- شركتنا .
صعدا إلى الأعلى وأمام باب الشركه كانت شهقتها الثانيه من إتساع الشركه التى كانت تظنها صغيره ومجرد مكتب هندسى بسيط لتجد كميه كبيره من الموظفين أقترب صهيب من أذنها وقال
- أوصفيلى إللى أنتِ شيفاه عايز أشوفها بعنيكى .
لتنظر له بحب وبدأت فى الوصف وهم يسيرون إلى الداخل
- على اليمين مكتب الإستقبال والبنت إللى واقفه فيه حلوه ... وده مش حلو على فكره
قالت الأخيره بصوت تحذيرى ....ليبتسم صهيب أكملت قائله
- وبعد الإستقبال على طول فى طقم مكتب جلد تحفه لأنتظار العمله ....على الشمال قسم الهندسه
واو بجد ست مهندسين ومهندسات .
ظلت إبتسامة صهيب على وجهه يستمع إليها هو بالتأكيد يعرف كل ما تقوله الأن ولكن الوصف بصوتها السعيد المندهش مختلف تماماً ومبهج جداً...... أكملت هى
- على اليمين فى ثلاث مكاتب أنا مش عارفه الحقيقه هما أيه
ليقول لها
- خدمة عملا ... يعنى الرد التليفونات .... أى حد كان يسأل ويفهم ويستفسر كده يعنى .
لتهمم بفهم ثم أكملت
- اممممم فهمت .. حلوه الفكره .... أحنى وصلنا لمكتب المحاسبه .
ليقول هو
-وقدامه السكرتارية مش كده
- فعلاً وفى الوش مكتب المدير .
ليبتسم وهو يقول
- مكتبنا ... المكتب ليه دخلتين من بره هنا ومن عند السكرتارية ... تحبى تدخلى منين
لتمسك بذراعه بقوه وهى تقول
- من السكرتارية طبعاً علشان أشوف سكرتيرة حضرتك .
ليضحك وهو يقول
- أيوه شوفيها ووصفيهالى .
لتضرب ذراعه بقوه ليضحك بصوت عالى فى نفس اللحظه التى وقفت فيها شابه جميله كانت تجلس خلف مكتب السكرتاريه تنظر إلى صهيب بإعجاب لتقوم زهره بقرصه فى خصره .لينتبه لها فقالت بصوت ثابت
- صباح الخير يا آنسه
لتجيبها قائله
- صباح النور يا فندم أى خدمه ... الباشمهندس صهيب لسه مجاش
ليضحك صهيب وهو يقول
- هو أنا أتأخرت اووى كده ليه
لتنظر له الفتاه بدون فهم ولكن نظرات الإعجاب بعينيها لم تقل لتقول زهره من بين أسنانها
- يظهر أن حضرتك أصلا مش هتيجى تانى .
ليضحك بصوت عالى لتشعر الفتاه بالضيق من تلك الفتاه التى تمسك بذلك الشاب وقالت
- ممكن أفهم حضرتكم مين
ليجيبها صهيب بجديه
- أنا المهندس صهيب ودى تبقا المهندسه زهره زوجتى وشركتى .
لتتلجلج الفتاه وهى تقول
- أنا آسفه جداً ... أتفضل يا فندم .. أتفضلى حضرتك .
وفتحت باب مكتب صهيب .وهى تكمل
- أنا آسفه جداً أنا مكنتش أعرف حضرتك وحضرتها
لتجيبها زهره قائله
- حصل خير تقدرى تتفضلى على مكتبك وتطلبيلنا أتنين عصير
وبعد خروج تلك الفتاه قالت زهره بقوه
- وبعدين بقى أحنا هنبدأها كده ....
ليمد لها يده وهو يقول
- تعالى يا زهرتى
لتتقدم منه و تمسك يده ليجلسها على قدمه وهو يقول
- خليكى متأكده أنى حتى لو كنت بشوف ... عمرى ما هشوف غيرك ... يا زهره أنتِ الحياه بالنسبالى ... وأنا لايمكن أضحى بحياتى علشان أى حاجه مهما كانت .
لتضمه بقوه وهى تقول
- أنا بحبك اوى وبغير عليك اوى .. أعمل أيه بس
ليضمها هو الأخر وهو يقول
- تطمنى يا زهره .. أنا مستحيل أكون لغيرك
ليفتح الباب فجأه وتشهق الفتاه بصوت عالى وخرجت سريعاً
- لتقف زهره بخجل ويضحك صهيب بصوت عالى .
كانت فرح منكبه على بعض الأوراق تحاول ترتيبها .. وتنظيمها بعد أن راجعتها كان هو يراقبها من خلف زجاج مكتبه ... أبتسم وهو يتذكر مراقبته لها طوال ذلك الأسبوع ... أنها جاده جداً فى عملها .... هادئه معظم الوقت .. وفى الغالب لا يظهر جنانها إلا مع والدها ووالدتها ... أو مع صديقتها ملك
اعتدل فى جلسته وهو يفكر يريد أن يتحدث معها أن يناغشها يفهم منها من هو ذلك المدعوا مصطفى أبو حجر ....
وقف على قدميه وخرج من المكتب ووقف أمامها ولكنها لم ترفع عينيها عن الأوراق فجلس وهو يقول
- إزيك يا آنسه فرح
لتنتفض واقفه تنظر له بقلق
لينظر لها باندهاش .... وأشار بيده لها بأن تهدء لتجلس من جديد وهى تنظر له باستفهام فقال لها
- أنا آسف مكنتش متخيل أنى بخض اوى كده
لتقول له بهدوء
- لا أبدا أنا بس كنت مركزه اووى فى الورق إللى قدامى
ثم رفعت عينيها إليه وهى تقول
- هو حضرتك عايز حاجه
- قهوه
لتنظر له ببلاهه ثم قالت
- نعم
ليبتسم إبتسامه سمجه وهو يقول
- عايز قهوه
لتظل نظراتها البلهاء على وجهها ثم قالت
- حاضر هطلب لحضرتك
ليقاطعها وهو يقول
- لأ أنا عايزها من إيدك ... لو سمحتى
ظلت تنظر إليه وهى تفكر بداخلها أنها تريد أن تضربه بشئ حاد فوق رأسه ولكنها تراجعت عن الفكره لتظهر لها فكره جديده وابتسمت بشر وهى تقول
- حاضر يا أستاذ زين
وقالت الأخيره بصوت هادئ بطئ
ظل ينظر إلى ظهرها وهى تغادر الغرفه ... ليرفع حاجبه وابتسامه منتصر ترتسم على ملامحه .
كانت جودى وحذيفه يتجولان بين اتيليهات فساتين الأفراح وكانوا مثل الأطفال يتشاجران على كل شىء ... ذلك الفستان ضيق ... وذلك قصير ... هذا مفتوح .... كانت جودى تختار الفساتين التى تثير الغيره حتى ترى تلك النيران التى تشتعل فى عينيه
حتى وقفت أمام فستان أحلامها فستان كفستان الأميرات أشارت إليه بأصبعها ليبتسم وهو يقول
- تعالى نشوفه .... هيبقا بيجنن عليكى .
ظل جالسا ينتظرها ليجدها تدخل وبيدها صينيه وعليها كوب قهوه وكوب ماء وضعتها أمامه بأبتسامه سمجه وهى تقول
- اتفضل
ليبتسم لها بانتصار ويمسك كوب القهوه ويحتسيه تحت نظراتها الشامته .
أنتهى من احتساء الكوب ونظر لها بأبتسامه كبيره وقال
- شكراً بجد تسلم إيدك .... فنجان القهوه من تحت إيدك له طعم مختلف
لتبتسم بشكر ثم قالت
- بألف هنا
ليضرب على سطح مكتبها بأصابعه وهو يقول
- كنت عايز أسألك هو باباكى بيشتغل أيه
لتنظر له بتركيز ثم قالت
- مدير عام فى مصلحه حكوميه
- ليكى أخوات
لتنظر له بحزن وهى تقول
- أيوه ليا أخ واحد بس الله يرحمه .
لينتبه على كلماتها وهو يتذكر ذلك الموقف حين كانت تكلم والدها
ليترحم عليه بصوت عالى لتأمن خلفه ... كاد أن يقول شىء أخر ولكنه شعر بألم قوى بمعدته جعلته يقف سريعاً ليتجه إلى الحمام
لتضحك هى بسعاده واخرجت من جيب بنطالها كيس صغير به بودره لونها أبيض قبلته وهى تقول
- شكراً يا قمر .. علشان يبطل يعاملنى على أنى خدامه عنده
كان أيمن يلملم أغراضه حين ضغط ذر استدعاء من ملكت قلبه ..... دلفت إلى مكتبه فقال لها
- أنا مسافر بكره لمسألة ضروريه ... اجلى كل مواعيد بكره
لتجيبه قائله
- حاضر يا فندم .. حضرتك تأمر بحاجه تانيه
ليتقدم ويقف أمامها وهو يقول
- مش أوامر يا ملك .. ولو هأمر حد أكيد مش أنتِ
صمت لثوانى ثم قال
- متنسيش تقولى لوالدك أنى جاى يوم الجمعه أنا وأختى
لتقول له
- أنت مش مصدقنى لما قولتلك أنى جسمى متشوه
لينظر لها بغضب ثم قال
- يا بنتى أفهمى أنا بحبك .. لا يهمنى ظروفك ولا فقرك ... ولا تشوه جسمك ..... ولا خايف من البلطجى إياه ... أنا بحب روحك .. نظرة عنيكى .. برائتك .. خجلك إلتزامك .. يا ملك أنتِ ملاك ... وأنا محتاج ملاك فى حياتى .
ظلت تنظر إليه باندهاش وهى تقول
- البلطجى .
لينتبه لكلماته ولكنه لم يعد هناك مكان للتراجع ليقول لها
- بعد ما اجيلكم يوم الجمعه وتوفقوا عليا هحكيلك كل حاجه ... ماشى .
لتهز رأسها بنعم .... ولكن نظرات عينيها كانت كلها شك وخوف ... وقلق
فأقسم هو بداخله أن يبدل تلك النظرات ... إلى سعاده وفرح ... ثقه وأمان .
يتبع
البارت 23 من هنا
تعليقات
إرسال تعليق