رواية بطل قصتي الفصل الرابع 4 بقلم عبير ابراهيم
رواية بطل قصتي الفصل الرابع 4 بقلم عبير ابراهيم
Abeer Ibrahim:
"الفصل الرابع"
تحركت تُحضر حقيبتها وتغادر المستشفى، قادت سيارتها بتعب بعد يوم مرهق، وصلت للبيت توجهت مباشرة إلى غرفتها أخذت حمامًا دافئًا تزيل عنها أثار التعب ثم أوت إلي فراشها لتعلو صوت الطرقات على باب غرفتها، لينفتح الباب وتطل والدتها من خلفه وهي تبتسم لها قائلة:
_ حبيبتي حمد ًا لله على سلامتك، ألن تتناولى فطورك قبل أن تخلدي للنوم؟
أجابتها أوركيد وهي تتثاءب تثائبًا طويلًا:
_ سلمكِ الله أماه، لن أستطع تناول شيء الأن فأنا بحاجه ماسه إلى النوم.
خطت والدتها بخطواتها داخل الغرفة لتقف أمام الفراش وتميل بجزعها العلوي تضع قبله حانيه على جبينها وهي تقول بحنو:
_ كما تُريدين حبيبتي.
ربطت أوركيد على ظهر والداتها وهي تبتسم لها بصدق فهي أغلى من لديها في الوجود والسبب الرئيسي وراء تفوقها وأسرارها على الالتحاق بكلية الطب، خاصتًا بعد خوضها لجراحة القلب المفتوح من أجل استبدال أحد صمامات القلب التي تسمح بتدفق الدم إلي عضلة القلب، ومنذ ذلك الوقت فقد عقدت العزم على أن تكرس حياتها في المكافحة ضد أمراض القلب، تركتها والدتها وغادرت لتستسلم هي للنوم سريعًا بعد إرهاق هذا اليوم.
لملمت الشمس ثوبها الذهبي واختفت خلف خط الأفق، وحل المساء بظلمته وتوسط القمر السماء يُنيرها، تعالي صوت رنين هاتفها يشق فضاء الغرفة، راحت تتقلب في الفراش بتأفف من صوت رنين هاتفها المُلح، ضغطت بالوسادة على أذنها تحجب عنهما الصوت ولكن أستمر الهاتف بالرنين، زفرت بقوة وهي تبعد الوسادة عن رأسها بانفعال شديد، مدت ذراعها ناحية الطاولة الصغيرة التي تُجاور الفراش تلتقط الهاتف وما أن رأت هوية المتصل حتي ضغطت زر الإجابة ثم وضعت الهاتف على أذنها وهي تهتف بحدة:
_ لما كل هذا الازعاج منذ الصباح، هذا ليس معقولًا فأنا لم أستطع النوم.
جحظت عينين أريج من كلماتها ورددت قائلة بدهشة:
_ صباح! عن أي صباح تتحدثين لقد تجاوزت الساعة السابعة مساءً منذ قليل.
أردفت أوركيد بنبرة متعجلة في استجابتها:
_ واذا.. أنتِ تعلمين أنني كنت في مناوبة مسائية في المستشفى ومن الطبيعي أن أنال قسطًا من الراحة بعد كل هذه المشقة.
أسرعت أريج قائلة تحسها على النهوض:
_ كفاكِ نومًا وهيا أنهضِ سريعًا حتى لا نتأخر على الحفل.
تأففت أوركيد بضجر عندما تذكرت أنها عليها حضور زفاف أحدي صديقاتها بالعمل، فقالت برفض:
_ لن أذهب، أنتِ تعلمين أنني لا أحب هذه الأجواء.
زفرت أريج بضيق فقد كانت تتوقع إجابة كهذه ثم رددت بحزم:
_ بلا ستذهبِ.. إلي متى ستختارين العزلة.. كفاكِ وحده، وأعلمي أن العالم أكبر بكثير من حدود غرفتك ويجب أن تريه.
رددت أوركيد قائلة وهى تعتدل وتتوسط الفراش:
_ عالمي هو أمي وعملي وغرفتي وأنتِ بالتأكيد، ولا أريد أكثر من ذلك.
أردفت أريج وهي تضع اللمسات الأخيرة في زينتها:
_ من الجيد أنكِ تذكرتي ضمي إلى عالمكِ والا كان سيقرأ الناس غدًا في الأخبار، موت أشهر طبيبات القلب في البلاد على يد صديقتها.
جعلت أريج نبرتها أكثر حدة وقالت:
_ كفكِ ثرثرة وهى أنهضي سوف أمر عليكِ بعد نصف ساعة أريدك أن تكونِ قد انتهيتِ.
لم تجد أوركيد مفر أمام أسرار صديقتها فوافقت على الذهاب معها، فأريج هي رفيقة طفولتها وشبابها وأفضل أصدقائها على الأطلاق.
وقفت تنتظر أريج بثوبها حالك السواد، لم تتأخر عليها كثيرًا فما هي إلا بضع دقائق، ظلت أوركيد صامته طيلة الطريق، لتتوقف السيارة بعد قرابة الثلاثة أرباع ساعة أمام أحد الفنادق، دلف الفتاتان للداخل حيث القاعة التي يقام بها الزفاف، سرعان ما انخرطت أريج بينهم، بينما فضلت أوركيد التهنئة والانسحاب إلى أحد الطاولات الجانبية، فهي تكره هذه الأجواء التي تجعلها تنبش بالماضي، تكره رفقاء العمل ونظرات الشفقة بأعينهم حتى لو لم تنطق ألسنتهم بذلك، تكره كل من علم بما مرت به من خداع. لم تستطع المكوث أكثر، بحثت بعينيها عن أريج لوحدها تتحدث مع أحد زملائهم، رات أنها فرصة مناسبة للهروب، فتوقفت واستدارت وراحت تتحرك نحو الباب بخطوات سريعة وكأنها تفر من وحش مُخيف، اصطدمت بأحدهم على حين غفلة، رفعت رأسها تنظر إلى هذا الذي يفوقها طولًا وتلاقت أعينهما بين نظرة مُحبة وابتسامة دافئة تتألق على محياه، أخرى حزينة تتساءل بإلحاح عن ذلك السر الذي يجزيها له ويقبع خلف رماديتيه، سقطت دمعه من إحدى مقلتيها معلنه استسلامها، نفضت عنها أفكارها ورجعت إلى الخلف تبتعد عنه قليلًا وهي تمحو تلك العبرة قبل أن يلاحظها، بينما قال هو بصوته الرخيم:
_ أنا أسف لم أكن أقصد...
أخفضت عينيها كي تتفادى نظراته لها، ثم قالت بصوت خافت وبأحرف مرتعشة:
_ أنا المخطئة فأنا من ارتطمت بك، أنا أسفه لقد شرد ذهني قليلًا ولم أراك.
أردف إلياس يستفسر سريعًا:
_ إلى أين تذهبين مازال الحفل بأوله.
وقفت قليلًا تائهة لا تعلم كيف تخطوه حاولت أن تهرب من أمامه ولكن بطرت خطواتها حين قبض على كفها يرغمها على السير معه حيث ساحة الرقص، تجهمت ملامح وجهها، ورفضت وهى تُحاول سحب راحتها ولكنه أحكم قبضته عليها، وصلا معًا وراح يقف أمامها وقد امتدت يده تُحاوت خسرها، وأخذ يراقصها حولت الفرار ولكنها لم تستطع، فقد أبي ألا يترُكها، ثم مال عليها يتحدث بجانب أذنها بصوت مرتفع قليلًا لا يخرج من مخارج الحروف وانما يخرج من خفقات قلبه:
_ أحقًا أنتِ في قربي
لعلي واهمً وهما
تكلم سيد القلبِ
وقول لي لم يكن حُلمًا
أتسعت حدقاتها وقالت بتساؤل:
_ من أنت؟!
#يتبع
تكملة الروايه اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق