القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بطل قصتي الفصل الخامس 5بقلم عبير ابراهيم


رواية بطل قصتي الفصل الخامس 5بقلم عبير ابراهيم 





رواية بطل قصتي الفصل الخامس 5بقلم عبير ابراهيم 




"الفصل الخامس"

أتسعت حدقاتها وقالت بتساؤل:

_ من أنت؟!

أجابها قائلًا بخفوت:

_صديق عمل جديد أو ربما حبيب قديم.

لم تُبالي بكلماته وهمت تُغادر فأوقفتها نبراته التي تفيض حبًا وشوقًا لها:

_أنا الذي ظاهرة حربًا بلا راء ولكنه في الحقيقة حبًا مزقته الراء أربًا فدما قلبكِ.

تصلبت قدميها بالأرض فلم تستطع التقدم أكثر، فهو يتذكر أخر كلماتها له جيدًا، أرتعش قلبها بين أضلُعها وشرد ذهنها لبضع لحظات في ماضي لم يفارقها ولم تستطع أن تتنحى عنه، فقد نفضت كلماته الغبار عن مشاعر جاهدت كثيرًا كي تمحوها ولكن أبا قدرها ألا تفعل، كان قلبها يشعر به ولكنها لم تصدق خفقاته التي تموج في حضرته، فقد تبدلت قسمات وجهه باخرا أكثر خشونة، واضفت عليه تلك اللحية المليحة جلالاً وبهاءً، وصوته الرخيم وتلك البحة في نبراته، ترقرقت عينيها بالدموع فرمشت بجفونها؛ لتتساقط حبات اللؤلؤ الساخنة فوق خديها تُبللهما، كفكفت دموعها ورفعت عينيها تُطالعه وهي تقول بنبرات خفيضة:

_إلياس الفقي.

كبح مشاعرة وهو يستمع لحروف أسمه تتراقص على شفتيها، وقال:

_أجل أنا.

دفعته بكل قوتها بعيدًا عنها وفرت بخطوات مضطربة  إلى الخارج، أسرع خلفها، وأمسك براحتها يحثها على التوقف وهم أن يتحدث ولكنها قتلت الكلمات في جوف فمه قبل أن تولد من مخارج حروفه، وهي تنفض بقوة يده التي تقبض على كفها، وقالت بنبرات غاضبة وصوت جهوري:

_من أعطاك الحق لتقترب منِ هكذا؟! من تظن نفسك أيها السَفيه؟!

ران عليها الصمت ثم شهرت أصابعها نحوه مُهدده وهي تصرخ بنبرة هائجة:

_إياك أن تُفكر مجرد تفكير أن تقترب منِ ثانيتًا.

ارتسم الحزن على وجهه وأطلق تنهيدة حارة وقال:

_أنا أسف... لم أكن أريد إزعاجكِ.

رمشت أوركيد بعينيها وقالت:

_لماذا عُدت؟! ولماذا أخترت العمل في تلك المستشفى؟!

أقترب منها وقال بنبرة جادة يُجيبها:

_لأكمل حربًا هُزمت فيها بالماضي.

ضحكت أوركيد بتهكم ثم قالت بغضب جَلِيّ في نبرات صوتها:

_عن أي حرب وأي هزيمة تتحدث، فتلك الحرب أنت من أخترت الهزيمة فيها بإرادتك ورفعت راية استسلامك بها قبل أن تُدق طبولها، وسرت مُخلفًا وراك قلبي منحورًا تحمل خطواتك دمائه.

ارتسم الحزن على وجهه وأطلق تنهيدة حارة ثم قال:

_تعلمين أن ذهابي للدراسة بالخارج كانت قرار والدي مُنفردًا، ولم أستطع مُجابهته وعدم الانقياد لرغبته، بعد ما مر به من واعكه صحية كادت أن تؤدي بحياته.

كان قلبها يتألم بشدة لدرجة أنها لم تستطع السيطرة على انفعالاتها فقالت بحَنِق ودموعها تتبارا في الارتحَال عن مُقلتيها:

_لقد اغتربت عن قلبي وقتما كنت في أمس الحاجة إلى قربك، لقد أسلم أبي الحبيب الروح إلي بارئها يوم ذهابك وأخبرتك وتوسلت بقائك إلى جواري لأنك كنت الصخرة التي تتكئ عليها روحي وتستمد القوة من صلابتها ولكنك لم تُبالي وغادرت.

ظل هو صامتًا بينما رفعت هي نبرة صوتها وقالت:

_لقد تَوارَى قلبي الثرى مع جُسمان أبي في ذلك اليوم ولن يعود ليخفق من جديد، لقد رحلت منذ ما يُقارب العشر سنوات ولم يعد هناك معنا لإيابك، لذلك عليك عدم الاقتراب من مكان تواجدي أو مُحاولة الحديث معي، ومن الأفضل للجميع أن تَعُود من حيث أتيت.

قال إلياس بلهجة يشوبها الإحساس بالذنب:

_أعلم أنني جرحتكِ وخذلتك، ولكن وقتها كنت لا أزال مجرد فتا في ريعان شبابة يقوده حماسة وطموحة، ولقد حاولت كثيرًا التواصل معكِ ولكنكِ قطعتِ كل سُبل الوصال بيننا، ولكنكِ طوال كل تلك السنوات لم تُفارقي عقلي ولم تستطع أخرى نيل مكانتك في فؤادي.

هزة أوركيد كتفها بلامبالاة فلم يُبرأ حديثه من جروحها ولو القليل ثم قالت بثبات:

_ لن يُغير هذا الحديث شيء، فلا تُزعج نفسك بقوله أو تكراره على مسامعي.

مسح وجهه بكفه ثم قال بألم:

_أوركيد.. أنا أُحبك، ولن أستطيع إكمال الحياة بغير وجودك بها.

بعد أن هدأت قليلًا أخذت أوركيد نفسًا عميقًا ورتبت شعرها الذي تَناثر بفعل الهواء وقالت بثبات:

_لا أريدك ولا أريد ذلك الحب.

أنهت كلماتها ثم تقدمت إلي حافة الرصيف لكي توقف سيارة أجرة، تقدم إلياس نحوها يُحاول منعها من الذهاب بمفردها وقال:

_هيا أوركيد أسعدي إلي سيارتي فسوف أقوم بأصالكِ إلي المنزل فالوقت أصبح متأخر.

لم تُبالي أوركيد بحديثة وتحركت تدلف إلى داخل أحد سيارات الأجرة التي توقفت أمامها، وبمجرد دلوفها أجهشت بالبكاء، بينما يقوم هو بمحو عباراته التي أطلق العنان لها لتتحرر، ثم قال بإصرار وحب جلي على نبرات صوته المضطربة:

_لن أرتكب نفس حماقات الماضي وأتخلى عنكِ ثانيتًا، سوف أجعل قلبك ينبض بحبي من جديد، وهذا وعد مني.

توقفت السيارة أمام أحد المباني أنقدت السائق حقه، دلفت للخارج وصفعت الباب خلفها وصعدت عدد من درجات السلم المتعرجة التي تفصل المبنى عن الشارع، استقلت المصعد الذي حملها إلي الطابق الثالث، فتحت باب البيت بهدوء محاولةً ألا تثير الكثير من الصخب حتى لا تُزعج والدتها في تلك الساعة المتأخرة من الليل، تحركت باتجاه غرفتها فسألها صوت من

خلفها:

_ما الذي أخرك إلى هذا الوقت أوركيد.

لاح على شفتيها شبح ابتسامه وهى تستدير لتقترب منها وتقول:

_لم أستطع المغادرة قبل ذلك.

نظرت إليه نظرة ارتيابية وتسألت بنبرة يشوبها القلق:

_ما بكِ حبيبتي.. هل كنتِ تبكين.

أطلق ابتسامة خافتة أرفقها بقولها:

_ليس هناك شيء يا أماه.. لقد كنت في زفاف فمن أين سوف يأتي البكاء.

ثم اقتربت منها تُحيط كتفيها بذراعيها وقالت وهى  ترنو إليها بحنان:

_إطمئني حبيبتي فأنا بخير.

لم تخبرها بما حدث حتى لا يحزن قلبها ويتألم على حالها، فقالت والدتها وهى لا تزال على نفس حالها:

_جعلكِ الله دائمًا بخير بُنيتي.

فقالت بود وهى تُقبل ظاهر يديها:

_أدام الله وجودك يا أماه.

ابتعدت والدتها قليلًا عن نطاق زراعيها وقالت وهي تربط على كتفها:

_إذهبي حبيبتي اغتسلي وأخلدي للنوم أمامك عمل بالغد .. تُصبحين على خير.

طبعت أوركيد قبله حانيه فوق جبينها ثم قالت:

_ وأنتِ من أهل الخير أمي.

ولجت أوركيد إلى غرفتها اغتسلت وخرجت ألقت بنفسها فوق الفراش، مدت يديها إلي الطاولة القابعة بجوار الفراش التقطت هاتفها وقامت بإغلاقه، وضعته كما كان ثم أغلقت عينيها استعدادًا للنوم ولكنه قد جافاها، تقلبت على كل الجهات لكي تحظي بوضعية مريحة ولكنها لم تفلح في القدرة علي النوم، بعد أن تملكها اليأس من عدم استطاعتها النوم استكانت على ظهرها وأخذت تحدق إلي السقف، وعقلها يسترجع كل ما حدث معها، وبعد تفكير لا تعلم كم من الوقت قد دام، جزمت أنها لن تدع أحد يحتال عليها مره أخرى.

ُتبع

الرواية كامله من رواية👈( بطل قصتي) 

اضغط على اسم الرواية ☝️☝️☝️


تعليقات

التنقل السريع