رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الثاني وعشرون 22بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)
رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الثاني وعشرون 22بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)
رواية بين الحقيقة والسراب
بقلم فاطيما يوسف
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
نطقت بتسرع:_ أنا أه أعطف عليها ، أعمالها بما يرضي الله ،
أبتسم في وشها دايما ،
لكن تبقي تربية ملاجئ وتتجوز الدكتور رحيم لا ممكن أبدا.
كانت سعيدة بنتيجتها في الترم الأول وقصدت الي داخل الفيلا كي تخبرهم بفرحتها وإذا بها تنصدم حينما سمعت حديث فريدة وتردد داخل أذنها بل انحفر بجرح عميق داخل قلبها وتلقائيا هبط دمع العين أنينا وكأنها دموع نار علي وجه تلك البريئة ،
والتي لم تتحمل كلماتها الشديدة حتي سمعوا ارتطام جسدها بالأرض ووقعت مغشياً عليها ،
انخلعت قلوبهم ونظروا ورائهم من بعيد رأوا تلك المسكينة في عالم أخر ،
هرولوا إليها مسرعين ثم نظر جميل الى زوجته آمرا اياها:
_اتفضلي ارفعيها من الأرض وحاولي تفوقيها لأني ما ينفعش ألمسها .
فعلت مثل ما أمرها ولكن نظرت اليه باستغراب ورددت:
_ليه يا جميل ده من دور بناتك ما تحبكهاش قوي كده .
رفع حاجبيه باندهاش من سؤالها وهتف باستنكار:
_مش علشان من دور بناتي يحل لي ألمسها واستحلها وهي غايبة عن الوعي الحلال بين والحرام بين يا فريدة ، وبعدين ده مش وقت كلام اتفضلي فوقيها .
اما هو فنثر على وجهها بعض من قطرات المياه وظلت فريدة تحاول افاقتها وهي تضع يدها تحت رقبتها والأخرى تدلك بها عضلات أنفها ووجهها الى ان افاقت وعينيها استقرت داخل عيون فريدة بلوم وعتاب ،
ابتسم جميل وردد:_الف سلامه عليك يا بنتي خضتينا
عليكي ووقعتي قلبنا في رجلينا .
استنتجا جميل وفريدة انها استمعت إليهم من نظراتها
لفريدة والتي ما ان استمعت إلي توبيخها سقطت مغشيا عليها ولم تتحمل كلماتها ،
أسندتها فريدة ودلفت بها إلى الداخل وذهب جميل
واحضر لها كأسا من العصير الطازج وناولها اياه،
لم تريد ان تاخذه منه وهتفت بتعب :
_تسلم ايدك يا عمو بس حقيقي انا مش عايزه اشرب .
نظر لها بعتاب ومط شفتيه كالأطفال على سبيل المداعبة وتحدث مصطنعا الحزن :
_بقى كده تكسفي ايد عمك جميل اللي عمل لك العصير بنفسه اتفضلي اشربي يا بنت عيب .
لم تريد اخراجه وتناولت الكأس وارتشفت قليلاً منه ثم وضعته على المنضدة أمامها الا أنه اصر على ان ترتشفه فاضطرت ان تكمله ،
هي تقنط معهم اكثر من شهرين وتتناول القليل من الطعام فهي عزيزه النفس جدا ،
وحين استمعت الى كلام فريده احست انها دخيله عليهم ثم استجمعت قواها وتحدثت بشجاعة مغلفة بالتوتر:
_ انا عارفه يا طنط اني وجودي مضايقك هنا وبصراحه انتوا استحملتوني شهرين بحالهم محدش يعمل كده غيركم ،
ما تقلقيش انا هاخد حاجتي وهرجع للدار تاني وهبعد عن رحيم تماما ,
واسترسلت وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة:
_انتي عندك حق ان هو ما يتجوزش بنت ملاجئ انا اصلا مش هرضي له كده .
احست فريدة بمدى غشمها في الحديث الذي أوصل تلك المسكينة اليتيمة لتلك الحالة البائسة ولم تستطيع الرد او النطق ،
فهتف جميل بنبرة فخورية إطرائية كي يجبر خاطرها المكسور :
_والله يا بنتي فريدة ما تقصدش دي بتحبك جدا بس هي راندا وريم مخليينها مش على بعضها وبتقول اي كلام وخلاص ،
ثم تابع حديثه وهو ينظر الى زوجته بعيون لائمة موجها لها السؤال :
_ مش كدة ولا إيه يافريدة ؟
أحست بغضبه الشديد فأكدت كلامه بتوتر :
_ أه طبعاً يابنتي معلش متزعليش مني ،
أنا بعتبرك في منزلة ريم وراندا بالظبط .
ابتلعت مريم غصتها بمرارة وأردفت بإبانة :
_ لا ياطنط أنا ولا زي ريم ولا راندا بالنسبة لك أنا مريم بنت الملجأ واللي متصحش تبقي حرم الدكتور رحيم المالكي ،
واسترسلت وهي تبكي بنحيب يدمي القلوب :
_ أنا والله العظيم عارفة حجمي وقدري كويس ،
عارفة إني هعيش وهموت أتعاير إني منفعش أعيش عيشة سوية وأحب وأتحب زي أي بنت ،
علت شهقاتها وضربت علي صدرها وأكملت نحيبها:
_ بس أعمل إيه ياطنط في قلبي إللي حب اللي مش ليه ،
وفي عيني إللي بصت على الأعلي منها غصب عنها ،
وفي روحي إللي ارتبطت بروحه اجبارا عنها لما شافت رجولته وجدعنته،
غصب عني حبيته وغصب عني اتمنيته .
كان في تلك اللحظة يدلف إلي الداخل واستمع إلي الحوار من بدايته وما إن رأي شهقاتها المتعالية التي أدمت قلبه ،
واعترافها الذي جعل قلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه ،
أسرع خطواته إليهم وتحدث مباشرة إياها وكأنها الوحيدة الموجودة في ذاك المكان ،ونظر بوله وعشق جارف وأشاد :
_ لا يا عمري متبكيش دموعك غاليين أووي يامريم ،
قبل ماقلبك يعشقني كان قلبي فاتح لك أبوابه وسبق قلبك ،
قبل ماروحك تتعلق بروحي كنت هايم في ملكوتك وروحي سكنت بين إيديكي .
رفعت عيونها المغشية بالدموع وتحدثت بفقدان أمل :
_ مبقاش ينفع يارحيم اننا نكمل علاقة غلط بدأناها ولازم الفراق المحتوم . وقف قبالاتها ودقات قلبه تدق بعنف شديد حينما استمع لكلمة الفراق :_ ورب الكون كله ماهفارق ولا هبعد ولا هتخلي يامريم ،
وعهد عليا وثقيه ضمن العهود إن مريم لرحيم ورحيم لمريم .
ثم نظر إلي أبيه ناطقاً باستئذان:
_ بعد إذنك يابابا حضرتك وماما طلبتوا مني كتير إني
أرتبط وأنا خلاص لقيت نصي التاني إللي يكملني
وإللي أنا محتاجه ،تنهد بثقل وتابع وهو ينظر إليها بعشق :
_ أنا عايز أتجوز مريم ويزدني الشرف كمان إنها تبقي مراتي ولو مكانتش مريم مش هتكون غيرها .
انتفضت فريدة وهتفت بغضب :_ وأنا بالنسبة لك إيه !
هوا يارحيم مليش حق عليك ولا كلمة ولا ليا حق إني
أختار معاك شريكة عمرك .
كاد أن يتحدث إلا أن جميل أشار إليه أن يصمت وأجابها بديلاً عنه :
_ مين قال يافريدة كدة إنك هوا !
إنتي كلمتك هنا مسموعة ومعتبرة بس هو ليه كل الحق إنه يختار شريكة حياته إللي هتعيش معاه .
بائت علامات الغضب تعلوا وجهها وهتفت بحدة دون أن تراعي مشاعر تلك المسكينة:
_ بس أنا بردو أمه ومن حقي لما يختار وأشوف اختياره مش مناسب أقف قدامه وأمنعه ،
واسترسلت وهي تعطيهم ظهرها ناطقة بقسوة:
_ والجوازة دي مش مناسبة من جميع المقاييس .
أخذت مريم نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وحملت حقيبتها وقالت بشموخ :
_ عندك حق ياطنط موقفك كأم لاملامة عليه ،
وأنا موقفي كضيف هنا حيطان البيت ده احتوتني وأوتني في أشد لحظات ضعفي إللي كنت ممكن أموت فيها أشكرك وأقول لك جميلك علي راسي من فوق ،
أما عن موقفي كأنثي وبنت اتولدت في ظروف ملهاش ذنب فيها أقول لك إني شايفة نفسي إلي حد ما ناضلت لأني أبقي سوية محترمة ،
وأكملت وهي تشير إلي رحيم بامتنان:
_ أينعم ربنا بعت لي فضله في دكتور رحيم وكان من ضمن أسباب نجاتي بس بردو حافظت وهحافظ وهعافر علي وجودي في الحياة وحقي إني أبقي أنا أبقي مريم .
أنهت كلماتها وكادت أن تغادر إلا أن جميل ورحيم اعترضوا طريقها مرددين :
_ رايحة فين يامريم لو سمحتي استني .
نظرت إليهم وردت بتأكيد:
_ هرجع الملجأ إللي احتواني العمر كله بدون مانجرح .
شعر بروحها المنهكة وكلماتها التي غرزتها في صدره ونطق وهو يبتلع حلقه بصعوبه:
_ مينفعش يامريم إنتي لسه في خطر ومشكلتك متحلتش اهدي واقعدي المهندس نادر جاي بالليل علشان هيقولك لنا علي خطوات نعملها علشان نقدر نمسك دليل علي القذرة دي .
أما جميل أكمل حديث ابنه بنصح:
_ يابنتي ملكيش دعوه بفريدة وكلامها واقعدي استهدي
بالله لأنك أكيد متراقبة من الزفتة دي .
وحاولوا معها مرارا وتكرارا إلي أن هدأت ورددت :
_ تمام ياأنكل هقعد لأني مينفعش حضرتك تبقي متمسك لحمايتي كدة وأرفص النعمة ،
بس هاكل وهشرب لوحدي في الملحق.
هتف رحيم باستعجال:_ منين يامريم وانتي المصاريف
إللي بتقبضيها تبع الدار ممشياكي بالعافية.
أحست بنغزة في قلبها هو لم يقصد ماتفوه به لكنها شعرت بمدي ضئالتها أمامهم وأكدت بتصميم:
_ هاكل عيش وملح يادكتور ، عن إذنكم .
تفوهت كلماتها وهرولت إلي الخارج بدموع تنهمر بغزارة وحرقة قلب ،
أما رحيم نظر إلي والدته نظرة عتاب طويلة وصعد إلي غرفته حزينا ولأول مرة يشعر مرارة إحتمال الفقدان ،
إنه حقا شعوراً مريبا محطما للإنسان.
__________________________________
في أحد المطاعم يجلس مالك على طاولة العشاء وحوله مجموعة من اصحاب الأتيليهات المشهورة وحضرت معه جوليا كعشاء عمل،
أثناء انشغال الجميع بالتحدث عن التعامل مع العصر في عالم الأزياء جاء من الخلف واحداً من صاحب اكبر المصانع التي تنافس مالك ملقيا التحيه على الجميع ثم وجه حديثه الى جوليا عارضا عليها بعد أن مد يده وصافحها:
_مصر منوره بوجودك يابرنسيس شفتك وانا قاعد مع اصحابي قلت لازم اجي اسلم عليكي من الواجب طبعا ،
واسترسل وهو يمد يده اليها:_تسمحي لي بالرقصة دي
واكون ممنون جدا .
ابتسمت جوليا وردت على سلامه بكل ذوق:
_بشكرك على ذوقك جداً يا مسيو هاشم ،
فهي تعرفه جيدا ثم قامت من مكانها وهي تلبي دعوته
وتمد يدها الى يديه قائله:_ طبعا حابة جدا .
سحبها الى ساحة الرقص وهي تمشي جانبه بابتسامة
هادئة وهي في منتهى الرقة والأناقة،
امسكها من خصرها واندمجا في رقصتهم،
فبالنسبه لها من الطبيعي جدا في عشاء العمل ان يعرض عليها احدهم بالرقص ومن طبيعة نشأتها ليس لديها اي مانع ،
اما ذلك المالك يجلس يستشيط غضبا وغيرةً من تلك الجوليا التي لأول مره تختبر رجولته ،
أحس بنار تشتعل في جسده كلما نظر اليهما وحدث حاله بغضب :
_ماذا بك يامالك انها طبيعة نشأتها والتي لابد ان تعتاد عليها ،
اهدأ ولا تبالي كي لا يصبح شأنكما أمام الجميع بيانا ،
ولكن كيف أن أهدأ انها لثورة غضب عارمة اشتعلت في صدري وانا لن اتحمل ،
كيف يطوقها ويقترب منها بهذا الشكل ،
شعر بأنه على وشك فقدان عقله حمل مفاتحه وهاتفه
وغادر المكان على الفور قبل ان تشتعل الغيرة ويصنع
تصرفا لا يليق بمكانته ولا مكانتها ،
خرج من المكان وهو يشعر بالاختناق الشديد لاحظت
جوليا خروجه وعلى وجهه علامات الغضب الشديد
فاعتذرت من الماكث في أحضانها وحملت حقيبتها
واتبعته بسرعة،
وجدته يقف أمام سيارته وعلامات الوجوم على وجهه،
اشارت اليه ان ينتظرها قبل ان يغادر،
اما هو عندما رأى قدومها ركب سيارته وتبعته هي وصعدت السيارة بجانبه وهي تنظر له مردفة بتعجب:
_ممكن اعرف ايه اللي حصل خلاك تخرج من غير ما تقول لي وتسيبني مع انك جاي معايا اظن ده تصرف مش لطيف منك خالص ؟
نظر لها بمقلتين تشتعل غضبا وردد باستنكار:
_يعني عملتى اللي عملتيه وكمان جايه تجيبي الغلط عليا انا؟
رفعت حاجبها باندهاش :
_ هو انا عملت ايه لده كله علشان غضبك الشديد ده اللي باين على وشك انا حقيقي مش فاهمه ؟
ضرب بمقود السيارة ونظر اليها ملقيا حديثه اللاذع :
_فيها انك لما تكوني مخطوبة لمالك الجوهري ما ينفعش تقومي ترقصي مع راجل غريب عنك ولا حتى لما يسلم عليكي تمدي له ايدك ،
وتابع باستنكار:_ده انا اللي هو خطيبك ما بسلمش عليكي بالإيد وبستحرمها على نفسي وفي الآخر تيجي انتي وتعمليها .
ما كانت تتوقع ولا يأتي بمخيلتها ان يكون تفكيره كهكذا ورددت باندهاش:
_والله انت عارف طبيعة شغلنا وعارف طبيعة تربيتي الغربية ،
ثم إنك عارف اني متفتحة وأول مره احس منك
بالطريقة دي وبالكلام ده !
حاول تهدئة حاله وتحدث شارحا اياها:
_شوفي يا جوليا هتكلم معاكي بكل صراحة طبيعتك المتفتحة ما تمشيش مع شخصيتي تماما انا شفت فيكي زوجة حنونة وطيبه وموضوع اللبس والانفتاح لما تبقي مراتي ومكتوبه على اسمي هيبقى موضوع تاني خالص ،
واسترسل بإبانة:
_اما انك تسلمي على راجل او ترقصي معاه ده مرفوض بالنسبة لي رفض تام انا راجل بغير جدا على اللي مني
وإنتي بقيتي مني .
على رغم غضبي الشديد وطريقته الفظه الا انها عشقت تحكمه كما تسمى واحست بالغيرة عليها وهذا النوع لم
تجربه قبل ذاك ،
وردت بطاعة وهي تنظر له بفخر :
_عارف رغم ان طريقتك شديدة وجافة جدا معايا وانت بتطلب مني حاجات جديده عليا والمفروض تبقى اهدى من كده لكن هرد عليك بحاجة واحدة بس حاضر يا قلبي سلام بالايد مش هسلم تاني ولا رقص مع حد واي حاجه تحس انها بتضايقك يسعدني جدا غيرتك عليا .
مجرد ان نطقت الموافقة بدون اي نقاش احس بالارتياح وتحدث شارحا:
_لازم تعرفي يا جوليا ان انا راجل شرقي جدا ولازم تحفظي طباعي علشان خاطر نقدر نكمل مع بعض لاني بجد مش عايز اخسرك .
ابتسمت بهيام وسألته عن قصد:
_ بتحبني للدرجة دي يامالك ؟
لما استمع إلي استفسارها ورأي نظرة عينيها اللامعة بالحب أجابها وهو يبتلع غصته بتوتر:
_ لو مش عايزك ايه إللي هيخليني أرتبط بيكي بس .
لم يعجبها رده وأعادت السؤال مرة أخري :
_ أنا سؤالي واضح بتحبني زي مانا بحبك كدة ؟
تلك المرة نظرة عينيها تختلف فيها إحساس بالضياع فأجابها :
_ طبعا ياجوليا ،
مالك بس في ايه النهارده؟
لم ينطقها ولم يتفوه بحروفها مما أحزنها كثيراً وهتفت بشرود :
_ لأ مفيش حاجه ممكن نروح لأني حاسة بالتعب والارهاق شوية .
أشار برأسه بموافقة وأردف بابتسامة هادئة:
_ طبعاً ياقمر يالا نمشي .
وقاد السيارة قاصداً الفندق الذي تمكث به وعقله يجوب بالتفكير عن ماحدث اليوم والذي نما عن عدم ارتياحه .
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق