القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الثالث والثلاثون 33بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)

 

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الثالث والثلاثون 33بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)







رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الثالث والثلاثون 33بقلم فاطيما يوسف (جميع الفصول كامله)



رواية بين الحقيقة والسراب 

بقلم فاطيما يوسف

_________________________


بعد مرور عشرة أيام علي تلك الأحداث ، في مجموعة

 مالك الجوهري التي تأج بالعمل على قدم وساق ، حيث يعمل الجميع لأجل العرض الذي نظمته المجموعة والجميع في حالة تأهب واضطراب ،


في غرفة الاجتماعات بعدما نبه مالك علي الجميع بضرورة الالتزام والانتباه لكل شئ ، انتهي الاجتماع وطلب مالك من ريم أن تبقي لأنه لاحظ اضطرابها طيلة الإجتماع ،


تجلس أمامه تنظر إلي شاشة العرض التجريبي الذي أقيم وهي في حالة توتر بالغ ،


تنهد مالك بابتسامة وهو يردد بهدوء :


_ ممكن أعرف إيه السر التوتر اللي علي ملامحك ده ياأستاذة ؟


فركت يداها بتوتر وتفوهت بهدوء :


_ مش عارفه حاسه بتوتر شديد وكأني داخلة أصعب

 امتحان النهاردة ،


واسترسلت باستفسار:


_ يمكن علشان أول مرة أحضر عرض وكمان مقام علي شرف تصميماتي ؟


أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث يطمئنها:


_ طبيعي إنك تكوني متوترة وقلقانة لكن مش بالطريقة الرهيبة دي !


وتابع طمأنته لها :


_ خليكي واثقة من ربنا إنك هتكسري الدنيا النهاردة وهترجي عالم الأزياء بتصميماتك وبعد العرض مايخلص هتلومي نفسك على سنين عمرك اللي ضاعت وانتي مختفية.


رفعت راسها إليه وهتفت باسمه بهمس دون قصد :


_ بجد يامالك ؟


نظر إليها بدهشة اعتلت معالم وجهه وكاد حدسه أن لا يصدق مااستمع إليه للتو ، فحقا نطقت اسمه من فمها دون ألقاب!


يالكي من رائعة عزفت على أوتار قلبي ،


أما هي ابتلعت أنفاسها بصعوبة وعلامات الخجل تجوب جسدها بأكمله وصارت في موقف حرج من همسها التلقائي ،


فقامت من مكانها وهي تستأذن الخروج دون أن تنظر له :


_ بعد إذنك يامستر .


قالتها وهرولت من أمامه مسرعة ، إلا أنه انتفض من مكانه مسرعاً وقبل أن تصل كف يداها الصغيرة الي الباب لأن الخارجين من الغرفة قد أوصدوه ورائهم كان واقفاً أمامها ،


ناظرا بأم عينيها ناطقاً بوله :


_ ايه علي فين ياريم ؟


لم تقوي على النظر إليه وأجابته بصوت خفيض:


_ هروح علشان أجهز نفسي .


جالت عينيه إلي ساعته تلقائيا وهو يردد:


_ لسه فاضل ٥ ساعات على العرض ،


واسترسل برجاء:


_ بعد اذنك عايز أتكلم معاكي شوية.


مشاعر من التخبط داخلها والخجل والخوف والاضطراب جميعهم ترصدوها بشدة ولم تقدر قدماها على احتمال الوقوف ،


جميع جسدها حاربها وأحست بالرعشة من نظراته ، همساته ، رقته اللامتناهية معها ،


ولكن لامفر من الهروب ولا مفر من حصاره فتدللت بخطواتها إلي الكراسي الموضوعة في جانب الغرفة وهي تنظر أرضا ،


كان ينظر الي خجلها متيما ، لم يرى مثل تركيبتها على مدار عمره ، كانت نظراتها وخجلها وعبيرها ورقتها تأسر أنفاسه وتجعله ينجذب إليها دون أن يفتعل ذلك ،


جلس أمامها قاصداً النظر إلي عينيها مرددا بهمس :


_ إنتي جميلة جمال من نوع خاص أوي ياريم .


لم ترد عليه ولم تقوي النظر إليه مثلما هو يفعل فأكمل همسه:


_ أنا ليه حاسس إنك مصرة تقفلي على نفسك وتحرميها من أبسط حقوقها ؟


تنهدت بثقل وألم نفسي انتابها جراء سؤاله وأجابته وهي تنظر أرضاً علي وضعها:


_ خلاص أنا مبقاش ليا حقوق كل حياتي وهبتها لولادي وشغلي وبس .


اهتز داخله بعنف من إجابتها وردد باستنكار:


_ لا مش هسمح لك على فكرة .


رفعت راسها إليه وهتفت باستنكار وهي تنظر داخل عيناه:


_ معلش يعني ، علي أساس ايه حضرتك تسمح أو ماتسمحش ؟


رفع حاجبه لشراهتها في الرد وأجاب بثقة:


_ على أساس كبير اووي ياريم ،


واسترسل مباشرة بعيون عاشقه:


_يمكن علشان بحبك مثلاً ونفسي تكوني ليا .


لم تتوقع رده بهتت ملامحها ، لم تستطيع التفوه أمامه ببنت شفه وقامت مسرعة من أمامه تخرج من الغرفة دون أن تعطيه رداً وتركته كالمسحور الهائم الذي صمم داخلياً علي أن يجعلها من حده ونصيبه وتكن ختامها مسك ، وردد بلسان حاله وهو يسترخي علي الأريكة باستمتاع:


كيف لروحي أن تهيم عشقا من همسة من نظرة من ابتسامة أودعتني السلامة ،


عادت ريم الي المنزل وهي طيلة

طريقها تفكر وتفكر حتي تعبت من كثرة الفكر والانشغال لما قاله لها ذلك المالك ،


هي بين نارين تنكوى بهم نار شعورها الوليد تجاهه والذي تحاربه بعقلها وتشن حربا عاتية علي كبت شعورها ،

ونار فقيدها وحبيب عمرها وأبنائها ،


تلوم حالها بشدة على شعورها الوليد ، تجلد نفسها بشراهة علي تفكيرها الذي ينساق إليه وتود أن تقتلع قلبها من صدرها وترميه في أعماق البحار من شدة تأنيبها لحالها ،


دلف أبيها وجدها تضع رأسها بين يديها ، أحس بالقلق تجاهها فساقته قدماه إليها بهدوء كي لايزعجها وجلس بنفس الهدوء وهو يومئ علي ظهرها بحنو ويردد :


_ مش صح إنك تحاربي قدر ربنا وتقهري نفسك وتجلديها لمجرد إنك عايزة تجلديها علي شعورها .


رفعت أنظارها إلي أبيها بتعجب وهي تتسائل داخلها كيف علم شعورها وحربها الداخلي !


وسألته بدهشه:


_ بتتكلم عن إيه يابابا مش فاهمة ؟


اقترب منها أكثر وأجابها :


_ لو خبيتي شعورك وإحساسك عن الدنيا كلها وحاولتي بقدر الإمكان محدش يحس بيكي ،


مش هتقدري تعملي كدة مع باباكي اللي فاهمك وحافظك أكتر من نفسك يابنتي .


كادت أن تخرج له مافي صدرها إلا أنهم استمعوا الي قدوم ضيف ،


انتبهوا ناحية الباب وإذا بهم يفتحون أفواههم من الصدمة لما رأوه إذا باعتماد تدلف إليهم بوجه لايبشر بالخير ،


طمأن جميل ابنته بنظراته القوية الداعمة لها دائما وهو يربت على ظهرها بحنان أب لم يكرره الزمان كثيراً ،


دلفت إليهم وهي تنظر إليهم بعداء ، رحب جميل بها ونادي على فريدة كي تأتي ،


وعندما دلفت فريدة إليهم ورأت تلك الاعتماد أدارت وجهها تلقائياً ومطت شفتيها بامتعاض ،


ولكن للضيف حق فرحبت بها الأخري ،


جلسوا جميعاً وتحدثت تلك الشمطاء بحدة:


_ مش عيب اللي بنتك عملته ده ياجميل ؟


أجابها بهدوء :


_ وايه العيب لما بنتي تطلب حقها وحق ولادها ياأم زاهر .


رفعت حاجبها وهتفت باستنكار:


_ تطلب حقها بأنها ترفع قواضي على أم جوزها الله يرحمه ،


واستطردت بتهكم :


_ والله وعرفت تربي ياجميل .


ربع ساعديه حول صدره وأجابها بنفس الهدوء الذي يمتثله:


_ متشكرين ياأم زاهر وتسلمي علي كلامك إني عرفت أربي في دي عندك حق ومغلطيش .


اغتاظت من حديث ذاك اللئيم في وجهة نظرها وأردفت بحماقة:


_ متقلبش كلامي وتفهمه على كيفك ، أنا جيالك النهاردة وبقول لك بكل هدوء خلي بنتك تتنازل.


نظر إلي ابنته وأذن لها بالحديث فهي كانت ملتزمة الصمت تاركة الرد لوالدها احتراماً له ،


أما هي نظرت إليها بقوة ورددت بثقة:


_ مش هتنازل ياجدة ولادي اللي مبتسأليش عنهم خالص .


شبكت اعتماد كلتا يديها وتحدثت بحقد وهي تتدعي الهدوء:


_ فلوس ولاد ابني في الحفظ والصون مش هديهالك تبعزقيها علي اللبس بتاعك وشغلك الأهبل ،


واسترسلت حقدها اللامتناهي:


_ ولا علشان تروحي تتجوزي وتديها لراجل غريب .


كاد والدها أن يرد بدلاً عنها ولكنه استأذنته أن يعطيها حق الرد فأذن لها ،


أما هي مطت شفتيها بمكر وأردفت باستفزاز:


_ وماله ياحماتي أخد حقي وحق ولادي أعمل بيه اللي على كيفي إن شاء الله حتي أو.لع فيهم شئ ميخصكيش .


هزت رأسها باندهاش وهدرت بها:


_ والله عال يامرات ابني ياللي قلعتي برقع الحيا وبينتي وشك المكشوف وجوزك ميت مكملش سنتين ونص .


اتوجعت داخلا من اتهاماتها ولكنها عهدت قوية متمردة ، ترد الصاع صاعين ولا تسمح بإهانة نفسها أبداً ،


فتحدثت وهي تنظر في ساعتها وتدعي الاستعجال:


_ شوفي بقي ياحاجة أنا مش فاضية ولا عندي وقت للتفاهات اللي انتي تاعبة نفسك وجاية تسمعيها لي ،


قال ايه وأنا اللي خير اللهم اجعله خير افتكرتك جاية تطمني علي أحفادك ،


واسترسلت بتهكم :


_ ده أنا طلعت هبلة أووي .


أنهت كلماتها وهي تنظر إلي والديها مرددة باستئذان:


_ بعد إذنك يابابا إنت وماما هطلع أخد شاور علشان ألحق الميتنج بتاعي معنديش وقت .


كانت فريدة تجلس وهي تبتسم نصف ابتسامة علي ردود ابنتها وقصفها لجبهة تلك الاعتماد بتلك الجراءة وهتفت داخلها :


_ جدعة يابت ريم تربية فريدة بحق ،


ثم نظرت إلي اعتماد مرددة بتحذير:


_ شوفي بقي يا اعتماد بنتي خط أحمر متجيش ناحيتها نهائى وإلا هعمل إللي متحبيش تشوفيه مني .


_واللي بنتك بتعملوا ده يصح يافريدة هانم ...


جملة اعتراضية نطقت بها تلك الحاقدة وأكملت بنفس الحدة :


_ خلي بنتك تتنازل عن القضية وكفاية فضايح.


هنا تحدث جميل مرددا برفض قاطع:


_ طول ما أنا عايش علي وش الدنيا هفضل دعم لبنتي وسند بعد ربنا سبحانه وتعالى ومش هسيبها غير لما حقها يرجع .


قامت من مكانها وهي تحمل حقيبتها وتستعد للمغادرة مرددة بوعيد:


_ تمام أنا قلت نتفاهم بالتي هي أحسن وطالما مصرين على المحاكم يبقي تستحملوا بقي اللي هيحصل .


رددت فريدة بتذكير لها:


_ أنتم السابقون ونحن اللاحقون ياعسل ،

وتابعت بسخرية:


_ وسيبك بقي من العنتظة الكدابة دي وكلامك اللي لابيودي ولا يجيب وكله فشر ياختي .


نظر إليها جميل بتحذير لأنها ضيفة في منزله وخرجت الأخري تدب في الأرض غضبا ،


أما هي لاحظت نظراته المعترضة وهتفت بدفاع:


_ ولية مستفزة حر.قت د.م البت وحر.قت د.مي أنا كمان ، معرفش إيه كمية الغل إللي فيها دي !


أوقفها جميل عن الحديث مرددا بتنبيه:


_ خلاص هي مشيت يافريدة واحنا مكيفينها ومفيش داعي نغتابها وتاخد حسنات علي حسنا،


واسترسل بدعاء:


_ يالا الله يسهلها ويسامحها ويكفينا شرها ،


قومي اطمني علي ريم هتلاقيها فاتحة مناحة فوق ومتأثرة بالكلمتين الصعبين إللي حماتها سمت بدنها بيهم .


قامت من مكانها وهي تردد بسخط:


_ ولية بومة جاية تنكد عليها في يوم مهم زي ده وأهي بلاوي وبتتحدف علينا .


_ فريدة ! خلاص بقي مفيش فايدة فيكي ! أنا قلت ايه من شوية ، اطلعي يالا.


صعدت الأدراج وهي تتمتم في سرها ولم تعير كلمات جميل اهتمام فهي تكره من يأذي أبنائها قولا أو فعلاً.


______________________________


في فيلا راندا المالكي حيث كانت جالسة تتصفح هاتفها وتتابع وراءابنتها بعد ان عنفتها بشدة ، وأحكمت حصارها عليها ولم تتركها وحدها إلا ساعات النوم فقط ،وفجأة استمعت إلي صوت ارتطام شديد ، انخلع قلبها وقامت من مكانها وصعدت إلي الطابق العلوي ودلفت الي غرفة مهاب ، وإذا بها تشهق بشدة حيث كان مهاب مستلقيا علي الأرض ويبدوا عليه الإغماء ومما جعلها تموت رعباً رؤيتها لأثر تقيئ بجانب ولدها ومنظره المدمي ،


هبطت لمستواه بفزع وحملته إلي أحضانها مرددة بدموع:


_ مهاب فوق ياحبيبي فوق يابني متوجعش قلبي عليك ، مهاب مهاب .....

ظلت تنادي بإسمه وتضغط علي وجهه وتحركه يميناً ويساراً كي يستفيق ولكنه في عالم أخر ،


بهت وجهها رعبا وأمسكت هاتفها تتصل بوالدها ويداها ترتعش هلعا ، ظلت تهاتف والدها ووالدتها وأخيها ولم يأتيها رد من أي منهم ،


لم تعد تحتمل أكثر من ذلك وقررت أن تهاتف إيهاب وفور اتصالها أتاها رده مندهشا:


_ والله مامصدق نفسي! راندا المالكي بذات نفسها بتكلمني !


أجابته بصوت متقطع أثر البكاء:


_ الحقني ياإيهاب بسرعة .


انخلع قلبه من نحيبها وردد بفزع :


_ اهدي ياراندا وفهميني في ايه ؟


_ ابن.ن.نا ياإيهاب الح.ق.ه ... كلمات متقطعة خرجت من فاهها بصعوبة .


حمل مفاتيحه وهاتف طبيبا صديقا له هاتفا:


_ متقلقيش ياراندا مسافة الطريق وهكون عندك اهدي لو سمحتي .


وبعد مرور حوالي عشرين دقيقة كان الطبيب واقفاً في الغرفة معهم يفحص مهاب وعلامات وجهه لاتبشر بالخير وتقف بجانبه تردد بأنفاس متقطعة أثر البكاء :


_ ماله في ايه في ايه رد عليا؟


بملامح منزعجة تماما وفورا أمسك الطبيب هاتفه طالبا المركز الطبي الخاص به :


_ أيوه يابني ابعتلي عربية إسعاف حالا علي العنوان إللي هبعته لك ومتتأخرش .


أمسكته من كتفيه تهزه بهلع وهي تردد :


_ إسعاف! ابني جري له إيه ياإيهاب ؟


أجابهم الطبيب بأسى:


_ للأسف يا إيهاب جت له سكتة دماغية ودي مش بتيجي غير في حالات معينه وأهمها الإدمان ،

واسترسل حديثه بنبرة ملامة:


_ ومن العلامات الزرقا اللي في جسمه والسواد إللي تحت عنيه أحب أقول لكم إن الولد ده مدمن .


اتسع بؤبؤ عينيها وردت باستنكار:


_ مدمن ! مش ممكن ابدا ابني يكون مدمن ، مش ممكن !


أكد الطبيب تشخيصه ونظر إليها إيهاب بملامة :


_ مدمن !كنتي فين وابنك وصل للمرحلة دي ياهانم ! بقي دي الأمانة اللي أنا سيبتهالك ؟!


هدرت به بحدة مرددة باستنكار:


_ أنا كنت فين ؟! وإنت يابشمهندس كنت فين إنت كمان وانت مبتسألش فيهم غير كل فين وفين ومشغول بعماراتك وجوازتك .


أمسكها من كتفيها يهزها بعنف مرددا بغضب:


_ هو إنتي لسه ليكي عين تتكلمي كمان بعد اللي ابنك وصله وتجيبي الغلط عليا !


وتابع حدته لها بإبانه:


_ مانا ياما اتحايلت وحاولت بدل المرة عشرة أرجع بيتي وولادي وإنتي اللي مصممة ، سنتين وزيادة وأنا بتأسف وبعتذر وبعترف بغلطي وإنتي الكبرياء عماكي لحد ماولادنا اتدمروا وهما اللي بيدفعوا التمن .


ظلا الاثنان يتجادلون مع بعضهم الي أن استمعوا إلي سيارة الإسعاف ، فتحدث منهيا الحوار :


_ بلاش كلام في الموضوع ده دلوقتي، ممكن نهدي علشان مش وقته خالص.


أشارت برأسها بموافقة وهي تحتضن كف ولدها بدموع ،


انتقلت سيارة الإسعاف بمهاب إلي المركز الطبي الخاص بذاك الطبيب، وأثناء سريانهم استمعت راندا إلي رنات هاتفها وجدته والدها ،


أجابته وهي تنفطر ألما:


_ الحقني يابابا مهاب تعبان جداً وواخدينه في الاسعاف ورايحين المركز عند إيهاب .


انتفض جميل من مكانه وهو يحمل مفاتيح سيارته وينادي علي فريدة كي تأتي معهم مرددا يطمأن ابنته :


_ طيب اهدي ياحبيبتي أنا جاي لك أهو أنا وماما ، هدي أعصابك وإن شاء الله هيبقي بخير .


بعد مرور ساعتين من دلوف مهاب إلي المركز خرج إليهم الطبيب ويبدو عليه التعب والإنهاك ،


وجلس على الكرسي بإهمال ، التفوا جميعا حوله بقلق مرددين في صوت واحد :


_ ها مهاب عامل إيه يابني فاق ولا لسه ؟


أجابهم الطبيب بأسى :


_ الولد مدمن من الدرجة الأولى والإدمان سبب له سكتة دماغية زي ماكنت شاكك وحالته حرجة جداً.


انصدم إيهاب جميل وفريدة بشدة ، أما هي صارت تلطم علي وجهها بهستيرية مما سمعته أذناها وصارت في حالة يرثي لها ،


رددت فريدة وهي تجلس أمام قدماي إيهاب بهلع :


_ يعني إيه كلامك ده يا دكتور ؟ وحالته حرجة إزاي يعني ؟


هتف الطبيب بحزن:


_ يعني الولد حاليا في حالة حرجة ياأمي ،


نطق إيهاب بحسرة:

_ ابني ممكن يموت في لحظة وأنا واقف عاجز إني أعمل له حاجة .


قامت من مكانها ورددت بدعاء وهي تلتفت في المكان مرددة ببكاء:


_ يارب تشفيه يارب وترجعه لنا بالسلامة ، ربي يشفيك يامهاب ياحبيبي يارب يارب .


أما جميل نظر إلي كليهما هادرا بهم بحدة :


_ شفتوا أخر العند عمل فيكم ايه ؟ البيت اتخرب والبنت راحت طريق اللي بيروح فيه مبيرجعش إلا وهو مسجون أو ميت بردوا .


نظر إليه إيهاب باستغراب من كلماته وهتف باستفسار:


_ يعني كلامك ده ياعمي بنتي سما مالها ؟


_ مش وقته الكلام في الموضوع ده خالص خليك في المرمي بين الحيا والموت جوة ده ... كلمات قالها جميل بنبرة تحذيرية ،


وتابع تحذيره وهو ينظر إلي ابنته :


_ اعملي حسابك لو ابنك جري له حاجة ذنبه في رقبتكم انتوا الاتنين .


انتفضت من مكانها ونطقت بصوت عال وهي تشير إليهم جميعاً:


_ خلاص كلكم جايبين اللوم عليا أنا ! هو المجني عليه والمظلوم بقي في وجهة نظركم انتوا جاني وظالم ،


واسترسلت بنحيب:

_ والله العظيم ده حرام وميرضيش ربنا حرام حرام .


قامت فريدة وأخذتها بين أحضانها وهي تردد بملامة لهم :


_ والله العظيم حرام عليكم سيبوها في حالها بقي مش كفاية اللي هي فيه وكمان بتزيدوه عليها ، ممكن نهدي بقي ونقعد ندعي للي مرمي جوة ده ونبطل نلوم علي بعض.


التزم الجميع الصمت وبعد ربع ساعه بالتحديد خرج إليهم الدكتور المتابع لحالة مهاب وهو يتبطأ في خطواته وعلامات الحزن بادية علي وجهه ،


ذهبوا إليه جميعهم ووقفوا أمامه متلهفين اطمئنانه إلي أن تحدث إيهاب:


_ في ايه يادكتور مالك وشك ميبشرش بالخير.


أجابه بأسف:_ للأسف الشديد  البقاء لله

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع