رواية جبل النار الفصل الثاني وعشرون 22بقلم رانيا الخولي
رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 22
جلس داغر على الجهاز أمام طبيبه الذي سأله باهتمام
الاعراض دي جاتلك قبل كدة؟
رد بنفي
_لأ اول مرة تحصل معايا.
دقق الطبيب النظر في الجهاز أمامه
_الضوء استمر مدته اد ايه؟
تذكر داغر ذلك الوميض ورد بايجاز
_ثانيتين بالكتير.
_المرتين كانوا على تباعد ولا ورا بعض.
مل داغر من أسئلته ومن تلك الجلسة التي تمنعه من الحراك
_بتباعد، دقيقة او أقل.
نهض الطبيب بعد أن ابعد الجهاز عن عينيه وقال
_دي بشرى كويسة.
عاد داغر للمقعد وسأله
_ازاي؟
رد الطبيب بعملية
_انا قولتلك إن حالتك دي نفسية لأن العملية الأخيرة كانت ناجحة جداً ومفيش اي سبب عرضي لها
وأكبر دليل إنك لما اتحطيط تحت ضغط وكان دافع قدامك شوفت الضوء ده، وده بقى سبب رئيسي يخليني أقولك ابعد عن أي جراحة تانية وأمشي على التمارين اللي قولنا عليها، وخلي عندك دافع انك تشوف من تاني
أومأ داغر رغم عدم اقتناعه وخرج من العيادة متجهاً إلى منزله
وقبل أن يترجل من السيارة قال للسائق
بكرة الصبح تروح تجيبها في نفس الميعاد.
اوما صالح
_حاضر.
_لو رفضت متمشيش إلا لما تتحرك معاك فاهم؟
❈-❈-❈
فتحت أسيل عينيها إثر تلك اللمسات الحانية
على وجنتيها وصوت صغيرها بضحكته الرنانة والتي تطرب أذنها وتكتفي بها عن الدنيا بأكملها.
_ما..ما.
ابتسمت أسيل لسماع تلك الكلمة والتي ظنت لوهلة أنها لن تسمعها مرة أخرى.
ابتسمت بكل الحب الذي تحمله بداخلها حتى ادمعت عينيها
وجذبته لحضنها فيستسلم صغيرها لها وشددت من احتضانه حتى بكت بكاءً يهشم القلوب.
بكت بكل الآلام التي عاشتها
وذكريات من الماضي الأليم تقتحم مخيلتها وبقوة
لا تريد شيء من تلك الدنيا سواه
لا تريد سوى أن تتركهم هنيئين دون آلام
لكن يبدو ان الدنيا استكثرت عليهم ذلك وتحاول بكل الطرق إخضاعهم لرغباتها
توقفت عندما شعر طفلها بالخوف وبدأ يبكي بخوف
ابعدته عنها قليلًا كي تمسح دموعه وقالت بابتسامة تخفي بها بكاءها
_متخافش يا حبيبي انا جانبك ومش هسمح لحد أنه يبعدك عني.
نهضت أسيل وهي تحمله وسارت به إلى المطبخ تعد له طعامه
كانت تداعبه وهي تعد.طعامه فيضحك هو بسعادة بريئة لها.
ابتسمت أمينة عندما وجدتهم في المطبخ وضحكت إياد تملئه بهجة
_صباح الخير
تطلعت أسيل لأمينة التي دلفت المطبخ وبدأ إياد يهلل برؤيتها و ألقى نفسه عليها
_تـ..ـيـ..ـتا
التقفته أمينة بسعادة وقالت بحب
_قلب تيتا انت يا حبيبي.
وضعت يدها على رأسه ثم قالت
_الحمد لله الحرارة نزلت.
نظرت إلى أسيل وسألتها
_وانتي عاملة ايه يا حبيبتي ؟
ابتسمت اسيل تطمئنها.
_أحسن بكتير، خدي إياد وانا هحضر العشا بسرعة لأني بصراحة جعانة اوي.
_طيب خليكي انتِ وانا هحضره، انتِ لسة تعبانة.
هزت راسها بنفي
_لا خالص انا بقيت زي الفل.
انتهت أسيل ووضعت الطعام على السفرة ونادتهم
_يلا يا دادة الأكل جاهز.
جلست أسيل واصرت على إطعام طفلها وأمينة تنظر إليها بتعاطف
وتساءلت هل جاء الوقت الذي تعترف فيه أسيل بالحقيقة
فما حدث اليوم جعلت الأمور تتبدل
هو أخطأ وهي تعلم ذلك جيدًا لكن من حقه أن يعلم بطفله كما من حق ذلك الطفل أن يعلم من أبيه
فقالت بمغزى خفي
_هتعملي ايه يا أسيل لو ابوه عرف بوجوده؟
رغم علم أسيل بما تريد أمينة التوصل إليه لكنها قالت بمراوغة
_ليه السؤال ده؟
ردت أمينة بتسويف
_انا بقول مثلاً
ردت أسيل وهي تتناول طعامها بشهية
_مش هيعرف، ولو عرف بوجوده مش هيلاقينا.
عقدت حاجبيها بعدم فهم وسألتها
_ازاي.
تركت الملعقة من يدها ونهضت قائلة وهي تحمل طفلها
_هكون وصلت للي انا عايزاه واسافر.
تركتها ودلفت المرحاض كي تغسل يدي ابنها في صمت مطبق
لم تفهم أمينة مقصدها لكن عليها أن تخبرها بما حدث اليوم
وأثناء مكوثهم سألتها أسيل
_بس ايه اللي خلى هايدي تاخد إياد من غير ما تقولنا.
لم تجد حل آخر سوى قول الحقيقة فقالت بمراوغة
_بس هايدي مش هي اللي أخدته
قطبت جبينها بدهشة وسألتها
_اومال مين اللي اخد ابني ووداه عندها
ردت أمينة بعد تردد
_ داغر جه هنا النهاردة وهو اللي أخد إياد للمستشفى.
نزل الخبر كالصاعقة على أسيل ورمشت بعينيها تحاول استيعاب ما سمعت وكأنها اخطأت به
تطلعت إليها وهي تسألها بعدم استيعاب
_جه فين مش فاهمة؟
امينة باستسلام
_داغر كان جاي يسأل عنك وتقريباً لما سمع صوت ابنه كسر الباب هو والسواق واخدوه على المستشفى ومن كرم ربنا أن هايدي كانت موجودة في المستشفى.
رمشت بعينيها مرات متتالية وعقلها يرفض ما تسمعه، فإذا علم داغر بوجوده فسوف يأخذه منها..
انقبض قلبها خوفًا وسألتها بتوجس
_عرف حاجة؟
طمئنتها أمينة
_متخافيش معرفش حاجة، هو سابه مع حازم ومشي، تقريباً لما جه عشان يقنعك ترجعي كان إياد صحي وبيعيط عشان كدة كسروا الباب ولما لقوه لوحده أخده على المستشفى هو قال كدة لهايدي.
لم يرتاح قلبها لذا قررت ان تعود له غدًا كي تنهي ما انتوت فعله بأسرع وقت وبعدها ستأخذ طفلها وترحل دون عودة، الأهم ان تثبت طفلها حتى تستطيع السفر به.
قالت أمينة
_انا شايفة يا أسيل إنك تعرفيه بالحقيقة أفضل ده مهما كان ابنه.
صرخت بها أسيل بغير وعي
_متقوليش ابنه.
أومأت لها أمينة بتفاهم مع حالتها
_بس دي الحقيقة مهما انكرتيها ومسيره في يوم هيعرف، دي حاجة عمرها ما هتستخبى.
_قولتلك وقتها هكون اختفيت بابني ومش هيقدر يوصلنا.
❈-❈-❈
في المشفى
انهت هايدي عملها وقامت بحمل حقيبتها كي تعود لمنزلها لكنها تفاجئت به يدلف مكتبها
كانت نظراته لها تحمل عتاب وكأنه هي المخطأة الوحيدة بذلك.
أغلق الباب خلفه وتقدم منها يسألها
_ماشية؟
ردت بفتور رغم ذلك الحنين الذي يجذبها إليه
_اه ماشية عندك مانع؟
لم يعجبه ردها لكنه تحلى بالصبر كي تعود معه
_مش هيبقى عندي مانع لو روحتي معايا.
اشاحت بوجهها بعيدًا عنه فتقدم هو منها وقد شعر باشتياق شديد إليها
فتلاعب على وتر عشقها له وقال بعتاب
_هتفضلي بعيدة عني كدة كتير؟
التزمت بثباتها وردت باتهام
_انت السبب مش أنا.
ابتسم وهو يضع يديه حول خصرها يقربها منه وتمتم بحمية
_انا مقولتش سيبي البيت وأمشي
ابعد خصلاتها عن وجهها يضعها خلفها وتابع بهمس
_البيت وحش أوي من غيرك، متخيلتش إن يومين يعملوا فيا كدة.
عاندت قلبها الذي يطالبها بالرضوخ له لكنها واصلت فتورها
_عايز ايه؟
همس بجوار أذنها وهو يطبع قبله حانيه خلفها
_عايزك ترجعي معايا.
_ولو قولتلك لأ.
تطلع إليها بنظرات عاشقة تراها بعينيه لأول مرة وتمتم بوله
_أنا عمري ما أجبرتك على حاجة بس المرة دي لو واصلتي عنادك غصب عني هجبرك.
وضع وجهها بين كفيه وتابع بصدق
_أنا بحبك انتِ مش حد تاني، ده كان وهم وفوقت منه لما بعدتي ودقت مرارة فراقك، اكتشف إن مفيش حياة من غيرك.
لأول مرة تشعر بصدق كلماته والتي لامس صدقها قلبها لكن لن تعود بتلك السهولة فسألته بتوجس
_وحملي؟
بوغت بسؤالها مما جعله يبتعد قليلاً كي ينظر إليها.
_هايدي انتي ليه مصرة على الحمل ده؟ انا شايف إن عمر وعلي محتاجين اهتمامنا أكتر من كدة، محتاجين إننا نعوضهم غيابنا أغلب الوقت عنهم، ليه مصرة تشغلي نفسك بطفل تالت وفي الآخر تسيبيهم لمامتك.
هزت راسها بنفي
_ده مش سبب يخليك تجبرني اقتل ابني، لو عايزني أرجع يبقى تسيبني احتفظ به.
زم حازم فمه يحاول السيطرة على اعصابه
_ولو رفضت.
نظرت إليه بخذلان وقالت
_يبقى تطلقني.
ضيق عينيه مستفهمًا
_أفهم من كلامك إنك بتفضلي الحمل ده على جوزك.
ابتسمت بسخرية لقلب الأمور لصالحه
_لأ مش ده السبب الأساسي يا دكتور حازم
وانت عارف كويس اوي أنا اقصد ايه.
ابتعدت عنه وحملت حقيبتها لتتابع بقوة
_اللي عندي قولته ولو سمحت سيبني أروح عشان أتاخرت على الولاد.
تركته وخرجت من المكتب محررة تلك الدمعة التي أسرتها داخل عينيها طوال مكوثها معه فقامت بارتداء نظارتها السوداء كي لا يرى أحد دموعها
تعترف بأنها ضعيفة أمامه وأن حبها له لن يستطيع شيء ردعه
وذلك القلب الأهوج ينبض بقوة معترضًا على تركه.
لكن عليها مجابهة ذلك العشق كي تحافظ على ما تبقى من كرامتها.
عادت إلى المنزل ولم تجف دموعها فاتجهت إلى غرفتها قبل أن يراها أولادها بتلك الحالة
استندت بظهرها على الباب وأطلقت لدموعها العنان
لما عليه أن يكون بهذه القسوة معها
لما لا يلين قلبه أمام حبها
ماذا تفعل أكثر من ذلك كي يرأف بها ويعشقها كما تعشقه
لوهلة صدق قلبها الغادر كلماته المعسولة لكن بان كذبه الذي لم يستطيع مواصلته.
فلما عليها ان تكون بذلك الضعف أمامه.
مسحت دموعها بيدها عندما طرق الباب
فابتعدت عنه قليلًا كي تفتحه فتجد والدتها أمامها.
حاولت إخراج صوتها ثابتاً كي لا تشعر بشيء
_أهلاً يا ماما.
لم تحتاج فايزة لفطنة كي تعلم سبب تلك الدموع المتعلقة باهدابها فقالت بتعاطف.
_وبعدين يا هايدي هتفضلي كدة لحد أمتى.
لم تريد شيء سوى الارتماء داخل أحضانها
ولم تجد أفضل من حضن والدتها ولا أحن منه ليحتويها في تلك المحنة.
……..
اغلقت فايزة الباب خلفها ووضعت العصير أمام ابنتها وهي تقول بحب
_اشربي العصير ده هيهديكي شوية
تناولت منها الكوب لتحبسه بين يديها فقالت فايزة بحكمة
_انا عارفة إن الكلام اللي هقوله ده مش هيعجبك بس لازم تسمعيه
الواحدة مننا لما بتحب بتدي من غير حساب
وكل ما حبت جوزها أكتر كل ما ادته أكتر حتى لو على حساب نفسها
وده اللي انتِ عملتيه اديتي بزيادة لدرجة انك خلتيه ميطلبش وهنا ده افتكرأنه حق مكتسب
معلمتهوش يحتاج أو يطلب ولا حتى يشتاقلك لأنك في البيت والشغل قدامه
والحب اساسه اشتياق يا حبيبتي
وهو عمره مشتاقلك عشان يتعلق بيكي
العطاء لازم يكون بحدود وحتى حبك لازم تكوني متحكمة فيه وتكوني مسيطرة عليه
عارفة إن كلامي بيجرحك بس دي الحقيقة اللي لازم تعرفيها
انا أمك وأدرى واحدة بمصلحتك
اثبتي على قرارك وخليه يحس بغيابك، خلي حبك اللي مش حاسس بيه جواه يخرج لما يحس فعلاً إنك بتضيعي منه.
هزت هايدي راسها دون ان ترفعها عن الكوب الذي بيدها وتمتمت بخفوت
_بس هو عمره ما حبني.
ردت فايزة بنفي
_مش حقيقي، حازم بيحبك بس زي ما قولتلك مفيش حاجة بتعمليها تشغله بتدي ومكفية وناسية إن البُعد لو بحدود بيعمل اشتياق، ولما تتقابلوا عوضيه بزيادة خليه طول ما هو في الشغل يتكوي بغيابك ويتمنى يخلص بسرعة ويرجعلك ولما يرجع ادي بزيادة عشان يكون دافع أكتر أنه يرجعلك، خليه ليلة ينام لوحده ويحس بنار غيابك
فكري بكلامي ونفذيه ومش هتندمي، بس حطي في بالك البعد بزيادة بيعلم القسوة
وعايزة تجننيه أكتر اتعاملي معاه في المستشفى عادي بحكم عملكم عادي جدًا كأنه مجرد زميل.
فهمتيني.
أومأت هايدي
_فهمت يا ماما.
ربتت على يدها وقالت
_انا هقوم احضر العشا عشان بابا زمانه جاي.
خرجت فايزة وظلت هايدي تفكر في حديث والدتها لتعرف بالأخير بأنها وحدها المخطئة.
❈-❈-❈
استلقى داغر على فراشه مستنداً بظهره على الوسادة وأخذ يفكر بما حدث اليوم.
تذكر ذلك الطفل وتشبثه به والذي دون إرادته تعلق به بشيء مهيب
تذكر كيف تعلق بعنقه وكيف نام على كتفه
وبكاءه الذي هدئ ما إن حمله بين يديه.
ابتسم رغمًا عنه وشعر بحنين إليه
لو لم تهرب منه لكانا الآن ينعمان بطفل بعمره.
لكن الغريب في الأمر
لما ترك حازم طفله عندهم وهو بهذه الحالة؟
واين والدته من كل ذلك.
تذكر أن أسيل أخبرته بأنه متزوج من طبيبة مثله
تذكر أيضاً أنها أخبرته باسمها لكنه لا يتذكره جيدًا
مد يده على المنضدة يتحسس علبة سجائرة لكن يده تعسرت في كوب الماء وسقط على الأرض
مال قليلاً كي ينتشل الزجاج من الأرض
فيصاب إصبعه
لم يهتم له وظن أنه جرح طفيف حتى عندما شعر بذلك السائل ظن أنه ماء لذلك واصل جمع الزجاج ووضعه بسلة المهملات الموضوعة بجانبه
نهض ليدلف المرحاض يغسل يده كي يتأكد من عدم تعلق أي زجاج بيده
ولم يلاحظ الدماء التي تسيل من يده والتي طبعت على مقبض الباب ومقبض المياه حتى المنشفة التي جفف بها يده
وعاد إلى فراشه
كان يشعر بوغز بسيط لكنه لم يبالي به واستلقى على فراشه لينام لكن ذلك الشعور جعل النوم يهرب منه.
❈-❈-❈
استلقت على الفراش بجوار طفلها تناشد النوم بعد يوم شاق مليء بالمآسي
تطلعت لطفلها بحب وأخذت تملس على وجنته الناعمة
رن هاتفها فنظرت إليه فإذا بها هايدي تتصل لتطمئن عليه
_ازيك يا اسيل إياد عامل ايه دلوقت؟
ابتسمت وهي تنظر إليه بحب
_أحسن بكتير.
_الحمد لله انا قولتلك إن كل ده عادي عشان سنانه المهم هتعملي ايه مع ابوه.
لم تندهش أسيل لمعرفتها بالحقيقة فهي كانت تشك بذلك فردت بهدوء
_مش هعمل حاجة، هو ميعرفش انه له طفل وانا مش هعرفه.
تحدثت هايدي بعقل
_بس ده مش بمزاجك للأسف يا أسيل، هو من حقه إن يعرف بوجود ابن له زي ابنك ما من حقه يعرف، بلاش تفكري فى دا دلوقت فكري في بعدين لما يكبر ويسألك مين أبوه، وحطي احتمال إن ابنك يعرف الحقيقة وتلاقي نفسك متهمة قدامه، مفيش قدامك حل تاني، المرة دي عدت وأحمدي ربنا أنه كفيف لأنه لو شافه مكنش هيشك لحظة واحدة انه ابنه.
تنهدت أسيل بتعب
_عارفة كل ده وهشوف له حل بس بعيد عن انه يعرف، مستحيل أجازف وأخليه يعرف انه له ابن ويحرمني منه.
_ما يمكن يطلب يتجوزك عشان يثبته ويعتذر عن اللي حصل، وبعدين يا أسيل الشخص اللي أنا شوفته النهاردة ده شكله ابن ناس ومحترم اللي خلاه يتأثر بطفل ميعرفوش وياخده بظروفه دي ويوديه المستشفى ده مستحيل يكون بالحقارة اللي حكيتي عنها.
ابتسمت أسيل بمرارة
_حكيت عنها؟! أنا عشتها وجربتها
ارتعشت أوصالها للذكرى
_انتي مش متخيلة اللي عمله معايا ولا الطريقة اللي اخدني بيها، ده لو بنت ليل كان هيرأف بيها شوية، إنما ده مرحمنيش وانا بترجاه يسيبني
تفتكري واحد زي ده ممكن يرحم ويسبلي ابني.
تأثرت هايدي بقصتها لكنها حقاً لا تتقبل ان يكون ذلك الرجل الذي رأته اليوم بتلك القسوة
_ما يمكن بعد اللي حصله ده اتغير، ويمكن برضه بيدور عليكي عشان يطلب منك تسامحيه، بصراحة طنط النهاردة حكتلي كل حاجة وحكتلي انك بتشتغلي عنده دلوقت وأكيد لاحظتي أي تغير فيه.
_التغيير الوحيد اللي حصل أنه ظهر على حقيقته مش أكتر.
لم تريد هايدي الضغط عليها فقالت بتروي
_فكري كويس في إبنك لأن الاولاد هما اللي يستاهلوا إننا نحارب عشانهم.
أغلقت أسيل الهاتف وأخذت تفكر فيما انتوت فعله..
❈-❈-❈
في منزل حسين
بدأ حسين يشعر لأول مرة بالوحدة وقد فارقه الجميع.
وبدأت شاهي تسيطر على كل شيء من حوله
فعلم أن أولاده كانوا له حصن منيع لكنه لم يعلم ذلك إلا بعد فوات الاوان
حاول كثيرًا مع سليم وطلب منه العودة لكنه يأبى الرجوع فعلم انه لم يغفر ولن يسامح
لكن ما الذي ينتظره منه وقد رآى بعينيها أنها عادت من هروبها محملة بالعار
تذكر رجاءها وهي تقسم له بأن ماحدث لم يكن بإرادتها
لكنه لم يستمع إليها ولم يرحمها بل واصل تعذيبه لها بكل جبروت
❈-❈-❈
أما سليم فقد ظل يمنع ذلك الحنين الذي يطالبه بأن يطمئن عليها
لكن غضبه منها يرفض ذلك
هو يعلم جيدًا بأن ما حدث رغمًا عنها لكن أيضًا هي من وضعت نفسها في طريق الهلاك
لقد ابتعد وأصر على البقاء هنا كي لا يضعف أمامها ويذهب إليها
حتى عندما عاد إلى مصر حارب شوقه لها بكل الطرق وخاصة عندما وجدها بالمصعد.
هل ظنت ان باخفاء وجهها عنه لن يعرفها!
ابتسم بحزن للذكرى
فقد رآها بقلبه قبل عينيه
حتى ضربات قلبها المتسارعة كان يسمعها بوضوح ولذلك اوهمها بأنه لم يراها ولم يعرفها كي لا تفزع منه.
يعلم جيدًا بأنه لن يستطيع مواصلة عناده وخاصة عندما اصبح ذلك الفرع خاص به وحده وأصبح واقفاً على أرض صلبة..
❈-❈-❈
استيقظت أسيل من نومها على صوت طرق الباب
نهضت بصعوبة فقد ظلت مستيقظة حتى الفجر.
فتحت الباب فتتفاجئ بصالح أمامها
_صباح الخير يا بنتي، اتفضلي غيري هدومك ويالا قبل داغر بيه ما يصحى.
_صباح النور يا عم صالح، حاضر دقيقة بالظبط وهكون جاهزة.
صعدت أسيل وهي تنوي ما قررت خوضه دون تردد
قامت بتبديل ملابسها ودلفت غرفة أمينة
_صباح الخير يا دادة
نهضت أمينة من على المصلى وقالت باستياء
_يعني مصرة تكملي؟
أومأت بتأكيد
_اه مصرة، أنا ماشية دلوقت ولم نرجع هيكون بينا كلام تاني، بعد أذنك.
خرجت أسيل من المنزل واستقلت السيارة
وأثناء ذهابهم أرادت أسيل أن تستفسر عما حدث فسألته
_هو ايه اللي حصل امبارح يا عم صالح؟
رد صالح وهو ينعطف تجاه المنزل
_كابتن داغر أصر أنه يجيلك امبارح لما رفضتي تيجي ولما قربنا من البيت سمعنا صوت طفل صغير……
انتهى من قص ما حدث وهي تستمع إليه بقلب منقبض
_بس يا بنتي الغلط عليكم الولد كان سخن أوي وغير كمان انه صغير على انكم تسيبوه لوحده في البيت.
تنهدت أسيل وقالت بشرود وهي تنظر من نافذة السيارة
_كان غصب عني بس مش هتتكرر تاني.
❈-❈-❈
توقفت سيارة خليل أمام المنزل وترجل من السيارة بوجوم تام ثم دلف المنزل وكأنه يتوعد لمن يراه أمامه.
صادفته سلوى التي قالت بابتسامة
_صباح الخير يا خليل بيه احضر الفطار دلوقت؟
رد خليل باقتضاب وهو يصعد الدرج
_لأ.
صعد لغرفة داغر فيقتحمها دون ان يطرق بابه فيجده نائمًا في فراشه وكعادته يترك الضوء يملئ الغرفة
تطلع إليه باستياء
وهم بالخروج لكن لفت انتباهه الدماء المطبوعه على الفراش الأبيض ويده التي تغطت بالدم بصورة تدعوا للريبة..
يتبع...
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق