القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جبل النار الفصل الثالث وعشرون 23بقلم رانيا الخولي

 





رواية جبل النار الفصل الثالث وعشرون 23بقلم رانيا الخولي




رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 23 -


انقبض قلبه وتقدم مسرعًا منه يتطلع إلى الدماء فيجد يده تنزف ويوجد بقايا زجاج على الأرض


تقدم مسرعًا منه يتطلع إلى يديه فيجد أنها جروح طفيفة لكنها نزفت بشدة.


قام بايقاظه بقلق


_داغر…داغر…قوم.


استيقظ داغر وفتح عينيه بصعوبة متسائلاً بنعاس


_عمي!....جيت أمتى؟


رد عليه باقتضاب 


_دلوقت.


ساعده على الجلوس تحت دهشة داغر ثم جذب المنشفة متسائلاً 


_ايه اللي عمل في ايدك كدة؟


لم يفهم داغر شيء حتى لهجة عمه معه تعجب منها فسأله بحيرة وهو يتحسسها 


_مالها؟


دلف خليل المرحاض كي يبللها بماء دافئ وهو شتان بين قلقه وغضبه ثم عاد إليه 


شعر داغر بوغز حينما وجد عمه يمسح يده بمنشفة فيهدئ قلقه قليلًا حينما  وجد أن الدماء تجمدت على يده وتوقف النزيف


_ ايه الجرح اللي في ايدك ده؟


شعر بألم عندما شعر بالمنشفة تضغط عليه وقال 


_ممكن أكون انجرحت وانا بلم ازاز الكوباية اللي اتكسرت.


تطلع خليل للزجاج الملقي في السلة ثم قال معنفاً


_وانت مالك بالإزاز مسبتوش ليه؟ 


ساعدها على النهوض قائلاً 


_قوم اغسل ايدك لحد ما اشوف الممرضة جات ولا لسة.


اومأ له ونهض ليدلف المرحاض.



أما خليل فخرج كي يسأل عن عودة الممرضة وقبل ان ينزل الدرج وجدها تدلف من المنزل


رمقها بنظرة مبهمة للحظة ثم قال بأمر


_تعالي يا…حور.


تقدمت أسيل منه وقد شعرت من نظراته أن هناك أمر ما


وقفت أمامه على الدرج وسألته


_نعم حضرتك.


تطلع إليها بصمت لبرهة ثم تحدث بجدية 


_تعالي معايا.



في غرفة داغر



جلست أسيل على المقعد امام داغر الذي ترك يده لها باستسلام تام رغم النيران التي اشعلتها بذلك التلامس


تمامًا كما كان يحدث من قبل وذلك يؤكد بأنه سيظل دائمًا ضعيف أمامها مجرد لمسه تهز ذلك الجبل المنصهر دائمًا.



كانت تطيب جروحه بيد مرتعشة وذكريات تلك اللية تقتحمها بشدة، ولما لا وهذه اليد التي تداويها الآن دمرت كل شيء قبل عامين.



كانت تجد صعوبة في التحكم بارتعاشتها حتى لا يلاحظ أحد ذلك


لكن عينين خليل كانت تراقبها بتمعن لم تلاحظه


لم تلاحظ شيء سوى تلك اليدين التي اذاقتها العذاب ألوانًا.


فانتهت أخيرًا بعد عناء وانتهت مراقبة خليل لها وقبل ان تقوم من مقعدها قال لها خليل


_ياريت بعد ما تخلصي تعملي فنجان قهوة وهاتيه على مكتبي.


أومأت أسيل وخرجت من الغرفة دون قول شيء.


فتطلع إلى داغر وسأله بمغزى


_انت تعرف حور دي؟ شوفتها قبل كدة؟


تعجب داغر من سؤال عمه وبدأ الشك يتلاعب بداخله، هل عرفها؟


لكنه لم يراها كي يتعرف عليها


اعاد خليل سؤاله 


_بسألك شوفتها قبل كدة؟


اندهش من إصراره وسأله بمراوغة


_بتسأل ليه؟


راوغه خليل أيضاً 


_أصلي حاسس إني شوفتها قبل كدة معاك، صح ولا انا غلطان.


مسح داغر بيده السليمة على وجهه ورد بتسويف


_كـ اسم لا معرفهاش لكن كـ شكل مقدرش افيدك.


لم يكذب بل راوغ مما جعل خليل يومأ له


_تمام.


تركه وخرج إلى مكتبه وانتظر حتى دلفت أسيل وهي تحمل القهوة وتضعها أمامه.


_اتفضل القهوة.


رد بتعاطف


_متشكر يا بنتي.


اومأت له وهمت بالخروج لكنها اجفلت عندما نداها


_أسيل… 


رمشت بعينيها وهي مازالت توليه ظهرها وكأنها لم تسمع جيدًا 


_مش أسيل برضه ولا انا غلطان؟


استدارت بغير وعي دون النطق بشيء فتابع


_اقفلي الباب وتعالي اقعدي.



❈-❈-❈



أخذ سليم ينظر إلى الكوب بيده وغير عابئ بتلك التي تتحدث بجواره ولا لأي شيء سوى من شغلت عقله وتفكيره منذ أن رآها للمرة الأولى.


لم يشعر بأي فرحة بذلك التعاقد مع شركة كبيرة جعلته يقطع الطريق على والده في إجباره على العودة


لا يريد العودة للمنزل رغم اشتياقه لها لعلمه ماذا يفعل به ذلك الاشتياق وهو يتطلع طوال الليل إلى الجدار الذي يفصله عنها


وعندما يأتي الصباح يأتي معه عذاب أكبر وهي تجلس أمامه وقت تناول طعامهما.


فهذا هو الوقت الوحيد الذي يجمعهم معاً


انتبه لإيمي تسأله 


_سليم ماذا بك؟


زم فمه بعدم اكتراث 


_لا أعرف.


علمت سبب حالته لكنها سألته


_تفكر في زوجتك؟


تنهد سليم بتعب وهو يضع الكوب على الطاولة أمامه


_لا شيء غيرها يشغل بالي حالياً، حتى تعبت من كثرة التفكير.


_هل مازالت على موقفها منك؟


اومأ لها بصمت فتقول هي 


_إذاً فانت لم تحاول كما يكفي أو كما هي تريد.


هز رأسه بنفي وتحدث بثبوت 


_ليس حقيقي لقد فعلت المستحيل ولا تريد أن تعود اليّ، قلبي يشتاقها بشدة وكذلك مشاعري لكنها تأبى التقرب مني، لازلت ذلك المتهم بقتـ.ـل أخته ولا تريد ان تغفر أو تسامح.



_انا معها في تلك النقطة واريد أن أخبرك بأنك مخطئ، عليك ان تخبرها الحقيقة وتضع حدًا لذلك البعد.


زم فمه بأسف وقال بتمني


_أريد أن تقبلني كما أنا، بكل أخطائي.


تعجبت من تفكيره 


_لكن ما حدث ليس مجرد خطأ، انت بالنسبة لها قا.تل، وقا.تل أخته ولن يجعلها ذلك تشعر بالأمان معك، انتما تعاندان بعضكما وهذا ليس جيد.


حملت حقيبتها وهي تنهض قائلة


_لا تتمادى في اختبار غيرتها فتلك الطريق تبعد المسافات أكثر لا تقربها، إلى اللقاء غداً.



ذهبت إيمي وتركته هو في حيرته


هل يوافقها ويعترف بكل شيء؟ ام ينتظر على أمل قبوله كما هو


عاد إلى منزله فيجد ضوء غرفتها مضاء


فالعجيب في الأمر أنها لا تنام حتى يعود إليها 


وتساءل متى سيأتي اليوم التي تنتظر عودته وهي داخل غرفتها.


ساقته قدماه إليها وكم أراد في تلك اللحظة أن تكون زوجته حقًا عائدًا إليها يلقي نفسه في أحضانها


كم أراد في تلك اللحظة أن ينعم بها بين ذراعيه وينولها بعد شقاء استمر يؤرقه لسنوات


أسند رأسه على الباب وعاتب قلبه الذي جعله يستجدي قلبها ولا تجيبه


ولم يعرف بأنها أيضاً واقفة خلف بابها تحارب شوقها بالذهاب إليه 


تريده كما يريدها وتشتاقه بكل الحب الذي تحمله له لكن سيظل دم أخته بينهم ولن تشفع له كل أفعاله.


عادت لفراشها عندما سمعت صوت إغلاق باب وتتساءل إلى متى؟



❈-❈-❈



_هتفضلي ساكتة كدة كتير؟


رمشت بعينيها مرات متتالية وعقلها يرفض ما يحدث 


نهض خليل ليقترب منها وقال بروية


_متخافيش داغر ميعرفش حاجة وإن حور هي أسيل.


اهتزت نظراتها دون إرادتها وأخذت تلف ذراعيها حولها كما يحدث دائماً كلما شعرت بالخوف


رأف خليل بها وشعر بما تمر به الآن فقال بتعاطف


_تعالي يا بنتي متخافيش.


انتفض جسدها عندما مد يده لذراعها يجذبها منه فأبعد يده عنها قائلاً 


_هنقعد نتكلم بس، تعالي.


طاوعته أسيل وسارت معه في سكون حتى جلست على المقعد وجلس هو على الأريكة 


لم يجد الكلمات المناسبة يبدأ بها حديثه معها 


لن يستطيع اخبارها بأنه علم ما حدث عن طريق الكاميرا التي وضعها ابن أخيه كي يسجل ما حدث فغمغم بأسف


_بصراحة انا مش عارف اقولك ايه ولا أبدأ معاكي الحوار ازاي بس أنا حقيقي مش متصور اللي ابني عمله، لكن بحاول ادور له على أي عذر أو أي حاجة تشفعله اللي عمله، لأني حقيقي دي مش اخلاق داغر أبدًا.


قطبت أسيل جبينها وارتسمت على فمها ابتسامة مغمزة بالمرارة وتمتمت بشرود


_أخلاق؟!


هو اللي يعمل كدة يعرف حاجة عن الاخلاق؟!


رفعت عينيها لخليل الذي كان التأثر مختلط بالاسف بعينيه وتابعت رغم ارتعاشت جسدها التي تزداد


_اللي يخون قلب وثق فيه واداله كل حاجة يبقى ميعرفش يعني ايه أخلاق.


تعجب خليل من رجوعها إذا كانت لازالت تبغض فعلته لها مما جعله يسأله بشك


_طيب رجوعك ده أفهم منه ايه؟


عادت تخفض عينيها وقالت بمرارة


_انا مرجعتش بمزاجي، بس دكتور عصام يبقى صاحب بابا ولما عرف باللي حصلي ساعدني كتير وشغلني في المستشفى عنده


قصت عليه ما حدث منذ أن عادت إلى منزلها حتى ذلك الحين لكن لم تذكر شيء عن طفلها وهو يسمعها متأثراً بما عانته هذه الفتاة وخاصة عندما تابعت


_مش هكدب عليك واقولك إني مكنتش اعرف انه هو، عرفت ووافقت لأني لقيتها فرصة عشان انتقم منه


بس لما شوفت حالته لقيته إنه أضعف من إني انتقم منه، وإن انتقام ربنا كان أقوى.


رغم تعاطفه معها إلا إنه لم يقبل فعلتها تلك فقال بمحايدة


_انا معاكي انه غلط وغلطة كبيرة أوي ولا تغتفر بس انا واثق بل متأكد إن داغر اللي انا ربيته عمره ما يعمل كدة، انتي متعرفيش كان بيكلمني عندك ازاي وكان ناوي فعلا يتقدملك بس…..


لم يجد كلمات يدافع بها عن ابنه والذي رأى بعينيه ما حدث


لو سمع عن الأمر ما صدق ذلك ولكنه رآه واضحًا بعينيه فقال مستسلماً


_بصراحة مش لاقي كلام اقوله، بس انا معاكي في كل حاجة غير الانتقام ده….لأن داغر ابني ومليش غيره في الدنيا، وبعدين انتي قولتي بنفسك إن عقاب ربنا كان اشد وأقوى، فـ متحاوليش تأذيه بأي شكل حتى لو بكلمة وأنا اوعدك إني هساعدك بكل اللي تأمري بيه، انتي زي بنتي واللي مقبلوش عليها مقبلوش على بنات الناس..




هدئت ارتعاشتها قليلاً وتمتمت بألم 


_انا قولتلك إن اللي حصله هدى النار جوايا بس…..


قطب جبينه بحيرة وسألها 


_بس ايه؟


رمشت بعينيها مرات متتالية وتمتمت برهبة 


_في حاجات هتجبرني إني أكمل معاه بس ياريت متسألنيش عنها، دلوقت على الأقل.


تلاعب الشك بداخله وسألها بتوجس


_ازاي عايزاني اساعدك ضد ابني، اه انا معاكي وهجبلك حقك منه بس قدامه مش من وراه، ده مهما كان ابني ومليش غيره، انا هكلمه وأخليه يتجوزك…..


قاطعته برجاء ونحيب


_لأ أرجوك أوعى تعمل كدة، مش عايزاه يعرف بوجودي ولا حتى عايزاه يتجوزني، انا شاركت في الغلط زيه بالظبط لما وثقت في شاب مهما كان غريب وآمنتله وده كان جزاتي فصدقني انا مش عايزه حاجة منه.


تنهد خليل بيأس


_طيب عرفيني انتِ عايزة توصلي لأيه، ومن غير أذيه له لأني مش هقبلها تحت أي مسمى.


أغمضت عينيها تحاول التحكم في بكاءها وقالت 


_طيب خلينا نأجل أي كلام دلوقت وأنا اوعدك إني هقولك على كل حاجة.


وافق خليل مستسلماً كي لا يضغط عليها وهي بتلك الحالة


_خلاص اللي تشوفيه.


❈-❈-❈



في المشفى


_حمل ايه يا حازم اللي بتتكلم عنه، انا مش معرفك كل حاجة من الأول.


كان هذا رد الطبيب عندما أخبره حازم بحملها 


عدل حازم من وضع نظارته وقال بتسويف 


_انا اتفاجئت زيك وهي مأخدتش احتياطها كويس لأنها متعرفش.


رد الطبيب باحتدام


_ودي غلطتك يا دكتور حازم وقولتلك الكلام ده لو تفتكر، وأدي النتيجة، دكتورة هايدي كانت لازم تعرف الحقيقة عشان نتفادى اللي حصل.



زم حازم فمه دلاله على قلة حيلته وقال 


_اعمل ايه بس يا احمد خفت عليها من الصدمة.


_مش احسن من اللي انت فيه ده دلوقت واديها برضه هتعرف.


زم وجهه باستياء


_اللي حصل بقا، المهم هعمل ايه معها؟


تعجب الطبيب من سؤاله


_انت بتسأل لازم الجنين ينزل طبعاً 


ملس حازم على جبينه يحاول السيطرة على آلام قلبه وسأله


_امتى؟



_النهاردة إذا امكن.


تنهد حازم وقال 


_ربنا يسهل.


خرج حازم من المكتب ثم توجه إلى مكتبها يطرقه حتى سمحت له بالدخول


دلف فيجدها تعاين احد الأطفال وهي تداعبه ببهجة


يعلم جيدًا مدى عشقها للأطفال وأنها اختارت هذا التخصص لشدة تعلقها بهم.


انتظر حتى انتهت وخرجت الأم بطفلها ثم تطلع إليها 


_هايدي في حاجة لازم أقولك عليها.


علمت من نظراته ما يود التحدث به لذا قالت بثبوت


_لو جاي تكلمني في موضوع رجوعي….


قاطعها حازم باندفاع


_هايدي انا عايز الحمل ده زيك ويمكن اكتر منك كمان بس في ظروف بتحتم علينا اننا ننزله.


قطبت جبينها بدهشة وسألته بتهكم


_وايه هو السبب ده اللي يخليك تغضب ربنا وتقتل ابنك؟


تنهد بضيق وهو يرى صعوبة في نطقها وفي الأخير قالها


_لأن ده كلام الدكتور مش كلامي ولو مش متأكدة اسألي دكتور احمد وهو هيأكد كل كلمة بقولها وهو إن الحمل ده خطر عليكِ.


عقدت حاجبيها بحيرة وعقلها لا يستوعب ما نطق به وقالت بعدم استيعاب 


_يعني ايه كلامك ده؟


رد بدون مقدمات اخرى


_يعني ولادة التوأم كانت صعبة زي ما انتِ عارفة وأصريتِ على الولادة الطبيعية وده عمل مشاكل في الرحم وخلته غير قادر على تحمل حمل تاني، ولو عاندتي والحمل ده كمل هتبقا اضرارة شديدة وممكن لا قدر الله يحصل مضاعفات خطيرة.


رمشت بعينيها وقد الجمتها الصدمة للحظات ودن إرادتها وضعت يدها على جوفها لتتمت بتية


_بس انا مش حاسة بأي فرق.


_لسة الحمل في أوله فبالتالي لسة مضغطش على الرحم ولا الرحم هاجمه وكل ما الحمل نزل بدري كل ما كان أفضل.


هزت راسها برفض وتطلعت إليه قائلة بإصرار 


_لأ.



❈-❈-❈



ترجل داغر الدرج وهو ينادي


_سلوى.


ردت سلوى وهي تخرج من المطبخ


_نعم يا داغر بيه.


سألها بجمود


_هي فين؟


قطبت جبينها بحيرة وسألته


_هي مين حضرتك؟ اه تقصد الممرضة


انفتح باب المكتب وخرجت منه أسيل


_اهي جات، محتاجني في حاجة؟


هز رأسه بنفي 


فانصرفت سلوى وأخذ هو ينصت لخطواتها والتي شعر بها تدوس على قلبه في كل خطوة تقربها منه، ورائحتها التي ظل محتفظ بها طوال أعوام تهفو حوله منذ عودتها


إذًا عليه أن يعترف جيدًا بأنه مازال عاشقًا لمعذبته


وحتى إن فعلت أكثر من ذلك سيظل قلبه الغادر يسامح ويغفر.


وكان للعقل رأي آخر إذا رفض ذلك الهوان


وتحلى بالجمود وهو يقول


_عمي فين؟


ردت بفتور بدأ يعتاده


_في المكتب.



_جهزي الفطار.


رد باقتضاب مماثل وتركها متوجهاً إلى مكتب عمه.


طرق الباب ودلف حينها ورغم أنه لا يرى نظرات العتاب في عين عمه إلا إنه شعر بها في صوته منذ عودته.


_صباح الخير يا عمي.


رد خليل وهو يجاهد ليخرج صوته ثابتًا ورد باقتضاب 


_صباح النور.


تعجب داغر من فتوره وسأله بحيرة


_عمي انت كويس؟


أغمض خليل عينيه بضيق من نفسه، فمهما حدث هو الآن بحاجته ولا يجوز أن يحمل عليه الآن 


سينتظر حتى يعود إليه بصره وحينها سيلقي بوجهه ذلك الخبر الذي قصم ظهره هو قبل تلك المسكينة التي قضى عليها وتركها تعيش ذلك الهوان.


تنهد بتعب شديد وقال


_اه كويس بس تعبان من الطريق مش أكتر.


شعر داغر بالقلق عليه وقال باهتمام


_طيب اطلع ارتاح في اوضتك.


عاد خليل بظهره للوراء وتمتم بثبات 


_هطلع بس في موضع مهم لازم آخد رأيك فيه.


سأله باهتمام


_خير يا عمي؟


قص عليه كل ما حدث من تلك المرأة حتى انتهى


_هي طالبة مني اقف جانبها بس أنا حقيقي مش عارف إن كنت هقدر ولا لأ، المصنع متضرر أوي ومحتاج مجهود مضاعف ومظنش إني هقدر عليه.


رد داغر بحكمة وعقل


_لا يا عمي هتقدر انت قدها وانا واثق من ده، غير كمان الست دي محتاجة حد أمين يكون معها يعني انت انسب واحد للموضوع ده.


_بس انا لو وافقت هيكون صعب أوي أسافر معاك للعملية، وبرضه تواجدي هنا هيكون صعب فعشان……


قاطعه داغر بإصرار 


_خرجني مرة واحدة بس من حساباتك واعمل اللي فيه الصالح، مينفعش إن تسيب واحدة استنجدت بيك في ظروفها دي



مسح خليل بيده على وجهه متحير من حديث داغر 


فذلك هو ابنه الذي رباه على يده وجعل منه رجل يفتخر به، لكن ما رآه جعله يحتار


لم يكن هذا داغر مؤكد لم يكن هو


_عمي انت سامعني.


_اه يا داغر سامعك، هشوف الموضوع ده وأول ما أوصل لقرار هبلغك، المهم ايدك عاملة ايه؟


تحسس داغر يده المصابة وقال


_احسن، هي جروح بسيطة مش مستاهلة قلقك.


تحرك خليل ليجلس على المقعد المقابل له وتحدث بحنو


_ولو مقلقتش عليك انت اقلق على مين.


ربت على يده وتابع بمغزى 


_انت ابني اللي ربيته وعلمته يكون راجل يعتمد عليه ويكون ثقة وفوق مستوى أي شبهات 


حتى إن غلط اكيد هيكون بدون إرادته.


لاحظ داغر إن هناك كلمات بين السطور وأن عمه يتحدث معه بمغزى هم بالاستفسار منه لكن دخولها جعله يلتزم الصمت 


_الفطار جاهز.


اومأ لها خليل ورد بتهذيب


_تمام.


خرجت أسيل وتطلع خليل لداغر التي تبدلت ملامحه فور دخولها


فسأله بمكر


_كويسة أوي البنت دي، مش كدة؟


لاحظ خليل انه يعافر كي يحافظ على هدوءه فتابع بمكر


_بفكر كدة لما نسافر للعملية ناخدها معانا.


رد داغر بوجه لا يعبر شيء


_اللي تشوفه يا عمي انا مش فارق معايا.


تحدث خليل باستسلام


_ماشي يا سيدي يلا خلينا نفطر ونقعد على البحر شوية.



على السفرة


وضعت أسيل الطبق أمامه وبدأت تبين له نوعية الطعام وأماكنه 


كان خليل ينظر إليها بتعاطف لما وصلت إليه 


وما آلمه أكثر أن ابنه من اوصلها لذلك الهوان الذي يراه أمامه


تحولت نظراته لعتاب يرمقه بها


لكن هو على ثقة تامة ان هناك شيء خفي من اوصله هو لذلك


من رآه بالفيديو لم يكن ابنه مطلقًا وهو على يقين من ذلك وسيعرفه بأقرب وقت 


استأذنت أسيل بالانصراف ثم تحدث خليل


_ناوي تسافر أمتى؟


_سؤال غريب أكيد وراه حاجة


قطب خليل جبينه بحيرة وسأله


_ليه بتقول كدة؟


رد داغر بفطنة وهو يترك الشوكة من يده


_بعرفك لما بتراوغ معايا او عايز توصلي حاجة، اتكلم على طول أفضل.


لم يندهش من فطنته لذا تحدث بمغزى


_هتكلم على طول بس هأجله دلوقت لحد ما نخلص من العملية، وبعدها هيكون في كلام كتير أوي.


عاد يتناول طعامه ورد بعدم اكتراث


_اللي تشوفه.


هز خليل رأسه لتبدل حاله حتى شعر بأنه شخص آخر 



وبعد الانتهاء جلسا معًا على الشاطئ 


بدأ داغر بالحديث


_هتعمل ايه في العرض اللي اتقدملك؟


عاد خليل بظهره للوراء وتمتم 


_انا بفكر أوافق بس بعد ما نرجع من برة، لو نظرك إن شاء الله رجع هقبل الشغل ده لأنك أكيد هترجع لشغلك وهتبعد تاني، ولو لا قدر الله محصلش مش هسيبك تحت أي ظرف.


_بس انا من رأيي توافق من دلوقت وإن كان على سفري فأنت طلبت إن الممرضة تروح معايا.


عقد حاجبيه متسائلاً 


_لوحدها؟ ده ازاي ده؟


رد داغر ببساطة 


_ايه المشكلة؟


اندهش خليل من البساطة التي يتحدث بها 


_بصفتها ايه؟


رد بمراوغة


_بصفتها ممرضة.


_وافرض رفضت، ولا اهلها رفضوا يسمحوا بده هتعمل ايه؟


رد بثقة


_مش هترفض.


_وجايب الثقة دي كلها منين حضرتك.


رد بنفي


_مش ثقة ولا حاجة بس مستني لما اتأكد من حاجة كدة وبعدين هقولك.


لم يريد الضغط عليه وتركه كما يريد.



في غرفة داغر


دلفت أسيل الغرفة وهي تحمل الحقيبة كي تغير الضمادة له


كان جالسًا على الفراش وعينيه الواجمة ثابتة على الفراغ أمامه


تطلعت إليه بوجل وقدميها ثابتة على الأرض لا تساعدها على التحرك


انتفضت فجأة على صوته


_هتفضلي واقفة عندك كتير؟


رمشت بعينيها وهي تحاول الثبات كي لا يشك بأمرها ثم تقدمت منه بأقدام واهنة وعقل مشتت تحاول صد تلك الذكريات كي لا تلقي الحقيبة من يدها وتلوذ بالهرب من أمامه الآن وتفشل خطتها.


وما إن تقدمت منه حتى صدحت منها صرخة عندما جذبها ملقيًا إياها على الفراش.



يتبع...


تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



  


تعليقات

التنقل السريع