رواية جبل النار الفصل الرابع وعشرون 24بقلم رانيا الخولي
رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 24
صدحت منها صرخة فزع عندما جذبها من ذراعها وألقى بها على الفراش ومال عليها قليلًا مغمغمًا من بين أسنانه
_بلاش تحسسيني إني شرير أوي كدة ولو قربتي مني هغتصبك.
ضغط على حروف كلماته
_أنا واحد أعمى أخري أقربك مني بالشكل دة مقدرش اعمل اكتر منها.
ازاحته أسيل بكل قوتها ونهضت قائلة بتحذير
_اللي حصل ده ميتكررش تاني انت فاهم؟
رفع حاجبيه بمكر
_أنا عملت ايه؟
كانت نبضاتها تتسارع بقوة من شدة الخوف تارة ومن غضبها لفعلته تارة أخرى وتمتمت باحتدام
_اللي عملته.
تحدث بسخرية
_ملاحظ إن صوتك عالي أوي.
كانت لهجته تحمل تحذير لذا هدأت من روعها وقالت بحزم
_ممكن تخليني اغيرلك على الجرح عشان ميعاد انصرافي.
حسس بيده الأخرى على أنامله المصابة وتمتم قائلاً
_أنا شايف إنكم مكبرين الموضوع أوي، ولا أنا عشان أعمى مش شايف الجروح ومدى حجمها، ويمكن برضه فقدت معاه الإحساس.
كانت تنظر إليه بازدراء وكم أرادت في تلك اللحظة ان تواجهه بحقيقته لكنها احجمت تلك الرغبة، عليها التروي قليلاً
فتابع قائلاً
_على العموم اتفضلي.
سحبت أسيل المقعد ووضعته أمامه على بعد مسافة تسمح لها بمداوات يده
ولم تكن تعلم ما فعلته به بتلامس أناملها الرخوة ليده
رائحتها التي لم تتركه لحظة واحدة.
خصلاتها التي كانت تلامس أنامله رغماً عنها
فتترك يده كي تبعدها وتعود إليه
تذكر حركتها تلك والتي كانت تصيبه بالجنون بعفويتها وتساءل
_هل مازالت بذلك الجمال الذي خطفه تجاهها منذ اول مرة؟
بدأ تنفسه يثقل ورغبة ملحة بداخله تطالبه بخطفها داخل أحضانه مرتويًا من ذلك الظمأ الذي ارهقه منذ أن رآها ومعاقبتها على تركها له
كانت تعمل في سكون تام تتظاهر بالثبات وهي ابعد ما يكون عنه
تلك اليد التي كانت داعمة لها هي نفس اليد التي قضت عليها وحكمت عليها بالعذاب.
دون إرادتها رفعت عينيها إليه بعتاب لو رآه لسقط راكعاً أمامها يطلب عفوًا لا سبب له.
كلاً منهم يدين الآخر ولا يعرف أحد منهم سبباً له.
وكلاهما يعاتب الآخر وكلاً بذهنه
والأدهى من كل ذلك أن قلوبهم مازالت تنبض بذلك العشق الذي ظنوا لوهلة أنه حل عن صدورهم.
لم يعلم كلاهما أنه هو وحده المتحكم بهم ولا شيء غيره.
انهت عملها ونهضت من مقعدها لكن ارتعاشت يدها جعلت الحقيبة تسقط منها فتمتمت بإحراج
_انا اسفة.
لم يرد عليها وبقى ثابتًا مكانه وبدأت هي بتجميع الادوات ووضعها بالحقيبة
وقبل أن تنهضوقع نظرها على ذلك الخاتم الذي سقط منه وبحث عنه كثيرًا ولم يجدها
كانت ظاهرة أسفل الفراش فمدت يدها دون إرادتها تمسكها وتنظر إليها
فينقبض قلبها عندما قرأت اسمها منقوش داخلها "أسيل وردتي الشائكة"
اتسعت عينيها بذهول وهي تنظر إلى اسم ذلك اللقب الذي كان يختم به رسائله لها.
ازدردت لعابها بصعوبة وشعرت أن الدنيا تلتف بها ما معنى ذلك.
تطلعت له ولعينيه بحيرة وعيونها تتساءل عن معنى ذلك
هل كان ينتوي الزواج منها؟
أم كانت لعبة أخرى من آلاعيبة كي يسقطها في براثينه
لم يتركها لشرودها وسألها بجمود
_خلصتي؟
أخفت الدبلة بجيبها ثم نهضت قائلة
_اه خلصت بعد أذنك.
همت بالخروج لكنه اوقفها
_استني عندك
استدارت له أسيل وسألته
_نعم.
_مين الطفل اللي كنتم سيبينه لوحده ده؟
اهتزت نظراتها وتوقفت عن التنفس للحظات لكنها غمغمت برهبة
_ده ابن أخويا.
كور قبضته المصابة بشدة اخرج فيها غضبه وغيرته من ذلك الرجل الذي يلقيه القدر في طريقه دائمًا ثم سألها بثبات يتنافى تمامًا عمّ بداخله من غضب
_وعادي كدة كلكم تسيبوه وتمشوا.
ردت بنفي
_لأ بس هو كان نايم ولما لقيته سخن خرجت أجيب له علاج للسخونة.
واصل استجوابه
_اومال مامته فين من كل ده؟ معقول جالها قلب تسيب ابنها تعبان كدة؟
ازدادت ضربات قلبها خوفًا وردت بوجل
_مامته بتسيبه عندنا لأنها دكتورة ولما بتخلص الشغل بتعها بتعدي تاخده، وبعدين هو مكنش تعبان كدة لما جابته.
تذكرت داغر تلك الطبيبة وقال
_الدكتورة دي اسمها هايدي مش كدة؟
رمشت بعينيها تحاول ضبط صوتها
_بالظبط.
اومأ لها
_فهمت إنها تعرفه أول ما أخدته مني بس متخيلتش أنه يكون ابنها من….
تظاهر بالتفكير وهو يقول
_اظن اسمه حازم مش كدة.
انقطع الأكسجين عن الغرفة لحظات ومن ثم اخذت انفاسها بوجل وردت بتلعثم
_اه…هو.
واصل تلاعبه بها وهو يردد اسمه كاملاً
_حازم وجدي حمدان، متهيألي سمعت الإسم ده قبل كدة، كأنه مش غريب عليا.
اغمضت عينيها بخوف حتى قدميها أصبحت واهنة من الصدمات التي تتلقاها.
فتمتمت بتيهة
_تشابه اسماء مش أكتر.
أكد حديثها بثقة مزيفة
_فعلاً ممكن يكون تشابه اسماء
على العموم تقدري تروحي دلوقت، صالح هيوصلك.
_لأ مفيش داعي أنا….
قاطعها بلهجة حازمة
_قلت صالح هيوصلك.
اومأت له وخرجت من الغرفة.
❈-❈-❈
خرجت وعد من الجامعة تتلفت على السائق
تفاجئت بالفتاة التي تعمل مع زوجها تتقدم منها
تطلعت إليها بازدراء وهمت بتخطيها لكن إيمي وقفت أمامها تمنعها من الذهاب
_وعد دعينا نتحدث قليلاً.
اشاحت وعد بوجهها
_ليس بيننا ما يقال، دعيني أذهب.
_لا بيننا سوء تفاهم وعلينا حله، ثقي بي.
تطلعت إليها وعد بامتعاض لكن إيمي تطلعت إليها بإيماءه أن تطاوعها
وافقت وعد على مضد وقالت إيمي
_دعينا نتناول القهوة في المقهى القريب من هنا.
في المقهى
جلست إيمي وأشارت للنادل أن يقترب وسألت وعد
_هل تودين شرب القهوة.
اومأت لها فانصرف النادل وهنا تحدثت وعد
_تفضلي.
تطلعت إليها إيمي لوهلة ثم قالت بتحذير
_ما سأقوله الآن عليه أن يظل سرًا بيننا، سليم لا يجب أن يعرف عنه شيئاً.
انقبض قلبها بخوف وسألتها بلهفة
_هل حدث شيء لسليم؟
طمئنها مسرعة
_لا اطمئني هو بخير، لكن بعدك عنه لا يتركه يشعر بالخير.
اشاحت بوجهها بعيدًا عندما علمت ما تريد التحدث بشأنه فتابعت إيمي بنصح
_وع ون
د، سليم بريء لم يقتل أخته كما ظننتي، كان عليّ ان احتفظ بسره لكن رؤيته يتعذب بذلك الشكل جعلتني انحث بوعدي.
تطلعت إليها بشك وقالت
_وما الذي يجعلني اصدق حديثك.
_وما دافعي من الكذب؟ وأد سأكون صريحة معكِ لقد كنت احب سليم حاولت معه مراراً وتكراراً أقربه مني لكنه رفضني وأخبرني أنه يحب زوجته ويخلص لها
وفي يوم جعلته يثمل كي يقضي ليلته معي لكن رغم ثمالته إلا إنه رفضني بشدة
استدرجته في الحديث وعلمت منه قصتكم وسبب بعدك عنه، أخبرني بأخته التي تدعى أسيل وما حدث لها وأنها الآن تعيش مع مربيتها.
نهضت لتحمل حقيبتها وتابعت
_لقد أخبرتك ولا مصلحة لي من وراء الكذب، الأهم ألا تخبرِ سليم بما قولتله لكِ هو يريدك أن تقبليه بكل أخطاءه وحينها هو من سيخبركِ بالحقيقة.
ذهبت وتركتها في حيرتها لا تعرف ماذا تفعل
لقد أخطأت في حقه كثيرًا واتهمته بأنه قا.تل ولا أمان معه.
عاملته بكل جفاء في الوقت الذي كان يستجدي منها حنانًا وراحة بين أحضانها
ماذا تفعل الآن
هل تذهب إليه وتقول له بأنها علمت الحقيقة؟
أم كما قالت إيمي يريدك أن تقبليه بكل أخطاءه
هي لا تعرف أنها قبلته بكل أخطاءه منذ ان فرض عليها الزواج لكن حزنها على أسيل جعلها تبغضه
مر وقت طويل وهي جالسة وحيدة في المقهى لا تريد الإنصراف
لن تستطيع النظر بعينيه بعد ما فعلته به
أخذت حقيبتها وخرجت تسير بخطوات بطيئة ناحية الجامعة ظنًا منها أن السائق مازال بانتظارها
ولم تعرف شيء عن ذلك الذي أخذ يجوب الشوارع بسيارته بحثًا عنها
كانت تسير بشرود ولم تنتبه تلك السيارة التي اصدرت صرير مزعج بجوارها وترجل منها صاحبها يغلق الباب بغضب متقدمًا منها بسخط
_انتِ ازاي تخرجي من غير ما تقولي، ومش بتردي على فونك ليه؟
رفعت عينيها إليه فوجدته يرمقها بغضب لم ترى مثله من قبل
لم تجيبه بل تطلعت إلى عينيه بعتاب وحب وحيرة
لما لم يخبرها بالحقيقة ورحمهم من ذلك الشقاء الذي عاشا به طوال ذلك العامان
اختفى صوته الغاضب وكل شيء من حولها فقط عينيه التي تحمل غضب يشوبه راحة
هي من تراها أمامها
قاطعت تعنيفه المتواصل عندما تركت حقيبتها تسقط أرضًا وألقت نفسها داخل حضنه متشبثة به بكل قوتها
تعشقه حد الجنون وهو ما لا يعرفه لكنها لن تخبئ حبها بعد الآن فتمتمت ببكاء
_بحبك يا سليم بحبك.
بوغت سيلم من فعلتها واستمر على تلك الحالة لحظات قبل أن يرفع يديه يخيطها بهما وهو لا يعرف سبب تلك الغصة التي تتحدث بها.
تركها تبكي على صدره رغم قلقه عليها وانتظر حتى انتهت نوبة البكاء ثم أبعد رأسها عنه قليلًا وعيونه تحمل حنان الدنيا لكن يشوبها قلق وسألها
_مالك؟ حد ضايقك؟
هزت راسها بنفي فوضع وجهها بين يديه قائلاً بحنو
_اومال مالك بتعيطي ليه؟
رفعت عينيها الباكية إليه وتمتمت بخفوت
_تعبت من بعدي عنك وخلاص معدش قادرة أقاوم أكتر من كدة.
لم يقتنع بردها لكن صدق عينيها اقنعه لذا اعادها داخل أحضانه ينعم بها وبلحظاتهم.
أصبحت الحياة لا تطاق في منزله
يفتقد كل شيء به
وأولهم وجودها
ضحكتها التي كانت تخصه بها
حتى فراشه أصبح باردًا يفتقر الدفئ التي كانت تغدقه به
لم يتحمل البقاء به ثانية واحدة وخرج متجهاً إلى منزل والدته
ولم تحتاج أمينة لفطنة كي تعلم ما سبب وجومه
فتحدثت بحكمة
_ما تروحلها يا ابني وترحم نفسك من العذاب ده.
تنهد حازم ورد بسؤال
_أقولها ايه؟
_تقولها الحقيقة تعرفها إنك بتعمل كدة لأنك خايف عليها.
أسند ظهره على ظهر الأريكة ورد
_عرفتها يا أمي حتى لما عرفت الحقيقة برضه مش موافقة، هايدي مستحيل تجهض نفسها مهما كان السبب.
_بس لما ييجي قصاد صحتها لازم توافق.
اسمع كلامي يا ابني واقنعها بالراحة، انت لو عملت كدة غصب عنها عمرها ما هتسامحك.
تنهد حازم بتعب شديد وتمتم بألم
_يا أمي انتي متعرفيش حاجة هايدي
أخدت الموضوع عند قصادي يعني برضه مش هتوافق
هزت رأسها بحيرة
_مش عارفة اقولك ايه بس ربنا يخلف ظن الدكتور ويطلع الحمل عادي مفيش اي ضرر.
رد حازم بتمني
_يا رب يا أمي، البيت من غير الولاد صعب أوي.
_من غير الولاد ولا من غيرها هي؟
رد حازم بتشتت
_هكدب عليكي لو قولتلك الولاد بس، بُعدها ده خلاني افتقدها بجد، صحيح الإنسان مش بيعرف قيمة اللي في ايده إلا لما يروح منه.
سألته
_مفتقد ايه بالظبط يا حازم….مفتقدها هي نفسها ولا طلباتك اللي بتتنفذ من قبل ما تطلبها.
اسند رأسه على ظهر الأريكة ورد باعتراف
_كل حاجة يا أمي كل حاجة
❈-❈-❈
ظلت أسيل شاردة طوال الطريق تنظر إلى الخاتم تارة وإلى النافذة تارة أخرى
ما معنى ذلك؟
إذا كان حقاً يريد الزواج بها واستعد لذلك لما إذًا قام بذلك الفعل المشين.
اغمضت عينيها بتعب شديد وعقلها لا يستوعب كل ذلك.
تطلعت إلى الدبلة بين يدها تقلبها بحيرة وتذكرت حينما وجدته جاثياً على الأرض يتحسسها
إذا فقد كان يبحث عنها
لكن لما احتفظ بها كل تلك المدة.
ولما أيضاً تذكرها الآن؟
تحسستها بأناملها وشعور غريب يجتاحها
كم حلمت بها وكم طاقت إليها لكنه دمر كل أحلامها.
جاءتها رغبة ملحة بأن تضعها بإصبعها وتختبر ذلك الشعور.
لكن لم تستطيع فعلها
أعادتها للحقيبة عندما توقفت السيارة أمام المنزل وترجلت منها متجهة للداخل فتتفاجئ بحازم يقف أمامها
رمشت بعينيها وقد الجمها رؤيته في ذلك الوقت خاصة فتمتمت ليخرج صوتها مهزوزا
_مساء الخير.
تنحى جانباً كي يجعلها تدلف فتهتز أوصالها أكثر وتدلف في استسلام
دلف خلفها وحينها اغلق الباب وسألها بحدة
_برضه مسمعتيش كلامي؟
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت باعتراض
_حازم لو سمحت أنا مش عايزة كلام تاني في الموضوع ده لأنه منتهي بالنسبة ليا، أنا هكمل للاخر عشان ابني.
_بس انتِ مش محتجاه في حاجة و….
قاطعته أسيل
_ابني اللي محتاجه مش أنا، وأول ما أوصل للي أنا عايزاه مش هيشوفني تاني.
ضيق حازم عينيه بشك
_معناه ايه كلامك ده؟
ردت بغصة
_هاخد ابني واسافر إيطاليا عند جدي ومش هرجع هنا تاني.
اتسعت عينيه بصدمة وسألها
_ليه؟
رفعت حاجبيها بعدم استيعاب
_ليه!!
وانا ايه اللي شوفته هنا حلو يخليني افضل عشانه، أنا حياتي هنا عبارة عن صفحات كتاب سودة لو هحسب عمري بالسعادة فده معناه إني متولدتش أصلاً
هزت راسها بآسى
_حتى الإنسان الوحيد اللي حبيته وقلت هو عوضي عن السنين اللي عشتها في عذاب
تطلعت لحازم وتابعت
_لقيته هو الدمار الأكبر في حياتي…
قاطعها حازم
_لأن أختيارك كان غلط.
_القلب مش بيختار يا دكتور حازم مش بيختار.
أرادت أسيل أن تقطع اي أمل له معها
_ومش بيكره، لو حب مش بيكره(تابعت بصدق رغمًا عنها) حتى بعد اللي عمله فيا ده عمري ما كرهته.
رمقها بنظرة يلمؤها العتاب
_للدرجة دي بتحبيه؟
ملئت عينيها المرارة وهي تجيب بصدق
_كنت فاكرة إنه خرج من قلبي وأن خلاص معدش له وجود في حياتي بس أول ما شوفته اكتشفت اني كنت بضحك على نفسي الفترة دي كلها (سقطت دمعة على وجنتها مسحتها سريعًا وهي تتابع) وإني هفضل ديمًا ضعيفة قدامه فـ أفضل حل إني أهرب من هنا وأبعد يمكن اقدر أنساه.
_وأنا فين من كل ده؟ أسيل أنا….
قاطعته أسيل بثقة
_متقولهاش لأنك عمرك ما حبتني، أنا بالنسبة ليك أختك الصغيرة اللي اتربت على ايديك وديمًا كانت بتجري وراك في كل مكان، قارن بيني وبين هايدي وفكر انت قادر تتحمل بعدها عنك؟
قادر تقعد في مكان هي مش فيه؟
فكر لو هايدي اصرت على الطلاق حياتك هتكون ازاي من غيرها وقارن.
لامست كلماته أوتار عقله وخاصة عندما تابعت
_هتلاقي إنك سهل أوي أبعد عنك وأخرج من حياتك لكن هايدي لأ، كل الحكاية انك مدتش لنفسك فرصة تختبر مشاعرك لها.
صدقني يا حازم انا واحدة مفيش منها أمل بقايا من أسيل اللي كنت تعرفها مش أكتر.
بعد أذنك
تركته أسيل وصعدت إلى غرفتها
أما هو فقد أخذ يفكر في حديثها وهو يقود سيارته في سكون تام
وانتهت مقارنته بأن لا حياة له بدون زوجته ولا أولاده
❈-❈-❈
دلفت وعد المنزل وهو خلفها وعندما أغلق الباب استدارت إليه فتمتمت بحرج
_ثواني هغير هدومي واحضر الغدا.
منعها سليم قائلاً
_لأ ارتاحي انتِ وهبعت أجيب أكل من المطعم.
وافقت وعد لأنها حقاً مرهقة فدلفت غرفتها وحديث إيمي يتردد بأذنها
ماذا تفعل الآن
لقد ظلمته كثيرًا وأخطأت بحقه لا تعرف ما عليها فعله.
هل تذهب إليه وتقص عليه ما اخبرتها به إيمي
أم تنهي الماضي عند تلك النقطة وتطوي صفحته ببداية صفحة جديدة بعيدًا عن أوجاع الماضي.
ظلت على حالها حتى انتبهت لطرق الباب وصوت سليم يسألها بقلق
_وعد انتِ كويسة.
مسحت دموعها سريعة وردت بثبات
_اه كويسة، خارجة حالاً.
أبدلت ملابسها وخرجت بعد قليل وهي تتهرب بعينيها بعيدًا عنه
أكد له ارتباكها ما شك به منذ ان القت نفسها بحضنه والتمست منه الحنان لكنه تركها كي لا يضغط عليها الآن
_الشنط في المطبخ فضيها في الاطباق لحد ما أخد شاور.
اومأت له بصمت ودلفت المطبخ تجهز الطعام وتضعه على السفرة
خرج سليم بعد قليل وهو يتطلع إلى عينيها التي لا تقوى على النظر إليه
جلس على مقعده وبدأ بتناول الطعام وهو يراقب شرودها حتى أخرجها منه قائلاً
_انتِ شوفتي ايمي النهاردة؟
اهتزت نظراتها مما اكد له شكه وخاصة عندما تلعثمت قائلة
_اه… أقصد لأ، بتسأل ليه؟
ترك الملعقة من يده وشبك يديه أمام وجهه قائلاً
_قالتلك ايه؟
ازدردت لعابها وتمتمت بخفوت
_مقالتش حاجة احنا كنا…
قاطعها بحدة
_قالتلك ايه؟
اخفضت عينيها بحزن وتمتمت بصوت بالكاد يسمع
_الحقيقة.
زم فمه قبل أن يقول بفتور
_وليه مقولتيش؟
_منعتني اقولك.
رفعت عينيها إليه وتابعت بعتاب
_ليه خبيت عليا وسيبتني اتهمك الاتهام ده.
التزم الصمت قليلًا وهو ينظر إلى عينيها بعتاب قاسي، كيف صدقت أن باستطاعته إيذاء أحد حتى يأذي أخته ثم غمغم قائلاً
_كنت بتمنى تقبليني بعيوبي وانتظرت كتير بس محصلش، بعد أذنك.
تركها ودلف غرفته مغلقا الباب خلفه
أما هي فأخذت تنظر في اثره وهي حائرة
لا تعرف ماذا تفعل الآن
هل تدلف خلفه وتعتذر منه أم تتركه قليلاً وبعدها تتحدث معه.
قامت بحمل الاطباق ووضعها بالمبرد ثم ذهبت لغرفتها
❈-❈-❈
في مكتب شاهي بالشركة
لم يكف هاتفها عن الإتصال وكل مرة تتطلع إليه بازدراء ثم تتركه
وعندما يأست من توقفه أجابت بفتور
_أهلاً يا وائل خير .
رد ذلك الشخص من الجانب الآخر
_لا مفيش انا بس قلت اباركلك على الشركة لإني عرفت بالصدفة إن حسين كتبها باسمك.
ردت بسخط
_شيء ميخصكش وكفاية عليك أوي الفلوس اللي ببعتهالك كل شيء غير كدة متسألش.
همت بغلق الهاتف لكنه اوقفها
_ايه حيلك كدة وبالراحة عليا، انا بس بكلمك عشان اعرفك إن بنت حسين لسة عايشة شوفتها من فترة كدة راكبة عربية بسواق إنما ايه من الآخر.
اندهشت شاهي وسألته بصدمة
_انت بتقول ايه، أسيل ماتت من زمان.
_وانا بقولك عايشة ولو مش مصدقة….
قاطعته شاهي
_ميهمنيش عايشة ولا ميتة المهم أنهم بعدوا عني وخلاص ده اللي يهمني.
أغلقت شاهي وأخذ ذلك الشخص يتطلع إلى هاتفه وهو يتمتم بوعيد
_ماشي يا شاهي بس كله هيبقى ليا في الآخر.
❈-❈-❈
في مكتب هايدي
انتهت أخيرًا من مناوبتها وهمت بالخروج من الغرفة لكنها وجدته يدلف المكتب دون استئذان
_ازيك يا هايدي.
لم تجيبه وتوجهت إلى الباب كي تخرج لكنه منعها بأن امسك يدها قبل أن تصل للباب.
_خلينا نتكلم شوية.
هايدي برفض
_مبقاش فيه بينا كلام يتقال.
جذبها من ذراعها ليقربها منه وتمتم بحمية
_لأ فيه كلام كتير واعتذار أكتر
تطلع بعينيها التي حملت حزن دفين هو السبب الرئيسي به وتابع
_من وقت ما سيبتيني وانا بموت يا هايدي، واكتشفت إني عمري ما حبيت غيرك
ملس بأنامله على وجنتها وتابع بهمس حميمي بجوار أذنها
_وحشتيني أوي.
طبع قبلة أسفل أذنها يهز حصونها الرادعة ثم طبع أخرى على جانب ثغرها قبل أن تسعر بالدوار يكتنفها وصوته الهامس يقول
_أنا آسف.
بدأ جفنيها بالتثاقل لكنها تحاول جاهدة فتحه وهي تتمتم بكلمات واهنة قبل ان يلفها الظلام
_لأ…يا… حازم…أرجو…..
يتبع...
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق