القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جبل النار الفصل الخامس وعشرون 25بقلم رانيا الخولي

 



رواية جبل النار الفصل الخامس وعشرون 25بقلم رانيا الخولي





رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 25 


وقفت وعد أمام غرفته لكنها لم تملك الشجاعة للدخول إليها 


فمازال يتجنبها منذ أن علم بمقابلتها لإيمي


يبدو أنها اخطأت حينما أخبرته بذلك لكنها لا تحب الخداع فكان عليها أن تصارحه


هي تحبه بل تعشقه لكن لم تنسى جبروته وهو جاذبًا أخته ويلقي بها داخل السيارة بكل عنف وهي مستسلمة لمصير محتم بالموت 



لكنه أخلف ظنها ولم يستطيع فعلها


إذًا لم يعد ذلك عائقاً بينهما لذا ستذهب إليه وتعتذر منه حتى يصفح عنها بعد أن عاد الأمان إلى قلبها.


بيد مترددة ضغطت على مقبض الباب ودلفت إليه فتجده واقفا في شرفته ينظر للأضواء بسكون تام


أغلقت الباب خلفها وتقدمت منه تقف أمامه لكنه لم يعيرها أي انتباه وظلت عينيه تنظر للفراغ أمامه


_سيلم.


لم يلتفت إليها لكنها لم تيأس 


مدت يدها إلى يده التي يضعها بجيبه واحتوتها بحب بين يديها وتابعت بخفوت


_أنا آسفة.


أخفض نظره إليها والتي لاح بها عتاب تارة وتارة أخرى حب لن يمحيه شيء، سألها رغم معرفته بالإجابة 


_على ايه؟


اخفضت عينيها بإحراج 


_على اني اتهمتك…..


قاطعها بوجوم


_وبعدين؟


اهتزت نظراتها ولأول مرة تشعر بالجفاء بينهما


لا لن تيأس وستتحمل عقابه كما تحمل هو عقابها فقالت برجاء 


_سليم خلينا ننسى اللي فات أنا الفترة اللي فاتت دي كنت بتعذب أكتر منك بس الموقف اللي شفته كان صعب اوي وخوفني منك.


لاح الغضب بعينيه لوهلة وهو يتذكر ذلك اليوم وكم كانت نيته قتلها بالفعل لكنه لم يستطيع 


لم يستطيع قلبه فعلها لذا كان عليه أن يخفيها بعيدًا عن الجميع وبعيداً عنه أيضا


_بس انا مغلطتش هي كان تستحق القت.ل فعلاً 


كل الحكاية إني ضعفت قدمها…


قاطعته وعد


_ده مش ضعف ده حب أخوي مفيش حاجة في الدنيا تقدر تغيره، اللي حصل ده أكيد غصب عنها كان لازم تسمعها الاول وتحكم، صدقني يا سليم محدش يعرف قيمة الأخوة غير اللي محروم منها.


حاول سليم اخفاء حنينه لأخته والذي لاحقه منذ ذلك اليوم فيزيد من عذابه أكثر لذا غمغم بألم


_صدقيني الموت كان أرحملها في الوقت ده، 


بس مقدرتش وقتها


كنت كل ما اعاند واضغط على نفسي عشان اعملها كنت بلاقي نفسي بضعف ومقدرش  فكان الحل الوحيد إني أبعدها بس سيبتها في ايد أمينة عارف انها هتحافظ عليها


تنهد بكل التعب الذي يكتنف بداخله وتابع


_اسيل بالنسبة ليا كانت كل حياتي بس أنا اتعودت إني مبينش مشاعر لأني زي ما فهمت من حسين بيه المشاعر ضعف وانا مكنش ينفع ابقى ضعيف لأني لو ضعفت شاهي هتدوس عليا زي ما عملت في أسيل


كنت عايز اعمل منها سليم تاني بس هي كانت رقيقة اوي ومعرفتش تتأقلم مع الحياة اللي عشتها معايا عشان كدة كان سهل أوي يضحك عليها



سألته بحيرة 


_طيب هي فين دلوقت؟


تنهد بتعب وقال بتسويف 


_لسة مجاش الوقت اللي أصرح فيه بمكانها، ومن هنا لحد ما ييجي اليوم ده مش عايز اي كلام عنها، ده لمصلحتها هي.


اومأت له بتفاهم وقالت بتمني


_بس أمتى اليوم ده هييجي.


ابتسم برضا على تعلقها بأسيل والتي لم تصاحبها إلا لشهرين فقط 


_قريب، قريب أوي كمان وهجبها تعيش معانا هنا.


قالت بلهفة


_ياريت يا سليم أسيل اتعذبت كتير أوي في حياتها وجاه الوقت اللي لازم ترتاح فيه ونعوضها عن الحياة الصعبة اللي عاشتها.


أومأ لها بتمني


_إن شاء الله.


تطلع إليها لحظات وعينيها بداخلها آلاف الأسئلة التي يريد طرحها 


لكن ليس الآن 


لقد ترك لها زمام الأمور وعليها أن تخطوا هي إليه 


تلاقت الأعين بحديث ابلغ من الكلام 


وبلغة لا يفهمها سواهم


وكان مبتغاها بأنها هي من تركت بيده زمام الأمور


كل امورها تركتها بين يديه فكانت الخطوة الأول في طريقه إليها رافعاً راية الاستسلام أمام عشق صبر كثيرًا حتى كتبه بأحرف من نور فكان لقاءهم بالنهاية مليء بالورود وفقاعات وردية جمعتهم أخيراً بعد ذلك الشقاء


تحدث القلب إلى القلب 


وتلاق المحبين يخيم على عرش حبهم فراشات ربيعهم الأول.


كانت مستسلمة له وهو كان أحن عليها من نسمات الهواء التي اقتحمت غرفتهم والتي شهدت على لقاءهم الأول والذي اكد فيه بأنه لن يكون يوماً سبباً في ايلامها



❈-❈-❈



قبلة ناعمة طبعها سليم على رأسها الذي تراخى على صدره العاري وسألها بحنو


_مش هتنامي؟ انتِ عندك جامعة الصبح.


وضعت يدها على صدره وقالت برفض


_مش هروح بكرة، وانت كمان بلاش تروح خلينا نقضي يومين مع بعض.


ابتسم سليم بحب 


_وانا تحت أمرك، يومين كمان مش النهاردة بس.



انتبه اثنتيهم لصوت الباب فسألته وعد بحيرة


_انت مستني حد؟


هز راسه بنفي 


_لأ بس ممكن تكون دليدا محتاجة حاجة.


جذب قميصه ليرتديه ثم نهض متوجهاً إلى الباب ليفتحه فيتفاجئ بأبيه أمامه.



❈-❈-❈



ظلت أسيل طوال الليل تنظر إلى الخاتم بشرود


وتتساءل ما معنى ذلك؟


إذا كان يريد حقًا الزواج منها وأنتوى ذلك لما إذاً قام بفعلته 


تذكرت حينما كان يستجديها أن توافق على الزواج منه 


فلاش باك


كانت تقف أعلى اليخت تستند على سياجه وعينيها تتطلع إلى طيور النورس ترفرف في السماء تشدوا بصوتها العذب أجمل الألحان.


شعرت به يقف بجوارها فالتفتت إليه بابتسامتها التي تسحر قلبه واندهشت عندما وجدته يرمقها بصمت أخجلها فسألته بخجل


_بتبصلي كدة ليه؟


زم فمه بتردد دام للحظات وقال بخبث


_أقولك ومتزعليش؟


قطبت جبينها بحيرة وسألته 


_هي حاجة تزعل؟


رد بنفي


_لأ خالص بس بتزعلك انتِ مش عارف ليه.


ابتسمت أسيل تطمئنه


_بس انت عارف إني عمري ما هقدر ازعل منك.


رفع حاجبيه بمكر 


_أكيد مش هتزعلي؟


اومأت له ببراءه فقال هو بدهاء


_هو حلم صغير بس بالنسبة ليا كبير أوي وهموت واحققه.


لم تستطيع ببراءتها استنتاج ما يرمي إليه 


حتى وجدته يقترب بوجهه من أذنها وقال بهمس


_عايز بوسة.


شهقت أسيل بصدمة وحينها تراجع هو للوراء مدعياً البراءة


_ايه يا سيلا بتشهقي كدة ليه؟ انا قلت حاجة غلط؟


رمقته بغضب وهي تسأله بغيظ


_واللي قولته ده مش غلط؟


هز كتفيه بعدم اهتمام


_انا قلت بس منفذتش، انتِ اللي مصرة تعرفي انا ببصلك كدة ليه واديني عرفتك.


وبعدين انا قصدي شريف، انا بقول بوسة أخوية مش الشمال إياها.


زمت فمها بغيظ 


_والله؟


أكد لها 


_اه طبعاً اومال إيه، بالنسبة للشمال اللي في دماغك لأ دي اول ما نكتب الكتاب هتتنفذ فوري.


اغمضت عينيها تحاول ضبط اعصابها وقالت بحنق


_تصدق انا غلطانه إني وافقت آجي معاك تاني، يلا رجعني.



رفع حاجبيه بذهول


_أرجعك فين؟ انتِ فاكرة نفسك راكبة تاكسي، وبعدين يا قلبي انا بس بصارحك بمشاعري وأحاسيسي ناحيتك مش أكتر.


ردت بغيظ


_لا احتفظ بها لنفسك متقولهاش تاني.


تحولت لهجته لتحمل مزيداً من العشق وهو يقول


_طيب ما انتِ نفسي يبقى يحقلي احتفظ بيكِ ولا أيه؟


اين لها من ذلك الماكر الذي يعرف جيدًا كيف يأسر قلبها وروحها أكثر وأكثر.


فتابع 


_ما تيجي نختار الدبل مع بعض بحيث لما باباكي يوافق نلبس على طول.



باك


عادت لواقعها وعادت معه احزانها


تذكرت الحب الذي كان يغدقها به 


وبمقابله


تذكرت تلك الليلة وحالته قبل أن يعتدي عليها لقد دخلوا المنزل بسعادة لا توصف ثم بعد ذلك تبدلت حالته لسكون تام قبل أن تهب عاصفتهم.


تطلعت لأبنها الذي غفى بجوارها وأخذت تملس على وجنته الناعمة


لأجله ستفعل المستحيل وأوله أن ترضخ أمام ذلك القاسي وبعدها ستكون المواجهة التي ستقضي عليه وسترحل حينها دون عودة.



استيقظت في الصباح على صوت الباب.


تطلعت في ساعتها فتجد أنها الثامنة صباحاً 


تطلعت إلى مكان طفلها فلم تجده


علمت انه استيقظ واخذته أمينة وهي نائمة.


نزلت للأسفل وقامت بفتح الباب فتتفاجئ بخليل أمامها


ارتبكت أسيل وقالت بوجل لم يخفى عليه


_خليل بيه.


ابتسم خليل قائلاً 


_ايوة يا ستي خليل بيه ايه مش هتقولي اتفضل.


اهتزت نظراتها وتمتمت برهبة 


_أهلاً بحضرتك اتفضل.


دلف خليل وهو يتفحص ذلك المكان المتواضع التي تسكن به أسيل وقال 


_انا عارف اني جيت من غير ميعاد بس كان لازم اتكلم معاكِ بعيد عن داغر.


تطلعت أسيل إلى غرفة أمينة حيث يقبع ابنها ثم تمتمت بارتباك


_متقولش كدة البيت بيتك تشرف في اي وقت.


لاحظ ارتباكها والخوف الظاهر عليها لكنه لم يعرف سبباً لذلك وقبل أن يتحدث سبقته هي


_ثواني هعمل لحضرتك القهوة.


اومأ لها واسرعت هي بالدخول لغرفة أمينة فتجدها على سجادة الصلاة وإياد نائمًا على الفراش في سكون


تنهدت براحة ثم دلفت المطبخ تعد القهوة وعادت إليه 


_اتفضل حضرتك.


اخذ منها القهوة وهو يقول 


_متشكر يا ستي اقعدي بقا خلينا نتكلم في الموضوع اللي جاي عشانه.


انتبهت له أسيل فتابع هو


_شوفي يا بنتي انا فكرت كويس ولقيت انه انسحب حل إننا نواجهه بالحقيقة، انا شاكك إن داغر ممكن يكون اتعاطى حاجة هي اللي وصلته لكدة.


_لأ.


قالتها أسيل باقتضاب لكنها كانت حازمة


لن تطاوع قلبها وتبحث عن مبررات لفعلته


لكن خليل تحدث بعقل


_يا بنتي داغر مكنش بيبطل كلام عنك، تفتكري لو كان عايز يعمل كدة من الأول ايه اللي يخليه يطلب مني نروح نخطبك؟


ردت بعناد لقلبها الذي يؤيده


_يمكن كانت خطة عشان يبعد أي شبهة عنه مش أكتر.


_نفترض زي ما بتقولي وبإيدنا دلوقت إنما نصلح اللي انكسر ليه نعاند و…..


توقف خليل عن الحديث عندما انفتح باب الغرفة وخرجت أمينة وهي تسأل 


_مين يا يبنتي اللي كان بيخبط.


نقلت اسيل نظرها بينها وبين خليل وقبل ان تتفوه بكلمة وجدت إياد يظهر من خلف أمينة ويتقدم منها يلقي نفسها بحضنها وهو يتمتم ببراءة


_ما..ما..



❈-❈-❈



فتحت هايدي عينيها بتثاقل وهي تشعر بألم شديد في جوفها


وضعت يدها عليها لكن يد أخرى منعتها


_متحركيش ايدك.


اغمضت عينيها بألم من سماع صوته 


فهو آخر شخص تريد رؤيته 


لا تريد منه التماساً 


لا تريد شيء سوى ان يختفي من أمامها


جذبت يدها منه وأشاحت بوجهها بعيدًا عنه ثم تساقطت عينيها بألم وهي تتمتم بصوتها الواهن


_اطلع برة.


تأثر حازم بدموعها حتى أنه شعر بقلبه يعتصر حزناً عليها فتمتم بأسف 


_اهدي يا هايدي عشان صحتك.


هزت راسها بألم


_اطلع برة مش عايزة أشوفك.


اخذ نفس عميق يهدئ به مشاعره التي تثور عليه وتمتم برجاء


_هايدي انا …..


قاطعته بانفعال رغم وهنها


_قولتلك اطلع برة مش عايزة اشوفك اخرج من حياتي كلها.


مسح حازم على وجهه وقلبه يعتصر حزناً عليها ثم تمتم بروية


_حاضر هخرج بس اهدي.


أخذت تبكي بانهيار وتطلب منه الابتعاد عنها فلم يجد أمامه سوى حقنها بمخدر كي تهدئ من ذلك الانهيار


رفضت ان تستسلم له لكنه استدعى إحدى الممرضات كي تساعده.





فهي لا تعرف أن حالها ليس أفضل من حاله وكم صعب عليه الأمر لكن ليس بوسعه فعل شيء.


لن يتركها تدمر حياتها ويقف مكتوف الأيدي يشاهدها وهي تقضي على حياتها أمامه.



بدأت تهدئ رويداً حتى أغمضت عينيها ونامت أما هو فقد ظل بجوارها لا يستطيع مفارقتها أو ترك يدها لحظة واحدة


كيف لم يكتشف حبه لها سوى الآن 


كيف سمح لنفسه أن يعيش نفسه في وهم 


حبه لأخرى ونسيها هي


فأسيل عوضته عن أخته التي فقدها في نفس عمرها ولذلك ظن ان ما يشعر به تجاهها حباً


وهو ابعد ما يكون عن ذلك.


تلك هي محبوبته الوحيدة هكذا صرح بها قلبه وعقله ولن يقبل بغيرها بديلاً 


ملس على وجهها وتمتم بوله 


_آسف، اسف بجد.


بعد قليل طرق الباب ودلف والديها


اسرعت فايزة إليها 


_هايدي حبيبتي 


تطلعت لحازم بانفعال


_انت عملت فيها ايه؟


مسح حازم على وجهه يهدئ من اعصابه


فرد فريد


_عمل الصح يا فايزة ولا كنتِ عايزاه يسيبها تموت نفسها.


ردت فايزة بحدة


_برضاها مش غصب عنها(تطلعت لحازم وقالت) كدة ضيعت اخر خيط بينكم يا حازم.


لم يستطيع حازم الصمود أكثر من ذلك وانسحب بهدوء خارجاً من الغرفة والمشفى بأكملها


لا أحد يشعر به ولا بالنار المشتعلة بداخله


من قائل إن الأمر هين عليه


بل اصعب منها بكثير لكن لا يريد شيئاً سواها


الآن فقط علم كم يعشقها 


الآن فقط بعد فوات الآوان


ضع كل شيء منه ولم يعد يملك شيء


لا يوجد سوى وحدة قا.تلة سيعاني منها وحيدًا


اراد أن يصرخ ويخرج تلك النيران التي تلهب قلبه لكن لم يعد حتى باستطاعته فعلها….



❈-❈-❈



_ماما؟


ردد خليل الكلمة بذهول وهو يرى تلك النسخة المصغرة من ابن أخيه يتعلق في عنق أسيل والتي بدورها اهتزت نظراتها وكأنها تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها


فسألها بذهول


_الولد ده ابنك؟


لم تستطيع أسيل النطق بحرف فكان الصمت هو ردها الوحيد فعاد يسألها


_ردي عليا.


تدخلت أمينة قائلة


_مين ده يا أسيل؟


تطلعت إليها أمينة باستنجاد ولم تستطيع النطق، فعادت تسألها عندما وجدتها بتلك الحالة 


_في ايه؟ ردي عليا.


رد خليل باستنكار 


_ما تردي يا أسيل وقولها انا مين.


اهتزت نظراتها اكثر وغمغمت بلتعثم


_ده خليل بيه اللي بشتغل ممرضة عنده.


انقبض قلب أمينة بدورها وتطلعت إليه بتوجس


_أهلاً وسهلاً بحضرتك اتفضل اقعد.


نظر إلى الطفل الذي تطلع إليه ببراءة وكأنه يشاهد داغر وهو بسنه 


فقال بأمر 


_اقعدي يا أسيل خلينا نتكلم.


تطلعت إلى أمينة باستنجاد لكنها اومأت لها بأنها بجوارها ولن تتخلى عنها.


جلسوا جميعاً لكن إياد أخذ يتطلع إلى خليل بابتسامة شقية مما جعل خليل يبتسم له وأشار له قائلاً 


_تعالى يا حبيبي اسمك ايه.


تقرب منه إياد بخطوات متعثرة فحمله خليل وأجلسه على ساقه قائلاً 


_اسمك ايه؟


ردت أمينة بدلا منه 


_إياد.


_عمره اد ايه؟


لم تستطيع أسيل التفوة بكلمة وهي ترى كل شيء ينكشف رغماً عنها فأجابت أمنية 


_سنة وتلات شهور.


نظر إلى أسيل التي مازالت تتهرب بعينيها ثم تحدث برتابة


_انا مش هقولك ليه خبيتي عليا حاجة مهمة زي دي بس كل اللي هقوله إن كفاية اوي لحد كدة وداغر لازم يعرف الحقيقة.


اتسعت عينيها بصدمة وشعرت بأن الدنيا تلتف بها لكنها ابت ان تظهر ضعفها وقاومت كي تظل يقظه وقالت برفض


_مستحيل.


سألها بحيرة


_ليه ده حقه إن يعرف إن له ابن.


صرخت به أسيل وهي غير واعية


_لأ مش من حقه، (علىٰ صوتها غير منتبهة لما تتفوه به ولا تستطيع تجمعت الحديث) مش من حقه أبدًا بعد اللي عمله فيا، محدش احق بيه غيري أنا.


تفاهم خليل مع عصبيتها لكن عليه ان يكون حازماً معها لاجل ذلك الطفل الذي شعر بالخوف وأسرع إلى أمينة يختبئ بحضنها


_أهدي شوية عشان ابنك، وبعدين انا عارف كل ده ومقدره بس خليكي واقعية انتِ قدرتي تسجلي ابنك؟


اهتزت نظراتها فعلم بأنه لم يسجل حتى الآن فقال بامتعاض


_طبعاً متسجلش.


ومستنية ايه بقا لما يكبر ويخرج للناس ويسألوه عن أهله؟


أشاحت بوجهها وهي تقول بتعند


_هسجله بأسمي.


رد خليل باستنكار 


_ليه؟ عشان أيه تحريمه من اسم ابوه وعيلته.


رددت جملته بتهكم


_اسم أبوه؟ هو فين ابوه ده، ده حتى مفكرش يسأل راحت فين ولا ايه اللي حصلها.


رد خليل بثقة


_داغر فضل شهرين بين الحياة والموت وأول ما فاق سأل عليكي 


لما طلبنا من حد يعرفلنا أخبارك قالوا إنك سافرتي ومش هترجعي تاني، انا عارف انه غلط وغلط كبير أوي كمان بس هو أكيد كان ناوي يصلح غلطه عشان كدة سأل عليكِ أول ما فاق.


اشتد الألم برأسها لكن الخوف من خسارة ابنها جعلها لا تبالي به لذا عارضت بإصرار 


_ميهمنيش كل اللي بتقوله ده، لو كنت اهمه بصحيح مكنش عمل فيا كدة، انت متعرفش اللي حصلي بعدها ولا العذاب اللي شوفته فأرجوك مش عايزة كلام تاني في الموضوع ده.


_بس يا بنتي احنا دلوقت الظروف بتحكمنا والطفل ده له حقوق علينا لازم نلبيها مهما كانت قسوتها.


لم تلين قيد أنمله فقال بعد تفكير


_طيب اسمعني في الاقتراح ده ولو مش عجبك ارفضيه.



❈-❈-❈



استيقظ داغر وهو بشعر بألم حاد في رأسه وخاصة عينيه لا يستطيع رفع جفنيه من شدة الألم


نهض وهو يضع يده على رأسه الذي شعر به سينفجر من حدة الألم


تحسس المنضدة بجواره ثم ضغط على الزر فتدلف في ثواني سلوى 


_صباح الخير يا كابتن داغر.


لم يستطيع فتح عينيه وقال بتعب


_عمي صحي ولا لسة؟


_صحي من بدري وخرج قالي ابلغك انك تستناه على الفطار.


_وهي جات ولا لسة؟


ضيقت عينيها بحيرة 


_هي مين؟


انفعال داغر ومازال يخفي عينيه بيده


_الممرضة هيكون مين غيرها.


_اه تقصد حور؟ لأ لسة مجتش عايز حاجة اعملهالك؟


رد بحنق


_لأ روحي انتِ.


همت بالخروج لكنه اوقفها 


_اول ما توصل خليها تجيني.


أومأت له واضافت


_طيب أنا مش هكون متواجدة النهاردة عشان هعمل اوراق السفر وبعد اسبوع هسافر لجوزي.


زفر بضيق وسألها


_هترجعي أمتى؟


_بكرة ان شاء الله.


أومأ لها برأسه


فخرجت سلوى وتركته هو بألمه الذي يكاد يفتك برأسه


عاد يستلقي بهدوء على الفراش وضغط على ساعة يده كي يعرف الوقت


فقد تعدت التاسعة ولم تعود حتى الآن 


هل تأخر عليها صالح أم أنها هي من أخرته.



حاول رفع جفنه فيجد صعوبة بالغة في ذلك.


تحامل على نفسه ونهض من الفراش ليدلف المرحاض واضعاً رأسه أسفل المياه ربما بخفف من ذلك الألم ولو قليلاً 


رفع رأسه عن المياه ثم حاول فتح عينيه فينتفض قلبه بوجل عندما تفاجئ بضوء واهن لكنه لم يدوم سوى لبرهة واحدة. 


ازدردت وتيرة دقاته وقد أغمض عينيه يضغط عليها بشدة ثم فتحها بروية لكن لم يرى شيء


تسارعت انفاسه وحاول إغماض عينيه وفتحها مرة أخرى لكن لم يتكرر ما حدث.


وازدادت حدة الألم بعينيه 


عاد يضع رأسه أسفل المياه الباردة ربما تخفف ذلك الألم لكن لا فائدة.


فتح عينيه على أمل أن يعاود إليه ذلك الضوء لكن لم يتكرر.


ضرب الحوض بقبضته وهو يلعن ذلك العمى الذي دمر حياته وجعله بذلك العجز


حياته أصبحت غير محتملة ولم يعد بوسعه الصبر أكثر من ذلك.


حتى قلبه الخائن لم يعد باستطاعته الصمود.



رغم تخليها عنه إلا إنه مازال يريدها ويشتاق إليها يريد ان يبصر فقط ليرى محياها الذي مازال يشتاقه حد الجنون 


خرج من المرحاض ووقف أمام الخزانة ليخرج ملابس له ويرتديها 


غضب شديد يكتنفه من نفسه ومن كل شيء حوله


جلس على مقعده وقد هدئ الألم قليلاً لكن لم يهدئ غضبه.


طرق الباب فسمح للطارق بالدخول فإذا به قلبه يهدر بعنف عندما شعر برائحتها تخترق دواخله


كانت خطواتها رتيبة لكنها كانت قاسية على قلبه الذي مازال عاشقًا لها


وقفت بالقرب منه تسأله بوجوم


_نعم؟


رفع حاجبيه متسائلاً 


_نعم ايه؟


حاولت الرد بثبات


_سلوى قالتلي إن حضرتك عايزني.



تذكر ذلك بالفعل ثم سألها 


_عمي جاه ولا لسة؟


_اه جاه تحت، احضر الفطار دلوقت؟


نهض داغر ليمر من جوارها متجهاً للباب


_عشر دقايق ويكون جاهز.


 نزل الدرج وشعر بخطواتها تمر من جواره تسبقه إلى الأسفل لكن بقيت رائحتها التي حركت مشاعر بداخله ظن لعامين أنها تلاشت من داخله فتعيدها هي بلا رحمة


ولا رأفة به.


ناده عمه 


_داغر تعالى أنا هنا.


تقدم داغر من عمه الذي علم مكانه بمصدر الصوت ثم تقدم منه ليجلس على المقعد


_صباح الخير يا عمي.


تطلع إليه خليل بخذلان لكنه رد بهدوء


_صباح النور، ايدك عاملة ايه دلوقت؟


رد داغر بعد اكتراث


_كويسة 


هم داغر بسؤاله عن سبب فتوره معه منذ عودته لكن قاطعته أسيل التي تقدمت منه تقول 


_الفطار جاهز.


اومأ لها خليل وقال بحنو


_تمام يا بنتي جايين حالاً.


انصرفت أسيل وقال عمه


_انا النهاردة عندي مشوار مهم في القاهرة واحتمال آخر شوية هطلب من حور تفضل موجودة لحد ما أرجع….تابع بتحذير… بلاش تضايقها وتبطل حركاتك دي، هي مش عابده عندك فاهم؟


رد داغر بكل هدوء


_أكيد فاهم متقلقش.


_طيب قوم خلينا نفطر لأن يادوب احلق أسافر.


نهض داغر وجلس مع عمه على السفرة وتقدمت منه لتخبره بأماكن الطعام 


همت بالذهاب لكن خليل أوقفها


_استني يا حور.


التفتت إليه تسأله


_نعم.


_النهاردة هتأخري شوية لأن سلوى مش هتكون موجوده النهاردة وانا مسافر ضروري وهاجي متأخر هتستني بس لحد ما أرجع وهخلي السواق يوصلك.


اتسعت عينيها بصدمة وتطلعت إلى داغر الذي اخذ يتناول طعامه بعدم اكتراث مما جعلها تهز رأسها بنفي وكأن المشهد سيعاد أمامها…

يتبع...

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



  


تعليقات

التنقل السريع