القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جبل النار الفصل السابع وعشرون 27بقلم رانيا الخولي

 



رواية جبل النار الفصل السابع وعشرون 27بقلم رانيا الخولي




رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي - الفصل 27


انقبض قلبه بخوف وقد ازداد الألم بعينيه عندما أغمضها سريعًا إثر رؤيته لذلك الضوء


يخشى أن يكررها وتفشل مثل سابقتها


ارتعشت أوصاله وتحلى رغم خوفه بالشجاعة 


عندما ضغط على عينيه


ماذا إن فتحها ولم يرى


تضرع إلى ربه ألا يخذله تلك المرة وقام بفتحها ببطئ فتتضح الرؤية شيء فشيء أمامه وبدأ ذلك الظلام الدامس يتلاشى.



ازدرد لعابه بصعوبة وقد أخذ وجهها يظهر بروية و رويداً رويداً أخذت تتضح أكثر حتى ظهرت أمامه.


هل ما يعيشه حلم أم حقيقة؟


هل عاد نظره كما عادت حبيبته؟


أم كل ذلك مجرد اوهام.


تطلع إليها بحب وعيناه ترمقها بنظرات تحمل بين طياتها الكثير والكثير من العتاب


قطب جبينه بألم وهو يراها أخيراً بعد ذلك الشقاء 


سقطت دمعة منه على وجنتها محاها هو بأنامله وبكل رقة كأنه يعتذر له على حدتها.



حملها وصعد بها الدرج رغم أن الرؤية لم تتضح بقوة لكن هو مكتفي بها لا يريد أكثر من ذلك


يكفي أنه يراها بعد مرور تلك الاعوام التي نحرته بدون رحمة


قربها اكثر من صدره وهو يصعد الدرج بخطوات مهتزة 


يخشى عليها من السقوط


دلف غرفته ووضعها على الفراش بروية.



حلم كثيرًا بتلك اللحظة الذي يحملها ويضعها على الفراش كما فعل الآن لكن ليس هكذا ولا في مثل تلك الظروف


ادار رأسها حتى يرى الجرح لكن اطمئن قلبه عندما لاحظ أنه سطحي وبسيط.


فتح الدرج بجوار الفراش وأخرج منه قطن ومعقم وأخذ يعالجه.


أعاد كل شيء في موضعه وجلس على الفراش بجوارها يتطلع إليها بمشاعر متضاربة


"تارة بحب وتارة عتاب، وتارة بلوعة وأخرى بإدانة، تلاها اشتياق وكمد"


كل المشاعر المتناقضة تجمعت بداخله


لكن قلبه لا يبالي بكل ذلك وأعلن بأن عشقه هوالمنتصر الوحيد في تلك المعركة..


وأنه مازال عاشقًا لمعذبته 


شعر بالقلق عندما لم تعود لوعيها فنزل للأسفل كي يبحث عن هاتفه ثم اتصل بيحيى


الذي عاد لتوهه إلى منزله.


_ايوة يا داغر عامل….


قاطعه داغر  


_أيوة يا يحيى هات دينا وتعالى دلوقتى.



دلف يحيى شقته وأغلق الباب خلفه قائلاً 


_دلوقت ايه أنا لسة راجع من السفر.


تحدث داغر بضجر


_يا ابني عايزها دلوقت…


قاطعه يحيى بغيظ


_وانا مالي يا عم بقولك لسة راجع متشوف دكتور غيرها، دا انا بقول عليك دماغ وبتفهم.


بس قولي الاول عايزها ليه.


رد داغر باقتضاب


_لما تيجي هتعرف.


أغلق داغر الهاتف دون ان يستمع رده وصعد إليها ومازال لا يصدق ما حدث معه حتى الآن 


فتح درج المنضدة واخرج منها نظارة سوداء وقام بارتداءها


عليه أن يظل ذلك الأمر في طي الكتمان حتى يعرف الحقيقة أولاً.


ظل يتطلع إليها وهو لا يصدق أنها عادت إليه أخيراً.


لقد ظنت أنه لم يعرفها


ولا تعرف أنه يراها بقلبه لا بعينيه


لا يحتاج لنظره كي يعرفها.


رن هاتفه وكان المتصل يحيى اجاب مسرعًا 


_ايوة يا يحيى انت فين؟


_أنا تحت انزل افتحلي لأني بخبط محدش بيرد.


اغلق الهاتف ونزل للاسفل ليفتح لهم


سألته دينا بقلق


_خير يا داغر في ايه؟ انت كويس؟


رد داغر بثبوت وهو يتظاهر بالعمى


_مش أنا اللي تعبان ..


سأله يحيى بقلق


_يا ابني في ايه طمنا مين تعبان.


_دي الممرضة تعبت شوية عشان كدة طلبت دينا تشوفها خليك هنا انا رجعلك حالاً.


صعدت دينا معه حتى وصلت لغرفته وحينها توقف قائلاً 


_أسيل جوه وقعت من على السلم ومن وقتها وهي فاقده الوعي ادخلي طمنيني عليها.


قطبت جبينها بحيرة 


_أسيل؟!


اومأ لها


_ايوة أسيل واجلي اي استفهامات دلوقتى لأن انا معنديش إجابة لها، طمنيني بس.


اومأت له بتعاطف ثم دخلت الغرفة 


و قف هو منتظرها بوجوم وعينيه الغائمة تنظر إلى الفراغ أمامه


كل ما يشغله هو ما تخفيه وراءها


ماذا حدث بعد أن ذهبت معه إلى المنزل بالقاهرة


لما فجأة غاب عن الوعي ولم يفق إلا في المشفى ضرير


وهي لما تركته 


ولم قامت بتغيير اسمها


هل هربت من أهلها وتخفت بذلك الإسم؟


وحازم أيضًا ما دوره بحياتها؟


انتبه فجأة على صوت دينا وهي تستنجد به


_داغر تعالى بسرعة.


دلف داغر مسرعًا وقد توقف قلبه عن النبض عندما وجد جسدها متشنجاً بصورة تدعوا للزعر


لم يبالي بشيء سواها وأسرع إليها يسألها


_في ايه مالها؟ 


تناست دينا عماه في تلك اللحظة وقالت بقلق


_معرفش انا فجأة لقيت جسمها بيتشنج كدة حاول تسيطر على الرجفة لحد ما اديها الحقنة دي.


اهتزت نظراته ومشاعر كثيرة متضاربة


ما بين خوفه عليها ومشاعر ستحيا ما أن يلمسها.


ازدرد لعابه بصعوبة وقد ضغط على قبضته يحاول التماسك وألا يضعف حين يلمسها


تنهد براحة عندما هدئ جسدها وتوقف نشيجه


لكنها مصرة ألا ترحمه


_ايه يا داغر  بقولك إمسكها عشان اديها الحقنة دي.


اهتزت نظراته وبيد مرتعشة تقدم منها يصغط على كتفها كي يسيطر على رجفتها وقد حدث ما كان يخشى منه لكنه حاول السيطرة على مشاعره وانشغل مع دينا بالتحكم في حركتها حتى تنتهي من حقنها.


قالت دينا براحة عندما هدئ جسدها


_الحمد لله عدت على خير.


خرجت معه من الغرفة وهي تقول 


_التشنجات اللي حصلتلها دي ملهاش علاقة بالوقعة لأنه باين أنه مرضي لازم تعرضها على تخصص مخ واعصاب.


هز رأسه لها ولم يستطيع الرد من شدة الخوف التي تملكت منه


هم بتوصيلها لكنها منعته


_انا عارفة الطريق خليك بجانبها لأنها هتفضل نايمة للصبح.


اومأ لها وذهبت لزوجها الذي سألها


_اومال داغر فين؟


_تعالى نروح وانا هحكيلك كل حاجة.



❈-❈-❈



عاد داغر للغرفة وضربات قلبه تهدر بقوة


كانت كل خطوة تقربه منها تزيد من وتيرته 


ولما لا وهو يراها بعد عامين وأكثر من الشقاء


كانت نائمة في سكون، وذلك الضوء الخافت بجوارها يضفي عليها سحراً الهب مشاعر ظن أنه تناساها


لكن يبدو انها كانت خامدة لا أكثر وقد عادت لتثور من جديد.


جلس على حافة الفراش وهو مازال لا يستوعب ما حدث


عاد نظره وكذلك هي لكن بينهم أسوار لا يمكن تخطيها


بيد مترددة وأنامل ترتعش رفع أنامله إلى  وجهها يرفع عن عينيها تلك الخصلة التي عانى كثيرا من تمردها


وعاد معها العذاب بأشده عندما تحسس ملمسه الناعم


وبدون إرادته ترجلت أنامله رغماً عنه على وجنتها الرخوة  يتحسسها بشوق وحنين 


أغمض عينيه عندما هاجمته تلك المشاعر وعادت من جديد تأرقه كما أرقت لياليه وجافت النوم عنه.


كم حلم بتلك اللحظة التي يراها بها على فراشه


قد جاءت لكن ليس كما أراد، بل مرغمة 


شعر برغبة ملحة بالاستلقاء بجوارها ولم يستطيع الوقوف والاعتراض أمام قلبه الذي عانى من ويلا ت العذاب لذا أراد أن يريحة قليلًا 


استلقى بهدوء ووضع ذراعه أسفل رأسه يتأمل تلك الملامح التي عشقها حد النخاع


يتساءل ماذا سيفعل بعد أن عاد إليه بصره؟


هل يخبرهم ويواجهها بالحقيقة 


أم يتريس قليلًا حتى يعرف كل شيء بنفسه.


ظل يفكر حتى وصل لقرارًا جعله يغمض عينيه باستسلام وينام بجوارها.



❈-❈-❈



في غرفة سليم


رفعت وعد رأسها عن صدره وتطلعت إليه فتجده متظاهرًا بالنوم 


نادته بخفوت


_سليم.


_امم.


عادت برأسها على صدره وتمتمت 


_ندمان؟


قطب جبينه بحيرة 


_على ايه؟


_انك اتجوزتني.


ابعدها عنه قليلًا ليستلقي على جانبه وينظر إليها قائلاً 


_شوفي عشان منتكلمش تاني في الموضوع ده


أنا اختارتك بإرادتي ولو رجع بيا الزمن كنت اتجوزتك في اليوم اللي قلبي حبك فيه مكنتش هستنى المدة دي كلها، لا ابويا ولا اي حد في الكون ده هيخليني اندم لحظة واحدة اني اتجوزتك، خليكي واثقة من حاجة زي دي لاني مش بحب اكرر كلامي، فهمتي؟


_انا خايفة عليك، الست دي مش ساهلة وخايفة تأذيك.


ملس بابهامه على وجنتها وقال بثقة


_شاهي كل اللي يهمها الشركة والفلوس وبس اي حاجة تانية مش هتفرق معها لا جوازي ولا اللي حصل مع أسيل، كل اللي يهمها انها تبعدنا وخلاص وطالما بعدنا مش هيفرق معها حاجة، الشركة ومكتوبة باسمها والفيلا مبقاش حد فيها غيرها ومظنش اننا هنرجعها في يوم من الأيام يبقى كل حاجة اصبحت ملكها.


ابعدها عنه لينهض  قائلاً 


_بما إننا اخدين اجازة النهاردة ايه رأيك نخرج ونقضي الليلة في فندق.


هزت راسها بايماءه تحمل سعادة الدنيا بداخلها لكن نظراته تحولت لمكر وهو يحملها قائلاً



_أنا بقول نخلينا في الأوضة أحسن.


ضحكت وعد ليكتم ضحكتها بفمه الذي التهم فمها بكل الحب الذي يحمله لها.


❈-❈-❈


استيقظت أسيل في الصباح على ألم شديد برأسها


فتحتها بتثاقل فتتفاجئ عينيها بوجودها في ذلك المكان


نهضت مسرعة فينقبض قلبها عندما وجدته نائماً بجوارها


ماذا حدث وما الذي جاء بها إلى هنا.


تأكدت من ملابسها قبل أن تنهض مسرعة وخرجت من الغرفة


وضعت يدها على قلبها تهدئ من نبضاته وهي مستندة بظهرها على الباب


هل غابت عن الوعي مرة أخرى؟


كل ما تتذكره صعودها على الدرج وألم شديد اجتاح رأسها


وضعت يدها مكان الألم فتجد إصابة صغيرة خلف رأسها


لابد انها سقطت على الدرج عندما جاءتها نوبة الإغماء 


لكن من الذي جاء بها إلى غرفته


هو لن يستطيع فعلها


من إذاً ولما غرفته بالأخص.


تذكرت طفلها وأمينة التي لابد أنها قلقت عليها.


اسرعت للمطبخ كي تبحث عن هاتفها حتى وجدته على الطاولة 


اسرعت بفتحه فتجد إتصالات كثيرة من أمينة


فقامت بالاتصال عليها 


_انتِ فين يا أسيل ومش بتردي ليه؟


ردت أسيل باعتذار


_غصب عني والله حالة الاغماء جاتني تاني ومفقتش غير دلوقت.


_اوعى يكون…


قاطعتها أسيل بثقة


_هيعمل ايه يعني وهو بظروفه دي، أنا مش هقدر ارجع دلوقت غير في ميعادي متقلقيش عليا خلي بالك من إياد.


اغلقت الهاتف قبل ان تعترض أمينة وهمت بالخروج لكنها تسمرت عندما وجدته أمامها


❈-❈-❈


دلف خليل المصنع الذي تولى إدارته وشعور عجيب يكتنفه


هو لا يريد ذلك العمل لكن وافق لأجل من استغاثت به 


جلس على مقعده وتحدث بثبوت لمديرة مكتبه


_الأول اسمك ايه؟


ردت المديرة بابتسامة مجاملة


_شروق يا فندم.


_طيب يا شروق عايزك تجمعيلي كل الملفات الموجودة حاليًا واتصلي على مدام سيلين خليها تجيني دلوقت.


_حاضر يا فندم تؤمر بحاجة تاني؟


_لأ اتفضلي انتِ.


خرجت المديرة وعادت بعد قليل وهي تحمل مع الساعي الملفات التي طلبها ووضعتها على الطاولة


_اتفضل، دي كل الملفات الموجودة حاليًا وفي ملفات تانية في الإرشيف تحت لو احتجتها بلغني وانا ابعت اجيبها لحضرتك.


نهض خليل من مكتبه وتقدم من الملفات وهو يقول بثبوت


_طيب اطلبيلي فنجان قهوة ومتدخليش حد لأي سبب ولما مدام سيلين تيجي دخليها.


اومأت المديرة وخرجت من المكتب 



ارتدى نظارته وبدأ في تصفح الملفات بدقة متناهية


واندهش من تلك الثغرات التي كانت تمر دون ان يهتموا بها


هل ذلك عن عمد أم أنهم لم يكونوا بخبرة كافية لإدارة مثل تلك المشاريع



طرق الباب ودخلت شروق وخلفها سيلين


_السلام عليكم.


خلع نظارته ليضعها على الطاولة أمامه ورد بترحيب


_وعليكم السلام، اتفضلي.


تطلع إلى شروق وقال


_شوفي مدام سيلين تشرب ايه 


رفضت بتهذيب


_لأ متشكرة أوي.


اومأ لها بالانصراف ثم تطلع إلى سيلين قائلاً 


_واضح أوي إن كان فيه تلاعب جامد أوي في المصنع


ومنها مشاريع تقدري تقولي عليها وهمية


ونصب واحتيال كتير


يعني مصنع زي ده مكنش ينفع يكون بإدارة ضعيفة زي دي


خفضت عينيها بحزن


_للأسف في الفترة الأخيرة محمد كان تعبان أوي وكان سايب الشركة اغلب الوقت للموظفين وخصوصاً بعد سفر ولاده وتخليهم عنه.


عاد بظهره للوراء وتمتم بجدية


_على العموم انا عندي عرض يمكن يكون كويس ليكي لو وافقتي عليه هيكون منفعة ليا وليكي ولو معجبكيش في غيره مرضي برضه ليكي


انتبهت لحديثه وسألته


_اللي هو ايه؟


رد بثبوت


_هدفع مديونية البنك وهكون شريك معاكي


وإن رفضتي هفضل برضه معاكي وفي خلال سنة ان شاء الله هكون مسدد المديونية.


تطلعت إليه بحيرة وسألته 


_بس انت ايه اللي يخليك تدفع مبلغ كبير زي ده في مصنع محتاج وقت ومجهود عشان يقف على رجليه.


_شوفي عشان نكون واضحين من البداية 


انا لما قررت اسيب القضاء فكرت إني افتح شركة صغيرة وفعلاً كنت هبدأ امشي في الإجراءات لحد ما حضرتك شرفتيني وحكتيلي على ظروفك


ولما جيت واطلعت على الملفات لقيت ان المصنع ماشي كويس جدا بس لولا التلاعب اللي حصل فيه 


انا كان ممكن اقولك اشتغل عليه لحد ما اعوض الخسارة بس البنك حطني هنا عشان اوقع المصنع أكتر مش عشان اوقفه على رجله من تاني وممكن بكل سهولة يستبدلوني وعشان كدة عرضت عليكِ العرض ده 


ولو رفضتي ده مش هيغير أي حاجة وهفضل معاكي.


_وانا معنديش اي مانع بالعكس انا مبسوطة أكتر بالعرض ده ومن النهاردة نكلم المحامي ونخليه يمشي في الإجراءات.


_لا مش هنتسرع خلينا نصبر ونشوف رد فعلهم ايه الأول.


❈-❈-❈



ازدردت جفاف حلقها عندما وجدته أمامها ويسألها بحيرة 


_مين اياد ده؟


انقبض قلبها خوفًا وحاولت أن تكون ثابتة حتى لا يشك بأمرها وقالت 


_دا ….ابن ….أخويا.


قطب جبينه بتذكر


_هو ده الطفل اللي كنتم سايبينه لوحده وهو مريض؟


اهتزت نظراتها بوجل وتمتمت برهبة 


_اه هو لأن مامته بتعدي تسيبه عندنا وهي رايحة المستشفى.


كان يتابع ملامحها التي بان عليها الخوف من خلف النظارة


وهو لا يعرف لما فقال بأمر


_اعملي فنجان قهوة وهاتيه على المكتب.


_مش هتفطر الأول.


تطلع إليها قليلاً ثم تحدث بروية


_هستنى عمي زمانه على وصول.


تركها وسار إتجاه المكتب 


أما هي فقد وضعت يدها على صدرها وتنهدت براحة.



عاد رنين هاتفها وكان تلك المرة عمه فتحت الهاتف لتجده يقول


_ انا في الجنينة برة اطلعي.


اغلقت الهاتف وتوجهت حيث ينتظرها خليل 


وقفت أمامه وسألته بعتاب


_ليه حضرتك مجتش امبارح؟


تنهد خليل بتعب


_كان لازم استنى لما الورق يخلص.


اخرج من سترته بعض الأوراق وتابع


_دي البطاقة وكل الاوراق اللي تثبت انك أسيل حسين النعماني، وبرضه عملتلك جواز سفر زي ما اتفقنا، النهاردة هفاتح داغر في موضوعك بحيث اننا نكتب الكتاب اخر الاسبوع ده وعلى يوم الأحد تسافري معاه ومنها لإيطاليا زي ما وعدتك.


اخذت منه الأوراق وهي تقول بامتنان


_متشكرة اوي لحضرتك بس اهم حاجة ابني.


رد بثقة


_متقلقيش انا بنفسي اللي هوصله لحد عندك بعد ما اسجله باسم ابوه، مع إني مش موافق على اللي بتعمليه.


_انا كمان مش موافقة حضرتك من اللي اصريت عليه بس وافقت عشان خاطر ابني ولولا كدة مكنتش فكرت في يوم من الايام اربط حياتي بواحد زيه بعد اللي عمله فيا.



مازال عقله لا يستوعب ما فعله ابن أخيه فقال بالتماس


_والله انا لحد دلوقت مش قادر أستوعب اللي شوفته، وبحاول أدور على أي عذر بس مش لاقي، على العموم كل اللي يهمنا دلوقت زي ما قولتي مصلحة الولد، وانتِى برضه هتكون معاكي قسيمة جواز.


تبسم في وجهها واردف


_يلا بقا جهزي الفطار لاني واقع من الجوع وانا هروح اغير هدومي وافتح الموضوع مع داغر.



كان داغر يشاهدهم من نافذة المكتب بعينين حائرة 


ما الذي بين عمه وبينها حتى يتحدثا بعيدًا هكذا.


وما هي الأوراق التي اعطاها لها؟


ارتدى نظارته سريعًا عندما وجدهم يدلفون المنزل


عاد ليجلس على المقعد وانتظر عودة عمه


واسأله كثيرة بداخله يريد لها إجابة


بعد دقائق دلف خليل المكتب 


_السلام عليكم 


رد داغر وهو يحاول تثبيت نظراته التي تاقت لرؤية عمه


_وعليكم السلام، قلت راجع اخر النهار رجعت تاني يوم.


جلس خليل على المقعد قبالته


_كنت بستلم المصنع يا سيدي ومقدرتش أرجع إلا الصبح.


حتى اتصلت عليك مردتش قلت يبقى أكيد نايم.


تذكر داغر أحداث الأمس فظهرت ابتسامة لكنها حزينة  


_كنت نايم فعلاً.


_طيب انا كلمت الدكتور امبارح واتفقت معاه على معاد العملية، يعني هنسافر خلال الاسبوع الجاي.


توقف خليل عن الحديث عندما دلفت أسيل تقول بارتباك


_الفطار جاهز.


استطاع داغر ان يتطلع إليها بحرية من خلف نظارته وقد رآى أخيرًا عينيها التي تاق لها عامين وأكثر 


لكن لم تبقى كثيرًا وانصرفت فتنصرف روحه معها 


يبدو أن القادم أصعب بكثير.



جلس على السفرة مع عمه وتقدمت أسيل لتضع الطعام في طبقه فتهفو رائحتها تعطر دنيته


سقطت خصلاتها تحجب وجهها عنه 


فتسلب قلبه منه عندما رفعتها لتضعها خلف أذنها بحركة عفوية منها


كانت تشرح له ما يحتويه طبقه لكنه لم ينتبه لما تقولي وغير مبالي سوى بتلك العيون الغادرة التي خدعته فيما مضى برقتها ومازالت تفعل.


تغيرت ملامحها كثيرًا لكنها مازالت بنفس الجمال الذي خطف انفاسه منذ الوهلة الأولى


ونفس الملابس المحتشمة التي لا ترتدي غيرها


ابتعدت عنه لكن مازالت رائحتها تملئ جوارحه 


لم يتخيل يوماً أن يغض نظره كما حدث الآن 


فقد أعاد معه ضعفه أمامها ولن يستطيع مجابهة ذلك القلب الغادر الذي مازال عاشقًا لها.


اخرجه من شروده صوت عمه


_ها قلت ايه؟


حمحم بإحراج وسأله


_عفوًا يا عمي كنت بتقول ايه؟


_لا انت مش معايا خالص.


قال باعتذار


_معلش سرحت شوية، كنت بتقول ايه؟


_بكلمك عن العملية أنا جهزت اوراق السفر وإن شاء الله هنسافر خلال الاسبوع الجاي.


شرع داغر في تناول طعامه بعد أن قال بهدوء عجيب


_بس انت مش هتسافر معايا.


قطب جبينه بحيرة وسأله 


_ليه؟


_بكرة هتعرف بس النهاردة رايح مشوار مهم مع يحيى ولما ارجع هعرفك ليه.


نهض داغر دون ان يضيف كلمة واحدة وصعد إلى غرفته


لقد ألقى تلك الكلمة لعمه ويعلم جيدًا بأنه لا يحتاج لفطنة كي يعلم ما وراءها.


تلك هي الطريقة الوحيدة كي يعرف حقيقتها وما وراء عودتها




استيقظ يحيى من نومه على صوت هاتفه


اغتاظ عندما وجده داغر فأجابه بكمد


_ايه يا عم في ايه على الصبح.


رد داغر بأمر


_عايزك دلوقت في مشوار مهم.


تطلع بساعته فوجدها العاشرة صباحاً 


_يا عم حرام عليك أنا منمتش إلا الفجر سيبني انا شوية ولما اقوم هجيلك.


تحدث داغر بلهجة لا تقبل نقاش قبل ان يغلق الهاتف


_ربع ساعة وتكون عندي.


ألقى داغر الهاتف على الفراش ثم دلف المرحاض ليأخذ حمامه وبعد قليل خرج ليرتدي ملابسه على عجالة.


وقف امام المرآة كي يمشط خصلاته وهو مستمتع بعودة نظره، صحيح أن الرؤية ليست كما كانت لكن يكفي ذلك.



خرج مسرعًا عندما رن هاتفه باسم يحيى ثم ارتدى نظارته وترجل من الدرج


كان خليل جالساً في البهو فنادى داغر قبل ان يخرج


_داغر.


توقف داغر لكنه ظل على وضعه


_نعم يا عمي.


نهض خليل ليسأله بحيرة


_مش هتقولي رايح فين بالظبط ؟


_مشوار صغير مع يحيى وراجع تاني مش هأخر.


يتبع...


تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



  


تعليقات

التنقل السريع