رواية جبل النار الفصل الثامن وعشرون 28بقلم رانيا الخولي
رواية جبل النار الفصل الثامن وعشرون 28بقلم رانيا الخولي
رواية جبل النار الفصل الثامن وعشرون 28بقلم رانيا الخولي
رواية جديدة جبل النار لرانيا الخولي
انصرف داغر كي يتهرب من أسئلة عمه فوجد يحيى ينتظره بالسيارة أمام الباب الداخلي.
استقل مقعده وتطلع ليحيى الذي سأله
_ها عايز تروح فين؟
ابتسم داغر وهو يتطلع إلى وجهه وتمتم بمكر وهو ينظر إلى احمر الشفاه المطبوع على خده
_هي ليلة امبارح كانت شديدة عليك أوي كدة ولا دي كانت اصطباحة
لم يفهم يحيى ما يرم إليه داغر مما جعله يتطلع في المرآة فيلاحظ أحمر الشفاه المطبوع على خده وقال باستياء
_لا دي حاجة بريئة…….
توقف عن الحديث عندما انتبه لمغزى داغر فتطلع إليه بشك أكده داغر بأن خلع نظارته وتطلع إليه مبتسماً
_وحشتني يا ابو دماغ تخين انت.
اتسعت عين يحيى بسعادة بالغة وسأله
_انت….
اومأ له داغر فهم باحتضانه لكن داغر اوقفه
_لأ اهدى كدة مش وقته خلينا نخرج من هنا الأول لأن محدش لسة يعرف.
قطب جبينه بحيرة وسأله
_ليه؟ هي دي حاجة تستخبى؟
_اطلع بس وانا هفهمك في الطريق.
شغل يحيى محرك السيارة
_ماشي لما نشوف.
❈-❈-❈
في منزل فريد
اسرع التوأم ليحتضنوا والدهم الذي جاء لزيارتهم
_بابا.
احتضنهم حازم بحب ثم سألهم
اومال ماما فين؟
رد عمر
ماما لسة راجعة من الشغل دلوقتى في أوضتها
خرجت فايزة من المطبخ بابتسامة
_اهلا يا حازم اتفضل هاأنادي لهايدي حالاً
رفض حازم قائلاً
_لا خليها انا هدخل لها.
اخذت فايزة الاولاد ودلفت بهم احد الغرف ودلف هو غرفة هايدي فيجدها جالسة أمام المرآة تمشط خصلاتها
تلاقت الاعين بعتاب لم يلبس كثيراً حينما تقدم منها حازم بخطوات متمهلة يتطلع إليها باشتياق ولوعة
يعشقها حد الجنون وهذا تأكد منه عندما طال غيابها عنه
وتذوق مرارة الفراق
نهضت وهي تحاول التحلي بالثبات وردع تلك المشاعر التي تحركت فور رؤيته لكن ضاع كل شيء حينما وجدته يتقدم منها
وعيناه لأول مرة ترى فيهما ذلك الكم من المشاعر
تريده وتريد العودة لمنزلها ولحياتها لكن يصعب عليها ذلك
بوغتت عندما وجدته يتمتم بانفاس مضطربة
_وحشتيني...
اهتزت نظراته وتسارعت دقاته اكثر حينما رفع أنامله إلى وجنتها يداعبها بحب ولهفة وتابع
_الحياة صعبة اوي من غيرك، وعقابك خلاص مبقتش قادر اتحمله
حاولت ايجاد صوتها فيخرج مهزوزاً بسبب مشاعرها التي تبعثرت بوجوده وتمتمت بتلعثم تلملم به شتاتها
_بس ده مش عقاب ده قرار.
تقدم منها خطوة اخرى لاغي اي مسافة بينهما وقال بثبوت
_عاقبيني زي ما انتِ عايزة بس وانتِ جانبي وقدام عيني.
تطلع إليها برجاء وتابع
_مش قادر اكمل حياتي من غيرك، أرجوكِ يا هايدي ارجعيلي الحياة من غيرك صعبة أوي أوي.
ازدردت لعابها بصعوبة وقد أخذت قوتها تنهار تدريجياً
أبعدت عينيها عنه كي لا تضعف أكثر من ذلك لكنه رفع أنامله ليضعها خلف ذقنها يعيدها إليه وتمتم بوله
بتهربي مني ليه؟ انا بحبك.
انهارت قوتها عند سماعها تلك الكلمة وتوقفت عن التنفس للحظات عندما وجدته يميل على وجنتها يطبع قبلة حانيه عليها وصوته الرخو يتمتم
_وحشتيني أوي..
نزلت قبلته بجانب ثغرها وتابع همسه قبل أن يأخذها في قبله اطاحت بتعقلها عرض الحائط
_بحبك يا هايدي.
استسلمت له وهي تستمع لى إسمها الذي يردده بترقب لأي غلطة منه تقوي عزيمتها التي انهارت أمام عشقها له لكن لم يحدث ما تخشاه.
بدأت يده تتخذ طريق أخر جعلها تعود لرشدها وهي تتمتم باعتراض
_حازم مينفعش ماما ممكن تدخل دلوقت.
ابعد وجهه عن عنقها لينظر إليها
_خلاص خلينا نروح بيتنا.
ابتعدت عنه قليلًا وعينيها تهتز بارتباك
_مش هينفع
قطب جبينه بحيرة وسألها
_ليه يا حبيبتي أنتِ….
قاطعته هايدي بروية
_مش بالسهولة دي يا حازم أرجوك سيبني براحتي وانا اول ما حس إني جاهزة هرجع من نفسي بس دلوقت حقيقي صعب.
أومأ لها حازم رغم اعتراضه
هو لن يقبل ان يضغط عليها بالرجوع يريد ان تعود إليه بإرادتها
لكن لن يمل وسيحاول بكل الطريق كي تعود إليه برضا.
طبع قبلة أخيرة على جبينها ثم تمتم بروية
_وانا مش هيأس أبدًا.
تركها وغادر تاركاً إياها في حيرة من أمرها
قلبها يعاند ويود الذهاب معه لكن عقلها يرفض، لم يحين الوقت بعد.
لذا كان عليها ان تتريس في قرارها كي لا تندم بعد ذلك.
❈-❈-❈
انهى داغر سرد كل شيء حدث منذ عودتها إلى الآن ويحيى يستمع إليه بذهول
_معقول اللي بسمعه ده؟ طيب شغلها عندك ده كان صدفة ولا هي قاصدة ده؟
تنهد داغر بتعب
_ده اللي عايز أعرفه بأي شكل، ليه سابتني وليه كدبوا وقالوا انها سافرت وليه غيرت اسمها وليه بتشتغل ممرضة، هتجنن يا يحيى هتجنن.
رأف يحيى بحالته
_طيب اهدى وخلينا نفكر بهدوء، انت بتقول أنها كانت بتعاني في بيت باباها ممكن تكون هربت لما انت عملت حادثة وافتكرت إنك لا قدر الله حصلك حاجة ومكنتش تعرف انك لسة عايش، ولما عرفت مقدرتش تواجهك و…
توقف عندما لاحظ نظرات داغر المستنكرة فقال باستياء
_ما انا برضه زيك مش فاهم، طيب ليه متكلمتش معها وواجهتها بالحقيقة
تطلع للطريق أمامه وتمتم باعتراض
_مش هينفع مش دلوقت على الاقل، اوصل للحقيقة الأول وبعدين اواجها
_ودي هتوصلها ازاي.
_هسأل بنفسي الأول، اطلع على القاهرة.
اومأ يحيى مستسلماً وتوجه معه إلى القاهرة.
في القاهرة
توقفت السيارة امام منزل حسين النعماني
فسأله يحيى
_ادينا وصلنا هتعمل ايه.
أخرج هاتفه من سترته وهو يقول بتمني
_يارب بس تكون لسة معاهم.
انتهت المحاولة الأولى فلم ييأس وهاتفها مرة أخرى
أجابته بارتباك
_داغر بيه خير حضرتك؟
قال بلهجة لا تقبل نقاش
_انا واقف برة اطلعي.
أغلق الهاتف قبل ان تعارضه وترجل من السيارة واستند على مقدمتها ينتظر خروجها
خرجت شهد بعد قليل وهي تتلفت حولها بخوف.
تقدمت منه وهي تتمتم باعتراض
_يا بيه انت كدة هتوديني في داهية.
سألها داغر بجمود
_أسيل فين؟
ارتبكت الفتاة وتمتمت برهبة
_معرفش والله ماعرف.
_قولي الحقيقة وهديكي المبلغ اللي تقولي عليه.
تطلعت بترقب خلفها ثم قالت بصدق
_اقسملك بالله ما اعرف، انا كنت اخده أجازة ولما رجعت قالوا انها سافرت عند جدها وسليم بيه كمان سافر امريكا هو ده كل اللي اعرفه.
ضغط على فمه بحيرة ثم سألها
_مرجعتش من وقت اللي حصل او سمعتي حد بيكلمها.
تمتمت الفتاة بتأثر
_بصراحة محدش بيجيب سيرتها أصلاً زي ما تكون هم وانزاح عنهم، هي اصلا اترحمت منهم والعذاب اللي كانت بتشوفه معاهم.
تأكد ظنه الآن لكنه ليس كاملاً لذا أخرج بعض الأموال من محفظته وقدمه لها قائلاً
_انا عايزك تبقي عيني في البيت ده لو عرفتي أي حاجة عنها عرفيني على طول، فاهمة.
أخذت شهد النقود منه وتمتمت برهبة
_تمام.
عاد لمقعده فسأله يحيى
_عملت ايه؟
_خلينا نرجع الاول وبعدين هحكيلك.
❈-❈-❈
عادت سلوى إلى المنزل مما جعل أسيل تستئذن بالانصراف
وافق خليل وتركها تعود لأجل حفيده
وجدت صالح يشير لها بالصعود للسيارة فقالت بتهذيب
_لا خليك انت، انا هركب تاكسي.
رد صالح باصرار
_مينفعش الكابتن داغر منبه عليا متروحيش لوحدك.
وافقت أسيل كي لا تحرجه
ثم توجه بها إلى المنزل
كانت تنظر من نافذة السيارة تفكر
هل ما تفعله خطأ أم صواب
فكرت سفرها معه لوحدها يجعلها تشعر بالرعب
ماذا إن كررها مرة أخرى وهي هناك وحيدة لا تعرف أحد.
إذا كان الامر سينتهي خلال يومين كما أخبرها خليل فلا ضير بذلك
ستتحمل حتى يمروا، هو بالفعل لن يستطيع ايذاءها بذلك العجز لكن أيضًا عليها أن تكون منتبهة له.
توقف السيارة أمام منزلها ولم تلاحظ تلك العيون التي تراقبها.
ترجلت من السيارة فتتفاجئ بسيارة حازم تقف أمام منزلها وهو بداخلها يتطلع إليها باستياء
شكرت صالح بإيماءة وانتظرت حتى انصرف، فترجل حازم بدوره وهو يتطلع إليها بامتعاض
تقدم منها يسألها
_برضه مصرة تكملي؟
اخفضت أسيل عينيها بإحراج
_لو سمحت يا حازم احنا اتكلمنا في الموضوع ده كتير والنهاية بتكون واحدة، اه هكمل للآخر.
زم فمه يحاول تهدئة أعصابه وقال بروية
_أسيل أنا خايف عليكي….
قاطعته بثقة
_متخافش يا حازم ميقدرش يعملي حاجة انا خلاص قربت اوصل للي انا عيزاه، ووقتها هختفي من حياته نهائي.
لم يلاحظ أحد تلك القبضه التي اشتدت حتى ابيضت مفاصلها وهو يستمع إليهم بسخط
وتوعد بالعذاب لكليهما
انتبه فجأة على صوت ذلك الصغير
_با..با
ازدادت وتيرة دقاته عندما استمع لصوته وكان وقع الكلمة عليه عجيب كأنه يناديه هو.
حاول النظر إليه باشتياق من خلف الجدار لكن لم يرى سوى ظهر حازم الذي أحجبه عنه وكذلك هي.
لم ينتبه لحديث حازم بل كل ما يشغله ذلك الصغير الذي خطف قلبه بشكل عجيب
دلفوا جميعاً للداخل مما جعل نار الغيرة تشتعل بداخله
عاد إلى السيارة وعينيه تقدح شرارًا لو خرج لأشعل كل ما حوله فقال ليحيى باقتضاب
_أرجع على البيت.
لم يناقشه يحيى وأعاده وقام بتشغيل المحرك وانطلق بالسيارة إلى المنزل في صمت فهو يعلم تلك الحالة جيدًا
ظل داغر ينظر من نافذة السيارة وهو يتوعد لكلاهما
ما الذي تخطط له؟
ولما؟
إذاً عليه ان يلاعبهم كي يفشل كل مخططاتها ويواجهها بحقيقتها التي تخفيها عنه.
ترجل من السيارة دون ان يوجه كلمة إلى يحيى الذي تعاطف معه واستدار بسيارته عائدًا إلى منزله
اخرج داغر النظارة من سترته ثم ارتداها وهو يدلف للمنزل تعجب عمه وهو يراه يدخل وعلامات الغضب مرتسمة على وجهه فظن خليل بأنه مقتضب من شعور العجز بداخله كلما عاد من الخارج
_داغر.
توقف قبل ان يصعد الدرج ورد دون الالتفات إلى عمه
_نعم.
نهض خليل ليتقدم منه قائلاً
_خلينا نتكلم شوية.
_بعدين يا عمي.
رد خليل بحزم
_لا دلوقت الموضوع اللي عايزك فيه مهم خلينا نتكلم وبعدين اطلع ارتاح براحتك.
وافق مجبرًا وجلس على المقعد أمام عمه والذي بدأ حديثه قائلاً
_انا كلمت الدكتور دلوقت وخلاص هنسافر الاسبوع الجاي
قاطعه داغر باقتضاب
_بس انت مش هتسافر معايا.
قطب جبينه بدهشة وسأله
_ليه؟
تطلع إليه داغر قليلًا ثم تحدث بحزم
_هاخد الممرضة معايا.
انشرح قلب خليل قليلاً وسأله بمراوغة
_بس هتروح معاك بصفتها ايه، أكيد أهلها مش هيوافقوا.
لاح الشك بعين داغر فقد كان يظن ان عمه سيرفض ذهابه من دونه وخاصة بتلك العملية هو يعلم جيدًا أن عمه ليس موضع شك لذا رد بهدوء يتنافى تمامًا عمّ بداخلها من غضب
_بصفتها مراتي.
❈-❈-❈
في منزل أسيل
انهت اعداد القهوة ثم وضعتها أمامهم وحازم ينتظر انتهاء تهربها لذا تحدث بجدية
_ممكن بقا تفهميني ايه اللي اتفقتي عليه مع عمه؟
اهتزت نظراتها عندما وجدتهم يتطلعوا إليها منتظرين ردها لكنها حاولت الثبات وتمتمت برهبة
_إني اتجوزه.
لم يفهموا شيئاً من حديثها فسألتها أمينة تستوضح حديثها
_تتجوزي مين؟
ازدردت جفاف حلقها وردت بتيهة
_اتجوزه هو؟
لم تفهم أمينة وسألتها بعدم استيعاب
_تقصدي عمه؟
رفعت أسيل عينيها مسرعة
_لأ مش عمه.
وجدت أسيل صعوبة في نطق اسمه لكن حازم سبقها
_تقصدي داغر.
رمشت بعينيها وقد اخذ قلبها ينبض بقوة خشية من رد فعله فأومأت له بوجل وهب هو واقفاً ليقول باحتدام
_لااا انتِ شكلك اتجننتي.
نهضت أسيل قبالته لترد بدفاع
_متجننتش يا حازم بس مفيش حل تاني قدامي غير كدة، عمه وعدني انه هيحميني منه وهيساعدني نسجل إياد باسمه وبعدها هسافر بابني ومش هيعرف عني حاجة.
زم حازم فمه وهو يسألها بحدة
_هو إنتِ فاكرة إن الموضوع بالسهولة دي، تقدري تعرفيني المأذون هيكتب ازاي من غير ما جنابه يعرف؟
قالت بأمل
_اه هو وعدني أنه مش هيعرف أنه متجوز أسيل وانا بثق في عمه وعارفة انه مش هيخذلني.
_يعني ده قرارك؟
تهربت بعينيها منه وقالت بآسى
_معنديش غيره والمفروض انت تشجعني عليه متقفش ضدي.
تطلعت إليه برجاء وتابعت
_أرجوك يا حازم انا بجد محتجالك تقف جانبي، مينفعش يكون عمه في صفي وانت لأ، أنا مش عايزة اعيش هنا، عايزة أبعد لأن كل مكان بيفكرني به.
تطلع إليها بدهشة عندما لاحظ بعينيها عشق خفي له
_انتِ مش بتهربي من الذكريات انتِ بتهربي من مشاعرك اللي لسة جواكي ناحيته
لأنك ببساطة لسة بتحبيه.
تهربت بعينيها منه وقالت بنفي
_لأ مش حقيقي.
_لأ حقيقي وده واضح أوي في عينيكي، لو نسيتيه صحيح مكنتش وافقتي على الجواز منه بعد اللي عمله.
شعرت أسيل بحشرها في الزاوية مما جعلها تكابر
_قولتلك مش حقيقي انا منستش اللي عمله بس عشان ابني مستعدة أرمي نفسي في النار مش بس اربط نفسي به.
انا عشت حياتي كلها مجبرة مش مخيرة، والمرة الوحيدة اللي اتخيرت فيها الظروف برضه اجبرتني امشي ضد إرادتي.
تقدم منها حازم خطوة وتحدث بثقة
_انتِ رافضة تواجهي نفسك بالحقيقة يا أسيل وهي إنك لسة بتحبيه ولو عمل معاكي اكتر من اللي عمله هتفضلي برضه تحبيه، وانا مش بلومك لأن دي حاجة مش بايدك بس بطلب منك تحكمي عقلك لأنك لما طاوعتي قلبك دمرك.
دي نصيحة أخ لأخته.
أنهى حديثه وأخذ مفاتيحه وخرج من المنزل
تاركاً أسيل تفكر في حديثه
هي لا تنكره لكنها تخشى من مواجهة تلك الحقيقة المرة بأن قلبها مازال عاشقًا لمعذبه ومهما فعل سيظل ذلك الحبيب الذي كان ولايزال مالكه الوحيد.
تطلعت لطفلها الذي غفى بين ذراعي أمينة والتي بدورها ترمقها بتأثر على ما تمر به ابنتها من مصاعب
حملت أسيل طفلها وضمته لصدرها بحنو بالغ
عليها أن تتحمل لأجله فقط بضعت أيام وبعدها ستفر هاربة من براثين معذبها ولن تعود إلى هذه البلد مرة أخرى.
❈-❈-❈
دلف داغر غرفته وعقله يكاد يجن من شدة التفكير
لم يستطيع التوصل لشيء وكل ما عرفه هو ما أُخبر به من قبل
هل هربت من أهلها وتخفت في شخصية حور؟
إذا كانت كذلك لما تخفي هويتها عنه؟
لما لم تخبره بأنها أسيل؟
هل تخجل من فعلتها وأنها تخلت عنه في محنته؟
وما الذي تخطط له مع ذلك المدعو حازم
وضع رأسه بين يديه يشعر بها تتحطم من شدة التفكير.
وعمه الذي ادعم قرار زواجه منها بشكل يدعو للدهشة.
وكأنه كان ينتظر طلبه ذلك
هل لأنه فرح بقرار الزواج نفسه؟
نفى فلم يرفض قراره حينما أخبره بأنه حبر على ورق ولن يكون زواجاً عادياً.
كان عليه ان يخفي نيته بأن تكون زوجته قولاً وفعلاً كي لا يشك أحد بما ينتوي فعله أو إلى ما يريد الوصول له.
ضغط على قبضته بعنف عندما تذكر حديثها مع هذا المدعو حازم.
اشتعلت نار الغيرة بداخله وقرر أن يهرب بها للخارج ولن يعود حتى يعرف الحقيقة
أما هي فقد استلقت بجوار طفلها تنظر إلى ذلك الخاتم بوجوم
ورسالة عمه التي يخبرها بموافقة داغر على الزواج منها تجعلها تشعر بأنها اخطأت الأختيار منذ البداية
وافق ان يتزوج ويعيش حياته ولم يفكر لحظة واحدة بمن تركها خلفه بمصير محتم آخره الموت
لم تقتنع بحديث عمه وظنت انه يقول ذلك لأجل الدفاع عنه وحفظ ماء الوجه
يومين وستكون زوجته وبعدها ستسافر معه وستظل هناك حتى ميعاد العملية وقبل أن يخرج من العمليات ستلوذ هي بالفرار إلى إيطاليا وبعدها سيعود طفلها إليها مع أمينة وسيظلوا هناك في مكان لن يعرفه مهما بحث.
❈-❈-❈
في منزل سليم
انتهت وعد من إعداد الغداء ودلفت غرفتها مسرعة لتبدل ملابسها قبل عودته
وقفت امام المرآة تمشط خصلاتها وهي شاردة في ذلك الحبيب الذي وضعه القدر في طريقها كي يبدل حالها لأفضل حال
قام بتعويضها عن كل شيء
الأمان والحنان والعطف الذي لم تراه طوال حياتها إلا معه
والعشق الذي كتبه على جدران قلبها بأحرف من نور.
انتبهت لصوت الباب فظنت أنها دليدا جارتهم
جذبت الروب لترتديه وذهبت لتفتح لها لكنها تفاجئت بشاهي أمامها تتطلع إليها بتعالي.
_شاهي هانم.
رمقتها بسخرية وهي تدلف للداخل
_اه شاهي هانم عندك مانع؟
أغلقت وعد الباب ودلفت شاهي وهي تتطلع إلى المكان قائلة
_حلوة الشقة دي طبعاً مكنتيش تحلمي تسكني فيها بس كل شيء وراد في الزمن ده.
انهت شاهي حديثها فسألتها وعد
_تحبي تشربي ايه؟
جلست على المقعد تضع قدم فوق الأخرى تهزها بتعالي قائلة
_انا مش جاية اضايف هما كلمتين هقولهم وأمشي على طول لأن ميعاد الطيارة قرب
تطلعت إليها وعد تنتظر حديثها
_طبعاً فاكرة اني جاية اقولك إزاي واحدة تربية ملاجئ تتساوى بيا وتعمل راسها براسي والكلام ده، تؤ لأن ببساطة أنا ميهمنيش أي حاجة غير إني ارجع حقي
لا يهمني اذيت سليم ولا حتى أسيل وأكبر دليل على كلامي إني عارفة إن اسيل لسة عايشة وإن سليم معملش اللي ابوه طلبه منه بس زي ما قولتلك ميهمنيش حد غير إني أرجع ممتلكات بابا الله يرحمه
وبما انك صاحبة الفضل عليا وبسببك خليت حسين يتنازلي عن كل حاجة فأنا هسيبك عادي مع حبيب القلب بس على شرط.
ضيقت وعد عينيها بحيرة فتابعت
_تبعدي جوزك عني ومتخليش عقله يوزه يقف قصادي لأنه هيكون الخسران الوحيد فيها.
نهضت لتتابع وهي تحمل حقيبتها
_انا ماشية بقا واتمنى إني مشفش حد فيكم قدامي مرة تانية.
خرجت شاهي تاركة وعد ترتعد بخوف على حبيبها
إن علم سليم بما حدث فلن يمر الأمر مرور الكرام
جلست على المقعد تحاول الوصول لحل
هل تخبره وتعرضه للخطر أمام تلك البغيضة
أم تلتزم الصمت كي تحافظ عليه من بطشها.
دلف سليم بابتسامته التي اصبحت لا تفارقه كلما رآها وقال بحب وهو يجلس بجوارها
_مال الجميل شكله سرحان في ايه…أوعى يكون في حد غيري
تطلعت إليه بابتسامة مشرقة أشرقت شمسه وقالت بحب
_مستحيل اسرح في حد غيرك.
قطب جبينه بحيرة وسألها
_اومال مالك شكلك مضايقة.
لن تستطيع اخفاء ذلك الأمر لذا عليها ان تخبره
تبدلت ملامح سليم وهو يستمع لها بصدمة لا يتخيل ان يصل بها الطمع لتلك الدرجة
تابعت وعد برجاء
_أرجوك يا سليم سيبها احنا مش محتاجين ….
قاطعها سليم بغضب
_مستحيل اسيب واحدة زي دي تنصب علينا وتعدي كدة بالساهل
وقفت وعد قبالته وقالت برجاء
_ارجوك يا سليم بلاش تقف قصادها وبعدين متنساش ان ابوك هو اللي عمل كدة هي مضحكتش عليه.
سليم انت اتنازلت عن كل حاجة لما فكرت تسيب مصر وتعيش هنا واظن إننا مش محتاجين حاجة منهم وانا مستعدة اعيش معاك لو هموت من الجوع بس المهم اكون مطمنة عليك، عشان خاطري سيب الملك للمالك ولو هي شايفة إن ده حقها تاخده من ابوك وخلينا أحنا بعيد عن الصراعات دي أرجوك.
فكر فيا لو جرالك حاجة انا هعيش ازاي من غيرك ارجوك يا سليم.
لامس رجاءها قلبه وخاصة عندما سقطت دمعة على وجنتها أرهقت قلبه فقام بمحوها بأنامله متمتمًا بعتاب
_قولتلك بلاش الدموع دي لأنها بتوجعني أوي.
تمتمت بتوسل
_خلاص سيبك منها وخلينا أحنا بعيد عنها.
اومأ لها فقط كي يطمئنها لكن بداخلها ينتوي لها بأشد العقاب
وعندما وجدها تتطلع إليه بشك مال عليها يحتضنها كي لا يسمح لها بالتفكير ولا قراءة افكاره التي تظهر أمامها ككتاب مفتوح.
يتبع...
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق