رواية جبل النار الفصل التاسع وعشرون 29بقلم رانيا الخولي
رواية جبل النار الفصل التاسع وعشرون 29بقلم رانيا الخولي
في الصباح
ترجلت أسيل الدرج وهي لا تعرف كيف تخبر أمينة وحازم بذلك القرار
لقد اتصلت عليه وأخبرته بأنها تود التحدث معه وها قد جاء دون تأخير
تقدمت منهم وهي تقول بروية
_صباح الخير.
ردوا جميعاً
_صباح النور…سألتها امينة…. خير يا أسيل.
حاولت اسيل البحث عن صوتها فخرج مهزوزاً وهي تقول
_أنا هتجوز بكرة وهسافر معاه.
قطب جبينه بحيرة وسألها
_اللي هو ازاي مش فاهم.
اهتزت نظراتها وتمتمت برهبة
_هو طلبني من عمه امبارح…صححت سريعًا….اقصد يعني انه طلب منه يكتب صوري بس عشان أسافر معاه في العملية وبعدها عمه هيخلص اجراءات التثبيت بطريقته واول ما تخلص هرجع اخد ابني واسافر.
مسح حازم على وجهه بكفيه ثم تطلع إليها
_بأي اسم؟
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت
_باسمي.
رفع حاجبيه متسائلاً
_وهو عادي كدة مش هياخد باله من الاسم؟
_وهو هيعرف منين؟ وبعدين عمه هيظبط كل حاجة.
زم فمه كي يتحكم في اعصابه وسألها
_والمطلوب؟
تطلعت إليه بعتاب
_إنك تكون معايا يا حازم مش معقول بعد كل ده هتسيبني دلوقت.
تنهد بتعب لا يعرف ماذا يفعل معها، هل يتركها لتلك المجازفة أم يحافظ على الأمانة التي تركها سليم معه بكل الطرق ويرفض ذلك القرار المتهور.
_وانتِ هتآمني مع نفسك معاه.
ردت بثقة
_ميقدرش يعمل حاجة، انا واثقة من ده كويس وبعدين أول ما يطلع من العمليات هكون انا سافرت.
زفر بضيق ثم وقف وهو يسألها بثبوت
_أمتى؟
تهربت بعينيها بإحراج
_بكرة والسفر بعده.
اومأ لها رغم اعتراضه
_خلاص إياد وأمي هيكونوا معايا الفترة دي لحد ما ترجعي.
تركها وغادر دون ان يضيف كلمة أخرى
تطلعت إلى أمينة التي التزمت الصمت منذ بداية الحوار وسألتها
_مش هتقولي حاجة يا دادة؟
تنهدت أمينة وقالت باستسلام
_هقول ايه يا بنتي المهم في الآخر مصلحة إياد مش عايزين غير كدة.
أومأت لها أسيل والتزمت الصمت بدورها.
❈-❈-❈
وقف داغر أمام المرآة وهو يعدل من رابطة عنقه
اليوم ستكون زوجته
ذلك الحلم الذي تمناه وحلم به كثيرًا
الآن يتحقق لكن ليس كما تمنى
نعم مازال يرغبها ويريدها حد الجنون لكن فُقد الاشتياق ولم يعد كما كان من قبل.
لكن ما يشغله حقاً أن تتزوجه بذلك الاسم الآخر
نفى ذلك فهي قد تعرض نفسها للمسائلة..
وإن كان باسمها الحقيقي فإن ذلك يثبت ان عمه على دراية بحقيقتها ويخفي عليه هو أيضاً
استبعد ذلك فإن عمه لن يفعلها.
اخرجه من شروده صوت الباب فقام بارتداء نظارته ثم سمح للطارق بالدخول
دلفت سلوى وهي تقول ببهجة
_خليل بيه مستنيك تحت مع المأذون.
سألها بهدوء
_وهي جات؟
_اه جات مع اخوها ومستنيين حضرتك.
اومأ لها
_جاي حالاً.
ترجل داغر الدرج بروية عكس قلبه الثائر الذي تلاعب الظن بداخله من جهة عمه
وهو يشاهده يمليه بياناتها
وها هو حازم الذي يجلس على جمر ملتهب ولم يستطيع اخفاء امتعاضه مما يحدث.
لا يعرف لما تمنى ألا يبصر في تلك اللحظة ويرى الجميع يشارك بخيانته
ضاغطين على نقطة عجزه
تقدم منهم قائلاً وهو ينظر إلى حازم ببغض
السلام عليكم
رد الجميع السلام ماعدا حازم الذي اشاح بوجهه بعيدًا
جلس بجوار يحيى الذي يندهش مما يحدث
سأل المأذون
_مين الوكيل؟
أجاب خليل الذي جلس بجواره
_انا وكيلها زي ما قولتلك.
ضغط داغر على قبضته يحاول السيطرة على اعصابه
ويحيى الذي اندهش بدوره من موقف خليل لكن داغر أشار له بأن يتجاهل كل شيء طالما بالنهاية ستصبح زوجته وبعدها سيحاسب كل من قام بخداعه لكن بتروي.
انهى المأذون عقد القران وطلب أن تأتي كي تمضي أمامه على القسيمة.
ظهرت أمامه وهو يحاول بقدر الإمكان ألا يلتفت إليها
جلست بجوار حازم وكأنها تتعمد ذلك كي تتأجج نار الغيرة بداخله
زم فمه كي يتحكم في اعصابه وألا ينهض ليلكم ذلك الوجه العابث وأخذها من جواره
لكنه تحكم في اعصابه التي اصبحت على وشك الإنفجار وهو يراه يقرب الورقة منها ويناولها القلم لتمضي به
لكن العجيب في الأمر تلك النظرة التي رمقته بها وهي تحمل عتاب قوي لا يعرف سببه
من يعاتب من؟
وما الذي تخفيه عنه؟
أسئلة متكررة ولكن ليس لها إجابة.
والآن جاء دوره
وضع يحيى القسيمة أمامه وتمتم بخفوت
_شيل عينك من عليها شوية عشان محدش يلاحظ.
ضغط على قبضته يحاول التماسك وألا يبدي شيء عندما رآى اسمها "أسيل حسين النعماني" مدون على القسيمة
دون إرادته رفع عينيه إلى عمه بعتاب قاسي
ثم أخذ القلم ودون أسمه بجوار إسمها
انتهى عقد القران والمأذون ومن معه خرجوا وتركوهم كل واحدٍ ينظر إلى الآخر ينتظر رد فعله
لكن التزم الجميع السكون وكأن على رؤوسهم الطير
كل واحد منهم يخفي أمرًا عن الآخر ولا احد منهم يستطيع البوح به
لكن نهوض حازم قطع ذلك السكون وهو يقول بلهجة خرجت حادة
_احنا ماشيين دلوقت ……
_على فين؟
قاطعه داغر بصوتٍ حاد جعل الجميع ينتبه له
قال حازم بصبر نافذ
_مروحين عندك مانع؟
نهض داغر وقال باحتدام
_مفيش خروج لها، إنما اتفضل مع السلامة.
قطب حازم جبينه بدهشة وانقبض قلب أسيل بوجل فسأله حازم
_مفيش خروج ازاي مش فاهم.
رد داغر بلهجة حاول أن يكون ثابتًا
_هتروح فين وده بيتها.
تطلعت أسيل إلى حازم تستنجد به وقد تلاعبت بها الظنون
تدخل خليل يهدئ من أعصابهم
_ايه يا داغر ميعاد السفر لسة بكرة وهي لازم تروح تجهز شنطها والصبح هنعدي عليها واحنا رايحين المطار.
رد داغر بلهجة حازمة عندما وجدها تتحامى في حازم الذي وقف بدوره حامي لها فتشنج فمه قبل أن يقول
_وانا قلت مش هتخرج من هنا إلا على المطار.
هدر حازم به
_بصفتك ايه ده مجرد جواز صوري حبر على ورق عشان بس نحلل تواجدها معاك.
سخر داغر منه وهو يضع قدم فوق الأخرى
_ولما انت راجل أوي كدة ازاي تسمح لأختك أنها تسافر مع واحد غريب وتضطر تمضيها على عقد صوري زي ما بتقول عشان تحلله.
انفعل حازم وهم بالرد لكن يحيى تدخل قائلاً
_اهدوا يا جماعة في ايه…تطلع إلى حازم وقال بحكمة…وانت يا دكتور حازم هي خلاص بقيت مراته حتى لو كان جواز صوري ده اصبح جوزها ولازم تطيعه.
أصيبت أسيل بالذعر مما يحدث فأمسكت بذراع حازم دون إرادتها جعلت غيرته تشتعل أكثر وأصبح كبركان على وشك الإنفجار.
فقال حازم بانفعال
_بس ده مكنش اتفاقنا من الأول.
تدخل خليل ليحسم الجدال
_خلاص يا دكتور حازم الموضوع بسيط، احنا الأوض عندنا كتير والموضوع مجرد سواد ليل مش أكتر والصبح هيكونوا في المطار فمفيش داعي للجدال ده….تطلع إلى أسيل التي وقفت ترتعد وقال بهدوء…..وانتِ يا حور اطلعي أي اوضة تعجبك وباتي فيها للصبح.
_مش هتبات غير في اوضتها…التزم الصمت قليلًا كي يتلاعب باعصابهم ثم تابع بحزم… اللي هي اوضتي، وكلمة زيادة هلغي كلمة صوري اللي عمالين ترددوا فيها دي وتكون مراتي شرعاً، مش معنى إني أعمى إني أسيبكم تمشوا كل حاجة على مزاجكم، هتطلع اوضتها دلوقت تجهز شنطتي، وتبات فيها للصبح.
تسمر الجميع في أماكنهم وكأن على رؤوسهم الطير
هزت أسيل رأسها بوجل وكأن المشهد يعاد أمامها
انتبه الجميع فجأة على سقوطها مغشياً عليها
فيسقط قلب داغر معها
أسرع الجميع إليها فينتفض جسد داغر من شدة الغيرة عندما حملها حازم ليضعها على الأريكة هم داغر بالتحرك لمنعه لكن يحيى أوقفه
_اهدى يا داغر انت كدة هتشككهم فيك.
ضغط على قبضته بعنف حتى ابيضت مفاصله وهو يشاهد حازم الذي جثى على ركبتيه بجوارها يسعفها
فكانت لمساته لها تشعل النار بداخله أكثر وأكثر
وكم كان صعباً عليه ان يراها بتلك الحالة وجسدها ينتفض بهذه الحدة كما حدث من قبل
عليه أن يعرف سبباً لذلك عندما يسافرا معاً
انتهت النوبة وهدأ تشنجها
لكن قلبه لم يهدئ
سأل خليل بقلق
_نوديها المستشفى عشان نطمن؟
رفض حازم
_لأ مفيش حاجه ده بيحصلها لما بتكون تحت ضغط هي دلوقت نايمة.
_خلاص خليها هنا مينفعش تاخدها وهي بالحالة دي…تابع بمغزى… سيبها ترتاح ومتخافش عليها.
اضطر حازم للموافقة مطمئناً لوجود خليل معها يعلم بأنه لن يذهب ويتركها معه لوحدها
رمق داغر ببغض ثم تقدم منه ليقول من بين أسنانه بتهديد
_لو فكرت بس تأذيها ولا تقرب منها هتشوف مني جانب تاني خالص.
ابتسم داغر بسخرية يستفزه
_طبعاً مش أخوها.
تطلع إلى خليل يسأله
_فين الأوضة اللي هتكون فيها؟
رد خليل
_تعالى معايا.
حملها حازم وصعد خلف خليل تحت نظرات داغر التي تشتعل بلهيب لو خرج لأحرق المكان بمن فيه.
جلس على المقعد خلفه وهو يقول بغضب
_شايف.
جلس يحيى بجواره وهو يقول برتابة
_اه شايف بس شايف عمايلك اللي هتكشفك قدامهم، لازم تهدى شوية ومتبينش انك شايف حاجة لو عايز تستمر في اللي بتعمله
هي خلاص بقيت مراتك ويوم بالكتير وهتكون معها لوحدكم وهناك واجها بالحقيقة واعرف منها ليه اتخلت عنك في ظروفك دي.
هز رأسه بنفي وتحدث من بين أسنانه
_مش بالسهولة دي لازم اندمها الأول واعرفها انها غلطت لما فكرت تستغفلني وبالنسبة لعمي هيكون بينا كلام تاني بس بعد ما أصفي حسابي معها و أرجع من السفر.
لم يعجبه نية داغر في معاقبة الجميع لذا قال بحكمة
_داغر انا صاحبك واكتر واحد خايف عليك بلاش تعمل حاجة تندم عليها.
هز رأسه بنفي
_مش هندم بس هندمهم كلهم وهتشوف.
توقفَ عن الحديث عندما سمعوا صوت خطوات حازم وخليل
لم يهتم داغر بنظرات حازم له ولا يد خليل التي ربتت على حازم كأنه يتعاطف معه
بلع تلك الغصة التي ارهقت قلبه من عمه الذي ظل عمره سنداً له فيتعاطف الآن مع معذبيه
لم يكن عمه موضع شك ولن يكون، ومؤكد بأن هناك شيء جعله يوافقهم على التلاعب به وعليه ان يعرفه بأسرع وقت.
نهض يحيى قائلاً
_طيب انا ماشي عشان مسافر الصبح لو احتاجت حاجة كملني.
اومأ له داغر واستئذن يحيى من خليل وخرج.
لم يريد داغر البقاء مع عمه لذا استئذن بدوره وصعد للأعلى
دلف غرفته وقام بتبديل ملابسه ومن ثم خرج متجهاً إلى غرفتها
فتح الباب ودلف الغرفة التي حلم كثيرًا أن يدخلها وهي معه يحملها عروسًا له
كل ركن بتلك الغرفة حلم بتواجدها معه متخيلًا لحظات تجمعهم بسعادة لا توصف
ولم يتخيل للحظة ان تجمعهما كأعداء وكل منهم يخطط للآخر
ذلك الفراش الذي كان شاهداً على مدى اشتياقه لها وتمنى ان يأتي اليوم الذي يعود من الخارج فيجدها مستلقية عليه فينضم إليها وينعم ببحور عشقها
لكن الآن هي نائمة مرغمة تبغض تواجدها في مكان يجمعهم.
لم ينسى تلك الرجفة التي انتابتها فور أن اعلن عدم ذهابها
او فقدانها للوعي فور أن هددهم بأن تكون زوجته فعلاً
إذا كانت تبغضه كل ذلك البغض لما إذاً وافقت على الزواج منه؟
سؤال آخر انضاف للقائمة والتي لا يعرف متى يتلقى الإجابة عليها.
الاجابه الوحيدة التي يعرفها أنه ضعيف أمام هذه الفتاة
تنهار قوته ويهدئ جبروته عندما يراها أمامه
كيف باستطاعته الانتقام وهو بذلك الضعف
دون إرادة منه وجد قدميه تسوقه إليها وانضم للفراش بجوارها مستلقياً على جانبه يتطلع إليها بشوق لم تمحوه السنين
نعم عاشق لها مهما فعلت به
وسيظل عاشقاً مادامت به روح تنبض
تطلع إلى وجهها الذي اشتاقه كثيرًا رغم انه لم يغيب عن مخيلته لحظة واحدة.
رفع أنامله رغماً عنه يمررها على وجهها بشغف ووله
كانت عينيه تجوب ملامحها بعشق جارف يتأمل عينيها نزولًا لشفتيها التي تاق كثيرًا لشهدها
مرر ابهامه على شفتيها الرخوة يتحسسها بشوق وحنين
لما كان عليها ان تكون بذلك الغدر
لو لم تهرب منه لكانا الآن ينعمان بعشقهما وربما يكون بينهما طفلاً يزيد من ولعهما..
غلبه الشوق ووجد نفسه يميل بوجهه عليها يطبع قبلة هادئة على جبينها
وكأنه بذلك ملك الدنيا بأكملها واعلنها بكل وضوح أنه ضعيف أعزل أمام سطوة عشقها.
وضع وجهه بين ثنايا عنقها وأغمض عينيه كي ينام لأول مرة براحة واطمئنان بعد أن أصبحت زوجته.
❈-❈-❈
توقفت سيارة الاجرة أمام منزل حسين فيترجل منها وعلامات الغضب مرتسمة على وجهه
دلف إلى المنزل فيجد شاهي تترجل على الدرج وابتسامة ساخرة على وجهها
_حمد لله على السلامة.
هدر بها حسين
_ممكن افهم ايه اللي عملتيه ده؟
رفعت حاجبيها تتصنع الدهشة
_عملت ايه يا حبيبي؟
رد ساخطاً
_إزاي ادخل شركتي الأمن يمنعني ويقولي الهانم مانعة دخولك
اومات برأسها وهي تقول بتأكيد
_حصل واللي انت متعرفوش اني منعتك برضه من دخول الفيلا بس يظهر إن الأمن الأغبية مأخدوش بالهم من دخولك.
اتسعت عينيه ذهولا مما تقول وسألها
_انتِ بتقولي ايه؟
تقدمت منه بثقة عندما وجدت الأمن يدلف الفيلا وقالت بفتور
_بقول الحقيقة مش انت برضه كتبتلي كل حاجة باسمي عشان الخدامة متخدش منهم حاجة، خلاص لا انت ولا الخدامة ولا ولادك هتاخدوا منهم حاجة لإني ببساطة اخدت كل حاجة كانت لبابا وأبوك نصب على بابا وأخدهم منه
هوى بصفعة قوية على وجهها
_يا واطية….
أمسكه رجال الأمن عندما هم تكملة ما بداه فيهدر بهم حسين
_سيب دراعي يا حيوان منك له.
قال احدهم
_آسفين يا باشا بس حضرتك لازم تطلع معانا.
تطلعت إليه شاهى بسخط
_بقا بتمد ايدك عليا؟ انا هرميك في الشارع زي الكلاب.
قالت لرجال الأمن بأمر
_ارموه برة وميدخلش الفيلا لو شفتوه بيموت قدامكم.
لم يصدق حسين ما يحدث ولم يتحمل عقله كل ذلك، كيف فعل ذلك بنفسه وبأولاده وسمح لتلك المرأة ان تدمر حياتهم
إذا فما أخبره به سليم كان حقيقة واضحة وهو بعماه لم يرى ذلك
انتبه للأمن الذي يطلب منه الخروج وقبل أن يخطوا به خطوة واحدة شعر بألم حاد في قلبه واهتزت قدماه ثم سقط على الأرض بدون حراك.
❈-❈-❈
استيقظت أسيل وهي تشعر بألم حاد في رأسها
فتحت عينيها اثر ذلك الطرق على الباب جعلها تنتفض مسرعة وهي تحاول استيعاب أين هي.
تذكرت ما حدث أمس عندما غابت عن الوعي
كيف تركها حازم هنا ورحل
فتحت الباب فتجد أمامها سلوى تسألها
_عاملة ايه دلوقت يا حور.
رمشت بعينيها مرات متتالية وعقلها يستوعب ما حدث
_كويسة.. كويسة الحمد لله.
_طيب كابتن داغر مستنيكي تحت عشان ميعاد الطيارة قرب.
اتسعت عين أسيل بصدمة كيف لها أن تسافر دون ان ترى طفلها وتودعه
خرجت من الغرفة وهي تسألها
_هو فين؟
اندهشت سلوى من سؤالها
_تحت مستنيكي.
لم تستمع إليها أسيل ونزلت إليه فتجده جالساً على المقعد بأريحية تقدمت منه لتقول باندفاع
_أنا لازم أروح البيت حالاً
رد باقتضاب
_ليه؟ شنطتك والسواق جابها عايزة ايه من هناك؟
تطلعت إلى حقيبتها التي وضعت بجوار حقيبته ثم قالت بإصرار
_هسلم على دا…..(صححت قولها)على ماما قبل ما أمشي.
نهض وهو يقول بهدوء
_حقك برضه بس للأسف مفيش وقت ممكن نعدي عليها في طريقنا دا إذا أمكن.
زمت فمها بغيظ منه وخاصة عندما تابع
_يلا بسرعة لو عايزة تعدي عليها.
خرجت معه وحمل صالح الحقائب ليضعها في السيارة ثم تلى خروجهم خليل الذي أصر على أن يذهب معهم للمطار.
في السيارة
ظلت أسيل تنظر من نافذة السيارة تفكر هل أخطأت فيما اقدمت عليه؟
لكن لم يكن بوسعها فعل شيء سوى الزواج منه لأجل طفلها
فهو يستحق أن تضحي بنفسها لأجله
اخذت تفكر في تلك الأيام التي لن تستطيع رؤيته فيها ومدى صعوبتها
لكن عليها التحمل فقط لأيام كما وعدها عمه وبعد تسجيل طفلها والحصول على شهادة ميلاده حينها سينتهي كل شيء وستأخذ طفلها والهروب دون عودة
أما هو فقد كان يتطلع إليها بحرية من خلف نظارته ويرى شرودها منذ أن خرجوا من المنزل
من الذي شغل تفكيرها إلى ذلك الحد
أمر خليل السائق أن يصل بهم أولاً إلى منزلها
فهو يعلم بأنها لن تستطيع الذهاب دون ان تودع طفلها.
توقفت السيارة أمام المنزل وترجل قلب أسيل قبل جسدها كي ترى روحها والتي ستغيب عنها
أخذت تحتضنه وتقبله وتعتذر له ببكاء شديد حتى شعر الطفل بالخوف وبدأ يبكي لبكاءها
تقدمت منها أمينة بتعاطف
_كفاية يا أسيل الولد خاف.
مسحت دموعها سريعًا وقالت بابتسامة له
_معلش يا حبيبي هما يومين بس هغيبهم عنك وهرجع على طول، ووقتها مش هسيبك لحظة واحدة.
اعادته لحضنها مرة أخرى وكم صعب عليها تركه لكن لابد من ذلك
تركته بصعوبة بالغة لأمينة ثم خرجت عندما ازداد صوت أبواق السيارة تحسها على الخروج.
فخرجت لهم ونظراتها تحمل بغض وسخط لداغر الذي بادلها النظرات بأخرى متعجبه
وتساءل لما نظراتها لها دائمًا تدينه وكأنه هو من أخطأ بحقها
حتى عمه نظراته له تحمل عتاب قوي ولا يعرف لما.
منذ متى وهو يعاتبه في الخفاء، فقد كانت حياتهم معاً أكثر من عم وابن أخيه، بل كان دائما داعمه أبيه وأخيه وصديقه
ماذا فعل حتى يستحق منهم ذلك.
لما تكالبوا عليه وكأنه مجرم والكل يعاقبه
تطلع إليها عندما جلست بجواره وقد ارتدت نظارة سوداء مثله كي تخفي بها دموعها.
لما تلك الدموع؟
ظل يتساءل حتى وصلوا لوجهتهم
وقفت السيارة أمام المطار وترجلوا جميعاً إلا من داغر الذي ظل مكانه
سأله خليل
_ايه يا داغر منزلتش ليه.
تطلع داغر إليها وهي تقف بعيدًا تنتظر خروجهم فقال لعمه
_المفروض إني واحد أعمى والمفروض برضه إن مراته تقوم بدورها وتسانده.
علم خليل ما يود داغر الوصول له فتقدم من أسيل قائلاً
_تعالي يا أسيل خلي اليوم ده يعدي على خير.
عقدت حاجبيها بعدم فهم
_آجي فين؟
تنهد بتعب
_عايزك تكوني جانبه.
قبل ان تعترض منعها خليل
_اسمعي كلامه بس لحد ما توصلوا وهناك اعملي اللي انتِ عايزه.
اومأت له وتقدمت من داغر وهي تتمتم بجمود
_اتفضل انزل.
رد داغر دون النظر إليها
_ المفروض أن المكان مش محفوظ بالنسبة لواحد أعمى فطبيعي إن مراته تاخد بإيده وتساعده ولا أيه؟
زمت فمها باستياء وأرادت ان تتركه وترحل وتضرب بتعقلها عرض الحائط لكنها احجمت تلك الرغبة ثم مدت يدها إليه وحينها ظهرت ابتسامة ماكرة على فمه ومد يده إلى يدها الرخوة يحتويها بتملك وحب.
أما هي فقد اهتز جسدها برهبة وهي تنظر ليده التي لاقت منها قسوة لن تنساها على مر السنين
سارت بجواره ترشده للطريق كي تنسى مداهمة تلك الذكريات لها
أما هو فقد كان بعالم آخر وتلامس ايديهم اشعلت النار بداخله وأحيت بداخله مشاعر ظن يوماً أنها لم يعد لها وجود
كان يشعر بارتجافتها فظن أنها محرجة منه
إذا كان ذلك سيعمل بكل الطريق كي يمحيه وألا يجعل له وجود
من قال ان زواجهم سيظل صورياً
واهم من ظن ذلك، لكن سيشفي غليله منها ثم يطبع ملكيته عليها
لن ترحل بتلك السهولة التي ظنتها بل هي ملكه ولن تكون لغيره
وخطأها في حقه سيحاسبها عليه حتى ترضخ له ولعشقه حينها فقط سيدخلها دنيته من جديد.
وقف خليل يتطلع إلى الطائرة التي انطلقت فتنهد بتعب قائلاً
_اديني جمعتك بها ياريت بقا تصلح غلطك وتتأسف على اللي عملته
عاد إلى السيارة وقال لصالح
_اطلع بينا على القاهرة.
يتبع...
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق