رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الاربعون 40بقلم : الشيماء محمد احمد
رواية عاصفة الهوى (الجزء الثالث من جانا الهوى) الفصل الاربعون 40بقلم : الشيماء محمد احمد
عاصفة الهوى (٤٠)
بقلم / الشيماء محمد أحمد
#شيمووو
همس فضلت في الجامعة محاضرة كمان بعد ما طلبت من نصر يمشي بس مقدرتش تركز في أي حرف وأي كلمة، حتى هالة حاولت تخرجها من حالتها دي الا انها فشلت. خرجت من المحاضرة فهالة بتشدها: "تعالي نجيب أي ساندوتش نفطر بيه يلا؟"
همس اعتذرت منها: "أنا ماليش نفس، أشوفك بعدين."
هالة باستغراب: "مش هتحضري السيكشن؟"
همس بتفكير: "هتمشى شوية وهاجي على السيكشن احجزيلي مكان باي."
مشيت واتصلت بسيف تاني بس المرادي ردت عليها عواطف بلغتها إنه في الحمام وقفلت معاها. عيطت لان عمرها ما تخيلت انه يتعب بالشكل ده وافتكرت تعبها قبل الفرح بس الفرق انه هو مسبهاش لحظة وفي نفس الوقت مش عايزها تفضل جنبه وبيفضل يبعدها طول الوقت عنه. هل ممكن يكون خايف نظرتها له تتغير؟ نفضت دماغها سيف شخصيته قوية مش شوية تعب هيهزوه، ولا فعلًا التعب ده هزه؟
افتكرت كلام حسن المرشدي كله ومرة واحدة خرجت بره الجامعة وقفت أول تاكسي في وشها وطلبت منه يطلع بيها على مستشفى ٥٧٣٥٧. نزلت قدامها وهي معندهاش ادنى فكرة ممكن تعمل ايه؟
دخلت كان في زحمة وناس كتير وهي حست انها تايهة، راحت للاستقبال: "لو سمحتِ لو عايزة اتبرع اعمل ايه؟"
الموظفة بصتلها وبصت للكتب في ايديها: "هاتي اللي هتتبرعي بيه."
همس كشرت: "عايزة حد مسؤول لو سمحتي اتكلم معاه، هاتيلي مدير المستشفى."
البنت ضحكت: "مدير المستشفى مرة واحدة، بقولك ايه هتتبرعي - شاورت قدامها - صندوق التبرعات هناك اهو بس ما تضيعيش وقتي ووقتك ولا روحي شوفي محاضراتك اللي هربانة منهم."
همس كانت هتزعق فيها بس البنت جالها تليفون وردت عليه فهي وقفت تنتظرها وتبص للوشوش حواليها.
لفت انتباهها واحد بيجري ورى دكتور وقفه: "لو سمحت يا دكتور شوف أي حل تاني، أنا مش مستعد اخسر مراتي، أنا عندي بنتين صغيرين ومحتاجها معايا نربيهم."
الدكتور بأسف: "السرطان رجع تاني أنا اسف معنديش حلول وهي مش هتتحمل الكيماوي تاني لازم تدخل عمليات."
الراجل زعق: "أنا معدش عندي حاجة تانية ابيعها لا أنا ولا اهلي وانت بتقول تكلفة العملية ١٠٠ ألف اجيبهم منين؟ اجيب منين مبلغ زي ده؟"
الدكتور رفع ايديه: "لو عندي حل هقوله لحضرتك بس أنا اسف، أنا متنازل عن اجري في العملية ده اللي اقدر عليه لكن دي مصاريف المستشفى والعمليات فصدقني معنديش حلول."
قبل ما الراجل يتكلم همس قربت منهم: "أنا هدفع تكاليف العملية."
الاتنين بصولها بذهول والدكتور بص للكتب اللي في ايديها لان شكلها واضح انها مجرد طالبة مش اكتر فعلق: "هتدفعي ١٠٠ ألف له؟ انتِ؟"
همس زعقت: "فيها ايه؟ انتو ليه بتحكموا على الانسان بمظهره؟ هل لمجرد اني طالبة يبقى مش معايا فلوس؟ ولا بتحكموا بناءًا على ايه؟"
الموظفة سمعت همس وتابعتها وهي مستغربة تصرفها.
همس كملت بهدوء: "قولي يا دكتور ادفع فين الفلوس ودخل مراته العمليات حالًا لو ينفع؟"
الدكتور لوهلة مش مستوعب والراجل بص لهمس وكأن طاقة القدر اتفتحله: "حضرتك هتدفعي ال ١٠٠ الف كاملين؟ انا ممكن اكتب لحضرتك وصولات أمانة أو امضيلك..."
قاطعته همس: "مش عايزة أي حاجة غير إنك تدعي لجوزي يقوم بالسلامة بس - بصت للدكتور - ادفع فين؟"
الدكتور تخطى دهشته واخد همس وبدأ في اجراءات الدفع والراجل طول الوقت ماشي وراهم مذهول بس في نفس الوقت بيشكر ربنا انه وقف جنبه وبيدعي مراته تقوم بالسلامة وجوز همس يقوم هو كمان بالسلامة.
همس عطت الموظف الفيزا يسحب منها المبلغ المطلوب وهنا موبيلها رن بس كنسلت عليه أكيد بيتصل لما عواطف بلغته باتصالها ولما تخرج هتكلمه.
همس قفلت الصوت في موبيلها لان الدكتور والراجل وعيلته كلها بيشكروها والفرحة اللي شيفاها في عنيهم حست ان ملهاش تمن، قررت تسحب مبلغ تاني صغير تخليه مع الراجل يصرف منه على بناته ولحظها كان في مدخل المستشفى كذا ماكينة للصرف لكذا بنك، فهي سحبت الفلوس وطلعت للراجل حطتهم في ايده مكنش عارف ازاي يشكرها، أخدها أوضة مراته كانت ضعيفة نايمة في السرير وجنبها بنتين صغيرين تقريبا واحدة ٣ سنين وواحدة ٥ سنين، الراجل بص لمراته: "شوفتي يا نجاة دي الملاك اللي ربنا بعته لعيلتنا."
همس اتحرجت وحاولت تهزر: "اسمي همس وأنا حد عادي جدًا على فكرة ربنا يقومك بالسلامة."
نجاة بتشكرها وعرفتها على بناتها الاتنين تقى وچنى وبعدها بصتلهم وكتبت رقمها في ورقة حطتها بايد نجاة: "ده رقمي عيزاكي تكلميني بنفسك بعد ما تخرجي من العمليات وتطمنيني عليكي وهجيب جوزي ونيجي نزورك أنا وهو بس ادعوله ربنا يقومه بالسلامة وما يحتاجش للعملية."
نجاة دموعها نزلت: "ربنا يقومه بالسلامة ويشفيه من عنده بس هو حالته ايه؟"
همس مسحت دمعة نزلت: "كان اتعرض لحادثة وعملتله زي نزيف في المخ وعمله شوية مشاكل دلوقتي المفروض بياخد علاج لو مجبش نتيجة هيعمل عملية صعبة في مخه والمشكلة ان العلاج الدكتور قال انه تأثيره زي الكيماوي بيعمل نفس التعب والترجيع والارهاق."
نجاة دموعها نازلة: "ألعن علاج ربنا ما يكتبه على حد الكيماوي ده، ربنا هيشفيه ويعافيه وهتيجي تطمنينا عليه."
خرجت من عندهم طلعت موبيلها علشان تكلم سيف تحكيله اللي حصل بس اتصدمت من عدد المكالمات وبعدها وصلتها رسالة منه: "همس لو مرديتيش حالًا هوقف الفيزا وهبلغ البوليس انك اتخطفتي ولا معرفش جرالك ايه؟"
اتصلت بسرعة بسيف اللي رد عليها برعب: "همس؟"
استغربت لهجته: "ايوه يا سيف أنا كويسة في ايه لكل ده وبوليس ايه واتخطفت ليه؟"
سيف مستغرب هدوءها: "همس بطاقة الفيزا بتاعتك فين؟"
همس زيه مستغربة: "معايا بتسأل ليه؟"
سيف بيحاول يفضل هادي: "انتي سحبتي منها ١٢٠ ألف؟"
همس ابتسمت: "اه يا حبيبي سحبتهم بص يا سيف أنا جاية على البيت وأول ما أوصل هحكيلك بالتفصيل يلا باي التاكسي وقف باي حبيبي."
قفلت وهو عنده حالة ذهول تام وبص لأبوه: "همس كويسة وهي اللي سحبت الفلوس فعلًا وجاية على البيت."
عز بارتياح: "قلبي كان هيقف من الرعب عليها الحمدلله انها بخير، بما اننا اطمنا عليها هسيبكم وأنزل الشركة، يلا
سلوى بصت لجوزها باستغراب وتابعته لحد ما قفل الباب وراه. بعدها بصت لابنها: "سحبت المبلغ ده في ايه؟ وانت ازاي تسمحلها تسحب مبلغ زي ده بدون حتى ما تعرفك، يعني مش تاخد اذنك وده فرض عليها، تعرفك من باب العلم بالشيء؟ أنا اللي هو أنا في السن ده لو هشتري فستان وتمنه غالي شوية بتصل أعرف أبوك، لحد لحظتنا دي قبل ما أعمل أي عملية تحتاج مبلغ ولو عشرة فقط ببلغه لان ده احترام له، حتى لو فلوسي برضه بعرفه قبل ما أصرف مبلغ كبير، مراتك للاسف فهمت دلعك غلط ومع الوقت هتبطل تحترمك."
سيف اتكلم بنرفزة : "انتِ بتتكلمي في ايه؟ في داهية الفلوس وبعدين همس."
قاطعته بصوت عالي : "في داهية ألف مرة مش بتكلم في الفلوس يا فصيح، بتكلم في قلة احترامها، انها تسحب مبلغ زي ده بدون ما ترجعلك وتكنسل عليك مرة واثنين وعشرة وبعدها تقولك لما آجي احكيلك؟ هي الأدوار اتعكست ولا ايه؟ لما أرجع أحكيلك دي جملة الرجالة بتقولها علشان تخلص من زن مرتاتها، انت ازاي هادي كده؟"
سيف زعق: "انتِ عيزاني أعمل ايه؟ هاه؟ مش هفضل هادي اهو أعمل ايه بقى؟"
سكتوا الاتنين وهي علقت بعدها: "كل المطلوب مع الحب والدلع شوية حزم بس شوية حزم تعرف اللي ليها واللي عليها، الحياة مش دلع وحب في واجبات وفي صح وفي غلط فسيادتك مطلوب منك تعرفها الصح والغلط والمفروض عليها ايه والمتوقع منها ايه مش سايبها كده وتقولي دراستها أهم وكليتها و و و ومهتم بكل حاجة الا كون انها زوجة وعليها مسؤوليات."
سيف بص لأمه وبيتكلم من بين أسنانه بالعافية: "ممكن لو سمحتي تسكتي دلوقتي؟ اذا سمحتي اسكتي."
التاكسي وصّل همس لقدام الڤيلا فطلبت منه يدخل جوه، بصلها وراه: "يا استاذة ما ينفعش ادخل وبعدين البوابة مقفولة."
همس بصت ناحية البوابة: "زمر وهيفتحوها."
السواق بصلها بتهكم: "واي حد يزمر بيفتحوا؟"
همس: "يا عم زمر انت بس."
السواق استسلم وزمر ولحظات وبصله حد من فتحة في البوابة: "دي فيلا خاصة ممنوع تقف قدامها."
السواق بص لهمس فهي فتحت شباكها: "افتح يا عم سيد الباب معلش."
سيد أول ما شافها فتح البوابة بسرعة ورحب بيها: "معلش يا هانم مخدتش بالي من حضرتك اتفضلي اتفضلي."
همس بصت للسواق: "ينفع تدخلني لجوه بقى؟"
السواق اتحرك بسرعة لحد ما شاورتله يقف ويدوب نزلت نصر قرب منها بسرعة: "حضرتك قلقتينا عليكي يا هانم والباشمهندس قالب الدنيا عليكي."
همس بصتله: "معلش يا نصر روحت مشوار - بصت للسواق - حضرتك عايز كام لو سمحت؟"
السواق بحرج: "اللي تجيبه يا هانم وتقدريه أنا تحت أمرك."
همس بحيرة: "أنا معرفش مشوار زي ده يكلف ايه أصلًا، قول انت عايز كام؟"
السواق فضل مصر اللي تجيبه فهمس بصت لنصر: "نصر هو جابني من عند مستشفى ٥٧؟"
نصر ابتسم: "اتفضلي حضرتك وأنا هحاسبه وهراضيه ما تقلقيش حضرتك."
همس ابتسمت بعرفان: "راضيه كتير علشان سيف."
سابتهم ودخلت ونصر حاسب السواق ومشاه مبسوط زي ما همس طلبت منه.
همس دخلت متحمسة تحكي لسيف عن أحداث يومها، كان قاعد في انتظارها وبمجرد ما دخلت وقف فهي ابتسمت: "انت أحسن صح؟ معنى إنك قاعد هنا إنك أحسن؟ طمني عليك؟"
بصلها مستغرب برودها اللي بتتكلم بيه وهو في نار جواه: "انتِ ازاي تكنسلي عليا مرة واتنين وبعدها ما ترديش كل ده؟"
همس استغربت الطريقة اللي بيتكلم بيها لأنه أول مرة يتكلم كده: "أنا كنت هتصل بس كنت..."
قاطعها: "وازاي تسحبي مبلغ زي ده بدون ما تستأذنيني الأول وتعرفيني هتعملي بيه ايه وتشوفي إن كنت هوافق ولا لأ؟"
همس تراجعت خطوة لأن ده كان آخر شيء ممكن تتوقعه من سيف إنه يتكلم معاها في فلوس.
سيف انتظر اجابة منها بس هي بصاله ومش عارفة تتكلم فهو زعق: "صرفتي مبلغ زي ده في ايه؟ وكنسلتي عليا ليه؟"
همس اتنفضت من صوته العالي ودموعها نزلت وكل اللي نطقته: "انت عرفت منين؟"
بصلها مصدوم من سؤالها وضحك بتهكم: "عرفت منين؟ ده اللي هامك عرفت منين؟ اجاوبك، الفيزا اللي معاكي بتاعتي لو حضرتك ناسية خليتها معاكي للطوارئ وأي مليم بيتسحب منها بتيجي رسالة على موبيلي، كده جاوبتك يا هانم؟ دلوقتي دورك سحبتي الفلوس دي في ايه؟ مش شايف في اديكي حاجة ممكن تكوني اشتريتيها ب ١٢٠ ألف."
همس بصت للأرض وغمضت عنيها، مش قادرة تتخيل أو تستوعب إنه بيستجوبها بجد، كانت متخيلة إن الفيزا... متخيلة ايه؟ إنهم واحد بجد؟ إن مفيش فرق بينهم؟ إن فلوسه هي فلوسها؟ الظاهر انها موهومة، هو يصرف آه دي فلوسه لكن هي تستأذن قبل ما تصرف مليم من فلوسه.
انتبهت على صوت حماتها قربت منها: "٣٥ سنة متجوزة وعمري ما عملتها إنّي أصرف حتى مجرد ربع المبلغ ده بدون ما استأذن عز، احترامًا له أو تقدير أو يمكن معنديش الجرأة اعملها بدون اذنه، ده حتى بفلوسي الخاصة مبعملهاش بدون اذنه وانتِ يا اللي جاية امبارح جاتلك الجرأة تصرفي كل ده بدون إذن؟ لا ويتصل بيكي تكنسلي عليه، يا جبروتك وقدرتك."
همس رفعت راسها بصتلها من بين دموعها: "لما اداني الفيزا قالي براحتي فكنت فكراها..."
قاطعتها سلوى: "فكراها ايه؟ فلوسك؟ ولا فكراها سايبة؟ ولا ما صدقتي...."
قاطعها سيف بصرامة: "امي لو سمحتي ما تدخليش - جت تنطق بس بصلها - ما تدخليش."
سلوى بنرفزة: "هسكت يا سيف تعامل سيادتك."
سيف بص لهمس: "منتظر اجابة يا همس، صرفتي المبلغ ده في ايه؟"
همس فتحت شنطتها وطلعت الفيزا حطتها قدامه على تربيزة الانتريه وبكل هدوء: "أنا آسفة اني تعاملت بدون ما استأذنك ده مش هيتكرر تاني والفلوس اللي سحبتها هرجعها بعد اذنك."
جت تطلع بس مسك دراعها بعنف: "صرفتي الفلوس في ايه ده سؤالي؟ ولا طلبت الفيزا ولا طلبت الفلوس سألتك سؤال ردي عليه."
همس شدت دراعها منه بعنف وبصتله بنظرة عمره ما هينساها لأنها مقهورة منه: "اتبرعت بيها وبعدين اللي صرفته هرجعهولك غير كده ما يخصكش بعد اذنك."
سيف زعق: "همس اقفي هنا كلميني."
همس مكملة طريقها لأوضتها وسمعت سلوى بتكلم ابنها: "قولتلك وما سمعتش كلامي، سيادتها مش بتحترمك ولا بتقدرك قال اتبرعت بيها قال ."
همس جريت لأوضتها علشان ما تسمعش أكتر من كده وسيف طلع وراها، همس قفلت الباب وراها بس لحظة وفتحه ودخل: "قسمًا بالله يا همس إن ما وقفتي واتكلمتي عدل معايا."
همس بصتله: "بدون حلفان يا سيف لاني مش هتكلم ومش هقف، الفلوس اللي سحبتها هرجعها وخلص الكلام لهنا."
داخلة للدريسنج بس شدها من دراعها: "انتِ متخيلة اني بتكلم في الفلوس؟ الفلوس ما تعنيش أي حاجة ليا، بتكلم إنك اخدتي قرار ونفذتيه بدون ما تعرفيني بدون ما تلجئيلي، اتصرفتي من دماغك وبتصل بيكي بتكنسلي عليا، انتِ متخيلة أول ما الرسالة دي وصلتني فكرت في إيه؟ وبعدها بتكنسلي عليا؟"
همس قفلت عقلها وبتمسح دموعها كل شوية ومش سامعة ولا حرف منه ولا عايزة تسمع كلمة. انتظرته يسكت وبصتله: "خلصت كلامك؟ أنا هدخل أغير هدومي."
سابته ودخلت تغير وهو وقف مكانه هيتجنن منها ومن تصرفها وتحديها.
خرجت كانت لابسه تيشرت وجينز وبتحط حاجتها في شنطة ايدها فهو علق: "سيادتك رايحة فين كده؟"
همس بتمسح دموعها: "رايحة عند نادر و..."
قاطعها بعصبية: "مش هتخرجي، هو كل يوم والثاني هتروحي عند حد من اخواتك؟ مرة هند ومرة نادر ولا ايه؟ ولا كل مشكلة هتجري تستخبي عند حد فيهم؟"
بصتله وهي بتمسح دموعها: "مش هجري ومش هستخبى ساعتين وهرجع، ملك كلمتني عيزاني انزل معاها علشان تجيب فستان الحنة واتحرجت أرفض لأنها أول مرة تطلب مني حاجة."
سيف بصلها كتير ومرة واحدة طلع موبيله وبصلها: "يعني لو اتصلت بملك دلوقتي هتقولي إنكم خارجين مع بعض؟"
همس دموعها نزلت كتير وبصت للأرض: "اتصل."
سيف بالفعل اتصل بملك وبعد سلامه عليها سألها: "هو لازم تنزلوا النهاردة انتي وهمس تشتروا فستان الحنة يا ملك؟ ما ينفعش يتأجل المشوار ده لبكرة او بعده؟"
ملك ردت على طول: "لا معلش يا سيف ورايا ألف حاجة وسوري لو ما عرفتكش انت الأول، هي جهزت اعدي عليها دلوقتي؟"
سيف بص لهمس: "خدي هي هتكلمك."
همس مسحت دموعها واتكلمت بصوت واضح انها بتعيط: "جاهزة يا ملك في انتظارك."
ملك مستغربة صوتها: "خمس دقايق بالظبط وهكون عندك أو أقل أنا كنت مروحة اصلًا للبيت فقريبة منك انزلي يلا عقبال ما اوصل."
قفلت وناولته الموبيل وبتاخد شنطتها فهو وقفها: "اهربي دلوقتي ولما ترجعي لينا كلام تاني واقفلي حوار ترجعي الفلوس ده تمامًا، هسيبك تهدي دلوقتي."
سابته ونزلت وسلوى أول ما شافتها: "سيادتك رايحة فين كده؟"
سيف من فوق: "سيبيها يا ماما."
تابعها بعنيه وهي بتخرج من باب الڤيلا ومن جواه واثق ان ملك ما هي الا فكرة ضربت في دماغها ولما اتصل بملك وضحلها المكان اللي همس قالته لانه كان ممكن ببساطة يسألها هيروحوا فين بس محبش يحرج ملك ولا همس نفسها وهيديها فرصة تهدى علشان يعرف يتكلم معاها ويفهم منها اتصرفت كده ازاي ويفهمها اعتراضه خوف عليها مش اهتمام بالفلوس، همس كملت طريقها وطلعت ودقيقة وعربية ملك وصلت ركبت فيها واتحركت بيها بسرعة.
سيف قبل ما سلوى تتكلم دخل أوضته وقفل على نفسه.
همس ركبت عربية ملك واتفتحت في العياط وملك مهما تحاول تهديها أو تسكتها مش بتسكت لحد ما بعدت عن البيت تمامًا بعدها وقفت وبصت لهمس: "وبعدين هتفضلي تعيطي كده كتير؟ فهميني طيب مالك؟"
همس بتمسح دموعها: "مفيش، شديت أنا وسيف مش أكتر."
ملك مش عارفة تقولها ايه بس طبطبت عليها: "حبيبتي اهدي طيب، تعالي نشرب أي حاجة في كافيه قدامنا تعالي نقعد ونهدى شوية."
همس نزلت معاها وكل اللي بتفكر فيه ازاي ترجع الفلوس لسيف، تكلم هند وتاخدهم من بدر؟ ولا تكلم نادر نفسه اخوها؟ بس نادر داخل على مصاريف فرح وممكن يكون مش معاه أو تعمله ازمة لو اخدت منه مبلغ زي ده؟ تكلم أبوها وأكيد هيتصرف؟
انتبهت على صوت ملك: "يا بنتي طيب فضفضي معايا بدال العياط الصامت ده، مش يمكن تلاقي عندي نصيحة تنفعك ولا حل لمشكلتك؟"
همس ابتسمت من بين دموعها وبتريقة: "الاقي عندك ١٢٠ ألف جنيه؟ ده حل مشكلتي."
ملك باستغراب: "دي مشكلتك؟ بتتكلمي بجد؟ لو دي مشكلتك فأيوه معايا وسهل جدًا كمان بس كده، هقوم اسحبلك..."
همس بصتلها باستغراب: "ملك أنا بس..."
قاطعتها ملك: "المشكلة إنّ أقصى حاجة ممكن أسحبها من ال ATM تقريباً ٣٠ ألف بس أنا معايا كذا فيزا وكذا حساب هقدر أسحبلك لحظة اصبري."
همس مسكت دراعها منعتها تتحرك: "ملك اهدي أنا بس كنت بفضفض معاكي مش أكتر."
ملك قعدت قصادها: "يعني ايه؟ فهميني طيب - انتظرتها تتكلم بس لما صمتها طال علقت - اعتبريني زي هند ولا رأيك فيا زي والدتك و..."
قاطعتها همس بسرعة: "بعتبرك زي هند وربنا يعلم أنا بس مش حابة اتكلم مش أكتر، أو مصدومة، أو يمكن مش مستوعبة اللي حصل - اتنهدت ودمعة نزلت مسحتها - مش قادرة اصدق رد فعل سيف."
ملك مسكت ايدها: "ينفع تحكيلي؟ وثقي إنّ أي كلمة هتقوليها هتفضل بيني وبينك لو مش حابة إنّ حد يعرف أو نادر يعرف، اعتبريني مجرد دردشة بينك وبين نفسك هسمعك وبس ولو عندي رأي هقولهولك."
همس بعد تردد حكتلها كل اللي حصل من أول تعب سيف لحد ما سيف كلمها في الموبيل. بعدها بصتلها: "انتِ صح ازاي قولتيله إنك هتعدي عليا؟ وازاي فهمتي؟"
ملك ابتسمت: "سيف مش هيكلمني ويقولي لازم انتِ تخرجي معايا الا لو كنتِ فعلاً قولتيله، ولو انتِ قولتيله فأنا مش هتأخر عليكي."
همس شكرتها وسكتت، ملك قربت منها: "همس الفلوس أمرها سهل جدًا بس اعتقد إنّ سيف مش مهتم بالفلوس نفسها هو ممكن يكون اتخض عليكي انتِ."
همس بصتلها: "يسألني طيب؟ يكلمني، لكن هو بس زعق واتهم ووقف يحاسبني هو وطنط ، انتِ ما سمعتيهاش بتتكلم ازاي؟ هي على طول بتحسسني اني أقل منهم، جاية من طبقة مختلفة ولازم اتعلم ولازم ألبس بأسلوبها واتكلم بطريقتها واتعامل زيها علشان أليق بعيلة الصياد، المرادي بتقولي أنا نفسي بستأذن تطلعي مين أنتِ علشان تتصرفي من دماغك، أنا لازم ارجع الفلوس لسيف لاني فعلاً اخدتها بدون إذنه، بس افتكرتهم بتوعي أو هو قالي الفيزا معاكي واتصرفي براحتك واسحبي منها براحتك لكن عمري ما تخيلت أبدًا إنه مجرد كلام وهيحاسبني، بابا عمره ما حاسبني وقالي صرفتي فلوسك في ايه ولا عملتي ايه بيهم، دايمًا عنده ثقة فيا لكن سيف ثقته فيا معدومة، في كل حاجة ثقته معدومة."
ملك بتحاول تهديها: "حبيبتي لو سيف ثقته معدومة مكنش اتجوزك وحملك اسمه يا همس، اوعي في لحظة غضب منه تنسي هو حارب علشانك قد ايه؟"
همس اخدت نفس طويل زفرته بضيق: "ساعات بحس إنّ حبنا ده شو أو مجرد تمثيلية ضحكنا بيها على نفسنا، لما بيقف قصادي ويزعقلي ولا يتجنن عليا مش بقدر أشوف حبه ده، بيكون قاسي أوي وصعب أوي."
ملك ربتت على كتفها: "برضه هقولك ما تظلميهوش، انتِ غلطتي إنك اتصرفتي بدون ما ترجعيله وهو غلط إنه اتنرفز عليكي الغلط مشترك بينكم، فاهدي وبعدها روحي واقعدي معاه اتكلموا ومن جهة الفلوس سهلة زي ما قولتلك."
همس نفضت دماغها: "أنا مش هقدر اخد منك فلوس."
ملك باستغراب: "ليه؟ مش لسه بتقولي إنّي زي هند؟ ولا الكلام سهل والتنفيذ مفيش؟"
همس: "يا ملك لأ بس..."
ملك وقفت: "مفيش بس هسحبلك على قد ما أقدر ويا ستي بعدين هاخدهم من اخوكي ولا منك عادي يعني، بس قوليلي عملتي ايه بالفلوس دي كلها؟"
همس اخدت نفس طويل: "اتبرعت بيها."
ملك بصالها منتظرة باقي الكلام فهمس استغربت: "بتبصيلي كده ليه؟ اتبرعت بيها."
ملك بذهول: "بتتكلمي بجد؟ فكراكي بتتريقي."
همس علقت بغيظ: "هو ليه كل ما أقول لحد كده يفترض اني بتريق؟ حتى سيف لما قولتله اتبرعت بيها افتكرني بغيظه أو بستظرف."
ملك ضحكت: "يمكن لان الطريقة اللي بتتكلمي بيها بتدي الانطباع ده، اللي هو اتبرعت بيها ولعت فيها محدش له فيه، ده الانطباع اللي وصلني."
همس كشرت اكتر: "يوووه ماهو ده اللي حصل."
ملك حست بيها وبحزنها: "طيب ناوية تعملي ايه دلوقتي؟ تيجي معايا البيت يلا؟ ولا..."
قاطعتها همس: "لا هرجع البيت بس بعد ما اهدى شوية علشان أعرف اتعامل مع اللي في البيت لاني حاليًا مش طايقة حد فيهم."
ملك باهتمام: "هو سيف صحته ايه دلوقتي؟ احسن؟"
همس اتنهدت بارهاق: "لا مش احسن بالعكس تعبان وصعب عليا اسيبه كده بس هو بيبعدني عنه بكل طريقة ممكنة، روحي ذاكري، روحي اعملي الشيت، روحي الكلية، مش قادرة افهمه أصلًا، وانا تعبانة لو كنت أطول اربطه جنبي في السرير كنت هربطه لكن هو بيبعدني عنه بكل الطرق."
ملك ابتسمت وقربت منها: "حبيبتي هو راجل فتصرفه طبيعي جدًا."
همس باستغراب: "يعني ايه طبيعي؟ وايه راجل دي؟"
ملك وضحتلها: "الست يعني ضعف يعني احتياج يعني طبيعي جدًا وانتي تعبانة عيزاه ياخدك في حضنه وبس وده في حد ذاته راحة ليكي لكن العكس لأ يا همس."
عارضت بغيظ: "ليه العكس لأ؟ مش بيحبني زي ما بحبه؟"
ملك بهدوء: "خرجي الحب بره المعادلة، هو تعبان مش قادر مرهق، مش عارف يكون معاكي بالطريقة اللي متعود عليها فبالتالي مش عايزك جنبه طول الوقت شايفة تعبه ده، الراجل غير الست يا همس، الراجل المفروض القوي، وما تعارضيش لان ده تفكير ذكوري بحت بس ده تفكيرهم وده تركيبهم بيحبوا يحسوا بالقوة والسيطرة فهو تعبان فاقد السيطرة ومش حابب انك تشوفيه وقت ضعفه ده، فبالتالي بيحاول يبعدك بأسلوب شيك فانتي حاولي تقدري احساسه وظروفه دي واتعودي تحطيله اعذار، المهم هقوم اسحبلك الفلوس."
مسكت ايدها تمنعها بس ملك بصتلها: "همس أنا مقدرة احساسك وحتة انك عايزة ترجعيله الفلوس وصدقيني سيف مش ده تفكيره وهيتجنن من الحركة دي وهيرجع الفلوس دي ليا ولا يمكن يقبلها فانتي قلقانه من ايه؟ هديهملك النهاردة وهو هيرجعهم بكرة، أنا مش بعمل حاجة كبيرة على فكرة انتِ لو فكرتي بعقلك هتعرفي إنّ الموضوع بسيط يا قلبي، انتظريني لحظة."
سابتها وهمس قاعدة في حرب في دماغها مش عارفة تفكر بس كلام سيف وسلوى بيتردد جواها ووقوفهم في وشها بالشكل ده فموضوع منتهي انها ترجع الفلوس لهم، موبيلها رن كان ابوها ردت عليه، سلم عليها وقالها انهم جايين علشان ابو ملك كلمه وهيحددوا ميعاد الفرح، امها جنبه سلمت عليها وحسوا انها متضايقه فخاطر سألها: "مالك يا همس صوتك مخنوق ليه؟"
همس مترددة ومش عارفة تعمل ايه ولا تقول ايه؟
فاتن بقلق: "يا بت انطقي في ايه مالك؟"
همس ردت: "بابا أنا هبعتلك رقم حساب لو معاك فلوس تحولي ينفع؟"
خاطر بص لمراته باستغراب ورد: "ينفع قوليلي عايزة كام وابعتهملك يا بنتي."
همس بتردد: "عايزة ١٢٠ ألف معاك يا بابا؟"
فاتن ردت باستغراب : "وجوزك مش معاه مبلغ زي ده ولا بتعملي ايه من وراه يا همس؟"
همس ردت باندفاع وبصوت مهزوز من العياط: "مش عايزة اخد منه، معاكم مبلغ زي ده ولا مش معاكم؟ أنا اصلًا هاخده من ملك بس قولت لو معاكم انتو تحولوه لها."
فاتن باستنكار : "ملك؟ ملك تاخدي منها ليه؟ كانت من بقية اهلك؟ ولا..."
قاطعتها همس بغيظ: "مرات اخويا وهي اللي عرضت وراحت دلوقتي تسحب الفلوس لانها معايا في الموقف مش أكتر ونادر ما يعرفش حاجة أصلًا."
فاتن بتهكم: "وهي هتديهملك كده علشان سواد عنيكي ولا..."
قاطعتها همس بغيظ: "على فكرة ملك انسانة كويسة جدًا بس انتي اللي قفلتي مخك عليها ورافضة حتى تديها فرصة تعرفيها، ملك ما اترددتش لحظة تجيلي بالرغم من انها مكنتش تعرف أصلًا اني زعلانة من سيف وهي اللي جت في بالي اقول لسيف اني خارجة معاها وهو مصدقينش وراح مكلمها وبيقولها همس فقالتله من غير ماتعرف انا في الطريق مع انها ما تعرفش حاجة أصلًا وفي دقيقتين كانت عندي اخدتني ومن غير ما تعرف انا عايزة الفلوس ليه ولا زعلانة في ايه راحت تسحبهم، ملك جدعة وبس."
قاطعها صوت ملك اللي وصلت: "الحمدلله عرفت اسحب المبلغ كله اتفضلي يا ستي واطمني."
خاطر اتكلم: "همس ابعتيلي حسابها وهحولها الفلوس دلوقتي يا بنتي."
همس ردت: "حاضر يا بابا سلام دلوقتي وهكلمك تاني."
ملك بصتلها باستغراب: "اوعي تكوني دخلتي أبوكي في زعلك مع سيف؟"
همس: "وفيها ايه؟ وبعدين..."
قاطعتها ملك وهي بتقعد قصادها: "يا حبيبتي بتكبري الموضوع ليه كده؟ همس الموضوع كان هيخلص بيني وبينك وبين سيف لما يوضح سوء التفاهم بينكم لاني واثقة إنه مجرد سوء تفاهم انتِ كده كبرتيه أوي."
همس رفعت اكتافها وربعت ايديها: "خليه يكبر، هو حر خليه يتخانق مع ابويا."
ملك باستسلام: "حرام عليكي بجد، سيف بيحبك وكتر المشاكل وتدخل الأهل بيكبر كل حاجة."
همس بإصرار : "هاتي رقم حسابك لو سمحتي ابعته لبابا علشان يحولك الفلوس دي."
بعد مناقشات كتير ومهاترات كتير وخاطر كلم ملك ياخد منها الحساب اضطرت توافق.
همس بتفكر في رد فعل سيف واتوترت وحست ان الموضوع كبر لدرجة مخيفة وبتحاول تتخيل رد فعله ايه بس هو اللي بدأ ويتحمل، فضلت مع ملك كذا ساعة وملك قدرت تغير مودها شوية أو ده الظاهر فقط.
روحت البيت كان الكل قاعد عز وسيف معاه وسلوى وحتى آية قاعدة معاهم وتقريبًا بيتكلموا في أمور تخص الشركة لان سلوى واخدة جنب شوية منهم، الكل انتبه بدخولها وعز أول حد رحب بيها: "ازيك يا همس، يارب يكون نادر حدد ميعاد فرحه طالما بتشتروا الفساتين؟"
ابتسمت لحماها: "هيبقى خلال الاسبوع الجاي ده بس لسه محددوش امتى تحديدًا يا عمي."
قربت وفتحت شنطتها طلعت كيس حطته على التربيزة قدامهم وبصت لحماتها ولسيف: "اتفضلوا اللي اخدته رجعته وزي ما قولت مش هتتكرر تاني."
عز وآية بصوا لبعض بذهول وسلوى استغربت تصرفها أما سيف وقف وزعق فيها: "كده أوفر أوي."
همس هتتحرك بس سيف مسك دراعها: "كده كتير."
همس شدت دراعها منه: "فلوسك عندك وده اللي ليك وسوري يا سيف باشا مش هستعمل الفيزا بتاعتك تاني، أصلًا كانت غلطة ومش هكررها."
عز اتدخل و بعد سيف عنها: "حبيبتي يا همس احنا خوفنا عليكي انتِ يكون حصلك حاجة أو تكون الفيزا وقعت منك وحد استخدمها لكن الفلوس نفسها في داهية يا حبيبتي تتهني باللي صرفتيه."
همس دموعها نزلت: "متشكرة يا عمي بس ده مكنش كلام ابنك ولا والدته."
سيف زعق: "أنا كل اللي قولته صرفتيهم في ايه و..."
قاطعته همس: "انت قولت كتير بس تقريبًا هي بقت عادة إنك ما بتعرفش بتقول ايه وانت متعصب، بعد إذنك يا عمي علشان ورايا مذاكرة."
سابتهم وطلعت جري وسلوى اللي كانت حاطة رجل على رجل نزلت رجلها ومسكت الكيس بصت فيه بعدها بصت لابنها: "سيادتها جابت مبلغ زي ده منين؟ مفيش بنوك تقدر تسحب منها والفيزا لها حد فجابتهم ازاي ومنين؟"
سيف بص لأمه: "ممكن تسكتي؟ اسكتي لو سمحتي."
سلوى وقفت: "هو ده اللي انت قادر عليه؟ تسكتني أنا لكن هي..."
سيف زعق: " اقسم بالله اقسم بالله في اللحظة اللي بدر هيخرج فيها من شقتي هاخدها وامشي."
سلوى زعقت: "ليه إن شاء الله؟"
سيف بصلها: "ليه؟ بجد بتسألي ليه؟ مش واخدة بالك انتِ بتعملي فينا ايه؟"
سلوى وقفت في وش ابنها: "بعمل ايه هاه؟ قولت لمراتك اخرجي بعزقي فلوسه يمين وشمال بدون إذنه؟ ولا قولتلها اطلعي واخرجي وادخلي بدون إذنه؟ بعملك ايه هاه؟"
عز شد مراته من قصاد ابنها ورد هو: "بتسخنيهم على بعض بدال ما تهديهم، ايه اللي وصل همس انها تطلع ترجع الفلوس اللي سحبتها هاه؟ قولتولها ايه خليتوها تحس انها ملزمة ترجعهم؟"
سلوى بعدت عن جوزها: "طلعوني بره حسابتكم أنا ماليش فيه."
سيف اخد الفلوس وطالع لاوضته، عز وقفه: "سيف؟ اسمع منها وبطل نرفزتك عليها، بطل عصبيتك دي معاها."
سيف مردش وكمل طريقه لأوضته، دخل كانت همس غيرت هدومها وقاعدة على المكتب بتاعها ومفيش أي حاجة قدامها، حط الفلوس قدامها بعنف: "جبتيهم منين؟"
فتحت بوقها تتكلم بس هو حذرها: "ولو قولتي اجابة معجبتنيش مش هيحصل خير يا همس، أنا سايبك من بدري بس سوقتي فيها أوي، فسيادتك دلوقتي تتكلمي بشكل عدل وتقوليلي صرفتي الفلوس في إيه وجبتي الفلوس دي منين؟"
همس بصتله: "رجعت فلوسك فين مشكلتك؟ سيادتك زعلت علشان سحبت فلوسك اتفضل اهي عايز ايه تاني؟"
سيف شدها من دراعها بعيد عن المكتب ووقفها في وشه: " انتِ بتتكلمي علشان تستفزيني ولا انتِ متخلفة ولا ايه حكايتك؟ من يوم ما عرفتيني للنهاردة امتى الفلوس كانت مشكلتي أو عملتلها حساب؟ امتى حسيتي مني اني بتكلم في فلوس اتصرفت؟"
همس حاولت تخلص دراعها بس مقدرتش: "من يوم ما عرفتك كانت مشكلتك الفلوس، سيب دراعي بيوجعني."
خفف ضغطة ايده على دراعها لكن ما سبهاش: "بطلي تخلطي الأمور كلها في بعض، أنا خوفت عليكي انتِ..."
قاطعته بسخرية: "اه بدليل اني أول ما رجعت سألت على الفلوس مش عليا، ما سألتنيش عملت ايه في الشيت ولا في الكلية ولا كنت فين بس سألت عن الفلوس، تصدق صدقتك؟ سيب دراعي يا سيف."
شدد ضغطه تاني على دراعها: "جاتلي رسالة إنّ في ١٠٠ ألف اتدفعت تمن حاجه وعلى حد معرفتي بيكي لا يمكن تشتري حاجة بمبلغ زي ده بنفسك ومن غير ما تعرفيني فكل اللي جه في بالي حاجة من الاتنين، يا انتِ حد واخد منك الفيزا وبيهددك أو الفيزا وقعت منك او حصلتلك مصيبة كبيرة ، اتصلت بيكي مرة واتنين وعشرة وسيادتك كنسلتي مره وبعدها طنشتيني، متخيلة افكر ازاي؟ هاه؟ بعدها وصلتني رسالة تانية بسحب تاني ومبلغ برضه اكبر من اللي انتِ ممكن تسحبيه وبرضه سيادتك ما بترديش بعدها بتكلميني بكل برود تقوليلي استنى لما اوصل البيت أنا تمام، متخيلة حرقة الدم اللي أنا فيها؟ وتجاهلك التام؟"
همس صرخت فيه: "سيب دراعي هيتكسر في ايدك."
هنا ساب دراعها وهي كملت: "كنت محتاجة الفلوس وكنت هقولك بس انت ما صبرتش عليا وما اديتنيش فرصة حتى اتكلم معاك ووقفت تحاسبني على فلوسك."
سيف حاطط ايديه في وسطه وساكت بالعافية: "طيب خرجتي مع ملك دلوقتي، جبتي الفلوس منين؟ من اخوكي؟ من نادر؟"
بعدت عنه: "لا نادر ما يعرفش حاجة."
سيف قرب منها: "اوعي تقوليلي إنك اخدتيها من ملك نفسها؟ - بيكلم نفسه - أبوكي حتى لو بعتلك الفلوس مش هتقدري تسحبي غير ٢٠ أو ٣٠ حد اقصى، هي ملك اللي ممكن تتصرف وتجيبهملك - بصلها - اخدتيهم منها؟"
همس خافت منه ومن نظراته: "اه اخدتهم منها، عندك مانع؟"
بصلها كتير وبيفكر يمد ايده عليها ولا يعمل فيها ايه بيقرب بخطوات مريبة وهي بترجع لورى خايفة منه: "وقولتيلها ايه سيادتك؟ جوزي راجل بخيل وما بيهونش عليه؟ ولا حكيتيلها ايه؟ هاه؟"
همس وقعت على السرير وراها: "قولت اللي قولته مالكش فيه؟"
سيف مسكها وقفها تاني قصاده: "أنا مش عارف مالكش فيه اللي طالعة فيها دي مصدرها ايه؟ هو انتِ محدش قالك إنك كلّك على بعضك وكلّ ما يخصك يخصني؟ ولا المعلومة دي جديدة عليكي؟ النفس اللي بتتنفسيه ده يخصني - جت تتكلم - وقبل ما تعترضي كلمي أبوكي وأمك واسأليهم ايه هي حقوق جوزي عليا."
زقها وقعها على السرير تاني وسابها ودخل للدريسنج خرج بعد كام دقيقة لابس هدومه واخد الفلوس وقبل ما يخرج وقفته: "محدش يعرف أي حاجة ولا اي تفاصيل علشان بس ما تروحش تفضح الدنيا وبعدها تقولي انتِ وانتِ."
بصلها بغيظ فهي تراجعت وهو معلقش ورزع الباب وراه ونزل قابله ابوه: "رايح فين كده وانت تعبان؟"
رد باقتضاب: "أنا كويس."
عز مسكه وقفه: "رايح فين وهتعمل ايه وواخد الفلوس دي لمين؟"
سيف بهدوء: "مش هعمل حاجة هرجعهم وبس."
عز: "هترجعهم لمين؟ همس جابتهم منين؟"
سيف اخد نفس طويل قبل ما يرد على ابوه: "من ملك."
عز باستغراب: "ملك؟"
سيف وضح: "مرات اخوها، ملك عبدالرؤوف."
عز علق: "يا ابني عارف ملك بس استغربت لاني محسيتهمش اصحاب للدرجة دي مش أكتر."
سيف بضيق: "وهما فعلًا مش اصحاب للدرجة دي بس هي دي همس، بتعمل أولًا وتفكر ثانيًا."
خرج راح لبيت ملك، اتصل بيها فردت عليه وهي متوقعة أو منتظرة اتصاله.
سيف سلم عليها بعدها: "ينفع تطلعي تقابليني بره البيت ولا ادخلك ولا ايه؟ واكيد انتِ عارفة جاي ليه أساسًا."
ملك ابتسمت لانها كانت متوقعة مجيه: "لحظة وخارجة يا باشمهندس."
قفلت وخلال دقايق كانت عنده فخرج من عربيته يستقبلها ومعاه الفلوس بتاعتها.
ملك بحرج: "كنت هقولك اتفضل بس الكل كان هيسأل في ايه وايه الفلوس دي ومحبتش حد يعرف حاجة ولعلمك أنا مش عايزة الفلوس دي."
سيف بضيق حاول يسيطر عليه: "متشكر يا ملك على وقفتك جنبها بس كان المفروض تعقليها مش تجاريها في التخلف بتاعها لان مشكلتي مكنتش في الفلوس نفسها وهي متخلفة."
ملك قاطعته: "مشكلتك إنك اتفاجئت وقلقت عليها انها تكون في مشكلة، عارفة ده وقولتلها الكلام ده صدقني بس هي كانت مجروحة من طريقتك نفسها وكانت محتاجة لده فساعدتها لا أكتر ولا أقل."
سيف مد ايده بالفلوس: "تمام يبقى اتفضلي الفلوس بتاعتك."
ملك ابتسمت وتراجعت خطوة : "الظاهر إنكم ما اتكلمتوش بشكل أوضح، فلوسي وصلتني يا باشمهندس."
سيف اتصدم وردد: "وصلتك؟ ازاي ومن مين؟"
ملك: "اعتقد من عمو خاطر لان هو اللي همس كلمته، فأنا فلوسي وصلتني يا باشمهندس."
سيف كان هينفجر من الغيظ فشكر ملك واتحرك رجع بيته وطلع لأوضته مباشرة رزع الفلوس قدام همس اللي كانت على مكتبها: " انتِ بتلعبي بيا صح؟"
همس باستغراب: "بلعب بيك ليه؟"
سيف زعق: "لما سيادتك كلمتي أبوكي وحول الفلوس لملك خليتيني اروح لعندها ليه؟ هو أنا امتى رخصت عندك بالشكل ده؟"
همس وقفت وعلقت باستغراب: "رخصت؟ انت اللي بتتكلم وتقول رخصت؟"
سيف زعق فيها: "ايوه رخصت، لما تبقي عارفة اني تعبان بالشكل ده وعارفة إنّ آخر لقمة اكلتها كانت من يومين معاكي وعارفة اني دايخ وواقف على رجليا بالعافية وتلعبي بيا بالشكل ده فده مالوش غير معنى واحد يا همس."
همس قعدت مكانها: " انت لو شايفها كده انت حر معنديش كلام اقولهولك يا سيف، احكم عليا بالشكل اللي يعجبك."
سيف سألها: "لاخر مرة هسألك عملتي ايه بالفلوس يا همس وليه سحبتي المبلغ ده كله وليه مقولتيليش؟"
همس رفعت راسها ودموعها نزلت: "اتبرعت بيهم - دور وشه بعيد وكان هيعترض بتهكم بس هي كملت - اتبرعت بيهم ايه الغريب في ده؟ عمي حسن المرشدي امبارح قالي داووا مرضاكم بالصدقة وقالي اطلع فلوس لله بالسر فعملت كده روحت لمستشفى ٥٧ وشوفت حد محتاج اتبرعت له كان محتاج يعمل عملية لمراته فدفعت تكاليف العملية والمستشفى وبعدها سحبت ٢٠ يكونوا في ايده لانه باع كل حاجة حيلته ومعاه بنتين صغيرين فصعب عليا اتبرعتله وما قولتش ليك علشان افتكرت إنّ دي فلوسي من حقي اتصرف فيها بالطريقة اللي تعجبني بناءًا على كلامك انت، ممكن يكون المبلغ ده كبير بس انت اللي حسستني إنه عادي، مبلغ ممكن تصرفه في يوم عادي لو شاورتلك على طقم عجبني ولا موبيل جديد، محستش إنه كبير بناءًا على طريقتك، قولت لما ارجع احكيلك أو لما تخف اقولك ونروح نزورهم أنا وانت مع بعض، مخدتش بالي من قصة إنّ الفيزا بتاعتك فهتوصلك رسالة تقلقك والا كنت رديت من أول مرة، افتكرت بتتصل علشان تكلمني لاني اتصلت بيك بعد ما قفلت معاك وردت عليا عواطف فافترضت إنك بتتصل علشان كده مش علشان الرسايل، عمري ما تخيلت رد فعلك ده ولا وقوفك في وشي بالشكل ده ولا محاسبتك ليا كده، ولا مامتك تقف تقولي اتبرعي بفلوسك مش فلوس ابني، عمري ما تخيلت رد فعلك ده وإلا اقسم بالله ما كنت سحبت جنيه واحد منك."
سيف اتصدم من كلامها ومن عياطها ومن وجعها اللي في عنينها وحاول يكابر قصادها: "أنا ما اتكلمتش في فلوس يا همس، الموقف نفسه ضايقني ورد فعلك ضايقني وجهلي بتصرفاتك ضايقني، حبستي في البيت ضايقتني، كنسلتك عليا ضايقتني، برودك في الرد ضايقني، لكن مش الفلوس وعمرها ما هتكون الفلوس علشان تروحي تاخدي فلوس من ملك ولا من ابوكي علشان ترجعيهالي."
دورت وشها بعيد: "كان ممكن تنتظر نطلع اوضتنا وتحاسبني براحتك."
قاطعها: "برضه هتقولي تحاسبني؟"
صرخت في وشه: "ايوه تحاسبني، لان ده اللي عملته، وقفت في وشي قدام والدتك تحاسبني عملت ايه في فلوسك."
دعك وشه بارهاق: "أنا تعبت، تعبت بجد من الجدال قصادك انتِ بتتكلمي في فلوس أنا بتكلم في منطق، المفروض تعرفيني، سواء فلوسك أو فلوسي ومع انها مش فارقة بس المفروض تعرفيني، عرفيني قبل ما تتصرفي وتاخدي قرار ومكنتش هعارض، اديني فكرة قوليلي رايحة المكان الفلاني وهتبرع اقسم بالله ما كنت نطقت حرف ولا حتى سألتك سؤال بس ابقى عارف خطواتك ما ابقاش هنا في البيت تعبان وربنا عالم بيا وبعدها الاقيني مش عارف حتى مراتي فين ولا بتعمل ايه؟ الاقيني واقف قدام ابويا وأمي مش عارف ارد عليهم ولا اتكلم معاهم لان معنديش ادنى فكرة سيادتك فين؟ فلو حد حطنا في الموقف ده فالحد ده حضرتك."
رفعت ايديها شبكتهم اعتذارًا: "حقك عليا اسفة مش هتتكرر تاني، خلاص كده؟ وقف جدالك وروح ارتاح لان ولا كلامك هيقدم ولا كلامي هيأخر، اتأخرنا في الكلام، أنا اسفة عارفة اني غلطت وكان لازم استأذن قبل ما اتصرف في فلوسك، حقك عليا شوف ايه يراضيك وأنا اعمله؟ عايز ايه تاني مني؟"
بصلها كتير قبل ما ينطق: "الفلوس قدامك رجعيها لابوكي." سابها وخرج وهي قعدت مكانها تعيط بصمت.
سيف ركب عربيته معندوش ادنى فكرة هيروح فين؟ بعد فترة وصل قدام معرض سبيدو، نزل ودخل لعنده فسبيدو وقف يستقبله: "سيف باشا الصياااااد حمدالله على سلامتك."
سيف سلم عليه وقعد قصاده بتعب: "قولي إنّ عندك مكان ينفع الواحد يرتاح فيه؟"
سبيدو استغرب بس وقف: "تعال جوه مكتبي."
اخده ودخل وكان عنده كنبة فردها بقت سرير: "تنفع دي؟"
سيف ابتسم: "تنفع أوي."
بعد ما قعد عليها سبيدو سأله: "عايز اجيبلك أي حاجة؟"
سيف شكره: "متشكر يا سبيدو عايز بس أنام شوية لو ينفع."
سبيدو بتردد: "مش عايز تتكلم طيب الأول؟"
سيف اتنهد: "لا معلش عايز ارتاح مش أكتر."
جابله غطا ومخده وسابه وخرج وهو حاول يغمض عنيه أو ينام بس معرفش.
طلع من مكتبه قعد معاه: "معرفتش انام."
سبيدو باستغراب: "أكيد مش هتعرف تنام المكان غريب والمكتب مش مريح وأكيد البال مش مرتاح والا مكنتش جيت لهنا، مالك يا صاحبي."
سيف اتنهد: "بخسر مرة ورى مرة ومش عارف اوقف الخساير دي ولا عارف اتصرف ازاي، وكلّ ما نقرب خطوة نبعد عشرة، مبقتش فاهم حاجة حواليا وما تسألنيش أكتر من كده لأن معنديش أجوبة للاسف، المهم كلمني عن المصنع، قولي ايه الأخبار والناس الجديدة عملوا ايه؟ وكريم سلم الموديل ولا لسه؟"
سبيدو قعد يتكلم معاه في الشغل وقعدوا كذا ساعة مع بعض.
سناء كان نفسها تكون مع صاحبتها بس مؤمن رفض سفرها وهي يدوب خارجة من المستشفى فاتصلت بصفية تعتذر لها وصفية قالتلها اهم حاجة انها تقوم بالسلامة وملحوقة تحضر الفرح بإذن الله .
علي وصل بعيلته وانبهر من جمال سما، قرب منها: "أنا مش قادر اصدق ان الجمال ده كله ملكي".
ابتسمت بحرج وحاولت تهرب من غزله: "لسه مش ملكك على فكرة بعد ما نكتب الكتاب".
تقبل هروبها وانقذها اخواته البنات اللي بيسلموا عليها وأمه اللي باستها وعلقت بامتعاض: "مش الفستان الثاني كان قيمة ومنفوش وهيعملك منظر كده وسط الناس؟"
سما حاولت تفضل مبتسمة: "والله دي اذواق يا طنط بس أنا مبحبش الفساتين المنفوشة اصلًا".
صوت الزغاريد غطى عليهم وسمير أعلن ان المأذون وصل.
اتحرك علي معاه و باقي الرجالة وهيبدؤا كتب الكتاب.
المأذون في البداية بيتكلم معاهم عن اتفاقاتهم عن المهر والقايمة والمؤخر وسمير وعلي بيأكدوا انهم متفقين على كل حاجة.
المأذون بيجهز أوراقه علشان يمضوا ويبصموا عليها، اخت علي قربت منه وبتهمسله: "أمك بتقولك فين القايمة قبل ما تمضي وليه ما خليتهاش تشوفها؟"
علي بص لاخته بحرج: "مش وقته هاه".
اخته راحت بلغت والدته ورجعتله: "امك بتقولك وريها القايمة قبل ما تمضي عليها لتقلب الدنيا".
سمير لاحظ مشورة اخته فعلق بهدوء: "لو في حاجة يا علي قول قبل ما نبدأ".
اخته ردت عنه: "كنا عايزين بس نشوف القايمة".
سمير بسرعة طلعها من وسط الورق: "طبعًا اتفضلوا".
علي ارتبك وبص لسمير: "مكنش له لازمة ماهو هيشوفوها بعدين".
سمير باستغراب: "وفيها ايه دلوقتي؟ اصلًا هي مفيهاش اي حاجة زيادة عن اللي موجود".
أم علي أول ما شافت القايمة شدت بنتها: "كام يا بت الرقم ده؟ كاتبين ايه على اخوكي يا بت؟"
بنتها مسكتها بتشوفها: "كاتبين عليه بتاع نص مليون اهو".
ام علي شهقت: "ليه؟ بنت مين هي؟ ليه نص مليون؟ ايه يا بت اللي غالي ماهو كله حاجات عادية".
بنتها وضحتلها: "مكتوب دهب كتير أوي يا أماه، كاتبين الدهب يا امه بالجرامات".
امها برفض مطلق: "هو جاب بعشرة يكتب عشرة ،جاب بخمسين يكتب خمسين زي ما جاب يكتب، ايه تاني يا بت غير الدهب؟"
بنتها انتظرت شوية تكمل قراءة ،بعدين بصتلها: "كاتبين كل حاجة في الشقة، من الإبرة للصاروخ زي ما بيقولوا."
أم علي وقفت ودخلت عند المأذون، طلبت من سمير يدخلها مع علي ابنها لجوه البيت. وقبل ما يخرج، وقفته: "استنى يا أستاذ سمير."
سمير بص لها: "خير يا أم علي، في حاجة؟"
أم علي بتهكم: "ايه يا أخويا القايمة دي لا مؤاخذة؟ كاتبين على ابني نص مليون ليه؟ هاه؟ وعلى كده حاطين عليه مؤخر كام؟"
علي رد: "مش حاطين مؤخر يا أمه، اسكتي بقى."
بصتله بغضب: "انت تسكت خالص."
سمير تدخل بهدوء: "مالها القايمة يا أم علي؟ مفيش أي حاجة مكتوبة مش موجودة."
أم علي اعترضت بسخرية: "أيوه أخدت بالي بس معلش، هي تكتب اللي جابته، ولو اطلقوا تاخد اللي جابته، لكن عفش ابني وشقاه وتعبه تاخده ليه معلش؟"
علي حاول يرد، بس أمه بصتله فسكت. سمير لاحظ ده فرد عليها: "دي الأصول وده اللي الناس كلها بتعمله، وبعدين طلاق إيه اللي حضرتك بتفكري فيه؟ أصلاً الواحدة لو عايزة تتطلق بتسيب الجمل بما حمل مش العفش ولا القايمة اللي هتوقفها."
أم علي علقت بسخرية: "وطالما مش العفش اللي هيوقفها كاتبين ده كله ليه؟ ولا أي كلام وخلاص؟"
سمير بص لعلي: "القايمة مكتوبة زي ما كل الناس بتكتب، الكل بيكتب كده و الكل..."
قاطعته أم علي تاني: "كمان يا أخويا معلش، ابني جاب ب ١٠٠ ألف دهب بس انتو كاتبين جرامات كتيرة أوي ليه؟"
سمير وضح لها: "الدهب اللي معاها سواء اللي هو جابه أو بتاعها، ما قولتلك الموجود مكتوب."
زعقت: "وهو يكتب جرامات ليه أصلاً؟ جاب ب ١٠٠ يكتب ١٠٠ وخلص الحوار."
سمير اعترض: "معلش ال ١٠٠ زمان كانوا يجيبوا يجي ٣ كيلو دهب، دلوقتي يدوب بيجيبوا كام جرام، فالمتعارف بيكتبوا الجرامات بحيث ال ١٠ جرام يفضلوا ١٠ جرام، لكن الفلوس ملهاش قيمة."
أم علي علقت بتهكم وهي باصة لابنها: "وتقولي القايمة معرفش مالها، مش هنكتب جرامات في القايمة وهنكتب بس اللي هو جابه، وبالنسبة لباقي الحاجة تكتب اللي هي جابته."
سما لاحظت التوتر اللي حاصل وشافت أخوها واخد علي وأمه ودخل بيهم البيت وما طلعش تاني. انسحبت براحة من وسط المعازيم واصحابها ودخلت تشوف في ايه؟ صفية لمحتها فدخلت وراها وقفتها: "سايبة الناس ورايحة فين يا بنتي؟"
جاوبتها: "هشوف بس ليه سابوا المأذون ودخلوا وما طلعوش ليه؟"
دخلوا الاتنين شافوا سمير وأم علي في وشه بتزعق: "القايمة بالشكل ده مش هيمضي عليها."
علي أول ما شاف سما بصلها بنظرة طويلة لمح في عنيها احساسها بالخذلان، بص لأمه: "يا أمي خلينا نتكلم بعدين، المأذون بره والناس، نعدي الليلة على خير وبعدين..."
قاطعته بغضب: "وبعدين ايه يا فصيح؟ بعد ما تكتب وتمضي فيها بعدين؟"
سما قربت وبهدوء سألت علي: "في ايه؟ معترضين على ايه المرادي؟"
قبل ما علي ينطق أمه ردت: "على اللي انتو كاتبينه في القايمة يا سما ايه ده كله؟ هاه؟ كاتبة دهب جرامات قد كده؟ وكاتبة كل فتفوتة في الشقة، ليه ده كله؟"
سما بهدوء: "هو احنا كاتبين حاجة مش موجودة؟ اللي اعرفه انه الكل بيكتب الموجود."
اعترضت: "بيكتبوا اللي العروسة هتاخده لما تطلق، فتاخدي ليه عفشه وشقاه وتعبه؟"
صفية اتدخلت بغضب: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هو في حد يا أم علي يقول كده؟ هو بيتجوزا علشان يطلقوا ولا علشان يفتحوا بيت يعمروه مع بعض؟ طلاق ايه اللي خايفة منه وشايلة همه؟ يا ستي ليكي عليا لو اطلقوا مش عايزين عفشه بس القايمة قدام اهل البلد والناس واهالينا."
اعترضت: "والدهب المكتوب ده كله؟ هاه؟"
جاوبت ببساطة: "شبكتها ودهبها و دول بتوعها، عاشوا مع بعض اطلقوا الدهب بتاعها، ولا ايه؟ مش الشبكة دي هدية العريس لعروسته؟ ولا هو شاريه وجايبه علشان ياخده بعد شوية ولا إيه؟ ما تتكلم يا علي؟"
علي حمحم: "الشبكة بتاعتها أيوه، يا أمي القايمة دي مش فارقة معايا وسما عندي بالدنيا ليه بتفكري في طلاق دلوقتي؟ هاه؟"
أم علي ربعت ايديها الاتنين على صدرها: "الشبكة بتاعتها بس القايمة دي بالشكل ده مش هقبلها، عدلوها، الدهب يتكتب فلوس اللي هو جابه والعفش بتاع ابني."
سمير بيراقب بغضب وعايز يطردهم بره بس ده كتب كتاب اخته، معقول هيخربه عليها؟ بس الناس دي مش شبههم وأم علي شخصية سيئة، ازاي اخته متقبلة ده؟ ده كمان المفروض انها هتعيش معاهم، هل الصح يسكت وده قرارها ولا يخربها عليها؟ سكت يشوف هيتفقوا على ايه؟
علي اعترض: "يا أمي لو سمحتي..."
قاطعته بغضب وصوت عالي: "هتفضل تعارضني هاخد بعضي وامشي، مش هيضكحوا عليك بالشكل ده وانت علشان على نياتك بتوافق وتمشي ورى كلامهم و..."
قاطعتها سما اللي قربت عليها ومدت ايدها لها: "وريني القايمة لو سمحتي."
الكل بصلها بترقب وهي بتاخد القايمة من حماتها وبكل هدوء قطعتها نصين مع ذهول الكل وبكل هدوء: "دي القايمة اللي مضايقة حضرتك؟"
أم علي بحيرة: "يعني إيه؟ مش عايزة قايمة؟"
ابتسمت بأسف وبعدها بصت لعلي وهي بتقلع دبلتها: "مش عايزة الجوازة كلها."
علي قرب منها برعب : "سما لأ لو سمحتي."
أم علي تراجعت خطوة وبتهكم : "شوفت نظام لوي الدراع؟"
علي تجاهلها: "سما لو سمحتي."
سما مدت ايدها بالدبلة له: "قولتلك تدخلات والدتك مش هتنتهي وهي بالفعل مش هتنتهي فخلينا ننهي القصة هنا."
ام علي: "يا اختي هو تتحكمي في ابني وأنا اشوفه واسكت؟ ده ايه المرار الطافح ده؟"
صفية بغيظ: "هو ابنك ده مش راجل ولا عيل صغير بتمشيه على مزاجك؟"
ام علي بغضب: "ابني راجل غصب عن الكل."
صفية بلهجة مماثلة: "لو راجل ياختي مكنتش أمه تدخل تسحبه من وسط الرجالة علشان تفركش جوازته."
يدوب هترد بس علي اتدخل وزعق: "بس انتو الاتنين لو سمحتوا، اسكتوا (بص لسمير) لو في نسخة تانية هاتها وأنا..."
قاطعته أمه: "وانت ايه؟ هتمضي عليها؟ بتعاندني يا علي؟"
سما اتدخلت: ""علي مش هقبل، احنا هنفضل متضادين طول الوقت ولازم تخسر حد فينا وانا ما يرضينش انك تخسر والدتك فآسفة (بصت لوالدتها) ماما هاتي الشبكة لو سمحتي اديهاله، مفيش كتب كتاب."
هتخرج بره بس مسك دراعها: "استني هنا مش هتسيبيني وتمشي و..."
قاطعته: "مبقبلش حد يتدخل في حياتي وأمك عايزة تسيطر عليها مش بس تدخل وده مش هقبله."
علي باصرار: "وأنا مش هقبل تسيبيني و..."
قاطعته تاني: "آسفة (بصت لأخوها) سمير لو سمحت أنا عايزة اطلع اوضتي مش هكمل."
سمير قرب منها وعلي هيقرب بس هو وقف في وشه: "قالتلك الموضوع منتهي، يلا يا سما فوق، أمي هاتي شبكته لو سمحتي اديهاله."
علي بترجي: "يا سما لو سمحتي، اسمعيني او اديني فرصة...."
تاه باقي كلامه بخروجها من الاوضه في حضن اخوها اللي وصلها لأوضتها وبعد ما قفل الباب اخدها في حضنه فعيطت وهو ربت عليها: "معلش عيطي بس اعرفي ان ده خير ليكي يا سما، لو أمه بالشخصية دي هتطلع عينك بعد كده، هتدخل في كل حاجة وهو شكله مش بيعرف ياخد معاها حق ولا باطل."
سما اكدت: "حقيقي بتدخل في كل حاجة وعلشان كده قطعت القايمة (انتبهت فجأة) بس الناس هنقولهم ايه؟ يا لهوي يا فضيحتي يا..."
مسك ايديها الاتنين وقاطعها: "فضيحة ليه هاه؟ ما اتفقناش في القايمة هو اللي هيتلام مش احنا، اهدي بقى، أنا مضطر انزل أشوف الناس اللي تحت دي وانتي غيري هدومك عقبال ما اطلع تاني."
سابها وخرج وهي وقفت قدام المراية ودموعها نزلت، ياما حلمت بكتب كتابها وتخيلت سيناريوهات كتيرة إلا فسخ الخطوبة نفسها وعياطها بالشكل ده ويوم كتب الكتاب بس ده نصيبها وهي راضية بيه.
سمير نزل وعلي حاول يتكلم معاه، بس أمه كانت بتحاول تدخل وتمنع ابنها من التصالح أو الموافقة على كلامهم. سمير قفل القصة دي تمامًا وطلع للمأذون وقاله إن مفيش كتب كتاب. حصل هرج ومرج، وعلي حاول يوقف المأذون ويكلم سمير، بس أمه زعقت بصوتها كله وقالت إنهم بيستغلوه وبيكتبوا قايمة كبيرة عليه. صفية اتدخلت وقالت إنهم مش كاتبين غير الموجود وهي رافضة، والكل بيفصل بينهم لحد ما ابنها سمير اتدخل وسكت والدته، والكل سكت. هو بص لوالدته وقال: "خلاص الموضوع انتهى، ربنا حط القايمة سبب يختلفوا عليه دلوقتي أحسن ما بنتك تروح تعيش وسطهم وتطلق بعد ما تخلف مثلاً، فكده أفضل."
صفية قاومت تعيط وسكتت، لكن أم علي اتدخلت: "عايزين تاخدوا شقا ابني وعايزني اسكت؟ وتكتبوا عليه..."
قاطعها سمير بغضب: "هو مش خلاص فركشنا؟ حضرتك بتبرري ايه؟ ابنك عندك وشبكتك في إيدك وأي هدية هو جابها الصبح هرجعهالك."
علقت بسخرية: "والمصاريف اللي صرفها؟"
سمير حس إنه عايز يضربها بس فضل متماسك: "قدري يا ستي المصاريف دي قد ايه وعلى الجزمة، ولو كنا نعرف إنكم جعانين كده مكناش وافقنا أصلاً من البداية."
زعقت: "جعانين؟ احنا اللي جعانين ولا انتو اللي طمعانين في ابني وفلوسه؟ ولا..."
قاطعها ابنها اللي مسك دراعها: "خلاص اسكتي ويلا، مش خربتيها اسكتي بقى ويلا من هنا."
شدها بغضب وخرج، والكل بدأ يمشي. ناس متعاطفة مع سما وناس شمتانة وناس مع أم علي وحاسين إن القايمة فعلاً كبيرة.
سهير وقفت جنب أمها وأخوها يراقبوا بصمت البيت اللي كانت الزغاريد والفرحة ملياه بيفضى شوية شوية من كل الناس والصمت بيغلفه.
همس امها وابوها كلموها وهي رفضت تحكيلهم حاجة وقالت بعدين هتقولهم لأنها عارفة انهم هيغلطوها وطلبت منهم محدش يكلم سيف ولا يتدخل في الحوار ده لحد ما يتقابلوا وقالتلهم ان سيف راح لملك يرجعلها الفلوس وعرف ان ابوها بعتهم فساب معاها هي الفلوس.
سيف روح البيت آخر الليل كانت همس نايمة ومحبش يقلقها أو يصحيها، الصبح صحيت على صوت موبيلها فقفلته واتفاجئت بسيف صاحي جنبها وشكله تعبان فسألته: "انت اخدت الحقن؟"
رد باقتضاب: "اخدتها ايوه، قومي علشان ما تتأخريش." قامت تجهز لكليتها.
همس بعد ما جهزت: "هتروح للدكتور امتى؟"
سيف بص لساعته: "ساعتين كده ولا حاجة."
همس قربت من السرير: "تعدي عليا اجي معاك؟ عندي أول محاضرة لدكتور حاتم بعدها."
قاطعها سيف: "هروح لوحدي وهبقى اتصل بيكي ابلغك باللي يحصل روحي محاضراتك."
كانت هتعترض بس تراجعت: "براحتك."
اخدت كتبها وهي خارجة هو علق: "نصر يوصلك."
وقفت وبصتله: "لو قولتلك مش عايزة حد يوصلني ولا ياخدني من الكلية هتقول ايه؟"
رد بهدوء: "هقولك اقوم بس الأول وبعدها هوصلك أنا واجيبك أنا ومش حمل جدال دلوقتي ارجوكِ ."
سابته وخرجت راحت لكليتها وكل شوية تبص لموبيلها تشوف أي رسايل منه.
سيف راح للمستشفى قابل محي وعمل الاشعة تاني ومنتظر النتيجة.
همس اتصلت بيه فكنسل عليها بعدها بعتلها رسالة (تطلع النتيجة واكلمك اصبري)
سيف خلص مع محي بعدها اتصل بهمس وهي ردت بسرعة: "قالك ايه الدكتور؟ الاشعة فيها ايه؟"
سيف رد عليها: "مفيش جديد للاسف، د / محي عايز يحدد ميعاد العملية،،
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق