رواية محسنين الغرام الفصل السادس 6بقلم نعمه حسن حصريه وجديده في موسوعة القصص والروايات
رواية محسنين الغرام الفصل السادس 6بقلم نعمه حسن حصريه وجديده في موسوعة القصص والروايات
ـــــــــــــــــــــــــ
ساد الهرج وتعالت الأصوات بين الحضور، وصُوبت أعين الكاميرات حيث يقف فريد، والذي لازال على نفس حالة الصدمة، ولم يعِ منها إلا عندما تفاجأ باندفاع لفيف من الصحافيين، والقنوات والشبكات الإخبارية، ووسائل الإعلام ، كلهم يتكالبون عليه يحاولون تغطية الحدث.
نظر حوله وهو يشعر بالجنون الوشيك، الأعين كلها عليه، والهمهمات تكاد تصل إلى أذنيه من كثرتها، إضافة إلى عائلته الصغيرة التي التفت حوله لتستفسر عما حدث للتو.
كان في أسوأ حالاته، وتجاوز الجميع بانفعال وهو يتوجه نحو الخارج،. ومدير أعماله يحاول اللحاق به بعد أن اعترض المتطفلين طريقه عندما فشلوا في إنتزاع أي تصريح أو تفسير من فريد.
وقف في بهو الدار يتطلع حوله بغير تصديق وهو يبحث عن الشقراء التي اختفت بسرعة كما يذوب الملح، وأمر حرسه الشخصي بالبحث في محيط المكان فورًا والعثور عليها مهما كلف الثمن.
استمع لصوت چيلان التي كانت تهرول نحوه والقلق باديًا عليها، وتسائلت قائلا
ـ إيه اللي بيحصل يا فريد بالظبط؟
طالعها فريد بوجه متجهم، ولم ينبس بحرف، ثم نظر إلى أيمن الذي يدنو منه وأشار برأسه يسارًا وقال:
ـ بسرعة على غرفة المراقبة..
أومأ أيمن واتجه فورًا نحو غرفة خارجية ملحقة بمقر الدار والتي هي عبارة عن غرفة مراقبة بالكاميرات المزروعة في كل ركن في المكان، بدءًا من بوابة الدخول، مرورًا بغرف الأطفال والمشرفات، وصولا إلى غرفة مديرة الدار. فلقد كان من أولويات فريد عند تجهيز الدار أن يكون المكان محاط بكاميرات المراقبة لكي يتسنى له الإطلاع على كل كبيرة وصغيرة تحدث في الدار، ليضمن أن الأطفال لن يتعرضوا لأي أذي أو مضايقات أو معاملة سيئة من المشرفات، ويتمكن من التصرف سريعا في حال حدث ذلك.
دخل أيمن الغرفة وأتبعه هو، وقاموا باسترجاع تسجيل الكاميرا المثبتة على بوابة الدخول منذ بدء الحفل..
ونظر كلا منهما لبعضهما البعض بتعجب وقال أيمن:
ـ إزاي ده؟ دي مش ظاهرة خالص!
اعتدل فريد من انحنائه ووقف مستقيما، وهو يمسح على وجهه وجانبي رقبته بتوتر ويقول:
ـ إزاي يعني، أومال نزلت من السقف! رجع الفيديو تاني.. من أول اليوم.
عاود أيمن تشغيل المقطع من أوله وقاموا بمشاهدته ولكنها أيضا لم تظهر فقال فريد:
ـ يبقا أكيد دخلت من الباب الخلفي..
قام أيمن بالانتقال إلى كاميرا مراقبة الباب الخلفي وقام باسترجاع تسجيل الكاميرا فإذ بهما يرا سيارة أجرة تتوقف أمام البوابة الخلفية ونزلت منها هذه الفتاة.
نهض أيمن من على المقعد وسمح لفريد بالجلوس، فجلس واقترب بعينيه يتفحص المشهد بدقة..
نزلت الفتاة من السيارة وهي تتلفت حولها بريبة، وقفت لثوان وهي تعدل فستانها بتوتر، تجذبه للأسفل مرات عديدة، ثم تتلمس شعرها بيديها بغرابة وكأنها تتأكد من شيئا ما، وتقدمت نحو البوابة فقام شاب يرتدي نفس زي عمال التخديم بالتقدم من البوابة وهو يتلفت حوله بارتياب ثم فتح البوابة فعبرت للداخل في نفس اللحظة التي تم تقديم العرض فيها .
تحدث أيمن وهو يطلق روح المحقق بداخله:
ـ واضح جدا إنها مأجورة يا فريد بيه.. والشاب اللي فتحلها الباب هو كمان متفقين معاه! وطبعا مدخلتش من البوابة الرئيسية لأن الدخول بالدعوة ..
أومأ فريد وهو يعيد الدقيقة التي تلت نزولها من السيارة بتركيز وقال:
ـ البنت دي كلها على بعضها fake ..
ثم نهض وهو يقول بإيجاز:
ـ هاتلي الولد اللي فتحلها البوابة ده وراجع كاميرات الشارع الخلفي وهاتلي نمر التاكسي.. حالا يا أيمن.
وخرج مسرعًا نحو البهو حيث يحتشد الجميع في انتظار تفسير لما حدث، فوقف مسترعيًا انتباههم ثم قال:
ـ طبعا حضراتكم مش مستوعبين اللي حصل قبل دقايق، والحقيقة أنا كمان مش فاهم إزاي ده حصل وأؤكد لكم إنها مدبرة وهعرف اللي ورا اللي حصل ده مين حتى لو مستخبي تحت سابع أرض، أما بالنسبة لغرضه من اللي حصل فهو الفوضى اللي حاصلة دلوقتي واللي لا تعنيلي إطلاقا لأني واثق إن إسم فريد مرسال فوق مستوى الشبهات.. وشكرا لحضراتكم مرة أخيرة.
………………
كانت نغم بالسيارة، تسند جبهتها فوق كفيها المسندوتين فوق ركبتيها، تتحسس بشرتها الملتهبة بخجل فطري، تلك الحرارة التي تسري في جسدها بعدما فعلته، لقد قبّلت رجلا قبل قليل!! لا تصدق أنها استطاعت فعل ذلك حقا..
شعور مبهم يراودها الآن، لا بل عدة مشاعر.. أولهما الخزي من نفسها، هل أصبحت رخيصة بذلك القدر لكي ترضخ لأي شيء مقابل المال ؟ وهل المال الذي ستحصل عليه بعد قليل سينسيها الكارثة التي فعلتها؟
حسنا دعك من هذا.. ذلك الرجل الذي اقتحمت مجاله ولثمت ثغره على حين غفلة.. ماذا ستكون ردة فعله بعد أن تتسبب له في الفضيحة المرجوة ؟ ولماذا تشعر الآن بالندم لأنها فعلت ذلك؟
ـ لأ يا نغم.. انتِ عملتي الصح، لو مش عشان الفلوس فعشان البنات الغلابة اللي بيستغلهم.
أومأت تؤكد ما جال في خاطرها وهي تحاول بث الطمأنينة في نفسها ولو قليلا، ومسحت دمعتها التي غادرت عينها فجأة، وهي تثبت نظرها على الطريق من أمامها..
ـ ده مش نفس الطريق اللي جينا منه!!
قالتها وهي تتحدث إلى السائق الذي لم يعرها أي اهتمام وتظاهر بأنه لم يسمعها، دب الرعب في قلبها ولكنها أبقت على تماسكها لآخر لحظة، ثم هتفت مجددا بتوتر:
ـ انت… يا اسطى.. لو سمحت ؟؟؟
نظر إليها بالمرآة فتحدثت إليه بتعجب والخوف يهتز بعينيها وينعكس على ارتجافة صوتها.
ـ بقولك مش ده الطريق اللي جينا منه، انت واخدنا على فين بالظبط؟
لم تحصل منه على إجابة، فابتلعت ريقها بتوجس وتعرق جسدها من فرط الخوف، تمسكت بطرف المقعد الذي تجلس عليه بكلتا يديها وهي تنكمش حول نفسها بخوف، ولم تنطق ثانيةً، فإذ بها تراه وهو ينحرف عن الطريق العمومي ويتوجه نحو طريق صحراوي فصرخت به بانهيار:
ـ انت جايبني هنا ليه؟ وقف العربية حالا..
لم يحرك ساكنًا فهتفت به بخوف أكبر وازدادت ارتجافة صوتها و شفتيها وقالت:
ـ قولتلك وقف العربية حالا أحسنلك..
يبدو أن الكلام لن يجدي نفعا ، لذا فعليها أن تجرب شيئا آخر، فصرخت.. صرخت بأعلى صوت وهي تحاول فتح أبواب السيارة المجاورة لها عن يمينها ويسارها وهي تهتف به باكيةً:
ـ انت قافل الباب ليه؟ انت هتعمل فيا إيه؟
دخل بها إلى طريق مظلم، خاوي تماما، موحش ويسري الرهبة في النفس.. فتعلقت عينيها الباكية به وهو يتوقف فجأة، ارتجف جسدها بالكامل وشعرت بالدماء تتجمد في أوصالها..
لا بد أنه سيقتلها الآن، ومن ثم سيقوم برميها في الطريق لتأكل جثتها الكلاب، ومن المحتمل أن يغتصبها قبل أن يقتلها، ومن الممكن أن يغتصبها ويتركها تواجه مصيرها في هذا المكان الموحش.
ـ انزلي..
نظرت إليه بخوف وتعجب في آن واحد وقالت:
ـ انت هتسيبني هنا ليه؟ أنا معرفش حته هنا..
ـ مش شغلي، البيه قاللي ارميها في أي حته.
اتسعت عينيها بفزع، وتحركت لتفتح الباب ولكنها نظرت إليه مجددا وتجرأت برغم خوفها وقالت:
ـ طيب والفلوس؟
استدار ينظر إليها بحدة وألقى بصوتٍ عميق:
ـ هتنزلي ولاااا..
لم تنتظر أن يستكمل كلمته، لم تتردد .. فنظرته أوحت بالكثير، فتحت الباب المجاور لها وركضت تحاول الابتعاد عنه قدر المستطاع ، إلى أن رأته يبتعد حتى غاب عن مرمى بصرها، فتوقفت عن الركض وانحنت تستند على ركبتيها وهي تجهش في بكاء مرير.
بكاء نابع من القلب تمامًا، بكاء تملؤه الحسرة.. هي تشعر بالحسرة على كل شيء. بكاء يملؤه الخوف، يملؤه الخزي، يملؤه القلق من المجهول.
تشوشت رؤيتها من كثرة الدموع التي أغشت عيناها، لم تعد تثق بقدماها وشعرت أنهما على وشك الانهيار، تمنت لو أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة الآن، ربما سيكون هذا هو خلاصها من العذاب الذي لحق بها.
أحاطت ذراعيها المكشوفين بيدها وهي تتفحص ثوبها بصدمة، أين كان عقلها عندما وافقت على ارتدائه ؟ هل كان كل ما يشغلها هو المال لهذا الحد؟ المال الذي لم تحصل منه على قرشًا واحدًا، ولكم شعرت بغبائها الآن، وتكاد تجزم أنه لا يوجد من هو أغبى منها على وجه الأرض.
المكان من حولها مظلم، طريق مقطوع تماما، ولكن على مدد بصرها هناك أنوار خافتة، إذا فعليها أن تسير حتى تخرج إلى العمار.. حثت قدميها على الركض ولكنها أبت وكأنها تسمرت بالأرض، وكل الذي تمكنت من فعله هو أن تجرهما جرًا ..
سارت كثيرا.. لا تعرف المسافة التي قطعتها، ولا التي ستقطعها لكي تصل إلى النور، ولكنها تعرف شيئا واحدا.. أنها غبية وحمقاء.. و نادمة.
نعم هي تشعر بالندم يعتصر فؤادها، ليس على ما فعلته بالحفل فقط.. لا.. لقد جاءت اللحظة التي تقر فيها أنها نادمة على الهرب من بيت خالتها. فمهما بلغ بها الحزن واليأس ولكنها كانت تتصبر بوجود خالتها، مهما بلغ الأذى الذي يلحقه بها حسن ولكنه في النهاية سيكون أحن عليها من الكلاب الضالة التي ستنهش جسدها الآن دون رحمة..
ـ لأ.. حسن مش أحن من كلاب السكك.. حسن زيهم بالظبط ميفرقش عنهم حاجه..
قالتها وهي تكذب نفسها، وهذا ما جعلها تنفجر في نوبة بكاء ثانية، ولكنها أقوى من السابقة، فخارت قواها تماما وسقطت أرضا تبكي بندم وهوان.. وشعور مميت بالخوف يعتريها.
……………
عاد فريد إلى منزله.. دخل وهو يحاول تجاهل ما حدث، عليه أن يريح عقله لساعات قليلة لكي يكون جاهزًا لما هو مقبل عليه، فهو يعرف ماذا سيحدث في الصباح، سيتصدر اسمه مواقع البحث وعناوين الصحف، ويسبق الخبر كلمات مفتاحية " شاهد قبل الحذف " هذه الكلمات التي تجذب اهتمام رواد مواقع التواصل وتستفز فضولهم ..
التقط الهاتف من جيبه وقام بغلقه، يكفي إزعاج الهاتف الشخصي هذه الليلة.. فهو لن يستطيع إغلاقه للأسف، لأنه يعرف ردة فعل والده كيف ستكون عندما يصله الخبر، سيقوم بالاتصال به فورا وإن وجد هاتفه مغلقا فلن يتردد في الذهاب إليه.
لذا فعليه أن يتحمل مكالمة والده بدلا من زيارته التي هو في غنى عنها الآن.
مر بالردهة المؤدية إلى غرفته، وإذ به يتوقف أمام تلك المرآة المستديرة المعلقة على الحائط، نظر بها وأمعن النظر، أخذ يتفحص قسمات وجهه الواضح عليه التعب والإرهاق والإحباط.. وفجأة نزع المرآة من على الحامل المثبتة به وألقاها أرضًا بكل ما أوتي من غضب وحقد.
تخصر بيديه ووقف يشاهد شذرات الزجاج المتناثرة هنا وهناك، وتخطاها وصولا إلى الحمام.. خلع سترته وألقاها أرضًا بغضب.. لم يهتم بوضعها داخل صندوق الملابس المتسخة، أو سلة المهملات كالعادة، غضبه الآن يطغى على كل شيء… يغلب وسواسه القهري ويغلب كل الهواجس برأسه.
كل ما يشعر به الآن أنه غاضب، ويتمنى أن يجد طريقة لكي يتخلص بها من غضبه قبل أن ينفجر، فك أزرار قميصه وهو يتنفس بصوت مسموع، يحاول تخفيف ذلك الضغط من عليه.. ووقف عاري الصدر يتطلع نحو صورته في مرآة الحمام.. وأخذ يضرب صدره بقبضته وهو يزمجر بغيظ مكتوم يتمنى التخلص منه ..
ثم أسند كفيه على طرف الحوض الرخامي وأسقط رأسه باستسلام.. ثمة شعور بالفشل يساوره الآن، بعد أن قضى أشهرًا طويلة يخطط ويسعى لكي يظهر مشروعه بأكمل صورة وعلى أكمل وجه جاءت هذه الشقراء المصطنعة وخربت كل شيء بقُبلة !!
اشمئز وانتفض بدنه بضيق واستياء شديد، وخلع بقية ملابسه ودخل أسفل سيل الماء البارد فورا.. يغسل وجهه بقوة وخاصةً شفتيه، يحاول إزالة آثار تلك القبلة الدنيئة عنه بأقصى سرعة ممكنة. وكلما راودته فكرة أن إحداهما تجرأت وفعلت ذلك معه يشعر بالغثيان، وود لو رآها فينتقم منها أشد إنتقام ويجعلها تتمنى لو ماتت قبل أن تفعل ما فعلت.
أوصد المياة، ثم خرج من كابينة الاستحمام وارتدى مئزره، واتجه نحو الغرفة ليستمع إلى هاتف المنزل يرن، فابتسم بسخرية وهو يهز رأسه بيأس، يعرف أن والده من يتصل به بالتأكيد..
أجاب دون أن يتحدث، فبالطبع لن يستقبله بمساء الخير، لن يثير حنقه أكثر..
وحينها استمع إلى صوت والده يقصف بقوة:
ـ تكون قدامي حالا.. حالاااااا.. متضطرنيش أجيلك بنفسي، إنت سامعني؟
أنهى فريد الاتصال دون رد .. لا يهم إن نعته والده بقليل الأدب.. أساسا هو لم يعد مهتم بما سيقوله، لم يعد مهتما بشيء سوى إيجاد تلك اللعينة .. الأمر أصبح مسألة ثأر بينهما، حتى ما سيُكتب عنه في الصحف والمواقع، والخسائر التي سيتكبدها لا يشكلون فارقا لديه بقدر ما يهتم بإيجادها.. لا بد أن تخبره لماذا فعلت ذلك ومن الذي طلب منها أن تفعل!
توجه إلى الحمام، جمع الملابس المتناثرة أرضا، ثم رتب كل شيء وخرج، جمع حطام الزجاج وقام بالتنظيف مكانه، ثم دخل إلى غرفته وانتقى ملابس بسيطة، فبالطبع لن يتأنق وهو ذاهب ليتلقى وصلة توبيخ وتعنيف هي الأشرس في تاريخه.
وصل بعد حوالي نصف ساعة.. صف السيارة ودخل لتستقبله مدبرة المنزل قائلةً بهدوء:
ـ الباشا في انتظارك في الصالون.
سحب نفسًا عميقًا ملأ به رئتيه وهو يومأ بهدوء، ثم صوّب خطواته نحو الصالون حيث ينتظره سالم باشا، والذي كان يجلس متجهمًا، والغضب يعلو قسماته، يسند ساقًا فوق الأخرى ويضع يديه على فخذيه في وضعية استعداد وتأهب وكأنه يستعد لخوض نزال بعد قليل.
دخل فريد وألقى التحية مضطرًا:
ـ مساء الخير..
ـ خير؟
حسنا هذا هو ما توقعه تماما …..
ـ هو انتوا ييجي من وراكوا خير؟
زم فريد شفتيه بملل على وشك الإفصاح عنه.. وتنفس بهدوء، وهو ينظر بصمت لوالده الذي نهض يقف في مقابله ويديه معقودتين خلف ظهره وهو يقول:
ـ بهدوء كده ومن غير ما أتعصب.. مين دي؟
ـ مش عارف.
ألقاها فريد بهدوء كما طلب منه والده، وهو يدرك جيدا أن هذه الإجابة لن تُبقي على هدوءه أبدا..
ـ مش عارف إزاي يعني؟ واحدة دخلت الحفلة اللي محدش بيدخلها غير بدعوة، وقدرت تعدي الحرس اللي كل واحد منهم يسد عين الشمس، والكاميرات أم ملايين اللي بتتعرف على بصمة الوش قال.. ودخلت قلب الحفلة وجت مسكت فيك وراحت هوب باستك.. وتقوللي معرفهاش! مختوم على قفايا أنا.
زفر فريد بنفاذ صبر وهو يحاول التمسك بثباته لآخر ذرة وقال:
ـ دي الحقيقة. أنا معرفهاش فعلا.. ولمعلومات حضرتك هي مدخلتش من البوابة الرئيسية ، دي دخلت من البوابة الخلفية جواللي أنا متأكد منه إنها مزقوقه عليا.
ـ مزقوقة عليك؟
ألقاها بتهكم وتابع بغضبٍ هادر:
ـ واحدة مزقوقة عليك وواحدة مزقوقة على أخوك !! أنا مبقتش عارف أتصرف معاكم إزاي يا جوز فشلة.
….. في تلك الأثناء وصل صوته الجهور إلى الجميع، نادية، بناتها، نسيم.. جميعهن وثبن من غرفهن للخارج لكي يطالعن ما يحدث.
و عمر الذي خرج من غرفته يتحامل على آلامه ووقف يستمع لوالده وهو يتجبر على أخيه كما فعل به منذ قليل..
ـ أنا مش فاشل.. أنا عمري ما كنت فاشل، انت بس اللي عمرك ما شفتني فالح في أي حاجه، وبتترصد لي عشان تشوفني بغلط أي غلطة تعاقبني عليها..
طالعه والده بصدمة حيث أنه لم يتوقع أن يخرج عن صمته ويحتج على ما قاله، وهو الذي اعتاد منه السمع والطاعة دومًا، فبأي حق يتمرد الآن؟
أشار سالم بيديه إلى نفسه وهو يقول بصوت تملؤه القوة:
ـ أنا بترصد لك؟ والله عال.. طيب.. بما إني بترصد لك عشان أعاقبك فاعتبر نفسك متعاقب.. إنت مسحوب منك كل الصلاحيات من النهارده ، ومن اللحظة دي انت ولا حاجة في الشركة.. صورة عالفاضي.
التمعت عينا فريد بغضب، وحدج والده بنظرات تشي أنه لا يصدقه، ولكن تلك النظرة في عين أبيه المغلفة بالجبروت والزهو بالنفس أخبرته أنه لا يكذب..
ـ مش من حقك تعمل كده، دي شركتي وأنا اللي أسستها ووقفتها على رجليها..
ـ إنت؟ إنت ولا حاجه.. شركة إيه وزفت إيه فوق لنفسك.. الشركة دي أنا اللي بنيتها وكبرتها وعملتها زي ما عملتك.. إنت عايش بإسم سالم مرسال.. اللي انت من غيره ولا حاجة !
صاح بالأخيرة بمنتهى القسوة والعنف، مما جعل الجميع يشعرون بالخوف والقلق حيال تصعيد الموقف لهذا الحد.. ونسيم التي كانت ترتجف وكأنها ستذوب في مكانها من فرط الخوف تنظر إليهم وكأنها تستحضر ذكرى لا تود تذكرها أبدا..
وهرعت إلى حيث يقف عمر مستندا إلى باب غرفته بقلة حيلة، ووقفت أمامه تستجديه قائلة:
ـ عمر اتصرف، أرجوك اعمل حاجه..
طالعها عمر بعجز، هو يعرف أنه لا يملك شيء ليفعله، لقد اكتشف مدى جبروت أبيه قبل قليل، ويثق أنه لن يقوى على مجابهته مرة أخرى، ولن يمكنه الوقوف هكذا مكتوف الأيدي وأخيه يتعرض لهذا الهجوم..
نزل درجات السلم متحفزًا فنادته والدته قائلة بتحذير يشوبه الخوف:
ـ عمر… دول أب وابنه اوعى تتدخل!
لم يعرها اهتمام.. وتقدم من غرفة الصالون حيث يتواجد والده وأخوه..
تنفس فريد بهدوء.. وأومأ بهدوء أشد.. ونظر إلى والده وهو يعود بالزمن إلى ماضٍ لا يريد تذكره، أو الإفصاح عنه مجددا، ثم قال:
ـ والإسم ده أنا مستغني عنه.. مش عايزُه.. أنا مش ولد صغير عشان كل شوية تقوللي أنا اللي عملتك وأنا اللي سويتك.. أنا أكتر واحد تعبت عشان الشركة دي تنجح وأكتر واحد بدفع تمن النجاح ده..
رمقه والده بغضب سافر وقال بقوة:
ـ اطلع برا..
تلقاها فريد وكأنما تلقى سكين بمنتصف قلبه، وأظهر ردة فعل متماسكة وهو يحاول تجاهل شعور ذلك النصل الذي يعتصر فؤاده..
ـ البيت ده تنساه.. ومن النهارده اعتبر نفسك بره العيلة تماما.
كان ذلك أمرًا رسميًا بالنفي من العائلة، ولكنه لم يهز شعره من رأس فريد لأنها لم تكن تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها لموقف مشابه.. وقبل أن يجيب كان عمر قد سبقه فقال موجهًا حديثه إلى والده بتحدي:
ـ لو فريد مشي أنا كمان همشي..
ابتسم سالم ابتسامة متهكمة وبترها فجأة وهو يقول:
ـ أوي أوي.. في ستين داهية انتوا الاتنين!
فخرج عمر على الفور واستقل سيارته وهو غاضب، وغادر الفيلا لا يعرف أين سيذهب..
………………
ـ يارب ساعدني، يارب مليش غيرك..
قالتها نغم وهي ترفع ناظريها إلى السماء وتبكي، وإذ بها تستمع إلى أصوات عواء جعلتها تهب واقفة وهي تنظر حولها بهلع، وسرعان ما أطلقت ساقيها للريح وفرت مسرعة، انحنت وخلعت حذائها ذو الكعب العالي وركضت دون انقطاع وهي تلهث بعذاب.
وأخيرا.. لاح النور من بعيد.. وظهرت أعمدة الإنارة على جانبي الطريق، فوقفت تنقل بصرها من الجهة اليمنى إلى اليسرى حتى رأت سيارة على مدد البصر فتوقفت في منتصف الطريق تماما، تلوح بكلتا يديها وتركض نحو السيارة بلا وعي.. تريد أن تلاحق الزمن وتقطع الطريق على سائقها لكي لا يتخطاها أو يتجاهلها..
توقفت السيارة فأكملت ركضها نحوها ووقفت أمام النافذة التي تنزل أمامها بهدوء فأظهرت من خلفها رجلا في عقده الرابع، نظر إليها متفرسًا فيها بنظراته وهو يقول:
ـ مين انتِ وبتعملي إيه في مكان مقطوع زي ده دلوقتي ؟
حاولت التقاط أنفاسها بهدوء وقالت:
ـ ممكن تساعدني؟ ربنا يستر طريقك والنبي تساعدني..
طالعها بهدوء لثوان ثم قال:
ـ اركبي.
استدارت وركبت بدون تفكير، هي تعرف أنها خطوة حمقاء ولكنها أقبلت عليها مرغمة، فأيًا كان ما سيحدث أهون من أن تبقى في هذا المكان المريب بمفردها وتواجه مصيرا مجهولا..
ـ رايحة فين دلوقتي؟
تساءل وهو يرمقها بتفحص، فقالت وهي تجذب ثوبها للأمام تغطي به ساقيها المكشوفتين بخجل:
ـ عاوزة أروح المهندسين.
قطب حاجبيه مستغربا وقال وهو يرمقها بنظرة لم تستسغها:
ـ انتِ ساكنة في المهندسين؟
وترتها نظراته المتفحصة أكثر وقالت وهي تقترب من الباب أكثر:
ـ رايحة أزور صاحبتي..
هز رأسه بابتسامة متهكمة وهو يقول بإدراك:
ـ صاحبتك! مممممممم.. وصاحبتك دي بقا شغاله معاكي بردو ولا كل واحدة بتطلع لوحدها؟
رمقته باستفهام وقالت:
ـ نعم؟ مش فاهمة قصدك؟
ليصيح و بها مستنكرا ويقول:
ـ انتِ هتستعبطي؟ واحدة واقفة في طريق مقطوع مفيهوش صريخ ابن يومين في وقت زي ده لوحدها هتكون بتعمل ايه؟ بتصطادي زبون طبعا..
نظرت إليه بصدمة وقالت:
ـ بصطاد زبون؟ اخرس قطع لسانك انت شايفني إيه؟
شعرت بالسيارة تتوقف ببطء، ثم مال نحوها ونطق بفجاجة وهو يضع يده فوق ساقها العارية وعيناه تحاصرها:
ـ شايفك حلوة.. وحلوة أوي.. تتاكلي أكل.. وأنا بقا ناوي أكلك.
حملقت به والرعب يحتجز كلماتها بحلقها وأنفاسها بصدرها، وأبعدت يده عن ساقها فورا وهي ترجع للوراء وتقول:
ـ إنت اتجننت ولا إيه، اوعى تفكر تقرب مني بدل ما أموتك أنا بقولك أهو..
اقترب أكثر وهو يحاول محاصرتها بذراعيه وهو يقول:
ـ تموتيني؟ تعرفي إني بعشق النوع ده من الستات أوي؟
امتدت يدها نحو الباب وهي تدعو بداخلها ألا يكون مغلقا، ولم تصدق حين انفرج الباب وسقطت أرضًا على ركبتيها.. فتجاهلت شعورها بالألم القاتل وحاولت النهوض ولكنها تعثرت مجددا وأخذت تتراجع للخلف وهي تزحف بمقعدها للوراء وهو يدنو منها كالوحش ويقول :
ـ متحاوليش.. انتِ وقعتي من السما وأنا استلقيتك خلاص.. هاوديني و صدقيني هنتبسط سوا..
ركضت بعيدا عنه وحالة من الهلع تنتابها، لم تنظر خلفها وهي تركض حتى أنها لم ترَ تلك السيارة التي تقبل عليها بسرعة جنونية لم تستطع هي تفاديها واصطدمت بها بقوة كانت كافية لأن ترتد أرضًا وتفقد الوعي.
ـــــــــــــــــــ
كان حسن يجلس بالمقهى المجاور لمنزله، يسند ذراعه فوق الطاولة المربعة ويمسك بيمناه قدحا من الشاي، يحتسيه على مهل وهو يبحث داخل عقله المفكك عن شيئا يمكنه فعله..
أين سيبحث عنها؟ وكيف؟ هل سيطبع صورتها ويعلقها على الجدران في الشوارع والطرقات ويكتب تحت الصورة رقمه فيتصل به من يعثر عليها؟ هل يبلغ عن اختفاءها؟ لا يدري لماذا انقبض قلبه عندما ورده ذلك الخاطر؟ فهو لا يضمن نغم .. ليس متأكدا من أنها لن تنصب له فخًا كالذي أوقعته به في السابق.
فالغبية تظن أنه لا يعرف أنها من قامت بالابلاغ عنه وإخبار الشرطة عن مكانه، ولا تعرف أنه يعرف ذلك منذ أسبوعه الأول في السجن عندما أبلغه صاحبه أنه رآها وهي تخرج من قسم الشرطة في نفس اليوم الذي تم القبض عليه فيه. وبالرغم من أنه صُدم أن تكون هي من فعلت به ذلك ولكنه التمس لها العذر، فما فعله لم يكن هينًا..
فلقد قام بخطف الشاب الذي تقدم لخطبتها والذي كانت قد أبدت إعجابها به، وأخبرته أنها توافق على الزواج منه، فلم يتمالك نفسه من فرط الغيرة والغضب، ولم يشعر إلا وقد خطفه وقام بالاعتداء عليه بطريقة وحشية حيث بتر رجولته بدمٍ بارد ثم هرب واختبأ ببيت أحد أصحابه.. وبعد يومين اضطر لمهاتفتها لأنه كان يشعر بالقلق عليها وعلى والدته ولم يكن يعرف أنها ستبلغ الشرطة بمكالمته وتسعى معهم لإلقاء القبض عليه.
أفاق من شروده على صوت هاتف نغم الذي يهتز بجيبه، فأجاب لما رآه رقم مسجل باسم نيهال وقال:
ـ إيه يا نيهال، وصلتي لها؟
ـ لأ أنا بكلمك أسألك عليها، مرجعتش؟
زفر بضيق وأجاب باقتضاب:
ـ لأ..
همهمت بهدوء ثم قالت:
ـ طيب ما تجرب تسأل مدام فيفي صاحبة الكوافير عليها، جايز راحت عندها؟
هب واقفا وهو يشرب آخر ما تبقى من قدح الشاي جرعةً واحدة وقال:
ـ قوليلي عنوانها بسرعة..
أملت عليه العنوان فقصده سريعًا، وقد عاد الأمل يدب بقلبه من جديد.
وصل أمام صالون التجميل بعد نصف ساعة، وتسائل عن مالكة المكان لتقابل إحدى العاملات سؤاله بسؤال:
ـ عايزها ليه؟
رمق الفتاة باستغراب ، حيث كانت تبدو كفتيات الليل من وجهة نظره، وتعجب كثيرا أن نغم كانت تختلط بمثل هذه الأشكال..
ـ عاوز اسألها عن حاجة مهمة..
ـ أيوة حاجه مهمة زي إيه يعني؟ عايز تحجز باكيدچ خطوبة ولا فرح؟
قطب حاجبيه مستغربا وقال :
ـ لا ده ولا ده..
تفحصته مليًا وقالت بتهكم:
ـ لا ده ولا ده؟ يبقا سوري.. المدام مش فاضية .
تنهد بضيق واقترب منها وأردف بخفوت:
ـ عاوز أسألها عن نغم.. يمكن تعرف عنها حاجه.
رمق أحدهم الآخر لدقيقة طويلة، ثم تشدقت هي وهي تمضغ تلك العلكة بطريقة عززت إحتمالية كونها فتاة ليل لديه.. وقالت:
ـ طب استنى هبلغها، اوعى تدخل أصل الصالون كله حريم.. هااا. اوعى.
هز رأسه وراح يضرب كف بالآخر بتعجب وهو يغمغم:
ـ معقول نغم كانت شغالة مع الأوباش دول؟
دقائق وخرجت سيدة خمسينية تصبغ شعرها باللون الأحمر، ووجهها بالعديد من الألوان، ترتدي قميصا منقوش على هيئة جلد النمر ، وسروالا من الجينز الذي من الصعب تخيل معاناتها وهي تحشر هاتين الساقين الممتلئتين بداخله، ثم نظرت إليه باستفسار وقالت:
ـ مين حضرتك ؟
حانت منه التفاتة سريعة متفحصة، وتسائل بترقب وقلق:
ـ كنت جاي أسأل عن نغم، مجتلكيش ولا حاولت تتصل بيكي؟
طالعته السيدة بتفحص أكبر، قامته الطويلة ومنكبيه العريضين، ملامحه الرجولية، وقسمات وجهها التي تشي بالقسوة، ومنحته إبتسامته هادئة وهي تقول:
ـ أهلا .. إنت قريبها؟
ـ أيوة.. حسن ابن خالتها.
اتسعت ابتسامتها وألقت إليه بنغمة صوت رقيقة:
ـ أهلا يا حسن.. لا والله نغم سابت الشغل من حوالي أسبوعين ومشوفتهاش بعدها.
تهدلت ملامحه المتحمسة بإحباط وزفر بيأس فقالت:
ـ بس عالعموم لو كلمتني أو جتلي هبلغك على طول..
ـ تمام كتر خيرك..
وهم بالانصراف لكنها نادته قائلة:
ـ موبايلك؟
نظر إليها مستفهما فقالت بابتسامة:
ـ عشان لو عرفت عنها حاجة أبلغك.
أومأ موافقا وقال:
ـ رقم نغم معايا.. وقت ما توصلي لحاجة رني عليا فورا..
وانصرف عائدًا أدراجه وشعور السخط ينهل منه ويتفاقم حتى بات يشعر بأنه على وشك الانفجار..
ـــــــــــــــــــــــــ
كان فريد قد عاد مجددا إلى بيته.. ولكنه قصد قاعة الرياضة فورًا لكي ينفس عن غضبه الذي يضغط على قلبه ويجعله معرض للتوقف في أي وقت.
دخل الغرفة والتي هي عبارة عن غرفة مجهزة ومزودة بكل الأجهزة الرياضية التي توجد في أي قاعة رياضية في أي مكان.
تلقى اتصالا من أيمن الذي أخبره :
ـ فريد بيه، الشاب اللي كان بيفتح البوابة اللي ظهر في الفيديو ده مش تبع المكتب اللي طلبنا منه فريق الخدمة، أنا تواصلت معاهم من شوية وبعتولي بيانات وصور الشباب والشاب ده مش من ضمنهم.
زفر فريد بهدوء، زفرة مطولة طرد معها الكثير من الثقل الذي يشعر به، وقال بهدوء نقيض البركان الثائر بداخله:
ـ والسواق ؟ قدرت توصل لمعلومة عنه؟
ـ سواق التاكسي قدرت أوصله، لكن موصلتش معاه لحاجة، قاللي إنه خدها من طريق عمومي.. واضح إنه متقري كويس..
صاح به فريد بانفعال قائلا:
ـ شوفُه جايز عاوز فلوس، ادفعله اللي يطلبه يا أيمن، المهم يجيبلي قرار البنت دي، أنا متأكد إنهم عصابة كلهم متفقين مع بعض ومخططين كويس للي حصل ده، وسواء كانوا عصابة أو شخص واحد هو اللي ورا اللي حصل فأنا متأكد إن هو هو اللي اتسبب في فضيحة عمر.. و أنا متأكد إننا هنكشفه.
ـ إن شاء الله يا فندم ، أنا مش هسيب طرف خيط إلا لما أدور وراه وأكيد هنوصل للحقيقة.
ـ إن شاء الله.. المهم كان في حاجة عاوز أقولهالك قبل ما أنسى، عاوزك تشوف شركة من المتخصصين في تفريغ البرامج والسوشيال ميديا وتتفق معاهم… عاوز تقرير عن كل اللي هيتقال عني وعن اللي حصل النهارده ، يهمني أعرف.
ـ تحت أمرك يا فريد بيه، مع السلامه.
أنهى فريد الاتصال وزفر وهم بخلع قميصه ثم أسنده على المقعد الموضوع بزاوية الغرفة، وأمسك بزجاجة الكحول رش منها على يديه ومسح على وجهه، ثم صعد إلى جهاز المشي وبدأ بالمشي وهو شارد الذهن ، إلى أن جذبه صوت رنين هاتفه باسم عمر، تجاهل الرنين لأول مرتين ولكنه اضطر للإجابة في المرة الثالثة فوصله صوت عمر مذعورًا يقول بانهيار:
ـ فريد أنا عملت حادثة وخبطت واحدة بالعربية!!
........
#يتبع
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق