القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية نيران نجع الهوى الفصل السادس عشر 16الجزء الثاني بقلم هدير دودو

التنقل السريع

     

    رواية نيران نجع الهوى الفصل السادس عشر 16الجزء الثاني بقلم هدير دودو 





    رواية نيران نجع الهوى الفصل السادس عشر 16الجزء الثاني بقلم هدير دودو 




    رواية نيران نجع الهوى الفصل السادس عشر 16الجزء الثاني بقلم هدير دودو 



    #الفصل_السادس_عشر "الجزء الثاني"

    #نيران_نجع_الهوى 

    #هدير_دودو 


    وصلت عهد الوحدة الصحية بصحبة زوجها متمسكة به تستمد منه قوتها، لكن قلبها يرتجف بداخلها خوفًا عليها، تطلعت نحو صفية بلهفة فآتت مهرولة نحوها سألتها سريعًا بقلق:


    - طمني جلبي يا صفية الدَكتور جال ايه بجت زينة هي وولدها. 


    تطلعت أرضًا بخجل وأجابتها بتوتر:


    - الدَكتور لساته چوة عنديها لحد دلوك. 


    أومأت برأسها أمامًا وازداد نحيبها من جديد تحت لمسات عمران الحانية وهو يحاول معها أن تهدأ إلى أن نجح قليلًا. 


    اقتربت من أخيها المتخذ جانبًا بعيد كما لو مَن بالداخل ليست زوجته ليست تعنيه، وقفت أمامه ترمقه بازدراء محتقرة بملامح وجه ممتعضة تزجره بعنف:


    - كيف جدرت تعمل إكده في مرتك، چاك جلب تعمل فيها إكده، يا جسوة جلبك وچبروتك، والله ما تستاهلها. 


    كان يستمع إلى حديثها بلا مبالاه دون أن يهتز ملامح وجهه بقيت جامدة كما هو، فتمسكت بثيابه تجذبه منها بعنف صائحة بغضب:


    - والله أنك مش راچل ولا تعرف اللرچولة هي غلطتها الوحيدة إنها وافجت تتچوزك. 


    اهتاج عقله بغضب فدفعها لتبتعد عنه قابضًا فوق ذراعها بقوة وهدر بها باحتدام:


    - اتجنيتي عاد بلاها حديتك الماسخ ده أني أخوكي الكـ... 


    قبل أن يستكمل حديثه المتبجح وجد عمران يدفعه بعنف ليبتعد عنها فارتطم بالحائط بقوة أثر دفعته وعينيه مثبتة نحوه بغضب ناري، لم يتكفِ أسرع قابضًا فوق عنقه بقوة يثبته على الحائط وتحدثت بحدة شديدة ضاغطًا فوق أحرف حديثه بتوعد:


    - الله في سماه لو يدّك اترفعت على مَرتيّ لأدفنك بيدّي، هي مغلطتش في كلمة واحدة اللي كيفك لازمن ميبجاش راچل. 


    شعر بالخوف من تهديده وعلمه بقدرته الواسعة في تنفيذه اهتز أسفل يده يحاول أن يبرر ما فعله بتلعثم:


    - أ..أني مجصديش أعمل إكده بس عهد هتغلط في أخوها الكبير جدام الخلج كُمان وميصُحش. 


    تركه بعنف ولازالت نظراته مثبتة عليه ليصحح له حديثه باحتدام:


    - ستك عهد.. وبعدين مرتيّ مغلطتش مرتي عتجول الحجيجة كنك مخابرش أنك كيف الولايا اللي يمد يدّه على حرمته وهي معملتش حاچة عِفشة يبقى حرمة زييها وحسابك معايّ واعر جوي صدجني. 


    دفعه بعنف فارتطمت رأسه بالحائط لكنه لم يهتم به بل وضع يده فوق خصرها يسحبها معه بحنان لتبقى بجانبه تستند برأسها فوق صدره مستمعة لضربات قلبه المغرم بهواها، تحاول أن تهدأ وتخبر ذاتها أنه بجانبها فلمَ القلق سيصبح كل شيء بخير مثلما يخبرها. 


    لم يمر كثيرًا وخرج الطبيب من الغرفة بوجه حزين اقتربت منه بصحبة عمران الذي سأله بجدية:


    - طمنا يا دَكتور الست إيمان حالتها عاملة ايه؟ 


    تنهد بحزن متطلعًا أرضًا وأجابه بأسى:


    - الحمدلله هي دلوك زينة بس هي فجدت طفلها والرحم كان حاصله تضررات عشان العنف اللي حُصلها فاضطرينا نشيله مكنش جدامنا حل غير إكده. 


    صدمة حلت على الجميع، لطمت عهد فوق صدرها صارخة بقهر بعدما علمت أنها فقدت طفلها مصطحبًا معه امومتها الأبدية ازداد بكاءها المقهور بصوت مرتفع متطلعة نحو أخوها:


    - منك لله ربنا ينتجم منيك وياخدك، ليه عملت فيها إكده ياخويّ عملتلك ايه لچل ما تكسر جلبها كسر ميداويش. 


    لم يهتم بكل ذلك أقترب من الطبيب ليتأكد مما فهمه:


    - يعني مرتي إكده بجت أرض بور ومهتخلفش واصل صُح حتى اللي كَت حبلة فيه راح. 


    طالعه الطبيب مندهشًا من ذلك الجمود الذي يتحدث به لكن ما عليه سوى أن يجيبه مؤكدًا حديثه بحزن:


    - أيوه للأسف هي مهتجدرش تخلف. 


    تطلع نحو شقيقته الباكية محتقرة حديثه لكنه استرسله بقسوة ساخرًا:


    - اهي بجت أرض بور ملازمنيش في حاچة خليهالك اجعدي وياها، أني إكده بجى من حجي اتچوز تاني بس مهجدرش على مصاريف التنين جوليلها أني مبجتش رايدها وهطلجها. 


    طالعته بدهشة مستنكرة حديث ذلك الوَغد الدنيء المتجرد من المشاعر وصاحت به بامتهان:


    - كنك اتچنيت مانت اللي عِملت فيها إكده يا وِلد المركوب، هي من حظها الحلو أنك هتهملها ياواكل ناسك غور من إهنيه مرايداش أشوف خلجتك العِكرة.


    سار من أمامها ببرود دون أن يطمئن على زوجته، عادت هي بجانب عمران تبكي من جديد لا تعلم من أين حصل ذلك المتبجح على شجاعة للتفوه بحديثه الحقير، هو مَن فعل بها ذلك، لا تعلم كيف ستخبرها كل ذلك، هي ستقف أمامها تنهار في البكاء لم تستطع التحدث، أيعقل أن تخبرها بهدم أحلامها واستحالتها أيضًا لن تستطيع فعلها تدعي ربها أن يخفف عنها ذلك البلاء الذي سقط عليها كالصاعقة.. 


    كان أكرم يرمقه بازدراء شاعرًا بقبضة قوية تعتصر قلبه حزنًا عليها، كان يريد أن يمنع الحزن عنها لكنه كُتب عليها يتمنى لو أن لديه القدرة ليبقى بجانبها يسعدها في حياتها التي مرت عليها بصعوبة يعلم أنها عانت كثيرًا لكنه يريد أن يمحي كل ذلك ليرسم معها السعادة والمشاعر الحقيقية الصادقة.. 


    بعد مرور ساعات قليلة استعادت تلك المسكينة وعيها لم تكن تعلم ما كتبه عليها القدر القاسي، تفتح عينيها ببطء وعهد تقف جنبها بأعين أنهكها البكاء، تقف لا تعلم كيف ستواسيها ولكن أي حديث ينفع في ذلك الموقف الوخيم، تطلعت نحو عهد ورأت حالتها التي لم توحي بالخير فوضعت يدها مسرعة فوق بطنها وها قد أصابها الجنون بعدما علمت سبب بكاءها لكن ما علمته ليس سوى نصف الحقيقة النصف الآخر أصعب كثيرًا، اعتلت صرخاتها الهيسترية بانهيار متناسية ذاك الوجع المنتشر بأنحاء جسدها المنهك، اقتربت عهد تحتضنها تحاول أن تجعلها تهدأ متحدثة بضعف من بين شهقاتها الباكية:


    - ربنا هيعوضك والله ياخيتيّ ويبعد الحزن عنيكي.


    لم تهتم باستماع أي حديث في تلك الوهلة كانت تبكي وتصرخ بقهر اقتربت منها أحد الممرضات وقامت بحقنها بمهدئ فبدأت تهزي بضعف خافت بعدما خارت قوتها وأعصابها:


    - ابـنـي... ابـنـي. 


    جاءت عائلتها ليبقوا بجانبها وهي لازالت لم تتعافَ بعد وأيضًا لم تعلم بخسارتها لأمومتها الأبدية، الجميع يخفي عنها ذلك الخبر إلى أن تسترد صحتها بالكامل بعدما أمر الطبيب بذلك.. 


    كانت عهد تتردد عليها يوميًا ولجت الغرفة بقلق تطالع تلك الضعيفة بعدما أنهكها الحزن بالرغم من علمها لنصف الحقيقة فقط، اقتربت منها تحتضنها تحاول أن تخفف عنها بهدوء:


    - شدي حيلك يا إيمان ربنا هيعوضك ويفرح جلبك وبالك. 


    طبعت قبلة رقيقة فوق جبهتها همست إيمان بخفوت:


    - ربنا ينتجم منيه أخوكي كسرني يا عهد جطم وسطيّ بموت ولدي منه لله خسيس ولا يسوَى. 


    شددت من احتضانها عليها وأيدت حديثها بحزن:


    - ربنا هيرچعلك حجك ويجهره والله وجولي عهد خيتك جالت المهم متزعليش حالك لچل ما تتعافي وتخرچي من إهنيه. 


    اومأت برأسها أمامًا وهمهمت تجيبها بخفوت، فولجت والدتها تتحدث مع عهد بحدة غاضبة:


    - بزياداكي إكده أنتي وأخوكي أني ساكتة لحد دلوك لچل سي عمران بس بجولك بعدي عن بتيّ بزياداكم رايدين تجهروها. 


    تطلعت عهد نحوها لم تنزعج منها عالمة أنه ليس إلا رد فعل طبيعي لأي أم في مكانها، حاولت أن تشرح لها موقفها بتوتر:


    - حجك تجولي أكتر من إكده بس أني والله يا ست رانيا ما رايدة غير سلامتها وسلامة جلبها من الحزن. 


    لوت شفتيها ساخرة وزجرتها بعنف متهكمة:


    - لاه ماهو باين السلامة اللي چاتها من وراكم هملي بتي لحالها الحزن چاها لما شافت أخوكي الخسيس فهمليها انتي كُمان خلاص يا ست عهد واچبك لبتي وصل وجولتلك أني مهملاكي تچيها لچل أنك مَرت كبيرنا. 


    لم تقوى أن تعترض على حديثها متفهمة حالتها فتمتمت بهدوء:


    - حاضر ياست رانيا هتطمن عليها بس جلبي واكلني عليها والله إيمان زي خيتي وهي خابرة إكده والله. 


    أشارت لها نحو الباب لتذهب فشعرت بالإحراج أخفضت رأسها أرضًا بخجل، تحدثت إيمان تمنع والدتها بوهن خافت:


    - ميصُحش إكده يمّا عهد معتعملش حاچة وبتحبني بچد. 


    ابتسمت عهد بهدوء أمامها واحتضنتها بحنان هامسة:


    - المهم أني اتطمنت عليكي هبجى أچيكي تاني. 


    سارت بحزن على حالتها لكنها لم تريد أن تزعج والدتها شاعرة بنيرانها وحزنها على ابنتها بعد أفعال شقيقها المخزية.. 


    وصلت المنزل بخطوات متهالكة وعقلها منشغل في أمر تلك المسكينة، لكنها تفاجأت بعمران يجلس مع ابنة عمه يتحدثان بوجه مبتسم وضحكته متسعة وقفت تطالعه بنظرات غاضبة تملأها الغيرة ولم تتحرك من مكانها بقيت مكانها تطالعهما بغضب ناري. 


    لاحظت نواره وجودها فابتسمت بمكر واقتربت واضعة يدها متمسكة بيد عمران هامسة بدلال:


    - عمتيّ نعمة جالتلي إنك مهتسيبش حجي. 


    اومأ يؤيد حديثها باتزان وتعقل:


    - أيوه طبعًا يا نواره أنت كيف خيتيّ، أني شيعتله حد لچوزك يبلغه إنه ياچي أني رايده بس ملاجاهوش هشيعله الصبح تاني. 


    اتسعت ابتسامتها لتثير حنق تلك الواقفة تراقب ما يحدث بوجه محتقن غاضب وأردفت بدلال زائد:


    - ربنا يخليك ليا يا عمران بس أني رايدة اطلج مهكملش مع فهيم تاني بعد ما مد يده عليّ. 


    طالت نظراته عليها بتفكير وليأتي رده الهادئ:


    - حاضر يا نواره بس اتحدت وياه اللول. 


    قبل أن تتحدث لترد عليه اقتربت عهد منهما وقفت في المنتصف واضعة رأسها فوق صدر زوجها تستمع لنبضات قلبه الذي تردى صريعًا لهواها همست بدلال لترد على تلك الحمقاء التي أشعلت غيرتها واقتربت من زوجها:


    - معلش يا عمران اتأخرت بس فضلت اتحدت ويا إيمان واخفف عنيها. 


    نفخت نواره بضيق وسارت تبتعد عنه عندما وجدته يبادلها احتضانها بشغف قوي مستنشق رائحة عبيرها الخلابة وأجابها بهدوء:


    - هروح ابص عالمحصول الچديد وراچع اسبجيني على فوج انتيّ. 


    همهمت تجيبه بدلال وقبل أن تبتعد وجدته يجذبها من جديد واضعًا يده حول خصرها هامسًا داخل اذنيها بغرام:


    - اتوحشتك جوي. 


    ابتسمت بسعادة شاعرة بمشاعر جديدة تنتابها عندما اقترب، هناك رعشة قوية تسير في كامل جسدها تفقدها سيطرتها على ذاتها تحاول الإبتعاد بخجل لكن هناك ما يجذبها نحوه يدفعها للإقتراب، لا تعلم متى رفع يده عن خصرها ويقف مبتسمًا وهو يرى تأثيره الشديد عليها، حاولت أن تخفي كل ذلك وسارت راكضة هاربة من نظراته وعينيه التي تطالعها باستمتاع. 


    صعدت نحو غرفتها مسرعة وأغلقت الباب واقفة خلفه واضعة يدها فوق قلبها الذي يدق بعنف، أغمضت عينيها بقوة شاعرة باهتياج مشاعرها لكنها إلى الآن لا تعلم السبب، كانت دومًا تتهرب من معرفته لكنها الآن تفكر به، ما سبب تلك المشاعر التي تصيبها عندما يقترب؟! لمَ قلبها يدق بعنف في حضرته عندما تراه! لماذا شعرت بتلك الغصة التي انتابت قلبها عندما وجدت تلك الفتاة تقترب منه، هناك العديد من المشاعر المتواجدة داخل قلبها الذي يدق وكأنه يذكرها بوجوده، يذكرها أنه ينبض بنبضات خاصة به.. 


    كل شيء بداخلها يؤكد تلك الفكرة التي تحاول تنكرها وتتهرب منها، لكن من الواضح أنه حان الوقت للإعتراف، أيعقل!!؟ لمَ لا هو يعشقها وهي واثقة من ذلك، رأت غرامه بها عدة مرات سواء في أفعاله أو حديثه، هو رجل يمتلك جميع الصفات التي تحتاجها كل امرأة في زوجها، توجهت نحو المرآه تطالع انعاكس صورتها بداخلها، ترى ذلك الوميض الذي يصيب عينيها عندما تفكر به، تراه وكأن لم يوجد سواه في الدنيا بأكملها.. 


    ازدادت نبضات قلبها وتسارعت أكثر كأنه يذكرها بوجوده وبمشاعره نحوها فلم تستطع الفرار كل شيء بداخلها يعطي إجابة لسؤالها فلمَ الهروب؟! خارت قوتها وأنهارت أسوارها المنيعة الأبية، لم تجد أمامها سوى الخضوع لقلبها ومشاعرها بعدما اتفق معها عقلها أيضًا، حركت رأسها مؤكدة ما بداخلها وهمست بنبرة خافتة وكأنها تثبت لذاتها أن ذلك نابع من داخلها بعد تفكير عميق فلا تردد فيه بعد ذلك:


    - بـحـبـه... أيوه بـحـبـه أني كُمان. 


    أغمضت عينيها بقوة شاعرة بشيء قوي يسيطر على قلبها الذي كان ينتظر تلك الفرصة الذهبية بعدما اصطحبه الحزن والألم لفترة طويلة وها الآن تحرر من كل ذلك بعدما سيعيش في عشق مغرم صادق تلك المرة.. 


    ولجت للمرحاض لتعد ذاتها مثلما اعتادت دومًا عندما تنتظر عودته، وقع اختيارها على قميص طويل من اللون الأحمر يبرز مفاتنها عالمة بمدى تأثير ذلك اللون على بشرتها البيضاء لتقف ترى ذاتها مبتسمة برضا تام وهي ترى ذاتها فاتنة حد الموت ستسلبه أنفاسه ليس قلبه فقط، ستقيم احتفالًا بعشقها الذي حُفر اليوم داخل قلبها وتعالت دقاته بين نبضاتها، ستجعل ليلتها اليوم لا تنسى ستظل ليلة مميزة محفورة بداخلهما، استمعت إلى صوته في الخارج لا تعلم منذُ متى عاد لكنها ابتسمت بسعادة تاركة شعرها الأسود المبلل الذي ازداد سواده الحالك بالمياة منسدل خلف ظهرها. 


    قبل أن تخرج لتقابله استمعت إلى صوته بعدما تعالت دقات باب المرحاض:


    - عـهـد اخرچي. 


    تعجبت من نبرة صوته الباردة الجامدة من الممكن أن يكون انزعج في العمل لكنها ستمحي كل ذلك بلمساتها المميزة والمحببة إليه، همهمت تجيبه بدلال زائد ملقية نظراتها لذاتها بإعجاب صارخ:


    - حاضر چاية يا نِن عين عهد من چوه. 


    تعجب من حديثها ودلالها الزائد وجلس فوق المقعد ينتظر قدومها وبداخله جمرات مشتعلة مسيطرة عليه قاضبًا فوق يده بقوة ملتقطًا أنفاسه النارية بصعداء شاعرًا بنيران قوية متصاعدة بداخله ينتظرها لينفجر.. 


    لم يمر كثيرًا وها هي خرجت الآن بهيئتها الخلابة الساحرة، لكنها شعرت بالدهشة عندما وجدته يطالعها بنظرات جامدة ليست مثلما اعتادت، ذلك الوميض العاشق الذي يظهر دومًا عندما تحضر لم يكن موجود داخل عينيه، لم ترَ سوي الغضب المتشنج الذي يظهر على جسده وداخل عينيه المصوبة نحوها بنظرات نارية غاضبة كانت كافية لقبض قلبها وتسرب الخوف بداخله، فاهتزت ابتسامتها ووقفت تطالعه بصدمة، لكنها التقطت أنفاسها بصعداء حاولت أن تهدئ من ذاتها عالمة أنه غاضب لكن ليس منها فهي لم تفعل شيء يثير غضبه بالطبع حدث شيء في الخارج كما توقعت. 


    بقيت نظراته مصوبة نحوها لم تهتز ولم يتأثر بها، اقتربت منه بخطوات متعثرة وابتسامة مهزوزة ترتعش مثل قلبها الذي اهتز بداخلها شاعرة بخيبة أمالها وتخطيطها لتلك الليلة لكنها ستحاول ان تصفي عكر مزاجه وتعلم سببه، اقتربت تجلس على ساقيه بدلال تلف ذراعيها حول عنقه وداعبت أنفاسها وجهه كما فعلت أنفاسه بعنقها لكنها كانت حارة تلهبها على عكسها. 


    باغتها برد فعله عندما وجدته جامد كما هو لم يتأثر ولم يهتز اقترب دافنًا وجهه بعنقها وبدأ يلثمه بقسوة جعلتها تتألم، وقبضة يديه تعتصر خصرها بقوة غارزًا أصابعه بها جعلت ملامح وجهها تمتعض والألم يزداد، كانت تحاول أن تتحمل اقترابه بتلك الطريقة المؤلمة ودموعها تسيل بصمت دون أن تتحدث، لكن قبلاته ازدادت غضبًا عندما بدأ يغرز أسنانه في عنقها بغضب وضغطه يزداد حولها، فتمتمت بنبرة خافتة متحشرجة من بين دموعها التي تنهمر في صمت:


    - عـ... عـمـران مجادراش اتحمل أكتر من إكده. 


    وجدته لم يستجيب لها مستكمل فعلته المؤلمة فاعتلى صوت بكاءها وهي تحاول الإبتعاد عنه إلا أن قبضته كانت محكمة حولها:


    - عـمـران بزياداك إكده مجادراش. 


    ابتعد عنها بوجهه لكن عينيه كانت تفترس ملامح وجهها المتألمة ودموعها المنهمرة بحزن باستمتاع أسد جائع يقترب من فريسته انتقامًا محدد هدفه للإقتصاص منها، يرى بعينين قاتمة غاضبة علاماته البارزة بوضوح فوق عنقها والدماء البسيطة المتواجدة عليه مبتسمًا بانتصار. 


    اعتلت صرختها عندما رفع يده من عليها كادت تسقط أرضًا لولا أنها تمسكت بجلبابه بقوة مستنكرة حالة غضبه المتوهج، ترى جسده المتشنج وذلك الغضب المتطاير من عينيه وعروقه البارزة لا تعلم ماذا حدث لينقلب حاله معها بتلك الطريقة المباغتة.. 


    كيف يمكن للإنسان أن يتحول في وهلة، فهي رأت معه عشق حقيقي صادق، رأت داخل عينيه غرام وحنان كيف تحول لقسوة وغضب الآن ماذا فعلت لكل ذلك؟!!.


    ❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈

    رأيكم فالفصل وتوقعاتكم للقادم؟

    برأيكم ايه سبب تغير عمران المفاجئ وعهد هيحصلها إيه؟

    تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    تعليقات