القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جبل النار الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم رانيا الخولي

 

رواية جبل النار الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم رانيا الخولي




رواية جبل النار الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم رانيا الخولي



رواية جبل النار الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم رانيا الخولي



انقبض قلب داغر عندما وجد جسدها يهتز ثم يتشنج كما حدث من قبل 


وقبل أن تسقط أرضًا أسرع إليها لتسقط بين يديه


ثم حملها سريعًا ووضعها على الفراش


خلع نظارته وألقاها جانبًا وقلبه ينتفض رعباً مع انتفاضتها


ضغط على كتفها كي يتحكم في تشنجها لكنها اقوى من قبلها


لم يجد أمامه سوى ان يتصل بالطبيب


تركها واتصل على الفندق


_أريد طبيب حالاً بغرفتي


أغلق الهاتف دون ان يستمع لرده وعاد إليها سريعًا 




انهى الطبيب معاينتها تحت نظرات داغر الملتاعة خوفاً عليها 


سأله الطبيب


_هل النوبة هذه تتكرر كثيراً؟


تذكر داغر عدد المرات التي رآها فقال بتأكيد


_نعم تحدث كثيرًا.


دون الطبيب عنوان المشفى التي يعمل بها وقال


_لن استطيع تأكيد تلك الشكوك إلا إذا قمت بعمل فحوصات طبية لها، سأنتظرك غدًا لنعرضها على طبيب مختص لحالتها.


سأله داغر بتوجس


_هل تشك بشيء معين؟


زم الطبيب فمه بحيرة ثم سأله


_هل تعرضت لضرب مبرح على رأسها من قبل؟


لم يعرف داغر بماذا يجيب


_لا أعرف.


_حسناً سنعلم كل ذلك غدًا عندما نقوم بالفحوصات.


اومأ له داغر ثم قال بروية


_لكن اريد ان يبقى ذلك في طي الكتمان لا أريدها أن تعرف.


اومأ له الطبيب بتفاهم ثم خرج وعاد داغر إليها وقلبه ينفطر قلقاً عليها جثى على ركبتيه بجوار الفراش ثم أمسك يدها يقبلها بحب وقد تناسى كل شيء في تلك اللحظة 


لا يريد ان يعرف شيء سوى أنه مازال يعشقها ومهما فعلت به سيظل عاشقًا لها 


ملس بابهامه على وجنتها وتمتم بوله 


_خلاص من بعد النهاردة مفيش حاجة هتفرق بينا، بس هأجل الموجهة لحد ما اطمن عليكِ، وبعدها هحط النقط على الحروف.


كان جسدها ساكناً يبدو عليه التعب


فما كان منه سوى أن يستلقى بجوارها يتطلع إليها بعشق جارف وقد قرر ان يغتنم تلك الفرصة ويحتفظ بها إلى الأبد.




❈-❈-❈







دلفت هايدي غرفة أمينة لتضع إياد على الفراش بعد ان نام اخيرًا 


ثم دثرته جيدًا وسألت أمينة


_محتاجة حاجة مني قبل ما أنام؟


ابتسمت امينة لها وقالت بمغزى 


_عايزة سلامتك يا حبيبتي روحي انتِ نامي.


اومأت لها هايدي وهمت بالخروج لكن أمينة استوقفتها


_هايدي ومتطوليش في البعد لأنه عمره ما كان حل، مش بقول كدة عشان ابني انا بقول كدة نصيحة لبنتي.


ابتسمت لها هايدي بتفاهم وقالت بثقة


_متقلقيش انا عارفة بعمل ايه.


مالت على رأسها تقبلها بحب 


_تصبحي على خير.


_وانتِ من أهله.




دلفت هايدي غرفتها فتجده جالسًا على الفراش ينتظرها 


لم تعيره انتباه وتوجهت إلى الخزانة لتأخذ ملابس لها لترتديها ودلفت المرحاض


تركها تفعل ما تشاء يحق لها ذلك ولن يسئم مهما فعلت.


ظل منتظرها وعينيه على باب المرحاض حتى خرجت منه ولم تعيره انتباه.


وقفت أمام المرآة تمشط خصلاتها تتحشى النظر لصورته المنعكسة أمامه 


لم يعد يطيق صبرًا 


ودون إرادته وجدته يتقدم منها وهو يرى انعكاس نظراتها في المرآة والتي مازالت تدينه


وضع يده على كتفها ومال على عنقها يقبله وهو يتمتم بشجن


_وحشتيني.


ازدردت لعابها بصعوبة وعينيها تهتز اثر تلك المشاعر التي اقتحمتها عندما مرر انامله على ذراعها ليصل إلى يدها كي ياخذ منها الفرشاة ويلقيها على الطاولة أمامه ثم جذبها لتنهض وأدارها إليه متطلعاً إلى عينيها قائلاً برجاء


_اوعى تبعدي عني تاني، بعدك والموت واحد.


ملس بأنامله على وجنتها قبل ان يطبع قبلة ناعمة عليها


_بحبك يا هايدي، بعشقك.


انهارت قوتها التي كانت في الأصل واهنة لكنها قاومت عندما هم بتقبيلها فوضعت يدها على فمه تمنعه من الوصول إليها وقالت برفض


_خلينا نتكلم الأول ونصفي اللي بينا.


اومأ لها ولم يعترض فقام بجذبها من يدها وتوجه بها إلى الأريكة وجلسا عليها ليسألها


_قولي اللي جواكي ومتخبيش حاجة


رمشت بعينيها وهي لا تعرف كيف تصيغ حديثها لكنه علم بما تود التحدث بشأنه فقال بجدية


_شوفي يا حبيبتي انا بابا الله يرحمه مات وانا عمري ست سنين وحور كان عمرها سنتين


ماما اضطرت وقتها انها تشتغل عشان تصرف علينا 


فكانت بتسيبها معايا، بس انا كنت لسة صغير ومعرفتش آخد بالي منها 


كان عمرها تلات سنين لما غرقت في البحر وده لأني معرفش اخد بالي منها واحافظ عليها.


ماما مقدرتش تفضل في البيت وواحدة جارتنا كانت شغالة عند والد أسيل بس سابتهم عشان ولادها وطلبت من أمي تشتغل مكانها


والدت أسيل رحبت بينا جداً وكانت بتعاملني زي ابنها سليم بالظبط


لما شفت أسيل كانت في الوقت ده بعمر حور


حست كأني شايفها قدامي


اتعلقت بيها لأنها قدرت تملى الفراغ اللي سابته حور ومحت على احساس الندم اللي جوايا


بقيت انا اللي بهتم بها وهي اتعلقت بيا اكتر.


مكنش فيه غيرها قدامي ولا كان في غيري قدامها


كان حبنا أخوي ومتبادل بس لما كبرت ودخلت الجامعة كان لازم أسيب الفيلا واسكن لوحدي وقتها حسيت بالفراغ اللي كانت هي ملياه وافتكرت وقتها اني حبتها، وفضلت عايش في الوهم ده 


ولما صارحتها بمشاعري قالت إني زي أخوها وبعدها سافرت ايطاليا وانا اتعرفت عليكي واتجوزنا 


وفضلت معيش نفسي في الوهم ده


لما رجعت وعرفت انها حبت 


غيرت عليها كأخ حقيقي وكنت عايز احميها منه بس لما شفت اد ايه هي بتحبه ومتعلقة به سبتها تخوض التجربة 


تنهد بتعب وتابع


_لحد ما جاه اليوم المشؤوم ده ولقيت سليم بيسلمهالي وبيطلب مني اخليها معايا.


وطبعا انتي عارفة الباقي


ولما سيبتي البيت ومشيتي لقيت نفسي بموت حرفياً من بعدك


وقارنت بين معزتي لأسيل وحبي ليكي


وضع وجهها بين كفيه وتابع


_لقيت انك أغلى من نور عينيه وإن بعدك والموت واحد، يعني أسيل هي العوض عن اختي وانتي العوض عن الدنيا كلها.


لم يكن هناك شك في صدق حديثه فافترى ثغرها عن ابتسامة اشرقت روحه فسألها بحب


_لسة عندك شك في حبي ليكِ 


هزت راسها بنفي وقالت


_بس كان غصب عني…..


قاطعها حازم 


_مش عايز اسمع حاجة عن اللي عدى احنا بنبدأ صفحة جديدة مع بعض مش عايز اي حاجة تتكتب فيها غير حبنا وبس.




مال على ثغرها يقبلها بحب ولم تعارضه بل استسلمت له كي تتأكد بنفسها


وقد كان لها ما أرادت وهي تسمع منه كلمات الغزل مردداً اسمها بعشق جارف.




❈-❈-❈




استيقظت أسيل في الصباح على ألم حاد في رأسها وقد أصبح ملازماً لها في الآونة الأخيرة حتى أصبح غير محتمل


انتبهت لتلك اليد التي أحاطت خصرها بتملك فأدارت رأسها ناحيته فتجده نائماً بجوارها ويحيطها بذراعه


تطلعت إليه بمشاعر مختلطة


باشتياق تارة


وبعتاب تارة أخرى


لكن الأقوى هو العشق الذي لازمها منذ ان رأته على الباخرة وظل يلازمها حتى الآن.


 


واهمة هي إن ظنت ولو لوهلة أن باستطاعتها مجابهة ذلك العشق 


ظلت تتطلع إليه وهو نائماً بهدوء من يراه يظنه ملائكاً لا يجرح ولا يظلم.


تصلب جسدها عندما وجدته يتمتم باسمها


_أسيل.


تصلب جسدها وازدادت وتيرة دقاتها لسماعها اسمها من بين شفتيه وهي ظنت انه محاها من حياته.


تجمعت العبرات بعينيها وهي تنظر إليه وقد عاد امامها ذلك المحب الذي اطربها بأجمل الكلمات 


ليته يعود ويمحي ذلك المتجبر الذي أصبح عليه الآن.


اغمضت عينيها تتظاهر بالنوم عندما وجدته يتحرك في الفراش


لم تبالي بمسح دموعها هو عامة لن يراها


لكن من قال ذلك وقد فتح عينيها ليرى تلك الدموع التي بللت وجهها


علم انها مستيقظة وتتظاهر بالنوم وكم اراد أن يمحي تلك الدموع لكنه احجم تلك الرغبة وظل يتطلع إليها للحظات وقد تلاشى كل شيء من داخله ولم يبقى سوى الحب.


اليوم سيأخذها ليطمئن عليها وبعدها لن يتركها لحظة واحدة.


نهض من الفراش وتوجه إلى المرحاض كي يتركها تنهض وتمحو دموعها.




وما ان اغلق الباب حتى نهضت لتمسح دموعها وتلعن ذلك القدر الذي جعلها تعشق مهلكها دون عن باقي البشر


نعم مازالت تحبه ومازال القلب ينبض فقط لعشقه


لم تستطيع وقف دموعها بل شعرت بها تزداد حتى وصلت للنحيب الذي تحاول كتمة بشتى الطرق


وهو بالداخل يستمع لبكاءها المكتوم بقلب ينفطر ألمًا عليها


لما ذلك البكاء؟


هل تبكي لأنها اقترنت به؟ أم لأنها ندمت على تركها له وتريد العودة له؟


كلاهما ينكوي بنار الفراق وكلاهما يعاتب كلاً منهم الآخر لكن في صمت مطبق.


ظل داخل المرحاض حتى هدئ نحيبها واستكان الهدوء في الغرفة


خرج وهو يحاول بصعوبة أن يبعد عينيه عنها وتكتشف انه عاد يبصر من جديد


لكن ثباته انتهى عندما وجدها تمر من جواره لتدلف المرحاض وحينها لم يستطيع منع نفسه ووجد يده تسحبها إليه ليحتويها بحضنه ويشدد من احتضانه لها كأنه يريد ان يسحب احزانها ولا يترك لها سوى الفرح


يحتاجها اكثر من ذي قبل


وكذلك هي لأول مرة تسمح له أن يراها بذلك الضعف واطلقت لدموعها العنان تبكي على كتفه


تبكي على كل شيء


تطالبه أن يعود كما كان وليس ذلك المتجبر.


فهي مازالت تعشقه وتريده


فقط يعتذر عمّ بدر منه وحينها قلبها سيسامح ويغفر


اما هو فكان ينتظر منها ان تعترف له


أن تخبره بأنها اسيل حبيبته لكن يبدو أنه سينتظر كثيرًا وربما لن يأتي ذلك اليوم 


بوغت عندما وجدها فجأة تبتعد عنه وتمسح دموعها بظهر يدها وتتمتم بارتباك 


_انا اسفة إن كنت ازعجت حضرتك بس…


قاطعها بلهجة حاول بها إخفاء عتابه 


_عادي كلنا بييجي علينا وقت بنكون محتاجين فيه لحضن يخفف عننا بس للاسف مش بنلاقيه.


لا تعرف لما شعرت بعتاب خفي خلف حديثه وكأنه يطلب منها ان تقرأ ما بين السطور


انسحبت بهدوء دون ان تتفوه بكلمة ودلفت المرحاض.




❈-❈-❈




خرجت اسيل من المرحاض فتجده انتهى من ارتداء ملابسه


سألته





_احنا هنروح المستشفى دلوقت؟


اومأ لها 


_اه اجهزي بسرعة عشان يارين هتعدي علينا دلوقت.


عادت الغيرة تحتل قلبها لكنها حرصت على ألا تبدي ذلك 


ثم اخرجت من الخزانة سترة لها تلاها الحذاء وارتدتهم في صمت


شعرت بعودة الألم برأسها لكن تلك المرة أشد


لاحظ داغر ذلك الألم الواضح عليها فيشعر بالقلق أكثر.


رن هاتفه باسم يارين أجاب مسرعًا 


_يارين وصلتي ولا لسة


أجابت من الجانب الآخر 


_اه يا حبيبي وصلت انا مستنياكم تحت والدكتور مستنينا في المستشفى.


تطلع إليها وقال 


_تمام احنا نزلين حالاً.


اغلق الهاتف وقال.


_يارين وصلت يلا .


اومأت له وأخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة معه وشعور الألم يزداد معها


كانت يارين تنتظرهم داخل سيارتها وعندما وجدتهم ترجلت منها وتوجهت إلى داغر لتقبله


_كيف حالك.


ابتسم داغر بود


_الحمد لله بخير يلا بسرعة عشان ميعاد الدكتور


جلس داغر بجوارها وجلست أسيل في المقعد الخلفي للسيارة وظلت تراقبهم بغيرة جعلتها تنسى ذلك الألم.


كان داغر يتحدث معها بالإنجليزية كي لا تفهم أسيل حديثهم.


_هل تثقين بذلك الطبيب؟


ردت يارين بثقة


_بكل تأكيد فهو الأشهر هنا وقد تحدثت معه وتفهم الوضع.




زم فمه بحيرة ثم تحدث  


_لم يطمئني الطبيب أمس وأخشى أن يكون الأمر أكبر بكثير مما يظن


ربتت على يده تطمئنه


_اطمئن ستكون بخير إن شاء الله.


لكن لما لم تخبر ابي بمجيئك؟


تنهد بتعب شديد وقال 


_لا اريد مواجهات ليس الآن على الأقل فأمامي مواجهة مصيرية وبعدها سيعود كلا إلى نصابه


توقفت السيارة أمام المشفى وترجلوا جميعاً متجهين للداخل.


كانت تنظر ليد يارين التي تحيط ذراع داغر بغيرة


مما جعلها تندهش


لم تكن تغار بتلك الشدة وهما معاً في بداية عشقها له فلما تغار الآن وهي على وشك تركه للأبد.


لكن هل باستطاعتها تركه 


تعلم جيدًا مهما حاولت الانكار أنها لن تستطيع لكن ليس هناك بد من الفراق..






في مكتب الطبيب


وضعت الممرضة العصير أمامهم فشكرها داغر بابتسامة بادلها بها وأسيل تتظاهر بالانشغال بهاتفها


تطلعت إليها يارين لتسألها


_حور مالك ساكته ليه؟


هزت كتفيها قائلة 


_عادي بس انتم بتتكلموا بالإنجليزية وانا مش بفهمها.


تظاهرت يارين بالجهل وقالت باسف


_اوووو مكنتش أعرف.


_عادي ولا يهمك.


أخذت يارين كوب العصير لتناوله إياها وقالت 


_طيب اتفضلي اشربي العصير ده هيعجبك أوي.


اخذت منها الكوب وكذلك فعل الجميع كي لا تشك بشيء 


ولم تمضي لحظات حتى غرقت بثباتها


لحق داغر الكوب قبل ان يسقط من يدها ووضعه على الطاولة ثم قال ليارين


_نادي الدكتور بسرعة.


اومأت له وخرجت وقام هو بحمل أسيل ووضعها على السرير(الشازلونج) ينتظر مجيء الطبيب.


دلفت يارين ومعها الطبيب الذي تقدم منه يسأله


_هل نامت بفعل المخدر


اجاب داغر بقلق


_نعم.


_حسناً احمها واذهب بها إلى قسم الأشعة.




وقف داغر أمام الغرفة ينتظر الإنتهاء 


يدعوا من قبله أن تكون بخير وهو يوعدها بأن يطوي صفحات الماضي دون الرجوع إليها مرة أخرى.


تقدمت منه يارين عندما لاحظت مدى قلقه وقالت بتعاطف


_متخافش عليها إن شاء الله خير.


اومأ لها بصمت فخرجت الممرضة لتقول له


_لقد انتهينا بأمكانك أخذها.


دلف داغر ليحملها ويخرج بها من الغرفة فقال للممرضة 


_أين الغرفة؟


أشارت له على نهاية الممر


_الغرفة مئة وعشرون في نهاية ذلك الممر.


اومأ لها ثم توجه بها إلى الغرفة.


❈-❈-❈





قامت الممرضة بدفع مقعده لتقربه من النافذة كما يفضل دائمًا وسألته


_محتاج حاجة تاني؟


نفى حسين بعينيه فانسحبت الممرضة وخرجت من الغرفة


أخذ هو ينظر لحديقة المكان الذي أصبح حبيساً بداخله 


ولا يرى أحد سوى الحقيقة المرة التي ستلازمه طوال عمره


وهو انه ظلم كل ما هو جميل بحياته


تلك الحبيبة التي ظلمها بأبشع التهم وصدق تلك اللعبة التي حكتها عليه شاهي


وبعد ذلك ابنته 


اذاقها أشد العذاب رغم أنها كانت ضحية اخرى لشاهي


وفي النهاية ألقت به داخل دار مسنين بعد ان اصيب بشلل نصفي اثر تلك الجلطة التي أصابته عند معرفة الحقيقة.


يستحق ما وصل إليه بسبب حماقته فليتذق ما أذاق ابه أولاده وحبيبته.




❈-❈-❈




في غرفة أسيل 


سحب داغر يده التي تحتوي يدها عندما شعر بها ترمش بعينيها


ارتدى نظارته سريعًا وابتعد بكرسيه للوراء قليلًا.


فتحت أسيل عينيها ومازال ذلك الألم يفتك برأسها


انتبهت لاستلقاءها على الفراش ثم التفتت بجوارها فتجد داغر جالساً على المقعد بجوارها 


هل اصابها الإغماء مرة أخرى؟


اغمضت عينيها وخرجت منها آهه خافتة جعلت داغر يسألها


_انتِ صحيتي؟


حاولت النهوض لكنها لم تقوى على ذلك فقالت بألم


_ايه اللي حصل؟


_مفيش تعبتي شوية وخلاص حاسة بأي ألم؟


وضعت يدها على رأسها وقالت بوهن


_صداع شديد أوي.


ازداد قلقه عليها وقال 


_ثواني هنده للدكتور يديكي أي حاجة مسكنة.


منعته قائلة


_لأ خليك أنا هروح اخد علاجي وهكون كويسة.


نهضت وهي تتابع 


_لو خلاصت كشف خلينا نروح.


أومأ لها قائلاً 


_تمام.


ترجلت أسيل من السرير لكنها شعرت بأن قدميها كالهلام لا تقوى على حملها مما جعل قلب داغر يزداد خوفاً عليها تناسى كل شيء في تلك اللحظة ولم يرى أمامه سوى أسيل حبيبته 


فسألها بقلق


_هتقدري تمشي؟


تحاملت أسيل على نفسها 


_اه هقدر.


لكن مع أولى خطواتها كادت تسقط لكن يد داغر لحقتها ومنعتها من السقوط


وقال بقلق


_خليني انده للدكتور….


قاطعته برجاء


_لا ارجوك خليني اروح لو اخدت العلاج هرتاح.


أومأ لها ثم مال عليها ليقوم بحملها 


شهقت أسيل بتوجس لكنه طمئنها


_متخافيش.


بعد كلمته تلك دون إرادتها استسلمت له، ولم ترى أمامها الآن سوى ذلك الحبيب الذي كانت تشعر معه دائمًا بالأمان، ها هو الآن عاد إليها من جديد.


وقبل ان يخرجوا من الغرفة دلفت يارين وهي تقول


_في ايه مالها أسيل؟


_مفيش بس دايخة ومش هتقدر تمشي عرفيني الطريق وخلينا نروح.


اومأت له وسبقت خطواته تدله على الطريق كي لا تشك أسيل بشيء حتى وصلوا للسيارة


ووضعها برفق داخلها




استقل مقعده بجوار يارين وهو يسألها


_التقارير طلعت.


_لا هتطلع كمان ساعة والدكتور چون قال أنه هيستلمها بنفسه ويشوف الحالة وهيكلمك على طول.


اوما لها بثبات رغم القلق الذي يعتمل بداخله.


والتزم الصمت حتى وصلوا للبناية


اما اسيل فظلت نظراتها معلقة عليه وقد أعاد إليها ذكريات الماضي بذلك الحنان الذي أغدقها به


هل تعود تلك الأيام


أم أن هذا هو السكون الذي يسبق العاصفة


هل تسمح لقلبها بأن يُخدع مرة أخرى 


أم أنها الآن اصبحت على أرض صلبة ولا يوجد ما تخشى منه


توقفت السيارة أمام البناية مما جعلها تندهش


من مجيئهم هنا


همت بسؤاله لكن انعقد لسانها عندما رأت سليم أخيها يخرج من البناية المجاورة لتلك التي وقفوا قبالتها


لم تنتبه لداغر الذي يحدثها ولا ليارين التي تناديها


فقط سليم الذي سار باتجاه سيارته وانطلق بها مارًا بجوار سيارتهم.


أصبحت الرؤية أمامها غير واضحة حتى صوت داغر الذي يناديها ولا ليده التي تربت على وجنتها ولأول مرة تشعر برغبة بأن يلفها ذلك الظلام


لم تعد تستطيع التحمل والصمود اكثر من ذلك


تركت نفسها ليد داغر التي حملتها ودلف بها المبنى


نادت ظلامها لكنه لم يلبيها 


فقط دموعها التي واستها وهي تنزل بغزارة فأغمضت عينيها لا تريد رؤية أحد بعد الآن..


❈-❈-❈




شعرت أمينة بالسرور وهي ترى سعادة ابنها بعودة زوجته له


وضعت هايدي باقي الاطباق على الطاولة ثم جلست على مقعدها المجاور لمقعده


خرج حازم من غرفته فتكتمل سعادته وهو يرى عائلته متجمعة على السفرة تنتظر مجيئة


مال على رأس والدته ليقبلها 


_صباح الخير يا ست الكل.


ردت أمينة


_صباح النور يا حبيبي.


مال على هايدي ليقبل وجنتها قائلاً بحب


_صباح الورد.


ابتسمت له بحب


_صباح النور يلا بقا افطر عشان تحلق تودي الولاد الحضانة.


جلس على مقعده وقال برفض


_لأ خليهم اليومين دول عشان إياد ميزهقش لوحده.


تلفت حوله 


_اومال هو فين؟


قالت أمينة


_نايم فضل يعيط طول الليل عشان أسيل، ربنا يعدي اليومين دول وترجع بقا.


_هي لسة مصرة أنها تسافر؟


رد حازم بجدية


_انا شايف إن كدة أفضل داغر لما يعرف أنها سابته وهربت وانها كانت بتخدعة الفترة دي كلها مش هيسكت، فالأفضل انها تسافر هناك مش هيقدر يوصلها.


قالت هايدي بتأثر


_اسيل صعبانة عليا أوي، زي ما يكون انكتب عليها التعب طول عمرها.


اومات أمينة بمرارة


_انتِ كمان مشفتيش حاجة ولا شوفتي اللي كانت بتعمله فيها شاهي ولا حتى ابوها.


_بكرة تلاقي اللي يعوضها عن التعب اللي شافته ده.


ردت امينة باستياء 


_هتلاقيه ازاي وهي يعتبر متجوزة.


قالت هايدي 


_تطلب الطلاق.


رد حازم بتهكم 


_بالسهولة دي؟ مفتكرش إن واحد زي داغر هيعدلها اللي حصل ولما تطلب الطلاق هيطلقها بالسهولة دي.


_خلاص تطلب من عمه انه يساعدها ويطلقها منه.


_كل ده كلام سابق لآوانه خلينا نستنى عمه يثبت إياد وبعدين نتكلم في كل ده.


هو احتمال ييجي ياخد إياد النهاردة او بكرة بالكتير وانا هحاول افضي نفسي واروح  معاه.




❈-❈-❈




فتحت أسيل عينيها وقد اكتفت من التظاهر بالنوم


كانت الغرفة معتمة إلا من ضوء خافت


وكان هو جالساً على الأريكة في سكون تام


اخذت تتطلع إليه وقلبها الخائن يتلهف على قلبه


هل مازال يفكر بها؟


أم كانت مجرد فتاة عابرة مرت من أمامه ولم يعد يلتفت خلفه ليراها




أما هو فقد ظل ثابتًا أمام نظراتها التي تراقبه وعينيه تتلهف لرؤيتها لكنه آبى ذلك كي لا يضعف أكثر أمام مشاعره التي تطالب بها


مسح بكفي يده على وجهه ثم سألها


_مش هتاكلي؟


علمت انه شعر بها فاعتدلت لتنهض قائلة


_مليش نفس.


وما أن وضعت قدمها على الأرض حتى شعرت بألم رأسها يزداد بشكل عنيف ونظراتها تهتز دون إرادتها 




عادت للفراش وقد انتابتها رغبة في التقيؤ 


وضعت يدها على فمها وتحاملت على نفسها لتذهب إلى المرحاض لتتقيء ما بجوفها.


 وقلب داغر ينبض بعنف لعدم استطاعته الذهاب إليها 


ستكشف أمره إذا سألها، ظل ملتزم الصمت وهو واقفاً على باب المرحاض يستمع لها بقلق زائد


لم يستطيع منع نفسه فدفع الباب فيجدها تستند بيديها الواهنة على الحوض وتتقيء بألم.


دنى منها ليسند رأسها ويبعد خصلاتها للوراء حتى انتهت.


فتح المياه وقام بغسل وجهها وعندما حاولت الإعتراض طمنئنها بحب


_مكسوفة من ايه انتِ مراتي.


تركت نفسها له بعد تلك الكلمة حتى عندما حملها وعاد بها للفراش لم تمانع بل عادت تترك له زمام أمورها كما كانت تفعل من قبل.

يتبع...

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



  


تعليقات

التنقل السريع