القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية نيران نجع الهوى الفصل العشرون 20حصريه بقلم هدير دودو

التنقل السريع

    رواية نيران نجع الهوى الفصل العشرون 20حصريه بقلم هدير دودو 





    رواية نيران نجع الهوى الفصل العشرون 20حصريه بقلم هدير دودو 


    #الفصل_العشرون 

    #نيران_نجع_الهوى 

    #هدير_دودو 


        


                تمزق الفؤاد، وانسابت الدموع

     لتدل على الحزن الضاري لتلك الفاجعة المدمرة لروحها


    ❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈


    سار جميع أفراد العائلة متجهين نحو غرفة فهيمة والجميع يعلم أن ما سيعلمونه سيكون كالصدمة القاتلة لأفئدتهم بعد تلك الصيحات التي دبت الرعب داخل أوصال الجميع، كان عمران أول مَن اقتحم باب الغرفة ليرى ما حدث والجميع يلاحقه، لكن ما رآه كان كفيل أن يشق فؤاده إلى نصفين لفرط الحزن القادم، رأى والدته وهي ساقطة أرضًا كالجثة الهامدة غير قادرة على حركة أي من أطرافها أو التحدث يصدر منها بعض الأصوات الخافتة التي تؤكد ذلك، الآن أصبحت كالجثة الهامدة، اختلج الحزن فؤاده والجميع يقف يطالعها بنظرات الذهول والشفقة، دنا يجثو أمامها هامسًا بنبرة يكسوها الحزن:


    - أمّا ردي عليّ يمّا إيه اللي حُصل عاد، مين اللي عمل فيكي إكده.


    لم يصدر منها سوى بعض الهمهمات الغير مفهومة يجلس أمامها كالتائه ويشعر أنه مذنب بعدما تشابكت الأفكار داخل عقله لتفقده صوابه، اقتربت عهد مسرعة وعينيها يملأها الحزن والشفقة لكنها تحاول الثبات لأجله، وضعت يدها فوق كتفه وأردفت هامسة بتعقل وهدوء:


    - مش وجت يا عمران أي حديت دلوك لازمن الست فهيمة تروح المستوصف وانشاء الله هتُبجى زينة صدجني.


    كان حديثها كالإنذار الذي دوى بصخب ليوقظ عقله الغافل فأسرع يحمل والدته وسار بها مسرعا والقلق يسيطر على قلبه المضطرب يلاحقه حسن الذي لم يتفاجأ كان يعلم نتيجة فعلته جيدًا وينتظرها دون شفقة أو ندم تجاه والدته، لن يهمه سوى أنه سينال ما يسعى إليه.


    كان جميع مَن في المنزل ينتظر عودة عمران بجمرات من النيران المشتعلة، منهم الذي يود الاطمئنان كما أيضًا منهم الشامت الحاقد وأبرزهم تلك الأفعى نعمة التي تعلم أن التخلص من فهيمة سيسهل عليها تنفيذ مخططها الماكر الذي يشبه نواياها.


    لا أحد يعلم ممكن الوقت مرّ عليهم وهم ينتظرون عودتهم، لكن لم ينتظروا طويلًا وعاد عمران وهو يجر أمامه والدته التي أصبحت جالسة فوق كرسي متحرك يؤكد أن ما فعلوه الآن بلا جدوى ولازالت حالتها كما هي،

    سار بها نحو غرفتها والجميع حولها، اقتربت نعمة صائحة بعدما وضعها عالفراش والحزن يفترش ملامحه:


    - يا مريّ عاللي چرا لست النچع كان متخبيلك فين يا خيتيّ المرار ده كلياته، يا مريّ عاللي چرالك.


    قبل أن تواصل حديثها السام الذي يصل لفؤاد فهيمة كالخنجر يطعنها بقوة دون رحمة اعتلى صوت عمران الغاضب: 


    - عمة ست النچع لساتها زي ما هيّ سته والكل عيمشي بأوامرها بلاها خريطة حديت عاد، ودلوك هي لازمن ترتاح اتفضلوا.


    خرج الجميع دون حديث عدا عهد التي وقفت بجانبه تربت فوق كتفه بحنو، وتحدثت مسرعة بهدوء:


    - صفية چهزي الوكل لستك فهيمة لچل ما تتعافى.


    أسرعت صفية مهرولة بخطوات أسرع وهي تهمهم بحزن:


    - من عينيا التنين يا ست عهد ربنا يجومها بالسلامة.


    تطلعت نحو زوجها واسترسلت حديثها المتعقل:


    - ادخل أنت ريح چسمك وأني هبجى چارها اوكلها وأشوف اللي رايداه لحد ما تروح في النوم.


    اقترب يقبل يد والدته وجبهتها بحزن وهو يمحو آثار دموعها العالقة في عينيها هامسًا بحنان:


    - هتبجى زينة ومليحة يمّا ست النچع معتبكيش إكده، هو كيف ما الدَكتور جال هتبجي زينة والله وجولي ولدك عمران جالك.


    ابتسمت بمرارة من بين دموعها والحسرة تسيطر على فؤادها عجبًا لكِ أيتها الدنيا القاسية استطاعت أن تبدل حالها في سواد الليل الحالك، تحولت من الآمرة الناهية في النجع إلى امرأة أخرى هزيلة لم تستطع الوقوف على قدميها.


    بقيت عهد بجانبها تساعدها في تناول الطعام والأدوية الخاصة بها وهي تطالعها بندم تريد الاعتذار منها لكن ذلك حتى لم تستطع فعله، نظراتها الحزينة النادمة كانت كافية لتبرز ندمها واعتذارها لتلك المسكينة التي لاقت منها ظلم وقسوة، فطبعت قبلة حانية فوق جبهتها مختتمة حديثها بهدوء:


    - أني مسامحاكي يا ست فهيمة أنتي أم الغاليّ كيف ما عمران سامحني كَتير أني مجدرش مسامحكيش، اللي عيحب حد عيحب حبايبه معاه وأني شوفت في عيون عمران حبك الكَبير.


    ابتسمت فهيمة بندم أكثر بينما عهد بقيت بجانبها إلى أن غفت واطمأنت عليها، أغلقت جميع الأنوار بالغرفة، وسارت نحو الخارج بخطوات واسعة لترى زوجها وتبقى بجانبه، تعلم جيدا كيف يحتاجها الآن، ويحتاج حضنها الدافئ بشغف.


    ولجت الغرفة وكما توقعت وجدته يجلس بذهن شارد والحزن يبدو فوق قسمات وجهه، وجسده المتشنج يشعر أنه فشل في حماية والدته بعدما أخبره الطبيب أن ذلك بفعل فاعل، لا يدرى ماذا يفعل وكيف يثأر لحقها، ومَن تجرأ على أذية والدته بتلك الطريقة القاسية، يشعر أنه مذنب، اقتربت عهد بجانبه تجذبه داخل أحضانها وأردفت هامسة بحنان:


    - متعملش إكده في حالك، أنت معملتش حاچه كله مقدر ومكتوب يا عمران، والله هتبجى زينة بس بلاش أنت تعمل إكده، هي دلوك محتاچالك محتاچة تتجوى بولدها وراچلها، هتعمل إيه عاد لما تلاجيك حزين.


    يحاول أن ينفذ حديثها لكنه الآن لم يريد سوى أن يبقى داخل أحضانها فألقى ذاته نحوها أسرعت تقابله بلهفة وهي تقبل جبهته وتربت فوق ظهره بحنو، بقيت صامتة تعلم أنه الآن لا يحتاج سوى ذلك العناق ليداوي جراحه، ويستمد قوته بعشقها المتوغل في فؤاده التي خارت بعدما فشل في حماية والدته، تحاول أن تحيي نبضاته وروحه المجروحة بجراح غائرة ستشفى بعشقها.


    في منتصف الليل...


    حيثُ تسود ظلمة الليل الحالكة ويغطي ستارها على أنفس الجميع، داخل الغرفة الخاصة بفهيمة ولج حسن وبيده أوراق التنازل لتنفيذ الجزء الأكبر من مخططه الماكر عد الأوراق بتاريخ سابق حتى لا يشكك بها أحد، وتناول يدها بالقوة مما جعلها تنفزع في نومتها واهتز جسدها بعنف من هول الصدمة بعدما اتضحت لها الرؤية بوضوح وعلمت المتسبب في حالتها، ليتها لم تعلم فالآن حسرة قلبها على ولدها لا تضاهي شيء في حزنها على حالها من قبل، تحاول أن تمنعه من تنفيذ ما يسعى إليه لكنه لم يهتم برفضها وجميع همهماتها الخافتة التي تظهر رفضها التام لأفعاله، لكنه أسرع بجحود يضع يده فوق فمها ليمنع صوتها تمامًا لم يكتفِ بما فعله إلى الآن، ويجذب إبهامها عنوة ليحصل على بصمتها الثمينة التي تعطيه حقوق ملكية جميع أملاكها، معززًا فعلته الدنيئة بحديثه القاسي:


    - جولتلك جبل سابج نعمل إكده وانتي بصحتك وعافيتك، اللي عوزته تم بس بالغصب والقوة يمّا لچل حبك لولدك وحفاظك على حقوقه.


    لم يرحم ضعفها ودموعها التي تسيل بغزارة، ولم يندم على ما فعله بها، تركها وتوجه نحو الخارج بخطوات واثقة وسعادته تزداد بعدما نجح في تنفيذ ما سعى إليه.


    تركها خلفه تبكي بعنف وتندم على دلالها وحبها له، جعلته فاسد لا يسعى سوى لمطامعه الفاسدة، وهي أول مَن طالت اذاه، هي أكثر من أحبته وكانت أول ضحاياه فماذا سيفعل في الباقي، يشتد خوف قلبها على عمران وتخشى ما سيفعله به بعدما رأت إلى أين يصل ظلمه وطغيانه، بعد أن تأكدت من قسوة قلبه المدمرة للنجع بالكامل، لا تدرى ماذا ستفعل والقهر يملأ قلبها، كانت تتمنى الموت قبل معرفتها لتلك الحقيقة، هي مَن أخطات في تربيته في النهاية، جعلته فاسد وظالم بسبب دلالها وحبها لصغيرها، يزداد بكاؤها ومعه صيحات قلبها المقهور ولا تدرى كيف تخبر عمران، وماذا ستفعل لحمايته من بطش وظلم ذلك الفرعون التي كانت تراه قليل الحيلة، لكنه الآن يثبت لها هي أولًا عكس ذلك..يطعن مَن أحبه ودلله إذا ماذا سيفعل في البقية؟!! أصبحت على ثقة تمامًا أن دمار النجع بالكامل سيكون على يده الآثمة.


    ❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈


    في الصباح... 


    استيقظت عهد ونهضت من جانب زوجها بهدوء حتى لا تزعج نومه لكنها تفاجأت عندما رأته لازال مستيقظًا إلى الآن، تحدثت بدهشة:


    - وه لساتك مغفلتش لحد دلوك.


    وجدته يطالعها بنظرات حزينة تفهمتها جيدًا، فألقت ذاتها داخل أحضانه المحبة وطبعت قبلة حانية فوق كفه ثم أردفت هامسة بعتاب:


    - متشيلش حالك هم حاچه ملكش ذنب فيها، اللي حُصل دِه قدرها ومكتوبلها واللي عالچبين لازمن يتشاف يا عمران، كيف ما جولتلك هي دلوك محتاچه ولدها چارها، ولدها اللي يجف للرياح كيف الچبل الشامخ مفيش حاچه تهزه واصل، كبيرها وكبيرنا وكبير نچع العمدة كلياته، احنا بنتقوى بيك يا عمران.


    طال صمته للحظات لكن عقله لم يتوقف وهلة واحدة، وصدر حديثه بأسى مكمود:


    - كيف الكبير ومجدرش يحمي أمه بجى، الدَكتور جال أن اللي حصلها دِه مهواش طبيعي يا عهد.


    طبطبت عليه بحنان واسترسلت حديثها الدافئ:


    - وبرضك مهواش ذنبك يا نن عهد وجلبها من چوة، متشيلش حالك شيلة مهياش شيلتك.


    ابتعدت قليلًا لتنهض وتحدثت بتعقل:


    - جوم يلا هچهز خلجاتك وخليك چارها وأني هچهز قهوتك والوكل للست فهيمة.


    أنهت حديثها وتحركت بهدوء نحو الدولاب تعد ثيابه، وأسرعت ترتدي عباءتها المنزلية الواسعة ذات اللون الأزرق الغامق المطرزة باللون الذهبي الجذاب ووضعت وشاحها فوق رأسها لتخفي خصلاتها البنية عن أعين مَن ستقابلهم في الأسفل، ثم وقفت تساعده في ارتداء ثيابه بوجه مبتسم، ابتسامتها الرائعة تأسر فؤاده وتجعله يعلم أن كل شيء يحزنه فانٍ قريبًاء لا يجب عليه الانتظار والوقوف بقوة وشجاعة باسلة لينقض على عدوه بمخالبه الحادة ويثأر لحق جميع أحبته.


    ولج نحو غرفة والدته وجدها تجلس فوق الفراش بأعين باكية اقترب يحتضنها بحنان ويقبل جبينها، ثم جلس يتحدث قليلًا ليخفف عنها أحزانها وهو يطعمها الطعام الذي أعدته زوجته، لاحظ أنها تريد أن تخبره شيء لم يفهمه ولا يعلم ماذا تعني؟


    انصرف ليتابع عمله بوجه مكهفر جامد والغضب يكسو ملامحه ويسيطر على جسده المتشنج، وعروقه البارزة، عقله شارد وهناك العديد من الأفكار التي سيطرت عليه، جعلته يتأكدأن المصائب لا تأتي فرادى وهو الآن لا يدرى من أي جهة سيحصل على المصيبة القادمة، وأيهم ستنجح في قسم ظهره ونحيه؟


    لازالت عهد تقف في المطبخ تأمر الخدم بالطعام الذي سيحضرونه اليوم والأمر يسير بأوامرها المنصرمة، إلى أن رأت وجه تلك الحرباء ذو قلب أسود دامس كظلمة الليل أو أشد، حاولت ألا تعطي لوجودها اهتمام وأكملت حديثها مع صفية بجدية:


    - چهزي الوكل كيف ما جولتلك يا صفية، وشهلوا يدّكم لچل ما نطلع للست فهيمة.


    أنهت حديثها واستمعت إلى الرد الساخر من تلك التي كانت تتابعها بنظرات حاقدة وعدم رضا:


    - بجيتي تتبرطعي في السرايا ولا كنها سرايا أبوكيّ عاد، الله يرحمه هو وهنية لو كان چاهم خبر إن بتهم هتجف وتحكم في سرايا العمدة كانوا ماتوا مالصدمة والله.


    التفتت نحوها بنظرات غاضبة تطالعها بازدراء من أعلاها إلى أدناها واقتربت هامسة بابتسامة منتصرة:


    - لاه وكمان نسيتي تجولي إنها بجت ست النچع كلياته مش السرايا بس يا نعمة، ومالية عين چوزها وجلبه معيشوفش ست في الدنيا كلياتها غير بت هنية.


    سارت من أمامها بدلال مبتسمة، تاركة إياها خلفها تستشاط غضبًا بعد أن اندلعت نيرانها المضطرمة بعد أن فهمت مغزى حديثها وكلماتها الأخيرة وأنها هي المقصودة من تلك الماكرة، توعدت إليها بغضب ستجعلها تندم على حديثها معها همهمت بينها وبين ذاتها يتوعد وغضب:


    - ماشي يا بت هنية يا أني يا إنتي إهنيه، بكرة هتاچي السرايا تنضفيها وتخدّمي عليها كيف ما أمك كانت عتعمل.


    سارت متجهة نحو غرفة فهيمة بخطوات غاضبة ولازالت كلمات عهد تسيطر على عقلها وتجعلها تزداد غضبًا وبغضًا.


    ❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈


    بعد مرور أسبوعين...


    حيثُ ينسدل ستار الليل الحالك وظلمته على النجع بالكامل لا جديد يُذكر حتى الآن عهد تقف بجانب زوجها ووالدته التي لم تتحسن بعد وعمران يحاول التخلص من حزنه ليسيطر على أحوال النجع كما كان بمساعدة زوجته المحبة التي لم يتمنى سواها يومًا، ولازال حسن وحمدي ينتظرون موعد تسليم السلاح داخل نجع العمدة الذي اقترب للغاية.


    تعالت الدقات فوق غرفة حسن الجبالي فأسرع يهمهم ليسمح الطارق بالدخول، تفاجأ ببدور ولجت الغرفة بملامح وجه شاحبة لا تدل على الخير وأغلقت الباب خلفها وأردفت برعب:


    - الحجني يا سي حسن الحجني مصيبة وحلت فوق دماغنا، فيها جطع رقاب والله.


    هب واقفًا بقلق وأسرع يسألها بتوتر:


    - وه إيه اللي حُصل عاد يا بت إنتي، مصيبة إيه اللي عتتحدتي عنيها كفى الله الشر.


    اقتربت منه وهي تلتفت حولها بخوف ولسانها لم يخضع إليها لتتحدث فصاح ينهرها بعنف:


    - ما تجولي يا بت مصيبة إيه اللي عتتحدتي عنيها عاد.


    التقطت أنفاسها بصعداء وبللت أطراف شفتيها الجافة ثم استرسلت حديثها الخافت تخبره بقلق:


    - أني حبلة يا سي حسن...حبلة منيك.


    بدت الصدمة تحتل ملامح وجهه مستنكر بيها الصادم:


    - حبلة!..


    كررها بينه وبين ذاته ليتأكد مما استمع إليه، ثم طالعها ببرود متبجحًا: 


    - وأني إيه اللي المفروض أعمله دلوك، أنتي حبلة هو أني الدَكتور.


    أصابتها الدهشة من حديثه وأسرعت تصيح به غاضبة:


    - وه كيف يعني مخابرش اللي هيتم، أني حبلة بجولك يعني لازمن تكتب عليّ انهاردة جبل بكرة والله لو ما حُصل لأروح لسي عمران وأجوله على كل حاچه وعليّ وعالكل أني مهموتش لوحديّ وإكده ولا إكده هموت من أهلي أو من سي عمران.


    ضغط حسن فوق شفتيه بغضب من حديثها الموعد ونهرها بعنف وهو يحاول أن يستجمع شتات فكره ليجد الحل الذي سيخرجه من مأزقه:


    - اتچنيتي يا بت عاد ولا چرا إيه لمخك إيه عتهدديني يا بدور اعجلي اكده وبلاش چنان عاد، أني مش عيل صغير لچل ما ارمي ولدي، أني جصدي هعمل إيه دلوك، بكرة كيف دلوك هكتب عليكيّ.


    اتسعت ابتسامتها بعدم تصديق وتعالت نبضات فؤادها ستصبح زوجة حسن الجبالي وهي لم تحلم بذلك يومًا، لكنها استرسلت حديثها بضعف وتوتر:


    - طب وأهلي يا سي حسن مش لازمن تاچي نجولهم ويباركوا لبتهم.


    يحاول أن يتمسك بالصبر والهدوء أمامها حتى لا ينفعل عليها وينكشف أمره، فأجابها بجدية:


    - أهلك هنجولهم ويباركوا بس مش دلوك في حد هيتچوز وأمه راقدة إكده وكمان أهلك مش في النچع إهنيه لساتنا هنستنى، أني هكتب عليكي لچل ما نتطمنُ وعشان ولدي اللي في بطنك، ومتخافيش مهرك هيوصلك وزيادة هبابة كُمان إيه جولك بجى.


    اتسعت ابتسامتها بسعادة وألقت ذاتها داخل أحضانه بهدوء وحماس:


    - ربنا يخليك ليا يا سي حسن ويخليك لولدك.


    تشعر أن الدنيا بالكامل لم تسع أجنحتها وسعادتها بعد اليوم، لم تكن تتوقع الحصول على الموافقة بتلك السهولة لكنها قد حصلت عليها وستحصل على حقوقها بالكامل بعد أن تأتي بالوريث والحفيد الأول للعائلة، ستصبح هي المدللة فالمنزل الآمرة الناهية به كما أصبحت عهد، خرجت مبتسمة وهي تفكر وتخطط لما ستفعله بعدما تصبح زوجة حسن الجبالي.


    بينما حسن كان يناقضها تمامًا يفكر في كيفية التخلص من ذلك الطفل الذي سيهدم مخططاته، وكيف يتخلص منها لأن وجودها أصبح يشكل خطر عليه وتأكد من ذلك بعد تهديدها له، وتأكده من أنها قادرة على تنفيذه..


    في مساء الغد...


    خرجت بدور من المنزل الخاص بعائلة الجبالي وأحلامها تسيطر عليها بعدما ظنت أن الحياة ستفتح لها بال من أبواب الجنة وستقدمه إليها بتلك السهولة، وبدلًا من أنها كانت خادمة في ذاك المنزل الفخم هي ستصبح زوجة أحد ابنائه، ابتسامتها تتسع ولا شيء يضاهي فرحتها الواسعة، بعدما ستحصل على ما كانت تتمناه يومًا ولم يأتِ ببالها لوهلة واحدة.


    سارت أسفل المنزل بخطوات واسعة لتجده في انتظارها كما أخبرها، اقتربت تحتضنه بسعادة:


    - ربنا يخليك ليا يا سي حسن ويچبر بخاطرك يارب كيف ما هتسترني أني وولدك.


    لم يبادلها مشاعرها المبتهجة أبعدها عن أحضانه بحدة ورمقها بنظرات حادة جعلها تشعر بالدهشة والقلق المضطرب الذي سيطر على قلبها بعد حدته المضطرمة لكنه لم يهتم صدح صوته بجدية محتدمة:


    - يلا جدامي خلينا نخلص جبل ما حد ياخد خبر.


    سارت أمامه بخطوات واسعة، يسير داخل أماكن مظلمة تجعل الخوف يسيطر عليها مع كل خطوة تخطيها معه، لكنها تحاول الثبات وتطمئن ذاتها أن كل شيء سيتم على ما يرام كما أخبرها وأنه فقط يسير من ذاك الطريق الحالك حتى لا براهما أحك وينكشف أمرهما.


    لكن هناك رجفة قوية سارت في جسدها بالكامل عندما شعرت بذراعه الصلب وهو يحيط خصرها بقوة ليجعلها تقترب وتسير مع خطوته، طالعته بوجه شاحب يبدو عليها الخوف تطلعت نحوه بنظرات قلقة قابلها بابتسامة باردة ولا مبالاه، تفاجأت به عندما وقف فجأة يتطلع حوله وكأنه يبحث عن شيء ما، كانت صامتة في البداية لكن صمتها لم يدُم طويلًا وهو يتلاعب بأوتارها الخائفة بمهارة ويجعلها تموت رعبًا، بللت أطراف شفتيها تحث ذاتها على الحديث وصدر صوتها المتسائل خافتًا بضعف:


    - في حاچه يا سي حسن؟ أحنا واجفين إكده ليه عاد؟ 


    اقترب بشدة بوجهه أمام وجهها وأنفاسه تلفح وجهها وهمس داخل أذنيها كفحيح الأفعى بمكر متماثل:


    - هتعرفي كل حاچه يا بدور.


    قبل أن تزداد تساؤولاتها تفاجأت بوجود بعض النساء حولها، جميعهم يرتدون عباءات سوداء ولم تنجح في التعرف على وجوههم في ذاك الظلام الدامس، اتسعت عينيها بطمع عندما تفاجأت به يخرج حفنة من المال يعطيها إليهم معززًا فعلته بحديثه المبهم:


    - كيف ما اتفجنا وزيادة هبابة كُمان.


    قبل أن يفكر عقلها في المقابل تم تنفيذه تفاجأت به وهو يدفعها نحوهم وهم يستقبلونها بعنف قابضين فوق خصلات شعرها وبدأوا يشددون إليها بعض الضربات المبرح فتعالت صرخاتها تشق سكون الليل وهي تهتف باسمه بعد أن رأته سيذهب ويتركها في براثنهم:


    - لاه يا سي حسن لاه ربنا يخليك بلاش تهملني ليهم إكده، هعمل كل اللي تؤمرني بيه، بلاش إكده يا سي حسن.


    لم يبالِ بصرخاتها سار يستكمل طريقه دون أن يهتم، وهم مستمرون في فعلتهم لكن قامت أحداهم بوضع يدها بقوة فوق فمها لتمنع تعالي صرخاتها، لم يصدر منها بعد ذلك سوى همهمات عالية متأوهة منها تدل على وجعها، تركوها بعد أن سالت الدماء منها معلنين على نجاح فعلتهم وما طُلب منها، تركوها ملقاة أرضًا تلهث وتعافر لالتقاط أنفاسها وهي بين اليقظة والفقد لوعيها، علمت أن هذا حق فهيمة وما تسببت في فعله لها، نتيجة تنفيذها لمؤامرتهم القذرة، ماذا كانت تنتظر منه وهو مَن تسبب في أذى والدته، كيف كانت حمقاء ووثقت به، حياتها تمر أمام عينيها بحسرة وندم، وهمست بينها وبين ذاتها بتوعد:


    - لاه يا ولد الچبالي أني مهسيبش حقي ولا حق ولديّ اللي راح فطيس.


    إلى هنا ولم تستطع أن تبقى، انهارت كل ما مشاعرها وفقدت وعيها، بقيت ملقاة أرضًا بين دمائها ولم تشعر بأي شيء الآخر بعد أن نالتها رحمة ربها لترحمها من أوجاعها وسوط عقلها الذي استيقظ بعد أن شعرت بالظلم التي فعلته..


    عاد حسن منزله ببرود كما لو أنه لم يفعل شيء لكن في الحقيقة هو شعر بالارتياح واطمأن قلبه بعد تخلصه من تلك الفاجعة التي حلت عليه وكانت ستتسبب في كشف أمره ومخططه الذي دام طويلًا واقترب كثيرًا، أصبح يحلم وينتظر ذلك اليوم بلهفة ضارية، وعينيه تلتمع بالشر.


    ❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈


    آتى اليوم الموعود والمنتظر لحسن الجبالي وحمدي، اليوم سيتم تسليم أكبر صفقة سلاح داخل النجع، سيفعل ما يريده في بلده، سيثبت لهم سيطرته ونفوذه الواسعة، في ظلمة الليل الحالك بالقرب من الجبل يقف حسن وبجواره حمدي وبعض الرجال الآخرين خلفهم، وعلى الجهة المقابلة يقف حشد هائل من الرجال ليتسلموا السلاح، تحدث كبيرهم بجدية ورجاله يلقون بعض الحقائب السوداء:


    - دي الفلوس يا حسن زي ما طلبت بالظبط، فين الأمانة؟


    ابتسم حسن بسعادة وأشار لرجاله للتأكد مما داخل الحقائب، وأجابه بابتسامة ماكرة:


    - الأمانة موچودة ومحفوظة كيف ما وعدت، كلمة حسن الچبالي سيف.


    أشار إلى حمدي ليحضر المطلوب فذهب ومعه الرجال وآتوا يحملون الصناديق الخشبية ويضعونها أرضًا بابتسامة سعيدة تدل على انتصارهم، واسترسل حسن حديثه من جديد:


    - الأمانة عنديك وخروچك من النچع عليّ كيف دخولك.


    حملوا الحقائب واستعدوا ليذهبوا لكن فجأة تعالت بعض الطلقات النارية وصوت كبيرهم وهو يهتف باسم حسن بغضب عارم بعد أن انتفخت أوداجه وتشنج عضلات جسده:


    - عندك يا حسن يا جبالي السلاح مضروب مش أبو الحكم اللي هيتضحك عليه.


    التفت حسن نحوه ومعالم الصدمة تعلو وجهه كما فعل حمدي أيضًا، وأسرع نحو الصناديق ليتأكد من صحة حديثه وتفاجأ بصدمة لم يتوقعها، حقًا هذا السلاح مزيف، تطلع نحو حمدي بنظرات متسائلة بادله إياها وكلاهما لم يفهم سبب ما حدث ومَن قام بفعل ذلك، استرسل الآخر حديثه بجدية محتدمة وهو يرفع سلاحه بوجهه كما فعل رجاله أيضًا:


    - حسن هات فلوسي سلاحك ميلزمنيش، ابقى وزعه على رجالتك.


    وقف حسن بعقل شارد لا يدري ماذا يفعل ويفكر مَن من الممكن أن يقوم بفعلها لكنه تحدث بتعقل لتهدئة الأمر:


    - اللي عتعمله دلوك ملوش لزوم صدجني، احنا حبايب وهنفضلُ حبايب وفلوسك موچودة.


    أشار لرجاله بوضعها أرضًا فهدأ الأمر قليلًا وتم نزول جميع الأسلحة المصوبة، التفت حسن ليتحدث مع حمدي بجدية لكن بصوت منخفض لم يصل إلى أحد من الواقفين يريد أن يتأكد أنه لم يفعلها، فأكد له حمدي حديثه وأقسم أنه ليس هو مَن قام بتلك الفعلة، تأكدت ظنون حسن وعلم أن لم يفعل ذلك سوى عمران شقيقه بالطبع، ذلك الماكر كان يعلم بما يفعله والآن أفسد عليه صفقته بتلك الفعلة الغير مصدقة إلى الآن، تطلع نحوهم مرة أخرى وتفوه بجدية والغضب ينبعث من ملامح وجهه التي اشتعلت كجمرات نارية، ولكن ما بداخله أوشك على الانفجار حقًا:


    - دلوك الفلوس عنديك أني مهاخدش مليم واحد منيك يا ابو الحكم، احنا حبايب وبيناتنا كَتير، بس اللي عمل العملة الخسيسة ديه عمران أخوي، دلوك جدامك إنك تجف معاي وتساعدني نهچمُ النچع وتاخد اللسلاح ونص اللفلوس كُمان، أو تاخد فلوسك وأني هشوف مين يساعدني في العركة وياخد اللسلاح بنص اللفلوس.


    تطلع حمدي معترضًا وتحدث مستنكرًا بمعالم يملأها الصدمة:


    - كيف عتجول إكده، چرا لعقلك إيه أومال.


    أجابه هامسًا بصوت منخفض ماكر:


    -إكده أو إكده هنخسرُ ومهناخدش اللسلاح من عمران وأنت خابر زين إكده يبجى خسارة نص اللفلوس ودمار عمران أحسن كَتير.


    اقتنع بحديثه فقابله بالصمت، وعاد حسن يلتفت إلى أبو الحكم متسائلًا بجدية:


    - ها إيه جولك في حديتيّ.


    طال صمته قليلًا وبدأ يفكر في مكاسبه من بعد مساعدته له، رأى أن في جميع الأحوال هو أن يخسر شيء، إذا نجح في الحصول على السلاح فسيوفر نصف سعره، وإذا لن ينجح في فعلها فهو لم يخسر شيء في النهاية سيحصل على فلوسه، اتسعت ابتسامته بطمع وأجابه مؤيدًا بجدية:


    - ماشي يا حسن أنا معاك وهساعدك عشان اللي بينا، شوف عايز تعمل كده امتى وأنا جاهز.


    لم ينتظر طويلا وأجابه بغضب عارم ونيرانه المضطرمة تسيطر عليه:


    - من دلوك چهز حالك ورچالك ونهجمُ عليه.


    بدأ كل منهم يعد ذاته ورجاله للهجوم على النجع وحسن تتعالى أحلامه في السيطرة عليه ليبقى هو الكبير، يعلم أن ذلك لن يحدث سوى بقتل عمران شقيقه، الانتصار عليه وحده لن يكفي لتدمير ذاك الجبل الشامخ الذي لن يهتز مع الرياح ولن ينهار مع الطعنات لابد من تدميره بالكامل والقضاء عليه، حين ذلك سيصبح هو الكبير الحاكم للنجع ويشعر أنه انتصر في معركته وحصل على ما يريد، تعالت أحلامه حتى ظن أنه لن ينجح في تحقيقها لكنه ها هو الآن سيحققها..


    سار بحشد هائل من الرجال متجهين نحو منزل الجبالي لتحقيق هزيمته داخل وكره، وصلوا جميعهم أمام المنزل ولكنهم تفاجأوا باستعداد عمران ورجاله كأنه كان يعلم أنهم سيأتون إليه وينتظرهم وهو على أتم استعداد بأسلحته ورجاله، أشار إلى أحد الرجال ليغلق الباب الداخلي للمنزل كما أمر حتي يحمي نساءه وهناك مَن يتواجد معهم بالداخل لحمايتهم.


    وقف حسن أمامه بنظرات غاضبة وسأله بحدة:


    ـ فين اللسلاح بتاعيّ يا عمران؟


    قابل سؤاله المحتدم بابتسامة باردة ورد ساخرًا بتهكم:


    - سلاح إيه يا ولد أبويّ مخابرش حاچه عنيك، ولو صُح عتشتغل في اللسلاح يُبجى حاچتك مع الحَكومة يا أخوي مش معايّ.


    انتفخت أوداجه غضبّا وصاح به بعنف:


    - الحاچه معاك. يا عمران وأني خابر إكده زين.


    لازال يجيبه ببرود:


    - الله في سماه حاچتك دلوك ما معاي.


    طالعه بأعين تزداد شراسة واسترسل حديثه متوعدًا:


    - يُبجى أنت اللي اختارت يا عمران.


    تعالت الطلقات النارية المتبادلة بينهم تشق سكون الليل وتقبض قلوب مَن في الداخل، لا أحد يفهم ماذا يحدث في الخارج ومَن الفاعل، كان عمران في البداية يفرض سيطرته التامة على الأمر، إلى أن تفاجأ بعدد قليل من رجاله أصبح يضرب ضده، اتسعت عينيه بصدمة لكنه بدأ يتدارك الأمر وعاد يستكمل أمامهم ببسالة واضحة، لا يخشى أحد ولا يهاب الموت.


    تراجعت بعض رجال أبو الحكم بخوف عندما شعرت بهزيمتهم والنتيجة بدت معلومة إليهم بوضوح فلمَ الانتظار؟ 

    ابتسم عمران بسعادة وكبرياء بعدما فرض سيطرته وبرز انتصاره، لكن نيران حسن لم تخمد الغيرة والغضب يسيطران عليه، في كل مرة يرى انتصار عمران عليه بعد أن غامر بكل ما لديه، اقترب غاضبًا قبض فوق أطراف جلبابه وبدأ يسدد له بعض الضربات القوية تفادى عمران بعضها وبادله مثلها لكن بقوة تزداد، حتى استطاع دفعه أرضًا وهو يصوب سلاحه نحوه، فبدا الخوف على حسن الذي أصبح لا حول له ولا قوة الآن ملقى أرضًا وقلبه يرتعش برعب، بقي عمران ينظر إليه طويلا يرى خوفه ورهبته الشديدة فالتقط أنفاسه وقرر العفو، لم يفعلها ويقتل شقيقه، تحدث بجدية حادة: 


    - قوم امشي يا حسن وملمحش خيالك في النچع بعد إكده.


    التفت يعطيه ظهره ويسير لكنه تفاجأ بصوت حسن الخافت يستوقفه:


    - عــمــران..


    التفت نحوه يطالعه بنظرات مجهولة وجده يقف أمامه بعدما نهض، ولكن قبل أن يستوعب شيء وجده يرفع سلاحه بوجهه بغضب عارم:


    - اتشهد على روحك يا ولد أبويّ.


    لم يفكر كثيرًا وخرجت من مسدسه طلقة نارية تعلم مقصدها واستقرت في جسد عمران في منتصف صدره تحديدًا، الذي وقف يطالعه إلى الآن بعدم تصديق ولكن حسن لم يهتم بعد أن سيطر الغل والغضب على فؤاده فجعل نيران عقله تشتعل من جديد بعدما أعماه الانتقام بنيرانه المضطرمة، لن يستسلم للهزيمة حتى وإن كان سيصبح خائن بعدما تم العفو عنه، كاد أن يصوب نحوه عدة طلقات أخرى لكن أسرعت رجال عمران برئاسة أكرم يلتفون حوله ويقيدون مانعين إياه من فعلها مرة أخرى.


    لم يظل عمران أن يبقى واقفًا بشموخ كما اعتاد، فاليوم سنعلن عن تدمير الجبل الشامخ بعد طعنه بقوة غدرًا وعلى يد شقيقه، سقط جسد عمران أرضًا وأغمض عينيه ببطء وهو لم يتذكر سوى ابتسامة معشوقته ومعهودة فؤاده، ابتسامتها الرائعة التي ودعته بها قبل أن ينزل، واعترافها له بالحب الصادق، تم ورحيله عن قسوة العالم الذي رآه وغدره، لكنه راضٍ تمامًا عن حياته وقدره هو كان لم يريد من تلك الدنيا سوى تحقيق عهده واجتماعه بها ولكن نالته رحمة ربه عندما جعلها تبادله مشاعره العاشقة وعلم بعشقها فدقت طبول فؤاده وتعالت نبضاته، داهمت ذكرياته معها عقله منذُ أن رآها بعينيه للمرة الأولى واستحوذت على فؤاده حتى وداعه الأخير لها تلك الليلة تزامنًا مع غلق عينيه وفقدان وعيه بابتسامة عاشقة.


    ليُكتب اليوم عن نهاية حياة كبير نجع العمدة، رحيم القلب المحب من جميع أهالي النجع على يد شقيقه، وبدء مرحلة جديدة للنجع يسودها الظلم والفساد، على يد حسن الجبالي بعد أن عادت رجاله من جديد بعلمهم بنهاية عمران ليسيطروا على الوضع وتعالى الهتاف باسمه معلنين أنه أصبح حاكم نجع العمدة وكبيره..


    -❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-❈-

    وجع وحزن ودموع حقكم عليا أنا المشهد وجعني جدًا وأنا بكتبه، اتمنى تدوا الفصل حقه ونعمل ڤوت كومنتات عشان تساعدوني في وصول الرواية لو شايفين أنها تستحق♥️

    توقعاتكم للقادم وإيه اللي هيحصل لعهد القلب بعد رحيل عمران؟ 

     تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    تعليقات