رواية وكر الافاعى الفصل الثامن والتاسع بقلم امانى جلال حصريه
رواية وكر الافاعى الفصل الثامن والتاسع بقلم امانى جلال حصريه
8☠️9
في فيلا الجندي.
كانت تتفنن بوضع المكياج الخاص بها وبعد مدة ما إن انتهت من وضع الروج واللمسات الأخيرة لوجهها حتى سحبت ربطة شعرها لتبدأ بتصفيف خصلاتها المموجة، تارة تضعه على كتفها. وتارة أخرى ترفع نصفه لتستقر في النهاية بإنها سترفعه كله بإهمال إلى الأعلى بتسريحة أنيقة ثم أخذت تثبته بدبوس أنيق بكريستال ذهبي لتبدأ بعدها بتنزيل بعض الخصلات القصيرة على وجهها وعنقها...
إبتعدت قليلا عن المرآة لترى هيئتها الأخيرة بعدما قامت بنثر عطرها الخاص، كانت فاتنة ومغرية بفستانها الحرير باللون البني المحمر ذو حمالات رفيعة جدا يصل طوله إلى كاحليها وتصميمه بسيط جدا ولكنه أظهر جمال قوامها وهو يلتف حول تفاصيلها البارزة بإتقان...
وضعت شال على كتفيها ليغطي مايظهر من الفستان
توقعت بإنه سيقلل من جمالها ولكن زادها أناقة ورقة.
وهنا إبتسمت بغرور ورضا ممزوج بثقة وهي تتطلع إلى هيئتها النهائية...
قطع تأملها لنفسها دخول ميرال التي سألتها بإبتسامة وهي تدور حول نفسها
- إيه رأيك ياسيلي؟
أخذت تتمعن بإطلالة أختها فهي كانت ترتدي فستان بكم طويل باللون النيلي وعليه رتوش لامعة مع تسريحة بسيطة للغاية أظهر جمالها حقا وهذا ماجعل الأخرى تقول بغرور عالي
- لازم تشكريني لأني إخترتلك الفستان الحلو ده
ميرال بشك
- يعني بجد حلو! والا بتجامليني!
إبتسمت سيلين بثقة وأخذت ترتدي الحلق وهي تقول
- ماتخافيش هيعجبه
لتقول ميرال بضيق من تلميحاتها الواضحة
- هيعجب مين
نظرت ل أختها بخبث وقالت
- اللي في بالك
ميرال بمكابرة كاذبة كالعادة
- على فكرة هو آخر همي
سيلين بإطراء
- برافو، وهو ده الصح ياحبيبتي خلي الكل آخر همك مش بس هو، أهم حاجة أنتي وعيلتك والباقي مجرد كماليات في حياتنا. اسعدونا بدخولهم حياتنا كان بها...
وجعوا لينا دماغنا نديهم بلوك محترم ونمسكهم من طراطيف صوابعنا كده ونرميهم بأقرب زبالة، بصي. ميرال ياحبيبتي أنتي محتاجة درس تقوية و لازم تمشي على مبدأ أنا ثم يأتي الباقي من بعدي طيبتك دي مش هتأكلك عيش لما تنضربي على قفاك وتتكفي على وشك
وتيجي تعيطيلي
- غرورك ده هيوديك في داهية ياسيلين، قالتها داليا وهي تدخل عليها لترفع سيلين حاجبها ثم أخذت تحرك رأسها بدلع وهي تقول.
- ومتغرش ليه، إذا كان سعد الجندي بابايا و داليا هانم الدسوقي مامتي وميرال أختي هحتاج إيه كمان عشان أتغر
داليا بإبتسامة حب من شقاوتها
- والله أنا خايفة ليجي يوم و تقعي على بوزك بحب واحد يطلع عليك الجديد والقديم
سيلين بنفس ثقتها
- لاء ماتخافيش بالعكس خافي على اللي يفكر يقرب مني لأن بابا هياكله بسنانه لو قرب فعلا، وبعدين أحب مين، أنا مش هحب غيركم إنتم التلاتة وبس
داليا بعدم تصديق.
- متأكدة؟ مش هتغيري رأيك مع الزمن، وتيجي تقول بحبه يامامي
- طبعا لاء يامامي مش هعمل كده، قالتها سيلين بتأكيد وهي تضع طبقة ثانية من أحمر شفاهها مما جعل ميرال تعجب به وهي تقول
- الروج بتاعك لونه حلو أوي مع الفستان لايق جدا
، ده بني مش كده
- إسمه بني محمر، مزيج ناري بين البني والأحمر والنتيجة زي ما إنت شايفة، يطلع اللون ده...
- بس مش حاسة أنه أوفر شوية، قالتها داليا وهي تتمعن بهيئتها لتحرك رأسها الأخرى وهي تقول بتوسل
- لاء مش أوفر أوي يعني، وبلاش بالله عليكي تركزي معايا الليلادي، ركزي مع ميرال أحسن وحاولي تشغلي بابا عني بلاش تزعلوني سبوني فرحانة بشكلي
- بس يابنتي أنتي مش محتاجة كل ده. شوفي أختك مكياجها ناعم إزاي وهادي.
تنهدت سيلين بضجر من هذه المقارنة التي تحصل دائما لتحاول ان تغير الموضوع وهو أن تهرب من هذا الحوار العقيم من وجهة نظرها
- أنا خلصت وهسبقكم على تحت، إوعوا تتأخروا. بابا هيتعصب، قالت الأخيرة وهي تتركهم وتخرج من غرفتها لتنظر داليا لميرال وهي تقول
- شوفتيها هربت إزاي وبردو عملت اللي في دماغها
ومسمعتش كلامي
إرتسمت الإبتسامة على ثغر ميرال وهي تقول.
- هي دي سيلين، لو ماعملتش كده هيبقى في حاجة غلط، يلا يا ست الكل ننزل قبل ما سعد باشا يتعصب علينا
- يالا ياحبيبتي
في قاعة للمناسبات الرسمية لرجال الأعمال والمستثمرين كانت هناك تقام حفلة إعلان الشراكة بين عائلتين الجندي واللداغ
- بسسسس هو ده اللي مطلوب منك لا أكتر ولا أقل.
يحيى بقلق
- إنت متأكد من اللي عايز تعمله، ولو طلع شكك في مكانه تعرف شاهين هيعمل فيا إيه!
صمت قليلا ثم ضرب كفيه ببعضهم وأكمل، وأنا بقول ليه ياسين أصر إني أحضر معاهم الحفلة دي، كنت مفكرها حفلة شراكة بس الحقيقة طلع ناوي يعملهالي حفلة توديعي للدنيا دي، تصدق طريقة شيك للموت
ياسين بضجر من ثرثرته هذه
- مالك يلاااا ماتنشف كده هو أنا طلبت إيه يعني عشان تعملي الغاغة دي كلها
يحيى بنبرة مستهزئة.
- ولا حاجة يا أخويا، هاطلب إيه يعني، هو بس إني أروح وأقرب من البنت اللي حضرتك شاكك إنها عاجبة شاهين اللداغ، عارف لو شكك ده طلع في محله أنا هتعلق على بوابة الوكر مشنوق
- يا أخي إفهم أنا أصلا في الحالتين محتاج حد يقرب من سيلين لأن وقت ما شاهين رفض أنه يقرب من أي وحدة فيهم قولت أنا ألاغي الإتنين مع بعض بس طلعت مزتي عفريتة وحطتني تحت الميكروسكوب، وبصراحة مش عايز أغامر بيها
يحيى بنظرات مستفسرة.
- شكلها عجباك
ياسين بإعجاب
- أووووي، بنت الإيه. عليها عيون لوحدها حكاية
- بتتكلموا عن إيه، قالها شاهين وهو يقف خلفهم بشكل مباغت مما جعلهم يلتفتون له بسرعة ليبتسم يحيى بتصنع وهو ينظر إلى هيئته القوية وذراعيه المعضلة فهو كان يقف أمامهم بطوله المهيب
رفع شاهين حاجبه بترقب ونظراته زادت حدة وهو يقول
- في إيه مالكم مبلمين كده ليه؟
- أبدا ده بس يحيى كان بيسأل عن سيلين هتيجي إمتي، ما إن قالها ياسين بنذالة حتى نظر شاهين بإجرام على الآخر وهو يقول بنبرة شر
- وإنت دخلك إيه بيها...
كاد أن يرد عليه إلا أن ياسين أكمل عنه بحقارة
- هو أنت متعرفش بإنها عاجباه واااء
قاطعة يحيى وهو يمسكه من كتفه وهو يقول بهمس
- إسكت يخرب بيتك بلاش تولعه أنت مش شايف إتحول ازاي، ده هياكلني على دفعة واحدة.
إرتفع رنين هاتف ياسين برقم سعد وما إن رأه حتى قال بإستئذان
- ده سعد، أنا هروح أشوفه. شكل عيلة الجندي وصلت أخيراااا، مش هوصيك على سيلين يايحيى عايز البنت ماتشوفش غيرك من الآخر تاكل عقلها أكل
فجر ياسين قنبلته الأخيرة بمنتهى الخباثة ثم تركهم وذهب متوجها نحو بوابة الدخول بهدف إستقبالهم
ليلتفت يحيى لذلك الغول الذي كان ينظر له بتوعد وهو يقول بتهديد
- لو لمحت ضلك قرب منها أو عينك جت عليها
ليقاطعه يحيى بسرعة.
- ولا أعرفها أصلا، ده ياسين جابني هنا على عمى عيني، بس قولي قبلها.
البنت دي تخصك. صح
شاهين بجمود
- مالكش فيه خليك في حالك
- حقك يابوس، بس هو صحيح بنات الجندي حاجة ماحصلتش زي ماياسين قال؟
- بقولك إيه، قالها وهو يحاوطه بقوة، لا بل بالمعنى الأصح كتفه ليبتلع يحيى رمقه بصعوبه ثم قال بعدها بصوت خافت
- إيه
أخذ شاهين يربت بقوته كلها على ظهره وأكتافه وكأنه يبعد الغبار الوهمي عن بدلته وهو يقول.
- ماتروح لمراتك بدل ماعينك تروح ع سيلين بالغلط وقتها هرجعك البيت بإيدي بعد ما أفقعلك عينك
- الله! دي طلعت عجباك فعلا
شاهين بتحذير
- يحيى
- نعم، ما إن قالها يحيى بخوف مضحك حتى إبتسم له أخيه إبتسامة واسعة جدا ولكن لا تبشر بخير وهو يقول
- أنت قولت حاجة ياحبيبي
يحيى بهروب
- قولت أنا لازم أروح البيت.
- شاطر، يالا إتكل. كان يتكلم مع أخيه إلا أنه صمت و أخذ ينظر نحو المدخل عندما وجدها تدخل بأناقتها التي على مايبدو أنها جزء هام من شخصيتها
لم يزحزح نظراته عنها بل أخذ يتنقل بين الحضور بهيبته وعينيه الحادة تراقبها من بعيد بين الحينه والأخرى ثم بدأ كالأفعى يتسلل إليهم بالتدريج إلى مكان وقوفهم...
كانت تقف مع عائلتها تحتضن ذراع والدها بغرور وكأنه لايوجد على هذه الأرض أنثى سواها، ولكن، السؤال هنا؟ لما عليها أن تحتضن والدها لما لاتقف بعيدا عنه قليلا، هذا ما كان يدور برأسه وهناك رغبة عارمة وغاضبة بداخله يتمنى لو يذهب نحوهم وينتزعها منهم حتى لو بالقوة...
تلاشى غضبه ليحل مكانه إبتسامة هادئة وحالمة رغما عنه ما إن وجدها تضحك من كل قلبها، أخذ يقترب أكثر منهم وعينيه ماتزال تسافر في ملامحها الساحرة.
وقف معهم بعدما ألقى السلام وهنا إلتقت عينيه بخاصتها لتتحول ضحكتها إلى غضب وحقد غير مبرر من وجهة نظره...
لاحظ ياسين هذه النظرات ليقرر حالا إبعاد سعد عنهم وهو يقول
- إتفضل معايا ياسعد بيه أعرفك على أهم رجال الأعمال الموجودين
ولكن قبل أن يرد عليه وجدو أحد العملاء المهمين في هذا المجال يقف إلى جانبه.
- أنا جيت بنفسي عشان أتعرف، قالها هذا الرجل ونظره معلق بسيلين مما جعل الكل يقطب جبينه بإنزعاج. والدها والأخوين اللداغ
مد يده لها بعدما صافحهم جميعا وهو يقول بإعجاب
- متعرفناش بالآنسة، أنا غالب منصور رجل أعمال
وضعت يدها بيده وهي تقول بإبتسامة مجاملة
- سيلين سعد الجندي ديزاينر (مصممة)
- تشرفت يافندم، قالها وهو ينحنى ليدها وقبلها بطريقة نبيلة مما جعل شاهين يغلي من غضبه.
إستغرب من نفسه ووضعه و ضيقة المفرط هذا...
و أخذ يسأل نفسه لما كل هذا الضيق من تكون هذه بالنسبة له حتى يغضب من أجلها بهذا الشكل لدرجة أراد أن يكسر يده التي أمسكت بها وأن يحرق شفتيه التي تذوق بهما نعومة بشرتها
نظر ياسين إلى يحيى من بعيد وأشار له بالتدخل لكي يبعد هذا اللزج من هنا قبل أن يحدث شئ لن يحمد عقباه أحد.
أومأ يحيى برأسه وتقدم نحوهم ليبدأ ياسين بتقديمه لسعد بأنه الأخ الثالث لهم، ثم بعدها إستطاع يحيى أن يذهب بسعد وغالب إلى مكان بعيد لمناقشة آخر تطورات البورصة ومناقشة سعر الأسهم بعدما أعلنت بعض الشركات إفلاسها
وهنا نظر ياسين بإندهاش إلى أخيه العاقل الرزين الذي يدرس كل خطواته قبل أن يخطوها كيف تحول إلى عكس ذلك تماما ما إن وجده يسحب سيلين من يدها وتوجه بها نحو الباب الخلفي.
أخذ يضحك بعدم تصديق وهو يرى أثر شاهين يختفي من امامه وهو يقول
- والله وجاه اليوم وشوفتك تلف حولين نفسك يابوس، وقال إيه ماليش أنا فالصغيرين
ده أنت طلعت مالكش غير فالصغيرين
صمت وإعتدل بوقفته عندما وجدها تختلس النظرات له، كانت فتاته شقية نوعا ما فهو كلما أراد أن يقترب منها وجدها تذهب لمكان آخر، على مايبدو بأنها تعشق المطاردة والمراوغة.
إبتسم لها بحب وما إن بادلته الإبتسامة بخجل حتى فتح عينيه بعدم تصديق ودون تردد ذهب نحوها فهي كانت تقف عند إحدى الطاولات، ليقف إلى جوارها لتلتف ذراعه بخفة حول خصرها المنحوت وهذا ما جعلها تشهق بتفاجؤ من جرأته
ميرال بخوف
- إبعد، ماما لو شافتك هتولع فينا
- هششششش، متخافيش محدش واخد باله مامتك مشغولة مع باباك
ميرال بصرامة
- ياسين لو سمحت ماتخلنيش أستخدم أسلوب مش حلو معاك إبعد، ده أنت جرئ أوي.
- تعالي، قالها وهو يذهب بها إلى وسط القاعة وما إن وقف حتى سحبها من خصرها بيديه الإثنين وأخذ يتمايل معها على أنغام الموسيقى الهادئة...
نعم هذه حفلة، حفلة عمل لايوجد بها رقص، ولكن إبن اللداغ كان له رأي آخر ما إن بدأ يرقص مع فتاته
أمام الحضور مما دفع البقية أيضا بتنظيم الرقص على شكل ثنائيات
كانت متعثرة تائهة تماما بين مخالبه السامة، نظرت له بضيق وهي تقول بكذب
- أنا مبعرفش أرقص.
- مش مهم، حطي رجلك على رجلي. قالها وهو يقف عن الحركة ليجعلها تضع قدميها على خاصته وما إن فعلت ذلك حتى إرتفعت بقامتها أكثر وأصبح وجهها أمام وجهه ليبتسم لها بجاذبية لم تستطيع مقاومتها
سحبها نحوه أكثر بل ألصقها به وعينيه كانت تأكل كل إنش من ملامحها المثيرة لرجولته، إحتضنها بإحتواء وسند ذقنه على مكنبها و أخذ يهمس لها عند أذنها
- سبيلي نفسك، ماتخافيش مني، عمري ماهجرحك.
- على فكرة ماينفعش كده، بابا بيبص علينا، قالتها وهي تدفعه بيدها محاولة أن تنقذ نفسها من سحره إلا أنه كان كالحائط غير قابل للحراك
كان سعد دمائه تغلي كالمرجل من ما يرى أمامه ليغمض عينيه بمحاولة أن يهدئ من روعه عندما سمع زوجته تهمس له
- ماتتعصبش ع البنت ياحبيبي دي أكيد وافقت ترقص معاه من باب المجاملة بإنه شريكك
أومأ لها برأسه وهو ينظر إلى ابنته ويعتصر قبضته بإختناق من هذا الوضع أمامه.
عند ياسين كان يتنفس عطر بشرتها بجرأة قاتلة للتي بين يديه، ليناديها بهدوء وكأنه لا يود أن يصحى من حلمه الجميل هذا
- ميرال بصيلي، ولكنها لم تفعل ليكرر ندائه بحب
أكبر، يابت بلاش تتعبيني معاك أكتر من كده
لم تصغي له وأخذت تبعد نظراتها عنه أكثر بغضب جامح لأنه عنيد يرفض أن يطلق سراحها، ووالدها يراقبهما بالتأكيد ستحدث مشكلة لها ما إن تعود إلى المنزل...
- مرمر، ما إن نطق اسمها بدلال وهو يقرص إنحناء خصرها بأنامله خلسة حتى نظرت له بسرعة وكأن
أفعى لدغتها وفاضت عينيها بالدموع لتقول بصوت مخنوق ورفض قاطع
- بلاش تناديني بالإسم ده
ياسين بتساؤل
- ليه؟
- مالكش دعوة، و أوعى كده أحسلك، قالتها بحدة وهي تمسك يده لتبعدها عنها ثم تركته وذهبت إلى المرحاض فهي تريد الهروب من الجميع...
دخلت وأغلقت الباب خلفها لتنزل دموعها بوجع فهو ضغط على الوتر الحساس وفتح جروحها دون أن يعرف
(مرمر) اسمها المدلل كانت والدتها تناديها به دائما ومنذ وفاتها حرمت هذا الإسم عليها ترفض وتكره من يناديها به...
رغما عنها داهمتها ذكريات تلك الليلة المشئومة وكيف إستيقظت من نومها لتجد والدها الحنون الذي كان يغرقها بالدلال، جثة هامدة، كان عبارة عن بركة دماء و والدتها تصرخ كالمذبوحة وتضرب نفسها كالمجنونة لتجد نفسها بعدها بين ليلةوضحاها وحيدة مع أختها حديثة الولادة لايوجد لديها أحد سوا خالهم الذي عوضهم الله به.
ذهبت إلى المغسل وفتحت صنبور الماء وأخذت ترمي الماء على وجهها عدة مرات لعل هذا يجعل عينيها تتوقف عن البكاء، نظرت إلى إنعكاس صورتها وبدأت تمسح مكياجها بالمنديل الورقي وهي تقول لنفسها
بتشجيع
- أنا قوية، أنا قوية، والحمدلله على كل شئ.
أما على الجهة الأخرى عند أختها سيلين كانت في قمة ذهولها ما إن وجدته يمسكها من يدها ويأخذها معه جبرا إلى خلف القاعة وفي غمضة عين وجدت نفسها عند حمام سباحة داخلي، كان المكان مغلق، كل هذا حدث لها في لحظات فقط لم تستطع أن تستوعب وقتها ولكن ما إن توقف حتى إنفجرت به
- إاااايه الجنان ده، حضرتك مفكر نفسك مين عشان تسحبني كده، مين اللي سمحلك إنك تمسك إيدي
نظر لها شاهين بغضب ليقول بغيرة ساخرة.
- ماهو مسك إيدك ياحلوة
وباسها كمان، جت عليا
لتقول سيلين بتفاجئ من طريقته و كلامه هذا...
- هو إنت طبيعي، لاا بجد جاوبني، إنت طبيعي
عقلك بيشتغل زينا يعني ولا ليه ييستم خاص فيه
إستطاعت بكلماتها هذه أن تجعل نيرانه تلتهب أكثر ليصرخ بإنفعال: إتعدلي وإنتي بتتكلمي معايا وإسمعيني كويس.
- لااااا أنت اللي لازم تسمعني ياربع متر أنت، ما إن قالت الأخيرة بسخرية واضحة منه حتى صمتت عندما وجدته يقترب منها لدرجة خطيرة وعينيه أصبحت تحرقها حرفيا لتقول وهي ترفع أصبعها أمامه بقوة واهية تحاول أن تداري بها توترها من قربه هذا
- آخر مرة تتجاوزى حدودك معايا. مفهوم
مسك إصبعها وأنزله بعنف آلمها به وهو يقول بهدوء خطير
- يعني إنت مش شايفة نفسك غلطانة
بادلته النظرات بتحدي.
- لاء، وحتى لو غلطانة ده شئ مايخصكش يا أستاذ، إنت مين أصلا
- شاهين اللداغ، ما إن قالها بثقة جبارة حتى أتاه ردها مباشرة
- ماتشرفتش بصراحة بمعرفتي بيك، وياريت تحرمني من شوفة طلتك البهية دي...
- إممممم مش عايزة تشوفيني بس عادي إنك تشوفي غالب منصور صح...
لتقول سيلين بمكابرة فهي لاتعرف الآخر ولكن غيظا بالذي أمامها
- وليه لاء على الأقل هو إنسان محترم وذوق، مش عامل زي البرابرة.
ليقول شاهين بغيرة قاتلة ممزوجة بسخرية
- شكله دخل مزاجك ومش بعيد بعد يومين تقولي أنه ده هو نصك التاني
- نصي التاني! قالتها وإبتسمت بعدم رضا لما سمعت لترفع أنفها الصغير بشموخ ثم أخذت تسرد مقولة سمعتها في يوم وأعجبتها...
أنا لست أنثى ناقصة لكي أبحث عن شخص آخر لكي يكملني، و إن دخل أحد في حياتي فهو ليس أكثر من نجم لامع في سمائي وإن رحل فما أجمل السماء وهي صافية...
هدأت أعصابه وأخذ ينظر لها بهيام داخلي فهي تروقه حقا. ليقول بخفوت هامس وهو يلمس خصلاتها المتناثرة
- مغرورة و شكلك بتحبي نفسك أوي
أبعدت خصلاتها عن مرمى يده وقالت
- قصدك بقدرها، كل الناس بتحب نفسها بس ماعندهمش تقدير لذاتهم...
وضع يديه بجيب بنطاله وقال وهو مايزال ينظر الى عينيها بتركيز عالي: تعجبيني
سيلين بتكبر
- نفسي أجاملك وأقول وأنت كمان
اقترب من وجهها وقال بتوعد.
- أنتي محتاجة ترويض وصدقيني ده هيحصل على إيدي
- بليزززز، ماتخلنيش أضحك الترويض محتاج لرجالة
هاااا رجالة، مش شوية عضلات، قالت الأخيرة وهي تؤشر بيدها إلى عضلات صدره البارزة مما جعل الآخر يمسك يدها بقوة كبيرة وأخذ يقول من بين أنفاسه الغاضبة
- تصدقي بالله إنت عايزة تتربي عشان تفكري ميت مرة قبل ماتتكلمي قصادي، و إعتبري ده هيبقى أول درس لترويضك سيلينة!
نظرت له بإستنكار من لفظه لأسمها بهذه الطريقة ولكن ما جعلها تفتح فمها وعينيها بصدمة هو عندما وجدته يحاوط وجهها بكفيه بشكل مباغت لينحنى بسرعة البرق إلى شفتيها يلثمها بعطش وجوع فهي كانت تستفزه بأحمر شفاهها المغري هذا
أخذت تقاومه بغضب من اقتحامه لها ولكن عن أي مقاومة نتكلم، فهما كانا مثل طاووس و أفعى الكوبرا أي لا مجال هناك للمقارنة بينهما، عرف كيف يكتم أنفاسها ببراعة.
ضعفت معافرتها له ما إن قيد معصميها ليبتعد بعد مدة ببطئ مميت فعل بهما الأفاعيل وما إن حرر شفتيها المنتفخة تماما حتى طبع قبلة سطحية طويلة عليهما
ثم اخذ حرر يديها بهدوء
لترفع كفها بسرعة لتضربه كعقاب على فعلته ولكن كان هو أسرع منها ومسك يدها ولكن هيهات أن تسكت فهو ما إن مسك يدها حتى عالجته بكف أقوى بيدها الآخر...
ثم أخذت تقول وهي تضرب سبابتها بصدره بقوة: مافيش حد يلمسني إلا بموافقتي، سامع، إلا بموافقتي.
أنهت كلامها وهي تدفعه من طريقها وذهبت الى المرحاض بسرعة تشعر بإنها ستفقد وعيها حقا من ما عصف بها من احاسيس غريبة، ولكن ما إن كادت أن تفتح الباب حتى وجدته ينفتح ولم تكون سوا أختها ميرال...
وقبل ان تتكلم واحدة منهم بصدمة حتى سمعوا والدتهم تقترب نحوهم وهي تقول بضيق.
- كنتم فين بقالي ساعة بدور عليكم. باباكم طين عيشتي لما ما شافكمش قريب منه وحملني المسؤلية لأنكم غبتم عن عيني، يالا الوقت إتأخر ولازم نرجع...
تحركوا خلف والدتهم بهدوء على عكس مابداخلهم لتشهق سيلين وإحمرت وجنتيها بخجل ما إن همست لها أختها بعدما مدت لها منديل ورقي
- إمسحي شفايفك بسرعة قبل ما حد ياخد باله
( تمسح إيه؟ يخربيتك ياشاهين عملت في البنت إيه وأنا اللي كنت فكراك مؤدب ).
في الوكر عند غالية كان يومها كالتالي، نامت حزينة وإستيقظت حزينة فهي تكاد أن تموت شوقا لوالدتها، وأما الآخر زوجها، سبب عذابها، من تلك الليلة التي حبسها بالشرفة أصبحت تتجاهله تماما وكأنه غير موجود وهو الآخر يتعامل معها وكأنها خادمة لدية حقا.
أصبحت تنتظر خروجه لكي تنزع عنها ثيابها وتأخذ راحتها، فهي خلال الفترة التي يتواجد بها في المنزل، ترتدي ثيابا فضفاضة وحجاب وأحيانا تلتزم بالإسدال عندما تلاحظ نظراته الوقحة لها وما إن يخرج حتى تتحرر من كل هذه القيود.
وبما أنه مختفي ولم يظهر اليوم كله وبما أنه أيضا لا يوجد لديها في سجنها هذا أي وسيلة للتسلية بدأت بتنظيم الشقة وتغيير ديكورها وبرغم بساطة المكان والأثاث إلا أنها إستطاعت أن تضع لمساتها الأنثوية
وما إن انتهت بعد وقت لا يستهان به حتى ذهبت بتعب إلى الحمام لتأخد دش دافيء يفك عضلاتها المتشنجة ولكن المفاجأة عندما دخلت وجدت أمامها ثياب متسخة بنطال وقميصين لزوجها المبجل.
زمت شفتيها واخذت تحرك قدمها بضيق لتتأفأف بقلة حيلة وهي تنحني نحو الثياب فهو لايملك غسالة وهي لا تقوى حقا على غسلها بيدها...
عند هذه اللحظة ابتسمت بخبث، لتذهب وتملئ الحوض بالماء ثم رمت بداخله الثياب ورشت عليه القليل من مسحوق الغسيل والكثير من المعطر وتركتهم عشر دقائق ثم شطفتهم وما إن انتهت حتى أخذت توزعهم على الأريكة في الصالة وهي تقول مع نفسها بصوت مسموع مضحك.
- والله ده اللي عندي، نظفت على كده أهلا وسهلا مانظفتش عز الطلب ده أصلا صاحبهم مقرف مش هتيجي ع الهدوم يعني
أخيرا إنتهت من كل شئ وإنتهت معها طاقتها لتستلقي على السرير مستغلة عدم وجوده لتغمض عينيها بنعاس شديد ولكن لاتعرف كم مر من الوقت حتى شعرت بأحد يوقظها بعنف وهو يقول بأمر ما إن رآها تفتح عينيها بنعاس
- غلاااا قومي إعمليلي لقمة أكلها، يلا قومي.
- إسمي غالية مش غلا. إحفظه بقا، وبعدين ماتروح تطفح هو حد حايشك صغير أنت وعايز اللي يوكلك بإيده، قالتها وهي تحرك يدها بإنزعاج لتنهض بعدها وهي تتثاءب لتجده ينظر لها وهو يكرمش وجهه بزهق ليقول بعدها بإستفزاز
- أعوذ بالله من الخبث والخبائث جتك القرف في شكلك هو ده شكل بنت...
أغلقت عينيها قليلا باستغراب وهي تقول مع نفسها
- ماله ده كل مايشوفنى يطلع فيا مية عيب يكونش بيغير لأني أحلى منه وضفري خسارة فيه...
تركته وخرجت وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة وبيديها أخذت تجمع خصلات شعرها المشعثة لأنه ببساطة كان شعرها معاكس لإتجاه الجاذبية ولكن غاليتنا جميلة في كل حالاتها
تجاهلت طلبه للطعام لتتوجه مباشرة للحمام بعدما أخذت ثيابها فهي من تعبها لم تستحم، وبعد مايقارب
النصف ساعة خرجت وهي تجفف شعرها لتتأوه بألم عندما وجدته يسحبها من شعرها بعنف وهو يقول بغضب
- هو أنا مش قولت عايز سم
غالية برفض لأوامره.
- لما تطلب بأدب هبقى أعملك...
غير كده إنسى
- أدب؟ أنا ماليش فالأدب، ليا في قلة الأدب إيه رأيك، هممممم، همهم بالأخيرة وهو يرفع يده الممسكة بشعرها ليستنشقه كالمدمنين فرائحتها جميلة حقا، إبتعد قليلا ثم قال
- جهزيلي العشا، يا إما هتعشا بيكى والقرار ليكى، قالها ثم تركها ليستحم هو الآخر أما غالية ذهبت إلى المطبخ مرغمة لتحضر له الطعام وهي تدعي بأن يختنق به ويموت أو حتى يتسمم...
مر بعض الوقت وما إن انتهت من ترتيب الطعام على الطاولة حتى توجهت إلى الغرفة لتأخذ بطانيتها من الدولاب لتنام ولكن وجدته يدخل خلفها وهو يرتدي بنطال قطني فقط باللون الرصاصي وشعره الطويل مبلل وقطرات الماء تنزل منه تسير على صدره العريض
- عشاك في المطبخ
يحيى بسفالة
- لاء ما أنا خلاص غيرت رأيي وعايز أتعشى بيك
قطبت جبينها بضيق فهو حقا وقح لوقوفه هكذا أمامها.
وما إن كادت أن تتركه وتخرج حتى أوقفها وهو يقول بمغزى صريح ونظراته المتفرسة تحرقها من الأعلى للأسفل
- إيه رأيك يا غلا تكون الليلة ليلتنا!
التفتت له و رمقته بنظرة رافضة ثم قالت بستخفاف
- بأخلاقك دي، ولا بأحلامك
إبتسم يحيى إبتسامة صفراء رفعت ضغطها بها ليقرصها من وجنتها بقوة وإنحنى وقبل وجنتها الأخرى بعمق هدفه من هذه القبلة هو الإهانة لا أكثر. ثم أخذ يقول.
- وماله نستنى ياجميل لحد ما أخلاقي دي تعجبك وتجيني بمزاجك، لأني أنا مابحبش آخد الحاجة دي بالذات غصب، لأن طعمها أحلى بكتير لما تكون بالتراضي، وأنا أصلا تعبان يعني وفرتي عليا، بس من هنا لغاية ماتجيني بنفسك هتتعاملي زي ماتستحقي، و دلوقتي يالا إطلعي برا
- حقير،! همست بها وهي تحمل بطانيتها وتخرج ولكن تفاجئت ما إن سحبها منها ويرميها على الأرض بإهمال وهو يقول.
- لا ياحلوة مافيش غطا، هتنامي كده، عشان تتأدبي، ولو بردتي تعالي ليا أدفيكي فحضني غير
كده مافيش
تركته وخرجت خالية اليدين دون أن ترد عليه لتجلس على الأريكة وهي تقول بغيظ
- وقح، طعمها أحلى بالتراضي؟ ااااااكيد مجرب الحاجات دي السافل، وقال إيه هيستنى لحد ما أروحله برجلي جات كسر رجلي لو فكرت أروحلك بيها...
المشكلة إن الأخ واثق من نفسه أوي، والله ولا في أحلامك إني أكون ليك، ولو في البني آدم ده ميزة واحدة بس هتكون أنه محاولش يفرض نفسه عليا وماجبرنيش عليه.
تنهدت بقهر وهي تنهض لتذهب نحو حقيبتها وأخذت ترتدي أكثر من بنطال وجاكيت لتستطيع النوم فالجو الآن بدأ يبرد في الليل، إستلقت على الأريكة وجمعت أطرافها نحو بعضهم البعض كالجنين وهي تغمض عينيها بتعب نفسي حقيقي و بعد مدة زمنية غطت أخيرا بنوم عميق غير واعية مثل كل مرة عندما خرج الآخر وهو يحمل بطانيتها الخاصة ليغطيها بها وما إن تأمل وجهها الطفولي لبرهة حتى نهض ودخل غرفته وأغلق الباب عليه.
(حيرتني معاك يا يحيى! إنت طيب ولا شرير ولا إيه حكايتك بالضبط،؟! ).
9=رواية وكر الأفاعي للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع
الوكر، بالتحديد. في مستودع مظلم لاينيره سوا أشعة الشمس التي تدخل له عبر إحدى النوافذ العالية...
هذا المكان خاص بالبيج بوس مليئ بالأدوات القتالية القديمة والحديثة فهو يعشق أن يجمع مختلف أنواع الأسلحة من العادية الى الخطيرة، هواية غريبة ولكنها مميزة كصاحبها، هذا غير أنه ايضا يعشق ممارسة الرياضة العنيفة فهي كالمنفذ يخرج من خلالها جميع ضغوطاته النفسية والجسدية.
وكلما غضب من شئ أتي الى هنا، و ها هو الآن يقف في المنتصف يرتدي بنطال أسود فقط لاغير وترك جذعه العلوي عاري يلمع بقطرات العرق بشكل مفرط بسبب المجهود الذي يبذله بالتدريب، اما يديه كانت ملفوفة حتى ساعدية بلفاف أبيض يعمل كواقي لها، فهو يصب الآن جام غضبه على كيس الملاكمة المسكين هذا الذي وقع بيد من لا يرحم، أخذ يضرب ويضرب ومع كل لكمة يزداد تجهم وجهه بشكل مخيف.
وهناك سؤال واحد يطرحه بعقله مرارا وتكرارا دون أن يرحمه هل ماحصل البارحة كان حقيقة، هل هو تلقى صفعة منها حقا،! كيف تجرأت، كيف؟
عند هذه النقطة زادت ضرباته قسوة ياالله كم يتمنى لو كانت رجلا لكان وقتها تفنن بضربها بدل هذا الكيس ولكنها فتاة وليست أي فتاة بل هي قنبلة كلما رأته انفجرت بوجهه بكل غرور، وكل هذا لما؟ لأنه تذوق شهد ثغرها اللذيذ رغما عنها، وإن يكن. لما كل هذا؟ ألا تعلم بإنها ملكه يفعل بها مايشاء. حمقاء ألا تعلم بإنها أصبحت حق مكتسب له منذ الحظة التي وقع بصره عليها.
اااااااااخ كم يود لو أنه يمسكها ويصفعها بشدة أكثر من مرة ثم يسحبها ويقبل شفتيها التي يقسم بأنه لايزال يشعر بطعمهما الشهي حتى الآن ثم بعدها سيحتضنها بعنف ولن يتركها حتى يكسر أضلاعها...
وهذا كله سيفعله ليس حبا فيها ولكن عناد و رغبة
. نعم ياسادة، رغبة أو هذا مايتمناه. فهو الأن ولأول مرة في حياته يشعر بإنه يحتاج لأنثى في حياته وهذه الأنثى لم تكون سواها، سوا ابنة عدوه. لطالما.
كره معشر النساء لما هذه بالذات عقله يصر عليها
توقف عن الضرب وأخذ ينهج بتعب وهو ينظر من طرف عينيه الحادة نحو المدخل فهو سمع صوت فتح الباب والذي لم يكن سوا يحيى الذي قال
- انت هنا والحاج قالب الدنيا عليك برا، عايزك في حاجة مهمة!
اما الاخر لم يكون رده على أخيه سوا نظرة باردة على عكس ماكان عليه منذ قليل ليبدأ بفتح الفاف عن معصميه ثم توجه بعدها نحو حمام داخلي ليستحم وبعد خمس دقائق خرج وأخذ يرتدي ثيابه المرمية على كرسي من الحديد وما إن أخذ يغلق أزرار قميصه حتى نطق أخيرا باستفسار
- معرفتش عايز إيه
رفع يحيى منكبيه بعدم معرفة وقال.
- لاء، بس ياسين كمان هناك عنده، على ما أظن إن في حاجة جامدة أوي خلت سلطان يلف حولين نفسه ويضرب أخماس في أسداس
مط شاهين شفتيه للأمام بتفكير وهو يومئ له ثم خرجا سويا متجهين نحو القبو تحت الأرض الخاص بالإجتماعات وما إن وصلوا حتى ابتعد الحرس من امامهم وفتحوا الباب ليربت شاهين على كتف أحدهم كالإطراء.
- أخيراااا ال هجين وصل، قالها سلطان ل ياسين وهو يعتدل بجلسته ما إن وجد شاهين ينزل الدرج بهيئته الصارمة هو والآخر
( ستووووب، لقب شاهين. ال هجين، فهو يجمع بين صفات الصقر والثعبان ليكون مزيج خطير بين الصالح والطالح ولكن بالتأكيد يملك سم قاتل سواء في لدغته او في مخالبه في كلا الحالتين عدوه ميت لا محالة، تم اطلاق هذا اللقب عليه من قبل سلطان )
جلس على الأريكة وسند جسده عليها براحة ثم قال مباشرة: في إيه؟
ياسين بتوضيح: في إن البضاعتنا دخلت الحدود زي كل مرة بس هجان شكله كده مش عايز يجبها البر معانا وبدأ يصطاد بالمية العكرة
شاهين باستفسار: عمل إيه بالضبط؟
سلطان بغل: الجربوع نسي نفسه انه كان صبي عندنا وفكر انه لما يعمل شغل لوحده هيبقا قدنا، ده بدأ يلف ع تجارنا ويكلمهم عشان ياخدو بضاعته بدل بضاعتنا وهيعملهم خصم في السعر.
- والمطلوب مني إيه، قالها شاهين وهو يفرد ذراعيه على أطراف الأريكة ثم أرجع رأسه للخلف ببرود مما جعل سلطان يغتاظ منه بشدة ليرفع صوته وهو يضرب سطح المكتب الذي يجلس خلفه ويقول
- هجين، بلاش برودك ده دلوقتي، أنت عارف المطلوب منك وهو إنك تقرص ودن التاني عشان يعرف.
إن مش احنا اللي يتلعب معانا، و أوعى تخيب ظني فيك و تكون فعلا البدلة اللي بتلبسها وأنت بتأدي دورك كمحامي نستك أصلك، لااااء فوقوا انتوا التلاتة أنا اللي عملتكم وأنا اااء
قطع كلامه وصمت بخوف داخلي ما إن وجد شاهين ينتفض بغضب أسود وهو يضرب سطح المكتب وكأنه يعيد له حركته ثم أخذ يسند كفيه عليه ليكون أمامه تماما وجها لوجه وهو يقول بصوت يرعد يضاهى الآخر.
- واحنا مش مقصرين في حاجة عشان نسمع الكلام ده منك، كل حاجة ادتها لينا أخذت قصادها أضعاف
فبلاش النقطة دي بالذات تكلمني فيها عشان وقتها هافتح الدفاتر كلها ونتحاسب إيه اللي لينا وايه اللي علينا وأظن كده حضرتك هتطلع مديون لينا، وبرودي ده اللي مش عجبك أهون بكتير من ناري فبلاش تعيش دور أنا اللي عملت وأنا اللي سويت.
ليرد عليه سلطان بتوتر خفي: شاهين يابني أنا مش قصدي اللي فهمته، أنتم التلاتة أولادي، و ولاد الغالي، أنا بس متوتر ومش عارف أعمل إيه
اقترب ياسين من أخيه و وضع يده على ذراعه وقال وهو يحاول أن يعيد مسار الحوار لأصله
- سيبونا دلوقتي ياجماعة من كل ده وقولونا نعمل إيه بجد، هجان ده عامل زي البالونة أكيد في حد نفخه علينا وهو حب أنه يعيش الدور ويتحدانا
تدخل يحيى في الحوار وقال بتوضيح.
- تصدق صح، لأني عرفت إن رامي الزفت بعد ما طردته من الوكر آخر مرة راح لهجان وبقا من رجالته وعلى ما اعتقد هو اللي خلى الحكاية دي في دماغه لأن طول عمره هجان متجنب احتكاكه فينا وماشي جنب الحيط
اقترح عليهم ياسين بجدية وقال: بصو هو في حلين مافيش غيرهم، يا إما هنسيبه يهوهو كتير لحد مايزهق بس وقتها هيبقى عملنا دوشة والعيار اللي مايصيبش يدوش أو إننا نرميه بطوبة على دماغه ونفتحهاله عشان يحرم ويكون عبرة.
سلطان بشر: الحل التاني طبعا هو ده سؤال برضو
نقطع عرقه ونسيح دمه، هو احنا ناقصين وجع دماغ عشان نتحمل دوشتهم
- أنا كمان مع الرأي التاني، قالها شاهين بتأييد وهو يقف ثم أخذ يكمل بتوعد، هو مش عايز يضربنا بشغلنا، أنا بقا هخلي بضاعته ماتعديش الحدود أصلا وإن ماخليته ييجي بنفسه لحد عندي هنا ويشتري مننا عشان يسلم للناس اللي متفق معاها في معادها بدل مارقبته تطير و وقتها هبيعله بضاعتنا.
بسسسس السعر ضعفين وتلاتة عشان يتعلم الدرس ويعرف أنه مش احنا اللي يتلعب معانا
ياسين بابتسامة خبث لهذه الفكرة
- وبكده هيدفع السعر المطلوب ورجله فوق رقبته
يحيى وهو يكمل الكلام عن الآخر: ومن غير حتى ماينطق بحرف، معلم من يومك يابوس
- هجين بصحيح، هما دول ولادي اللي ربيتهم للعوزة
والحمدلله ماضاعش تعبي فيهم، قالها سلطان وهو ينظر لهم وما ان تركوهم وخرجوا شاهين ويحيى حتى اقترب سلطان من ياسين وقال باستفسار سام.
- أخوك عمل إيه مع سعد الجندي وبناته؟
رفع ياسين حاجبه بترقب وقال
- وماسألتش شاهين ليه
سلطان بضيق: ومن امتى أخوك بينطق حرف من غير ماينشف ريقنا الكلام عنده زي القطارة ولو نطق بيتفجر علينا زي ما حصل من شوية
نظر له ياسين بجدية: شغل شاهين أنا ماليش فيه زي ما أنت عارف مش بيقول حاجة بس أحب اطمنك أنه شغال على التقيل، و هيودي سعد ورا الشمس
- وأنت
ياسين بعدم فهم: أنا إيه!
همس سلطان بفحيح خبيث.
- هتجيب بنات سعد هنا امتى
فتح ياسين عينيه بصدمة: نعم! أجيبهم فين
- ماهو أنت مش هتاخد منهم اللي عايزه وترميهم لأهلهم ما إن قالها سلطان وهو يغمزه حتى أكد ذلك وهو يقول: أيوه.
سلطان بتخطيط شيطاني: أنا بقا عايز منك فعلا ترميهم بس هنا في الوكر، حرام، الرجالة هنا بتتعب واحنا لازم نفرحهم بحاجة نظيفة وطرية وتكون مستوردة من برا، وعلى ما اعتقد مافيش أنظف من بنات الجندي وبكده مش بس هتاخد حق أبوك وعمك لاء أنت كده هتكون موته بالحيا زي ماعمل معاكم وخلاكم تعيشوا باليتم طول عمركم وهو عايش حياته مع عيلته جا الوقت اللي تاخد حقك وحق أخوك منه ومن عيلته ومن كل واحد بيشيل نفس دمه.
( يرموك في نار جهنم ياقادر ياكريم، قولوا آمين
قال ترميهم هنا قال )
في فيلا الجندي، كانت تتقلب على فراشها كالسمكة التي خرجت من الماء للتوا فهي لم تنم طوال الليل كلما أغمضت عينيها شعرت به يكتم أنفاسها كما فعل بها تماما، كان المشهد يتكرر معها وكأنه حقيقة لتعيش تفاصيله مرة أخرى بحذافيره ف عقلها الباطن هذا لم يرحمها.
يالله! هذه أول مرة في حياتها تضعف بهذا الشكل وأمام من؟ ذلك البرجوازي المختل عقليا، لطالما سمعت عن تأثير القبلة الأولى في حياة الفتاة وبأنها لن تنسى هذه اللحظات الى الأبد...
رمت غطائها بعيدا عنها باختناق ونهضت بكسل لتخرج من غرفتها فهي تريد الهروب من نفسها حقا، أخذت تنزل الدرج بخمول لتبتسم بحب بشكل تلقائي ما إن رأت والدتها تجلس أمام التلفاز.
ذهبت نحوها وكأنها رأت ملاذها وأمانها لترمي نفسها بأحضانها دون مقدمات لتتنهد براحة لامثيل لها فهي الآن تنعم بأحضان أحن شخص عليها من بعد والدها
داليا بحب: حبيبتي عاملة إيه
اغمضت عينيها وهي تتمنى راحة البال
- الحمدلله يامامي
داليا باستغراب: مالك زعلانة ليه
- مخنوقة، ما إن قالتها حتى سألتها والدتها بأهتمام
- من إيه.
لتقول سيلين بصوت عالي مليئ بالضجر والقهر والزعل: من كل حاجة، أنا مش مرتاحة هنا عايزة أرجع لوس انجلوس ماليش دعوة، حياتي كلها هناك احنا إيه اللي رجعنا بس
دخل عليهم سعد وهو يقول بضيق فهو سمعها كيف تتذمر: مافيش حاجة اسمها حياتي هناك، حياتك ياسيلين معانا احنا عيلتك، وفين مانكون تكوني
نهضت وهي تنظر لوالدها لتقول باحتجاج
- بس يابابي أنا مش مرتاحة هنا
سعد بمسايرة- ده العادي في الأول بس بعدها هتتعودي.
سيلين برفض وعناد: مش عايزة اتعود. مش عايزة...
صرخ بها سعد بغضب من عنادها هذا
- يبقا تصطفلي، أنتي مش صغيرة عشان أفضل اتحايل عليك، سفر مافيش وأقفلي الموضوع على كده، فاااااهمة
- فاهمة، قالتها بصوت مخنوق بالبكاء ولكنها كابرت على وجعها امامهم والتفتت وصعدت الى غرفتها مرة أخرى وما إن دخلت واحتضنت وسادتها حتى اطلقت العنان لدموعها المدللة بالنزول لاتعرف مابها هي حقا لا تعرف.
في الأسفل كان مايزال ينظر بقهر الى المكان الذي اختفى أثرها فيه، وما إن جلس بصمت وشرود حتى باغتته زوجته بسؤال بنبرة هادئة
- مالك ياحبيبي، مش عوايدك يعني إنك تزعق لحبيبة قلبك كده
- تعبت يا داليا البنات كل مابيكبروا بيكبر معاهم همهم والأمانة بقت تقيلة عليا أوي وده غير خوفي عليهم اللي هيجنني.
- أنت لحد دلوقتي موضوع امبارح مأثر عليك صح
سعد بغيرة: أكيد هيأثر. عايزاني أشوف بنتي بحضن شريكي و أبقى عادي...
- ما أنا قولتلك دي أكيد اتكسفت تقوله لاء. بعدين دي كانت بترقص معه مش في حضنه في فرق
سعد بلا مبالاة: الاتنين واحد عندي
لتقول داليا بذهول من رده هذا
- مين يصدق إنك عشت برا بتفكيرك ده
سعد بانفعال من استفزازها: ماله تفكيري ياهانم،! وايه يعني عشت برا لازم ابقا عشان أعجبكم
صعقت داليا بتفاجؤ من ألفاظه: سعد مش كده الله...
نظر حوله وقال بضجر- فين ميرال عايز أكلمها امبارح طلعت نامت على طول ماقدرتش أكلمها.
- كانت مخنوقة وطلعت تتمشى شوية، صمتت قليلا وأخذت تنظر الى زوجها الغاضب لتتنهد بعمق ثم أخذت تقول بعدما نهضت وجلست الى جانبه ومسكت يده بكفيها
- حبيبي الحكاية مش مستاهلة العصبية دي كلها وبصراحة كده رد فعلك أوفر شويتين
- مافيش أب محترم بيرضى حد يقرب من بناته...
- خلاص بقا عديها المرادي، ياستااار منك لما دماغك دي تقفل على حاجة بتقلب علينا كلنا، وبعدين راعي مشاعرهم البنات مش واخدين ع الجو هنا واديك شايف وحدة حابسة نفسها بأوضتها وعايزة ترجع تسافر والعاقلة فيهم طفشت برا البيت من صباحية ربنا
تنهد سعد بعدم اطمئنان: بناتنا يا داليا مابقوش زي ماهما في حاجة شغلاهم، أنا حاسس فيهم بقالي مدة بس ياترى مالهم واي اللي شاغلهم.
طبطبت عليه وقالت: فيهم كل خير بس أنت روق عليهم وارجع دلعهم زي زمان واقعد معاهم وتكلموا
زفر أنفاسه بقوة وقال وهو يومئ لها بنعم
- حاضر إن شاء الله بكرة بالليل لما أرجع من الشركة عايزك تكوني مجهزالنا قعدة كده حلوة على فيلم أو أي حاجة
- وليه بكرة؟
- الليلة معزوم ع العشا عند غالب منصور
- ومين ده
- مستثمر وعنده شركات ومعامل يعني ربنا فاتحها عليه من واسع
اقتربت داليا منه اكثر وسألته بمكر مبطن ذا مغزى.
- عزمك لوحدك ولا قالك هات العيلة
- بصراحة هو عزمنا كلنا
داليا بفرحة: حلووو أوي، أهي جت لحد عندنا، إيه رأيك نيجي معاك وتبقى دي فرصة عشان البنات يغيروا جو ايه؟
- لاء، ما إن رفض على الفور حتى استغربت رده السريع هذا وهي تقول: ليه لاء
نظر لها سعد بحدة: في إيه ياداليا هو تحقيق ولا إيه وبعدين من امتى أنا باخدكم معايا عند صحابي.
داليا بأنفجار: أنت اللي في إيه، هناك كنت خايف علينا وحابسنا بس دلوقتي في إيه حرام عليك عايزين نتنفس نشوف الدنيا ده احنا من يوم ما جينا وأنت دافنا في الفيلا ماخرجناش غير امبارح وطلعتها من عنين اللي خلفونا، بس أنا خلاص جبت آخري معاك، ومن الآخر كده احنا هنيجي معاك وخلصنا على كده
صرخ بها سعد بغضب مصطنع
- وافهم من كده ان ده أمر والا طلب،؟
نظرت له داليا بقوة: أمر طبعا...
أبتسم رغما عنه من غضبها الذي يعشقه ليقول بعدها بمهاودة: لاااء اذا أمر لازم يتنفذ طبعا
داليا بصدمة: ايه ده يعني موافق نيجي معاك
حرك رأسه بنعم وقال- موافق، بس ماتاخدوش على كده
داليا بموافقة ممزوجة بدلع: حاضر ياسي السيد
نظر لها سعد بأستياء: سي السيد إيه بس. ده أنتي بعد الردح اللي ردحتهولي برستيجي خلاص اتمسح بالبلاط.
ضحكت داليا وقالت: فشر. مين ده اللي برستيجه اتمسح بالبلاط، ده أنت سيد الرجالة، تعالى بس فوق معايا وأنا هروقك آخر رواق وألمعلك برستيجك اللي زعلان عليه ده
- مش عايز، ما إن قالها سعد بتمنع مصطنع حتى مالت عليه بجسدها وهي تقول بمكر أنثوي
- متأكد
نظر لها سعد بضعف وقال بتراجع مضحك
- مش أوي بصراحة
حاوطت عنقه وقال- طب شيلني.
- لا ياحبيبتي الوزن ده مايتشالش، تعالي بس ربنا يهديكي، قال الأخيرة وهو يحتضنها تحت ذراعه وأخذ يصعد معها للطابق العلوي، كلامه هذا جعل زوجته تتوقف عن الصعود وهي تقول بصدمة
- قصدك اااايه ياسعد، أنا سمينه!
ضحك عليها وسحبها معه ليكمل طريقه وهو يقول: ومالك مصدومة ليه ما أنتي عارفة ده
نظرت له بزعل: طب حتى جاملني وقولي أنتي ملبن
سعد بصدق: وأجاملك ليه ما أنتي ملبن فعلا وعاملة زي رسمة الكركاتير.
- يعني عجباك، ما إن قالتها بهيام وهي تمسك مقدمة قميصه حتى أومأ لها بنعم وقبل مابين عينيها وهو يقول: من يومك يادودو عجباني و أوي كمان
التفت برأسه نحو غرفة ابنته المشاغبة المتعبة وتنهد بحزن ثم نظر لزوجته وكرمش لها وجهه بعشق وقال
- اسبقيني ع الأوضة ياروح قلبي وأنا شوية و هاجي وراكي
داليا بابتسامة تقدير لذاته فهي تعرف طيبة قلب زوجها: هتروح تصالحها صح
سعد بحزن: وأنا من امتى أقدر على زعلها.
- ربنا يخليكم لبعض
- ويخليكي لينا ياحبيبتي
- يالا روح بس اوعى تتأخر
- وأنا أقدر، قالها وهو يقرصها من ذقنها الناعم بخفة فهو دائما ما يدللها كا بناته فهي زوجته وحب عمره ايضا طفلة بالنسبة له ويحرص دايما على إرضائها
عند سيلين كانت تجلس عند النافذة تنظر الى الخارج بشرود وهي تضم ركبتيها نحو صدرها وتسند رأسها على الحائط الذي ورائها، التفتت برأسها نحو الباب ما إن سمعت طرقه للباب ليليه دخول والدها.
ما ان رأته أمامها حتى لوت شفتيها بتهديد صريح بإنها على وشك الانفجار بالبكاء وماهي سوا ثانية حتى نهضت وركضت نحوه لتزرع نفسها بأحضانه بلهفة وحب، كل هذا حدث بغمضة عين فهي ما إن وجدته
يفتح ذراعيه لها حتى لبت ندائه دون تردد
سيلين بترجي: بالله عليك يابابي ماتزعلش مني
ده أنا بحبك
قبل صدغها وهو يقول: وأنا بحبك يقلب ابوكي...
نظرت له بفرحة وقالت: يعني مش زعلان.
- لاء مش زعلان بس بلاش حكاية إنك عايزة ترجعي تعيشي برا دي
سيلين برضوخ: ماشي، هحاول
ليقول سعد بصرامة بعض الشئ- مافيش حاجة اسمها هحاول في حاضر، لأن الموضوع ده مش قابل للنقاش
- حاضر
- شاطرة ياحبيبتي ودلوقتي كلمي أختك خليها ترجع عشان تجهزوا نفسكوا بالليل معزومين ع العشا عند واحد اتعرفت عليه امبارح بالحفلة وشكله كده عايز يعزز علاقته بينا ويدخل معانا في الشغل
- مين ده؟
- أنتي تعرفيه على ما أظن، اسمه غالب منصور اللي سلم عليك لما كنتي واقفة معايا
انصدمت من معرفة هويته ولكنها ادعت غير ذلك وقالت بكذب: مش فاكرة كان في ناس كتير ماركزتش
- طيب ياحبيبتي مش مهم أسيبك بقا تجهزي نفسك
- ماشي يابابي. قالتها وهي تبتسم له ولكن سرعان ماتلاشت لحقد ما إن خرج وأخذت تفكر هل الآخر سيأتي هو ايضا أم لا، يالله كم تمقته هي لم تكره احد في حياتها مثله...
( وما الحب إلا بعد عدواة سيلينا ).
علي الجهة الأخرى عند ميرال ما إن استيقظت من نومها في الصباح الباكر حتى غيرت ثيابها وخرجت تتمشى في شوارع القاهرة تريد ان تستكشف معالم هذه المدينة الجميلة ولكنها فشلت فهي لاتعرف شئ هنا.
جلست على أحد المقاعد الحجرية امام نهر النيل ما إن تعبت وشردت عينيها بالمراكب التي تبحر على سطح هذا النهر، المنظر عادي مثل كل يوم ولكنها رأت فيه حب الناس لبعضهم وطيبتهم هذا الشئ لم تكن تراه في الخارخ فهناك لا أحد يساعدك دون مقابل. الجميع يقول نفسي، نفسي...
كانت تسافر بعيدا بمخيلتها ونظرها معلق بنقطة وهمية بعيدة غير واعية لذلك الذي أخذ يقترب منها ليجلس الى جانبها ويقول وهو ينظر إلى ماتنظر له.
- ليه ادايقتي لما قولتلك مرمر
خرجت من دوامتها والتفتت له بتفاجؤ
- أنت عرفت مكاني منين
التفت لها برأسه وغمزها وهو يقول بشقاوة
- هو انت متعرفيش ان قلبي دليلي، تنهد وأكمل بتساؤل ما ان وجدها تتجاهله، ماردتيش عليا زعلتي امبارح ليه
- مالكش فيه
- تؤ، ليا، أي حاجة تخصك ليا فيها
ولكن ما ان نظرت له بغضب واضح بعينيها الواسعة
حتى رفع يده أمامها وهو يقول بضحك
- ابوس خدودك الحلوة دي بلاش تبصيلي كده أنا مش قدهم.
- اللي هم إيه
- عنيكي يامرمر
ميرال بزعل حقيقي: يااااسين عشان خاطري بلاش الدلع ده
ياسين بمشاكسة: يخربيت ياسين على سنين ياسين
ياسين بينهار أصلا بسببك يامفترية، هو أنا اسمي حلو فجأة كده ليه ياجدعان، وبعدين زعلانة ليه يامزة ما انت فعلا مرمرتي حالي وأحوالي
ميرال بضجر: عشان خاطري بقا
ياسين بستغلال- موافق بس بشرط
ميرال بستنكار: بتتشرط كمان؟
ياسين بتأكيد: طبعا
لتقول ميرال بإنصات: اللي هو ايه.
ليرد عليها بستغلال اكبر: نقضي اليوم مع بعض...
ميرال برفض: لاء ماينفعش
- بصيلي، قالها وهو يرفع وجهها له وما إن أسر عينيها بخاصته حتى أكمل، قولي موافقة وفرحيني، طال الصمت بينهما ولكن لغة العيون لم تصمت بل أخذت تصرح بالمحظور
مسك يدها وخلل أنامله بخاصتها وشدد عليها ونهض وسحبها معه ولكنه وجدها تمنعه وهي تقول برفض واهي: إيه ده على فين أنا لسه ماوافقتش.
- بس عينيك وافقت وده المطلوب، قالها وهو يرفع يدها لفمه وقبلها بسرعة وأنزلها قبل أن يرى الناس فعلته، وهذا ما جعلها تضحك عليه ليهيم بها عشقا وينطق لسانه بتلقائية وهو يقترب منها بشدة ويهمس لها
- بحبك...
احمرت وجنتيها خجلا وأخذت تنظر حولها وكأن كل الناس سمعت ما قال، نظرت له وقالت بضيق كاذب
- انت مجنون وعديم الرومانسية هو في حد يعترف كده.
- ايوة أنا بعترف كده، عارفة ليه، قالها وهو ينظر لسواد عينيها الذي لا قاع له لتبادله النظرات بمنتهى الرقة وهي تقول
- ليه
- لأن احنا بنختلف عن الآخرين يامرمر، قال الأخيرة وضحك لتنظر له بعتاب وهي تقول
- بردو مرمر دي
ياسين بمشاكسة- ايوه وخدي من ده كتير، عندك اعتراض
ميرال بسخرية: قال يعني لو عندي اعتراض هتسمعه
ياسين بجبروت: ولا هاخد بيه أصلا
- شوفت.
ياسين بتوعد مبطن: ايوة شفت، بس أنتي اللي لسه ماشفتيش حاجة معايا
- ربنا يستر منك عقلي مش مطمنلك بس هاجي معاك
ليقول ياسين بمشاعر جياشة: انا قولتهالك وهقولها تاني، ماتخافيش مني، عمري ماهضيعك ده أنا ماصدقت لقيتك، ثقي فيا
نظرت له ميرال قليلا بصمت ثم قالت بجدية
- الثقة بتجي بالأفعال مش بالكلام، لو عايز ثقتي فعلا اكسبها بفعلك
ابتسم لها ياسين بثقة وقال.
- هيحصل وهتشوفي، ودلوقتي تعالي نفطر سوا لأني متأكد إنك لسه مافطرتيش...
لتقول ميرال بدلال عفوية: لا أنا عايزة غدا مابحبش الفطار
- بس كده يقلبي، ده أنتي تؤمري وأحلى غدا لأحلى بنوته عنيا شافتها. قالها وهو يتحرك بها لتتبعه كالمنومة مغناطيسيا وهي تنظر له بإعجاب واضح وابتسامة حالمة واخذت تنسج أحلام وردية التي بيعيدة كل البعد عن الواقعها.
لتقضي اليوم بطوله معه ومع كل دقيقة تمر عليها وهو الى جانبها كانت تغرق أكثر وأكثر في بحره العميق
ولكن ما أنهى يومهم هذا هو اتصال سيلين لها تخبرها بإنها يجب أن تعود الى المنزل فورا بطلب من والدهم
في منطقة شعبية بالتحديد داخل شقة أم غالية
- قلبي واكلني على غالية ياترى كويسة ولا تعبانة...
خليل باستنكار لما سمع: تعبانة ايه ياولية! دي بنتك أتجوزت راجل ماكنتش تحلم بيه طول عمرها عايزة إيه تاني.
لتقول امها بشوق- عايز أشوفها واضمها كده لصدري واشم ريحتها دي وحشاني اوي ده أنا محيلتيش غيرها
حس بيا
صرخ بها خليل بتهرب: يوووووه افضلي كده اندبي ع بنتك وخلي جوزها يطفش، شكلك عايزاها تطلق مش كده
- بعد الشر عليها تف من بقك. بس هو هيطفش ليه. ده أنا عايزة أباركلهم بس واطمن عليها زي كل أم. إيه مش من حقي، ده حتى أخدها واختفى، مافيش حد بيعمل كده.
- انت الكلام معاك مالوش فايدة، قالها وهو يتركها ويخرج من الشقة بأكملها
اخذت تضرب على فخذها وهي تقول بقهر
- يااااناس قلبي موغوشني عليها مش بايدي
حركت تحية زوجة خليل فمها بعدم رضا وبشهقة خفيفة قالت: اطمني يا اختي، وحطي في بطنك بطيخة صيفي، بنتك بقت مرات يحيى اللداغ. يااابختها مش زي
والدة غالية بمحاولة مستميتة: طب ما تخلينا نعزمهم بمناسبة جوازهم وأهي حركة حلوة مننا بردو.
- اعزم ايه هما فاضيين لينا، دول عرسان في شهر العسل عايزة تنكدي عليهم ليه، وبعدين اعزمهم بإيه هو انا حيلتي حاجة
ترد عليها بلهفة: انا عندي، أعزمهم على حسابي
تحية بفرعنة: حساب مين يا أم حساب ده أنتي قاعدة واكلة شاربة ببلاش، قال على حسابي قال هو أنتي حيلتك حاجة، تركتها وخرجت وهي تتكلم كلام تكرهه الأذن وتشمئز منه الروح لدنائة أصحابها.
نزلت دموع الاخرى بعجز وهي ترى كيف تركتها وخرجت غير آبهة بها ولا بلوعة قلبها، رفعت كفيها للأعلى وأخذت تشكو وجعها وضعفها وقلة حيلتها لله عز وجل وتدعوه بتذلل بإن يحفظ لها ابنتها الوحيدة من كل شر
في مطعم راقي وفخم لا بل كان أشبه بالقصور الضخمة دخل من البوابة سعد وعائلته ليكون في استقبالهم صاحب المكان وهو غالب منصور وعلى وجهه ابتسامة واسعة وهو يصافحهم
- اهلا وسهلا سعد بيه
- اهلا بيك...
- نورتي ياهانم، قالها وهو ينظر الى داليا ويصافحها باحترام حتى ردت عليه بمجاملة
- تسلم ده نور حضرتك
- النور الحقيقي هنا، قالها بخفوت وهو يصافح سيلين ليرفع يدها له وقبلها وهو ينظر الى عينيها بتمعن، مشهد الحفلة انعاد أمام شاهين فهو لتو دخل هو وياسين ليتوقف عند هذا المنظر كز على أسنانه وتقدم منهم
ليبتعد غالب عن سيلين وأخذ يرحب بحضور الأخوين اللداغ، ليتفاجئ بهما سعد فهو لم يتوقع بأن يكونا مدعوين ايضا.
بعد ترحاب وسلام طويل توجه نحو الداخل و عند اقترابهم من المدخل اقترب شاهين من تلك التي تتجاهل وجوده وقال بخفوت
- ممكن أعرف كل الأناقة دي عشان مين؟
- مش هقولك وأنت مالك، لأني اكتشفت إنك مريض نفسي، ريح نفسك و روح اتعالج وريح اللي حوليك من العذاب ده، قالتها وهي تنظر له بحقد صريح ثم تخطته بثقة لتلحق بعائلتها.
وما إن وصلوا الى طاولة طويلة حتى رفعت حاجبها باستغراب حاولت ان تخفيه بابتسامة مجاملة ما إن وجدت غالب يسحب لها الكرسي الذي بجانبه حركته هذه كادت ان تفقد شاهين صوابه ولكن كان رد فعل سعد أسرع منه ما إن قال
- سيلين بابا تعالي اقعدي جنب مامتك
أومأت له وذهبت وجلست بين والدتها وأختها وما إن أخذت تعدل جلستها ورفعت رأسها حتى التقت عينيها بذلك الصقر الغاضب الذي جلس أمامها...
نظراته لها قاتلة حرفيا ولكنها تجاهلته وكأنه غير موجود تماما واندمجت بتناول الطعام ما إن تم تقديمه ونجحت في ذلك نوعا ما مما أدى الى جنون شاهين رسميا...
اما ميرال اندمجت بالحديث معهم عن العمل وكيفية ادارته فهي لديها خلفية لايستهان بها في هذه المواضيع.
نظر ياسين بفخر الى فتاته الذكية التي استطاعت أن تجذب اتباه الجميع لها برزانتها وحكمة كلماتها وما إن التقت نظراتهما حتى غمزها بخفة حركته الوقحة هذه جعلتها تقطع كلامها و تصمت بعدما تلعثمت بتوتر لتقترب منها سيلين وهي تقول بهمس
- هو في إيه بالضبط، دي الحكاية باين إنها مطورة
ع الآخر مع الأستاذ وبقا فيها غمزات وحركات
ضربتها بعكسها وهي تقول من بين أسنانها
- مالكيش دعوة
- بقا كده.
اقتربت منها ميرال وقالت بمراوغة: ايوه كده وحدة بوحدة. مش انتي خبيتي عليا حكاية الروج إيه اللي عمل فيه كده أنا كمان هعمل زيك
فتحت سيلين عينيها بفزع من أن يسمعها أحد: هششششششش يخربيتك اسكتي هو ده وقته...
ماشافهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتحاسبوا.
- تصدقي عندك حق، قالتها ميرال وهي تبتسم بخفة لتبتسم الأخرى معها وما إن رفعت وجهها حتى وجدت غالب لا ينظر لها فقط لا. بل هو كان تائه فيها وبضحكتها، ليتحول بصرها بشكل تلقائي نحو شاهين الذي كان كالوحش المفترس يتوعدها
أنزلت نظرها على طبقها لترفع كأس الماء لتتجرعة دفعة واحدة ثم نهضت مستأذنة لتذهب الى الحمام.
وما ان اختفت من المكان حتى رمى شاهين المنديل بغضب ونهض هو أيضا. كاد أن يسأله غالب عن السبب أو دعنا نقول شك بإنه سيلحق بالأخرى ولكن كان له ياسين بالمرصاد الذي أخذ يمطرهما بوابل من الأسئلة هو وسعد ليشغلهما عن غيابهم الغير مبرر.
في داخل الحمام كانت تقف أمام المرآة وهي تتنفس بعمق لتحبسه لثواني ثم تزفره ببطئ، كررت هذه العملية ثلاث مرات، لتستطيع أن تهدئ أعصابها ف الأجواء متوترة وذلك الحثالة الوقح الذي تجرأ معها أمس يتعامل معها اليوم وكأن شيئا لم يكن، لاااا بل يتصرف معها وكأنه...
قطع سلسلة أفكارها دخوله عليها بشكل مفاجئ لتلتفت له بصدمة، كانت تعرف بإن رزانته وهدوءه ليسو سوا غطاء على جنونه الحقيقي هذا الذي تراه أمامها الآن.
أما عند شاهين كان يوجد بعقله كلام لاينتهي لها ولكن ما إن وجدها كيف تنظر له بتفاجؤ من دخوله عليها، كم كان مظهرها جميلا وفاتنا، تلاشت الحروف من على لسانه لتتركز عينيه على شفتيها المنفوخة لتداهمه لحظة تذوقهما
أبعد نظره عنها وهو يبتلع لعابه بصعوبة ولكن قطب جبينه عندما وجدها تقول: بغض النظر عن إنك وقح ومجنون إلا إنك مديون لي بأعتذار.
شاهين بصدمة لاتقل عن صدمتها منذ قليل فهو توقعها ستصرخ لأنه اقتحم عليها المكان ولكن كلامها جعله يقول بترقب: اعتذار؟
أومأت له بنعم وهي تقول: أيوه
شاهين باستنكار: انا! أعتذر، على ايه بالضبط
كتفت سيلين ذراعيها وقال بجدية
- تعتذرلي على سرقتك لعذرية شفايفي وقلة ادبك معايا.
- عذرية ااااايه؟، قالها بتفاجؤ وكأن هناك من سكب عليه دلو من الماء المثلج في فصل الشتاء، ولكنه ضحك بخفه ما إن وجدها تكرر بخفوت وهي مستغربة ردة فعله
- شفايفي
تلاشى غضبه وانفعاله منها وحل الحب فقط في عينيه لها واكتشف في هذه اللحظة أن التي أمامه برغم لسانها السليط وغرورها إلا أنها بريئة، عض شفته السفلية ثم قال باستمتاع وهو يراوغها
- أعتذر ليه؟ ماهو بصراحة مش ذنبي اللي حصل
رفعت حاجبه بترقب وهي تقول.
- أومال ذنب مين
اقترب منها ونظره ملتصق بثغرها وقال
- ذنبهم هما، بيستفزوني
فتحت عينيها بتفاجؤ من رده هذا لتسأله بعدها بفضول- بيستفزوك ازاي مش فاهمة!
شاهين بسفالة لاتظهر إلا أمامها هي: كل لما ببصلهم بلاقيهم منفوخين بشكل رباني، سبحان الله، بس اللي فوق منفوخة أكتر من اللي تحت وأنا بصراحة حبيت أعدل مابينهم، وأنفخهالك، وعلى ما اعتقد إني امبارح نفختهم بضمير ولا إيه.
- ووووووقح، قالتها بغيظ ممزوج بخجل ثم تركته وخرجت لتعود الى الطاولة وماهي سوا دقائق حتى لحق بها وهو يضحك عليها ليمر الوقت عليهم بين النظرات المسروقة من قبل الفتيات و الوقحة من قبل الشباب، لتنتهي هذه الأمسية أخيرا وقد تركت في داخل كل واحد منهم ذكرى لاتنسى.
في الوكر عند غالية كانت ماتزال تعيش بسجنها كما في الأيام السابقة لا جديد تراقب الناس غريبة الأطوار هذه. ولكن الليلة هي ليلة الخميس سمعت يأتي من مكان بعيد صوت أغاني ورقص على مايبدو بأنه يوجد زفاف هنا
مسكينه غالية تظن بأن هناك زفاف لاتعرف بأن هناك حفلة للغجريات، محتواها، شرب، غناء، رقص...
وفتيات، وبالتأكيد هي لا تعلم بإن هذا الحفل مقام على شرف زوجها العزيز...
استمر الصوت لساعات طويلة ولم ينقطع حتى بدأت إشارات الصداع النصفي لديها، نظرت الى الساعة كانت قد تجاوزت الثالثة صباحا، نهضت بتعب لتستلقي على الأريكة لتنام ولكن ما إن اغلقت عينيها حتى فتحتهم بسرعة عندما سمعت قفل الباب يفتح ليدخل عليها وهو يترنح أو هذا ما هيئ لها
ولكن ما إن أنار الشقة حتى نظرت له باستغراب كان يتمايل بوقفته رغما عنه وبيده علبة ماء، لااااا ليس.
ماء، بل كانت زجاجة بداخلها سائل أصفر مائل للإحمرار
وقفت بمكانها وهي تحاول أن تكذب ماترى الآن...
هل عاد الى المنزل وهو ثمل؟ كان مجرد سؤال طرحه عقلها ولكن ما أكد سؤالها هذا هو رائحته النتنة التي تسبقه بأمتار، لتجده يقول ب لسان ثقيل وعدم تركيز تام بسبب كثرة تجرعه لهذا السم
- يااااسين اخويا...
كلامه هذا جعلها تنظر إلى نفسها هل حالة السكر هذه جعلته يراها رجل؟ أخذ يتقدم منها بطوله الفارع ليتعثر بخطواته ويسقط بثقل جسده الضخم هذا على الأريكة مماجعلها تبتعد بسرعة عنه، وهنا كان قد تمكن الخوف والهلع من قلبها المسكين، لتعبس وجهها بتقزز من رائحته النفاذة لدرجة أصابتها بالغثيان
أخذت تتمعن بنظرها له وكأنها لا تصدق مايحصل معها
كانت عينيه حادة، زائغة، وناعسة بشكل كبير فهو بالكاد يستطيع أن يفتحهما...
أخذت تنظر له باشمئزاز و يأس ياالله أين ذهب جبروته وقوته وعقله وصرامته و سلطته التي يتباهى بها دائما، كل هذا ذهب في مهب الريح بسبب لعنة محرمة لاتعرف حقا ما المغري بها لكي يشربها وتذهب بعقله، هذا إن كان يملك عقل من الأساس...
وجدته زحف من الأريكة ليجلس على الأرض وهو يرفع الزجاجة لفمه بعدم توازن ليحتسي من شرابه بشراهة ثم نظر للزجاجة وأخذ يكلمها بهلوسة وكأنها تفهم مايقول.
- تعرف يا شاهين أنا مديون ليك، كتير أوي مديون...
بس ماتلومنيش لما كنت بضرب الكل بوحشية، لأنه مش ذنبي، سااامع مش ذنبي اني ابن حرااام...
كلامه كان كالصاعقة لها رجعت للخلف و وضعت يدها على فمها وهي تهمس: ابن حرام؟
رفع نظره لها على ما يبدو بأن حركتها هذه جذبت انتباهه ليقول باستغراب: انت بتبعد ليه يا شاهين
مالك، انت لسه زعلان مني، عشان دخلت الحريم بانتقامي، خلاص مش هعمل كده، حرمت.
بس اااء بس أنت قولتلي طلقها ورجعها وأنا مش هقدر اعمل كده ب غلا، دي بنت بمية راجل، بس مش حلوة بتزعق ولسانها طويل مش شبهها خالص، فاكر لما حبيت أول مرة في حياتي فاكر وقتها حصلي إيه راحت ونامت مع صاحبي ههههههه
انا يحيى، يحيى اللداغ، أتخان، بذمتك دي مش مجنونة، كلهم خاينين كلهم، وأنا كمان خنتها مع كل بنات الوكر وبعدها سبتها، عشان هي وسخة ماتستاهلش حبي.
غالية بقصف جبهة: قال يعني أنت اللي نظيف جاتك القرف في شكلك. وأخذت تقلده، أنا
يحيى، حتى وهو سكران شايف نفسه.؟
صمتت فهي لاتدري كيف أصبح بلمح البصر أمامها ليمسكها من ذراعيها وهو ينظر لها بعينيه العسلية بهدوء وكأنه يتفحصها ليقول بثقل
- ياسين أنت مش مصدقني صح
- هو ياسين ولا شاهين. إيه الليلة دي بس، قالتها مع نفسها وهي لاتعرف ماذا تفعل حقا، لتنتفض بين يديه عندما صرخ بها وهو يقول: ليه! مش مصدقني.
- مصدقاك بس سبني، قالتها وهي تحاول أن تتخلص منه بخوف ما ان وجدته يريد أن يدفن وجهه بعنقها ولكن مع محاولاتها للفرار منه جعلته يزداد غضبا ليسحبها من مقدمة ثوبها بقوة ليتمزق الى قطعتين من الأمام ومع فعلته هذه خرجت منها شهقه عنيفة وكأنه انتزع روحها منها...
دفعته عنها بكل قوتها وركضت للغرفة ولكن قبل أن تغلق الباب وجدته يدفعه عليه من الجهة الأخرى لترتد الى الخلف عادت بخطواتها الى الوراء لتتعثر بالسجاد وتسقط على السرير
لتجده يعتليها كالوحش وأخذ يضربها ويكيل لها الصفعات وهو يقول بحقد
- انت خاينة و وسخة خنتيني مع صاحبي، ليه جيتي هنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك ولو شفته هقتلك بيدي، قال الأخيرة وهو يطبق على عنقها بيده.
لتكون ردة فعلها هو غرز أظافرها بكل قوتها بصدره مسببة له أضرار بالغة وما إن أعادت فعلتها هذه أكثر من مرة حتى تكسرت أظافرها ولكنه لم يتأثر، أخذت تختنق واحتل وجهها الون الأزرق لترفس بقدميها بشكل عشوائي ولكن ما ان جمعت شتاتها وتركيزها حتى ضربته بركبتها على منطقة تحت الحزام وهنا ابتعد عنها متألما.
اعتدلت بجسدها بسرعة وهي تشهق بعنف لتميل برأسها بتعب وثقل حتى وجدت الدم يتساقط من أنفها على مفرش السرير لتسعل بعدها بشدة ولكن ما إن رأته مشغول مع زجاجته يكلمها مرة اخرى وكأنه لم يكون على وشك قتلها منذ لحظات...
حتى نهضت بجسد متهالك واهي من ضربه لها ولكنها مجبرة أن تضغط على نفسها، تسحبت بهدوء شديد من الغرفة خوفا من أن ينتبه لها، ولكن ما إن وصلت بقرب الباب حتى ركضت خارج الغرفة لا بل خارج الشقة بأكملها، فهي كانت تركض هاربة من ذلك الوحش البشري.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق