القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم اسماء عبدالهادي

 

رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم اسماء عبدالهادي 







رواية ليتك كنت سندي( الجزء الثاني)الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم اسماء عبدالهادي 



#ليتك_كنت_سندي

#أسماء_عبد_الهادي

بارت ٢٦&٢٧

الظلم ظلمات يوم القيامة...وكل ساقيٍ سيسقى بما سقى 

فبحسب عملك ستُجازى..أن خيرا فخير وان شرا فشر..فلا تظن أنك ستنام قرير العين وأنت كسرت بخاطر ذاك..وظلمك هذا..وتسببت في وجع أولئك ..فمن أين تأتي بالراحة يا مسكين والملائكة الكرام يكتبون طيلة الليل أعمالك السيئة كلها والتي لا حصر لها.


ظنت سناء أنها بعدما فعلته برهف من ادعاء بالباطل وقذف محصنة وتفريق بينها وبين زوجها واخوتها وحرصها على أذية الجميع لها بدنيا ونفسيا...وما فعلته أيضا ل ابنتها بكسر خاطرها وتحطم قلبها بكلماتها اللاذعة 


أنها ستفلت من عقاب الله في الدنيا قبل الاخره..هيهات هيهات فهي والله مسكينة لا تدري أنها على نفسها جنت 

وها هي تحصد اولى ثمار ما فعلته 

وعليها تقبل زوجها على حاله ..نزواته .. شهواته..إدمانه..فظاظته..غلظته..كل شىء 

دون أن تجرؤ على الشكوى فهي من اختارته بمحض إرادتها وبرغم عدم تقبل الجميع للأمر.


لذا فما كان منها إلا أن خلت بنفسها بالغرفة الأخرى وأحكمت غلقها جيدا

وأمسكت برأسها والتي ستنفجر من فرط الصداع الذي ألم بها


____

أسماء عبد الهادي

جاء آدم بعدما أنهى عمله ليفحص الفتاتين ..فأعطى لملك حقنة مهدئة لتريح أعصابها المتعبة وأجهزتها الحيوية المنهكة


أما رهف فأخبرها أنها بخير ولا تحتاج لعلاج لكن عليها ألا تسمح لنفسها بالانخراط في الحزن والكآبة لحتى لا تتعب أكثر

ونصحها بأن تتسم بالتجلد اكثر من هذا وتدع تلك الروح الرقيقة والمرهفة جانبا فلا تستخدمها في كل أوقاتها فهناك اوقات يحتم على المرء فيها استخدام التجلد والشدة .


بعد عدة أيام ولا شىء جديد يذكر سوى أن ماهر عاد من عمله ليقضي إجازته بصحبة زوجته الحبيبة ليحظيا ببعض الوقت الممتع معا ..ليتفاجىء بما حدث لملك فتنقلب أيام إجازته الى كمد ولوعة أصابت الجميع.

أسماء عبد الهادي


أما آدم فأتم خطبته من الطبيبة عبير في المشفى ولا احد غيرهما حضرها فهو ذهب معها ليختارا خاتم الزواج وألبسها إياه في غرفة مكتبه في هدوء تام 

فلا أحد منهما مهتم بتلك المظاهر ولا الشكليات الفارغة من وجهة نظريهما.


قص آدم على أخته ما فعله فهو لا يخفي عنها شيئا فلم تبدي أي ردة فعل فهي مستاءة منه على كل الأحوال ..لكن بما أنه مُصر فرأيها لن يؤثر في قراره ففضلت الصمت أرجى من الكلام...وتمنت لصديقتها عوضا جميلا عن كل ما مرت به.

أســــمــــاء عــــبـــد الــــهــــادي

عندما اشتد عود ملك وأصبح حالها افضل من ذي قبل فباتت تنهض من الفراش وتتجول في غرفتها والتي هي ف الاصل غرفة رهف... فأصبحوا يتشاركان فيها 

وجدت رهف تدلف الغرفة وفي يدها وجبة طعام وكوبا من اللبن الدافئ وتهتف بابتسامة صافية

_صباح الخير يا ملوكة... يارب تكوني أفضل النهاردة.


طالعتها ملك دون أن تجيبها 


لتهتف رهف بعد وضعت الصينية من يدها على الطاولة

_أنا حبيت أجي افطر معاكي بدل فطارك لوحدك كل يوم وياريت بترضي تاكلي حاجة .


_خايفة عليا؟


_طبعا .. يهمني صحتك يا ملك.. ربنا ياحبيبتي يخفف عنك وتقومي بالسلامة يارب وترجعي زي الأول وأحسن.


_ليه 


طالعتها رهف بدهشة فضيقت عيناها متسائلة

_ليه إيه؟


فتحت ملك فمها وحاولت الاستناد على الطاولة بضعف وهتفت بحرقة

_ليه بتعامليني كويس رغم كل الوحش اللي عملته فيكي... ليه بتساعديني ومتحملاني وشايلة مسؤليتي رغم أن أمي من ساعة ما عرفت اللي حصل معبرتنيش وكأنها اتبرت مني وكإن اللي حصل كان بمزاجي...ليه انتي طيبة وساذجة كدا.


تحدثت رهف بهدوء

_وليه أكون غير كدا ... هستفاد إيه من إني أحقد عليكي او أنتقم منك... سعادة لحظية !! متفرقش معايا... ملك الدنيا مش مستاهلة نشيل من بعض او نحقد على بعض..الدنيا اللي الناس بتتهافت عليها وبتقتل بعض علشانها دي متسواش عند ربنا جناح بعوضة ..فليه افضل أربي في عداوات في حين أن كسب الود أسلم للنفس ..وراحة للقلب.. ملك أحوال الدنيا ممكن تتقلب في لحظة فمحدش يأمن شرها .. وأبسط دليل اللي حصلك وعمرك ما كنتي تتوقعيه... علشان كدا بحاول أصفي نيتي تجاه أي حد على قدر ما أقدر يمكن تكون دي المنجية مش شرور كتير ممكن تكون محاوطاني.... صحيح اتأذيت واتبهدلت ..لكن لو اتمعنت في كل اللي حصلي انه كله في الآخر خير ليا مش شر... عقلي اتفتح واتعلمت حاجات عمري ما كنت هتعلمها لو مكنتش مريت بالتجارب السيئة دي ويمكن أفضل حاجة حصلتلي إني كسبت حب أخويا ماهر ليا.. فمتظنيش اللي حصلك ده نهايتك او انك بكدا  ضعتي بالعكس..اللي حصلك ده فتحلك طريق سعادة يمكن مش شايفاها دلوقتي لكن هتشوفيها بعدين...قضاء ربنا كله خير ..المهم انك ترضي وتصبري وتحتسبي وربنا عمره ما هيضيعك.


أغرورقت عينا بالدمعات تأثرا وهتفت بإعجاب صادق ولأول مرة تمدح رهف بدون حقد او غيرة

_يااااه إنتي إنسانة جميلة أوي يا رهف.. ونظيفة من جوا... ياريتني كنت زيك كدا..ياريت.


مدت رهف يدها نحو ابنة خالتها وابتسمت بوجه بشوش 

_كل حاجة في إيدك دلوقتي يا ملك..مصير قلبك بين إيديكي إنتي .


_هتساعديني.


_مش هتخلى عنك أبدا 


_واللي حصلي هتخطاه إزاي.


_تجاهليه... انسيه وعيشي حياتك ولا كأن حاجة حصلت.


_صعب 


_إحنا بإيدينا اللي بنحكم في الأمور ونصعبها على نفسنا... مفيش حاجة صعبة بالإرادة القوية... اشغلي نفسك بالعلم و بالعمل ..المهم متخليش عقلك يفكر لمرة يرجعك لورا... دايما خليكي باصة لقدام وخلي عندك شغف وطموح  للحياة.


_والجواز؟


_اللي يحبك بجد هيوافق بيكي زي ما انتي... مش مضطرة تتنازلي علشان سبب إنتي ملكيش يد فيه.


_حتى لو فضلت من غير جواز؟


_وإيه المشكلة المهم أن الإنسان  يعيش سعيد ومرتاح البال..افضل من جوازة فاشلة يعيش بقية عمره تعيس وبائس


_وكلام الناس؟


_لو فضلنا نراقب الناس عمرنا ما هنسلم...الناس عمرها ما هتبطل كلام فالمهم نراقب رب الناس ...نسلم.


_كلامك جميل وريحيني أوي.


ابتسمت لها رهف 

_ده كلام دكتور آدم ليا في الجلسات الأسبوعية اللي بيعملهالي ...زي ما تقولي كدا كان بيعملي إعادة تأهيل لإني كنت فقدت الثقة في كل حاجة ..حتى الحلو مكنتش أظن أنه موجود على وش الأرض..لكن بفضل د/ آدم بعد ربنا اتغير فيا حاجات كتير.


ابتسمت لها ملك ..فسُرت رهف لذلك واعتبرتها بارقة أمل لتخطي ابنة خالتها ما حدث لها وتقدمها خطوة نحو الأمام ..فحمدت الله أنه جعلها سببا لتخفيف وجه أحدهم 

ف

"من نفث عن مؤمن كربة، نفث الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أمسكت رهف بكوب اللبن وهتفت بحماس

_مش هنفطر يلا؟


قالتها وهي تناول ملك الكوب فتلقفته يد ملك بهدوء لتتجرعه كله بعد أن كان لا يدخل جوفها سوى القليل.


___


تقدم منها ببطىء شديد ..يقدم قدما ويؤخر الأخرى..ينظر لها بينما تجلس على الطاولة في المكان الذي اتفق أن يقابلها فيه ...فأتت هي على الموعد تماما بعدما أخذت الاذن من أخيها الأكبر


أخذ نفسا عميقا محاولا إخفاء طيف تلك الغمامة الحزينة التي حلقت فوق رأسه ...ومن ثم تظاهر بالإبتسامة وهتف قائلا

_السلام عليكم...إتأخرت عليكي؟


بادلته الابتسامة بأخرى صافية وهتفت بهدوء بينما نظرت لساعة هاتفها

_وعليكم السلام و رحمة الله...لا أبدا في معادك بالظبط...بس مش غريبة نتقابل هنا في مطعم برا البيت ؟؟


سحب مقعدا ليكون مقابلها ثم هتف محاولا التظاهر بالجمود ..محاولا أن يسكن ذلك الصوت الذي يؤلم قلبه بسبب قراره الذي لا تراجع فيه أبدا


_معلش يا سها.. أنا جبتك هنا علشان عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم .


طالعته باهتمام ونظرت له بجدية

_اتفضل سامعاك يا ماهر.


أدار وجهه يبحث عن النادل وهو يقول

_الأول تحبي تشربي إيه؟...تحبي أطلبلك العصير اللي بتحبيه؟


ضحكت سها ضحكة خافتة ثم هتفت بينما وضعت إصبع يدها أسفل أنفها بحرج

_وكمان عارف العصير اللي بحبه؟


أجابها بهيام مصحوبا بالضياع وهو يحاول التهرب من النظر إليها 

_طبعا..سها اللي بيحب حد بيبقى عايز يعرف كل حاجة عنه حتى أبسط الاشياء وأدقها... وأنا مش بس بحبك.. وربنا اللي يعلم معزتك في قلبي قد إيه.


ابتسمت له بحرج وتوردت وجنتاها ومن ثم أخفضت رأسها لأسفل.


توتر ماهر أكثر... فأكثر ما يعجبه بزوجته هو حياؤها وخجلها المحبب لقلبه ..فابتلع ريقه بصعوبة... لصعوبة ما سيقوله على قلبه وفؤاده المتيم بها.


بعد لحظات قليلة حضر النادل ووضع المشروبات أمامهم 

ليتحدث ماهر معربا عن مشاعره تجاهها

_سها إنتي طبعا عارفة إنك الحب الوحيد في حياتي...وان قلبي كان مقفول ومتجمد ومتفتحش غير ليكي وبس ومأظنش هيتفتح لغيرك .


رغم أن كلماته جميلة ومعسولة إلا أن سها أحست أن وراء تلك الكلمات الرقراقة ..شىء خفي ..فهتفت بتوجس 

_ماهر... إنت عايز تقول حاجة!!


_سها أنا عايزك تتأكدي إنه مهما حصل مش هحب غيرك...وإني مخطبتكيش وكتبنا الكتاب إلا علشان مشفتش حد غيرك تنفع تكون مراتي وأم عيالي.


ارتابت سها أكثر وهتفت بقلق

_ماهر ممكن بلاش المقدمات دي وتدخل في الموضوع علطول...أنا ابتديت أقلق!!!.


أغمض ماهر أعينه هنيهة ثم فتحهما بسرعة وتحدث بجمود رغم الضعف الذي بعتري قلبه لكنه يتظاهر بالقوة والثبات


_سها اسمعي.. أنا جيت النهاردة علشان أخيرك...إنت تقبلي تكوني زوجة تانية ..أو ننفصل ...ليكي مطلق الحرية وأنا هحترم قرارك ده جدا.


شهقت سها ونظرت له بزهول ..لتهتف بصوت مضطرب

_زوجة تانية!!!... أنا مش فاهمة حاجة!


_سها أنا هتجوز ملك بنت خالتي النهاردة وده قرار نهائي.

قالها بسرعة وكأنه يتخلص من قنبلة على وشك الانفجار داخل فمه


إزدردت سها ريقها وترقرقت العبرات في مقلتيها

_تتجوز ملك!!.إنت بتهرج صح!.


حزن لأنه سبب في تعكير صفو مزاجها لذا تحدث بصوت خفيض لكنه جاد، بينما أخفض أعينه قليلا


_أنا بتكلم جد يا سها..انتي عارفة  اللي حصل لملك ..وأنا إستحالة أسيب بنت خالتي لحد ممكن ينقص منها او من شرفها...أنا هتجوز بنت خالتي وهسترها وهأويها في بيتي وهحاول أعيشها معززة مكرمة يمكن تقدر تتخطى اللي حصلها وتنساه ...حبيتي..توافقي علي الوضع ده وإن يكون معاكي واحدة تشاركك في زوجك وفي الحقوق والواجبات ...يبقى صدقيني عمري ما هفرق بينكم في المعاملة ولا هظلم واحدة على حساب التانية ..هعاملكم بالعدل اللي أمر بيه ربنا ... مرضتيش بالوضع فليكي حق بطلب إننا ننفصل وأنا حقيقي هحترم قرارك وهقدره كمان ...أنا آسف والله يا سها الظروف اللي حكمت بكدا


أغرورقت أعينها بالدموع وهتفت بضيق

_طيب ليه إنت مش أخوك ماجد..على الاقل انت متجوز ...ماجد مش مرتبط حتى. وكمان وكمان...


كادت أن تقول أن ملك يميل قلبها لأخيه ماجد ..على حسب ما تذكره من حديث رهف عنها .. لكنها لم تستطع النطق بشىء ففضلت أن تقص كلامها وتكتفي بالصمت


ليهتف ماهر بحدة وثبات

_وأنا مش هروح أقول لأخويا أتجوز انت ملك... لو معملهاش هو من نفسه مش هقوله أنا.... ومش هينفع انتظر حد يستر عرض بنت خالتي غيري ..الحاجات دي مفيهاش مجاملات او تسويفات ..ملك من النهاردة هتكون زوجتي على سنة الله ورسوله.. زيها زيك بالظبط.


لم تتحمل سها ما يقوله فهبت من مكانها ورمقته بنظرة خاطفة قبل أن تبتعد عن المكان تتبعها دمعاتها التي تسقط على وجنتيها بحرارة ولوعة.


تتبعها بأعينه الباهتة وقلبه البائس إلي أن اختفت عن ناظرية ليمد يده نحو وجهه يسمحه ببطىء يحاول أن  يتحكم في جمرة من النار  التي تتأجج بداخله حرقة على مهجة قلبه التي غادرته للتو..لعن الوضع الذي هو به ...ندب حظه العكر وأشفق على تلك المسكينة"سها" التي لم تدم فرحتها وقتلت في مهدها...لكنه ومهما حدث لن يحيد عن قراره أبدا فملك مسئوليته ولم يتوان في تقديم المساعدة حتى لو على حساب قلبه.


بارت ٢٧

أسماء عبد الهادي

ليتك كنت سندي 

🚶🚶🚶🚶🚶🚶🚶🚶

اختبارات الحياة منها سهل يسير ومنها ما يقودك للجنون إذا ما ارهقت نفسك في التفكير بشأنها دون الاذعان واللجوء إلى الله تعالى..


حاولت اللحاق بتلك التي تجر يدها لتجعلها تمشي خلفها وهي تشعر بأنها هناك نار حارقة لا يمكن إخمادها بداخل جدران قلبها البائس.


نفضت يدها من صديقتها ووقفت أمامها في إحدى قارعات الطريق وتحدثت بينما تلتقط انفاسها من تعب المشي السريع.


_يابنتي فهميني بس منزلاني من البيت على ملا وشي ليه وبتجريني كدا زي البقرة ..وانتي شكلك زي البركان ناقصلك تكة وتنفثي دخان غضبك عليا.


زفرت سها لتخرج ذاك الدخان الغاضب التي تتحدث عنه رهف 

_يوووه يا رهف نتنيل نقعد في أي حتة وهحكيلك.


التفتت رهف حولها باحثة عن مكان مناسب فوجدت كافية خالي من الشباب ولا أحد به سوى العاملين فأمسكت بيد سها 

_تعالي هنقعد في الكافية اللي على الشمال ده .


جلست سها بحدة على المقعد وكأنها تلقي حمولها بالكامل عليه .


لتهتف رهف باستغراب

_ياااه للدرجة دي يا سها ...ده الموضوع كبير بقا... احكيلي يا حبيبتي.


أجهشت سها في البكاء وكأن رهف ضغطت على زر التشغيل خاصتها.


رق قلب رهف على حال صديقتها وأقتربت منها لتخفف عنها

_سها أرجوكي متعمليش في نفسك كدا هعيط معاكي والله وهفتحها مناحة ومحدش هيعرف يوقفني وانتي حرة .


ضحكت سها وسط الحزن التي تشعر به فتبسما لها رهف وتحدثت بصوت حاني.

_قوليلي فيكي ايه بس 


تحدثت سها بحسرة على حالها هي الأخرى

_ماهر.


طرقت رهف باندفاع يدها على طرف المائدة بضيق

_أنا كنت حاسة من الأول انكم اتخانقتوا ...بس مش معنى كدا إنك تعملي في نفسك كدا ...ماهر بيحبك وأكيد كان هيصالحك بعدها.


لتهتف سها فتجعل لسان رهف يُلجم من المفآجئة 

_رهف ..ماهر أخوكي هيتجوز ملك النهاردة بالليل.


فغرت رهف فاها بصدمة 

_هااه .


شعرت سها بلوعة تجتاح جسدها وأخفضت يدها في قهر 

_شوفتي !.


 نظرت رهف لصديقتها دون أن تتحدث. وابتلعت ريقها بخيبة أمل من أجل صديقتها 


لتردف سها بينما تمسك المنديل الورقي تجفف به دمعاتها


_أنا مش عارفة أعمل إيه دماغي هتتشل من كتر التفكير..ماهر خيرني لإما أوافق على إنه يتجوز ملك وأكون زوجة تانية لإما ننفصل .


_أنا فاهمة هو عايز يعمل ايه..بس ليه هو ..ما ممكن ماجد  ..ليه يكسر بقلبك ويقتل فرحتك بقراره ده .


حركت سها رأسها باندفاع

_يعني إنتي معايا في إني من حقي أزعل 


_اكيد طبعا  ...معنى كلامك أن ماهر مش هيخلي الأمر مجرد كتب كتاب وخلاص ده يقصد زواج حقيقي 


أغرورقت عينا سها من جديد

_ماهو ده اللي قاهرني يا رهف مش هتحمل أشوف ماهر مع حد غيري ..أعمل إيه.


ضمت رهف شفتيها بأسى

_هقوم أروحله أحاول أتكلم معاه او أخلي ماجد يقنعه يرجع في قراره ده.


وقفت سها لتمسك بيد رهف لتثنيها عما تود فعله

_لا استني يا رهف... أخاف ماهر يزعل مني علشان دخلت حد في موضوع المفروض إنه يخصنا إحنا الاتنين وبس ... بس أنا حقيقي مش عارفة اتصرف ازاي.


جلست رهف ثانية وهتفت بتساؤل

_يعني إنتي ممكن تتحملي زوجك يكون متجوز واحدة تانية  غيرك..لو هتتحملي وافقي إنتي في الأول والآخر عارفة سبب تصرف ماهر .


صمتت سها وكأنها تفكر بجدية لتهتف بلوعة الحب الحارقة

_بس أنا بحب ماهر ومش هقدر انفصل عنه ..يبقى لازم أوافق على اللي هيعمله ..أنا مش هينفع أكون أنانية ..خليني أحط نفسي مكان ملك أكيد هكون في قمة سعادتي لو حد ساعدني ووقف جنبي وقفة ماهر دي.

ليتك كنت سندي

بقلمي/

أسماء عبد الهادي

دخل الى أخيه بغرفته بنفس كئيبة محبطة، فقراره هذا سيحطم قلبه وقلب محبوبته 

لكنه سيفعله بالتأكيد فهو وعد نفسه وعد رجال أن يستتر على ابنة خالته ويكون لها الحمى والسند وخاصة بعدما تخلت عنها أمها وتركتها وكأنها لم تنجب قط 

_ماجد عايزك تفضيلي نفسك كمان ساعة من دلوقتي 

أجابه ماجد بروحه المرحة كعادته وبلهجته الساخرة

_عنيا ليك يا كابتن خير ... بس قولي هتفسحني فين؟


لم يكن ماهر في مزاج جيد ليضحك على كلام أخيه لذا رد بجدية تامة 

_المأذون جاي الساعة ٧ علشان يكتب كتابي؟؟


سعل ماجد عدة مرات فلقد كان يشرب مشروبه الغازي المفضل وتفاجىء بما يقوله أخيه لذا

اعتدل ماجد في جلسته وهتف بتعجب رافعا حاجبيه ؟

_ مأذون !! انت ناسي انك متجوز !


وقف مرة واحدة وهتف فأخيه بانزعاج 

_نهارك اسود اوعى تكونوا اتخانقتوا وطلقتها ؟ 


زفر ماهر مطولا وهتف بخفوت في نفسه

_لسه مطلقتهاش لكن للأسف هيحصل قريب 


اقترب منه ماجد ودفشه في صدره

_رد عليا يالا 


طالعه أخيه بوجه خلى من التعابير سوى الشجن 

_هتجوز ملك يا ماجد .


_نعم يا خويا انت واعي انت بتقول ايه ؟


_واعي جدا ومتأكد من قراري مليون في المية.


_وسها هتوافق على اللي بتقوله ده؟


_والله هيه حرة ...أنا بلغتها وليها حرية الاختيار تكمل او ننفصل بهدوء ... بس أنا مش هتخلى عن بنت خالتي في محنتها.


_اه تقوم تتخلى عن حبك ومراتك مش كدا؟


تنهد ماهر وأخفض رأسه أرضا ولم يستطع التحدث 


ضربه أخيه على ناصيته بإصبعة


_فوق يالا واياك تيجي على حبك ... أنا اللي هتجوز ملك مش انت.


_خلاص يا ماجد أنا أخدت قراري.


_قرار زفت وأطران على دماغك .. انت متجوز وبتحبوا بعض هتهدم ده كل من اول طوبة .. أنا يا عم سنجل ومنعديش لا حبيبة ولا صاحبة حتى فسيبلي أنا الموضوع ده و اخرج انت منها 


_بس انت مش بتحب ملك ولا بتطيقها حتى


_وده ميمنعش اني أقف جنبها لما تكون في مشكلة يا ماهر ... انا مش فاهم ازاي مرجعتليش قبل ما تروح تعكها مع سها مش فاهم 


_يعني ايه انت اللي هتتجوزها 


_أينعم ... اومال اسيبك تهد حبك واقف اتفرج


انفرجت أسارير ماهر كثيرا وأخذ رأس أخيه أسفل زراعه 


_حبيبي ياد يا ماجد ... هات راسك ابوسها .. انت ردتلي روحي 


ابعده ماجد مازحا 

_روح ياعم هتبوس راسي انا ليه روح بوس راس المسكينة اللي نكدت عليها وزمانها بتحس دلوقتي 


_ياراجل 


_اسألني انا ... البنات دول كائن عيوط بطريقة بشعة عندك اختك رهف خير دليل 


ضحك ماهر على تعبيرات وجه أخيه وهو يسخر من بكاء البنات على كل شىء سواء يستحق أن لا 


_طب هخلع أنا أروحلها سلام يا صاحبي 

وقبل ان ينطلق ماهر خارج غرفة أخيه ...جاءه اتصال من آدم فآجاب ليجد آدم يقول 

_ماهر ..سها عندك؟ ...مش موجودة في البيت .


تغير وجه ماهر فهو يعلم ان سها حزينة بسبب ما قاله لها لكنه لم يكن يتوقع الا تعود للبيت الى الآن 

لذا هتف بقلق

_ازاي مش في البيت ...هيه مجتش هنا مشفتهاش ... طب أنا هرن عليها أشوفها فين 


_موبايها غير متاح ...شوفها يا ماهر يمكن تكون مع رهف وطمني حالا 


ذهب ماهر في الحال لغرفة أخته فلم يجد سوا ملك وأيسل تجلس جوارها تلون بالألوان الزيتية ومنهمكة في عملها  

_آدم رهف مش موجودة أيسل بس اللي هنا مع ملك...اقفل هاتصل برهف أشوفهم راحوا فين


رفض آدم أن ينهي الاتصال وطلب منه ان يجعل ماجد هو من يتصل برهف 

_لا اطلب من ماجد يكلمها وانا منتظرك تطمني ...بسرعة انا على اعصابي يا بني.


هاتف ماجد أخته لتجيب في الحال 

_ايوة يا ميدو 

_انتي فين يا رهف وسها معاكي 

_اه سها معايا احنا راجعين البيت حالا خلاص.


أخذ ماهر الهاتف من أخيه وتحدث الى أخته 

_رهف انتوا في اي مكان .. متتحركوش أنا جايلكم عايز اتكلم مع سها ضروري

_حاضر يا ماهر ... إحنا في كافية فريندز عارفه 

_ايوة عارفة دقايق وهكون عندكم


أنهى اتصاله مع اخته ليتحدث الى آدم

_اطمنت ..هروحلهم على هناك ... كمل شغلك انت متقلقش

تنهد آدم براحة 

_الحمد لله .... هاجي أخد أيسل محتاجها معايا في مشوار مهم، مناسب اجي دلوقتي ؟

_البيت بيتك يا دكتور انت بتستأذن بقينا أهل خلاص 

_____

أسماء عبد الهادي 

وصل ماهر الى المكان المطلوب واستطاع ان يلمح الفتاتين بسهولة فتوجه نحوهما مباشرة 

وقال راسما ابتسامة على محياه وهو يضرب أخته بخفة على رأسها

_ينفع تخرجي من غير ما تعرفينا .. ينفع يعني.


وضعت رهف يدها على رأسها وهتفت لتتأسف لأخيها 

_أسفة يا ماهر .. أصل ..كان 


أوقفها أخيها بهدوء وجلس مكانها 

_انتي لسه هتحكي ... ارجعي يا بيضة على العربية وخدي المفاتيح اهي ... محتاح اتكلم مع سها شوية .


ضيققت رهف عينيها وهتفت مدعية الغضب

_اه بتسربني بقا علشان يحلالك الجو 


ضحك ماهر وأشار لها بعينيه ان تغادر ...فتبسمت وهي تنظر لهما برضا ومن ثم غادرت على الفور متمنية لهما السعادة التي لم تحصل عليها هي.


التفت ماهر الى سها فوجدها تزوغ بأعينها هنا وهناك والدمعات تقف على شرفة أعينها تجاهد ألا تسقط


ليتحدث ماهر بندم

_أنا أسف يا سها اني زعلتك حقك عليا يا حبيبتي.


هتفت سها بصوت متحشرج 

_ماهر أنا اللي آسفة أنا ...أناكنت عايزة اتكلم معاك.


طالعها ماهر بأعين متلألأة تملؤها الحب والهيام

_انا اللي كنت عايز أقولك كلام مهم.


لتهتف سها بجدية غير منتبهة لأعينه التي تحدق بها وتقص آلاف من قصص العشق

_الكلام اللي هقوله يا ماهر مهم تسمعه من فضلك.


أمسك ماهر يدها بحب

_لا مش عايز أسمع حاجة وانسي اي حاجة قلتهالك في المطعم ،كل اللي عايزك تفتكريه انك ليا وبس ومفيش حاجة هفرقنا عن بعض.


ابتلعت سها ريقها بدهشة 

_يعني مش هتتجوز ملك! انا انا كنت 

_لا مش هتجوز حد غيرك انتي ... انت وبس اللي حبيبي.


ابعدت سها يدها بعدم استيعاب 

_ماهر انت بتقول ايه .. انا مبقتش فاهمة ايه اللي بيحصل

_ماجد هيجوز ملك يا سها ...مشكلتنا اتحلت خلاص 


انفرجت شفتي سها وهتفت بوجه منكشح

_بتتكلم جد يا ماهر !!


دقق ماهر في أعين سها وهتف بحب

_يااااه مكنتش أعرف ان القمر ساب مكانه وانطبع على وشك ....أنا محظوظ بيكي ياقمري


تخضب وجه سها من كلماته التي أصابتها بالإحراج ولكن تراقص قلبها طربا وكاد يقفز من مكانه 


قبل ماهر يديها 

_بحبك يا سها .. بحبببك .


التفتت سها حولها ومن ثم سحبت يدها بحرج

_بتعمل ايه يا مجنون الناس تقول علينا ايه 


عاند ماهر وأمسك بيدها مرة اخرى ورفض تركها رغم محاولاتها اليائسة في سحبها

_بعمل ايه يعني بعبر عن حبي لزوجتي العزيزة حد له عندي حاجة.


ابتسمت سها وهتفت تسبح ربها 

_سبحان مغير الأحوال ... شوف من لحظات كنت حزينة وبعيط ودلوقتي أنا في قمة سعادتي .


انقلب وجه ماهر وافتر وجهه عن عبوس وضيق

_اه  بذكر العياط بقا أنا هخليكي تعيطي بجد ... تعالي هنا ازاي تخرجي من غير اذن اخوكي او اذني حتى.


أجفلت سها مكانها وارتدت للخلف في كرسيها وهتفت لتدافع عن نفسها

_ما.. ما أنا كنت مقهورة وكنت حاسة اني هنفجر فكان انسب حل اني اخرج أفك برا واخدت رهف معايا.


هب ماهر من مكانه وتوجه ناحيتها هاتفا بوجه  جعله صارم

_الكلام ده ميتكررش تاني


وضعت سها يدها على وجهها خوفا منه 

_ماهر .. انا انا 


إلا أن ماهر أحاطها بإحدى ذراعيه وتحدث بهدوء 

_ مقدر الحالة اللي كنتي فيها لاني كنت حاسك باحساسك بالظبط... لكن ده ميمنعش انك تستأذني قل ما تخرجي 

ابتسمت له وهتفت بطاعة 

_حاضر 

قبّل ماهر رأسها بحنان 

_طيب يلا اروحك علشان تجهزي لكتب كتاب ماجد ...وكمان زمانها رهف بتأكل في نفسها في العربية .


____________

أسماء عبد الهادي

تجلس على احدى الطاولات في النادي الرياضي تتابع جهازها اللوحي المحمول"تابلت"  وعلى ما يبدو أنها منهمكة في عملها

ليقطع الصمت الذي يحيطها ذلك الذي أتى للتو مع صغيرته وأبدى ابتسامة بسيطة على وجهه

_السلام عليكم... اتأخرت عليكي


نظرت له من أسفل عويناتها"النظرات" وحركت رأسها بلا ومن ثم أشارت له  بعينيها بعملية لأن يتخذ مقعدا


ليجلس آدم ويُجلِس صغيرته على الكرسي المجاور 


تركت عبير ما في يدها للحظة وهتفت باستعجال

_ها يا دكتور طلبت تقابلني هنا ليه؟


أشار آدم للنادل والذي أتى في الحال وطلب المشروبات 

ثم تكلم بحماس

_ دي أيسل بنتي...حبيت تتعرفوا على بعض


زفرت عبير بتأفف فهي لا تراه سببا مهما لاستدعاءها 

_دكتور آدم انت معطلني عن ابحاثي علشان اتعرف على بنتك ... ما طبيعي كنت هتعرف عليها بعد ما نتجوز


_لازم أمهد لها الموضوع علشان تتقبل وجودك معايا ...مش أكتر.

أجابته دون أن تنظر اليه بل طالعت حاسوبها باهتمام متجاهلة ابنته تماما 

_كل ده كان ممكن يحصل بعد الجواز بعدين دي عيلة هتفهم ايه.


نهض آدم وأمسك بيد ابنته وهم بالرحيل بعد أن وضع ثمن المشروبات على الطاولة وهتم بغيظ منها

_آسف اني عطلك عن شغلك اتفضلي كملي براحتك


هتفت بتعجب وهي تعدل من وضع نظاراتها على عينيها

_حضرتك رايح فين يا دكتور

أجابها بجمود 

_افتكرت ان أيسل عندها تدريب دلوقتي حالا ومش عايزها تتأخر....سلام

______

أسماء عبد الهادي 

تجهز الجميع لعقد قران ماجد وملك واستعدا لاستقبال المأذون 

استطاع إبراهيم أن يكون قرير البال ومرتاح قلبه تجاه ابنة أخته فهو متأكد أن ماجد سيحافظ عليها 

لذا اتجه تجاه ماجد الذي كان يجلس على الاريكة يلهو في هاتفه الى أن يأتي المأذون 

_ماجد يابني أنا مش عارف أقولك ايه انت ريحتني  وبعدت عني هم كبير كان كاتم على نفسي.. ربنا يباركلك ويسترها معاك زي ما هتستر بنت خالتك الغلبانة دي 


افتر وجه ماجد عن ابتسامة هادئة 

_اطمن يا خالي مش أولاد فهمي اللي يتخلوا عن أهلهم في ضيقتهم ..اطمن وحط في بطنك بطيخة صيفي كمان 

انضم كل من ماهر وابيه إلى الجلسة 

لينهض ماجد من مكانه 

_هقوم أشوف قطتي اللي قاعدة بتلبس في أوضتي علشان تروح تستعجل ملك وتشوفها جهزت ولا لا.

بقلمي 

أسماء عبد الهادي

________

دلف الغرفة بعد أن طرق الباب مرة واحدة لتلتفت رهف له بابتسامة تزين وجهها فتزيدها نور وتهتف بمزاح

_ها نقول مبروك يا عريس ... ولا اتحسبت عليك جوازة والسلام 


ابتسم لها ماجد وقال وهو يجلس على طرف فراشه

_انتي شايفة ايه؟


جلست رهف جواره بعد وهتفت بجدية

_شايفة ان أكيد ربنا له حكمة في اللي بيحصل...وكمان ملك بعد اللي حصلها مبقتش على الحال اللي كانت عليه زمان فسبحان مغير النفوس والأحوال.. يمكن بالعشرة قلبك يرتاحلها وتحبها كمان


رفع ماجد  حاجبيه بلا اهتمام

_يمكن ... عامة مش هيفرق معايا كتير الموضوع ده فمتشغليش بالك بيه اوي 


_ماجد بس انا مش عايزاك تظلم ملك او في يوم تعايرها على اللي حصلها


ضربها أخيها على مقدمة رأسها مازحا

_تعرفي عني كدا يا بنت انتي؟


وضعت رهف يدها على رأسها تتألم وهتفت بضجر 

_ااييه انت وأخوك مش عاجبكم غير دماغي وتضربوا فيه.


نهض ماجد وادعى أنه يتوعد لرهف

_خلاص يا حبيبتي تحبي اضربك فين بالظبط


نهضت رهف مسرعة مبتعدة عن اخيها

_خلاص يا عم انت ما صدقت ... انت هترجع  لإيدك الطارشة  بتاعة زمان!


أمسكها أخيها من رقبتها من الخلف وهتف بتسلية 

_صدقي يا رورو أنا مضربتكيش من زمان 


هتفت رهف بزعر 

_ايه ايه حيلك يا حبيبي... انت عارف لو الخمار بتاعي اتفك هعمل فيك ايه


ضيق هو عينيه وهتف ساخرا

_ايه؟


_هخليك تلفه انت تاني 


اقترب منها ماجد وقام بهدم حجابها وهو يقول بتسلية 

_بس كدا غالي والطلب رخيص


لتصيح رهف  بغضب من مزاح اخيها الثقيل 

_مااااجد .. بوظلتي الخمااااار


قهقة ماجد على حالتها الغاضبة وتوجه ناحية الباب 

_ههههه سلام يا قطتي 


لتلحق به رهف بغيظ

_ماجد طب وربنا ماسيباك  انا مش هفضل أظبط فيه ساعة  علشان تيجي تهده كدا برخامتك دي 


فر منها ماجد للخارج لتلحق هي بسرعة 

_ماااجد تعالى هنا محدش هيظبته غي...


لكنها تقطع حديثها عندما ترى أمها تنظر لها بغضب هاتفة باستياء

_مش هتبطلي طفولية بقا يابت يارهف ..ابوكي وخالك برا يقولوا عليكي ايه .. اكبري بقا خيبتي أملي فيكي.


تنهد ماجد بضجر من أمه والتي مازالت مصرة على ألا تعامل رهف بحنان 

فمد يده تجاه أخته والتي ظهر الحزن على قسمات وجهها ، وأحاطها بذراعه مقربا اياها من صدره هاتفا ببسمة

_مش هيقولوا حاجة ياماما...البنت وبتدلع على أخوها مفيهاش حاجة يعني 


مطت سوسن شفتيها وضربت ظهر كفها بباطن كفها الآخر 

_ماهو دلعك المرئ ده اللي خلاها مش نافعة في جوازة ... ياخويا بلا نيلة هروح أشوف الشاي اللي على النار 


شدد ماجد من احتضانه لاخته 

_متزعليش من ماما يارهف ... هيه عادتها ولا هتشتريها ربنا يهديها .


حركت رهف رأسها 

_لا مش زعلانة انا خلاص اتعودت على أسلوب ماما ده ... اللي يهمني انها تكون كويسة وبس.


قبل ماجد رأس اخته 

_حبيبة اخوها العاقلة يا ناس 

دفشته في صدره بمزاح تعيده لغرفته

_طب يلا يا حلو علشان تظبطلي خماري زي ما بهدلته


_ده أمر ولا أمر!


_أمر طبعا.

_اذا كان كدا ماشي أنا فكرتك بتأمريني يعني فمكنتش هوافق


ضحكت رهف على أخيها بسعادة لا متناهية ليدلف هو معها الغرفة ويقوم بنفسه بمعاونتها على ارتداء حجابها بعناية فائقة  واهتمام بالغ وكأنها ابنته التي يحرص على جعلها أميرة تتزين بحاجبها ليواري زينتها عن أعين الطامعين 

أسماء عبد الهادي 

طرقات متلاحقة على بابا المنزل لتنذر أن من يقف خلفه متعجلا من أمره فنهض ماهر على الفور ليرى من الطارق 

فلم يجده سوى آدم بوجهه الشاحب وضربات قلبه السريعة والتي استطاع ماهر ان يلحظها بسهولة نتيجة لرؤيته لصدره يعلو ويهبط 

فهتف ماهر باستغراب 

_آدم ...خير وفين سها مجتش معاكم ليه ..انا وصلتها البيت وقالت انها هتيجي معاك انت وايسل 


فتح آدم فمه لتخرج الكلمات من فمه بصعوبة بالغة وكأنه يلتقط انفاسه الاخيرة 

_سها اتخطفت يا ماهر .....

يتبع...

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع