القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جنون اولاد الجندى الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه فريده الحلوانى

 

رواية جنون اولاد الجندى الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه فريده الحلوانى 






رواية جنون اولاد الجندى الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه فريده الحلوانى 




15/16

ما أجمل أن تجد نصفك الآخر الذي يفهمك بل يحفظك عن ظهر قلب ...يعلم ما يدور داخل عقلك دون الحاجه الي التحدث

يقرأ عيناك ...يري ما داخلك...هذا جميل و لكن

حينما ينشب خلاف بينهما يصبح الآمر معقداً للغايه ....كلاهما يعلم طريقة إنتقام الآخر ....إذا الحرب تحتاج الي ذكاء كي ينتصر أحدهما علي الآخر

أجتمع أل الجندي حول مائدة الإفطار في صمت و ترقب ...و العاشق يغلي كالمرجل رغم برودة ملامحه ...و لأول مرة يبدأ طعامه دون أنتظارها

ليس غضبه بسبب ما حدث فقط ...بل ليقينه بما ستفعله الآن ....لم يخيب ظنه أبداااا

جز علي أسنانه بقوة حتي كادت أن تتحطم ...حينما وجدها تدلف عليهم بكامل زينتها كما توقع

رسمت إبتسامه منتصره بعدما قرأت غضبه الذي لمع داخل عيناه ثم مالت علي أبيها لتقبل وجنته و هي تقول : صباحو يا أتش قلبي

و الأب العاشق لأبنته أهتز بداخله و لكنه تمالك حاله بشق الأنفس و قال بجمود: صباح الخير

فهمت علي الفور غضب أبيها منها فهمست داخل أذنه بهمس راجي ماكر : متحرجنيش قدامهم يا أتش ...هتخليه يشمت فيا هو و فراولتك

كاد أن يضعف إلا أن نظره عمر المحذره جعلته يتمالك حاله بشق الأنفس و يقول : أقعدي أفطري

زمت شفتيها بغيظ ثم أعتدلت...نظرت لأمها و قالت بحزن : صباح الخير يا ماما

هزت حبيبه رأسها دون رد...تحركت لتجلس مكانها جانبه دون أن تعيره أدنى إهتمام

مالت ريم علي حبيبه الصغيرة و قالت بهمس متعجب : أيه ده ...دي قعدت جنبه تفتكري هتصالحه...أنا توقعت إنها تغير مكانها

أبتسمت حبيبه بجانب فمها و قالت بإعجاب : عشان أنتي هبله...عشق هتجنن عمر مش ببعدها...لأ بقربها بنت اللعيبه أتعلمي يا خايبه

غامت عين ريم بحزن و قالت : أتعلم ليه و لمين ...لواحد خاين و لا واحد أتجبر عليا

تناولت بعض اللقيمات رغماً عنها و هي تتصنع الامبالاه ثم وجهت حديثها لتوأمها : حكم أنت الي هتوصلني الجامعة النهاردة و لا حد تاني

كاد أن يرد عليها أخيها و لكن رد عمر الصادم اخرسه : مفيش جامعه و لا مع حكم و لا مع غيره

نظرت له بغضب و أعتقدت أنه تراجع عن موقفه...كادت أن تهاجمه إلا أنها صدمت حينما أكمل ببرود : لما نخلص من بعض أبقى أخرجي براحتك

رغم ألم قلبها الذي يخفق بجنون بعد تلك الكلمات التي لم تتخيل أن تسمعها منه

إلا إنها مثلت القوة و قالت لأبيها: بابا أنا لازم اروح الجامعة لو سمحت قوله ملوش حكم عليا

نظر لها هاشم بغضب مكتوم ثم قال : للأسف يا عشق أبوكي ...محدش له حكم عليكي غيره في الوقت الحالي

تطلعت له بصدمة و قالت ببهوت : يعني أيه

هاشم بقوة حانيه : يعني هو لحد دلوقت جوزك ...محدش يقدر يراجعه في كلمه أو قرار ....و زي ما قال لحد ما تخلصو من بعض وقتها ترجعي لحكم أبوكي ....أو أخواتك

جنون ...كل ما تشعر به هو الجنون ...فقد خسرت أول جوله بينهما بعدما تخلي عنها أهم حليف ....لا بل من الواضح أن الجميع سيتركها تواجه الوحش بمفردها

همست روح لتيم بمزاح : واحد صفر لعمر

كتم ضحكته بصعوبة ثم قال : أصبري مش هتسكت ...أختي و أنا عارفها

و بالفعل لم تصمت تلك العنيده بل نظرت للذي يأكل با أستمتاع و قالت بغل : يبقي أنت الي مجبر توصلني ...عندي محاضرات مهمه مش هينفع مروحش ....و أبقى خلصنا بقي بسرعة عشان عايزه أبقى براحتي

هل يصمت هذا الخبيث الغاضب ...لا و الله

مسح فمه بمحرمه ورقيه ببطء شديد ...وقف بتكاسل ثم سحب هاتفه و مفاتيحه من فوق الطاوله

نظر لها بتحدي تعلمه جيداً ثم فجأة...مال عليها مقبلاً وجنتها أمام الجميع ثم أعتدل و قال : لما أفضي...يا بنت خالي ....و فقط تحرك من أمامها قبل أن تفيق من صدمه أشتياقها و غضبها منه

نظر له هاشم بغل و غيره ...كاد أن ينهره إلا أن حبيبه نظرت له بتحذير ألا يتدخل

و الرقيقة روح تضحك و تقول : اتنين واحد هههههه

عااااااا ....هكذا صرخت تلك المجنونه و أنطلقت من أمامهم الي الأعلى و هي تسب و تلعن في حبيبها الذي علم ما ستفعله من قبل حتي أن يراها

أمل بغيظ مازح : البت بتشتم الواد ينفع كده

رد عليها مؤمن بغلب : أصل أبوها مشتمهوش إنهارده و ده مش سلو عيليتنا لازم أبنك يتشتم تلت مرات فا اليوم

رد تميم بضحك : ده مضاد حيوي و لا أيه

ضحك الجميع علي مزحته و قال إبراهيم: دا إحنا هنتسلي الأيام الجايه أوي ...روحي يا حببتي سجلي عندك النتيجة أول بأول

نظر له تيم بغيره ثم قالي : روحي و حببتي في نفس ذات الوقت ...تطلع له بمكر ثم نظر لملك و أكمل : كوكا حببتي أبعدي جوزك عن روحي

وجد ملعقه صلبه ترتطم في جبينه و صراخ موجه إليه : أحترم نفسك يا ابن الكلب

وقف هاشم بغضب بينما صفق مؤمن بحرارة و هو يقول : اللهم صلي عالنبي ...ربنا جاب لي حقي من غير ما أنطق

أنه الجنون بعينه يا سادة ...جنون أولاد الجندي

قطع المعركة التي كادت أن تقام دلوف أحمد الذي أختفي تلك الأيام متعمداً ذلك ...و اليوم قرر أن يأخذ أولى خطواته تجاه حبيبته التي أصبحت ملكه لن يتركها إلا حينما ينقش حروف عشقه داخل قلبها البريء

أبتسم بود و قال مازحاً: صباحو فل يا أتش...أهدي كده و صلي عالنبي ده عم إبراهيم حبيبك بردو ...هو ميقصدش

زفر هاشم بحنق ثم قال : اللهم صلي عليك يا نبي ...تعالي يابني أفطر

أحمد : أنت عارف دينا مش هتنزلني من غير فطار

نظر الي التي تجلس بخجل و حزن ثم قال : عشق كلمتني بالليل و قالتلي أعدي عليها عشان أوصلها الجامعه هي و ريم

برقت عيناها بذهول خاصه حينما سمعت أمها تقول : عشق أتعمل عليها حظر وصل ريم

أبتسم بأتساع و قال : من عنيه يا خالتو ...

نظر له مؤمن بفرحة داخلية حينما علم أنه سيتقرب من أبنته بل سيداويها من جرحها و لكن بتمهل ...أنه حقاً طبيب ماهر

جلست ريم معه داخل السيارة التي يقودها بتمهل دون أن يتفوه بحرف ...يعلم أنها ستبدأ الحديث بما إنها تفرك كفيها بتوتر ...هي الآن تبحث عن كلمات مناسبة لتقولها

و بالفعل ...أبتلعت لعابها بوجل ثم قالت : أحمد....أنا عارفة إن وضعنا غلط و إنك مجبور ....

قاطعها سريعاً بمزاح صدمها: و حيات أمك يا ريمو بلاش دراما دلوقت أحسن دينا مطلعه عيني قبل ما أنزل ...

نظرت له بذهول و قالت بعدما أعتقدت أنه يسخر منها : يعني أيه دراما

أحمد با أبتسامه بشوشه دغدغت حواسها: لفظ دراما مجرد هزار مش أكتر ...كان من باب أولي تسألي دينا عملت فيا أيه دا أنا هتجنن

سألته بفضول : طنط دينا مفيش أطيب منها عملت أيه مش معقول زعلتك

مثل الغيظ و هو يقول: كان نفسي أفطر بيض بالبسطرمة ...ست الحبايب مشكوره عملتلي طبق بصي كنت شامم ريحته و أنا تحت الدش ....أطلع ألاقيها أكلت البسطرمة كلها و سايبالي البيض بس

و الي يجلطني بقولها فين ياما البسطرمة تقولي أصلك أتأخرت و أنا كنت جعانة

قولتلها أيوه يعني فين البسطرمة بردو ...تشوحلي بي أديها كده و تقولي : البيض في طعم البسطرمه هو أنت بتتوحم

طبعاً أنا أخدت الكلام علي صدري و حلفت ما أنا واكل ...نظر لها ببراءة و أكمل : يرضيكي ست الحبايب تعمل في أبنها كده

كادت أن ينقطع نفسها من كثره الضحك و هو يقلد طريقة أمه العفوية بل و يقص عليها ما حدث بطريقة جديه تشعر من يسمع إنها مشكله كبيرة حقاً

رقص قلبه فرحاً بعد سماع ضحكاتها التي نجح ببراعة أن يخرجها منها

بل ما أسعده حقاً حينما سألته بإهتمام : يعني أنت مفطرتش زي ما قولت لخالو

رد عليه بطريقة جعلتها تشفق عليه : لا خدتها عند و نزلت علي لحم بطني ...غير أني مش هعرف أكل طول اليوم

ريم بأستغراب : ليه

أحمد : أولاً مش بحب أكل في المستشفي ...و أنا يا دوب هوصلك و بعدها عندي عمليتين وري بعض يعني مفيش وقت

ردت عليه بطيبه : بس كده مينفعش هتتعب و مش هتعرف تركز ...عشان خاطري كُل أي حاجة قبل ما تبدأ العمليات

ها هو وصل لهدفه و بسهولة ...أوقف السيارة جانب الطريق ثم التف بجسده ليناظرها و هو يقول بنبره تجبر من يسمعها علي الموافقة بأي شيء

أحمد : متعودتش أكل لوحدي ...أنتي معندكيش حاجة مهمة إنهاردة ينفع نفطر سوي و أرجعك الفيلا و بعدين أروح شغلي

أحمر وجهها خجلاً ثم قالت بتلجلج: ااا...أنا أصلاً مكنتش عايزه أروح بس ماما....قطعت حديثها فجأة ثم ظلت بين حاجبيها و قالت بعدم فهم : عرفت منين إن معنديش حاجة مهمة النهاردة

لمعت عيناه بعشق مكتوم و رد قلبه : أعلم كم عدد أنفاسك صغيرتي

و لكن لسانه رد بثبات يحسد عليه : عشق قالتلي جدولك لما كلمتها إمبارح ...بس كده

هزت رأسها بتفهم فأكمل : هاااا هتفطريني...و لا هتعملي زي حماتك

أبتسمت بخجل و قالت : لا حرام عشان شغلك

هل ينقض علي ثغرها الذي نطق الموافقة علي أول خطواته تجاهها ....صبراً أحمد ليس الآن ...سيأتي الوقت الذي تلتهمها فيه و بكامل إرادتها...صبراً فقط

جلست فوق فراشها بحزن ....لِما الحياه أصبحت فارغه .....لِما لا تجد لها معني و لا طعم بعد أن كانت صاخبة

حبيبها كان يملأها ...أما بعراكهم معاً ...أو بعشقهم الذي تشهد عليه جدران المكان بل كل أنش فيه

بكت بقهر و هي تتطلع الي صورهم المجنونة معاً ...تعلم أنهم لن ينفصلا....لن يقوي أحدهما علي العيش دون الآخر....و لكن الهجر الذي حكم عليها به صعباً للغاية

إذا كان هذا حالها و لم يمر إلا نصف اليوم...فما بالها لو طال هجره لعدة أيام

لا ...لن تصمت و لن تسمح له بذلك ....تعلم أنها اخطأت و لكن ...متي اعترفت أو حتي تركته يغضب دقيقة واحدة

ستعيد حبيبها دون أدني مجهود...لن يقوي علي تحمل بعدها

و كان حاله لا يختلف كثيراً عنها ...أشتاقها حد اللعنة ....يتمالك حالة بشق الأنفس كي لا يذهب إليها و يلقنها درساً لن تنساه لكن داخل أحضانه

و من بين تفكيرة و اشتياقه وجدها تنشر صورة علي الواتساب الخاص بهما فقط و هي ترتدي بيجامة أقل ما يقال عنها فاجرة

ناهيك عن الزينه التي جعلت منها فتاة ليل ...و الأدهي من كل ذلك ...الفيديو التي قامت بتصويره لنفسها و هي ترقص بدلال أهلك رجولته

تلك الخبيثة تعلم كيف تثير رغبتة ...و غضبه معاً ...و كما توقعت وجدته يتصل بها

أبتسمت با أنتصار و لكنها ردت بجديه : خير

صرخ بها بعقل مغيب : أنا هطلع ميتين أهلك ...اااايه الي منزلاه عالتيك توك ده

ردت بكيد و إنتصار : سلامة عيونك يا ابن خالي ...أنت ماخدتش بالك إني عملاه خاص محدش يشوفو غيري ...و أنا فكرت إنك طلعت من كل حساباتي بعد ما كل واحد بقي في حاله

جزبتك لفخها بمليء إرادتك أيها الأبله....فقد غيب عقله حينما رآها هكذا و لم يتذكر إنها دائماً تفعل تلك الحركة

رد عليها بجمود: اااه ماخدتش بالي يا بنت خالي ...يا ريت تبطلي الحركات دي لحد ما أطلع من حساباتك

جن جنونها و هي تقول بغل : حركات أيه إن شاء الله ...أنت فاكر إني متعمدة مثلاً

أبتسم بتشفي ثم قال بمكر : لا خالص مش ده الي أقصده

ردت بغيظ : ملهاش معني تاني

عمر : لا طبعاً ليها ...أنا أقصد الحركات دي يعني أنتي بتحبي تصوري نفسك فيديو كتير ...فبلاش اليومين دول لحد ما نخلص ...بس كده ده الي أقصده

هل تصرخ أم تسبه بأبشع الألفاظ كي تنتقم منه ...أشتاقته حد الجحيم لكن عنادها كان هو من يتحكم بها ...و غرورها بعشقه جعلها تصرخ أن تجعله يأتي إليها

كتمت غضبها و قالت : طب يا ريت تطلع بقي دلوقت عشان أنا زهقانه و مش لاقيه حاجة أعملها غير أصور نفسي كتير ...إن شالله و أنا عريانه بقي ملكش فيه

أبتلع لعابه بصعوبة ثم قال بثبات زائف: عادي براحتك مش هشوف حاجة مشوفتهاش و حافظها....أنتي لسه مراتي براحتك يا قطة

أبتسمت بشر و قالت بداخلها : جيت لملعبي و برجليك يا حبيب مراتك

جلس معها في مكان هاديء ...تناولا إفطاراً بسيطاً و لكنه ملييء بالضحك و البهجه الذي نجح أحمد في رسمها حول ريم

و ها هو قرر أن يتحدث بجديه حانيه كي يحاول التقرب إليها بل و يجعل منها أنثي قويه تواجه أي موقف تتعرض له بشجاعه

نظر لها بحنو و قال : ها بقي ...ممكن تقوليلي مش عايزه تروحي الجامعة ليه

أحمر وجهها خجلاً و حزناً و لم تقوي علي الرد عليه ...بل أطرقت رأسها الي الأسفل

مد يده و قام برفعة و هو يقول : أوعى تطاطي راسك قدام حد أو عشان حد مهما كان ....أنتي معملتيش حاجة غلط تخجلي منها

دمعت عيناها بحزن و هي تقول : مش قادرة أستوعب الي حصلي ...و لا قادرة أصدق إنك أنت الي بتقول كده و بتعاملني كده كنت متخيله حاجة تانية خالص

نظر لها بعشق و قال بنبرة لينه : إنك مش قادرة تستوعبي الي حصل هنتناقش فيها....بس إنك مستغربه مني هقولك غلطانه

نظرت له بعدم فهم فأكمل : أولاً أنا واثق في أخلاقك ....و عارف إن مكانش فيه علاقة بينك و بينه يبقي أخد منك موقف وحش ليه ...ثانياً أنا حابب أوضحلك أني مش مجبور عليكي زي ما أنتي فاكرة ....مين في الدنيا ميتمناش يرتبط بوحده زيك

مفيش في طيبه قلبها ...جميلة ..رقيقة ..جدعة و بنت ناس محترمة ...أكيد يبقي حمار يعني لمؤاخذه

كادت أن تبتسم بهدوء إلا أن الأبتسامه قتلت في مهدها حينما أكمل قائلاً بقوة ....

و علي الناحية الأخري....بعد أن قال كلماته التي أستفزتها....قالت له بتحدي تمام خليك عند كلمتك بقي ...و فقط أغلقت الهاتف في وجهه و قبل أن يسبها حتي و يعيد الأتصال وجد منها مكالمة صاردة و لكن ....برقت عيناه حينما علم ما تنتويه تلك الشيطانة

عض علي شفته السفلي بجنون حتي آدميت بعدما فتح مكالمة الفيديو ليراها أمامه بهيئه الهبته و ما زاد الطين بله حينما سمعها تقول بنبره يعلم مغزاها جيداً :......

ماذا سيحدث يا تري

سنري

عشق و عمر


الفصل 

السادس عشر 


شعور النجاح له مذاق خاص ...لا يعلم نكهته إلا من ذاق حلاوتة

و ها هي تلك القوية التي تحدت الظروف و الشيطان الذي يسكنها ....تمسك بيدها أول نقود تتقاضاها منذ سنين ....بكت و هي تسجد سجده شكر لله ....أكرمها و رزقها و هي داخل بيتها

و الصغار يقفون أمامها بفرحة رغم عدم تصديقهم لما حدث ....سؤال واحد يدور داخل كل منهما ...أحقاً لن نحتاج الي أبينا الذي كان يتخذ منا عبيداً له

رفعت جسدها ثم فتحت ذراعيها لتستقبل داخلها أولادها الذين لا تملك غيرهم في هذه الحياة

ضمتهم بقوة حانيه و هي تقول : اللهم لك الحمد خلاص يا حبايبي ربنا كرمنا و مش هنتذل ليه تاني...ربنا يرزقني برزقكم و أجبلكم كل الي عايزينه

أبتعد يوسف عنها و قال بفرحة : أنا مش مصدق نفسي يا ماما ...و الله أنتي بطله ...أشتغلتي و كسبتي و أنتي في بيتك

علا : ربنا بيرزق الدودة تحت الحجر يا حبيبي ....أنا أتوكلت عليه و أحسنت الظن بيه الحمد لله

نها : عايزة فون جديد يا ماما الفون الي بابا أداهولي بايظ ....و هو كل شويه يقولي أنا جبتلك فون ده أحسن حاجة دا مش عارف أيه

ضحكت علي طريقة أبنتها المغتاظه ثم قالت : إن شاء الله هجبلك أنتي وأخوكي ....بس شويه كده أجمع مبلغ يكون معانا عشان منحتاجش ليه و لا لغيرة

يوسف : كده يا ماما ممكن نمشي و ناخد شقه لوحدنا مبقناش محتاجينلو

تنهدت بهم ثم قالت : يا حبيبي الخطوة دي مش سهله أبدا ....حتي لو معانا فلوس و ونعتمد علي نفسنا ...بس أبوك مش سهل و أستحاله يسبني

لمعت عيناها بدموع و هي تكمل : آخر مرة بقولو أبوس إيدك طلقني عشان خاطر العيال ...قالي أطلقك عشان تعيشي مرتاحه أنسي

بعدها بقولو يعني أيه غير الكلام في ثانية ....المهم يا حبيبي مش وقت الكلام ده سيبها علي الله و هو هيدبرها أحسن مني

نها : أنا خايفة بابا يعرف إنك بتشتغلي هياخد منك الفلوس تاني

علا : متخافيش يا حببتي أنا عاملة حسابي كويس و ربنا يسترها معايا إن شاء الله ...أطمنو و متفكروش في حاجة غير مذاكرتكم و بس

يوسف : و الله بذاكر يا ماما بس هو ديماً يقولي يا فاشل و إن ولاد صحابه أحسن مني

علا بقوة: مش أنا فهمتك حالته يا يوسف ...الي زي ده بيدمر كل الي حواليه حتي ولاده أهم حاجة عنده ميكونش في حد أحسن منه

إحنا بقي نعمل أيه ...نظرا لها بإهتمام فأكملت : نتجاهل أي كلام وحش بيقوله و نكون واثقين من نفسنا ....كل الي عليكم تتجاهلو أي حاجة بيعملها ...نظرت للأمام بغل و هي تكمل : و سيبوني أنا أتصرف معاه زي ما سمعت الدكاترة عاليوتيوب

يوسف : حاضر يا لولو المهم أنا جعان نظر بخبث و أكمل بمزاح : في أكل و لا

ضحكت بصخب و قالت : عملت بانيه ليكم و هو مكرونة زي ما قالي أعملها

ضحكت نها و قالت : هناكلوه تحت البطانية زي إمبارح عشان ميشوفوش و يقول منين أو ياكلو هو ههههههه

ضحكو معها و أكمل يوسف : بالظبط كده بس أهم حاجة عود البخور عشان يغطي علي الريحه

ضحكت علي مزاح أطفالها و لكن بداخلها قهر ....يخبؤ الطعام حتي لا يراه و يحرمهم منه ...تذكرت بالأمس حينما قال أنه لا يملك المال كالعادة و كان يجلس اليوم كله في المنزل

ظلت هي و الأطفال جائعين طوال اليوم الي أن أتي المساء و بمجرد أن دلف لينام قامت بطلب وجبه جاهزة من أحد المحلات حتي لا ينامون و هم جياع كما كان يحدث سابقاً

هرج و مرج بل زحام كبير يحدث داخلها بعدما سمعت كلماته الحانيه العقلانيه ....تخجل من نفسها ...لا تعلم ماذا تقول و لكنها حقاً شعرت إنها بحاجة الي التحدث مع أحدهم

ريم : كلامك ده لخبطني و خنقني أكتر

نظر لها بذهول و قال : ليه يا ريم ...أنا مكدبتش عليكي و ربنا يعلم

بكت ثم قالت : عارفة يا أحمد ...بس المشكلة فيا أنا ....مش لاقيه حد يفهمني حتي لما بتكلم مع البنات يا إما بيهاجموني أو بيقولو كلام عادي الي هو مناسب للموقف و خلاص

أمسك كف يدها بحنو ثم قال : طب ما تجربي تتكلمي معايا و شوفي يمكن ردي يريحك

ريم : أنت بالذات مينفعش أتكلم معاك أو أقولك الي جوايا

فهم ما تعنيه فقال سريعاً : ثقي فيا ...أنسي أن إحنا مرتبطين ...أتكلمي و خرجي كل الي جواكي مهما كان أنا هسمعك و هفهمك صدقيني

نظرت له بشك و لكن نظراته الحانيه شجعتها...أو أحتياجها لإخراج ما تحمله من هم جعلها تطلق العنان للسانها كي يصف ما تشعر به

أنا مقهورة أوي يا أحمد ...الموقف الي أتحطيت فيه كان أكبر من أني أتحمله ...بفكر لو مكنش خالو و عمر صممو أني مقولش لحد في الجامعة علي الخطوبة ....طب لو كانو صحابي حضرو و أكيد كنت هقولهم أنه هو العريس كان هيبقي شكلي أيه

طب لو أنت ما أنقذتش الموقف و بقيت العريس قدام الناس كان أهلي هيتفضحو

كل ده كوم و الي عمله فيا الزبالة ده كوم تاني ....أنا معملتش معاه حاجة وحشة ...أنا متعاملتش معاه أصلا و لا عمري حاولت أكلمه ...و لما جه كلمني و قالي أنه بيحبني و عايز يتعرف عليا رفضت

حاول معايا كتير بس كنت بصده ...كنت عارفة سمعته الزفت مكنش عندي أستعداد أكون واحدة من البنات الكتير الي في حياته

بس تصميمه و قسمه أنه بيحبني خلاني من جوايه أحس أني مختلفه عن كل الي عرفهم يمكن ده الي شدني ليه

هو الي قالي عايز يخطبني أنا ماجبرتهوش علي حاجة ...عشق كانت ديماً تقولي أنتي محبتهوش بس مكنتش بصدقها

لما حصل الي حصل بعد ما فوقت من الصدمة حسيت إن كل الي قاهرني أني صدقت واحد زي ده و مسمعتش كلام أهلي ....مكنتش هسامح نفسي أبدا لو كنا أتفضحنا قدام الناس ...حاجات كتير بس أكتر حاجة وجعاني ضميري الي بيأنبني بسبب أهلي ...مكنوش يستاهلو أني أقف قدامهم عشانه

كلهم فاكرين أني زعلانة و بتعذب عشان بحبه و خاني

كان يسمعها بي أنتباه شديد و حينما وصلت لتلك النقطة قال بلهفة رغماً عنه : ما ده طبيعي يا ريم ...كلهم عارفين كده بسبب تصميمك عليه

هزت رأسها برفض و قالت بصدق : المشكلة أني مش لاقيه وجع جوه قلبي عشان الشخص نفسه ...الي واجعني كل الي قولتهولك مش أكتر

رقص الفرح داخل مقلتيه ناهيك عن صخب قلبه الذي كان يقرع الطبول داخله

تمالك حاله و قال بتوجس : أنتي عارفة إن فرحة إنهارده

أبتسمت بجانب فمها ثم قالت: الحقيقة لا مش متابعة أي حاجة تخصه ...واحدة من صحباتي كانت بتكلمني عشان زعلانة لأني معزمتهاش

قالتلي في وسط الكلام إن الجامعة كلها مستغربه أني أتخطب فجأة لحد ميعرفهوش و في نفس الوقت هو يخطب واحدة زي دي ...الكل كان متوقع أنه يخطبني أنا

الصراحة مهتمتش أوي بكلامها و غيرت الموضوع بعد ما سألتني هحضر فرحة و لا لأ

أحمد بإهتمام : عشان كده مكنتيش عايزه تروحي الجامعة

ريم : بصراحة أه ...يعني أنا مش بعرف أكدب و أكيد في ناس كانت أخده بالها أنه بيكلمني أوقات...و أكيد هو كان معرف صحابه أنه هيرتبط بيا

رفعت كتفيها ثم أخفضتهم و هي تكمل بحيرة : مكنتش عارفة هقول أيه ...فا قولت أغيب شويه تكون الحكاية أتنست شوية

أبتسم براحة لم يعرف لها طعماً منذ فترة ...نظر لها بعشقاً خالص ثم قال برزانة : أولاً محدش له حاجة عندك ...ثانياً أنتي مش هتكدبي علي حد لأن أصلا مكنش فيه حاجة بينك و بينه و دي أنا واثق منها

بمعني الي هيسألك عليه هتقولي أنتو فهمتو غلط مفيش حاجة من دي أصلا ....نظر لها بقوة حانيه ثم أكمل بتردد و لكن بنبرة ثابتة : قوليلهم أنا و ابن خالتي بنحب بعض من زمان و أتخطبنا ...بس كده

أحمر وجهها خجلاً ثم قالت بمزاح كي تداري خفقان قلبها الشديد : دبست نفسك في جوازة و قولنا ماشي ...كمان حب ...كده كتير ههههه

مال بجرأة علي وجنتها و أهداها قبلة حانيه رغم قوتها ...لم يهتم بصدمتها

أبتسم و قال : أحلي تدبيسه في الدنيا ...بالله خليني مدبس كده أنا مش عايزة أفوك أبدااااا

ذلك العشق العاقل الرزين ...يشوبه بعض الجنون و لكن أساسه العقل

علي النقيد تماماً ...هناك جنون أساسه و منشأه العشق ...لا يوجد به منطق أو عقل ....فقط الجنون الذي جعل عشقهما مختلف كل الإختلاف عن غيره

فتلك المجنونه التي أقسمت علي أن يأتي إليها بكامل إرادته...بعد أن أجبرته يحادثها عبر مكالمة مرأيه

في نفس اللحظة كانت تتخلص من ثيابها التي من الأساس لم تكن تستر شيء

تناظرة بتحدي و هي تجلس بتلك الطريقة المهلكة ...لم تتفوه بحرف ...أكتفت ب أبتسامه متشفيه بعدما رأت جحوظ عيناه ناهيك عن عظمة الحنجرة التي كانت تصعد و تهبط ببطيء و صعوبة

حقاً رفع لها القبعة كان فخوراً بتربيته لها رغم غليانه و غضبه منها ...تعلم مفاتيحه و جرأتها معه تثير جنونه و تلغي عقله

حاول التشبث بحبل الثبات الواهي ...أفترسها بعينه التي كان يخرج منها لهيب الرغبة

تحدث بنبرة باردة رغم تحشرجها و قال بوقاحة : حلو الشو ده ...المفروض كده أضعف و أجيلك جري صح

سحبت قميصه الذي تحتفظ به لديها ...أرتدته أمام عينه المشتعله بتمهل ثم قالت بجرأة بعدما عضت شفتها السفلي بأغواء : أنا مش محتاجة أعمل شو علي فكرة ....لأني واثقة إنك حافظ كل حته فيا و قاعد بتغلي عشان تلمسها من قبل ما أكلمك حتي

غلي الدم في عروقه ...تظاهر بالبرود حينما أراح ظهره الي الخلف رافعاً ذراعه كي يضعها خلف رأسه ثم قال بوقاحة : الحال من بعضه ...فالعموم لو عايزاني أنا في الخدمة يا بنت خالي ...أهو يبقي بالحلال قبل ما نبعد

هنا و لم تتحمل أكثر ...مجرد كلمه كانت بمثابة خنجر طعن قلبها العاشق له

أنتفضت من مجلسها و قالت بجنون و تحدي لا يقوي علي التصدي له : و لا حتي في أحلامك تقدر تبعد ...أنا بجري في دمك يا عمر ...أنا روحك ...و محدش بيفارق روحه ....غير بالموت ....و فقط ...أغلقت الهاتف في وجهه ثم القته بغل فوق الفراش

ظلت تشد شعرها و هي تدور حول نفسها بجنون ...أتجهت نحو خزانه الملابس و أخرجت أول ما طالته يدها ...أرتدت سريعاً و هي تحارب دموعها التي تريد الأنفجار من مقلتيها....أتجهت للخارج و هي تحاول أن تري الطريق أمامها

أما هو ...زفر بغضب جم ثم قال : طب ما أنتي عارفة يا بنت الكلب أمال أيه بقي ...أخلصي و تعالي أعتذري...هخدك في حضني حتي من غير ما أعاتبك ....وحشتيني يا عشقي ...هموووت عليكي

فتحت الباب دون أن تطرقه...نظرت لها حبيبه بعدم إهتمام و هي جالسة فوق فراشها تتصفح هاتفها بهدوء

أتجهت لها ثم صعدت فوق الفراش من الناحية الأخري...وضعت رأسها فوق صدر أمها و قالت بحزن: متزعليش مني

رغماً عنها غلبتها عاطفة الأمومة....لفت ذراعها حول طفلتها الباكية ...ثم رفعت الأخرى لتملس علي شعرها و هي تقول بحنو : أنا مش زعلانة منك ...أنا زعلانة عليكي

ردت عليها من بين دموعها المنهمرة بغزارة : أنا مش عايزاة يسبني يا ماما ...مش هقدر أعيش من غيرة

حبيبه بحكمة: يبقي تمسكي فيه بإيدك و سنانك و تعقلي ...دلعك و جنانك هما الي هيخلوكي تخسريه يا قلب أمك

أبتعدت عنها و قالت بجنون : أعمل أيه يا ماما ...بغير عليه بتجنن لما بشوف واحدة بتبصله و لا يتقرب منه ...وقتها عقلي بيتلغي

حبيبه: الغيرة حلوة و الجنان مطلوب ...بس يا حببتي الي بتعمليه ده مش غيرة ...أنتي بتقلي منه و من نفسك قدام الناس

الي بتحاول تقربلة دي مش محتاجة إنك تضربيها عشان تبعد ...كده هتحس إنك خايفة منها و مش واثقة من نفسك

مجرد ما هتمسكي إيده و تبصلها بتحدي هي كده الي هتخاف تقرب ....أما جنانك ده جميل بس جوه البيت مش بره يا عشق

جننيه و خلية طول الوقت مشغول بيكي ...و أنتي جوه بيته ...لكن بره خليه ديماً يبقي واثق إنك بتشرفيه في أي مكان و بترفعي منه قدام الناس...ده الصح يا حببتي

عشق : أنتي كنتي بتعملي كده صح ...طب علميني

ضحكت حبيبه ثم قالت بحنين : أنا و أبوكي طريقة معرفتنا مكنتش الطف حاجة ...أنتي عارفة القصه ...الفرق الي بيني و بينك إن عمر حبك من يوم ما أتولدتي ...آه عرف ستات و أنتي صغيرة بس كنتي في قلبه و عارف إنها فترة و هتعدي

إنما أنا عرفت أبوكي و حبيته و هو أشهر و أكبر نسوانجي في البلد ...كان رافض الجواز ...مكنش عنده أستعداد يعيش مع واحدة بس

حبني و حبيته ...جننته و هو طير النوم من عيني ...الي مرينا بيه كان كفيل يخلي كل واحد فينا يتمسك بالتاني لآخر نفس

عشق : بس كنتي مجنناه يا ماما ...ديماً بيحكيلي

حبيبه : كنت و ما زلت الصراحة...بس زي ما قولتلك جوه بيته و في حضنه إنما برة ...بيبقي ملك محدش يقدر يرفع عينه فيه و أنا أولهم

تنهدت عشق بهم ثم قالت بحيرة: طب أعمل أيه ...أعتذرله عشان مسبنيش

حبيبه بقوة : أما يجيلك أعتذري

نظرت لها بعدم فهم فأكملت : ماهو الكلمة الي قالها دي مينفعش تعدي كده با الساهل....مهما حصل بينكم المفروض متخطرش علي باله أصلا مش يقولها قدام الكل ...لازم يتربي عليها و وقتها أعتذري و توعديه إنك هتعقلي

زفرت بحنق ثم أكملت بغيظ : و بعدين مش تربيته هو و هاشم كانو فاكرين هتطلعي أيه يعني

عشق بحزن : هاشم ...هو فين هاشم ماهو باعني خلاص

حبيبه بغيظ : مين الي باعك يالي تنشكي....ده كل خمس دقايق يتصل بيا ....البت فين...البت أكلت ...البت شربت ...طب خرجت من أوضتها

و لما يقولي روحي أطمني عليها و أقوله لا يبهدلني و يقفل السكه في وشي

ضحكت عشق بهدوء ثم عانقتها بحب و قالت : ربنا يخليكي ليا يا فراوله ...أنتي صح أنا هعمل بكلامك خلاص و هبطل جنان

بعد أن ضمتها بحنو أبعدتها و قالت بمزاح : مش مصدق بوقك يا خلف

حكت عشق رأسها و قالت بتردد مازح : اااا...هحاول يعني هحاول بقي و خلاص

نظرت للأمام بجدية و تصميم ثم أكملت : و حياااات أمه لأخليه يلف حوالين نفسه ابن أمل .....


ماذا سيحدث يا تري

سنري

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع